شكرا لكم على طيب ردودكم
و مع شديد احترامي و عظيم تقديري للأستاذ الفاضل
الدكتور زغلول النجار
إلا أنني اختلف معه
فالمقصود في الآية الكريمة من وجهة نظري المتواضعة
هو الوهن المادي: أن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة أضعف بيت على الإطلاق, لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك, مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في أغلب الأحيان, ولذلك فهي لا تقي حرارة شمس, ولا زمهرير برد, ولا تحدث ظلاً كافياً, ولا تقي من مطر هاطل, ولا من رياح عاصفة, ولا من أخطار المهاجمين, وذلك على الرغم من الإعجاز في بنائها.
و أما موضوع خيوط بيت العنكبوت و أنها أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم "الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي" أو "البيوصلب"، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة
فالموضوع نسبة وتناسب
فلقد قال رب العزة بيت العنكبوت
و لم يقل خيوط العنكبوت
فالبرغم من ان خيوط العنكبوت كما يقال عنها من قوة
إلا أن الله تكلم عنها وهي في حالة ضعفها و دقتها على هيئتها في بيت العنكبوت
و لم يتكلم الله سبحانه وتعالى عنها وهي فيسمك اصبع اليد فتحمل طائرة جامبو كما يقول العلم الحديث
الموضوع نسبي نسبة وتناسب
فكلام الله عز و جل شأنه عن خيوط العنكبوت و هي في حالتها الواهنة هذه عندما ينسج منها العنكبوت بيتا
كما أنني تكلمت مع صاحبي هذا عن الماء و صوره
فمن الممكن أن نقتل إنسانا بالماء إذا كان في حالته الصلبة مثلا
و كما كان من الممكن أن قتله الماء بسبب سرعة سقوطه
و كما يمكن لهذا الماء أن يحمل سفنا عملاقة و مدن عائمة
و كما يمكن لهذا الماء أن يتطاير لأعلى من خفة وزنه لو كان في صورة بخار ماء
و كما الهواء يحمل طائرات عملاقة تسير عليه بسرعة مثل هذه الطائرة الجامبو التي يمكن أن يحملها خيط العنكبوت وهو في سمك معين
الموضوع نسبي
نسبة وتناسب بين شيء في حالة محدد و بين شيء آخر في حالة محددة أيضا
دمتم بحفظ الله
المفضلات