رجل اشترى الآخرة بالدنيا وآثر الله ورسوله على سواهما...المؤرخون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم جايب لكم قصه من أحد القصاص التاريخيه وكانت لها اثر في حياة التابعين رجل من الرجال اللذين تركو بصمه واضحه في تاريخ وسخرو حياتهم في حب الله . وتركم مع القصه
كان الفتى واحداً من الآلاف المؤلفة,الدين خرجوا إلى منطقة التنعيم في ظاهر مكة بدعوة من زعماء قريش , ليشهدوا مصرع خبيب بن عدي أحد اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن ظفروا به غدراً.
وقد مكنه شبابه من ان يزاحم الناس بالمناكب, وقد اتاح له ذلك أن يرى اسير قريش مكبلاً بقيوده , وأكف النساء والصبيان والشبان تدفعه إلي ساحة الموت دفعا , لينتقموا من محمد صلى الله عليه وسلم في شخصه , وليثاروا لقتلاهم في بدر بقتله.
ولما وصلت هذه الجموع الحاشدة باسير ها إلي المكان المعد لقتله , وقف الفتي سعيد بن عامر الجمحي بقامته الممدودة يطل على خبيب , وهو يقدم إلي خشبة الصلب ,وسمع صوته الثابت الهادىء من خلال صياح النسوة والصبيان وهو يقول :إن شئتم أن تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فافعلو...
ثم نظر إليه , وهو يستقبل الكعبة , ويصلي ركعتين , يا لحسنهما ويا لتمامهما...
ثم رآه يقبل على زعماء القوم ويقول :والله لولا أن تظنوأني أطلت الصلاة جزعاً من الموت ؛ لا ستكثرت من الصلاة...
ثم شهد قومه بعيني رأسه وهم يمثلون اي (تقطيع أجزاء من بدنه بخبيب حياً ), فيقطعون من جسده القطعة تلو القطعه وهم يقولون اه :أتحب أن يكون محمد صلي الله عليه وسلم مكانك وأنت ناجٍ ؟ فيقول -والدماءتنزف منه-:والله ما أحب أن أكون آمنا وادعاً في أهلي وولدي , وأن محمداً يوخز بشوكةٍ ..فيلوح الناسُ بأيديهم في السماء ويتعالى صياحهم : أن اقتلوه ..اقتلوه...
ثم أبصر سعيد بن عامر خبيباً يرفع بصره إلي السماء ويقول :اللهم أحصِهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تُغادر مهم أحداً , ثم لفظ أنفاسه الاأخيرة
* * *
عادت قريش إلي مكة , ونسيت في زحمة الأحداث الجسام خُبيباً ومصرعه.
لكن الفتي اليافع اي (الذي قارب البلوغ)سعيد بن عامر الجمحي لم يغب عن خاطره لحظة.
كان يراه في حلمه إذا نام ,ويراه بخيله وهو مستيقضظ ,ويمثل أمامه وهو يصلي ركعتيه الهادئتين المطمئنتين ,ويسمع رنين صوته في أذنيه وهو يدعو على قريش , فيخشى ان تصعقه صاعقه او تخر عليه صخرة من السماء .
ثم إن خبيباً علم سعيداً مالم يكن يعلم من قبل . . .
علمه أن الحياة الحقة عقيدة وجهادٌ في سبيل العقيدة حتى الموت .
وعلمه أيضاً أن الإيمان الرا سخ يفعل الأعاجيب , ويصنع المعجزات .
وعلمه أمراً اخر , هو أن الرجل الذي يحبه اصحابه كل هذا الحب إنما هو نبيٌ مؤيد من السماء .
عند ذلك شرح الله صدره للإسلام , غقام في الملاْ اي (جموع من الناس) وأعلن إسلامه وخلعه من اثام قريش واوزارها واصنامها واوثانها .
هاجر سعيد إلى المدينه, ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلام وشهد معه خيبر وما بعدها من الغزوات .
ولما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه وهو راض عنه , ظل من بعده سيفاً مسلولاً في أيدي خليفتيه ابي بكر وعمر , عاش مثلاً فريداً للمؤمن الذي اشترى الاخرة بالدنيا, واثر مرضاة الله وثوابه على سائر رغبات النفس وشهوات الجسد .
* * *
وعندما اصبح عمر رضي الله عنه الخليفه دخل سعيد على عمر فقال : يا عمر اوصيك أن تخشى الله في الناس , ولا تخشى الناس في الله , وألا يخالف قولك فعلك , فإن خير القول ما صدقه الفعل ...
يا عمر : اقم وجهك اي ( أدم النظر في أمره ) لمن ولاك الله أمره من بعيد المسلمين وقريبهم , واحب لهم ما تحب لنفسك واهل بيتك , واكره لهم ما تكره لنفسك واهل بيتك وخض الغمرات الي الحق ولا تخف في الله لومة لئم.
فقال عمر: ومن يستطيع ذلك يا سعيد ؟!
فقال : يستطيعه رجلٌ مثلك ممن ولاهم الله امر امة محمد صلي الله عليه وسلم , وليسه بينه وبين الله احد.
* * *
عند ذلك قال عمر يا سعيد انا مولوك على اهل (( حمص )) فقال : يا عمر نشدتك الله ألا تفتنني اي (تضلني وتستميلني الي الدنيا ) فغضب عمر وقال ويحكم وضعتم هذا الامر في عنقي ثم تخليتم عني !!.
والله لأادعك ,
يتابع......>>>>>>>>انشاء الله قريبا
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات