تبدوا الأمور ، في أعين الناس عادية ومتشابهة
إلا الكاتب ، يراها بطريقة مختلفة
ملاحظة واحدة صغيرة ، تدخله بسرعة في عالم آخر تماماً ، وتغرقه في دوامات لانهائية ، من الأفكار المتداخلة .
كتابة وتأليف / الآنسة قلم
رأتها جالسة على كرسي في الحديقة العامة ، تكتب قصتها ، فاقتربت منها ، لتسألها بلطف :
_ ما الذي تكتبينه ؟
رفعت الأخيرة رأسها إليها ، لتحيبها بابتسامة باردة غير مبالية
_ كل شيء تكرهينه !
لو كان العالم بطيبة قلب أمي ، لأصبحت الأرض جنة وسلام
لكن هيهات ... لا بشر كأمي .. فكلهم فداء تراب قدميها
........
بعضا من روحي .. خواطر من تأليفي .. بقلمي اصنع عالمي .. الآنسة قلم
بالرغم من ضجيج عالمي الداخلي ، بالرغم من جنوني المحلق هناك في أعالي السماء ، من دون أجنحة ذوي ريش ساحر
إلا أن الواقع هنا مختلف ، أو بالأحرى أنا فيه مختلفة كل الاختلاف
أعيش بينهم بجسدي ، اضحك معهم وأحيا ، إلا انني احيا بغير حقيقتي ، لا اعرف كيف حقا ! ، لم شخصيتي هنا في الواقع تختلف عن شخصيتي هناك في عالم الخيال ؟
أيهما انا ؟ و أي الشخصيتان تمثلانني بشكل اصدق ؟
هل الهادئة
من اكبر نعم الله علينا
أنه عندما يسلبنا شيء ما ، - بغية الامتحان كوننا مؤمنين - ، نعتقد بوحدانيته وعدله ولا معبود سواه ، هو انه يعوضنا بشيء أكبر ينسينا ألم نقصنا ، وغالبا ما يكون التعويض أجمل حتى من النقصان نفسه ...
وهذا بالضبط ما فعله ربي معي ...
عوضني عن نقصي ، بعالم كامل خاص بي
فالحمد له على حسن بلاءه وعظم نعمه