بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لأجلكم و كاعتذار مني لكم..^^
البارت السادس عشر
همس أريا لـ كبير خدمه بالمكان الذي ينوي اصطحاب التوأمين إليه وأخبرهما بأنه مكان سينفذ وعده به..
بعد مدة في مكان بعيد..
في بقعة خالية بها طاولة مهترئة كراس بالية..
بقعة تتوسط غابة لها جانب مظلم و مرعب.. قال الفتى المدلل باندفاع: لقد وصلنا، هيا فلندخل..
وقف آلن أمام آريا الذي كان يهم بدخول ذلك الجانب و صرخ به غاضبا: هل أنت مجنون؟ ألا تعلم ما الذي سيحصل إن دخلنا إلى هناك؟ ثم كيف علمت بمكان هذه الغابة أصلا؟! فنحن لم نخبرك.
آرِيا بصوت هادئ: لأني فقدت شخصا بسببها..
آلن و جين والدهشة تملأ قسمات وجهيهما: آسفان لسماع ذلك.
جين: من كان ذلك الشخص؟؟ هل هي والدتك؟
آريا بنفس النبرة: لا بل شقيقتي الصغرى.. ميستي.
الشقيقان بدهشة: شقيقتك..!!
آريا: نعم..
ثم أردف بنبرته المرحة المعتادة: حسنا فلندخل ^^..
آلن باستغراب ممزوج بالغضب: مابك؟ ما الذي ستفعله إن دخلت؟
آريا: سأطلب منهم بأدب إزالة اللعنة عنك.
آلن و جين باستغراب: من هم؟
آريا: ألا تعلمان لم هذه الأرض محظورة؟ لأنها أرض المشعوذين.
التوأمان بدهشة:حقا..؟ لم نكن نعلم!!
آريا: لقد علمتما الآن.. ثم صرخ بصوت عالٍ جدا: نرجو المعذرة..
أمسك بمعطف كليهما من الخلف ثم جرهما معه إلى الداخل..
حاول الاثنان الإفلات من قبضته لكن دون جدوى..
و بعد أن أصبح الثلاثة وسط الغابة السوداء أفلتهما آريا فصرخا بوجهه: ما الذي فعلته؟ سنلعن جميعنا الآن.
آريا: اصمتا.. أنا أعلم ما أفعله.
بدأ بالتلفت يمينا و شمالا و كأنه يبحث عن شيء معين.
نظر إليه التوأمان باستغراب و سألاه: عمَّ تبحث؟
آريا: عن كهف المشعوذة.
آلن باستغراب: كهف المشعوذة!!
جين: هل جئت إلى هنا قبلا يا آريا؟ أعني.. هل دخلت هذه الغابة من قبل؟
آريا: لا، إنها المرة الأولى التي أدخل بها إلى هنا.
آلن باستغراب: كيف تعرف كل هذه الأشياء عنها إذا؟؟
آريا: قرأت في الماضي قصة واقعية حول هذه الغابة.. من هنا اتبعاني..
التوأمان: هيي انتظر..
بعد عدة دقائق وأمام كوخ صخري يبدو عليه القدم..
آريا: أرجو المعذرة.. هل يوجد أحد هنا؟
يقترب كلا التوأمان من آريا بخوف و يقولان: يا له من مكان مخيف..
يتوجه آريا نحو الباب و يقوم بطرقه.. و بعد أن فعل ذلك خرجت سيدة شابة احدى عينيها السوداوان مغلقة بغرز، ترتدي عباءة بالية تغطي رأسها من الأعلى و تمسك بعصا خشبية في قمتها حجر قرمزي اللون شكله كثماني الأضلع ( مثمن ) نقشت على وجهها طلاسم غريبة..
عندما رآها جين أمسك بيد شقيقه و قال له بصوت مرتجف: أخي.. أنا خائف.
نظرت إليهم السيدة و قالت بنبرة مرعبة: كيف تجرأتم على الدخول إلى هنا؟
تقدم منها آريا ثم انحنى بأدب و قال لها: جئنا من مكان بعيد آملين أن تقومي بإزالة اللعنة الملقاة على أحدنا، فهل تفعلين ذلك لو سمحت؟
نظرت إليه السيدة لوهلة، و قبل أن تنطق بأي كلمة قال لها جين و هو منحنٍ للأمام أيضا: أرجوك، أزيلي اللعنة عن أخي.. فهو لم يقصد التطاول على ممتلكاتكم، لقد كنا صغارا نلعب بالكرة لا أكثر.
نظرت إليهما المشعوذة و كأنها تفكر بالأمر ثم قالت لـ آريا: أنت، اتبعي إلى الداخل، أما أنتما فابقيا في الخارج.
تبع آريا المشعوذة إلى داخل الكهف والذي كان مظلنا بشدة و سارا إلى أن وصلا إلى مكان تنيره نيران زرقاء اللون و تتوسطه بضع أحجار اسطوانية الهيئة..
المشعوذة: تفضل بالجلوس على إحدى هذه الصخور.
جلس آريا و رفع ناظريه إلى المشعوذة التي بدأت تتجول ذهابا و إيابا من أمامه و تخاطبه قائلة: لا بد أنك تتحلى بشجاعة عالية.
آريا: هما من أمدني بهذه الشجاعة، و الآن ما قولك؟ هل ستزيلين اللعنة عنه؟
المشعوذة بنبرة تعجرف: و ما الذي يدفعني للقيام بذلك؟
آريا: أرجوك.. إنه مجرد طفل.
المشعوذة بنبرة مرعبة: طفل أم عجوز؟ غابتنا هي ما تبقى من أراضينا بعد أن استوليتم عليها جميعها باستخدامكم للأسلحة و الذخائر، قتلتم الكثير منا و لم يتبقى سوى القليل، هذه أرضنا التي تحوي الكثير من الكنوز و لحمايتها و حماية جنسنا، قام أجدادنا بإلقاء تعويذة قديمة تضمن لنا البقاء و الانتقام من جنسكم أيضا.
آريا بنبرة جادة و منفعلة: ألا تعلمين ما معنى أن يكون المرء طفلا؟ الأطفال قلوبهم صافية، نفوسهم تملؤها البراءة، لا يملكون نوايا سيئة أو حتى جيدة، هم فقط شفافون كالماء تماما.
نظرت إليه المشعوذة باستغراب و قالت له: لمَ أنت مهتم بهما إلى هذه الدرجة؟ هل أنت قريب لهما؟
أجابها بصوت هادئ بعد أن نكس رأسه: أنا والدهما بالتبني.
المشعوذة: يبدو أنك تحبهما كثيرا، لكن.. هل يبادلانك هما نفس الشعور؟
صمت آريا و لم يجبها، فاقتربت منه و قالت له: ما الثمن الذي ستدفعه؟
آريا باندفاع: سأعطيك أي شيء تريدينه.. أي شيء، أموالي.. ممتلكاتي.. أو عقاراتي، أستطيع بثروتي أن أمنحك و شعبك أرضا أفضل من هذه كي تعيشوا عليها..
ضحكت المشعوذة ضحكة سخرية ثم قالت: ثروتك لا تهمني، ما أريده هو الشيء الأغلى ثمنا.. حياتك.
آريا بارتباك: حياتي!!
المشعوذة: نعم، حياتك مقابل تحريره من اللعنة.. مابك؟ هل ستغير رأيك بعد أن علمت بالثمن؟
آريا: ...............
المشعوذة: إن قبلت بعرضي، فسيضعف قلبك إلى أن يتوقف في يوم ميلادك القادم عند منتصف الليل، أما إن رفضت ما عرضته عليك.. فلن يتغير شيء، و في كلتا الحالتين لن يصاب أحدكم بلعنة من أرضنا بأمر مني.. ماذا قلت؟ ستقبل أم ترفض؟ فكر مليا بالأمر..
يتبع..
المفضلات