بلغتُ الأربعين ولا تزالي
لأعماقي وأشواقي تنالي

أما عشرٌ من السنواتِ تكفي
بأن تمحو غرامك من خيالي

بربك ما فعلتِ بقلب صبٍ
برى فيك الهلاك ولا يبالي

يحاول ما استطاع إليك قرباً
ويحلمُ بالمودةِ و الوصالِ

ويحلم أن يعودَ هنا صبياً
وأنت صبيةٌ بين الغوالي

يدللها تظلله بحبٍ
ويسقيها فتشرق بالجمالِ

وتطعمهُ العناقدُ يانعاتٍ
على الأغصانِ تربطُ بالحبالِ

ألآ ليتَ الزمانَ يعودُ يوماً
فيجمعني بمحبوبٍ وغالي

لهُ في القلبِ حبٌ لا يضاها
وعشقٌ لا يقارنُ بالمثالِي

كأني والليالي في عراكٍ
تحاصرني وتسرفُ في وبالي

بدونكِ كلها ظلمٌ وأمتٌ
فأين غربتِ يا قمر الليالي ؟

وأين رمت بكِ الأقدار دوني ؟
فبعدك فاق صبري واحتمالي

أقلبُ بين أوراقي فألقى
رسائلكِ التي جعلت رمالي

حدائق بالمودة مزهراتٍ
وجناتٍ تلألأ بالجمالِ

وصورتكِ التي ءآوي إليها
إذا ضاقَ الفؤاد وساءَ حالي

حياتي أنتي بعدك لا حياةٌ
سرورُ منكدٍ إن قيل سالي

ترى في الوجهِ بسمتهُ كبدرٍ
يحيطُ بهِ الخسوف على التوالي

أما لك مسقطٌ ولديكِ أهلٌ
واحبابٌ وأيامٌ خوالي

تودُ بأن تراكِ فأيُ قلبٍ
ملكتِ أم النوى انسى غزالي

فبدل جلدهُ أم عاشَ كرهاً
يئنُ ولا يبين لمن يوالي

أمرُ ببابها فيئنُ قلبي
وأدخلُ دارها فأرى زوالي

كأني فيهِِ في ساحات حربٍ
وذكراها تسابق لغتيالي

يقولُ الجالسين نرى دموعاً
على عينيك ألفتُ في شمالي

وأمسحها ولا يدرون أني
ذكرتُ حبيبتي فنسيتُ حالي

آلا خبرٌ يطمئنني فأسلو
ولو بإشارةٍ أو باتصالي

فإني إن سمعتُ وقيل عنها
بخيرٍ سرني وارتاح بالي


بقلم الشاعر /
أمين يعقوب أمين حربه