سلامي للجميع .....
ماذا يفعل من رأى في نفسه الشر وأن الشر يغلب الخير ؟
الجواب :
الحمد لله
الإنسان كائن ضعيف ، يتعرض لنوازع الخير والشر ، وقد يضعف وينساق إلى
طريق الرذيلة والانحراف ، ويدفعه الشر إلى طريق الظلم والتعدي ، ويزين
له الشيطان فعل المنكرات ، ويبرر له كل تصرف منحرف .
لكن عنصر الخير يحرك فيه ضميره ، ويُشعره بالندم ، ويحثه على الرجوع
إلى الحق ، والاستجابة لنداء العقل .
وتختلف قدرات الناس ، وقوة إرادتهم ، وصفاء نفوسهم ، وشفافية أرواحهم
، فمنهم من يروض نفسه على السير على طريق الفضائل والمكرمات ، ويربيها
على المبادئ والأخلاق ، ويقاوم الشهوات ، والميول المنحرفة ، ويلزم نفسه
بالاستقامة والإنصاف ، فهذا يستطيع أن يواجه الشر ، ويحتمل في سبيل ذلك كل
أمر عسير ، ولا يفقد الأمل بتغلب الخير ، واندحار الشر ، وزواله .
ومنهم من ينساق وراء الشهوات ، ويعجز عن إلزام نفسه بالفضائل ، ويتخلى
عن كثير من أوامر الله ورسوله ، ويضعف أمام المواجهة ، ويفقد الأمل في تغلب
الخير .
فالسرّ في المسألة كلها أن يُجاهد العبد هواه ونفسه الأمّارة بالسوء لينال
الهداية من الله قال الله تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا ) .
وفيما يلي عبارات جميلة في المجاهدة لابن القيم رحمه الله
" يا أقدام الصبر احملي بقي القليل تذكّر حلاوة ( العبادة ) يَهُن عليك مُرّ
المجاهدة " الفوائد
" اخرج إلى مزرعة المجاهدة واجتهد في البذر واسق شجرة الندم بساقية
الدمع فإذا عاد العود أخضر فَعُد لما كان . " بدائع الفوائد 3/742
" وقيل : المحبة صدق المجاهدة في أوامر الله وتجريد المتابعة لسنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم " طريق الهجرتين 1/460
" من ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقويَ فيه باعث الشهوة
ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد " عدة الصابرين ص/46
والمؤمن المجاهد يعلم أن الخير باقٍ ، وأن الغلبة له ، مهما اشتدت
الظلمة ، وعظمت المصيبة وتحكم الشر واستبد ، وتجاوز كل حد ، والله
المستعان .
المفضلات