بخطى اقدامٍ متسارعة
مع أصوات جذوع الشجر المتحركة
ودهس الحشائش اليابسة
القادمة رويداً رويدا
في ليلة من ليالي الخريف ,
فتاةٌ باكية غير راضية الحال , تبحث عن من يواسيها , يطبطب على رأسها , لتفضفض عن ما في نفسها
لا تبالي بطريق , منهارة الحال متوترة
واذ بها تصل إلى نهرٍ صغير يحمل بين ذراعيه بصيلات ورود بيضاء ناصعة...
أتجهت لتلك الورود وجلست بجانب إحداها , وبدأت تتلمس تويجاتها وتتحادث معها وتبكي لها شاكيةً ويلاتها
ومن هنا بدأت الحكاية
فإذ بهذه الفتاة تأتي لتزور هذه الزهرة كل يوم عند قرابة إنتهاء الغروب , بعد ان أحست بطمأنينة الكلام قريبةً منها ...
ومرت الإيام , واذ بهذه الزهرة البيضاء تتحول بين ليلة وضحاها إلى لونٍ بنفسجيٍ فاتح , أستغرب الجميع وبدأوا بالثرثرة نحوها ...
تألمت تلك الزهرة لحالها ولحال صديقتها تلك الفتاة الغريبة مما زاد مرارتها وتلون تويجاتها إلى البنفسجي الغامق ...
وفي أحد تلك الليالي , طلبت الزهرة الجميلة من صديقتها أمنية أخيرة , وكانت هذه الامنية بإن تقطعها وتحملها للنهر لترى نفسها , أحقاً تغيرت وأصبحت مختلفة ...
لم توافق الفتاة على الامر , ولكن بعد ان وجدت حزن تلك الزهرة البريئة , فرداً على معروفها وإخلاصها كصديقة وفية , لبت ندائها وحملتها إلى النهر لترى نفسها ...
واذ بمياه النهر العاكسة تبينها زهرةً بيضاء ندية , فرحت الزهرة كثيراً لما رأته وشكرت الفتاة كثيراُ وهي تتنفس أنفاسها الأخيرة ...
فودعت كلتاهما الأخرى وحلقت روحها إلى خالقها متساقطةً دموعها في كفتِ تلك الفتاة الفتية واذ بالدموع تتحول إلى رسمةً كدهن الحناء على شكل وردة بنفسجية ...
ومن هنا يتبين لنا بإن الخالق "الله عز وجل ", اراد ان يبين دواخل هذه الزهرة وما تحمله من نقاءٍ وصفاء , لذلك ترأت لها تويجاتها بلونٍ ابيض ناصع تماماً كرقة وشفافية روحها ومن ذلك الحين تناقلت الألسن تضحية هذه الوردة المميزة واصبحت لها مكانة خاصة في قلوب محبيها ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
مرحباً بإصحاب الأقلام , يامن لكم لكل حرف مكان وزمان
اليوم احببت ان اقدم لكم هذه الحكاية الخيالية , بعد ان رسمتها في مخيلتي ووجدت فيها مأربِ ومرادي
إهــداء خــاص
اقدم هذه الحكاية هديةً لأختي العزيزة (Queen of Swords)
ملاحظــــة
احداث هذه الحكاية من تأليف Malina Robinson فليست بإسطورة او غير ذلك , إنما هي مجرد حكاية تجمع بين واقع وخيال شخصيتي ...لذا فالحقوق محفوظة لصاحبتها .
حكاية زهرة o~°'¨¤ الوردة البنفسجية ¤¨'°~o
في أمسية من الأمسيات
حكاية حدثت
وزهرةٌ ظهرت وتميزت
غريبةٌ كالخريف
شفافةٌ كفراشة ضالة الطريق
متألقةٌ بين الحضور سواء من بعيد او قريب
فهي إندماج مساءٍ أكحل في بقايا غروبٍ ورديِّ
مع دمعة فضية
وهروب صوت خائفٍ ضعيف
هي ضحية
هي انكسار وحدة مؤذية
هي رأفة حنية
هي شباك مفتوح كهدية
هي وردة بنفسجية
*****
ها أنا ذا اسمع حديث سخريتهم
همسات اصواتهم
فأقطعيني لأرى نفسي
أغريبة أنا حقاً عنهم ؟؟
فكيف لي أن اقطع هذه الروح النقية
فمزقت ثوبِ متوسلة
لن أطلب غير هذه الأمنية
بشوكها مترجية
حسمت رأيي وقطعتها دامية
فألقت نظرة على نفسها عبر النهر متسائلة
انا وردة ناصعة
ثلجية اللون تويجاتِ ولست بمختلفة !!
فاستدارت نحوي ببطئ محدثة
شكراً لكِ
وهي تتلفظ أنفاسها الأخيرة متبسمة
لولا وجودكِ لما علمتُ بنقاء بياضي
ولكنت كذبتُ نفسي
وصدقتُ تلك الأزهار الشاكية
و
بدمعة صامتة وصوت عذب ودود
تمتمت ; قد أرتحت الأن
وسأستطيع الرقود بسلام
تساقطت دموعها
ورحلت روحها لخالقها
راسمةً على يدي
ذكرى وردةٍ بنفسجيةٍ خالدة
المفضلات