بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) , الحمد له ما أسر الخلق و ما يعلنون , و الصلاة و السلام على المصطفى القائل : (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم )) , خير من بلغ دين الله لكم , و كان أعلم به منكم ,, أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,
في الحقيقة لم يسبق لي - هنا في المنتدى - أن افتتحت موضوعا بمقدمة - قد يقال عنها متكلفة - , إنما كما قالوا : لكل مقام مقال .. , منذ آونة ليست ببعيدة , أخذت تتفشى ظاهرة قبيحة , أخذت في الانتشار و التوسع , حتى تبوأت حيزا ليس بالقليل , و لم يسلم منها لا كبير و لا حتى صغير !!
إنها ظاهرة : " التعصب الرياضي " , ألا و هي : الميل لفريق أو لاعب أو جمهور دونه عن الآخر , و كره و بغض و - حتى سب - الطرف الآخر دون وجه حق ! بل و حبك المكائد و المشاكل له !!
أنا لا أعمم الظاهرة على الجماهير الرياضية كلها , إنما أقول أن هناك جزءا غير يسير منها على هذه الشاكلة .. فكما أرى - و لا يساورني شك في أنكم ترونه أيضا - ما يحدث في الجرائد و المنتديات , لا .. بل و يتعدى تأثيره إلى الحياة اليومية , و حتى إلى العلاقات بين الدول !!
[IMG]http://dc05.******.com/i/01185/sbf7g3zggdtw.jpg[/IMG]
فكما نرى , يتسابق متعصبوا جماهير بعض الفرق إلى نعت بعضهم البعض بـ ( جماهير النحس ) , و نسوا أو تناسوا قوله تعالى : (( فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ )) , و قوله تعالى : (( (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ )) , أو حتى قوله عليه الصلاة و السلام : (( الطيرة شرك )) , و الطيرة هي : توهُّم و توقُّع حصول المكروه بمرئي أو معلوم أو مسموع , فهي شرك أصغر .
نسوا أو تناسوا قوله تعالى : (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون )) , فتراهم يقذفون و يقدحون في أمهات اللاعبين و الجماهير بألفاظ بذيئة , فقلما تدخل موقعا يتناول بعض أخبار منتخبيين عربيين , إلا و تصدم من تعليقات تسيء إلى مشجعي المنتخبين , و أنا متأكد من أنهم - المتعصبون - , لا يمتون إلى جمهوري المنتخبين بصلة ..
يسبون و ينتهكون عرض أخيهم المسلم , لماذا ؟؟ لأنه قد ترك تشجيع ناديهم و انتقل لتشجيع آخر !! و قد أغشي على أبصارهم فلم يقرأوا قول الله تعالى : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا)) , و صب الرصاص في لآذانهم , فلم يسمعوا قول الحبيب صلى الله عليه و سلم : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) ...
حقروا و وصفوا بالتخلف من شجع هذا النادي أو ذاك , و تناسوا قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) , و قول المصطفى صلى الله عليه و سلم : (( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم )) ...
أخطأ ذلك الاعب أو لم يخطأ , ظنوا به الظنون , و لم يذكروا قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )) , و قول الخليل صلى الله عليه و سلم : (( إياكم و الظن فإن الظن أكذب الحديث )) .
يكره ذلك الاعب المسلم , و يبحث عن سقطاته و أخطائه, بل و يغتابه , لكنك لا تحسبه ذات الشخص عندما يمدح و يتشبه بذلك اللاعب ( الكافر ) - على ما يظهر لنا - بل و يحبه محبة .. نسأل الله العافية منها .. محبة ربما تؤدي إلى العشق و الهيام !! و تناسى قوله تعالى : (( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ )) , وقول رسوله صلى الله عليه و سلم : (( إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا )) ..
أحب أن أختم بأن الرياضة بشكل عام , وجدت للترويح عن النفس , و تفريغ الطاقات بشكل إيجابي , ناهيك عن منافعها العائدة على الجسم و العقل .. و ليست ميادين نزال و عراك , و تصفية حسابات و قتالات .. و لا ننسى أن : (( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ )) , جعلنا الله و إياكم من المتحابين في جلاله حتى نكون ممن (( اليوم أظلهم فى ظلي يوم لا ظل إلا ظلي )) ....
وفقنا الله و إياكم لكل خير ..
أخوكم :
lighting count
المفضلات