يلفظ عام 2007 أنفاسه الأخيرة، في الوقت الذي أوشك فيه الموسم السينمائي المصري على الانتهاء بعدما شهد عرض 40 فيلما روائيا طويلا، شارك فيها 15 نجما ونجمة من نجوم العرب، يتقدمهم الفنان السوري العالمي غسان مسعود.

وغلب على السينما المصرية خلال العام المنصرم التنوع في موضوعاتها؛ ما بين الرومانسي، والكوميدي، والحركة، والأفلام الاجتماعية. واتسم معظمها بنوع من الرقي الفني والتقني، وبرغم ذلك لم يفز أي منها بجائزة رئيسة في أي مهرجانات دولية، علما بأن هذا العام شهد الاحتفال بمئوية السينما المصرية!.

وسجل هذا العام أسماء نجوم لمعوا‏، ونجوم تراجعوا، وطائفة أخرى تدخل دائرة النجومية لأول مرة.

فعلى صعيد المشاركات احتلت منة شلبي مقدمة الفنانات اللاتي شاركن في أفلام بلغ عددها ثلاثة هي "الأولة في الغرام"، و"كده رضا"، و"هي فوضى".‏ وشاركتها في العدد نفسه الفنانة هالة فاخر في "هي فوضى"، و"حين ميسرة"، و"تيمور وشفيقة‏". بينما شاركت 12 فنانة في فيلمين هن؛‏ هند صبري، وياسمين عبد العزيز، ونيللي كريم، وزينة، وبشرى، وهايدي كرم، ومي عز الدين، وحنان ترك، ومايا نصري، وبسمة، وداليا البحيري، وغادة عادل.

وقدمت كل من منى زكي، ونبيلة عبيد، وسمية الخشاب، وميرفت أمين، وجومانا مراد؛ فيلما واحدا هذا العام.‏

حضور لافت للنجوم العرب

واستمرارا لاحتضان السينما المصرية للفنانين العرب -باعتبارها السينما العربية الرائدة- شهد العام تواجد نجوم ونجمات من البلدان العربية.

فمن تونس كان للفنانة الشابة "درة" حضور ملموس في ثلاثة أفلام هي؛ "الحب كده"، و"الأولة في الغرام"، و"هي فوضى". ومن تونس أيضا "ساندي" ولها "خليك في حالك".

ومن الأردن؛ ميس حمدان ولها "عمر وسلمى". ومن الكويت شارك داود حسين في "عندليب الدقي". ومن الجزائر سارة بسام وشاركت في فيلمي "علاقات خاصة" و"استغماية". ومن لبنان شاركت كل من مايا نصري ولها "كود 36"، و"خارج على القانون"، ودوللي شاهين في "الشياطين". وفريق الفور كاتس "أسد وأربع قطط". كما شاركت مروى في "مهمة صعبة" ونانا في "خليك في حالك".

ومن سوريا كل من جومانا مراد ولها "الشياطين". وباسل خياط في الفيلم السابق نفسه. وباسم ياخور في "خليج نعمة". وهبة نور في "عندليب الدقي" .

منافسة قوية بين الجميع

من بين الأسماء الكثيرة للفنانات اللاتي شاركن في أفلام ‏2007‏ بلغ عدد الفنانات أكثر من 45 ممثلة من مختلف الأجيال، وتميزت النجمة منى زكي في "تيمور وشفيقة"، وهند صبري في "الجزيرة"، وغادة عادل في "شقة مصر الجديدة"، وحنان ترك في "أحلام حقيقية"، ومنة شلبي في "هي فوضى"، وسمية الخشاب في "حين ميسرة"، وهالة فاخر في أفلامها الثلاثة، ومن الوجوه التي لمعت "درة" في أفلام "الأولة في الغرام"، التي كان لها وجود في "هي فوضى"، و"الحب كده".

أما المنافسة بين الرجال فكانت شديدة، فإذا كان أحمد حلمي ما زال يحقق أضخم الإيرادات؛ فإنه في الوقت نفسه نال إعجاب النقاد والجمهور بأدائه المتميز، وأثبت أنه ممثل له وزنه؛ إذ أدى ثلاث شخصيات في "كده رضا"، وحقق أكثر من 28 مليون جنيه مصري (الدولار الأمريكي يساوي 5،5 جنيهات). فيما استطاع أحمد السقا أن يكون أحد نجوم العام بفضل نجاحه الجماهيري والنقدي في فيلم "تيمور وشفيقة" الذي حقق أكثر من 17 مليون جنيه.

ثم كان فيلمه الملحمة السينمائية "الجزيرة" الذي يعد من أفضل الأفلام التي شهدتها السينما المصرية منذ زمن طويل. وجاء أداؤه فيه مختلفا ومتقنا، ولهذا حدث إجماع على تفوقه، وكان يستحق لقب أفضل ممثل في العام لولا وجود ممثل من العيار الثقيل هو خالد صالح الذي لمع وتألق وقدم كل فنون التمثيل في فيلم واحد هو "هي فوضى" الذي يمكن أن يمنحه لقب الأفضل.

واحتل خالد أبو النجا صدارة المشاركة في بطولات الأفلام، وعددها أربعة، وهي "عجميستا"، و"شقة مصر الجديدة"، و"كشف حساب"، و"مافيش غير كده".

وكان أبرز الخاسرين محمد سعد الذي لم يحقق فيلمه "كركر" النجاح المتوقع له على الصعيدين الجماهيري والنقدي، ولم يحقق سوى 17 مليون جنيه. وكذلك محمد هنيدي الذي لم يحقق فيلمه "عندليب الدقي" الإيرادات المنتظرة من الداخل، إذ لم تتجاوز 10 ملايين جنيه.

بينما كانت صدارة المشاركات من نصيب الفنان لطفي لبيب؛ إذ بلغ عدد الأفلام التي شارك فيها ستة أفلام، وهو بهذا يكون انتزع الترتيب من حسن حسني الذي كان يحتل الصدارة في الأفلام التي يشارك فيها طوال السنوات الماضية.

وقدم كل من أحمد سعيد عبد الغني وإدوارد خمسة أفلام، وأحمد راتب أربعة أفلام، وخالد الصاوي ثلاثة أفلام، لكنه كان الأكثر تميزا بين الفنانين الذين يؤدون ما يُطلق عليه الدور الثاني، وخصوصا في "الجزيرة".

عادل إمام.. استمرار استثنائي

واصل النجم الكوميدي عادل إمام نجاحاته هذا الموسم، واعتبر كثيرون أنه أبرز الرابحين لقدرته على الاستمرار وسط غياب واضح من أبناء جيله، ونجاحه الجماهيري في "مرجان أحمد مرجان" الذي حصد نحو 25 مليون جنيه داخل السوق المصرية، إضافة إلى 3 ملايين دولار من الخارج، ما يؤكد أنه ما زال قادرا على العطاء والتواصل، وأنه الأبرز كوميديا وجماهيريا، عربيا وليس مصريا فقط‏.‏

وعلى صعيد مشاركات المطربين في السينما يُحسب لمصطفى قمر إدراكه أن السينما هي التي تحفظ التراث الغنائي للمطربين، وكان حضوره هذا العام من خلال "عصابة الدكتور عمر"، لكن الأمر يتطلب منه اختيارات تتوازى مع نجوميته في الغناء‏.

كما شهد العام انضمام مايا نصري من خلال فيلمي "كود 36"، و"خارج على القانون". وجاء حضور تامر حسني لافتا، وحقق نجاحا جماهيريا في "عمر وسلمى". وأيضا حماده هلال في "الحب كده". ومي كساب، وأحمد فهمي، ومحمود العسيلي، في "خليج نعمة". وفريق الفور كاتس في "أسد وأربع قطط".‏

مؤلفون ومخرجون قدامى وجدد

على صعيد المؤلفين أضيف إلى أجندة الكتاب عدد جديد يحمل الموهبة والجرأة في الكتابة، ويأتي في مقدمتهم ناصر عبد الرحمن صاحب أجرأ فيلمين عرضا مؤخرا وهما "هي فوضى"، و"حين ميسرة"، وتلاه محمد دياب صاحب "أحلام حقيقية"، و"الجزيرة". ويوسف معاطي في "مرجان" الذي استطاع أن يقدم كوميديا راقية مع نجم أفلامه في الأعوام الأخيرة عادل إمام.

والملاحظ أن خمسة مؤلفين كتبوا 12 فيلما. فبالإضافة إلى ناصر عبد الرحمن، ومحمد دياب؛ اللذين كتبا أربعة منها، هنالك كل من أحمد عبد الله، ومحمد رفعت، ولكل منهما ثلاثة أفلام. ومحمد حفظي له فيلمان.

ومنحت السينما المصرية 12 مخرجا جديدا الفرصة في 2007، وقدموا 15 فيلما. وهم محمد جمعة "أحلام حقيقية". وعماد البهات "استغماية" و"البلياتشو". وأحمد مدحت "التوربيني". وأحمد الجندي "حوش اللي وقع منك". وأيمن مكرم "خليك في حالك" و"شيكامارا". وخالد مرعي "تيمور وشفيقة". وطارق عبد العاطي "عجميستا". وأمير رمسيس "كشف حساب" و"آخر الدنيا". وأحمد سمير فرج "كود 36" و"جوبا". وأحمد فهمي "مجانين نص كوم". وأحمد يسري "45 يوم". وأحمد أبو زيد "الشياطين".

والملاحظ أن 8 مخرجين قدموا 16 فيلما من جملة 40 هم؛ خالد يوسف "حين ميسرة" و"هي فوضى". وعلي إدريس "مرجان أحمد مرجان" و"عصابة الدكتور عمر". وأيمن مكرم "خليك في حالك" و"شيكامارا". وأمير رمسيس "كشف حساب" و"آخر الدنيا". وأحمد سمير فرج "كود 36" و"جوبا". وأحمد جلال "كده رضا" و"خارج على القانون". وأكرم فريد "عمر وسلمى" و"الحب كده". وسامح عبد العزيز "أسد وأربع قطط" و"أحلام الفتى الطائش".

وتألق من بين الجميع خالد مرعي، وخالد يوسف، وعلي إدريس؛ لكن لقب "الأفضل" اقتنصه عن جدارة فكرا وتكنيكا وعبقرية المخرج الكبير شريف عرفة الذي انتقل بفيلمه "الجزيرة" إلى مرحلة جديدة كأسلوب سينمائي عصري لأفلام الحركة المصرية، وهو فيلم يحمل كل علامات الإبهار والمتعة.

ويستحق المخرج الكبير يوسف شاهين‏ الذي قارب على إتمام عامه الـ‏82‏ الإشادة به، فقد أكد أن عطاءه لا يتوقف،‏ وأنه قادر على التجديد؛‏ إذ قدم هذا العام "هي فوضى"، الذي يعتبر صوت الناس في سينما هذا العام. ويكفي شاهين أنه كان خلال ‏50‏ عاما صوت السينما العربية في المهرجانات العالمية‏.‏

ومن جهته أكد شاهين لـ"mbc.net" سعادته بالعمل في هذه السن. وقال "أنا عمري 81، ولسه قادر أقول كلمتي!".

بدأ العام بظهور فيلم "آخر الدنيا"، للمخرج أمير رمسيس، وانتهى بفيلم "شيكامارا"، من إخراج أيمن مكرم الذي عرض ضمن أفلام العيد مؤخرا، وما زال معروضا إلى الآن.

وتشمل القائمة أسماء الأفلام التالية؛ استغماية - مافيش غير كده - كود 36 - البلياتشو - قص ولزق - مهمة صعبة - كشف حساب - أنا مش معاهم - في شقة مصر الجديدة - التوربيني - علاقات خاصة - حوش اللي وقع منك - مجانين نص كوم - خليك في حالك - عجميستا - أحلام حقيقية - هي فوضى - حين ميسرة - مرجان أحمد مرجان - عصابة الدكتور عمر - أحلام الفتى الطائش - تيمور وشفيقة - كركر - عندليب الدقي - الماجيك - 45 يوم - الشبح - الأولة في الغرام - كده رضا - الحب كده - خارج على القانون - جوبا - خليج نعمة - عمر وسلمى - صباحو كدب - الشياطين - أسد وأربع قطط – الجزيرة.