بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله
أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انسان عادي
دائماً ما كنت اؤمن بان بداخل نفسي قدرات عظيمة او خارقة لكن لا احسن استغلالها او لم اعرفها بعد و كذلك اؤمن اني الوحيد
القادر علي التحدث مع نفسي و ان اكون صديقاً لها تخبرني بكل اسرارها و تعينني في حياتي علي اي شئ اريده .. ليس فقط
علي الشهوة التي اقاومها .. فطريقة مصادقتي لها هي التي تحدد طريقة تعاملها معي .. فاذا حاولت اقناعي بأن ارضيها بشهوة
قد تغضب ربي و تهلكني .. فاني ساظلمها ان ارضيتها .. فالبقدر الذي احافظ عليها .. بالقدر الذي تكون خادمة لي و لاهدافي ..
مثل الطفل الصغير حين له تفعل له كل شئ يريده .. مهما اطال البكاء .. لان ليس كل شئ يريده الطفل يكون في صالحه ..
و عندما يكبر يكون شاكراً لك ما كنت تفعله معه و هو صغير .. لانك علمته الكثير .. و منعت عنه ما يضره . من عدم الاحساس بالمسؤولية
و عدم الشعور بمن حوله .. و كذلك النفس .. فبقدر ما تمنعها عن فعل الخطأ و تقاوم صوتها بداخلك .. و الذي قد يكون من اصعب
ما يمكن ان يتحلمه الانسان .. بقدر ما تقف معك بعد ذلك لما تحملته من اجلها و لم تظلمها .. و تقف معك بكل قدرتها العظيمة ..
و تكون وعاء لك تملئه بما شئت من خير و شجاعة و اخلاص و صبر .. و كل ما يساعدك لتحقيق ما تصبو اليه من اهداف و احلام تريد تحقيقها ..
هذا هو ما كنت اؤمن به .. و حاولت ان اكون صديقاً لها و بالفعل جلست مع نفسي و نظرت لحياتي و ما افعله .. و بدأت بالتحدث
و قلت انا ابلغ من العمر 20 عام الآن .. فما الذي فعلته في العشرين عاماً ؟؟ .. هل اضفت شيئاً الي الحياة ؟ .. هل غيرت من شئ ؟
.. هل انا شئ يذكر في الحياة ؟؟ .. ام انني اذا مت سأكون كأي من البشر الذين يولدون و يموتون و لا نعرف عنهم اي شئ ..
كانت حياتهم عادية يأكلون و يشربون و يجنون المال للمعيشة .. ليس اكثر من هذا .. و لكني لا اريد ان اموت هكذا .. و لا اريد
ان يقول الناس عني كان و كان لاني من الذين يبغون اجرهم في الحياة الدنيا .. و يوم القيامة لا يكون لي نصيب ... بل اريد
ان ابني و اشيد و أؤثر في الحياة .. يكون لي فكر و ثقافة .. اكمل ما بناه من كان قبلي .. و ابني لمن بعدي ليكمل هو ما بنيته و اسسته ..
هذا ما اريده ..
و فجأة جاء رد من اعماق نفسي .. و لكن كم عدد المرات التي كنت متحمس فيها لفعل شئ و توقفت عنه ؟ .. كم مرة حلمت
و اخذت عهد علي نفسك ان تفعل و تفعل و توقفت ؟ .. و كأنها تذكرني بما كنت افعله و اقوله و بعد ذلك سئمت او استسلمت
و تركت كل هذا خلفي .. و كانه شئ لم يكن .. نعم اعلم ان هناك مواقف استسلمت فيها اما بسبب اني كنت وحيداً .. او بسبب
اني ظننت انه لا فائدة مما افعله .. و لكن هذا لم يكن صحيحاً .. لاني لم اتعلم من .. من سبقني و لم انظر الي ما فعلوه .. و كيف فعلوه ؟
.. بل كنت اظن ان التغيير يجب ان يحدث امام عيني او بسرعة .. لم اتعلم من والد صلاح الدين حين اخذه حين كان يلعب مع الاطفال
و قال له لم انجبك لهذا بل انجبتك لتحرر القدس .. وضع كل شئ في ابنه .. و قد يكون مات و لم يري التغيير .. و المؤتمر الصهيوني الاول
الذي كان قبل تاسيس الكيان الصهيوني باكثر من 200 عام .. حتي هم فهمواً .. و اسسوا لم بعدهم و الكل كان ياتي و يكمل ..
هم تعلموا و نحن المسلمون لم نتعلم .. حتي اني لم افكر في مدي العناء الذي تحمله اشرف الخلق محمد صلي الله عليه و سلم
في الطائف و مدي الامل الذي كان يمتلكه .. و رفضه ان يمحيهم من الارض فقط بارادته .. قائلاً قد يخرج منهم من يقول لا اله الا الله ..
لم يتخلي عن دعوته و لم يكل و لم يمل .. نعم تعب كثيراً لكنه لم ييأس او يصاب بالاحباط بل كان يفعل كل شئ من اجل التغيير ..
و هداية الناس .. حتي قال الله عز و جل .. (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ) اي قاتل نفسك ..
و لكن في النهاية حدث ما تعب من اجله .. و قامت اعظم الحضارات علي وجه الارض .. عدالة و قوة و عظمة و علماً و ايماناً ..
و لكن لم يصن الامانة من قبلنا حتي وصلنا الي ما نحن عليه الآن .. و قد تكون مشكلتنا اننا نلقي باللوم علي من سبقنا دون ان نفعل
شئ لاعادة ما سبق .. او اكمال ما بناه السابقون لمن قبلنا .. و لكن في بعض الاحيان اشعر اننا نتبع من قبلنا ..
الذين لم يصونوا الامانة و لم يكملوا ما بناه من سبقهم .. و هذا من البلاء و الغفلة التي لم نصحوا منها نحن المسلمون ..
هل نكون مثل المشركين حين قالوا هذه آلهتنا و آلهة اباءنا دون ان يفكروا انهم هم من يصنعوها و هم من يعبدوها و هي
لا تملك عليهم اي سلطان فقط لان اباءهم كانوا يعبدونها .. اتبعوهم .. هل نتبع من قبلنا و من حولنا دون تفكير و نقول هذا هو حال الدنيا
.. و لا نغير حتي من انفسنا ؟ .. و لا نفكر فيما يفعله غيرنا اذا كان صحيحاً ام خاطئاً ؟؟ .. او كما فعل بني اسرائيل حين رأي
كل منهم معجزة الله اما عينه حين فرق بهم البحر و انجاهم و اغرق آل فرعون و هم ينظرون .. و بعد ان واعد الله موسي عليه السلام اربعين ليلة
.. اتخذوا العجل من بعده .. ايعقل ان يقوم فرد او مجموعة من الناس باتخاذ العجل .. و يتبعهم البقية دون فعل شئ .. و حتي ان كان منهم
من لم يتبعهم و لكن وقف صامتاً فسيحمل الوزرمعهم ... اذا كان كل ما نفعله هو ان ننتقد دون نفعل شئ .. فسنكون مثلهم تابعين لاننا
لم نفعل شيئاً للقضاء علي الجهل او الفساد المنتشر من حولنا .. فالمسلم يعمل و يصلح و يبتكر و لا يقف مكتوف الايدي ينظرا لما يحدث
معلقاً عليه دون فعل اي شئ .. نعم كان حول الرسول عليه الصلاة و السلام من الصحابة من يعينوه و يساندوه .. و قد تكون انت وحيداً
الآن ليس معك احد .. و هكذا كان الرسول في بدايته .. لكن هذا قد يكون لانك فكرت في التغيير وحدك .. لم تدعوا من حولك لكي يصحوا
.. و من المأكد انك اذ حملت دعوتك للتغيير علي عاتقك .. و صبرت و تحملت في سبيل تحقيقها .. ستجد من يساندك و يدعمك ..
فكلنا ولدنا علي فطرة واحدة .. الم تتذكر حين ولدت و كنت تتامل كل شئ حولك .. حتي تعلمت الكلام .. حين كنت تزحف و تمسك
بالاشياء او تقلبها يميناً و يسارًا كانك تريد ان تعرف ما هذا .. حين كنت تنظر الي القمر و تجري في الشارع تريد ان تسبقه ..
و كنت تظن انه يجري معك و يقف معك .. و تقف وتتسائل لماذا ؟ .. و حين كنت تنظر الي خيالك اثناء مشيك و هو يقترب منك
و يبتعد عنك .. و يطول و يقصر .. و مرة يمشي بجانيك و مرة يسبقك و مرة يكون خلفك .. و تحاول ان تسبقه او ان تدهسه ..
منذ الصغر و انت مخلوق موهوب مستكشف ساعياً للمعرفة و الابتكار .. و لكنك انت من خسرت هذا و اصبحت تنظر الي اي شئ نظرة
عادية تقليدية .. حين كنت صغيراً كنت لا تكل و لا تمل في البحث عن من يلعب معك و تذهب الي بيت هذا و بيت ذاك و تجمع الاطفال من حولك
.. في البداية تكون وحيداً و بعد ذلك اثنان فثلاثة فمجموعة من الاطفال .. فكما كنت تجمعهم و انت صغير لكي تلعبوا .. تستطيع ان تجمعهم
الآن حول دعوة او هدف معين .. مهما كانت هذه الدعوة داعية الي العلم او الاخلاق و مهما كان الهدف .. طالما كانت الدعوة و الاهداف سامية ..
و تعبت من اجلها .. فالله سيكون معك و لن يضيع اجر من احسن عملاً ..
اذا كنت تري من حولك لا يريدون التغيير فغيرهم انت.. اي كن كما قال غاندي .. كن انت التغيير الذي تريد ان تراه في العالم ..
و لكن وحدك لن تستطيع فعل شئ .. فالله اعطي كل منا ميزة لكي نكمل بعضنا البعض .. و لا تفكر في ان تغير من نفسك فقط ..
فستكون طماعاً تريد الخير لك وحدك .. لا تشعر بمن حولك .. ناسياً انه كلنا راع و كلنا مسؤول عن رعيته .. و الرعية هنا هم المسلمون اجمعين
.. انت مسؤول عن من يموت في سوريا اذا كنت تستطيع ان تمد يد العون ولم تفعل .. مسؤول عن مجاعات الصومال ..
مسؤول عن كل هم من هموم الامة .. فاذا نظرت الي نفسك فقط ستكون مثل اليهود الذين مكثوا مع العرب مئات السنين ..
و اضاعوا فرصة ان يكونوا مغيرين يفكرون في من حولهم .. كما فعلنا نحن المسلمون .. فبالرغم من معيشتهم مع العرب كل هذه الفترة
.. لم يفكرواً و لو مرة في ان يدعوا العرب الي ترك عبادة الاصنام .. كانوا يريدون الخير لانفسهم فقط .. و هذا ما لم يفعله الرسول صلي الله عليه و سلم
.. كان محباً لكل البشر .. مهما كانت جنسيته .. كان يدعوه الي الاسلام .. و يقول ان المسلم اخ المسلم ..
و اتخذ المسلمون ما سلكه الرسول في دعوة البشرية اجمعين بعد ذلك .. مهما كانت طبيعته او شكله او لغته ..
فالمسلم يحمل مشكلات امته علي عاتقه .. طالما يستطيع التنفس في هذه الحياة .. فانه يسعي لتغيير كل ما هو سئ .
مهما كانت رؤيتك .. فاذا كنت تظن انه يجب اصلاح الاقتصاد حتي يفكر الناس في الابتكار و العلم و السير في طريق الله ..
بدلاً من توجيه كل طاقته للبحث عن قوت يومه و ماكله و ما يأمن له حياته .. و اذا كنت تري انه يجب اصلاح الاخلاق
و نشر الاخلاق كما جاء الحبيب ليتمم مكارم الاخلاق .. فكن مثالاً يحتذي به في اخلاقك .. و عامل الناس بخلق حسن ..
و قل لهم كلمة طيبة و قولاً لينا .. فلو قام كل منا بهذا فسنجد ان الجميع يعمل .. كل منا في ميدانه .. و هذا هو المسلم ..
متعاون ثائرأ علي كل خطأ ساعياً لتغييره .. و الفتك بكل ما قد يؤثر بالسلب علي امته .
و يبدو لنا انه لا يمكن لاحد منا ان يقوم بالتغيير قبل ان يغير من نفسه و ينقيها من الشوائب التي ملئتها و يلجمها و يروضها
و يكون هو قائدها و من يتحكم فيها .. و ليست هي من تتحكم به .. فاذا استطاع الانسان ان يفعل هذا .. فسيفعل اي شئ
يريده مهما كان .. هذه هي القوة التي تمتلكها انفسنا .. ليست قوة كقوة البدن .. و لكنها قوة الايمان بالله و الايمان بالقدرة
علي تحقيق حلمنا .. حتي اذا عزم كل منا علي هدم جبل و هو ملئ بالايمان بانه قادر علي فعل هذا .. و ان معه الله .. لفعلها .
نقي نفسك من كل ذرة غرور او حقد او كبرياء او كراهية لاي احد .. تعلم من اي شئ حولك .. حتي لو كانت نملة فلا تستهزئ بها
.. حتي لو كانت بعوضة .. و تذكر ان الله ضرب بها المثل في القرآن .. و الذبابة التي اذا سلبت شئ منا لا نستطيع استرداده .. مهما كانت قوتنا .
تعلم من اي شخص حتي لو كنت تختلف معه فكرياً فأنا لست من الاخوان المسلمين و لكن احب ان اقرا للامام حسن البنا رحمه الله
.. و اتفق معه في بعض ما يقوله و قد اختلف معه في البعض الاخر .. لكني استفاد منه الكثير .. اتذكر حين قال ان الاخوان المسلمون
يتشابهوا مع الجميع في الايمان بالله .. لكن هم لديهم الحماسة و العزم لتحقيق اهدافهم متمسكين بها مهما كانت الظروف و ليس
مثل من يتخلي عن اهدافه و لا يقاتل من اجل مبادئه ..بل قد يصاب بالغفلة .. لعدم ثبات موقفه في مبادئه .. و قد تضحك عجباً حين
تجد احدهم في ساعتين متجاورتين من ساعات النهار ملحداً مع الملحدين و عابداً مع العابدين .. و اتذكر صديقي الذي اختلف معه كثيراً
في الفكر لكننا بجانب بعضنا دائماً في التغيير .. و لديه حماسة رهيبة .. لا يتعب و لا يمل حتي يحقق اهدافه .. بالرغم من انه لم يكن كذلك من قبل
.. لكنه تدارك اخطائه .. و حولها الي سلوك ايجابي .. و لحق بما فاته .. و قد تعلمت منه كثيراً في التفكير في حال نفسي ..
و اصلاح اخطائي و تداركها .. و العودة اقوي من ما كنت عليه .. كما تعلمت من حماسة و شجاعة الامام حسن البنا و استشهاده في النهاية
.. و كم تمنيت ان يكون لدي ايمان مثل ايمان الشيخ محمد الغزالي .. حين تسمعه يقول .. أنا لا ادري ما نهايتي انا كل ما ارجوه من الله
ان القاه و انا اتصبب عرقاً في خدمة دينه .. وجه الله هو الذي يعنيني و لا احد غيره .. و اضاف قائلاً انه اصبح انه كما كان يقول المأمون عن نفسه
.. حبب الي فعل الخير حتي ظننت اني لا اُجر عليه .. و ان حب الخير اصبح شهوة لديها .. و هل يخاف منا من اصبح حب الخير لديه شهوة ؟ ..
و حين كانوا يقولوا له ان هذا الكتاب سيذهب بحياتك .. و هو يري ان به اصلاح و دفاع .. و انه يخدم مبادئه التي يقاتل من اجلها .. كان يقول
.. لان اموت .. خير من ان احيا بعد ان يموت الاسلام .. ما فائدة حياتي بدون الاسلام ؟ .. حتي انه سمي داعية الامة .. لانه كان مشغول
دائماً بهموم امته .. و دائماً كان يدعوا الي الصحوة و التغيير .. كان صادقاً مؤمنا اشد الايمان بالله .. فـ ـكان يقول لطلابه انه يتمني ان يدفن في البقيع
.. و كان طلابه يردون عليه كيف و انت بعيد عن هذا المكان .. فيرد قائلاً هذه امنيتي من الله و هو قادر علي ان يحققها لي ..
و مات الغزالي رحمه الله في مؤتمر في الرياض و اخر ما قاله نريد ان نطبق كلمة لا اله الا الله في الارض و دفن في البقيع .. و من منا لا يرغب
في ان يعيش حياة مثل هذه .. و اتذكر جيداً ابي حينما قال لي في احدي المرات و نحن نتناقش .. اتعب و انت صغير لتحقيق ما تريد ..
ترتاح و انت كبير .. لانك لن تستطيع ان تتعب في الكبر كما كنت صغير .. لان صحتك لن تبقي علي حالها ..
فاي شئ من حولك حتي لو كان كلمات عابرة .. يمكنك ان تستفاد منها في حياتك .. و اذا وقف امامك شئ في حياتك
و لم تعرف ماذا يجب ان تفعل .. و كنت تبحث عن الطريق .. عد و انظر ما فعله من قبلك و تعلم منهم ..
و انظر الي القرآن و الامثلة التي ضربها الله .. و تحاشي ان تقع في الخطأ مثلما فعل من قبلك و ذكرهم الله في القرآن
.. فلقد صرف الله لك في هذا القرآن من كل مثل .
لم يكرمك الله و أمر الملائكة بالسجود لآدم .. لكي تولد و تموت كانه لم يحدث شئ .. فبداخلك قوة تؤهلك لان تكون عظيم ..
و تمتلك من الطاقة ما يمكنك من فعل ما تريد .. و بعد كل هذا قد لا تكون معروفاً او يذكر اسمك في التاريخ .. لكن المهم ان تجعل من حياتك قيمة
.. تضيف و تؤثر فيها .. مثل الجنود التي استشهدت في حروب غيرت مجري التاريخ .. لا نعرف اي شئ عنهم و لا حتي اسماءهم ..
كل ما نعرفه هو اسماء قادتهم .. و لكن بغيرهم ما كان نجح قادتهم .. و بدمائهم احييوا الاسلام و زرعوه في قلوب الملايين ..
فاينما ذهبت و اينما كنت .. كن كجنود الخير و الحق .. كن جنود اليرموك و القادسية و مؤتة .. كن مسلماً كما يجب ان تكون
و اسف علي الاطالة .. و استغفر الله العظيم .. و سبحان الله و بحمده .. سبحان الله العظيم ..
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات