هل يوجد شيء يغير القدَر ؟

هل يوجد شيء يغير القدَر ؟


السؤال

ما هي الأشياء التي يمكن أن تغير القدر وما قد كتبه الله لنا ؟.









الحمد لله.
لا يوجد شيء يغير القدَر ؛ لأن الله تعالى قال : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحديد / 22 ؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم قال " رفعت الأقلام وجفَّت الصحف " – رواه الترمذي ( 2516 ) وصححه من حديث ابن عباس - .
قال المباركفوري :
" رفعت الأقلام وجفت الصحف " أي : كُتب في اللوح المحفوظ ما كتب من التقديرات ، ولا يكتب بعد الفراغ منه شيء آخر .
" تحفة الأحوذي " ( 7 / 186 ) .
والكتابة نوعان : نوع لا يتبدل ولا يتغير وهو ما في اللوح المحفوظ ، ونوع يتغير ويتبدل وهو ما بأيدي الملائكة ، وما يستقر أمره أخيراً عندهم هو الذي قد كتب في اللوح المحفوظ ، وهو أحد معاني قوله تعالى : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) الرعد / 39 ، ومن هذا يمكننا فهم ما جاء في السنة الصحيحة من كون صلة الرحم تزيد في الأجل أو تُبسط في الرزق ، أو ما جاء في أن الدعاء يرد القضاء ، ففي علم الله تعالى أن عبده يصل رحمه وأنه يدعوه فكتب له في اللوح المحفوظ سعةً في الرزق وزيادةً في الأجل .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية :
عن الرزق هل يزيد أو ينقص ؟ وهل هو ما أكل أو ما ملكه العبد ؟
فأجاب :
الرزق نوعان :
أحدهما : ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير ، والثاني : ما كتبه وأعلم به الملائكة ، فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب ، فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقاً ، وإن وصل رحمه زاده الله على ذلك ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَن سرَّه أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصِل رحِمه " ، وكذلك عُمُر داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين ، ومِن هذا الباب قول عمر : " اللهم إن كنت كتبتَني شقيّاً فامحني واكتبني سعيداً فإنك تمحو ما تشاء وتُثبت " ، ومن هذا الباب قوله تعالى عن نوح ( أنِ اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم و يؤخركم إلى أجلٍ مسمَّى ) ، وشواهده كثيرة ، والأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدَّره الله وكتبه ، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه واكتسابه : ألهمه السعي والاكتساب ، وذلك الذي قدره له بالاكتساب لا يحصل بدون الاكتساب ، وما قدره له بغير اكتساب كموت موروثه يأتيه به بغير اكتساب .
والسعي سعيان : سعي فيما نصب للرزق كالصناعة والزارعة والتجارة ، وسعي بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق ومحو ذلك ، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
" مجموع الفتاوى " ( 8 / 540 ، 541 ) .

الدعاء يغير القدر

القضاء والقدر
القضاء هو ما كُتب عند الله تعالى والقدر هو ما يحدث بالدنيا , ومعلوم ان الله تعالى قد كتب على ابن آدم ما اختاره ابن أدم لنفسه فمن صفات الألوهية العلم والقدرة والقوة فالله تعالى علم مسبقاً ان فلان سيختار كذا وقت الاختيار فكتب ما اختاره الانسان لنفسه وليس مجبورا عليه.
أما عن القدر فالدعاء يرد القضاء كما جاء في الحديث فيكون الدعاء على ثلاث انواع إما يكون قويا فياخذ القضاء ويرفعه للسماء وإما يكون ضعيفا فيأخذه القضاء وينزل وإما يكون متساويا فيعلقان .
هذا والله اعلى واعلم

مما علمته والله أعلم أن القدر هو الذي لايتغير بينما القضاء هو الذي يتغير
فالقدَر هي المقدرات التي وضعها الله ضمن قوانين الطبيعة والحياة كالموت يُعتبر قدرًا وليس قضاء فالجميع سيموتون لامفر من القدر
فلا نجد عاقل يدعوا الله بأن لايموت أبدا لأنه مؤمن بأن لا مفر من هذا القدر "الموت" لكن يدعو الله أن يطول عمره وعليه ان يأخذ بأسباب إطالة العمر فلا يدعو الله الصحة وهو مدخن أو متهور في وضع نفسه ضمن المخاطر المؤدية للموت.
الليل والنهار الأمراض والعلل الحر والبرد الحزن والفرح كلها أقدار لها موازينها وحسبتها من كلمة قدر وكم.
بينما القضاء من ضمن معانيها الأمر وله معاني أخرى وردت في القرآن كمعنى أخبر وأنهى عكس أمر..
والله يقضي في أمره , والإنسان يقضي في أمره أي يأمر ويختار , وكما نقول قضت المحكمة وغيرها من استخدامات المفردة...