أسأل الجميع سؤالا –بمن فيهم نفسي-
كيف نحن وكيف حالنا حينما نُباشر قراءة رسالة من حبيب أو صديق ؟ ,
نفترس الحروف افتراسا ,
نقف كثيرا عند جمل وكلمات فنتأملها
وندقق فيها ونحملها على عدة معاني
تتعارك فيما بينها لتثبت
كلا منها نفسها منا ومكانتها من أنفسنا !
وحتى بعد مضي وقت ليس بالطويل على تلك الرسائل
تعاودنا الرغبة في قراءتها مرارا وتكرارا
نستشعر منها الحنين وتتساقط العبرات
شوقا لذكرى فائتة وأيام جميلة سُطّرت على ورق ,
إن مدى لهفتنا لتقبل القراءة عن أحدهم يقيس تماما
مدى محبتنا لهذا الشخص ومدى وقوعه في أنفسنا موقعا حسنا ..
إننا نميل إلى الإستماع منه , والقراءة عنه , وتتبع أذكاره وأخباره ,
لا ينقطع تفكيرنا به ولا شعورنا مهما طال الزمان أو المكان
~" ماذا يشغلالقلب .. و ماذا يجولبالخاطر ؟
و ما الحب الغالب على المشاعر ؟
و لأي شيء الأفضلية القصوى ؟
و ماذا يختار القلب في اللحظة الحاسمة ؟
و إلى أي كفة يميل الهوى ؟ "
كيف يدّعي امرء أنه مُحب مخلص
ثم تراه مهملا في الاهتمام بكل مختصات من يُحب ؟!
غائب في أمور أخرى مُلهية , هائم في ملذاته ,
سارح في مأكله ومشربه وملبسه كيف يُدبره وكيف ينتقيه؟! ,
على أي وجه يرتدي ثوبه ؟! , وبأي نكهة يطلب طعامه ؟! ,
وفي اي أرض يتنزه أو يسير ؟ ..
أي حب هذا اللذي يقطن زنزانة النسيان والتجاهل ,
تتخبطه الأهواء من كل جانب ,
تلهو به الرغبات والأيام والمطالب فيُنسى ,
تتراكم عليه أغبرة الملهيات , وتغطيه خيوط الانشغالات ,
" أريد لحظة انفعال...
لحظة حب.....
لحظة دهشة......
لحظة اكتشاف...
لحظة معرفة....
أريد لحظة تجعل لحياتى معنى ...
إن حياتي من أجل أكل العيش لا معنى لها ،
لأنها مجرد إستمرار ..
كل شيء يهون كما تهون المسافات..
الزمن يمشي على كل شيء
ابك ما شئت من البكاء فلا شئ يستحق أن تبكيه.
لا فقرك ولا فشلك ولا تخلفك ولا مرضك ..فكل هذا يمكن تداركه.
أما الخطيئة
التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك !! . "
إن لمن المُخزي والمُخجل أن نستقبل رسائل أحبتنا بالبشر
والسرور بل وقد نحفظها عن ظهر قلب من قراءتها لمرة واحدة محبة فيهم ,
ثم نجد أنفسنا تلهو عن ذكر الله , عن التدبر في آيات الله ,
عن التأمل في كون الله , وله الحب خالصا سبحانه
وله الاستسلام والتسليم جل وعلى ~
المفضلات