عَلَى غُصْنٍ ظَهَرْتْ أَوْرَاقُ الأَدَبْ
. . . . .فِيْ حُلْوْهَا عِلْمُ العُرُوْضِ مُنْتَسِبْ
وتَمَايَلَتْ تِلْكَ العُرُوْضُ بَهِيَةً
- قال خير البرية يومًا
( إن من البيان لسحرًا , وإن من الشعر لحكمة )
عجبًا لأمر الشعر ! ما أعجبه !
جعل من خير البشر محمدًا من أرسل هدىً للناس ليجّعل الأمة تهتدي الى خير السبيل
يَنطقُ كلماتٍ مزالت تحفر في قلبي حُب الشعرْ !
أتعلمون ؟
كنت منذ صغري أظن الشعر ليس بالفن , بل إنما هو كلماتٌ توزن وتسمى حينها شعرًا
ولكني اليوم أدركت حقيقةً ما !
حقيقةٌ جعلت مني أعيد نفسي ليومٍ كنت أستمع لأمسيةٍ شعرية
وأتدبر كلماتٍ قالها أحد الشعراء في ليلةٍ كان القمرُ يرقصُ لما قاله
فقد قال :-
[ إني رأيت الصبح يلبس زيَّ أطفال المدارس حاملًا أقلامه
..............ويدور ما بين الشوارع باحثًا عن شاعر يلقي اليه كلامه
ليذيعه للكون في أفق تلون بالنداوة واللهب
.............يا أمتي يا ظبية في الغار قومي وانظري . . .! ]
وبدأ الصمت حينها والأعين تنظروا , ثم صرخ بقوله
( قومي ونظري .. الصبح تلميذ لأشعار العرب ! ! ! ) .
تلكَ الحقيقة كانت , أني لم أعلم ان الشعر بالفن , لا بل أنهُ أكثر من ذلك
ويسهو من يظن أن الشعر ما بني يومًا إلا على فلسفةً وكلامٍ عن الهوى .
ولكي نثبت لمن سها في هذا الامر . . . .
نجتمع ها نحن اليوم بكم , ويومنا هذا لا يشرق بكم سعادةً الا باكتمال طرحنا عن :-
او كما يسمى [ علم العروض ]
في هذه الرحلة المباركة ان شاء الله سنعلمكم كل نقطةٍ صغيره عن هذا العلم الشاسع ^_^
الذي ابتكرهُ أحد الأشخاص قائلاً في دعاءه
( ربي هبني علماً لم يسبقه أحد إليه ، ولا يؤخذ إلا عنه )
ووهبه الله هذا العلم النافع , الذي لاتزال الأمم العربية تتبعهُ
كي يكون لها سراجًا منير نحو الكتابة الصحيحة السليمة الخالية من كل الثغرات ! .
لكن مايحزننا هو أن أغلب الناس يتلفظون بقولهم أن العروض لصعب , وإني لأكرهه !
وقد مر السؤال على بالي كثيرًا وسألت نفسي :
[ علم العروض ]
نستطيع القول انه هو بكل اختصار تمرين عقلي / صوتي / . . هو مهارة تحك العقل وتُجهِد المبتدِئ !
كما كنتُ أنا . . وبما أنك مبتدئ فأمرٌ طبيعي ان تقول ذلك
فهي العروض[ تحتاج لهدوء وطول بال , لا يتوفر في عالمنا اللاهث والسريع الصاخب ] !
إذن
تحتاج إلى الهدوء ! يامن تسأل هذا السؤال , ومع الوقت ستدرك ان الحقيقة لا تخلو مما سنقوله هنا !
والكلمة إذا قيلت فقد قيلت ، ولها محاسبان يسجلان . .
وعليك ان تدرك ان للعروض جمال ! , العروض منطقيًا فهمها سهل فلاحظ معي
" ان الإصطلاحات كثرة "
فعندما تكثر المعاني المرادة لفهم (شيء) ما ،
أهم ما يكون في الأمر هو الاتفاق على وحدة المعنى ..
فإذا أتى محمد يحدثني عن (ألم ) فأنا سوف أفهم كلمة (ألم) ولن أفهم معنى آخر للكلمة .. !
- وهكذا هي مصطلحات العروض
تقدم وتوحد المعنى للدارس فعليه سيحب كثرتها ما أن يفهم استخداماتها
فهم في العروض يستخدمون اصطلاحات تبدو غريبة وعجيبة لمن يقرأها لأول مرة !
ولكن إذا راينا بعين حب وعين بصيرة .. فإننا سوف نفهم سر الاصطلاحات
ولاحظ معي وأنها مثل الاصطلاحات التي يستخدمها الرياضي ( أس ، دالة ، منحنى ، س ، معادلة ، ...الخ )
أو كالتي يستخدمها الطبيب مثل ∆ رسم المثلث تعني تشخيص ، TX : تعني علاج ،
ومثل ذلك في العروض :-
( شعيث ، حذذ ، حرم ، إضمار ، خبن ، طي ، كسف ، وقف ، قطف ، قصر ، الصلم )
إلى الآن توصلنا لحقيقة ولنكن صريحيين بها :-
قد تستغرب قراءتك لهذه العبارة !
ولكنها الحقيقة الكامنة , التي اكتشفناها من خلال معرفتنا بهذا الفن
وأنت ايها الزائر ستدرك هذا ايضًا بعد ان تقرأ موضوعنا عن كثب
استخرج وعلل الأبيات الشعرية , وصحح !
دائمًا ماتمر عليّك مثل هذه الأمور كثيرًا !
فيقتضي لك معرفة الصحيح ،، معرفة العليل ! معرفة نقاط القوة والضعف
مثل طب البدن والنفوس
تعلم طيبها وصحيحها !
[ لتشخص كطبيبٍ علتها وسقمها !! ]
فهل تريد ان تصبح [ طبيب لغة ]
اذًا تعال معنا ,ومد لنا يديك , وسترى منا نحن فريق [ براعم البيان ] !
كل مايسرك ويسهل عليك هذا الفن والعلم
نحن لسنا بمكانة معلمين ! بل إنما نحاول جاهدين ان نحمي الشعر العربي من توضيّح هذا الفن الذي خصص له
لهذا لكل عالم هفوّة , كما لكل جواد كبوة
المفضلات