السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
:: لم تخلق من طين ::
خلق آدم من الطين .. لذا فأصله الطين وبيته الأرض .. أما حواء فقد خلقت من أحد أضلاع آدم .. وسكنها الفعلي هو جسد آدم ..
نجد أن جسد آدم خشن ومدعم بهيئة عضلية أقوى من حواء ليتناسب مع طبيعة الأرض الحجرية او الوعرة .. في حين أن جلد وشعر حواء ألد أعدائها الهواء والشمس والتراب وتكافح طوال الوقت باستخدام عناصر الطبيعة لتداوي وتحمي نفسها وتجمل نفسها على مر العصور بأساليب مختلفة ..
جسد حواء يحوي رحماً هو بمثابة غرفة تستقبل حياة جديدة وتهبها الدم والدفء والماء واللبن .. اما جسد آدم فيحوي رحماً خفياً .. هو بمثابة غرفة أو سكن للأنثى التي ستكون شريكته في الحياة .. وهذه الغرفة غير مرئية .. لأنها تتكون من المشاعر أو بمعنى أصح ما يسمى بـ"الأحتواء" ..
معظم الإناث إن لم يكن جميعهن يهبن عن طيب خاطر العاطفة والمجهود للرجل والطفل .. أما كثير من الرجال او بعضهم "عشان ما حد يزعل" تظل غرفتهم الخفية والتي سكن تلك الأنثى إما مغلقة أو مفتوحة بمواعيد تعتمد على مزاجه .. وقد تكون الغرفة مفتوحة لأنثى أخرى دخيلة ..
:
:: ما هو السكن ::
السكن بالمعنى المنظور هو غرفة بأربعة حوائط وسقف .. لكن ممكن أحد فينا سواء ذكر أو انثى يمتلك غرفة بأربع حوائط والأسم أنه ساكن .. لكن نفسيا وروحياً يشعر أن روحه تائهة وغير مستقرة ولم تجد سكنها بعد ..
"وجعلنا لكم من أنفسكم أواجاً لتسكنوا إليها" .. هذه الآية تختصر ما أريد قوله ..
لكن أرى أن الرجل مخير بأن يسكن وحيداً أو يبحث عن أنثى ليعتبرها كسكن .. والكثير او البعض من الرجال "عشان ما حدا يزعل" يعتبر الأنثى بمثابة شقة فندقية يقضي بضع ايام او ساعات ممتعة ثم يهجرها ليبحث عن شقة فنقدية في أنثى أخرى .. فنجد أن الرجل قد يفكر بالزواج من اخرى لانه شعر بالملل او انخفض جمال شفته او الخوض في علاقات مؤقتة .. وما يساعد ان هذه الأمور متوفرة للرجل والمجتمع لا يلوم الرجل كثيرا ..
وطبعا في رجال عقلاء محترمين .. يدرك أن أول شقة تسكن فيها نفسه هي ذاتها التي سيسكن بها حتى آخر عمره .. وسيتعامل مع عيوب هذه الشقة اما بتحملها او النظر للجوانب المشرقة فيها .. وان يتذكر أفضالها .. ولأنه يدرك أنه لا توجد أنثى بلا عيوب .. وأن أي أنثى مهما كانت فيها عيوب ففيها حسنات من الممكن أن تشفع لها ..
وأتذكر قصة من أيام الرسول .. تحكي عن رجل تقريبا في الجاهلية .. كانت زوجته سليطة اللسان وكانت تناديه بأسوأ الألفاظ وكانت لا تطاق .. وكان الناس يسألون هذا الرجل عن سبب صبره عليها وعدم زواجه من أخرى .. فكان من طيبته أنه ذكر محاسنها التي تعترها عادية "ألا تحضر الطعام ألا تنظف" .. قد ينظر الناس له على أنه انسان مهزق وضعيف الشخصية لكن أنا أنظر له على انه انسان عاقل ولا يسعنا ان نمتلك صبره وعقلانيته ..
اما الأنثى على عكس الرجل .. فهي لا تميل إلى تغيير شقتها كما الرجل .. هي تريد الاستقرار على سكن واحد "ذكر واحد" .. لكن قد تتعرض للطرد او تجد ان غرفتها مغلقة وهي تحاول الدخول .. أو أن هناك من تنافسها في تلك الغرفة .. وهي امور مؤلمة ..
قد تحب الأنثى غرفة بعينها لكن الظروف تجبرها على العيش في غرفة رجل آخر كأن يفشل مشروع ارتباطها بشخص تحبه .. وهناك من تعتاد على العيش في أي شقة حسبما ترميها الظروف "مستسلمة للأمر الواقع" لكن يظل شعورها بعدم الاستقرار والغربة ملازماً لها ..
هذا هو المعنى الحقيقي للسكن "الروحي" .. فليس السكن فقط جدران من الأسمنت ..
هذه الغرفة ليست في نفوس الأزواج فحسب بل موجودة في الآباء ايضاً .. لكن أقرب العلاقات هي تلك مع شريك المستقبل ..
قد نسميها بالحنان والفراغ العاطفي .. لكن كلمة الحنان لا تكفي كمعنى شامل .. فالأدق والأشمل هي كلمة سكن ..
:
:: رجلي على رجلك ::
إذا أحبت الأنثى أحد الذكور .. وقرر هذا الذكر السفر والتغرب للعمل أو لآي سبب .. ولو فرضنا انه تركها بقصر من الذهب وترك معها مبالغ من المال ووسائل الترفيه .. فهي ستفضل أن تذهب معه حتى لو كان ذاهباً لجبال الأنديز وعانت البرد والجوع .. لأن سكنها ليس القصر بل هذا البشري ..
واذا جلست في القصر ستهاجمها الأفكار السوداء .. لأن سكنها بعيد عنها .. ترى هل احتالت امراة اخرى عليه هناك .. هل ياكل جيدا ..
وهذا الشعور يشبه عندما تترك منزلك لأشهر .. تشعر بنوع من القلق .. وتتأكد عدة مرات أن الأضواء والشبابيك محكمة وان غاز البوتاجاز مؤمن وأنك أغلقت الباب جيدا .. ويظل معك بعض القلق عندما تكون بعيداً .. وقد تتصل بجارك من وقت لآخر ليبلغك ان كان البيت بخير ..
اما اذا كانت الأنثى لا تهتم إذا اغترب زوجها .. ووجوده مثل عدمه .. فببساطة لم تجد فيه سكناً .. هو يعيش معها داخل الأربع حوائط لكن روحياً هي لا تسكن أبداً ..
:
:: محتويات غرفة الرجل المثالية ::
على تلك الغرفة أن تكون مفتوحة باستمرار لها مهما كانت الظروف والخلافات .. والرجل العاقل عليه أن يتصف بالصبر فلا يغلق تلك الغرفة او يطردها .. بل يحبسها فيها .. وجميع الإناث بلا استثناء أحياناً يكونوا "نكديين" لكن ليس دائماً .. لأن بعض الرجال يعتق ان من تضحك له اليوم ستضحك له دائماً .. أكيد زي ما في أيام حلوة في أيام أسود من الفحم ..
مالا يفهمه كثير من الرجال أن قيمتهم لا تكمن في صحتهم الجسدية او وسامتهم او مالهم او منصبهم فحسب .. قد يكون انسان صاحب عاهة او اعاقة او مرض لكن لديه القدرة على احتواء الشريكة بتفوق على رحل قوي ماديا وجسديا ..
:
:: ضيفة في بيت أهلها ::
في فترة الطفولة تكون الأنثى كالفراشة المحبوبة وتكون بهجة العائلة .. إنها حقاص مخلوق ظريف .. وأحياناً ما أخبي عنكم يعني أحياناً مش دائماً يخطر ببالي لو اني امتلك احد تلك المخلوقات .. اعتقد ساعاملها كما تعامل الفتيات عرائس باربي .. مخلوقات جدا كيوت ..
لكن بمجرد ان تصل مرحلة البلوغ .. تتغير النظرات لها .. ويظهر على الأهل علامات القلق عندما تتخرج من الثانوية او الجامعة "متى تتزوج" .. خصوصا بزمننا هذا الزواج اصبح شئ صعب لأسباب كثيرة .. والبنت نفسها تشعر أنها تحتاج لحنان من نوع آخر وأنها تريد ان تنتقل لسكنها الخاص .. وتجدها تجمع الأطباق والملابس واحياناً تتطلع لشكل ستائر منزلها .. ترى زميلاتها يتزوجن وتتمنى أن يأتي يومها أيضاً ..
واحياناً يكون الأهل جداً متوترين وعصبيين على ابنتهم دون قصد .. يشعرون بالقلق عليها وهي تتقدم بالعمر ولم تتزوج بعد .. قد ياتيهم عريس لكن به عيوب لكنهم محتارون لأن العرسان قلة بهذا الزمان .. ونادرون هم الشباب المثاليون ..
البعض البنات يشعرن ان الحياة في بيتهن جحيم ويردن ترك المنزل لينالوا استقلالية "أو هكذا يظنون" ..
وحتى لما الأنثى تغضب من زوجها وتتركله البيت وتروح لبيت أهلها تشعر انها ضيفة .. وأنها قد تضطر أن تعود لمنزلها وتحمل ما يزعجها ..
وعندما تستحيل العشرة ويحدث الطلاق .. تمر الأنثى بفترة ضياع وإحباط لا تستمر أيام أو ساعات بل قد تمتد لأشهر .. حتى تقرر ان كانت ستتزوج أو لا مرة أخرى ..
لأن سكنها في ذاك الرجل قد انهار عليها وفقدت "الشعور بالأمان" .. وعندما يراودك هذا الشعور ستخاف الدخول لأي غرفة وتظل متربصاً وتنام بعين مفتوحة وعين مغلقة لكي لا ينهار عليك سقف جديد ..
:
:: الأنثى مرتبطة بالرزق والتوفيق ::
قد يكون نظرياً او منطقياً ان الأناث مجرد مخلوقات ضعيفة بل عائق .. وأن الزواج التزام مزعج للرجل فلم عليه أن يرتبط بواحدة ويلتزم بمسؤوليات الزواج المملة ..
لقد فرض الله حواء علينا معشر الذكور .. فهي شرط أساسي في معادلة الحياة ..
قد يمتلك الرجل القوة والعقل والذكاء .. لكن تجد سبحان الله الأمور واقفة بشكل غريب ومحير .. الماجستير واقف او الدراسة متوقفة .. المال لا يأتي .. رغم بذل كل الأسباب ..
ولو حسب الشباب الزواج بالورقة والقلم كتكاليف سنجد أن تقريبا ثلاثة أرباع العالم لن يتزوج والزواج مصيبة وكارثة .. خصوصاً إنجاب أطفال لهم مصاريف وأصلا الواحد لا يملك أن يصرف على نفسه ..
وهنا لاحظت كثيرا على أشخاص عديدين .. انهم رغم زواجهم بظروف منتهى السوء والديون .. إلا أن سعيهم للزواج وخلال الخطوبة او ما بعدها بدأت ظروفهم تتغير بشكل درامي ..
فهناك ميكانيكي حكى لي أنه بعد ان تزوج بأيام وعليه ديون .. يذهب بالصدفة ليقابل زبون واثناء الدردشة انتهى الأمر أن وجد عقد للعمل في الخارج .. وأصبح دخله أضعاف واشترى منزل وأمور كثيرة تغيرت ..
الأمثلة كثيرة ولا يسعني ذكرها كلها .. لكن من الواضح ان الله ربط الرزق بالإناث .. غم أن تلك الأنثى قد لا تفقه بالعمل شئ وجالسة ببيتها بس .. لكن أراد الله أن يرسل لها ولأولادها الرزق من خلال هذا الرجل ..
لكن الكبر في بعض الرجال أنه يعتقد بعد فترة أن هذا الرزق جاء بشطارته ويبدأ ينتقص من عائلته ويفكر بالزواج من شقراء صغيرة السن لكي تلبس له اللون الفحلقي .. وغالبا ستلاحظ أن أبواب الرزق قد تغلق أو النهاية مؤسفة ..
:
:: خلقها لكي تتزوجها ::
لو تأملنا سنجد أن الأنثى واقع لا مفر منه .. موجوداً .. يعني لو اغلقت عينك او مسحتها من جميع الصور بالفوتوشوب فهي بيننا تشغل حيز من الفراغ ..
ولو تأملنا مجدداً فهي مرتبطة بنا ونحن مرتبطون بها غصب عن عين أهالينا :: .. وأنه يجب أن نتزوجها غصب عن عين أهالينا .. وإذا لم نتزوجها فلن نكون سالمين لأنه غما قد يصيبنا مرض أو فقر ..
كان من الممكن أن يخلق الله آدم لوحده .. وأن نتكاثر بالتناسخ .. بمعنى أن الأنثى ليست مجرد وسيلة تكاثر .. وكونها خلقت من أضلاعنا فهو أكبر دليل أنها متعلقة بنا .. ولا فرار من ذلك ..
فاحترامها ومحبتها هي نوع من محبة الخالق والاعتراف بجميل صنعه .. وأنه بالواقع نحن الذكور مسخرون لهن .. ولهم فينا حق .. يعني مش تفضل منا .. كل ذكر لديه غرفة ملك لها .. تم شراؤها لها سابقاً ..
لم يخلق الله آدم قوياً وحواء ضعيفة .. ليست هكذا تسير الأمور .. بل ربط بين مصيرهم .. وجعل حواء امانة في عهدة أدم .. لأن حواء ليست قطعة اضافية او اختيارية ..
أيها الرجل .. تتزوج حواء فلك الرزق وأمورك نزبطها ونحميك واحنا معاك ولا تخاف ..
لكن أيها الرجل تعتقد أنك المتحكم والمسيطر وبانك كل شئ .. فورينا شطارتك مع تحديات ونقص في الرزق والمرض وخلي عقلك وقوتك تنفعك ..
:
:: مخلوق منحني .. محطم للمعادلات والمنطقية ::
الأنثى مخلوق منحني في كل شئ .. القوام والشكل وطريقة المشي شبه منحنية .. وطريقة التفكير ..
الأنثى والخط المستقيم لا يتفقان .. ولا تزال طريقة عملها مجهولة وغير متوقعة ..
زيي مثلا اكتب موضوع واتوقع ردود شكر ومديح .. تجدهم بشكل عجيب ومنحني طلعوني مجرم لدرجة صدقت نفسي مجرم .. والعكس اكتب موضوع واقول حيكون كارثي ينتهي انه يعجبهم ويتثبت ..
تلاقي وحدة تاكل ايس كريم قبل الغدا .. والمنطقي التحلية بعد الغدا .. لكن نقول ماشي نعديها .. حتى بالطرق وقيادة السيارة يختارون احيانا طريق غير تقليدي ويتجنبوا طريق مختصر أو يروحوا المكان الأبعد أول وبعدين الأقرب وبعدين المكان اللي بالنص يعني مافي لا تسلسل تصاعدي او تنازلي ..
طريقة عبورهم للشارع .. اختيارهم انهم يقوموا بمشوار بعيد بيوم وسط الاسبوع مع انه باقي على اخر الاسبوع يوم .. يعني ما تفهم .. ولما تكلمهم يزعلوا .. وتنصح او تقول رأيك كانك تكلم الحيط .. لن اللي بمخهم بمخهم ..
لا واللي يغيظ أنهم يعملوا اللي براسهم بعدين يسألوك ايه رأيك .. وانت مطالب تقول رائع ؟!
يعني أحياناً كثيرة تفكيرهم بعيد عن المنطقية .. مع ذلك ربنا يسترها معاهم ..
وأحياناً هذه الأنثى تطلع عينك وتطفشك بحياتك وترتكب اخطاء وتجد من وراءها خير بسبب هذا الخطأ !
:
:: الأسئلة ::
اذكر رأيك في العبارات التالية :
1- "سكن الأنثى الحقيقي موجود في كيان رجل يحتويها .. وليس السكن هو ذلك المكان ذو الحوائط والأسقف الاسمنتية"
2- "في مرحلة من المراحل تشعر الأنثى أنها ضيفة في بيت أهلها"
3- "عدد الرجال الذين يصلحون ليكونوا سكن مثالي لاستقرار الأنثى قليلون جدا أم منتشرون بكثرة ؟"
4- "وجود لأنثى في حياة الرجل يجلب له الرزق أي أن وجودها مرتبط بقدوم الرزق والتوفيق"
5- "الأنثى الشريرة أو الغير لطيفة او النكدية حتماً هناك سبب جعلها تتحول لهذا ويمكن محو شرها اذا ما تم علاجها"
6- "معظم الرجال شعراء في الحب لكنهم جبناء او مترددون وقت الزواج الجاد"
7- "اذا تم تخيير الأنثى بين كنوز الدنيا ورجل تحبه وترتاح معه فهي غالبا ستختار هذا الرجل .. اما الرجل فغالبا تفكيره مادي ويعتقد أنه اذا ما كان غنيا يمكنه شراء كل شئ بالمال"
8- "النكد صفة موجودة في كل الإناث وقت غضبهن في مواقف معينة .. وهناك اوقات تكون الأنى شديدة الكآبة وتحتاج الوقت للتداوي .. مع ذلك فالنكد قد يعكس طيبة وحسن نوايا"
:
أتمنى كل آدم ولكل حواء حياة سعيدة ومتفاهمة
وأحلاماً سعيدة .. ZzZzzz
المفضلات