قد قيلَ لو كنتَ في دنياكَ تعبدُ الله كما تعبدُهُ في رمضان لكانت آخرتُكَ عيدًا،
فاللهمَّ أعنّا على ذكرك وشكرك وحسنِ عبادتك.
اليومَ يومُ فرح المسلمين، الذين تعبّدوا الله بصيامِ رمضان، وقاموا فيهِ وتصدَّقوا وأحسنوا واتقوا،
فالصوم هو العبادة التي لا يُقتّصُّ منها يومَ القيامةِ لأنّها لله ليست متعلّقةُ بالمخلوقين وحقوقهم.
كما في الحديث " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم إنه لي وأنا أجزي به ... " أخرجَهُ البخاري (5502)
وما أكمَلَ دينَ الإسلامِ ! لم يغفلِ الله حتّى عن الفرحةِ يفرحها عبيده، يريدُ لهم الخيرَ واليُسرَ لا العسر،
فبعدَ تمام الصوم يأتي العيدُ فيصلًا بينَ الشهرِ والشهرِ يُعلنُ انتهاءَ شهر رمضان المبارك بابتداء الفطر في أوَّلِ شوّال،
ويأمرنا بالفرحِ بفضلهِ ورحمتِهِ أن جعلنا من أهلِ الإسلامِ،
قال-تعالى-: " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" [يونس:58].
فلولا اللهِ ما أسلمنا ولا أتممنا الصيامَ ولا قمنا رمضان..
وانظروا -رعاكم الله- إلى مدى ارتباطِ العيدين بركنين عظيمين، فبعدَ رمضان يأتي عيدُ الفطر،
وبعدَ الحجِّ يأتي عيدُ الأضحى، فلعلّها الفرحة المرتبطة بطاعة الله-تعالى-،
فمن أطاعَ الله فَرِحَ في الدنيا والآخرة.
ويشرعُ التكبير من ثبوتِ العيدِ حتى انتهاءِ صلاةِ العيد التي هي من فروض الكفايات، قال-تعالى-:
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة الآية185)
وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة-رضي الله عنهم-: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً )
و( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ) ويحسن الاقتداء بها.
يغتسلُ المسلمُ قبلَ خروجهِ لصلاة العيد ويلبسُ الجديد والجميل من الثياب
بعدما أفطرَعلى تمراتٍ وترًا كي يستنَّ بالنبيّ-عليه الصلاة والسلام-،
يُسَنُّ أيضًا أن يذهبَ للمصلّى مبكرًا ومكبرًا،
ماشيًا من طريق ويرجع من طريق آخر اقتداءً بالنبي-صلّى الله عليهِ وسلّم-وإظهاراً لشعائر الله،
وليشهد له الطريقان ويخفف الزحام وليلقى قومًا من المسلمين ما لقيهم يُسَلِّمُ عَليهِم ويدعو لهم ويَدعون له.
" كان النبيُّ إذا كانَ يومُ العيدِ خالفَ الطَّريقَ " أخرجه البخاري برقم (986).
يُسنُّ كذلك اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض و العواتق وذوات الخدور من النساء،
كما جاء في صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ-رضي الله عنها-قَالَتْ:
أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ .
ومن آدابِ العيدِ غضُّ البصر أثناء الخروج للمصلى والتواضع في المشي وردُّ السلام، زيارةُ الأقارب والأرحام،
وتبادل التهنئة مثل قول: ( تقبّل الله منّا ومنك) .
فعن جُبير ابن نفير قال: (كانَ أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلَّمَ- إذا التقوا يوم العيدِ يقولُ بعضهم لبعض:
(تقبَّـل الله منا ومنك) حسن أسناده ابن حجر في فتح الباري 2/446.
وقبلَ الختام أوصي نفسي وإخواني وأخواتي بالأطفالِ،
ازرعوا فيهم حُبَّ العيدين، علّموهم كيفَ يُحبّونه،
أفرحوهم في هذه الأعياد، دعوهم يلعبوا ويمرحوا دون بذخٍ أو إسرافٍ،
أعطوهم من مالِ الله الذي أعطاكم، تودّدوا لهم،
اجعلوهم يشتاقون للعيدِ كلّ عام، فمشاعرُ الأطفال لا تُنسى ويبقى الأثرُ في نفسِهِ على الدوام،
لينشؤوا على فطرة الله التي فطرها لعباده.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -:
(مشروعية التوسعة على العيالِ في أيام العيدِ بأنواع ما يحصلُ لهم من بسط النفس،
وترويحِ البدن من كلف العبادة، وأن الإعراضَ عن ذلك أولى، وفيه إظهارُ السُّرورِ في الأعيادِ من شعائرَ الديّن).
فتح الباري 2/433.
- لقد جرّبتَ أن تنشغل بطاعةِ الله عن كلّ شيء في شهرٍ ، وقد استطعتَ بفضل الله!
- لقد جرّبتَ أن تقرأ القرآنَ كلَّ يومٍ وتتدبّرَ معانيه فختمته مرّة أو اثنتينِ أو أكثرَ في شهر ، وقد استطعتَ بفضل الله !
- لقد جرّبتَ أن تصلّي التراويح ( القيام ) كلّ يومٍ 11 ركعة مع الشفعِ الوتر (3) ركعات أقلّها،
- ولعلّكَ بلغتَ 21 ركعةً في كل يومٍ خلال شهر، وقد استطعتَ بفضل الله!
- لقد جرّبتَ أن تُمسِكَ نفسَكَ عن المعاصي والذنوب والآثامِ وذلك في شهرٍ ، وقد استطعتَ بفضل الله !
فلا تدع أعمالكَ محصورةً على رمضان،
انشغل بطاعة الله بعدَ رمضان وحتّى يأتي رمضان القابل،
اقرأ القرآن واحفظه وتدبّر معانيه،
وليكن لكَ وردكَ الدائمُ طوال العام،
صلِّ قيامَ الليل أو السنن الرّواتب فقد أدركتَ أنتَ نفسكَ أنّكَ قادرٌ بحول الله وقوّتهِ على القيام طوال الليل،
فلا تفوتنّكَ أقلّها الشفع والوتر، وقد تركتَ الآثام والمعاصي خلفكَ بإرادتكَ التي تحتَ مشيئةِ الله
فلا يفوتنّكَ أن تدعها وتغالبَ نفسكَ على ألّا تعصي الله خلال حياتكَ..
وتذكّر أنّ من علاماتِ قبول العملِ الصالحِ أن يُوَفَّقَ العَبدُ لعملٍ صالحٍ بَعْدَه،
ويستقيمَ على ذلكَ في غالِبِ أحواله.
رُويَ عن بعضِ السّلفِ الصالح عندما قيلَ لهم:
إنَّ قومًا يتعبَّدُونَ ويجتهدونَ في رمضان، فقال: بئس القوم لا يعرفون لله حقًّا إلا في شهر رمضانَ.
هديّة ( ملصقات عيادي للطباعة ) للحلويّات أو القهوة أو أيًّا ما شئتم لتوزيعات العيد من تصميمي،
حرصت ألّا يُذكر فيها اسم ولفظ الجلالة مخافة أن تُلقى في الأرض.
اطبعوها على ورق ( ستيكر ) أو ألصقوها بأنفسكم..
حجم الملف: 1.18 ميغابت
الملصقات مجانية ليست للبيع أو التجارة ،
هذا رابط آخر [ هنا ] على صيغة Microsoft Word
رمضان فرصة
عيدٌ مضى .. وأقبل بنا عيدٌ جديد
وما كان صوابًا فمن الله، وما كانَ خطأً فمني والشيطان
المفضلات