بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق المختار رحمة للعالمين وعلى أهله وصحابتة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم اهدنا فإنه " من يهد الله فهو المهتدي "
اللهم ارضنا وارض عنا وأبعدنا عن كل ما يسخطك عنا وهدنا سبل السلام يا رب العالمين
وبعد ،
إخوتي في الله
إننا في كل يوم يزيد الوقت الذي قضيناه على الأرض وينقص عمرنا عليها
ونزداد غفلة إلا من رحم الله
وإن هذه الغفلة لها أسباب كثيرة تتكاتف معاً لتقودنا إلى موت لم نحقق قبله عملاً يهنينا في قبورنا ويوصلنا إلى جنات النعيم في آخرتنا
كل سبب من الاسباب إذا وقعنا فيه جرنا لغيره وغيره حتى ننغمس في الدنيا
وإذا تركناه تركنا غيره وغيره حتى نصل غلى بر الأمان
وإن من أشد الغفلة اللغو
واللغو هو الكلام الذي لا طائل منه
مضيعة لوقت سنحاسب عليه وعمر لم ننجز فيه شيئاً وفوق هذا وذاك ( حصائد لسان )
" وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " ؟!
من اللغو : الغيبة والنميمة - القيل والقال - الأغاني
والكثير الكثير من كلام يضيع الوقت ولا نطلع منه سوى بأكوام من ذنوب ثقلت بها موازيننا
وأحدثكم هنا عن الأخيرة التي ذكرتها وهي
الأغاني
الكل يعرف أنها حرام ولا خلاف على ذلك
والكثير يعاند ولا يترك سماعها
ولكن بعيداً عن هذا
لنخاطب عقولكم وقلوبكم التواقة إلى الجنة قليلاً من الوقت
يقول الله تعالى في أول سورة المؤمنون : " قد أفلح المؤمنون . الذين هم في صلاتهم خاشعون . والذين هم عن اللغو معرضون . "
واللغو هو الكلام الذي لا فائدة منه
والأغاني كلام لا فائدة منه
إذاً
الأغاني تساوي لغواً
فهي إذاً تبعدنا عن الفلاح
بعد هذه الآيات ببضع آيات يقول عز وجل :" أولئك هم الوارثون . الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون . "
فالمؤمن
الوارث للفردوس
يبتعد عن الأغاني لأنها لغو لا طائل منه لا يكسبنا إلا غلافاً على فلوبنا يبعدنا عن طاعة الله
.
.
.
" كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون "
كلمة من هذه الأغنية ، علي كلمة من تلك ، وأخرى من هذه وهذه وهذه
ونقاط سوداء تحيط بالقلب وتستمر تحيط به حتى تصبح كغلاف أسود ثقيل يمنع القلي من الإحساس بأي طاعة عافانا الله وإياكم
يقسو القلب ويفسد
ويفسد بفساده الجسد كله وأعماله جميعها
وكل هذا تفعله الاغنية فقط
.
.
.
يقول البعض إن تركها صعب
اعتدنا على ذلك
تهدئ انفعالنا وعصبيتنا
تعبر عن مشاعرنا
تفعل
وتفعل وتفعل
ولا نستطيع تركها
ويرد عليهم العزيز الجبار بقول جامع لا كلام لأحد بعده
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
إن لامست سمعك هذه الآية ولم تبك فاعلم واعلمي أن في نفسك خطأ يحتاج إلا إصلاح مستعجل
إنها طوق النجاة من نغزات النفس الأأمارة بالسوء التي توحي إلينا أننا لا نستطيع ترك المعصية
نقدر
لأن الله تعالى يأتينا هرولة إن أتيناه مشينا
يهدينا إليه كلٌ على قدر ما بذله من جهاد في سبيله
فـ " سارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم "
أوصي كلمن مر علي هذا المكان أن يقولهما أو يكتبهما من با " ذكروا ولو بآية "
وربما تكونان نجاة لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفقني الله وإياكم إلى ما فيه كل خير
وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المفضلات