بحار تموت عطشا

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جميعنا نعرف تلك السيوف الليزرية المضيئة الرهيبة التي ظهرت في السلسلة الملحمية حرب النجوم لكن ألم يسأل أحدكم نفسه لم
لا توجد مثل هذه السيوف في حياتني الواقعية وتستعمل في أحد المبارزات أو المعارك ؟



الفكرة وراء سيف الضوء بسيطة جدا لكنها عبقرية نوعا ما فهو عبارة عن سلاح خفيف الوزن ومدمر يستخدم شفرة من الطاقة، ليس فقط لتمزيق أوصال الأعداء، وإنما كدرع فعال يصد طلقات الليزر القاتلة! لكن، لماذا لا يوجد سيف ضوء حقيقي على أرض الواقع إلى الآن؟ بالتأكيد هناك آلاف العلماء والفيزيائيين من مهووسي سلسلة حرب النجوم … مهووسين يتمتعون بالقدرة والشغف اللازمين لصنع واحد من هذه الأسلحة الخلابة! لمَ التأخير إذن؟


حسنًا، الطريقة المنطقية والواضحة لصنع سيف ضوء هي بالاستعانة بأشعة الليزر؛ شعاع ليزر براق وموجه. لكن على الرغم من أن تقنيات الليزر في تحسن وتقدم مستمرين لصنع خيوط وأشعة ليزر أكثر فعالية وعملية، فلا زلنا أبعد ما يكون عن صنع سيف ضوء من الليزر.
لكن هذه الفكرة تواجه تحديات كبيرة منها

التحدي الأول :هو جعل طول شفرة سيف الضوء مناسبًǺ فلنقل مترًا أو أقصر قليلًا. لفعل هذا، يجب أن نجبر شعاع الليزر على التوقف عند نقطة معينة بعد انطلاقه؛ وهو أمر ليس بالسهل على الإطلاق لأن الضوء يحب الانطلاق والسفر في الفراغ بلا توقف طالما لم يقابل ما يعيق تقدمه. أحد الحلول بالطبع قد يكون وضع مرآة صغيرة في نهاية الشفرة، لكن بعيدًا عن حجم الإحراج الذي سيواجهه حامل سيف الضوء بينما يلوح بدعامة طويلة تنتهي بمرآة يتألق الليزر بداخلهǺ سيكون هذا السيف هشًا لا يؤذي أحدًا ( لقد خاب أملي حقا )

التحدي الثاني : هذه الشفرة اللامعة ستحتاج إلى الكثير من الطاقة حتى تصبح قادرة على شق المواد واختراقها. لكنه يتطلب عشرات الكيلو واطات من الطاقة! لذا، فمصادر طاقة هذه الآلات ضخمة للغاية ولن يمكن تقليص واحد ليلائم مقبض سيف الضوء الذي يجب أن تمسك به اليد الواحدة. بالإضافة إلى أنك ستحتاج إلى آلية تبريد لا يستهان بها لمقبض السيف حتى لا تحترق يدك!

لكن حتا لو كانت سيوف ليزر فلن تكون تلك الملحمية في المبارزات بأصوات إصطدام السيفين
و تطاير الشرارات هنا وهناك (وهذا هوا الجزأ المشوق )
لكن السيفين لن يصطدما معا حقا بل سيعبر أحدهما الآخر بكل لطف وسلام لأن الضوء يبقى مجرد ضوء فحسب ,فالليزر يسلط ويركز الضوء في اتجاه واحد بشكل مكثف حتى أن الناظر لن يستطيع رؤية الشعاع نفسه إلا إذا نظر إليه بشكل رأسي إلى نقطة انبعاثه! وهذا هو نفسه السبب الذي يجعلنا نستعين بالدخان أو الضباب الاصطناعي عند إطلاق خيوط الليزر في الحفلات حتى يمكن رؤيته. هنا، تلعب جزيئات الدخان كعواكس دقيقة الحجم تنشر ضوء الليزر وتجعله مرئيًا للناظرين.
~
ضاعت أحلامي لحمل مثل هذه السيوف يوم ما (لكن ليس للقتال به فقط لتقطيع البصل )
~
لكن مهلا لحظة لم ينتهي المقال ولا تفقدو الأمل مثلي فهناك طريقة لصناعة مثل هذه السيوف

البديل الجاهز هو البلازما! الغاز الحار كقلب الشمس، والذي يبلغ من حرارته أن تتفتت الذرات إلى مكوناتها الرئيسية: الإلكترونات والأنوية. يتم توليد البلازما بتعريض غاز خامل لشحنات كهربية قوية ما يكسبها درجات حرارة صاهرة تصل لملايين الدرجات السيليزية!

لكن مهلا لحظة كيف يمكن تحويل البلازما إلى سيف أو جهاز فعال ؟؟

هذا بسيط نوعا ما وذلك بوضع مصدر طاقة صغير لكن قوي في مقبض السيف ووصله بأنبوب رفيع وطويل مشحون كهربيًا ويطلق زخات من الغاز حوله. عند تشغيل سيف الضوء البلازمي، سيتوهج الأنبوب ويتحول الغاز المحيط به إلى بلازما تشع ضوئها في كل صوب. ستتكفل حرارة البلازما الصاهرة بإذابة كل ما يلامسها وشق أي جسم بشكل نظيف وسريع! (هذا حقا رائع يمكنني تقطيع البصل دون أن أدرف الدموع )

لكن الأمر الرائع في البلازما أن ألوانها تختلف على حسب الغاز المصنوعة منه فمثلا ضوء النيون الأبيض الذي نراه في مصابيحنا التقليدية ما هو إلا غاز النيون في حالة البلازما داخل أنبوب الإضاءة! على نفس المنوال، يمكن صنع سيف ضوء أخضر باستخدام غاز الكلور، بينما سنستخدم غاز الهيليوم لصنع سيف ضوء أحمر أخاذ! هكذا يمكننا تمييز الأعداء من الحلفاء حال اندلاع أي حرب مستقبلية! (أو لتقطيع البصل بشكل رائع )

لكن لا تأخدو الأمر بجدية كثير (مثلي تماما) فهناك تحديات تواجهها هذه الفكرة لامعة فمثلا هناك صعوبة لمعرف طريقة لتخزين الغاز المستعمل و وتصميم الخزان بشكل يناسب قبضة الكاتانا (السيف) و يضخ الغاز دون توقف

لكن حقا هذا يبشر بالخير فقريبا سيتم التوصل لحل فعال لهذه المشاكل



وفي الأخير أتمنى أنكم إستفدتم من المقال
نلتقي في مقالات أخرى

في امان الله