وو بـــــــــــارت
حجز
الجزء الثالث
الـــــــــــــــــــــــوداع
وضعت اغراضها في تلك الحقيبة البينة القاتمة التي وضعتها اعلى الفراش , اثناء ترتيبها اغراضها اذ ببصرها يقع على تلك الصورة الوجودة في الطاولة يمين الفراش , إلتقطتها و جلست على الارض لتسند ظهرها على السرير و تتأمل هذين الوجهين , نظرت لها بتمعن وضمتها الى قلبها , اغلقت جفنيها لكي تطبع تلك الصورة بذهنها , فهذا أأمن مكان لها , عادت لترى النور بعد ان اكتفت من التأمل على صوت طرق الباب الخافت , فُتِح لترى تلك الفتاة قصيرة القامة ذات الشعر الاشقر المنسدل و العنين الخضراوتين البريئتين , ترتدي فستاناً سكري اللون
""سول؟ماذا تريدين عزيزتي؟""
لتردف تلك الصغيرة بأدب و حياء : ""اختي هل يمكن ان ادخل؟
""بالطبع عزيزتي"" دخلت و أغلقت الباب خلفها لتسرع و ترتمي بأحضان ذلك الفراش المهترئ ليصدر صراخه الحاد الذي تقشر له الابدان , نهضت لتعدّل جلستها و ترتب فستانها السكري ذاك و تقول بصوت هادئ و برئ : ""هل ستذهبين حقاً؟"" فأومأت كساندرا برأسها و الحزن يخنقها :-اجل
-وهل ستحضرين لي بعض الحلوى اللذيذة ؟
-كم قطعة تريد حُلوتي؟
-لا أدري .. ربما مئة او .. ماذا اكثر من مئة ؟
-الف
-اذن اريد الف قطعة!
فأجابت مُقهقهة -لكي ما تشائين
قاطعتهما تلك الحسناء الهزيلة حين فتحت الباب: -هل فرغتي من ترتيب حاجيّاتك ؟
أومأت كساندرا إيجاباً لتردف : -إذاً هيا بنا حتى لا يفوتك القطار
-حسناً
خرجت والدتهما و سول من خلفهما , فوقفت كساندرا لتجمع شتات نفسها و ترتدي ذلك الفستان الازرق الذي طابق لون عينيها الزمرديتين , ووضعت ذلك العقد الذي لم يفارقها مذ صغرها , ثم رفعت شعرها الكستنائي ليصبح على شكل ذيل حصان لطيف , رغم تلك الهالة السوداء الغريبة احاطت بها .
اخذت حقيبتها البالية ووقفت عند باب الغرفة لتتأملها لآخر مرة, بكل تجاويفها و بكل تصدًّعاتها , اغلقت الباب بهدوء لتخرج مودّعة إياها للابد أو هذا ما ظنته عل الاقل , حل الصمت وساد الظلام الحالك تلك الغرفة , حتى صوت نسمات الصباح التي تطرق النافذة راجية من يفتح لها اختفت .
اسندت ظهرها على باب غرفتها لترى ذلك الموقد الذي نال منه السواد و الرماد قد تناثر بجانبه , رفعت بؤبؤيها ليقعا على تلك القطعة الخشبية المعلقة على الجدار و قد احتوت على تلك الصحون الموضوعة فوق بعضها البعض وقد كستها الصُفْرَة , اشاحت ببصرها لترى تلك الطاولة المهترئة في وسط هذه الصالة الصغيرة وقد لبست ثوب الرماد الاسود , تنهدت بتعب لتواصل سيرها نحو ذلك الباب الذي يكاد يقع فوق رأسها , فتحته برفق شديد خِشية من سماع صراخه !
حارب لأجل أحلامك, http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1132829
خرجت لتجد السماء قد حزنت لمغادرتها فلبست الحلة السوداء و هي تدمع برقاً , انزلت بؤبؤيها ليقعا على ""روز ! "" , ""يا إلهي كم سأفتقدك "" تمتمت في نفسها و هي تقترب لتتحسس تلك الاحافير .
قطع حبل تأملها صوت نادم وحزين قادم من خلفها ""اسفة لإتعاسك سامحيني"" استدارت لتجد والدتها تقف ورائها و قد اعترا وجهها ملامح الاسى و هي تنظر لتلك الشجرة الضخمة ! . لم تفهم كساندرا معنى كلامها ولم تعره اي اهتمام , بل ارتمت في احضانها لتخفي شهقاتها المتقطعة , اتت سول و بيدها مظلة صفراء تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة ,رأتهما هكذا فوقفت تنظر اليهما , ولم تلبث قليلا حتى بدأت بالبكاء هي الاخرى , نظرت لها والدتها بتعجب ""ما بك عزيزتي؟""
""اختي تبكي , لذا سأبكي معها ايضاً"" قالت هذه العبارة و هي تشهق و تمسح دموعها بأناملها الصغيرة . فانفجرت كساندرا من الضحكات التي تحتضن في طياتها شهقات متقطعة, حضنتها والدتها لتهدأتها .
--------------------------------------------------
وصلوا لمحطة القطار الواقعة في اطراف القرية و قد ازداد الجو برودة , لم تكن اي من كساندرا ووالدتها ترتديان شيئاً يقيهما شر هذه العاصفة العاتية , اما سول فقد لفتها والدتها بوشاحها الابيض ليتناسب مع لون ثيابها الهادئة .
وصل القطار بعد وهلة ليكسر ذلك الصمت الذي عم المكان ,حيث كانت كل واحدة تفكر بهمومها و سول تنتظر بفارغ الصبر لترى القطار, كان رغم اسوداده إلا ان اطرافه كانت اشد سواداً , وانبعثت منه رائحة الابخرة التي لا تطاق ,التفتت كساندرا لوالدتها بعينين يائستين طالبةً منها ان تعانقها و تخفيها بين اضلعها , لتحميها من هذا الفراق القاسي .
-سوف أفتقدك ... كثرا ! ""
-ونحن ايضاً عزيزتي, خذي حذرك واذهبي فقط حيث اخبرتك , لقد اعلمت السيدة بقدومك
أومأت ايجاباً , قاطع تلك اللحظة ذلك الصوت الاجش ""القطار جاهز للتحرك ! ""
""هيا أسرعي و اركبي .""
نظرت لهما نظرة مودّع يترك وصيته وهو على فراش الموت , تحركت و هي تجرُّ قدميها لتصعد على تالك الدرجات الحديدية لتصدر صوتاً خافتاً , دخلت من خلال من ممر طويل قد بُسط ببساط اسود و الجدران قد طُليت بذلك الياقوتي العتيق و قد ملأته الزخرفات الذهبية التي تجذب الانظار , وقد كانت الكراسي تملؤ الممر يمنة و يسرة , تعجبت من شكله الداخلي الذي لا يبدو كالخارج البتّة .
جلست في أحد الكراسي الذي أطلت نافذته على سول و والدتها , رفعت الزجاج لتثبط بصرها نحوهما , تتأمل جسد والدتها الهزيل و الشاحب قد امتلأ بالكدمات من كثرة الاشغال , وسول الصغيرة بشعرها الحريري , تأففت بألم و حسرة ليقاطعها ذلك الصوت الحاد و العالي , نظرت في الارجاء بفزع لتعلم ان مصدر الصوت لم يكن سوى صافرة القطار الذي اوشك على التحرك , عادت تنظر لهما للتفاجئ بهما تبتعدان ببطئ ولكن لم تلبث حتى ازدادت السرعة , رأت سول تركض و تصيح محاولةً اللحاق بالقطار و قد كانت الرياح تلعب بها يمنة ويسرة ,""أختي لا تذهبي !""سقطت للتتسخ ثيابها و هي تبكي بعد أن فقدت الامل باللحاق بشقيقتها , فأسرعت والدتها في حضنها الى صدرها ,وكانت كساندرا تراقب من بعيد متمنية القفز من النافذة والإرتماء بأحضانهما , بدأت مقلتيها بالارتجاف فأسرعت في إغلاق الزجاج و تكومت حول نفسها لتبدء في الشهيق والبكاء , و كالمعتاد حاولت تلك القطرات الحانية مواساتها و هي تضرب النافذة الزجاج برقّة , رفعت ناظريها اللذان احمرَا للزجاج الذي امتلأ بقطرات المطر التي تولت رعايتها مذ صغرها , شهقت قليلاً و هي تمسح تلك الشلالات بأطراف كفيها و انغمست تفكر : "" هل عادتا للمنزل ؟ , هل ابتلتا ؟ هل هما بخير؟ "" اصبحت الاسئلة تترامى الى خاطرها لتكون عالماً من الكوابيس الخبيثة , اخرجها من كابوسها ذلك البكاء الحاد فحاولت تجاهله بالنظر الي النافذة , ولكنه عاود الارتفاع اكثر , نظرت في الارجاء لترى تلك الصغيرة ذات الرداء الاحمر تجول حول الناس و يدو انها تطلب المساعدة , لكن لم يبدِ اي احد منهم اهتماماً و لم يتحركوا ولا بمقدار انملة , وصلت لكساندرا لترى ذلك الوجه الصغير قد غرق بالدموع لدرجة الاحمرار و عيناها الخضراوتين ترتعشان بخوف :""أرجوكي.. انقذي أمي .. انا ارجوكي ! "" مسحت دموعها بأناملها الصغيرة و هي تشهق , فبالكاد تلتقط انفاسها
اندهشت كساندرا من منظرها ""ما بها والدتك ؟!""
""سوف تموت ! ارجوكي ساعديها ""
""اين والدتك ؟
مدت أناملها الصغيرة و المرتجفة نحو كساندرا لتمسكها , جرت الصغيرة كساندرا و رائها و هي تركض لوالدتها التي تحتضر , وصلتا لباب قد تلوّن بلون التراب و اعتلته زخارف ازهار صغيرة , فتحت الصغيرة الباب لترى امرأة شقراء الشعر حليبية البشر مستلقية على تلك الاريكة الملتصقة بالجدار و قد علا وجهها الشحوب و الاجهاد .
اقتربت تلك الصغيرة من رأس والدتها لتتمتم بشهقات متقطعة : ""لقد احضرت المساعدة ! ارجوكي لا تموتي ! "" . اقتربت كساندرا لتلمس جبين تلك المستلقية لتشعر بيدها تحترق , ""يا إلهي"" تمتمت بذهول ""إن حرارتها مرتفة جداً! "" انتبهت لصوت تمتمة خافتة ""ماري عزيزتي , ألم اخبركِ بأنني بخير؟ ""
-لا لست كذلك !, لا يمكنك خداعي أمي , انا لست طفلة !"" قالتها بحنق و حزن قطعا قلبها الصغير .
تذكرت كساندرا يوم ولادة سول حيث كانت والدتها على وشك الموت و هي تستنجد الناس لمساعدتها ولكن دون جدوى , حتى وجدت تلك المرأة مجعدة العينين و هزيلة الجسد الذي اهلكته السنون و قد علا الشيب رأسها , اخرجتها من دوامة الماضي شهقات ماري الفظيعة حتى ان سامعها يظن ان هنالك من يتعذب في الجحيم , اشارت كساندرا لماري بأن تحضر بعض الماء و قماشة نظيفة , سارعت كساندرا لتفعل ما أُمِرَت .
أخذت تبلل القطعة و تضعها في جبينها , بعد فترة ليست بوجيزة بدأت الحمى تختفي , فتنفست كساندرا الصعداء , التفتت لترى تلك الشقراءالصغيرة قد اختطفتها خيوط النعاس الذهبية بعد ان عذبتها الدنيا حتى اشفت غليلها , كان شعرها الحريري قد انسدل على وجهها فأبعدته عنها برفق و غطتها بملاءة بيضاء دافئة , عندما التفتت كساندرا لتأخذ مجلسها تفاجأت من تلك العيون الشجرية التي تحدق بها بحنيّة وقد طغا عليهما ذلك الفستان النرجسي الفاخر ""اشكرك على لطفك "" , ايقظتها من غفلتها لتنتبه انها كانت تحدق بها كثيراً فأصابها الاحراج و طأطأت برأسها في خجل .
""لا شكر على واجب سيدتي , المهم انك بخيرٍ الان ""
""انا آسفة إن ازعجتك ماري إنـ....""
قاطعتها كساندرا قائلة : لم تزعجني على الاطلاق , بل ذكرتني بشقيقتي الصغرى"" اعترت وجهها ملامح حزن و اشتياق و هي تنظر لماري , ""انها كل ما أملك , مذ وفاة والدها حاولت تعويضها بكل ما أملك "" ولكن قبل ان ترد كساندرا استيقظت تلك الصغيرة لترتمي بأحضان والدتها بسعادة , ابتعدت لتعدل وقفتها شاكرة كساندرا بعد ان انحنت بطريقة لطيفة مقدمة نفسها ""انا مارغريتا روبنسون , اشكرك لانقاذ امي "" ابتسمت كساندرا بلطف ""لا شكر على واجب عزيزتي"" ربتت تلك المرأة الجالسة برفق على رأس ماري و هي تقول :""كارلين روبنسون ,سُعدت بلقائك "" , "" وانا اسمي هو كساندرا جرا....."" غاصت لوهلة في كوابيسها لتردف ""واترسون .. كساندرا واترسون "" ذكرت اسم جدها عوضاً عن والدها او بالاحرى ذاك الذي يعتقد انه كذلك ! , لاحظت كارلين الاستياء على وجه كساندرا فشعرت بالحزن ""أُعْذُراني..سوف أذهب الان , تصبحان على خير"" استعدت للوقوف و هي ترتب فستانها البالي , ودعت ماري و كارلين وهمّت بالخروج مُغلقة الباب برفق , ذهب لكرسيها و هي تجر ذيل خطواتها المتثاقلة و ارتمت في احضان ذلك الكرسي القاسي فتأوهت في اشتياق لسريرها المهترئ , اغمضت عينيها و استسلمت لشبح النوم دون ان تحرك ساكناً
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته )
اسفة عل التأخر كل هذا الوقت كنت منشغلة قليلا لذلك حاولت اطالة البارت بقدر الامكان
ارجو ان يكون طويل بما فيه الكفاية
-------------------------------------
ننتقل للأسئلة :
1-ماهو رأيك/ي عن البارت عامة ؟
2- هل الوصف جيد ام سئ؟
3-ما هو رأيك/ي عن شخصية سول الصغيرة ؟؟ ^^
4- ماذا تعتقد عن عبارة والدة كساندرا ؟؟5-ما هو رأيك/ي في ماري و كارلين ؟ و هل تعتقد/ين انهما ستلتقيان كساندرا مجددا؟؟اسفة لاتعاسك سامحيني
--------------------------------------------
انتظر ردودكم على احر من الجمر بأمل ان تنال رضاكم
في أمان الله
اخر تعديل كان بواسطة » smantha-pond في يوم » 26-03-2016 عند الساعة » 22:59
في الحقيقة لقد وقعت في عشق وصفكي
أظن انني أستطيع العيش ظننت أنك لن تضيفي شيئا أتمنى أن تواصلي الكتابة أرجووكي لا تتوقفي وتابعي و سأكون من متابعيك إن شاء الله
بالنسبة لتوقعاتي أظن أن هذه الفتاة ستواجه العديد من الصعاب و المشكلات التي سيصعب حلها ولكن ستستطيع حلها
كما قلت بانتظارك على أحر من الجمر
عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)
المفضلات