بسم الله الرحمن الرحيم
يا ترى لو كنّا قبل عشرين أو ثلاثين سنة وأُخبرنا أنَّ ثمّة شخص فارغٌ ليس عنده شيء من الأخلاقِ ..أو المنطق الحسن
لا حكمةٌ ولا دين، خالٍ تمامًا إلّا من سفاسف الأمور وتفاهاتها.. أنْ سيجتمع حوله النّاس بأجناسهم وأصنافهم ..
كبيرهم قبل صغيرهم .. النساء والرجال .. ويتبعونه ويرونَ ما جديده وإن كانَ أمرًا تافهًا..
سنقولُ إنَّ هذا ضَربٌ من الجنون ..
ولكن لنتأمَّلَ ..
هذا قبل عقدٍ أو اثنين من الزمان ..
وهكذا كانت آراء النّاس وتصوّراتهم..
فكيفَ للعاقلِ أن يتَّبِعَ ما دونه وشتّانَ بينَ المنزلتين ؟
من كان يظنُّ أنّنا و في لمحِ البصر سنصلُ إلى هذه الحال حقًا ؟
منذُ دخول هواتف الجيلِ الجديد والعالم يصارع أنواعًا شتّى من التغييرات على كثيرٍ من النواحي والمستويات،
جيلٌ جديدٌ من التقنيةِ يسرقُ جيلًا كاملًا من الشبابِ والنّاسِ معه على مرأىً من أعيننا وبكامل إرادتنا
يسلبُنا ما تبقّى من مكارم وأخلاقَ و صفاتٍ حميدة تعبنا من الذودِ عنها وحفظها وحمايتها..
هل كانَ أجدادنا معتادين على رؤية التبرّج والاختلاطِ الشديد والسفور بين النساء في حفلاتٍ
عالمية ويا لمصيبتنا عربية و في مجتمعاتٍ مُسلمةٍ؟
غناء و معازف و لهو ولعب مثل هذه السنين في انفتاحٍ غير مسبوق عندنا ويا للأسف..
طبعًا لا
أطرحُ السؤال مجددًا، هل اعتادَ هذه الأشياء أجدادنا وأجدادهم ومن قبلهم ؟
إنّنا بتنا في زمنٍ يألَفُ فيها الإنسانُ المعصيةَ بسهولة ويسر وسرعة منقطعة النظير..
حتى إن كنتُ أرفضُ ذلك .. أشيحُ نظري عن كل برنامج وكل صورة وكل شاشة..
تخترق مختلف الصور والفيدوهات والإعلانات أسماعنا وأبصارنا وما أكبر حظَّ من سدّها بجدارٍ قبلَ أن تنفذَ !
رغمًا عنّا تُعرضُ علينا صور خليعة وإعلانات دنيئة مقصودٌ فحواها وفئتها مُستهدفة..
ليسَ لها هدفٌ إلّا تدميرُ جيلٍ من النّاسِ والأطفالِ وتعويدهم ليألفوا هذا النوع من الأعمال والملابس والطعام وغيرها..
إنّا فعلًا في عصرٍ القابضُ فيهِ على دينهِ كالقابضِ على جمرٍ ،
وبعدَ النَّظر في مجريات هذه الحياة العجيبة أجدُ أمامي حديثَ رسولِ الله عليهِ الصلاةُ والسلام
لمّا قال ابن مسعود-رضي الله عنه-يروي عنه:
(إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم)
(الألباني في صحيح الجامع 2234)
الله يرحمنا برحمته
بعد التأمّل في الحال لابُدَّ من الاستعدادِ للمآل
إذا كان النساء والرجال يتجمهرون ويتجمّعون ويتبعون ويركضون وراء " خبيرة تجميل "
-على سبيل المثال لا الحصر-في الأسواق والمعارض وغيرها وهم بكامل عقولهم و إرادتهم
فكيفَ بالدجّالِ الذي سيأتي ومعه الخوارق لا التوافه من الأمور؟
هذا التساؤل الأهمُّ في موضوعنا اليوم
إذا كان هذا حالهم و هم غير مقتنعين وربّما يعرفون أنَّ الشخص الذي يركضون وراءهم لا يقدّمُ
لهم شيئًا ينفعهم في دينهم أو دنياهم فكيفَ بالدجّالِ إذ أبهرهم وأقنعهم بالخوارق التي يأتي بها أمامهم؟
والله إنّها لفتنة عظيمة ما بقيَ نبيُّ من الأنبياءِ إلّا وحذّرَ أمّتَهُ من الدجّال وكأنَّهم يخافون أن تكون هي الأمّة التي ستدركه!
فكيفَ بنا ونحنُ في آخر الزمان ؟
بأبي هو وأمّي الذي حذّرنا من الدجّال وأخبرنا أنّ الغفير من النّاس سيتّبعونه على ما فيه من الصفات الذميمة!
من يرى حالنا كيفَ نركضُ خلف المشاهير اليوم لا يستغرب أبدًا ممّا سيحدث مع الدجال والركضِ خلفه
نسأل الله السلامة
وأخشى -والله أعلم- أنَّهُ زماننا الذي قال عنه رسولُ الله:
"سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ،
ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ."
(الألباني في صحيح الجامع3650)
زمانٌ زُيِّفَت فيه الحقائق ، وتبدّلت فيه أحوال الدنيا.
وانظر رحمكَ الله كم تافهًا عندنا في سناب شات و الإنستغرام وغيرها من البرامج يتكلّم في أمرِ العامة!
هدانا الله وإيّاهم
المفضلات