بسم الله الرحمن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركآتهـ
نرجو من الله أن تكونوا بخير
أكيد من العنوآن قد فهمتمـ ما أقصده وأرمي إليه ~
قآل صلوآت الله وسلآمه عليه : (من حوسب يوم القيامة عذب ) قالت عائشة : أوليس يقول الله [ فسوف يحاسب حسابا يسيرا ] ؟
قال : (ليس ذلك بالحساب ، و إنما ذلك بالعرض ، و لكن من نوقش الحساب يهلكـ )
قال تعآلى : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )
نعم يـابختـ عُكاشة رضي الله عنهـ , فقد قآل صلى الله عليه وسلم : (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب)
قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : ( هم الذين لا يسترقون . ولا يتطيرون ولا يكتوون . وعلى ربهم يتوكلون )
فقام عكاشة فقال : ادع الله أن يجعلني منهم قال : (أنت منهم) . قال : فقام رجل فقال : يا نبي الله ! ادع الله أن يجعلني منهم .قال : (سبقك بها عكاشة)
أتسآءل ماكآنـ شعور ذآك الصحآبيـ الذي سبقه عكّآشة ؟
لقد تخلص من الحسآبـ يوم يـقفـ المرء تشهد عليهـ حوآسهـ , يدآه , عينهـ , أذنآه , أرضهـ و ...
ماذآ عسآه يقول وماذآ عساه يعتذر ~
يومـ يهلك المرء من ذلكـ فترآه يقولـ ياليتي لم أكن شيئاً مذكوراً
يوم يقفـ المرء ليحآسبـه خالقه على ماقدّمـ وعلى مااقترفه من أخطاء وذنوبـ ><
إذن الحسآب هلآك بحد ذآتهـ , كمآ قآل رسولنآ الحبيبـ -_-
الـسبعينـ ألفـــ والعدد
عن عبد الله بن مسعود قآل : كنا مع النبي في قبة ، فقال : ( أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ) . قلنا : نعم ، قال : ( أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ) . قلنا : نعم
قال : ( أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ) . قلنا : نعم ، قال : ( والذي نفس محمد بيده ، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة
وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر ) . <البخآري>
و
عن أبي بكر الصديقـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قآل: ( أعطيت سبعين ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي عز و جل ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفا ) <الألبــاني>
فكم هو العدد ! (جعلنآ الله من بين هذه الأعدآد)
نعتبر هذه بحد ذآتها بشآرة كوننآ من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخوآني
غير أن ثلثيْ أهل الجنة هم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فقد قآل صلى الله عليه وسلّم : (أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم ) <الألبــاني>
فحمداً و شكراً لك ربـّي أن جعلتني من أمة حبيبكـ , امة خآتم الأنيآء , وسيد المرسلينـ , أمة صآحب الخـُلق العظيمـ
لا يسـْترقون ولا يتطيـّرونـ ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكـّلونـ
★ لايسترقونـ ★
ومعناه انهم لا يطلبون الرُقية ، وفى معناه طلب الدعاء من الآخرين في أمر دنيوي .
أما الرقية : فهي من جنس الدعاء، ومن رقى غيره فقد أحسن إليه، لكن قيــل يستــرقون , الألف والسين والتاء تفيد الطلب
مثل : استغفر: طلب المغفرة , استسقى : طلب السقية , استرقى: طلب الرقية، فـ( لا يسترقون )، أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم.
نشير هنآ لنقطة
● عدم الاسترقآء وطلب الرقية فيه عدم اللجوء للرآقي = توكّل وتفويض الأمر للهـ جل وعلا
★ لايكتوونـ ★
أخوآني نعلم أن الكي أحد طرق العلآج , والتي ذكرهآ الحبيب صلوآت الله وسلآمه عليه حين قآل : ( الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي ) <الألبـاني>
ذلك لا يمنع التدآوي بالكي لكنـ لا يغيب عن بآلنآ كرآهية ذآك الأمر.
سنشير لنقطتآن هنــآ
● تركـ الكي = ترك المكروه
● عدم اللجوء للتدآوي بالكي إن استعصى الشفآء بمآ سبقه من عسل وحجآمة = التوكّل على الله والرضا بقضآءه وقدره
★ لا يتطيّرونـ ★
المقصود بالتطير , أي التشاؤم ، فمعنى لا يتطيرون , أي لا يتشاءمونـ
ذلك لأنه قآل صلى الله عليه وسلّمـ : (الطيرة شرك ) <ابن القيّم>
نشير لعدة نقآط هنـآ
● الطيرة أمر محرم ,لابل هو من الشرك والعيآذ بالله , فترك الطيرة = ترك الحرآم
● عللآج الطيرة توكل على الله فقد قآل صلوآت الله وسلآمه عليه : ( الطيرة شرك ، و ما منا ، و لكن الله يذهبه بالتوكل ) <الألبـاني>
★وعلى ربهم يتوكلونـ ★
نعمـ فهذه الجلمة إجمآل بعد تفصيلـ وتعميم بعد تخصيصـ
فقد لآحظتم أخوتي ذآك القآسم المشتركـ في صفآت هؤلآء السبعونـ ألفاً , صفآتـ تدل على الاستسلآم لقضاء الله، وتلذذاً بالبلاء وصبراً عليه لمزيد من الأجر، وعدم حاجة للمخلوقين واستغناءً عنهم
ولجوءاً تاماً إلى الخالق، وتفويض الأمر إليه سبحانه اعتمآد بالقلب وحقيقة بالتوحيد
قآل ابن القيم : فالتوكل نصف الإيمآن
وقآل سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع الإيمان
فــ : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) وتذكروا ان الله عن ظن العبد بهـ ^^
ختآماً وبعد توضيح تلك الصفآتـ وبعد اطّلاع العين عليهآ لا يبقى سوى القلبـ والجوآرح أن تصدق وتبدأ بالعملـ
فمن منــّا لا يغبط الصحآبي عُكّاشة رضي الله عنهـ -_-
لا يسعني اللآن إلا ان أدعوا الله لي ولكمـ أن نكونـ من تلك الزمرة , ممنـ عفا الله عنهم الحسآبـ وغفر لهم خطيئآتهمـ وهمّوا بدخول الجنآنـ بوجوه كالقمر تضيئ برضآ الخآلق جل وعلا
نفعنآ الله وإيّاكم بمآ نقرأ ~ في حفظه ~
المفضلات