في مثلك الأجر عند الله يحتسب
والأمر لله لا حول ولا سبب
أفضى إلى ربه بعد رحلة دامت أكثر من تسعين عاما زاخرة بالإحسان وبذل الجهد في العطاء تعليما وادارة ونصحا واستشارة وإصلاحا بين الناس وعلاجا للمرضى ، ثم اُبتلي في الثلاث السنوات الأخيرة من عمره ببعض أمراض الشيخوخة التي اقعدته فكان صابراً محتسباً ...
ولد عام(١٣٤٧ ) و نشأ يتيماً حيث توفي والده وعمره عشر سنوات، فاحتضنته والدته، والحقته في مدرسة الشيخ عبدالعزيز الفرج رحمه الله وبعد ذلك التحق بالمدرسة الفيصلية ببريدة ولما تخرج منها التحق بحلق العلم فدرس على الشيخ صالح السكيتي والشيخ علي الضالع والشيخ عبدالله العبدان عليهم رحمة الله...
وفي عام(١٣٧٣)عين مدرساً في المدرسة العزيزية ببريدة ومن طلابه الشيخ عبدالرحمن الجبر،والشيخ علي الجمعه،والشيخ سلطان الخضر، والشيخ سليمان المقبل...
وفي عام(١٣٧٥)عين مساعدا لمدير دار الأيتام في بريده الشيخ علي العجاجي رحمه الله، وحيث أن الشيخ علي كان مريضاً ويتعبه متابعة العمل، فكان المترجم له هو القائم بالإدارة، ولما توفي الشيخ علي العجاجي عام(١٣٨٢) عين مديرا للدار، وكان مجدا مجتهدا في متابعة أعمال الدار....
وفي آخر(١٣٨٥)عين مديراً لإدارة أوقاف ومساجد منطقة القصيم واستمرّ في الإدارة الي عام(١٣٩٨)حيث نقل خدماته إلى إمارة منطقة القصيم فكلف في قضايا البادية المتعلقة بالأراضي ،فسعى جاهدا بحكمته وتجرده للإصلاح بين الخصوم ،ولذا أنهى قضايا كثيرة كانت مستعصية....
وفي عام(١٤٠٥)أحيل على التقاعد...وقد طلب منه المسؤلون في الإمارة التعاقد معه، لكنه امتنع، فتفرغ للعبادة ونفع الناس للعلاج بالكي وغيره ،حيث كان يمارس الطب بالكي محتسبا منذ عام (١٣٧٠)وقد شفي بتوفيق الله على يديه خلق كثير، فقد كان المرضى يردون إليه حتى من خارج المملكه خاصة دول الخليج...
وكان رحمه الله حسن الخلق متواضعا ،جادا في حياته، حازما في جميع أعماله ...سعى عن طريق المحسنين في عمارة أكثر من أربعين مسجدا في القري ...
وكان من حرصه لما كان مديرا لدار الأيتام أن يأتي للدار من بيته البعيد قبل أذان الفجر لمساعدة المناوبين لايقاض النزلاء لصلاة الفجر ويؤم الصلاة فيهم...ولما قال له أحد المشرفين المناوبين:نحن نكفيك المهمة في ايقاضهم ولا تتكلف في المجئ، فقال:أخشى أن يتخلف أحد منهم عن الصلاة فيكون في ذمتي...
ولما تولي إدارة المساجد كان يذهب بنفسه للقرى البعيدة ويسلم كل أمام ومؤذن لم يحضر للفرع مكافأته احتسابا..ولما قيل له:لم تكلف نفسك بالذهاب دون أي مقابل ؟أجاب هؤلاء مساكين وبعضهم متعفف ثم ان مدة الصرف محدودة وغير معلومة لهم بعضهم ليس لديه سيلة للحضور للإدارة...
هذا فيض من غيض من مناقب هذا الرجل الذي كان حريصا أشد الحرص على اخفائها....إنه الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد بن عبدالله العثيم..والذي وافته المنية مساء يوم الجمعة ١٧/صفر/١٤٤٠ رحمه الله واسكنه فسيح جناته وخلفه في أهله خيرا وجعل قبره روضة من رياض الجنة......
المفضلات