أعتقد أنها الرغبة الحقيقية التي دفعتني لكتابة مقالتي هذه ، رغم أنني علمت متأخراً بأن موعد التسليم كان قد جاء بالفعل .. واحترت في أمري ، هل أكتب أم أتوقف عن إكمال المهمة .. !
لكن نفسي كشفت عن رغبتي القوية بالكتابة إلى آخر محطة .. !
ما هي الرغبة ؟!
إنها الإرادة ، الحب ، التوق ، الطموح ، الحاجة ، الأمنية ، الحلم ، الشهوة ، الطمع ، الجشع ، الحافز و المطلب و المنال .. كل ذلك وربما أكثر ..
إنها تتشكل في هذه المترادفات حسب مقتضيات الحال .. !
إنها الطاقة التي تدفعك إلى العيش ، إلى أن تحول أفكارك ومشاعرك إلى واقع ..
رغباتنا هي أصواتنا الداخلية ، التي تلامس أسماع القلب والعقل ، و التي تنشأ من خبراتنا المتراكمة ، والبيئة التي نعيش بكل الأطراف التي تؤثر فينا ونؤثر فيها ..
رغباتنا لا تميز بين الحق و الباطل ، وأنت وحدك من يضع عليها وسم الخير و الشر ، بوعيك وقدرتك على التحكم بنفسك تصنف الرغبات حسب نوعها ، وتكتب لها حق الظهور من عدمه .. كلما عرفت نفسك أكثر وكان تواصلك بذاتك فعالاً كلما كنت أكثر وعي برغباتك وهل هي مشروعة أو غير مشروعة ممكنة أم مستحيلة .. !!
قصص الناجحين ، العظماء ومن سطروا أسماءهم على صفحات التاريخ لم يكن لتكون لهم هذه المكانة لولا رغبة صغيرة نمت بداخلهم وسقوها بالعناية والاهتمام وأحاطوها بالحب والإيمان بها لتزهر وتكون آية للناظرين ..
مما لاشك فيه أنه عندما تختمر الرغبات مع الخيال ينتج لدينا رغبات مجنونة ، لذيذة ولها نكهة خاصة .. !!
في حياتي كانت لدي الكثير من الرغبات المجنونة ولا أزال ..
أحدها على سبيل المثال السيطرة على العالم ، أو القيام بعملية غسل الدماغ بطرق مبتكرة أو السفر إلى مثلث برمودا .. أو حتى الهبوط المظلي .. !!
مجردالتفكير في هذه الرغبات تجعل قلبك يخفق وينبض بالحماسة والإثارة .. !
إن مثل هذه الرغبات هو ما يجعلنا نتمسك بالرغبة الأكبر وهي البقاء على قيد الحياة أوبعبارة أصح
" الرغبة في العيش " بدلاً من تمني الموت أو الرغبة فيه .
وعلى النقيض من ذلك ، رغباتي العقلانية ، والتي بها تستقيم الحياة وتعطيها شيء من الاتزان و النضج .. !!
ولربما تنقسم رغباتنا العقلانية إلى نوعين ، تلك الرغبات الروتينية التي فطرت عليها جميع المجتمعات باختلاف ثقافاتها ، كالرغبة في العلم ، والدراسة ، والزواج والحصول على الوظيفة والنجاح في الحياة الاجتماعية ،العلمية والعملية.
والنوع الثاني رغباتنا العقلانية التي تحمل طابعنا الخاص ، الناشئة عن طريقة تفكيرنا ومشاعرنا ..
فأنا أرغب بالتعامل مع الحياة بطرق تحمل هويتي الخاصة وبصمتي فيها ..
في طريقة علاقاتي مع الناس ، أو في تشييد أحلامي الصغيرة ، في ممارسة هواياتي ، وحتى في أفعالنا اليومية الروتينية كالاستيقاظ من النوم أو تناول الطعام ..
إنني في محاولات حتى يكون لهذه الحياة معنى فريد ، غير ما تفرضه علينا الظروف أو الأعراف..
أعترف أن هذه مجرد رغبات لم تصل إلى مرمى التحقيق بعد .. !!
هذه الرغبات العقلانية و المجنونة منها تحتاج الكثير من الجهد ، الإرادة ، الشغف والإيمان بها .. طالما أن هذه الرغبات لم تحصل على كل ما ذكرت فإنها لن تزهر أبداً وستبقى مجرد رغبة .. !!
إن العائق الذي أواجهه ويواجهه غيري باستمرار هو ذلك الشغف ، والاستمرارية في تحقيق رغباتنا دون أن يصيبها الملل أو تركن في رفوف النسيان والتجاهل ..
دائماً في بداية مشاريعنا ، أو أي عمل نقوم به نشعر بالحماسة وما إن نصل إلى المنتصف حتى تتناقص هذه الحماسة إلى النصف وأحياناً تنعدم ..
ولذلك يجب أن يكون لرغباتنا حوافز داخلية وخارجية باستمرار لتغذيها وتسقيها حتى لا تموت ، يجب أن نجد تلك البطارية الخارقة التي تشحن رغباتنا وتزودها بالحياة .. !! وذلك قد لا يكون سهلاً دائماً ..
ختاماً رغباتنا تشبه الأطفال الصغار ، إنهم لا يعون حقيقة الأمور ، لديهم تصرفات طائشة ، يحتاجون إلى العناية باستمرار ، وأن نمسك بأيديهم دائماً حتى نعبر الطريق ، قد يبكون أو يتباكون حتى تحقق مطالبهم ، ويضحكون حينما تداعبهم وتلاعبهم ..
لذلك تعامل مع رغباتك على أنها طفل صغير ، أنت الوالد هنا ، وعليك مسؤولية التربية والتهذيب والعناية والحب .. !!!
الأسئلة:
· أهم سؤال ما هي رغباتكم المجنونة و العقلانية ؟ هل حققتم إحداها ؟
· هل تواجهون مشاكل في التعرف على رغباتكم أو التعامل معها ؟
· رأيكم بالموضوع ؟
المفضلات