بسم الله الرحمن الرحيم
{ حادثة حقيقية }
نادت ابنها في نهار رمضان لتقول له : تعال انظر في حال أبيك !
فذهب إلى أبيه ووجده واعيا ولكنه يتصبب عرقا وتبدو عليه علامات الاجهاد ، أمسك بيده ووجد نبضات قلبه متسارعة
فسأل أباه : كم قياس سكر الدم لديك يا أبتِ ؟
فأجاب بحزن : إنه منخفض
فقال : يا أبتاه ، أنت تعلم ماعليك فعله ، والله سبحانه وتعالى أرخص لك في ذلك بقوله : ( فمَن كانَ مِنكم مريضاً أو على سَفرٍ فعدّة من أيامٍ أخر )
فأحنى الأب رأسه وقال : بلى يا بني أعلم هذا ، لكني رجيت أن يكون لديك حل آخر
- يا أبت لاحاجة لنا في حل آخر وهو فعليا غير موجود ، وقد سن ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام
- معك حق
فذهب الابن و أحضر مايمكن الأب من استعاده قوته من الغذاء ، وذهب عن أبيه مدة بسيطة ثم عاد إليه وقد وجد عيناه تدمعان
- ماذا هناك يا أبتي ؟ هل أنت بخير ؟!
- أنا بخير والحمد لله ، ولكننّي لم أفطر في نهار رمضان منذ أربعين عاما !
،
لقد ابتلي هذا الإنسان الفاضل بمرض السكري قبل أربع سنوات من هذه الحادثة ، وقد كان قبلها من أشد الناس تحملا للجوع والعطش و الأعمال الثقيلة التي تحتاج مجهودا لا يقوى عليه إلا أشد الرجال حاملا بذلك مسؤولية أسرته كاملة و أسر أقربائه
لقد كانت تلك الدموع هي شعور الرجل الذي أوهنه بدنه ، وقد كان قويا في طاعته
شعور رجل أحس بالضعف أمام الناس ماابتلاه الله به ، مع أنه مأجور بإذن الله عليه ، ومعذور برخصته التي أحلها الله له
،
فهل من مـُعتـبر ؟
وقد أنعم الله علينا بصحة يستعين بها بعضنا في معصيته ؟
رزقه قدمان قويتان تحملانه ، فيسير بهما إلى الحرام ؟
رزقه أذنان وعينان حادتان يطلعانه على ماحوله للتعامل مع أمور الدنيا ، فيسمع بهما و يطلع بها على ماحرّم ؟
رزقه عقلا ميزه به عن البهائم ، فيستخدمه في إضلال الناس عن الحق ؟
وهو يعلم ، أن الله عز وجل قادر على أن يسلب منه كل نعمة أنعمها عليه في غمضة عين وعندها لا ينفعه الندم !
وقد سلبتا منه على معصية ، وحرم بذلك من الشيء الكثير من الطاعة التي كانت ستنفعه دنيا و آخره
ليتذكر كل صحيح منا : ألا بشكر الله تدوم النعم
وليتذكر من ابتلي فينا : ألا بحمد لله والصبر يخف البلاء وتنال منه الأجر
تقبل الله طاعتكم ، وأدام الصحة تاجا على رؤوسكم
وأسأل الله ، أن يرزق المبتلين بأقداره صبرا ، و الصابرين على طاعته قوة ، و الغافلين عنه هداية
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات