حين كان أربعة من أطفال عائلتي يلعبون أمامي أردت مشاركتهن وتعليمهن شيئاً في الوقت نفسه
نظرت إليهن وأنا أقول " لنلعب سوية , سأقوم بالرسم لكم وأنتم ستقومون بالتلوين ولكن من يبتدئ اسمها بحرف اللام لن تشاركنا اللعب!"
نظر أربعتهم إلي بتعجب ,ابتدءا ب لمى التي تكبرهم "سبعة سنوات" ومن ثم دينا "ست سنوات" إلى
لانا "خمسة سنوات" وحتى لمار الأصغر"ثلاث سنوات
التي لم تفهم إلا جزء الرسم وكانت سعيدة به
ابتدأت بسؤال دينا
هناك الكثير من الشخصيات التي أحببناها وأحببنا رسوماتها وبطولاتها في الانمي
بطريقة ما وجدنا أنفسنا نتعلق بها ونجعل منها أساطير بكل سيئاتها وحسناتها
ولكن ماذا لو كان الخيار في أيدينا لو خيرت بين أن تختار شخصية من إحدى الأنميات وتعيش دورها
فتمر بكل مامرت به من مآسي وأفراح
ووجدت نفسي أستبعد سالي فلا أتمنى أن أعيش الذل والمهانة التي مرت بها وإن كانت النهاية
تمر على الإنسان مشاعر عدة تتفاوت بين الحب والغيرة والكره والخوف والحزن
اختبرت معظم هذه المشاعر ومررت بها بل وتعلمت منها
ولكنني مررت مؤخراً بشعور جديد لم اعرفه مسبقاً
كنت يومها قد استلمت وثيقة التخرج وقبل أن أغادر أبواب الجامعة وإلى الأبد
مررت بصديقاتي اللاتي كنّ يستقبلن فصلاً دراسياً جديداً
وقفت بينهم وأنا أرفع وثيقتي عالياً حين صاحت إحداهن : اتمقلوا يابنات شوفو وثيقة التخرج كيف شكلها
رأيت في أعينهن نظرات الغبطة
تسللت على أطراف أصابعي إلى المطبخ لأشرب كأساً من الماء حين وقعت عيناي على منظر تجمهر جماعة من النمل
على حشرة تكبرهم حجماً
كانت كلما تبتعد عنهم يعيدون التجمهر حولها فتأتي إحداهم وتقترب منها كأنها تعضها
وتريد الإطاحة بها فتفعل أختها مثلها وهكذا
ولكن تلك الحشرة مازالت تقاوم وهي تحاول الابتعاد عنهم و تسير بخطى بطيئة إثر هجماتهم المتكررة
لحظات سريعة نمل لا يكل , يجتمعون فتباغتهم وتهرب ويعيدون التجمع من جديد وعلى هذا المنوال
.
اعتدت أن أقول لأخواتي مازحة عندنا يتفقن عليّ بأن هناك ثمّة مدونة خفية مرتبطة بنبضات قلبي أدون بها كل شيء
فإذا ماتوقف النبض فإنها ستظهر لهن وسيعرفنّ أنهن لم يكنّ سوى أخوات السندريلا اللئيمات
مازلت ابتسم كلما تذكرت مدونتي التي لاجود لها سوى في مخيلتي وسخرية اخوتي من مدونتي العجيبة
كانت تلك هي مدونتي الأولى حتى استفتحت مدونة حقيقة ولكنني ربما من شدة حماسي لها
نسيت كلمة المرور ولذا فإن هذه هي مدونتي الثالثة وأرجوا أن تكون أفضل حظاً