غرفه وطاوله و12رجل غاضب هي كل ماقد يلزم لأن تصنع تحفه!!
دائما لدى أي متابع لإنتاجات هوليود
هناك عمل أو عملين مشاهدتها تكون من مكملات الروتين الأسبوعي!!
هذا حالي مع هالفيلم!!
هالفيلم مهما مرت السنين روعته وعظمته لاتزال كامنه في ثناياه
هلفيلم مهما تعددت الريميكات من أفلام ومسلسلات يبقى هو الأكثر إبداعا
بإختصار
هالفيلم يمثل ترجمان واضح للمقوله المعروفه
"الذهب لايصدأ"
إخراج غير متكلف
تصوير بسيط
لوكيشن محدود
ومع ذلك هالفيلم يمثل علامه فارقه في تاريخ السينما!!
لإنه يحمل نص قوي
وسيناريو عبقري
ومضامين غايه في العمق والروعه
دون ان أنسى الأداء التمثيلي الجميل اللي زخر به هذا العمل
12 رجل غاضب بالرغم مظهره البسيط إلا أن إسقاطاته وسعت المجتمع الأمريكي بأكمله!!
12 رجل غاضب بالرغم من إنتاجه المتواضع إلا أنه حمل في طياته العديد من الصراعات والمعارك الشرسه
هي ليست معارك عسكريه
لا!!
بل هي أكبر وأشد من ذلك
12 رجل غاضب تضمن في ثنايا أحداثه
معارك فكريه
معارك ثقافيه
معارك طبقيه
معارك إجتماعيه
وساحة المعركة اللي شملت كل هالطحن والصدام الشرس
ليست سوى طاوله!!
12 angry men
سنة الإنتاج : 1957
سيناريو وكتابه: Reginald Rose
إخراج : Sidney Lumet
القصه:
قضية قتل عائليه حيث يتهم شاب بقتل أبيه
والان المحاكمه في اخر واهم مرحله وهي مرحلة الحكم واللي يتكفل فيها هيئة محلفين تتكون من 12 شخص
كل الدلائل تشير الى ان الأبن هو المجرم!!
فمالذي سيحدث؟
الإبن مذنب بقتل أبيه
الإبن غير مذنب!!
ومن هنا يبدأ السجال الطويل!!
مالداعي لإعتقاد هالشخص أن الإبن بريء؟
هو لم يكن يؤمن بالبرائه
إذا لم عرقل عملية الحكم؟
فقط لإنه يريد أن يفكر مرتين!!
في حيثيات الجريمه
في الأدله
في إفادات الشهود
حياه على وشك ان تعدم على الكرسي الكهربائي
ألا تستحق منا أن نفكر مرتين قبل إتخاذ القرار؟؟
-الامبالاه
-الحكم إستنادا على الظواهر
-إتخاذ القرارات بناء على ترسبات فكريه وإجتماعيه سابقه
-الخلط بين مشاكل العمل والمنزل
-التعصب العرقي
كل ذلك واكثر هو ما اظهره هذا الفيلم من سلبيات كانت ولازالت تنخر في المجتمع الأمريكي!!
هالفيلم أرسل صرخات مدويه لعلاج كل تلك السلبيات
هالفيلم يقول بأن أي شخص يفكر مره وإثنين وثلاث سيصل للقرار الصحيح حتى لو خالف العالم أجمع!!
هالفيلم يوصينا بإزالة كل غشاوه فكريه وإجتماعيه وعرقيه حتى نرى بوضوح!!
هالفيلم يحثنا على إستخدام لغة العقل والمنطق لا الصراخ والتهكم حتى نؤثر في الاخرين ونضعهم على الطريق الصحيح!!
من المضامين اللي حملها الفيلم واللي أثارت جدلا مطولا حولها
هي ثقافة الإختلاف!!
هالفيلم يأصل في المشاهد وبشكل تلقائي روح الإختلاف
هالمضمون يحمل شقين
سلبي وإيجابي
السلبي فيه هو تمزيق روح الجماعه والتفرق على كل صغيره وكبيره
والإيجابي فيه أن البشر ليسوا قطيع حيوانات
معاهم معاهم عليهم عليهم!!
لا
الإنسان يحمل عقل لذلك له الحريه في إختيار الجانب الذي يريده
شخصيات هذا الفيلم شكلت نموذج مصغر للمجتمع الأمريكي
حيث شاهدنا على تلك الطاوله
العنصري الامبالي
المهندس المتفتح عقليا
العجوز الحكيم
الأوروبي ذو اللكنه المضحكه
السمسار الذي لايعترف إلا بالوقائع
الغني ذو الفكر الطبقي
العصبي كاره الجيل الجديد من الشباب
المصرفي الساذج
رجل الإعلانات الذي لايهتم إلا بالضحك والنكت
الصباغ حسن الخلق
الرجل ذو النشئه الفقيره
وأخيرا منظم الهيئه ذو المشاركه الغير فعاله
بين الفريقين
الفريق الداعي لتجريم الشاب والفريق الداعي لتبرئته
هناك مؤشر حي يبين أي الفريقين أقوى حجه ومنطق
رجل الأعلانات!!
في المشاهده الأولى ماراح تستشعر هالشيء لكن بعد إعادات متكرره راح تشوفه جلي وواضح أمامك
ليه رجل الأعلانات؟
هالإنسان مايلقي بال إلا للنكت والضحك ولعب X O
لكنه أكثر شخص ينتظر معرفة رأيه وتصويته!!
وهو أكثر شخص تتم مسائلته إذا غير تصويته
ليش؟
المسأله واضحه
رجل الإعلانات في طبيعة عمله يتلقى يوميا مئات الأفكار لعمل دعايات وإعلانات
حيث يقوم بتنقيح هذه الأفكار حتى يرى الأكثر أقناعا وتأثيرا منها
وبالتالي هو يملك قدره على رؤية أكثر الأفكار منطق وتأثير
أي أن صوته يشير وبشكل أكيد للفريق الأقوى حجه والأكثر إقناعا والأعمق تأثيرا
لذلك كان دائما صوته مهم!!
من الروائع التي حملها هذا الفيلم هي طريقة تفنيد ودحض الأدله
في هالفيلم لم تكن هذه المسأله بحاجه للمحقق كونان
فكل دليل تجريم
كان يحمل بداخله دليل برائه!!
أي ان المسأله
تحتاج لشخص متجرد من كل الأفكار والقناعات المسبقه ليرى الحقيقه
تحتاج لشخص يفكر مرتين في كل دليل وفي كل إفاده
تحتاج لشخص يفكر بمنطق وبعقل حتى يصل للحقيقه!!
أي ان الطرق التي فندت بها الأدله
لم تكن سوى ترجمان لتلك المضامين التي حملها الفيلم والتي تكلمت عنها في الأعلى!!
مشهد إنفجار Lee J. Cobb من مشاهدي المفضله في هذا الفيلم
Lee J. Cobb قدم فيه اداء قوي يظهر الأزمه النفسيه التي تعاني منها هذه الشخصيه
طوال الفيلم وهو يسفل ويشتم في الشباب
لإنهم فقدوا الإحترام والتقدير للعائله وللأب خصوصا
حيث أنه كان كثير التخاصم مع ولده الى أن قام بهجرانه
لكن مع ذلك لايزال يكن له حبا جما ويرفض أن يكون إبنه هو العاق الوحيد!!
بل كل الشباب عاقون لايملكون من الإحترام شيء
لذلك كان من أشرس المطالبين بتجريم المتهم الشاب بقتل أبيه!!
كل ذلك واكثر ستجده في فيلم بسيط إنتاجيا
لم يكلف سوى 340,000 دولار!!
هالفيلم يثبت وبوضح أن السينما حتى تقوم وتعالج مجتمعات كامله
ليست بحاجه لأفلام 3d ولا تأثيرات وتقنيات بمئات الملايين
فقط نص قوي
فقط سيناريو قوي
فقط اداء قوي
واتركوا الباقي لمخرج محترف !!
المفضلات