تــابــع الـفـصـل الـسـادس
لا تزال بعض الخيالات تطاردنى ، أعترف أن فى الآونة الأخيرة قد تدنت مراودتها لى بقدر ملحوظ ، بدأت أستشعر بعض الراحة أثناء نومى ، ولم أعد أخشى المساء ، و لكن اليوم بدأت أتذكر مشهد ذكرنى بأحد أحلامى .. ذاك اليوم المجهول الذى كنت أنتظر فيه خارجاً فى الحديقة ، يبدو أننى حقاً كنت أنتظر أحدهم ..
كنت مع هايلد فى الحديقة و لكن صعدت لغرفتى حين أصابنى بعض الدوار الخفيف ، فقد فاجأتنى لحظات من الذكرى كانت كفيلة بقلب مزاجى رأساً على عقب ..
جلست بغرفتى أقلب أفكارى و أحاول التخلص من كثير منها ، أمسكت بدفتر صغير أخطو به بعض الكلمات التى تدور بخلدى .. سمعت طرقاً على باب غرفتى ، و طل وجه أخى ، هتفت قائلة : " مساء الخير "
أجابنى : " لم تنامى بعد "
هتفت : " كلا .. "
أجابنى بابتسامة : " أتمانعى إن جلست معك لبعض الوقت "
ابتسمت و هتفت : " أغلق الباب أولاً ثم تعال "
استدار مغلقاً إياه و توجه نحوى باسماً .. اقترب منى و اتخذ له مكاناً بجانبى على السرير ، أحكم الغطاء حولى و استند معى على ظهر الوسادة التى تقف مائلة إلى ظهر السرير ، أحاط كتفى بذراعه و اسند رأسه على رأسى المستندة على كتفه ، صمت لبعض الوقت هتفت أنا فيها : " أتعلم .. أحياناً اشتاق لوالدينا "
أجاب عنى : " طالما اشتقت إليهما دوماً أنا أيضاً .. فأتخيلهم معنا يباركانا و يدعوا لنا بالأمان "
صمت لحظات ثم سألنى : " هل ماتزال الخيالات تظهر فى أحلامك ؟ "
هززت رأسى نافية مرددة : " ولا فى الواقع ، أستشعر أياماً هادئة حقاً .. "
مسح على كتفى و همس : " رائع .. هذا جيد "
عاد يقول : " و ما أحوال العمل .. ؟ "
هتفت : " جيد .. اتطلع لاعتماد الموافقة على المشروع الذى قدمه فيليب ، إنه حقاً مشروع ضخم "
هز رأسه للحظة ثم سحب يده من على كتفى و استدار بجسده يقابلنى ، رفعت عيونى إليه لأهتف : " أهناك شئ ؟ "
صمت للحظات ثم عاد يبعد عيونه عن مرماى ..
سألت بقلق : " ليوناردوا .. أخبرنى ، أهناك ما تود قوله لى ؟ "
أجاب ببعض التردد : " فى الواقع .. آ .. آجل ، هناك ما أردت محادثتك فيه "
لم أجب عنه و ظللت صامتة فى انتظار ما يقول .. و لكن طال صمته ، رفعت يدى نحو ذراعه أتلمسه ، رفع نظراته نحوى و همس : " اسمعينى يا ريلينا .. لن أجبرك على شئ ، و لكن آمل فقط أن تستطيعى اتخاذ قرار مناسب يفيد مصلحتك "
أصابتنى الريبة و الشك لأهتف : " ليوناردوا .. ماذا هناك ؟ "
هتف بهدوء : " ما رأيك فى فيليب .. أجيبينى بصراحة عزيزتى "
لا أعلم لما شعرت بشئ فى معدتى يؤلمنى ، شئ ينغص أخر بداخلى ، لم أجب للحظة قبل أن أهتف : " ما به فيليب .. إنه شخص جيد و لكن ما شأنه بى ؟ "
تفوهت بكلمتى الاخيرة و فهمت ما يرمى إليه أخى ، عدت أتدافع و أستدرك ببعض الصدمة و الفجائية : " لــ..ـيـو..ناردوا ... لا .. اسمعنى .. لا أفهم .. ماذا تقصد ..!!! "
أعاد نظراته نحو الفراش و همس : " تفهمين ما أقصد يا ريلينا .. لقد .. لقد طلب يدك "
ارتجعت للوراء و أنا أكاد أتحسس صوتى الذى بح .. ضغطت بيدى على صدرى أعدل من وضع تنفسى و همست : " ماذا تقصد ليوناردوا ؟!!! "
لم يجب إلا عن هتاف خافت : " كما أخبرتك ريلينا .. "
هتفت بنبرة متقطعة : " لا يمكن .. آ.. نــ.. ــا .. لا .. لا يـمــ.. ــكن .. "
لحظة !
لحظة واحدة .. !!
لماذا أتدافع .. ؟!
و لماذا أرفض .. ؟!
ما الذى يدفعنى لتلك الصدمة ؟! ، لست أول فتاة تَطلب يدها .. و لكن .. ما الذى بداخلى .. لا أزال بهول وقع المفاجأة .. و شئ واحد يشدنى نحوه .. خيال يحتوينى ...!!!!!!!
عدت أدفع بجسدى إلى الوراء صارخة : " لا .. ليس هو "
الذى لم يفهمه ليوناردوا وقتها .. أننى لم أكن أقصد فيليب ، و إنما قصدت غيره !!
و لم أفهم ما قصدته أنا إلا بعد حين طويل .. !
فزع أخى من رد فعلى ، أمسك بيدى قائلاً : " عزيزتى .. أخبرتك أننى لن أجبرك على شئ ، أنا فقط أسألك رأيك .. لا تتسرعى ولا تندفعى منفعلة ، فقط فكرى بعقلك قليلاً .. "
صمت للحظة و عاد يهتف : " عزيزتى .. أتسمعيننى ؟ "
لم أتحرك من مكانى و لم أجب عنه ، عاد يشد على يدى هاتفاً بهدوء : " ريلينا .. لا بأس عليكِ ، فقط أردت إخبارك بالأمر .. لم أكن لأخبرك و لكنه لح فى طلبه فظننت أنه لابد لكِ أن تعلمى بشأن مثل ذلك "
أنا لم أكن أسمع كلمات أخى ، فصورة أحدهم قد طابقت الخيال الذى أعرفه منذ زمن ، و لكن ..
اتسعت حدقتا عينى و أنا اقاوم و أنتزع الخيال انتزاعاً ، و كأنى أخشى عليه من ملامسة أشخاص فى واقعى ..
عاد تنفسى يضيق ، و عدت أرمى برأسى بين كفتا يدى و أنا أهتف : " ليوناردوا .. أرجوك .. أنا لست بخير "
اقترب منى و ضم رأسى مع يدى إلى صدره و همس : " لا بأس عليكِ صغيرتى .. أنا آسف .. لم أقصد مضايقتك "
مرت لحظات استجمعت فيها بعض قوتى من صدر أخى ، و عدت أستكين بين يديه ، شدنى إليه و همس بهدوء : " ريلينا .. أهناك شخص اخر ؟! "
تبينت فى همسه إحساساً مختلفاً .. كان يقصد شئ ما ، و لكن دون أن أتبين ما هو ، أو حتى أترك لنفسى الفرصة الكافية لترجمة أى شئ من مدلولات اللحظة ، غصت فى صدره أكثر و أنا أبُعد الخيال عنى ، و أنتزع روحى من بين يديه انتزاعاً ، و همست بنبرة قاطعة : " لا "
رفع رأسى قليلاً و طبع قبلة على جبهتى هامساً : " تصبحين على خير "
تحرك من مكانه مديراً رأسه قبل أن يسمح لى بقراءة تلك النظرات التى يخفيها و يخشى عليّ منها ..
بقيت وحدى و أنا التفت بعينى نحو الدفتر الذى بجانبى ، على الأقل هو يشاركنى كل تلك الخواطر التى تتهافت على نفسى ، و يفهم ما وراء هذا الهدوء الذى يحتوينى تلك الأيام !!
أمسكت بالدفتر قليلاً ثم أغلقته ، أعدته إلى مكانه و قمت من مكانى كاشفة غطاء السرير عنى ، خرجت إلى الشرفة لبعض الوقت أبعثر أفكارى و أشتت تركيزى حتى لا أنصاع لقدمى ..
ربما مرت دقائق طويلة و ربما قصيرة ، و لكن ما انتهى مرورها حتى عدت إلى الداخل و أغلقت الشرفة من خلفى و غادرت غرفتى ، إلى الشخص الذى بدأ يطابق ذاك الخيال ، و الذى كان السبب فى عودته إلى أيامى مرة اخرى ..
باختصار .. إلى غرفة المعيشة ..
~ * ~
رفعت عينى إليها ، لتبتسم بهدوء .. ابتسمت أنا أيضاً هاتفاً : " ظننتك خلدتى للنوم "
أردفت : " لم أستطع النوم "
عدت أسأل : " هل يؤرقك شئ ما ؟ "
تجنبت نظراتى و تمتمت : " ليس تماماً "
قامت من مكانها و سارت بضع خطوات نحو مكتبة متوسطة الحجم فى أحد الأركان ، مدت يدها تتناول واحد منهم و بدأت تتصفحه بهدوء واقفة ..
فى حين أنا عدت بأنظارى نحو شاشة الحاسوب ، تاركاً عقلى و كيانى معلقاً تحت نظراتها التى توجهها نحوى بين حين و حين ..
~ * ~
لم أتأمله من قبل بهذا الشكل .. شعره المبعثر يعطي انطباعاً مألوفاً .. و عيونه الداكنة التى لا أكاد أميز لونها .. تخفى الكثير .. و لكن لم يصعب عليّ رؤية ما يخفيه .. بعض الحدة يتعامل بها و صمت يحتويه أراه ساكناً .. ذكرنى سكونه بليالى الخريف الباردة ..
جلسته و هو منحنى نحو حاسوبه تدل على شئ ما .. حسناً ، لا أدرى و لكن يبدو أنه يحترف ما يفعل أياً كان ..
حتى قميصه الأسود يزيد من غموضه ، حسناً ، الأسود يُلائمه بالفعل ..
تعلمون ؟! قميصه الأبيض البارحة لائمه أيضاً ، و كذلك الكُحلى ، رأيته فيه منذ يومين ..
لن أخبركم عن باقى ملابسه ، ففى الواقع هى كلها تُلائمه ..
نعود لشعره المُبعثر ، لن تكفينى الكلمات كلها لأصف كم لونه مميز ، اللون البُنى الداكن ، و لكنه ليس داكناً ، لا أدرى ، يبدو مميزاً و حسب ..
أصابعه تتحرك بسرعة عالية على لوحة مفاتيح الحاسوب ، ماذا تراه يفعل ؟!
لا تظنوا أنى اقرأ عليكم رواية .. بل أنا أصف تلك الملامح التى بدأت أراها قريبة ..
ظننته يستطيع البقاء بلا كلام مدة شهر كامل ، فأيام ليست بالقليلة قضاها هنا لم يتحدث خلالها سوى بضع كلمات أعدها على أصابعى ..
أذكر وقتها أننى ابتسمت من فكرة أن يبقى صامتاً مدة شهر ، و كتمت ضحكتى على تلك السخافة .. و لكن ، لم أعلم أن الزمن يذكرها لى ، و سيعود ليثبت أن تلك الملامح قادرة على الصمت أكثر من شهر واحد .. بل يتعداها إلى شهور طويلة ..
فى الواقع .. لم أرفع نظراتى عنه و هو منحنى نحو حاسوبه و يده لا تتوقف عن الكتابة ، كان يجلس على إحدى الآرائك منزوى بجانبه ليقابل شاشة حاسوبه أيضاً الذى يسنده على الآريكة بجانبه ..
اقتربت خطوات بطيئة منه .. حسناً ، هو لا يتكلف المعاملة ، و كذلك أنا ..!!
سرت بهدوء حتى أصبحت بجانب ظهره ..
و هتفت كما هى الطفلة الفضولية : " ماذا تكتب ؟ "
لم يرفع نظره و اكتفى بالإبتسام مردداً : " كود .. أحد الأكواد التى تساعد فى البرمجة "
انحنيت نحو الشاشة أقرأ تلك الرموز التى لم أفهمها و هتفت : " لا أفهم شيئاً "
أدار رأسه نحوى فجأة ، فاستدركت أنا نفسى و عدت متوهجة الوجنتين إلى الوراء .. يبدو أننى اقتربت أكثر من اللازم ، لم يكن ليفصل بيننا سوى أشبار قليلة .. تراجعت خطوة للوراء أخفى ردة فعلى الغبية ..
لم يبدو أنه قد انزعج حتى من تصرفى أو لاحظه ، ليهتف : " أتريدين أن أعلمك ؟ "
أدرت رأسى و أنا أهتف : " إنه الفضول لا أكثر "
أظن أنه عليّ البقاء بعيداً حتى لا أحشر نفسى فى تلك المواقف السخيفة التى لا أكف عنها ، أحياناً أحس نفسى ساذجة لأقصى الدرجات .. استدرت عنه و عدت مع كتابى أخطو خطوات قصار إلى الحديقة عبر الباب الزجاجى ، و لم تمضِ لحظات إلا و عدت و إنا إتثاءب هاتفة : " سأخلد للنوم "
أجاب عنى بنظرة خاطفة : " لا بأس .. تصبحين على خير "
هتفت وأنا أخطو إلى خارج غرفة المعيشة : " تصبح على خير "
و عاندت نفسى كى لا أعود أسأله لمَ يطابق الخيال الذى برأسى ، سرت مسرعة لغرفتى أقاوم لهفتى لمعرفة ما وراءه .. و الأهم من ذلك .. معرفة ما ورائى أنا ..
~ * ~
أكاد أخالف نفسى و أفلت زمامى ، فابتساماتى و تضاحكى الذى أزداد فى تلك الآونة قد أدهشنى من نفسى أنا ، فلا أزال لا أملك أن أقسو فى ردودى عليها ، و لا اقدر على تلك الخشونة التى اعتادها الجميع منى ، حين تكون هى الشخص المعنى ..
عادت لغرفتها و أنا عدت لواقعى الذى تسلبه حين قربها ، أغلقت الحاسوب و خطوت إلى الخارج أستنشق بعض الهواء ، سرت للحظات قليلة و عدت أنظر لساعتى لأجدها الواحدة ليلاً ..
عدت إلى الداخل أتناول حاسوبى و أغادر لغرفتى أنا أيضاً .. عل النوم يجمع بيننا و الأحلام ترفق بنا ، فتجمعنا بلحظة تشفى جرح القدر ، و تنسينا مرارة الذكرى ، و تترك لآمالنا مولداً ، نحيا على فتاته .. و رحاه ..
~
إلى هنا أقف
و أتسائل ؛
حسناً ~ هل وصل أى أحد إلى النهاية
أشك فى هذا الأمر !!
أعلم أن الفصل طويل بشكل ممل ~_~
و أعلم أن الأحداث لم يتوقعها أحد هادئة هكذا !
و لكن ، كان لابد من هذا الهدوء
أنتم ترون كيف هو إسلوبى فى الكتابة
الوصف و ذكر تفاصيل صغيرة ، تستغرق مساحة من الرواية ، لذا ، فالفصل يكون طويلاً بلا أحداث كثيرة فيه
لذلك اضطررت لدمج فصلين معاً ، كى نجتاز هذا الهدوء سريعاً ، و أيضاً كى يحتوى الفصل على أكثر من حدث ..
فقط تحملوا تلك الفصول ، فالأحداث لم تتضح بعد *_^
نأتى للمهم الآن ~
رأيكم بالبارت بشكل عام ؟!
عاد يقبل جبينى مبتسماً و عيناى أنا لا تكادا ترتفعا عن عيون معلقة أمامى .. أخاطبه و لا أدرى من أين أتى الكلام .. أطمئنه و لا أعلم ما تعنى الطمأنينة ..
و ليتنى سألته وقتها ،، لمَ قد عاد ؟!!
ماذا فهمتم من العبارة الاخيرة ؟!
"ريكلر"
ما تظنوها ؟!
و ما يكون وراءها ؟!
فيليب طلب يد ريلينا
هل هذه جريمة بحد ذاتها ؟
قد لا تكون ، و لكن ..
كيف ترون انتم " عرض الزواج " هذا ؟!!
هيرو ، و ريلينا
مُثيروا الجدل ها هنا
ما الذى سيدور برأيكم ؟!
قد توقع البعض أن يُباعد بينهم من جديد
و لكن ها هم تحت سقف واحد ، و لكن هذا الهدوء الذى يسيطر على الوضع لا يروقنى
ماذا تتوقعوا ؟!
ما رأيكم أنتم ؟!" اعذرينى يا أنسة ، و لكن أرى هذا ليس معقولاً .. لا أرى فرقاً بين أن تشارك شركة محلية أو شركة أجنبية ، المهم أن تحسن استثمار نسبتها المشاركة بها .. أى آرى هذا دحضاً لحق الشركات فى المساهمة و محاولة لإبعادها عن الإستثمار الإقتصادى "
هل القوانين التى تتبعها أميرة مملكة سانك ، داحضة للحقوق ؟!
باقى الاحداث كلها ، إن كان هناك أحداث أخرى تستحق الذكر
أطربونى بفلسفة طويلة ~
و أهم نقطة ~
الاخطاء النحوية إن تكرمتم
أنا استسلمت للأمر
مــودتـــــــــ ــــــــــى
المفضلات