لنرجع للوراء ..
قليلا .. بالزمن
حيث التاريخ يحكي .. عن أولى قصص الاباحية القذرة
التي لوثت حتى تاريخ أقوام الأنبياء الأسود ..
ولطخته بعار ربما طوي يوما .. لكنه عاد
وليت الزمن يعود فننسى يوما الذي اخترنا فيه أن نفتح الستارة ، عن أكبر مشروع للدمار في العالم
.. الفساد الأول ..
دعى
لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش . واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر . وحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق ، ويخونون الرفيق ، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين . كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.
لقد
اختلت المقاييس عند قوم لوط .. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء ، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد .. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط .. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم .. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد ..
وكانوا يقولون للوط
: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما ، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.
إن قوم لوط .. كانوا أكبر مثال على أول مثال على أخطر مثال على الفطرية المنعكفة والاباحية الأولية البسيطة في العصور السابقة ..
لقد سنوا سنة ما سنها قبلهم وعليهم إثم من بعدهم إلى يوم الدين ..
قال
العلماء: اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت مدنهم. كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.
قال
العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة.
يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة.
انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من صفحات الفساد..
لكن..
آن الأوان لتفتح من جديد
المفضلات