ـ " ابليس كان غبي " ـ تلك الكلمات مانت مجرد كلمات سمعتها فى احدي حلقات برنامج خواطر للشيخ الشعراوي رحمه الله و لكنها
أثرت فى نفسي كثيراُ و عندما فكرت فى هذه الكلمات قلت لما ابليس الذي كان في منزلة عالية جداً عند الله سبحانه و تعالي و ذلك
لانه لم يكن مثل الملائكة مجبر على الطاعة بل انه كان مخير إما ان يعصي أو يطيع و في كلتا الحالتين يوجد جزاء فى النهاية أى مثل
الإنسان تماماً و لكنه إختار الطاعة فلقد كان حُجة فى العلم و طاووس الملائكة و مع ذلك فى لحظة و بسبب كلمات تافهة لا تدل إلا على
التكبر و العصيان أضاع كل ذلك فعندما خلق الله آدم عليه السلام و أمر الله الملائكة بالسجود له فسجدوا جميعاً إلا هو و عندما قال
له الله " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " كان من الممكن لو انه عنده ذرة ذكاء ان يقوم بتعديل ذلك الخطأ الذي وقع فيه و يستغفر الله
و يقوم بالسجود و لكن تكبره منعه من ذلك و رد بكلمات غبية عندما قال " أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين " و كانت نتيجة
ذلك هو غضب الله سبحانه و تعالي عليه و أصبح من الكافرين و سيدخل النار فى النهاية يعني تبدل الحال فى لحظات قليلة جداً
و لو نحن أخذنا من هذا الموقف العظي فاننا من الممكن ان نقوم بتغيير أنفسنا فى لحظات فلو انك عاصي يمكنك ان تتوب توبة نصوحة
بمجرد ان تقوم بإحضار نية التوبة بداخلك و تقوم بالإبتعاد عن كل شئ حرام تعصي به الله و تستغفره و تتوضأ و تبدأ فى فرش
سجادة الصلاة و تصلي فقط كل ذلك لن يأخذ منك إلا 20 دقيقة بالكثير و لكننا نعقد الأمور دون ان نحاول ان نفعلها او نجرب ... و لو لاحظت
معي شيئاً بسيط و هو ان كل عاصي لا يستخدم عقله اى تلك النعمة الرائعة التى ميز بها الله الانسان فلو نظرنا إلي قصة فرعون
مثلاً نجد ان الله أثبت لنا انه فى قمة الغباء فلقد قال له الكهنة أن نهايتك ستكون على يد طفل سيولد من بني إسرائيل فعندها
أخذ يقتل كل طفل يولد و لكنه لو فكر فيما يفعله سيجد ان غبي لانه يقتل هؤلاء الأطفال فالكهنة قالوا له ان هلاكك او نهايتك ستكون
على يد طفل سيولد من بني اسرائيل و ليس انك لو قتلت الاطفال ستنجوا يعني معني هذا الكلام انك هالك لا محالة و كان من الممكن
ان تهرب احدي الامهات الى خارج مصر و تنجب هذا الطفل و يأتي هو و يهلكه كثير من الاحتمالات التى كانت قد تؤدي إلى ولادة سيدنا موسي
عليه السلام و نجاته و لكن الله أراد ان يربي هو هذا الطفل ويرعاه عندما أوحي إلى أمه ان تلقيه فى اليم و يقزفه اليم الى قصره
و يحنن قلب زوجته عليه و مع ذلك من رحمه ربك سبحانه و تعالي انه لن يحرم امه منه بل اعاده اليها مرة اخري كما نعلم و لهذا فلو فكر
كل منا في حاله سنجد ان الله سبحانه و تعالي قال لنا هذا هو الخير إذا فعلته نلت الجزاء الحسن و الجنة و هذا هو الشر إذا فعلته
فقد عصيته و تنال جزائك و هو النار و مع العكس فانه حتي الحرام الذي يحرمه عليك انما هو لمصلحتك لا أكثر و لكنه يجعلك تستمع به
في الوقت المناسب فعندما يحرم علينا الزنا فاننا نمارس الشهوة الجنسية و لكن فى الزواج و فى الحلال حتى نحفظ الفرج و نغض البصر
و الكل طبعا يعلم اضرار الزنا من امراض مثل الايدز و غيره حتى انه يجزيك عليه الحسنات لانك صبرت و عندما يقول لنا لا تسرق
حتي يمنعنا من اخذ مجهود الآخرين و الذي لا تقبل انت ان يفعل احد بك هذا و لكنه فى نفس الوقت يرزقك من حيث لا تحتسب فهذه هي
رحمه الله بنا و لكن فقط كل ما يجب ان نفعله هو اننا نستخدم عقلنا و نفكر و فى النهاية لن تحرم في الدنيا و يتجزي بأفضل منها
آلاف آلاف المرت فى الجنة فستري ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ..... و لكن هنا من الممكن ان يقول لي شخص ان افهم كل كلامك
و اكيد كل منا يحب ان يستخدم عقله و يصل به الي الصواب و يطيع الله و ينال الجنة و حب الله و لكن هناك ما يمنعني عن هذا و هي
انني احيانا اضعف امام الشيطان و امام نفسي اى انك تقوم بعمل معصية بسبب اى النفس او الشيطان ففي البداية قبل ان تفرق بين
المعصية التى فعلتها بسبب النفس او الشيطان فكما قال الشيخ الشعراوي : " إذا كانت المعصية تلح على الانسان بذاتها و كلما
حاول الانسان ان يصرف نفسه عن هذه المعصية فإن نفسه تحدثه بها ... فعلي هذا الإنسان أن يعلم ان هذه المعصية من نوع
شهوة النفس لأن النفس تحب الإنسان عاصيا من نوع خاص كالنظرة إلى المحارم فيحب على الإنسان ان يصرف عنها نفسه لكن النفس
تلح عليه فتجعله سادراً فى ضغيانه فالنفس ترضي بالمعصية الجزئية أما الشيطان فإنه ذو أمر آخر فهو يريد الإنسان عاصيا دائماً فإذا
تأبي الإنسان عنه و ترفع عنه حاول الدخول عليه من باب معصية اخري " و لهذا فنحن يجب ان تكون لدينا العزيمة و القدرة على التوقف
و تغيير أنفسنا فالله سبحانه و تعالي أعطانا الشهوات لكي نلجمها نحن و نركبها مثل الحصان و نستخدمها فى الحلال و ليس كل تقودنا
هي أى انه بالإرادة و بإعانة الله سنقلع عن اى حرام تلح به النفس بس لازم احنا اللي نبدأ بزراعة بذرة التغيير بداخلنا فكما يقول الدكتور
مصطفي محمود رحمه الله " فأنما أول الغيث قطرة ومعظم النار تبدا من مجرد شرارة وذلك هو المراد حينما يقول لنا القرآن ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” فذلك إذن هو منطلق التغيير ..أن أغير ما بنفسى ..وأن تغير ما بنفسك..وأن تشرق .. شمسنا أولا من داخلنا
أما الشيطان فيمكننا التغلب عليه بطريقتان الأولي و هي أن نخلص فى العبادة لله سبحانه و تعالي فكما قال ابليس
فى القرآن الكريم " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( 82 ) إلا عبادك منهم المخلصين" و الطريقة الثانية هي الإستعاذة من الشيطان
الرجيم دائماً فى حالة الإحساس انه يوسوس لك بمعصية فكما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله
عندما نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. فهناك مستعاذ به و هو الله تبارك وتعالي من الشيطان و الشيطان من خلق الله و انت من خلق الله فمن الممكن أن ينفرد خلق الله بخلق الله و يكون القوي بقوته أما اذا التحم احدهما بخالقه فالثاني لا يقدر عليه و انت اذا تركت نفسك للشيطان انفرد بك و لذلك نستعيذ بالله الذي خلقك و خلق الشيطان .. ...فيعينك عليه .. و لذلك حين تجد قوما مؤمنين و قوماً كفار إن ظل المؤمنين موصولين بربهم لا يهزمهم الكفار أبداً فإذا بعدوا عن منهج الله يهزمهم الكفار لانه فى هذه الحالة يكون القتال بين فئتين ابتعدتا عن الله إذن فعندمنا ينفرد خلق بخلق فالقوي هو الذي يغلب
أما إذا احتمي خلق بخالقهم فلا يقدر عليهم احد البشر يقدر على البشر إذا بعدت الفئتان عن الله فإذن كانت الفئتان معتصمين بالله .. فلن يتقاتلا
و في النهاية بالعقل و التفكير نصل إلى كل شئ و بالعلم يا شباب فانا ما استطعت ان اكتب مثل هذا الموضوع إلا عن طريق القراءة
التى كنت لا احبها مثل كثير منا فى العالم العربي و لكي ننهض علينا بالعلم فكما نعلم لو اردنا الدنيا فعلينا بالعلم و لو أردنا الآخرة فعلينا
بالعلم و لو أردنا الدين علينا بالعلم و كل شئ و كانت اول آيات القرآن الكريم هي " إقرأ باسم ربك الذي خلق " و لقد كنا ننير العالم بعلومنا
و لن نقول كنا مرة أخري و لكنا سنكون مرة أخري من ينير العالم إن شاء الله
تم بحمد الله
و انتظر ردودكم و رأيكم حول هذا الموضوع لأني اول مرة اكتب شئ مثل هذا
المفضلات