كنت أحمل قلباً سليماً..
لم يخدشه انكسار..
وكان ما بين حجراته..
يربو الزهر..
وأشجارٌ وارفةٌ ظلالها..
وأخرى تحمل على أغصانها..
سلالٌ من الوفاء.. لها..
***
وفي دنيا الهوى..
أغني حتى تحن الصخور..
وتتراقص..
كالأزهار المهفهفة الخصر..
ميالة إلى بعضها..
ميالة للعشق والسمر..
***
كنت أحمل صولجان الحب..
بين يدي..
حتى رأيتها..
على جناح حمامة طائرة..
طارت معها تودعني..
تلوح بيدها..
وصعدت لسماء رمادية..
لا مكان للقمر فيها..
ولا الشمس تشرق هناك..
وكل ما في تلك السماء..
نجومٌ تتهاوى على بعضها..
***
أصبحت مرعوباً..
أعاتب عينيَّ..
وأسألها..
ما هذا المنظر المر الكئيب..؟
ووقفت على الأرض التي..
كانت خضراء..
وصارت من حولي..
مروجٌ ملتهبة..
ألوح بيدي لها..
ودعواتي تتسابق..
***
اللهم احفظها..
من وعثاء ذلك السفر..
ليس من صاحبٍ لي بعدها..
سيراً بطيئاً..
لأمتار قليلة..
أتصبب عرقاً..
وأجثو على ركبتيَّ..
أبكي وحدتي..
أنادي..
لا مجيب..
سوى صوت الهواء..
وخشخشة الحشائش اليابسة..
***
كل تلك الحياة..
رحلت على جناح حمامة..
ومن حولها برقٌ ورعدٌ..
وأشلاء شهب متناثرة..
في أرجاء تلك السماء الغريبة..
التي رحلت لها حبيبتي..
وودعتني وضجيج اليأس..
حولي.