الحمـد لله رب العـالميـن .. الحمـد لله رب السمـوات والأرضيـن .. الحمـد لله حتى يرضى وإذا رضي وبعــد الرضى .. الحمد لله على كـل حـال .. الحمد للـه عدد خلقـه و زنـة عـرشـه .. ورضا نفسـه ومداد كلمـاتـه
الحمـد لله الذي أزان الدنيـا بالـرفـق .. وحبـاها باللـين والحـب .. وجعلهـا في كـل أمـر يكون فيـه الرفـق يسيـر .. وما ابتعـد وفُقـد فيهـا هذا الرفـق إلا صعـب وضـاق وصـار عسيــر ..
.. // .. // .. // ..
الحمـد لله البـاعـث النبي الأمـي الذي جعلـه رحمـة للعـالميـن .. وجعـل للـرفق في قلبـه مكـاناً .. فكـان يقبـل الصغـار .. ويحتـرم الكبـار .. ويعطف على الحيـوان .. ولا يضـرب امـرأة .. ولا يقـاتل طفلاً .. ولا يقطـع شجـرة .. ولا يحـرق بيتـاً .. ولا يمـس دوراً للعبـادة .. ولا يمثّـل بالقتلــة .. ويـأمر أصحـابـه بالإتبــاع وعدم الإبتـداع
فهــو رحمــة في رحمــة .. ورفـق في رفـق .. وحنـان في حنـان .. وطيبـة في طيبـة
. . . . . . . .
أضفيـت على الحـســن العبقـا // فـالـورد تضــوع واعتنــقــا
حسّـن يـا رب لنـا الخلقــــــــــا // طهــره فلا يحــوي نزقــــا
. . . . . . . .
الـرفـق .. ومـا أدراك مـا الرفـق .. مـاكان في شيء إلا زانـه وما انتـزع من شيء إلا شـانـه .. هو أساس التعـامل .. و أسس الرحمـة .. وأساس الإسـلام .. وأسس النصيحـة
فبـه بكـى النبي المصطفـى عليه السلام على أنـاس .. وبـه قـام المعتصـم لامـرة صـرخت وامعتصمـاه .. وبـه دافعـت الأم عن ولـدها حتى المـوت .. وبـه كـان نشـر الإســلام .. وفتـح البلـدان .. ودخـول الأفـراد والحكـام للإيمـان
بكـى النبي عليـه السلام .. بعد إسلام أحد الأطفـال الذين أسلمـوا في الـرمق الأخيـر .. فيا لرفقـة النبي الرفيق
وقـام المعتصـم من مجلسـه بعد وصول خبـر المـرأة المسلمـة التي استنجدت بـه .. وقال لها لبيك .. رفقاً بالمـرأة المسلمـة أقام ظهـره وأعد جيشـه .. وإلى العدو مشـى
أي أم كـانت .. من البشـر أو من الأنعـام .. حتى الأنعـام تدافـع على أبنـائهـا ولو خسـرت حيـاتهـا .. رفقـاً بالصغيـر
وقبــل هـذا كلــه .. [ رفـق الله تعـالى بعبـاده .. وإمهـالهـم وقتاً وآخـر ليرجعوا إليـه .. وعدم تعجيـل العـذاب لهـم .. وستـرهم .. ومعــاملته ذو الجلال لنـا بالرحمـة لا بالعـدل .. و غـفــره للذنـوب المتـراكمـة .. ورفـق بنـا جل في عـلاه أن جعلنـا مسلميـن موحـدين ] .. فلك الحمـد ربي أولاً وآخـراً ظـاهراً وباطنـاً
.ılılılılı. الـــــرفـــــــــق .ılılılılı.
كلمـة جـامعــة .. لكل أنـوع الرحمـة والليـن والتـأني واللطـف .. وهي أصل من كلمـة [ رَفَقَ ] .. و الرفـق ضد العنـف .. و تـرفّق و أرفقـه و رفقـاً .. كلهـا بمعنى واحـد ..
و هو من أخـلاق الأنبيـاء والمـرسلين .. والصالحيـن والأوليـاء والمقـربين .. وهو من سمـات أهل الصلاح والتقـوى والرشـاد .. وبـه يكون الرجـل ذا قلب وذا حكمـة وذا عقـل راشـد .. اتصـف بـه الجميـع فلم يكن أحدهـم من غيـر رفـق لأنهـا طبيعـة الإنسـان أو بالأصـح .. لا تقبلك الدنيـا إلا بهذه الصفـة .. وإن كانت في النفـس [ قليلـة لا تظهـر أبداً ] ..
.ılılılılı. فــوائـــد الـــــرفـــــــــق .ılılılılı.
بـه تقـرب الصديق .. وتُخجـل العدو .. وتمحي الضغنـاء والشحنـاء بين النـاس .. وتـأمر وتنهـى .. ويطـاع أمــرك .. وتكـون قـدوة بـه .. وعلى الـرأس مرفـوع .. وفي العيـن مكانـك .. وفي القلـب محـلك
وبـه تنتهي المسـاوئ والمشـاكل .. وتـرتفـع فيـه المحبـة والمـودة .. وتطـرد الكـره وتزرع الحـب .. وتسقي الحب بالـرفـق .. وينمـو هذا الحـب بالـرفـق .. ويغدو ثماراً يانعـة ونـاضجـة بالـرفق واللين
بـه رفقـت المـرأة على زوجهـا .. والزوج على أهلـه .. والشـاب على أسـرتـه .. والحـاكم على أهـل بلـده .. والنـاصح على الفــاجــر .. والمـؤمـن على الفـاسق .. والتقي على العـاصي .. والصـالح على الظــالم
قـربت به الصلات .. و قويت بـه الروابط .. وعُقـدت بـه المواثيق والمعـاهدات .. وأبــرمـت بـه الصفقـات .. ورضي بـه الكـل في وقـت البيـع والشـراء .. وتراضى بـه الخصـوم .. وتراضى بـه الزوجيـن
.ılılılılı. الــرحمـة و الـــــرفـــــــــق .ılılılılı.
قد يقـول بعد قـراءة ما كتب في الأعـلى .. أني قد خلطـت بين الرحمـة والـرفـق .. وأن العبـارة خانتني .. والصيـاغة أهملتني
ولكــن .. هذا خطـأ .. فكيف يكــون رفـق بلا رحمـة .. ورحمـة بلا رفــق .. وكيف يكـون رفـق بلا تراحم .. وتــراحم بلا رفــق .. فالإثنـان في المعنـى متـرابطـان وفي الكتـابـة مختلفـان .. وفي التـرادف يأتون مع بعـض .. ويكونون متزاوجين .. فلهـذا الموضوع [ رفـق × رحمــة ] أو [ رحمــة × رفــق ]
يتبـعـ
المفضلات