الصفحة رقم 2 من 12 البدايةالبداية 1234 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 21 الى 40 من 237
  1. #21
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية



    ركضا بكل ما أوتيا من قوة نحو العطار ، استقرت راحتي يديها على الطاولة والتي لم تكن خالية من الأصناف و هي تلهث ، أغمضت عينيها لثانية تسترجع نفسها ثم رفعت بصرها الحاد نحو العطار ، بصوت صلب وقوي لا ينتمي لصوت بنات عائلة ابن بلكين ، بصوت صلب وقوي يشبه صوت جدتها حمده وفقيهات فاس ، نطقت على عجل وبفصاحة
    " السلام عليكم ، ألديكم قنينة فيها ماء الأرجوان أو ماء الآذريون ؟ أي منهما ! "
    بحاجبين مقطبين وجدية صادقة يجيب العطار وهو يلتفت للأرفف التي تنتظم فيها بضاعته " لدي كلاهما أي منهما تريدين " تجيب بسرعة وهي تتفحص أرففه من بعيد بعينيها
    " إذا منقوع الآذريون من فضلك ، وهل أجد لديكم ثمار من خبز الآاكثار ؟ "
    أجابها نافيا وهو يضع قنينة ماء الآذريون على الطاولة أمامها " لا يا أختي " تناولت القنينة ونطقت ببقية ما تطلبه سريعا " حسنا لا بأس أستعيض عنه بالزعفران ، لو كان لديكم ! وكذلك أحتاج معجون الازاذرخت " تسارع نبض قلبها وهو يهتف راجيا من الله أن يتوافر لديهم لأن إعداده سيستهلك وقتا منها ، وعندما رأته ملتفتا مخرجا لها ما تطلب نطقت مجددا بصوت ثابت وضربات قلبها تزداد في قوتها " ورماد الأرجوان من فضلك "




    .
    .
    .



    كانوا قد أدخلوها للغرفة التي استأجرها العقاب ليلة البارحة في الخان وقد استلقت على فراش العقاب ، الذي كان جالسا بجوار رأسها ، متمسكا بيدها وعينيه الواسعتين الرماديتين متعلقتين بنور التي دخلت لتوها!
    خفق قلبها و هي ترى ذلك العقاب على هذه الحالة ولكن تلك الوداعة لم تطول عندما نط من مكانه بسرعة فائقة لتجده واقفا أمامها ، ومن قرب شديد منها ، وعندما حركت قدمها لتخطو خطوة للوراء بعينيها الشاخصتين نحوه وملامحها الحائرة أسرع بالإمساك بمعصمها
    حركته أثارت رائحة ثيابه المميزة بعطر ثمين ولكنها قطبت حاجبيها فلأول مرة ما كانت رائحة العطر الجميلة لتريحها وتبهجها ، ازداد ضغطه القاسي ، المفرط في قسوته على معصمها ، وحاجبيه البنيين الذين يتشارك لونهما مع لون غرة شعره الكثيف المتناثر نحو جبينه وصدغيه ، تجعدت ملامح وجه نور من الألم وطفقت تنطق بعينيها أن لماذا تفعل ذلك ! ولكنه نطق من تلقاء نفسه مجيبا على سؤالها الصامت ، عندما قرب وجهه من أذنها مع ازدياد ضغطه على معصمها وإيذاءه لها ليهمس قائلا بغل شديد
    " إن حصل لها مكروه سأقتلك وإنني أقسم أنني سأقطع ذراعيك وقدميك قبل ذلك " ارتعدت نور ، واحمرت عيناها ، هل تسقط كل ما تحمله بين يديها الآن وتهرب إلى الموت والعذاب الذي سينزله بها أيا كان ما فعلت !
    ارتعشت ساقيها اللتان تقف منتصبة عليهما متحاملة على ألمها وذعرها وعندما كانت مطرقة ببصرها تفكر في كل ذلك ، وفور أن أحست برطوبة أهدابها ، رفعت بصرها نحوه ، وبحدة مجددا ، أثبتت عيناها المحمرتين الدامعتين نحوه بإصرار ليتحرك ثغرها ناطقا
    " أنا أدرك أنني عاجزة على إنقاذ نفسي من بين براثنك ! ولكنني إن شاء الله سأنقذ هذه الفتاة " وتحركت إلى الأمام نحوها دون أن تذكر أنه قد فسح لها المجال للمرور من فوره
    و كان هناك أمر يدور في ذهنها حينها ، كانت جدتها تقول لها دائما ، إياك والشك في الغوث الإلهي ، إن في التقاء البحرين غوث لطلاب الملاحة والحلاوة
    جلست على ركبتيها أمام الفتاة ، بيديها الخاليتين من الحلي تلمست وجهها المرتعد والمبتل ، ابتلعت من ريقها وذكرت في سرها اسم الله الحي ، بأصابعها أمسكت بذقنها وحنكها بلطف ، بإصبعها الإبهام سحبت شفتها السفلى وبيدها اليمنى سقتها أربعة رشفات بقدر تعلمته بدقة ، وتوقفت لبرهة تراقب تحركات فمها وبلعومها ، رفعت حواف حاجبيها و هي تلتفت سريعا نحو الأحمر قائلة " بسرعة قرب الدلو " و تلتفت نحو البقية وقد نطقت في الوقت الذي صدر فيه صوت الفتاة وهي تحاول القيء
    " أمسكوا بها جيدا ، لتسند ظهرها يا تاتلي ! ثبت الدلو جيدا يا أحمر " كان فم مهجة المفغور يرتعش والدموع تسيل من عينيها ، كانت تبكي وتحاول قول شيء ما ولكن نور كانت تنتظر شيء واحد ، ألا وهو أن تفلح في القيء وتخرج ما في جوفها بأقصى سرعة ، وكان ذلك عندما انفجر القيء أخيرا من فمها ، أغمضت نور عينيها فرحا بذلك و هي تربت على ظهر الفتاة بحنان وتقول تشجيعا لها دون أن تعلم إن كانت تنصت لها أم لا " نعم يا صديقتي ، لا تقلقي ألم ضئيل وراحة مقبلة ، لا تقلقي "
    كانت أنفاس الفتاة تتصاعد بقوة وكأنها تلتهم كل الهواء الذي في الغرفة ، ورأتها نور تنتقل بعينيها الذابلتين الجميلتين نحو العقاب ، ثبت بصرها نحوه ثم ضغطت على شفتيها واستعبرت باكية



    .
    .
    .



    غادر تاتلي وأحمر والشهاب الغرفة ، بينما كانت نور في طريقها تصعد السلالم الخشبية عائدة من مطبخ الخان ، تحمل في يديها صحن صغير من الحساء ، وعندما صعدت آخر درجة من ذلك السلم ووصلت للرواق الذي فيه غرفتهم في الخان رأت أمامها ثلاثتهم ، تاتلي مستند على الجدار يتنفس الصعداء بينما كان الشهاب مائلا نحو الأحمر يتحدث معه عن شيء وقد فهمت نور من تصرفه حين وصولها أنه كان يسأله عنها ، حدثت نور نفسها أنه أمر طبيعي وبديهي فالآن سيكثر الحديث عنها بينهم وتزداد الشكوك ، ولذلك مرت من أمامهم بهدوء ودفعت باب الغرفة بعد أن طرقت عليه وكانت طرقاته تلك إنباء منها على وصولها
    عندما دخلت الغرفة التفتت تغلق باب الغرفة خلفها بإحكام ثم اتجهت صوبهما ، تلك الفتاة والعقاب ، كانت شبه جالسة على الفراش تسندها عدة وسائد تهيء لها جلوسا مريحا ، والعقاب ، و ياللهول العقاب بظهر بنانه يدفع خصلات شعرها السوداء المبتلة بعيدا عن جبينها ، انتبهت نور لنفسها بعد أن توقفت لثواني تشاهد ذلك بذهول ، وتحركت بسرعة تقترب منهما ، جلست على ركبتيها وسحبت كيس الزعفران وأخذت تصب القليل منه ثم القليل منه وتخلطه مع الحساء بملعقة الخشب الصغيرة ، وفي تلك الأثناء نطقت نور مبتسمة صوب مهجة وهي تقوم بخلط الحساء " قد يسوء طعم الحساء بسببه ولكنه سيريحك " وحينها التفت العقاب ليومئ برأسه تجاه كيس الزعفران وينطق بجفاء " وما هو ؟ " وضعت نور صحن الحساء جانبا وأخذت الكيس وناولته للعقاب وهي تجيبه بلهجة تقول لا أنوي فعل الشر " زعفران ! " وفي تلك الأثناء كانت مهجة تراقب ما يجري حولها مقطبة الحاجبين في الوقت الذي نطق فيه العقاب وعينيه الرماديتين تشعان بالريبة " كيف علمتِ أنها تسممت بالأزاذرخت ؟؟ "
    رفعت نور بصرها عن الحساء التي كانت تخلطه بالزعفران ووضعته جانبا قرب مهجة وابتلعت من ريقها قبل أن تنطق بهدوء وحذر " كان ذلك جليّا مما ظهر معها ... ولكنها لم تتناوله بالقدر الـ .. "
    وهنا قاطعتها مهجة سريعا محاولة منع نور من إكمال كلامها وقد أدركت ما كانت تود قوله ، وخرجت الكلمات مندفعة من فمها مثل السهام " لقد خمنتِ ، وربما لم تجدي سوى ذلك لتحضريه للعلاج ! "
    قطبت نور من حاجبيها برفق وهي تنظر صوب مهجة بملامح مستعلمة بينما كانت مهجة تكمل كلامها بعدم اكتراث وتذمر وكأنها تسعى لإنهاء الحديث " من حسن طالعي أن ما عثرت عليه كان مناسبا لما أصابني "
    نفت نور برأسها وهي تنطق بشرود " إطلاقا ! .." واندفعت تتحدث وقد جعلتها أنفتها تجانب تصرف الحكمة وما يستدعيه ظرفها من تكتم .. فنطقت بعد أن رفعت ذقنها ، وحدقتي عينيها تتحركان بسرعة وقوة نحو مهجة والعقاب

    " لقد حبس عنك النفس وضاق !
    وألقى عليك بعارض من القيء
    وألقى بغشاوة على بصرك !
    "

    كانت جمل نور المتتابعة تهبط ثقيلة على مسامع مهجة وقلبها ، بينما ضاقت عيني العقاب ، وعقله يتجاذبه التفكير بين القلق على مهجة حيث كان قد تذكر كل ما كانت قد نطقت به نور وعلى وجه الخصوص تمسك مهجة برقبتها عندما كانت تتلوى من ألم السم
    وتفسير تصرفات نور الواثقة ! و كان عقله يلح على فكرة مع كل حرف تنطقه نور ونظرة حادة توجهها ، ألا وهي من المستحيل أن تكون هذه الفتاة جارية عادية من جواري القصر !

    تقطب نور من حاجبيها وهي تكمل كلامها بلهجتها الحازمة والواثقة

    " لم يكن من الصعب إدراك نظرات عينيك التائهة ...
    ولا شك أنك لا زلت تشعرين ببعض الدوار في رأسك وإن كان قد نقص بعد استفراغك لما في جوفك "

    انهمرت دموع مهجة وهي تنطق بحدة ودون لباقة ، خرج صوتها مشوبا ببحة وحشرجة " اخرسي ..كفي عن تذكيري بكل ما حصل .." وكانت مهجة في تلك الأثناء لا تود سوى أن تخرس نور وتتوقف عن تفاصيل تسممها ، ولكن نور أجابت وقد خفّت حدة نظراتها " لم أكن أنو تذكيرك بشيء ..سوى أنك كنت حتما مسممة بالازاذخرت وقد عالجتك بدوائه ! "
    أومأت مهجة بعصبية وهي تنطق على نحو سريع وبامتعاض وإجهاد " حسنا , حسنا ..سيكافئك سيدي على ذلك .." ونظرت صوب العقاب بعينيها الدامعتين وهي تقول " أليس كذلك ؟ "
    أومأ العقاب وهو يربت بيده على رأسها وعينيه منشغلتين بأفكاره ويجيبها بشرود مجاملا لها دون أن يولي كلامه اهتماما أو جدية
    " نعم تتعافين ثم نكافئها "
    وحينما نطق العقاب بذلك شاردا قامت نور بتثبيت بصرها نحوه وهي تحدّث نفسها و تشبك أناملها بتوتر خفيّ " أتساءل إن كان وقتك معي سيكون كافيا لذلك .."
    وأشاحت ببصرها وهي تستذكر ما فعلته في مطبخ الخان ، وتلك الرسالة التي خطتها لأختها نضار
    ورقها قطعة مزقتها من قماش فستانها وحبرها رماد الأرجوان*
    من كان ليتصور أن رسالة نجاتها ستكتب بخطاط للحواجب ..





    d9dd9db329f0551

    نهــــاية الفصــــــل

    e032





    الهوامش
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * الفلاكي : من قطاع الطرق بالأندلس ولكنه صار في خدمة السلطان
    علي بن يوسف المرابطي وتولى مهمام لديه
    ثم انضم للموحدين ثم عاد للمرابطين ثم انضم للموحدين مرة أخرى
    *الاستطباب بعيون فاس : في مدينة فاس عيون مميزة وينابيع
    باردة في الصيف وساخنة في الشتاء
    و كانت تساعد الناس على الشفاء والاسترخاء
    * ابن مردنيش : ثائر ظهر بالأندلس في أعقاب الدولة المرابطية
    واستعان بالنصارى ضد الموحدين ، يعرف عند نصارى اسبانيا بالملك لوبو
    أنكر بعض الباحثين نسبته العربية و أرجعوه إلى أصل اسباني حيث اسم جده
    مردنيش محرف عن الاسم الاسباني martinz
    * رماد الأرجوان : كانت تستعمله النساء خطّاط للحواجب (ابن البيطار)
    .

    و إذا يْنَفْعّك الله
    حاشا يضرّك إنسان

    e032


    my blog
    goodreads



  2. ...

  3. #22
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    yrgMfBW

    فيوووه ، وضعت الكثير الكثير هنا e056إلى اللقاء بعد أسبوع إن شاء الله e414 قراءة على مهلكم e032 e032 e032



    e106

  4. #23

    ابتسامه

    قبل سااعات :
    وااااااو واو واوووو واو .لي عودة ان شاء الله
    اخر تعديل كان بواسطة » بُشرى في يوم » 05-05-2018 عند الساعة » 21:49
    سنحيا بعد كُربتنا ربيعاً كأنّا لم نذُق بالأمس مرّا.


    هل صليت اليومَ عليهِ؟

  5. #24
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .



    يا ربااااه ياللجمال والأبداع والاتقان والوصف والحوار الشيق وكل شيء ما شاء الله تبارك الرحمن .. ابدعتي بهذا الفصل بشكل ابداااعي ،جميل جميل واعيد قراءته ولم امل بالتأكيد.
    سعااادةة سعااادةة سعااادة سعاااااادةة < جعلتِ قلبي وعيني يرقصااان بسعاااااادة

    والآن لنذهب للتعليق ..قبلها اود ان أجلب معي سكينا او خنجر لاقطع به العقاب
    يشبه خنجر مهجة ؟؟ أوووه لا لا لا ماذا أقول أنا أفضح أسرار الدولة

    كيف تختطف طبيبة من قصر مراكش بهذه البساطة ..اقسم انه شيء مستفز يدل على ضعف دولة المرابطين عموما !
    او ربما العقاب بهذه القوة والدهاء !!!!
    العقااب في غاية الذكاء ولديه رجال في أماكن عدة ودولة المرابطين ليست بحال جيد طبعا وهم منشغلين في مقاومة التمردات والانقلابات على الدولة ><

    قسما لقد فطرتي قلبي شطرين .. لقد قلت لتكن نور بخير وليس ما يحدث لها الان
    أتخيل أنني أخبرتك أنها ليست بخييير em_1f619

    الوغد الوحش ..*$&&$^$/#/#$ الكثير من الشتائم عليه*..
    إنه الآن ينظر إليك ويدور بصره على نحو أفقي ويحرك ذقنه بملل em_1f629 ههههههههههه < يبالغ في استفزازك

    اتخيلها تأتي ومعها عصا لتعيد حفيدتها هههه
    واااااااااااه أضحكتني كثيييييراااااااا >< أحببت هذااا

    " حسنا يا ولدي يمكنك أن تنصرف " أومأ الخادم باحترام وعندما التفت للمغادرة وجد ابنت سيده واقفة

    ابنة !
    أوو لالاااا >< فضيحة e407 em_1f611 < تشعر بالخجل

    تنهد تاتلي بضيق وتراجع للوراء يتكئ بظهره على الجدار وهمس يحدث نفسه بصوت مسموع " فلتكن ابنته ، ما أخشاه أن تكون جاهلة بأمر زعيمنا "


    حتى لو كانت جاهلة بامر العقاب ! ما الفرق لم افهم !.
    الفرق في أنها قد تكون أكثر طاعة وتجاوبا معهم عندما تكون تعرف العقاب ومدى قسوته ووحشيته ههههههههه ولكن تاتلي واهم طبعا هل ترك العقاب نقطة لم يوضحها عنه في لقاء التعارف الأول هههخهخهه

    * مياسير الناس هل معناها البسطاء من الناس ام العكس ؟ ..
    في ذلك الوقت يقصدون بها الأغنياء أو الطبقة القريبة من الأغنياء

    ياااه في قصر المستعين بن بلكين ..بصراحة وصفك جميل وتخيلت نفس هناك تماما اقف بزواية واحدق بنضار ووالدها
    سعااااااااااااااااااااااااااااادةة

    سيندم ذلك المتوحش بالتأكيد ربما سيأتي امير ما من طرف الاميرة فانو لانقاذها â™،â™،
    همممممممم حسنا يبقى السؤال الأكثر أهمية في هذه الأحداث من سينقذ نور أو بالأحرى من سينال شرف إنقاذ نور ولكن هل تتوقعي الدولة المرابطية متفرغة لشيء كهذا >< الدولة تنهاااااااااار

    وصف جميل جدا اعجبني هذا المقطع واعدت قراءته لمرات كباقي الفصل ..احسنت.
    سعاااااااااااااااااااااااادةةةةة
    يالهي كم هي حكيمة في تصرفها .. يبدو انها الأخت الكبرى او ما شابه !هل لديها اشقاء او اخوه غير نور ..اتوق للقائهم ..
    حسنااا أنا أيضا أحب نضاار مثلك ولكنك تلاحظين أنها لا تشبه نور أليس كذلك ؟؟ ولكنها تظل أختها رغم كل شيء
    وبالنسبة لإخوانهم


    ما افسد الاجواء اكثر هي تلك البهجة مدري مهجة ..المهم ..تلك الجاحدة ناكرة المعروف الحسودة التافهه رقم 2 ..هل هي جارية او ما شابه للعقاب ..
    ههههههههههههههههههههههههههههههه

    لماذا ابنتنا طيبة هكذا ><!!
    كثيييييييييرا em_1f611

    لو انني مكانها اقول لو انني مكانها ..ربما اجلس جانبا واضعة قدم على الاخرى ..ولنرى من سيعالج مهجته تلك
    توقفت هنا وتخيلت المشهد تمااااااااااما في غاية الرووعة ولكنه يظل أحلام يقظةةة مع العقاااب صدقينييي + ابنتنا طيبة كما تعلمين -_-

    كم تجلعني فخورة هذه البنت â™،â™، e106 ان شاء الله تنجين من قبضته ..
    ...اعجبتني وصفك لطريقة تطبيبها للمريضة ..زيادة فخر ..e40a
    يييييي أحبكماااااااااااااااا e106

    ..هل انتهينا ؟! اظن انني اطلت كثيرا ..اشعر انني استغرق ساعات بكتابة رد وعند اعادة قراءته يتضح انه قصير ! يا حسرتي.
    وأنااا أقوول واااااو رد طويييل وما إن أنسجم في القراءة حتى أجده ينتهي بسرعةةةة واحسرتاااااااه

    الفلاكي ...لم افهم مناسبه ذكره ..اشرحي لي لست ذكية بالتشبيهات والتحليل وربط الأمور وهذه الأمور ><
    لأن الفلاكي قاطع طريق مشهور جدا ولذلك عندما قال الشهاب لتاتلي بالتأكيد هي تعرف نحن مشهورين هههههه يقول تاتلي أن المشهور أكثر منهم هو الفلاكي لذلك قد لا تكون تعرف كم نحن في غاية الأهمية أقصد القسوةة e415

    لا جدال حول طول الفصل طبعا ان طوله فوق الممتاز
    تمااااااام < تشعر بالرضااااا

    ولكن
    ماذا ماذااا e40f

    كيف تريدين من قلبي ان يتحمل أسبوع كامل ! ان قلبي كالجمر منتظرة ما سيحل بنور غاليتي â™،â™، ..هذا كثير على قلبي الصغير
    يا فتااااااااااااة بصراحة تصورت أن البارت أطول مما يجب حتى أنني لم أطمع بأنك ستقرئينه كاملا دفعة واحدة وعندما رأيتك هنا قلت يااااااااااه e106 e106 e106 e106 e106

    هل انتهت ايام الدلال حقا!! ظننتها اطول بقليل em_1f606 طمع كبير ههههه
    حسنا ربما سأنتظر يومين وبعدها قد آتي ومعي جيش مراكش لاقتحم سلامك ..وانقذ نور ...
    دمتي بود
    حسنا لو أقوم بتقسيم الفصل وأقوم بوضعه على مرحلتين يمكن أن يكون هناك بارتين في الأسبوع الواحد em_1f606 لأن حسب تنظيم الرواية الفصل طويل بعض الشيء تخيلي كل ما وضعته حتى الآن عبارة عن فصلين ، ولكنني أفضل وضعه كاملا لأن الانترنت لدي شيء لا يمكن الاطمئنان على حاله فقد ينقطع أو تسوء الشبكة بشكل رهييييب e058

    ههههههه جيد أنني وصلت قبلك بعد يومين وإلا كنت حررت نور بطريقة غير مشروعة e409 < تكونين قد تدخلت في الاخراج والسيناريوو em_1f606 em_1f606

    وأنتِ كذلك صديقتي العزيزةة دمت بألف ود وخييير <<< كانت مناقشة جميلةةةة للفصل e40a كيف أقدر على وضع نصف فصل لااااااااااا e411 e411



    وأخييييرا في صندوق المفاجآت سؤال الحلقة ،، أقصد سؤال الفصل ولو قمت بالإجابة على إحدى الأسئلة سيكون هناك تقديم في موعد البارت




  6. #25
    يااااااه انظر ببهجة
    ارى تلميحات وهدايا ..e106 ربما افكر بتأجيل الغزو..كنت بدأت بأعداد الجيش e414
    ملاحظة: هل تقومين بارسال دعوات للاعضاء ليشاركونا المتعة والتشويق هنا e106ام ماذا يا فتاة
    لي عودة للتعقيب ..

  7. #26
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .



    ملاحظة: هل تقومين بارسال دعوات للاعضاء ليشاركونا المتعة والتشويق هنا e106ام ماذا يا فتاة
    أنا حقا أود أن أقضي وقتا أطول في المنتدى أرسل الدعوات واستمتع بقراءة ما أجده هنا <<فأنا قارئة أيضااا e411 ولكنني هذه الأيام منشغلة جداااااا >< e406 إن شاء الله ينتظم وقتي أكثر وأحاول ان أكون أكثر نشاطا هنااا e40a



    .
    .

  8. #27
    مساء المفاجآت ،،e106

    أحببت الأحداث السريعة في الجزء وإن وقفت بين السطور واجِلة أرقب عن كثب قسوة العقاب وفظاظته !
    بمقدار ما تفهمت وضعه وألمه وذاك الكابوس البغيض الذي يقض أمنه وسكينة روحه بمقدار ما هالتني كمية العنف الذي قابل بها العزيزة نور ! أيُعقل أن يمد يديه على امرأة ! ليس ذاك من شيم الرجال ولا من الشهامة في شيء صديقي ! لا تفعلها مجددا !! إياك ! e40e


    نور مع كل جزء وفي كل سطر جديد تثبتي لنا كم أنك فتاة قوية ذكية وشجاعة ، إذن فلا تعرفين ذاك المستعين ولا تربطك به علاقة ! أوه لقد نسيت فأنت الآن نور الصباح !e402 كم أنتِ شجاعة لتنفي صلتك بأبيك وتنقذي نفسك من أيدي عدوٍ حاقد وإن لم تكن لديك علاقة بهذا العداء ؛ فأنتِ مجرد ضحية وورقة ضغط لا أكثر e058

    الأحمر كم أنت حساس رقيق القلب ولكن بربكَ أخبرني كيف جاءت بك الأقدار لمجموعة العقاب ؟ ما قصتكَ لتنضم إليهم وتنفذ أوامرهم ؟ أهو فقر أم قهر ؟! 003

    قصر المستعين ودلال النضار وأحمد المحب ؛ كم تبدو تلك الحياة غاية في اللطافة والدعة ! لسبب أو لآخر لم أستسغ ذاك الترف ولا ذاك الدلال والغنج !
    ربما لأنني لا أعطي انطباعا وديا للغرباء لأول وهلة em_1f615، ربما مزيدا من الأحداث تجعلني أغير من رأيي وأرى بعض محاسن هؤلاء القوم ! لننتظر ونرى


    ونأتي للمشهد الأخير ومهجة الغيور وهي لا تزال تحت تأثير ذاك السم ، حقيقة من أروع ما قرأت في الغيرة أن تغار إحداهن وهي بين الموت والحياة ! em_1f610
    واضح أن هذه المهجة ستكون مصدر إزعاج وقلق للعزيزة نور فبتصرفاتها البائسة قد أفصحت بنت حمدة عن شخصيتها أو كادت !
    ومن البلوى أن يكون الخصم متقد الذكاء ليفهم جيدا ذاك الاعتراف الخطير بأنني لست أبدا من جواري القصر بل من طبيباته !


    كل شيء هنا كان جميلا ومشوقاً ،، بانتظار الجزء الجديد والأسرار القادمة 036036
    شكرا لكِ على معلومات الجزء المفيدة e022e022
    دمتِ بأمن وسلام
    e304e304

  9. #28
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Yoland مشاهدة المشاركة
    مساء المفاجآت ،،e106

    أحببت الأحداث السريعة في الجزء وإن وقفت بين السطور واجِلة أرقب عن كثب قسوة العقاب وفظاظته !
    بمقدار ما تفهمت وضعه وألمه وذاك الكابوس البغيض الذي يقض أمنه وسكينة روحه بمقدار ما هالتني كمية العنف الذي قابل بها العزيزة نور ! أيُعقل أن يمد يديه على امرأة ! ليس ذاك من شيم الرجال ولا من الشهامة في شيء صديقي ! لا تفعلها مجددا !! إياك ! e40e


    نور مع كل جزء وفي كل سطر جديد تثبتي لنا كم أنك فتاة قوية ذكية وشجاعة ، إذن فلا تعرفين ذاك المستعين ولا تربطك به علاقة ! أوه لقد نسيت فأنت الآن نور الصباح !e402 كم أنتِ شجاعة لتنفي صلتك بأبيك وتنقذي نفسك من أيدي عدوٍ حاقد وإن لم تكن لديك علاقة بهذا العداء ؛ فأنتِ مجرد ضحية وورقة ضغط لا أكثر e058

    الأحمر كم أنت حساس رقيق القلب ولكن بربكَ أخبرني كيف جاءت بك الأقدار لمجموعة العقاب ؟ ما قصتكَ لتنضم إليهم وتنفذ أوامرهم ؟ أهو فقر أم قهر ؟! 003

    قصر المستعين ودلال النضار وأحمد المحب ؛ كم تبدو تلك الحياة غاية في اللطافة والدعة ! لسبب أو لآخر لم أستسغ ذاك الترف ولا ذاك الدلال والغنج !
    ربما لأنني لا أعطي انطباعا وديا للغرباء لأول وهلة em_1f615، ربما مزيدا من الأحداث تجعلني أغير من رأيي وأرى بعض محاسن هؤلاء القوم ! لننتظر ونرى


    ونأتي للمشهد الأخير ومهجة الغيور وهي لا تزال تحت تأثير ذاك السم ، حقيقة من أروع ما قرأت في الغيرة أن تغار إحداهن وهي بين الموت والحياة ! em_1f610
    واضح أن هذه المهجة ستكون مصدر إزعاج وقلق للعزيزة نور فبتصرفاتها البائسة قد أفصحت بنت حمدة عن شخصيتها أو كادت !
    ومن البلوى أن يكون الخصم متقد الذكاء ليفهم جيدا ذاك الاعتراف الخطير بأنني لست أبدا من جواري القصر بل من طبيباته !


    كل شيء هنا كان جميلا ومشوقاً ،، بانتظار الجزء الجديد والأسرار القادمة 036036
    شكرا لكِ على معلومات الجزء المفيدة e022e022
    دمتِ بأمن وسلام
    e304e304


    عزيزتي يولاند e106 سأعود للرد على كل مقطع ولون أراه هنا أمامي e032

  10. #29

    نقاش معذرة على التأخير

    اخر تعديل كان بواسطة » بُشرى في يوم » 10-05-2018 عند الساعة » 12:56

  11. #30

    المنزل

    اهلا وسهلا ومرحبا والسلام عليكم 😁😀
    اولا اعجبتي كثيرا فكره الروايه كون انها من المغرب -عشقي- وكذلك الفكره جديد عن دوله المرابطين وشخصيات اسلاميه تاريخيه انا احب هذا الصنف من الروايات وكذلك اسماء جديده -رغم ان منها غريب بعض الشيء-
    حسنا لنبدا.. .ذلك المدعو العقاب-تبا له 💣🔪💣🔪💣🔪💣🔪💣🔪💣- ماهو هدفه من خطف نور اهو من اجل القلاده ام ماذا اهي نفس القلاده التي ترتديها نور وتخفيها...
    لقد صدمت عندما رايت العقاب لطيف مع احدهم 😂...من اين جاءه هذاا اللطف.. ومن هي مهجه هذه هل تعرفت علي شخصيه نور الحقيقيه ام ماذا ومن الذي سممها بذلك السم -اتسأل ما هو هذا السم اسمه غريب جدا-..
    تلك الصغيره قمراين هي اختفت فجاه دون مقدمات 😂...الشخصيه الجديده الني ذكرتها اهي التي ستنقذ نور.. ؟؟
    من سوء حظي انني قرأت الفصول دفعه واحده كان من المفرض التعليق علي اي فصل علي حده ..لكن لا بأس
    متحمممممممسه جدا لمعرفه ماالذي سيحصل وفي انتظار الجديد 😍😍😍😍😍😍

  12. #31
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Yoland مشاهدة المشاركة
    مساء المفاجآت ،،e106

    أحببت الأحداث السريعة في الجزء وإن وقفت بين السطور واجِلة أرقب عن كثب قسوة العقاب وفظاظته !
    بمقدار ما تفهمت وضعه وألمه وذاك الكابوس البغيض الذي يقض أمنه وسكينة روحه بمقدار ما هالتني كمية العنف الذي قابل بها العزيزة نور ! أيُعقل أن يمد يديه على امرأة ! ليس ذاك من شيم الرجال ولا من الشهامة في شيء صديقي ! لا تفعلها مجددا !! إياك ! e40e


    إحمم عزيزتي يولاند هل أنتِ تؤنبين العقاب هنا أو تطبطبين عليه ؟ < لماذا أشعر و كأنك تتعاطفين معه em_1f608

    نور مع كل جزء وفي كل سطر جديد تثبتي لنا كم أنك فتاة قوية ذكية وشجاعة ، إذن فلا تعرفين ذاك المستعين ولا تربطك به علاقة ! أوه لقد نسيت فأنت الآن نور الصباح !e402 كم أنتِ شجاعة لتنفي صلتك بأبيك وتنقذي نفسك من أيدي عدوٍ حاقد وإن لم تكن لديك علاقة بهذا العداء ؛ فأنتِ مجرد ضحية وورقة ضغط لا أكثر e058

    واااه حسنا هذا يشعرني بالفخر حيال فتاتي الشجاعة واللطيفة ولكن تذكري هي لم تنقذ نفسها بعد -_-

    الأحمر كم أنت حساس رقيق القلب ولكن بربكَ أخبرني كيف جاءت بك الأقدار لمجموعة العقاب ؟ ما قصتكَ لتنضم إليهم وتنفذ أوامرهم ؟ أهو فقر أم قهر ؟! 003


    حسنا أنا نفسي لم أهتم بهذه الجزئية ولكن تصوري كل شيء ربما بسبب وسامة العقاب em_1f606 < إنني أمزح em_1f61b

    قصر المستعين ودلال النضار وأحمد المحب ؛ كم تبدو تلك الحياة غاية في اللطافة والدعة ! لسبب أو لآخر لم أستسغ ذاك الترف ولا ذاك الدلال والغنج !
    ربما لأنني لا أعطي انطباعا وديا للغرباء لأول وهلة em_1f615، ربما مزيدا من الأحداث تجعلني أغير من رأيي وأرى بعض محاسن هؤلاء القوم ! لننتظر ونرى


    لا تحبين الأثرياء e405 e404

    ونأتي للمشهد الأخير ومهجة الغيور وهي لا تزال تحت تأثير ذاك السم ، حقيقة من أروع ما قرأت في الغيرة أن تغار إحداهن وهي بين الموت والحياة ! em_1f610
    واضح أن هذه المهجة ستكون مصدر إزعاج وقلق للعزيزة نور فبتصرفاتها البائسة قد أفصحت بنت حمدة عن شخصيتها أو كادت !
    ومن البلوى أن يكون الخصم متقد الذكاء ليفهم جيدا ذاك الاعتراف الخطير بأنني لست أبدا من جواري القصر بل من طبيباته !


    كيف عرفتِ انها كانت تغار >< هل قلت ذلك أنا em_1f62b ههههههههه تبا ولكن وجود مهجة كان له الفائدة الأكبر لنور وإلا كيف كانت ستتخلص من مراقبتهم الحادة وترسل رسالة من مطبخ الخان إلى أختها

    كل شيء هنا كان جميلا ومشوقاً ،، بانتظار الجزء الجديد والأسرار القادمة 036036
    شكرا لكِ على معلومات الجزء المفيدة e022e022
    دمتِ بأمن وسلام
    e304e304

    أهلا وسهلا بك يا عزيزتي وكل تعقيب وملاحظة منك هنا بالفعل كانت جميلة وخصوصا الإطراء على نور والتعاطف مع المجرم في الوقت ذاته em_1f61b
    وأشكرك على وجودك اللطيف e106



    في الاقتباس بالأحمررر ^_^

  13. #32
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    أولا أهلا بعودتك بشرى e106 ..حسنا رغم أنه يجب أن اعثر لك على لقب كما اخترتي أن تنادينني بينك بدون خيار مني em_1f606 ...


    والآن لننطلق

    ..بالمناسبة فكرت بوالد نور هل هل هو قائد في الجيش او امير او حاكم لا ادري ماذا يسمونه في عصر الاندلس
    حسنا والد نور من رجال الدولة يعني امور الوزارة وهذه الأشياء < عصريا سياسي موالي للدولة او يعمل لصالح الدولة e409

    ربما يحاول ان ينقذ ابنته بعد ان يعرف ..-_- بعد ان يعرف يعني ستصبر نور كثيرا ربما سنتين
    ههههههههههههههههههههههه

    ربما ايضا سينقذها اصدقاءها او ربما تنقذ نفسها وربما تصبح في العصابة حقا كل شيء وارد لا اتوقع منك شيئا محدد!-_-
    أنا حقا أريدها ان تصبح في العصابة والعقاب قد ...لا نعرف ماذا يحصل في المستقبل على كل حال < كم من عدواة انقلبت إلى صداقة ومحبة >< ولكن نور لا تطاوعني حتى الآن في ذلك ولنرى ما يحصل في الأحداث em_1f629

    لا تبالغي
    حاضر em_1f617

    فقط سؤال هل ابن عائشة سيموت قريبا ليأتي بعده اسحق ام لن نعيش تاريخ الموحدين وستقتصرين على ذكر المرابطين ..المفترض ان ابقي فم مغلقا صحيح؟ ههههخخ
    أوووه ههههههههه أنت تسعين للتدخل في السيناريو >< حسنا لن أتحدث كثيرا عن ابن عائشة ولكنه طبعا سيقتل على يد الموحدين في المعارك لكن ابن عائشة كان أمير لم يحكم ولكن اسحاق الذين تتحدثين عنه < إن كان تخميني صحيح عن الشخص الذي تقصدينه> صار حاكما وهو صغير بعد موت الحاكم الحالي وهو ليس ابن عائشة بالطبع < انا صرت أشعر بالدوار e40f


    والآآآن إلى الإجابات ...إحم إحم لنرى < تشعر بشعور الأساتذة

    لا تضحكي لكنني سأقول كل شيء ربما يتبين ان احدها صحيح ..
    اولا : ابنة حداد
    ثانيا: مقاتلة وتعمل جاسوسة في مكان ما .
    ثالثا: الخنجر هدية من العقاب وربما اوصاها على اغتيال احدهم لا امان عليه
    رابعا: ربما ستقوم بطعن نور // سأقتلها حتما e416.
    بشررررى >< لقد أحببت إجابتك كثيرة وللأمانة ضحكت أيضا لم أتمالك نفسي وأنا أرى إجابة ابنة حداد ولكن أتعلمين ستتدخلين في الرواية على ما يبدو فقد الهمتني بإضافة شخصية لها علاقة بهذه المهنة e411 ، وبعض الخيارات قريبة لكن الإجابة الصحيحة الدقيقة غير موجودة وأقرب إجابة هي الثانية ولكن ليست جاسوسة >< ...سوف اجيبها في نهاية الفصل القادم

    اممم امممم صعب هذا e401 اقول فتى ..اجابة همجية بدون اي ادلة او براهين..هل ذكرتها في الغصول السابقة ؟ لا اعتقد لذا موضوع التخمين صعب ><
    صحيح نعم صحيح الشخصية فتى >< ولكن طبعا إجابتك ناقصة < نيااهاهاها e105

    للعلم انه مر اسبوع // بصراحة لست متأكدة ..
    المهم يعني الفصل اقترب وبالطريق المفترض يعني المفترض ^^ تبتسم ببراءة ..
    و أنا أبتسم بتوتر وحاجبي يرقص " نعم نعم ها هو ذا في الطريق "

    هههههه انني طيبة كابنتي وإلا من اين تحسبين انها طيبة em_1f60e
    بانتظارك
    ههههههههه حسنا لا يمكن الاعتراض على هذا

    الرد بالأزرق ..تقليد Samej ومبروك تقييم 5 نجوم ..لا اظن احد يلاحظ هذه الأمور في مكسات
    أوووه تبااا ما ألطفك يا فتاااة e106 e106

  14. #33
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة شارون فينارد مشاهدة المشاركة
    اهلا وسهلا ومرحبا والسلام عليكم 😁😀

    وعليكم السلام وأهلا وسهلا ومرحبا عزيزتي فينارد e414

    اولا اعجبتي كثيرا فكره الروايه كون انها من المغرب -عشقي- وكذلك الفكره جديد عن دوله المرابطين وشخصيات اسلاميه تاريخيه انا احب هذا الصنف من الروايات وكذلك اسماء جديده -رغم ان منها غريب بعض الشيء-

    يااااه e106 يسعدني حقا حقا حقا أن تعجبك فكرة الرواية وتنسجمين معها e414

    حسنا لنبدا.. .ذلك المدعو العقاب-تبا له 💣🔪💣🔪💣🔪💣🔪💣🔪💣- ماهو هدفه من خطف نور اهو من اجل القلاده ام ماذا اهي نفس القلاده التي ترتديها نور وتخفيها...
    لقد صدمت عندما رايت العقاب لطيف مع احدهم 😂...من اين جاءه هذاا اللطف.. ومن هي مهجه هذه هل تعرفت علي شخصيه نور الحقيقيه ام ماذا ومن الذي سممها بذلك السم -اتسأل ما هو هذا السم اسمه غريب جدا-..

    حسنا أنتِ أيضا ناقمة على العقاب المسكين em_1f608 ولكنه حقا حنون عندما يتعلق الأمر بمهجة ( نسبيا) ولماذايخطف نور ( همممم e404 ) أما عن سم مهجة هههههههه نعم اسمه غريب أنا أيضا أخطئ في نطقة الازاذرخت نبات سام جدا يذكر في كتب الطب القديمة للتحذير منه لأنه قاتل وقد ذكره ابن البيطار < سنحصل على ثقافة طبية قديمة هنا em_1f606

    تلك الصغيره قمراين هي اختفت فجاه دون مقدمات 😂

    أووه نعم >< لأننا تركناها خلفنا في قصر مراكش em_1f635

    ...الشخصيه الجديده الني ذكرتها اهي التي ستنقذ نور.. ؟؟

    يا فتااااااااااااااااااااااااااااااااااة em_1f606 ، هذا الذكاء لا يصب في مصلحتي e40f

    من سوء حظي انني قرأت الفصول دفعه واحده كان من المفرض التعليق علي اي فصل علي حده ..لكن لا بأس
    متحمممممممسه جدا لمعرفه ماالذي سيحصل وفي انتظار الجديد 😍😍😍😍😍😍

    أهلا وسهلا بك يا صديقة وسأكون أنا أيضا متحمسة لرؤية ردك ورأيك بخصوص الأحداث والحكاية ، ولقد سعدت كثيرا بردك اللطيف و الذكي e106
    في الاقتباس باللون الأحمر يا صديقة e106 ومرحبا بك في بيتنا الصغير e418

  15. #34
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    yrgMfBW
    .
    .







    .
    .
    .



    .
    .
    .



    .

    LNi9mwy



    .
    .
    .
    .
    3


    أنتِ نور ..
    والمرآة على وجهكِ صفاء
    وعلّك لأجلها تصقليها
    ..


    e032 e032 e032


    .
    .








    .

    تردد صوت صرير الباب ليتبع ذلك ولوج تلك السيدة الجميلة ، الأنيقة والفخورة
    تجر خلفها ثوبها الأخضر الذي يماثل لون عينيها وعلى جبينها ومن خمارها تتدلى الجواهر الأنيقة
    تتوسطهم قطعة على شكل مثلث مقلوب في قلبه وعلى حوافه جواهر خضراء براقة
    حركت وجهها نحو اليمين حيث يفترض أن يكون
    وعندما حركت رأسها كان رنين جواهرها الأنيقة قد أصدر صوتا عميقا هادئا ، ورهيبا في تلك الغرفة
    وحينها لمحته ، ليتقوس ثغرها بابتسامة ضئيلة ، تشد بطرفي ثوبها يمينا وشمالا وتتقدم نحوه
    أخيرا رفع بصره نحوها عندما اقتربت
    ذلك الشاب الجالس في ركن من أركان الغرفة
    ناصبا إحدى ساقيه متكئا بذراعه على ركبته
    أما يده الأخرى تلقاء ساقه التي يمدها ويطلقها حرة أمامه فقد كانت مقبوضة وكأنها ضاغطة على غمد سيفه


    وقفت نضار أمامه تتأمل الشاب حنطي البشرة بشعر كثيف أشقر غريب كسنابل ذهبية أحرقتها الشمس

    " الفارس ألفونصو !
    آه ! إنه لمن المؤسف ، مؤسف جدا ألا تقدّر أرقونة* فرسانها "

    رفع من رأسه صوبها لتتجلى عينيه الخضراوين ثم نطق بصوت أجش ، قاس وقوي " ما تريدين أيتها الغرناطية ؟ " لم تخفى عن نضار نظرة الشزر التي رمقها بها

    رفعت ذقنها تجيبه " نعم طبعا ، كنت أدرك تماما أن معاملة والدي لك لم تكن لترضيك "
    في تلك اللحظة أشاح بنظره عن نضار واتجه به لمكان آخر

    بينما أكملت نضار كلامها بحدة خافتة وحنق " طبعا ، فأنت تتناول من ذات طعام أهل القصر ، وتقضي وقتك بين الكتب " تقول ذلك وهي تشير بيديها حول المكان " وتتنسم أريج الحدائق الفاسية ويستضيفك والدي مع كبار الناس "

    مالت شفتي الفارس ليضحك ضحكة خفيفة هازئة ثم ثبت بصره تجاه نضار ونطق " نعم ، والدك رجل جيد شاكر لأنني بفضله لا أبني الجسور لمدينتكم "
    رفعت نضار حاجبيها وكأنها تعني ولا زلت لا تشعر بالرضى ثم نطقت

    " نعم ! أبي رجل جيد رغما عنك ، أرى أن عينيك تقولان أنك تفيد والدي ولكن تذكر أنه يمكنه أن يستغلك في قراءة الكتب الأجنبية وتعليمك العربية بعد عودتك من بناء الجسور ، اعلم أنه يمكنه أن يعطيك طعاما أقل قيمة مما يمنحك إياه اعلم أنه ما من أحد يجبره على منحك التقدير والاعتبار "
    أومأ الفارس برأسه ليقول بلا مبالاة " حسنا على كل حال والدك ينتظر فدية "
    احتد صوت نضار أكثر واحتدت نظراتها " حتى الذين يعودون منهكين من العمل في بناء الجسور ينتظر مالكيهم الفدية ! لو كنت في أسوء حال ومهانة ما كانت لتنقص الفدية ! " أردفت سريعا بأحرف بطيئة ونبرة متشككة " هذا إن وصلت الفدية ! "
    أطبق الفارس على جفنيه والذي قد بدأت نفسه تضيق بكلامها ، فتح عينيه صوبها قائلا بجفاء " ما تريدين ! "
    حركت نضار عينيها الخضراوين بمكر قبل أن تنطق " أنا هنا لأنني أعرف مالذي يجعلك ساخطا رغم كل الكرم "

    أطبق الفارس على جفنيه وقد اشتد ضيقه من وجودها وكلامها ولكن عينيه اتسعتا وبالتدريج اتجهتا نحوها وكأنه يقول لها بعينيه ماذا تقولين ؟
    كان ذلك عندما نطقت " لأن كل ما تريده من هذه الدنيا هو سيفك "
    أشارت بعينيها نحو قبضة يده حول الغمد المفترض
    ابتسم الفارس بمرارة لينطق بجفاء ككل مرة " ها أنت تعر.." لكنها قاطعته سريعا

    " أنا هنا لأمنحك سيفا ترسم به طريقا إلى نيقيه "

    تسمرت عينا الفارس نحو نضار ، ولكنه لم يتحرك من مكانه لم يشأ أن يبدو ضعيفا أمامها مغفلا وجاهل

    وبدلا عن تلهفه لذلك الأمل الذي كبته نطق ببرود ظاهر وكبرياء " أنت تمنحينني ! أنا فقط أسترجع ما هو لي ، لا أتسول سيفا من سيدة تتسلى بأسرى والدها "

    كتمت نضار ضحكتها بالابتسام وهي تلتفت حولها وتلعق شفتيها لتلتفت صوبه مجددا وتثبت عينيها الجميلتين واللامعتين صوبه

    " أنت تعرف لم أقول نيقيه لأنها حتى لو كانت بعيدة فهي يمكنها أن توصلك إلى بلدك في آخر المطاف ، بينما بالمرور من الأندلس! الأمر مستحيل ،،، طبعا بدون الفدية "

    لم يجبها هذه المرة ، وتحرك بصره بعيدا عنها
    كانت نضار تدرك أن يتحرق شوقا في داخله في مدى جدية كلامها وتدرك أيضا أنه يرجح احتمالية سخريتها به أو إسقاطه ، لذلك استرسلت في كلامها بجدية
    " إن جلبت لي أمانة ما أعدك بأنني سأرسلك إلى نيقيه "
    عاد بنظره نحوها بعينين مليئتين بالحيرة والشك ولكنه ظل صامتا وكان ذلك مناسبا لتكمل نضار كلامها بعد أن أولاها الفارس اهتمامه
    " إنها مهمة تحتاج إلى سيف وقوة إن فعلتها وجلبت الأمانة نرسلك إلى نيقيه ، تكون قد حررت نفسك ،،"
    صمتت لحظات وأكملت بإصرار " تكون قد أديت فديتك بسيفك "
    رفع ذقنه وقطب حاجبيه ، ثم نطق
    " لما تأتين أنت ؟ لما لا يكون ذلك من لسان والدك ؟ "
    بدا على وجه نضار الضيق وأجابت بتوتر " إنه أمر لا علم لوالدي به ، إنه أمر أكتمه عن الجميع ليس فقط عن والدي ، بل عن كل من يقطن هنا وعن كل فاس وعن كل المغرب والأندلس "
    أخذت الأفكار تعصف برأس الفارس وهو يقلب عينيه يمينا وشمالا ، مقطبا حاجبيه وموجها بصره تجاه نضار مدققا في ملامح وجهها
    نطقت نضار مجددا " لا يمكنني الإخلال بوعدي لأنك ستفضح السر حينها ! ولكننا سنقسم أنا على كتابي وأنت على كتابك على الوفاء بهذا العهد "

    " مالذي تنتظرين مني أن أقسم عليه "

    " أن تكتم سري بعد أن تتمكن من جلب الأمانة وقبل رحيلك إلى بلدك "

    لم يجب الفارس بشيء وعندما لاحظت نضار سكونه نطقت بلهجة صبورة " يمكنك التفكير حتى منتصف هذه الليلة أرسل لي خبرا بردك "
    وعندما التفتت نضار ببهاءها وروعتها مغادرة للغرفة ، استوقفها الصوت الذي سمعته
    وقبل أن تلتفت إليه ارتسمت ابتسامة النصر على ثغرها
    كان الصوت الذي استوقفها قد دوى في الغرفة
    " انتظري ، أنا أقبل عرضك بشرط "
    التفتت ببطء نحوه قائلة " شرط ! ماذا يمكن أن يكون ؟ "

    " ترجعين لي سيفي ، أرجع لك أمانتك "

    " أنت تتذكر جيدا أنني قلت سأرجعك إلى بلدك ! "

    " بالطبع أتذكر وأقول ترجعين لي سيفي أيضا "

    بابتسامة مستنكرة تجيبه " أنا أقدم شيئين مقابل شيء واحد "

    ابتسم الفارس بمكر
    " إن شيئك هذا كبير جدا يا سيدتي ، يسعهما معا لا تخشي الضيم أبدا "

    ضحكت نضار وقالت " أرى أنك قد تعلمت العربية بشكل جيد ! "
    تجاهل الفارس جملتها ونطق مقطب الحاجبين " وأنت الآن ؟ ما هو جوابك ؟ "
    تنهدت نضار وهي تصبر نفسها وتجبرها على معاملة الفارس الأسير بتقدير
    " نعم أرجع لك سيفك ، نتفق على ذلك ؟ "
    " نعم ، و والدك ؟ أنا لا أغيب يوما عنه "

    تجيب نضار بثقة " سأتولى تضليل والدي عن مغادرتك
    بالنسبة إليه ستكون رفقة الخادم ربيع من أجل كتب الخزانة التي نفذت ، سمعت والدي يتحدث عن رغبته في إرسالك رفقته بشأنهم "
    " ولكن تلك الكتب موجودة ! "
    تجيبه نضار " أعرف ! علمت أنك عثرت عليها ولكنني سأخفيها ، أنت لم تخبر أبي بذلك بعد أليس كذلك ؟ "
    أومأ الفارس نافيا " لا ، لم نتحدث مطولا هذه الأيام ولم يسألني "
    أومأت نضار مبتهجة " هذا ما أحبه في انشغال أبي " ثم أردفت قائلة " والآن انتظرني قليلا ، أجلب إليك كل ما يجب عليك معرفته بخصوص المهمة "




    .
    .
    .
    .





    cda42c34db9a736279b87a71c07e8629


    .
    .
    .


  16. #35
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية


    كانت جالسة القرفصاء متكئ خدها على راحة يدها ، والريح التي تنجرف من تلقاء البحر المحملة بروائحه وحكاياته ترفرف بخمارها وخصلات من شعرها المتسللة منه ، تحدق أمامها بالمارة من الوالجين إلى الخان والمغادرين منه ، هذا الخان الذي ألفته كبيت لها " أكره قول ذلك " تحدث نفسها
    " إنني ممتنة حقا لمرض مهجة ، هكذا صرف انتباه العقاب عني قليلا رغم إدراكي بأنه يؤجل حوارا حادا معي قد يكون نهايته سكين يقطع ساقي " وفي تلك الأثناء حينما كانت نور تحدث نفسها وهي على هيئتها تلك أبصرت مهجة تتحرك بدلال صوب تاتلي والآخر يمازحها بكلمة ما ويضربها بخفة على رأسها ، تضيق نور من عينيها وهي تتساءل مجددا ، من تراها تكون ؟ هذه المهجة ؟ ما عمل هذه الفتاة الرقيقة مع هؤلاء ء !
    لم تتمكن نور من الاسترسال في حديثها الداخلي ذاك فقد كانت مهجة قد اتجهت نحوها واقتربت للجلوس بجوارها ، تلتفت مهجة تجاه نور وتنطق بلهجة متذمرة " واليوم سيذهبون أيضا ! " بهفوة نطقت نور " إلى أين ؟ " حدقت بها مهجة بنظرات تقول كيف تجرئين على السؤال لتتلعثم نور " آسفة كانت زلة لسان معتادة على السؤال إلى أين بعد كلمة الذهاب عموما " أومأت مهجة بلا مبالاة وقالت وهي تنظر نحو الأمام كمن يشرد في أمر ما " لا عليك ، لم أكن لأجيبك على أي حال "
    حركت نور وجها إلى يمينها حيث تجلس مهجة وظلت تنظر إليها لثواني ، استغلت نور شرود الفتاة وهدوئها لتطرح عليها السؤال " لماذا العقاب ناقم على ابنة المستعين بن بلكين إلى هذا الحد ؟ "
    انتفضت الفتاة ونظرت تجاه نور بحدة وشرارة متقدة تنبعث من عينيها الواسعتين
    " لا تذكري اسمه أمامي ! فليقتل سيدي العقاب كل سلالته وليس فقط ابنته "
    جفلت نور من حدة الفتاة وغضبها المفاجئ ، كانت الفتاة لا تزال تتنفس بقوة وقد احمر وجهها وتصلبت ملامحها ، بتردد نطقت نور " أنا ،،"
    قاطعتها بغلظة " اصمتي ! " ثم اتجهت ببصرها نحوها وحدقت بها قبل أن تنطق قائلة بصوت خفيض ممزوج بنبرة تهديد " لو ظهر أنك ابنته حقا " ازدادت حدة صوتها وارتفع " لو ظهر أنك أنت ابنته السافلة وظهر أنك تكذبين علينا وتخدعيننا أقسم أنني سأمزقك ، أقسم سنرسلك للنخاس ممزقة " قالت آخر كلماتها صارخة ، ونهضت بحنق وغضب
    ابتلعت نور من ريقها وهي تراقب الفتاة الثائرة تبتعد عنها وتصعد سلالم الخان ، ببطء ارتفعت يدها نحو صدرها لتستقر عليه وضربات قلبها العنيفة أضحت تدق في راحة يدها و أخذت تهمس في نفسها " هنا سوف أموت ، سواء قتلوني أو أبقوا على حياتي سأموت ، آه لو أعلم بما حل بالذي أرسلته إلى نضار " وفي ذلك الوقت أحست نور بشيء بظل يدنو منها وشيء سيهوي على رأسها لتغلق عينيها بشدة وتصيح
    ترددت ضحكة الأحمر وهو يجلس أمامها القرفصاء " لم تجلسين هنا على العتبة ! "
    حركت نور كتفيها كأنها تقول هكذا بدون سبب ونطقت قائلة في اتجاه آخر " أنت لماذا أخفتني على هذا النحو " أجاب الأحمر ضاحكا بحلاوة " أنا لم أخفك ، أنا فقط كنت قادما من الداخل " أومأت نور ولم تجب
    " حسنا يبدو أن لطفيتنا مهجة قد أفزعتك ! "
    قطبت نور حاجبيها وثبتت بصرها صوب الأحمر " من تكون هذه الفتاة "
    بلامبالاة يجيب الأحمر " جاريته "
    تجعدت ملامح نور وهي تكرر كلمته باستغراب " جاريته ! "
    نفت برأسها وهي تتذكر كل ما حصل ويحصل بخصوصها ، لتنطق بإصرار واستغراب " لا تبدو لي كذلك "
    يجيب الأحمر بملامح عادية ولهجة عادية " حسنا لن يبدو الأمر وكأنه قد اشتراها من مكان ما ، لقد ولدت في قصــ،،ولدت في بيتهم " ترفع نور حاجبها وتقول بلهجة خافتة " ماذا قلت أولا ؟ قصرهم ؟ "
    ضحك الأحمر " أولا لم أقلها ، لم أكملها على الأقل ، ثانيا البيت الكبير والجميل نسميه قصرا وغيرت الكلمة حتى لا تعتقدي أن زعيمنا قد يكون أميرا مطرودا "
    "أنت تخبرني وبكل وضوح أنه كان ثريا "
    يرفع الأحمر حاجبيه وتتسع عينيه الزيتيتين " ولا يزال ثريا ! "
    حدثت نور نفسها أنا لا أعني ثراء النهب هذا ولكنها قالت كلام آخر " وهل اسمه العقاب حقا ؟ "
    "وهل حقا أنت لست ابنة المستعين ؟ " ابتسمت نور " أعلم ، كان غباء مني ذاك السؤال "
    نطق الأحمر بجدية " إن الغباء الحقيقي هو تكتمك عن الحقيقة "
    لم تجب نور بل ظلت تحدق به بصمت ليردف الأحمر وهو يهز رأسه بأسف " رغم كل ما حصل معك لا تعلمين من هو العقاب "
    " صرت أعلم جيدا "
    يصر الأحمر " أبدا ، صدقيني " قال ذلك ثم نهض من مكانه وعندما استقام واقفا خاطب نور مجددا " اليوم سآخذ مهجة معي إلى السوق قبل الغذاء ، أترغبين في شيء ؟ "
    كانت نور ترفع رأسها تنظر إليه و عندما أكمل كلامه لم تقدر على كبت ضحكتها ، ضحك الأحمر مجاريا لها وهو يقول " هيا كنت أتكلم بجدية ، أعني قد تحتاجين شيئا "
    حجبت نور فمها بكفها تحاول تكتم ضحكها ، والأحمر لا يتحرك من مكانه يراوده الفضول حيالها " لست غبيا لهذا الحد ولكن لماذا تضحكين ! " لعقت نور شفتيها قبل أن تجيبه ووجهها محمر من كبت الضحك " فكرت في أن ما أحتاجه لن تعثر عليه في السوق أبدا وهو الشيء الوحيد الذي لا أبغي غيره "
    يقطب الأحمر حاجبيه ويجيب بذكاء " الفرار ؟ أليس كذلك "
    تجيب نور بعناد
    " بل سلامتي "

    قاطع حديث نور والأحمر صوت جلبة في السلالم الخشبية ليصل بقربهما مهجة والشهاب
    تنطق مهجة بجفاء " أنت ، يا نور الصباح " تلتفت نور صوبها والاضطراب يعود خفيا لقلبها
    تستطرد مهجة في كلامها " اركبي وقومي بتوضيب غرفتينا ، فقد رأيت أن نعفي أهل الخان من تنظيفهما توفيرا للمال وكما ترين فلم يعد لك عملا بعد أن تعافيت ! " يعقب الشهاب بنية حسنة (وهو الذي قد أكبر تقديمها ليد العون ولم تدفعه مهارتها إلى الشك فيها ) " نفعل ذلك توفيرا للمال و إملاء لوقتك "

    بصعوبة تتسع شفتي نور نحو الابتسام وهي تومئ بمعنى موافقة ثم تنطق سريعا قبل مغادرتهم
    " ولكن ماذا تقصدين بأنك قد تعافيت .. لا يزال.. "
    تقاطعها مهجة بإصرار وعناد " تعافيت تعافيت ، ولن أبقى هنا أكثر من يوم آخر " باستهجان طفيف ينطق شهاب " مهجة ! " تصحح مهجة جملتها سريعا " حسنا ، لن أبقى هنا أكثر من يومين آخرين "
    "بل يوم ونصف " التفت الجميع لصاحب الصوت الذي وصل لتوه مع تاتلي ، خفق قلب نور رهبة عند رؤيته بينما صاحت مهجة بطرب " وأخيرا سنغادر هذا الخان لقد سئمت حياتي هنا "
    " ولكنك ستكونين صبورة " بعينيه الرماديتين الجادتين ينظر تجاه مهجة ، تلك النظرات التي أحست نور من خلالها وبجلاء بذلك الدفء والعطف الذي ينبض فيها ، بذلك الشعاع الذي يتراقص بحنوه ورقته متجها صوب المنظور إليها
    احمرت وجنتي مهجة وهي تجيب العقاب بسعادة " بالتأكيد سأكون صبورة كنت سأقبل بيومين كيف لا أصبر بأقل من ذلك ؟ "
    وهنا ينطق تاتلي ذو العينين الصفراوين كالقط " جيد إنها تعترف أمامنا جميعا يا زعيم ، لذلك يمكنني الاطمئنان أنني سألحقها بكم بدون متاعب "
    كانت نور تدور بعينيها تنصت لحديث الجميع باهتمام ، وفور أن أكمل تاتلي كلامه نطقت مهجة مرتابة " انتظر لحظة ! مالذي تعنيه بـسألحقها بكم !! "
    ضحك العقاب ورجاله الثلاثة على ملامحها وهي تخشى على نفسها الاستغفال ، ويجيبها العقاب بعد ذلك
    " سنسبقكم أنا والشهاب والأحمر .." انقبض قلب نور واستاءت ملامحها فور أن ذكر العقاب أن الأحمر مغادرا معهم ".. وأنت وتاتلي تلحقون بنا بعد الغد تخرجون قبل زوال الشمس " تحتج مهجة " ولكن ! " يقاطعها العقاب ويوقفها بحركة من يده " هذا يكفي مهجة تلحقون بنا في طنجة ومن هناك أنا سآخذك إلى سبتة ثم أعود بمفردي " فتحت مهجة لتقول شيئا ليقاطعها سريعا بلهجة هادئة ولكن صارمة " ولا أريد أن أرى وجهك حولي مجددا ! تبقين في سبتة حتى أعود أنا ، تفهمينني ! "
    أومأت مهجة تقول نعم بعينين مغرورقتان بالدموع ، ثم أردفت بصوت حاولت أن تخفي ارتعاشه " وإنني أعتذر من الجميع ، أقلقتكم وأخرتكم " قالت ذلك والتفتت بهدوء تعود إلى داخل الخان
    عم الصمت بين الجميع عند مغادرتها وأبصرت نور تبادل النظرات بين تاتلي والعقاب وبعد ذلك أومأ العقاب بيده للأحمر والشهاب هيا تحركا نحن سنغادر ، وأشار بإصبعه نحو نور وهو ينظر تجاه تاتلي " مر مهجة فلتراقبها جيدا ، ولا أحتاج لتذكيرك أنت " أومأ تاتلي " كن مطمئنا يا زعيم ، حتى إنها لن تأخذ نفسا وهي بمفردها " أومأ العقاب على عجلة واستدار إلى خارج الخان متجها نحو فرسه الجميلة ، داعب رقبتها البديعة لثوان ثم اعتلى الفرس بمهارة الفرسان ، شد اللجام ، وصهل فرسه ، وعيني فرسه الأصيلة الغامقتين تنظران صوب جانبي السماء وعينيه الرماديتين تنظران صوب نافذة الغرفة التي خصصت لمهجة ونور في الخان ، همست نور في داخلها " إذا فهي السماء بالنسبة إليه ! " كانت نور تراقب ذلك وقد خلا المكان من الجميع عدا تاتلي ، قبل أن يغادر الأحمر كان قد نظر إليها بشفقة ، كانت قد أدركت أنه يودعها الوداعين ، المؤقت للسفر ولما سيجري معها عند وصولها و ووقوعها في قبضة العقاب للمرة الثانية ، أفاقتها من شرودها كف تاتلي التي استقرت على كتفها لتنبيهها ، التفتت نور واتسعت عينيها الجميلتين الحائرتين ، عندما وقع بصر تاتلي عليها ضيق من عينيه وأحس بشعور جارف يدفعه للشفقة عليها ، تنهد وهو يشيح ببصره عنها قائلا " هيا اصعدي "



    .
    .
    .

    أبعدت نور يدها عن الباب متراجعة عن دفعه وهي تقرب وجهها منه تسترق السمع للأنفاس الباكية داخل الغرفة ، ضغطت قابضة على يدها ثم عزمت على الدخول مجددا ، بهدوء وبطء دفعت الباب وولجت إلى الغرفة ، بخطى هادئة اقتربت من مهجة وجثت على ركبتيها ، كانت ستحب أن تطبطب على كفيها عندما ستحادثها ولكنها لم تفعل ذلك ، هل ستقبل هذه الفتاة لطفا أو كرما منها بعد كل ما فعلته بها في النهار ؟
    بصوت دافئ نطقت نور " عزيزتي ألا تأتين لتناول الطعام في الأسفل ؟ "
    بنبرة خالية من أي إحساس تجيب مهجة " هل أرسلك تاتلي ! لا حاجة لي "
    " لم يرسلني تاتلي ، إنه يقول بما أنك مستاءة فلن تأتي "
    بسخرية مريرة ابتسمت مهجة وقالت وهي تلتفت صوب نور " إذا كنت تدركين بأنه لا جدوى من مجيئك "
    بإصرار تجيب نور " ولكنك لم تتناولي الغذاء حتى ! " بلهجة ألطف وأخفض تردف نور " سيسوء حالك "
    اتسعت عينا مهجة بغضب وعناد " فليصبني ما يصيبني أنت ما شأنك ! "

    هبطت كلمات مهجة ونظرات عينيها ثقيلة على نور التي كانت منذ بداية هذا النهار تتلقى التصرفات المهينة والمحتقرة لها من مهجة
    شعرت نور بثقل يجثم على صدرها فضغطت على شفتيها ونهضت
    بلا إرادة من مهجة اتجهت أنظارها نحو نور التي استقامت واقفة فجأة وقبل أن تغادر نور الغرفة نطقت تخاطب مهجة بصوت خال من التعاطف
    " نعم إنه شأنك ، تهلكين نفسك إن أردت ، رغم أنه "
    واستدارت خارجة من الغرفة ولكن مهجة استوقفتها وقد نهضت سريعا وهي تقول " رغم أنه ماذا ..انتظري ! "
    التفتت نور " أستغرب ؟ متى يهمك ما أقوله؟ "
    رمشت مهجة عينيها المنتفختين والمحمرتين وهي تحدق بنور " يهمني الآن ، تكلمي "
    يميل ثغر نور نحو ابتسامة متهكمة " دعيني أذكرك أنني لست جاريتك وأعاملك بصبر فقط لأنك كنت مريضة " حدثت نور نفسها " و لأنني قد سئمت التهذيب مع قليلة خلق وجاحدة مثلك "
    ولكنها نطقت " ومن الواضح أنك تعافيت بما فيه الكفاية وقد صفت حنجرتك وتمدد لسانك "
    بينما كانت نور تكمل كلامها في داخلها " ولم أعد في حاجة لإرضائك وإقناعك بإطالة البقاء وقد تقرر السفر إلى سيدك البغيض "
    "نعم"
    خرج الصوت مرتعشا ، الأمر الذي دفع نور لتثبيت بصرها والتحديق بالفتاة التي تقف أمامها
    فوجئت نور وهي ترى الدموع تسيل على وجنتي الفتاة ، ظلت تراقبها بذهول ولم تعرف ماذا تقول ، هل هذه الفتاة ممسوسة ! تصرخ وتهين تارة وتذرف الدمع تارة !
    ارتعش فم مهجة في الوقت الذي تدرجت فيه شهقاتها الخفيفة " من حقك أن تهينني الآن ! فقد رأيته أمامك عندما أهانني أليس كذلك " ابتلعت من ريقها كما لو كانت تبلع حجرا ثم أكملت وقد لان صوتها أكثر وبات مثيرا للشفقة وانهمرت دموعها مجددا " أتعتقدين أنني أستاء إن أهانني أحد بعده ؟ أتعتقدين أن قلبي قد يجرح أو يدمى ؟ لا شيء سوى -لا تريني وجهك حولي - ينخر قلبي ، اشتميني يا هذه حتى يطلع الصباح إن أردت واقتصي مني إن أردت كذلك "
    نفت نور برأسها وعينيها شاخصتين بذهول نحو الفتاة التي ضاع كبرياءها بين لحظات قالت كما لو قد استفاقت من خدر ما " قبل أن يغادر رأيته بعيني وقد تعلق بصره حيث كنت ! "

    نظرت الفتاة إلى نور نظرة شك وحيرة ، بينما تقدمت نور نحوها ورفعت كفيها وأمسكت بهما بكلتي يديها وأكملت كلامها باللهجة ذاتها " عندما شد لجام فرسه وكانت تصهل قافزة بقدميها الرشيقتين ، كان بصره قد تعلق بنافذة هذه الغرفة ! "

    ارتبكت الفتاة وقد بدا لنور رغبتها في تصديق ما تقوله فأكملت كلامها قائلة
    " فليقطع لساني إن كنت لا أقول ما رأيت !
    يجب عليك أن تدركي ما تكونيه بالنسبة لمن هم حولك يا مهجة
    و إلا عبث بك الشيطان لإحزانك ! "

    كانت الفتاة تلعق من شفتيها وتحدق في عيني نور السوداوين وكأنها تفكر وتستعد لما تريد قوله لها
    " مالذي تقصدينه بذلك ؟ أعني إدراك ما أكونه ؟ .."

    أجابت نور مبتسمة وقد اطمأنت لنبرة صوت مهجة الوديعة في سؤالها
    " أنا مثلا أدرك جيدا بأن العقاب يراني شيئا كريها ويعتقد انني من آل ابن بلكين ، ولا أسمح بشكوك المحبة والرحمة أن تقتحم خيالي بخصوصه ، لماذا ؟ لأنني أعرف ما أكون بالنسبة إليه ! "
    قطبت مهجة من حاجبيها وهي تستمع لكلام نور بتركيز لتكمل نور حديثها
    " وأنت يا مهجة ، هناك شكوك يجب ألا تسمحي لها باقتحام خيالك لأنها تكون نقيض الحقيقة "
    ابتسمت مهجة بوداعة " تقصدين لا يجوز لي التفكير بالكراهية والإهانة منه "
    " تقررين ذلك من معرفتك بالذي تكونينه بالنسبة إليه ..فكري الآن هل هذه الشكوك وفقا لذلك قد تكون صحيحة ! "
    استنار وجهها وهي تجيب بوجنتين محمرتين " وفقا لذلك ..لا ! "
    " هذا ما كنت سأقوله وأضربت عنه ! كنت سأقول رغم أنه لا يوجد سببا لكل هذا العناء "

    انطلقت ضحكة خفيفة رنانة من مهجة وقالت وهي تكتم بقية الضحك وتمتنع عن الاسترسال فيه
    " لو قلت لي ذلك حينها لما فهمته على هذا النحو "
    نطقت نور بعفوية ولا تزال يديها ممسكتين بكفي مهجة
    " هكذا هي أقدار الله جميلة ولكننا كثيرا ما نعي ذلك متأخرا "
    نطقت نور بتلك الجملة ولكن صوت تلك الجملة التي صدرت منها تردد في أذنيها بشكل مختلف
    فخلت عن يدي مهجة وتقطبت حاجبيها بلطف وذهب بصرها بعيدا مغادرا المكان
    كانت ضربات قلبها تزداد ولكن بنعومة ، كأن كل دقة منه كانت راحة يد تدهنه بسمن أو عسل
    كأن قلبها كان يلف ويغلف بقطعة من حرير

    " أقدار الله ، جميلة ، نعي ذلك متأخرا ، أكنت أخاطب نفسي ؟ آه يا رباه اعف عني "

    اغمضت نور عينيها وتراجعت حتى استندت على الحائط واتكأت عليه
    وكلمات تتردد مع كل دقة في قلبها ومع كل نفس يدخل وكل نفس يخرج
    كانت تلك الأحرف تتدفق في روحها وكان جسدها وعقلها يسمع كل حرف وكل كلمة ينطق بها سرها


    "
    يا عالم السر مني*
    يا عالم السر مني

    كصفح بفضلك عني
    مَنَّيْتُ نفسي بعفوٍ

    مولايَ منكَ ومني
    مولاي منك ومني

    وكان ظنّي جميلاً

    فكن إذاً عند ظني

    و كان ظني جميلا

    فكن إذا عند ظني

    فكن إذا عند ظني
    "


    وصلها صوت ينطق بهلع " نور ! ، نور الصباح"
    فتحت نور عينيها ، ومن رموشها المبللة والملتصقة ببعضها تقاطرت دمعات ساخنة
    وكانت وجدت نفسها جالسة القرفصاء متكئة على الجدار
    كان من الواضح أنها تزحلقت بظهرها عليها دون إدراك وإحساس منها بذلك
    نظرت أمامها فإذا بها ترى مهجة جالسة القرفصاء أمامها " أنت بخير ؟ ماذا أصابك فجأة ؟ غرقت عيناك في الدموع ! "
    رفعت نور طرف إصبعها تمسح الدموع العالقة في أهدابها الجميلة
    " انني بخير ، لا تقلقي ، لا تنسي أنني اختطفت حديثا ، من البديهي أن أتعب فجأة "

    قالت مهجة بلهجة متخوفة " اعتقدت أنه قد غشي عليك ! هل غشي عليك ؟ "
    ضربت جبينها برأسها بخفة " يا لغبائي هل أنا التي أسأل إن كان غشي عليك ! ، لقد غشي عليك بالفعل هل أدركت ذلك ؟ "
    كتمت نور ضحكتها وهي تجيب مبتسمة " لا لم يغشي علي ، فقط تعبت ولم أتحمل "
    " قد يكون بسبب الجوع "
    " ربما " ثم التفتت نور تجاه مهجة وقالت بابتسامة واسعة " إذا ! ماذا لو تناولنا شيء ما معا ؟ "

  17. #36
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية



    .
    .
    .



    كانت الرياح تهب من تلقاء البحر ، باردة ومشبعة برائحة الأصداف المتناثرة من قلبه ، يشد الفارس لجام فرسه ، فترفع حوافرها التي كانت بقوتها تنقر وتحفر الأرض ، تمد الفرس عنقها وتصهل وتأرجح حافريها في الهواء

    وتصهل الفرس البنية اللامعة مجددا و تميل بعنقها الذي تدفع الرياح بشعره الحريري الأسود
    يتطاير ذيلها مزهوا بينما تنتفض قافزة بحوافر قدميها الخلفيتين معلنة عن استقامتها واستقرارها
    تتجه يد الفارس الملفوفة إحدى يديه بقطعة سوداء حول راحة يده وإبهامه
    مداعبة عنق الفرس مصدرا بصوته هشهشة حنون ، ثم يردف صوته الأجش الهادئ " نعم أحسنت "

    تتحرك يده الأخرى ساحبة البرنس عن رأسه الذهبي المشوب بلون بني ملتهب
    " إذا ! هذه هي آسفي "
    تتحرك به فرسه بضعة خطوات نحو الأمام والخلف وهو ممسك بلجامها
    ويتأمل المدينة المطلة على البحر بعينيه الخضراوين
    كانت المدينة التي تمتزج فيها أصوات الناس في الأسواق والخانات وأصوات النوارس وهدير الأمواج ، قد لفت بالزرقة من كل مكان كما لو كانت قلعة جدرانها البحر والسماء
    " مدينة جميلة ، قليلة التحصين "
    كانت نظرته الحربية والقتالية قد اندفعت في ذهنه بدون وعي منه وهو يتمتم مخاطبا نفسه ممسكا بلجام فرسه التي تتحرك به في مكانها
    " عندما سيحين موعد النصر الذي سيمنحه الرب لنا ، لن تفلت منا هذه المدينة "

    رفع رأسه منتعشا يستنشق نسيم المدينة وعبقها الذي تجلبه الرياح من كل جانب ، من الشاطئ والأسواق والمخابز
    " حتما ستكون بين أيدينا "
    قال جملته تلك ووخز فرسه وشد اللجام منطلقا نحو قلب المدينة
    كانت فرسه تعدو بخفة ورشاقة ، بين الزحام وأصوات الباعة والزبائن والحرفيين
    يلتفت يمنة ويسرة متجولة عينيه بين مباني الخانات والفنادق
    يقطب حاجبيه ويحدث نفسه وهو يمعن النظر فيما حوله " هذا الخان على الطرف مناسب لقطاع طرق ولكنهم لا يهدرون أموالهم في خان بهذا الترف "
    " وهذا خان رديء لا ينزل به قطاع طرق محترفون ميسورو الحال "

    يستمر في تجوله بالمدينة بين الخانات ، عابرا خلال الأزقة ، يضيق عينيه ويحدث نفسه مجددا
    " لا يمكن أن يكون هذا أيضا ، لن يختاروا خانا صغيرا ، ذلك لا يشعرهم بالاطمئنان "
    أكمل كلامه وهو يبتعد عن ذاك الخان
    " ما يحتاجون إليه هو خان كبير ، مكتظ ، وحالته جيدة ، و ...هو ذا "
    شد اللجام يوقف الفرس وظل يراقب الخان الكبير أمامه ، في داخله فناء واسع
    أشبه ببستان صغير واصطبل خيول كبير للنزلاء
    وأمامه لمح عدد كبير جدا من الناس الجالسين على كراسي خشبية قصيرة
    وبعضهم على سجاد صغير مفتول الأطراف
    " ما إن تدخل هنا حتى تبتلع بين النزلاء ، لا أحد هنا سيغادر متذكرا كل من شاركه الطعام أو الإناء ! "
    أردف الفارس وهو يقطب حاجبيه بقوة " إنه هو !! "

    نطق بذلك وانطلق بفرسه إلى داخل فناء الخان ، تسلم سائس الخيول الذي في الخان لجام الفرس من الفارس بينما قفز الفارس من فرسه وقد رفع يده يعيد برنسه على رأسه
    التفت لمن أخذ بلجام الفرس لإطعامه وأجابه بلباقة بكلمات شكر مقتضبة نظير ما قدم إليه من عبارات الترحيب

    كان الفارس أسير المستعين ابن بلكين (والذي أطلق عليه المستعين اسم فارس لفترة بقاءه في بلاد المسلمين إلى حين وصول فديته )
    يرتدي سلهاما مغربيا وحذاء الفرسان طويل العنق ، أسود اللون ، وبرنس السلهام مستقر على رأسه
    كانت نضار قد عقبت على مظهره عندما استعد للمغادرة وبعد أن سلمته سيفه
    " بأنه صار يبدو كأندلسي مسافر أو كرجل من بربر زناتة "
    تذكر تعقيبها ذلك وقد شد من ثقته وثباته
    ما عليه سوى التحدث بالعربية كما يتحدث تماما في قصر المستعين بن بلكين
    ولج إلى داخل الخان وعينيه تدوران بين الناس ، يريد أن يلمح امرأة بأقصى سرعة
    ليحمل تلك الأميرة التي لا شك ستكون معتوهة ومتكبرة كأختها ويرم بها في قصر والدها وينطلق من بعد ذلك حرا إلى وطنه
    ولكنه تنهد عندما كانت في طريقه لأخذ مكان يجلس فيه قريب من السلالم الخشبية ، فبينما كانت تلك الخواطر تدور في ذهنه بعجلة وحماسة ، اندفع خاطر حاد إلى قلبه يصيح به وهل تعتقد أنها ستكون أول مرأة يقع عليها بصرك حتى تحملها وترم بها حيث يجب أن تكون وتنطلق حرا حيث يجب أن تكون أنت ؟!

    ولكنه كان يجيب نفسه في خضم اضطرابه ومخاوفه وهو يطرق على الطاولة التي يتربع أمامها بحافة ظفره
    " يكفي أن أجد فتاة واحدة تفهم ما هو مكتوب في هذه الورقة ، لقد أكدت السيدة نضار على ذلك وأقسمت بذلك على شرفها ، تبا أنا مضطر للإيمان بشرفها الذي تقسم به ، إن كنت جلبت فتاة أخرى لن يكون من تقصيري ، فلتحترق تلك الهوجاء الغرناطية بفضيحة سرها إن أخلت ولو بربع كلمة أرسلتني بها "

    و بينما كانت تلك الأفكار الخشنة والمخاوف المقلقة المنغصة تدور بعقله في الوقت الذي كان دوي صوت الرجال يعم المكان ، إذ بأذنيه تلتقطان صوتا حادا ، أو بالأحرى صوتين حادين ، يقتربان منه تدريجيا ، حرك عينيه نحو الشمال قبل أن يرفع رأسه ، ثم ، رفع رأسه نحو الصوت واتسعت عيناه عندما رأى فتاتين جميلتين ورشيقتين ، تهبطان السلالم وتتبادلان الأحاديث ، كانت إحداهما محمرة الوجنتين ، ومظاهر البهجة مشعة في عينيها أما الأخرى ..

    الأخرى ، ابتلع فارس من ريقه وهو يثبت بصره عليها

    كانت تبتسم
    تتحدث بنشاط وعندما تتحدث الفتاة الأخرى كانت هذه الفتاة عيناها تتيهان وكأنها لا تسمع لرفيقتها
    عندما تتيه عينيها ترمشان ببطء ، عينيها السوداوين الذي يشع منهما بريق غامق داكن إلى حد اللمعان
    ملامحها المبتسمة تثير شعورا بالنقاء والطهر ...و


    أطبق فارس جفنيه وضغط على شفتيه بحنق " ما هذا الهراء الذي يقتنص الشيطان لإدخاله في عقلي "
    ثم تمتم لنفسه قائلا
    " تبا لا تبدو لي أي منهما ذات الاسم الذكوري ذاك ! إحداهن تشع سعادة وطربا ولا يقبل عقلي أنها مختطفة و إن كانت كذلك فسيكون إرجاعها وانتزاعها من هذه السعادة خطيئة حقا ، و الأخرى ....
    حسنا إنها لطيفة لدرجة يستحيل معها أن تكون أخت تلك الغرناطية المتباهية "

    تنهد الفارس من أعماقه وهو يتمتم سحقا سحقا ، ثم التفت نحو شماله فإذا به يرى مجموعة من الشباب وبدا على مظهرهم الاعتياد من ناحية والجلوس للتسلية والمرح من ناحية أخرى ،
    حدث نفسه مجددا بأن هؤلاء لا شك قد مضى لهم أيام في هذا الخان
    ومن الواضح أنهم صغار سن تافهين ، تنحنح فارس وتحرك تجاههم
    نطق يخاطبهم بمجاملة " السلام عليكم "
    أجابه بعضهم " و عليكم السلام ! "
    حاول بقدر الإمكان أن يبدو وديعا " لقد أهلكتني الطريق أقول لو أجد ترويحا عن نفسي بينكم "
    ضحك أحدهم " أوه ، لا تجده عند غيرنا ، تفضل أيها المسافر "
    أومأ فارس شاكرا وجلس حيث أفسحوا له من المكان
    لقد كان جليا أن أغلب الأصوات المنبعثة من هنا وهناك كانت باللسان الغربي كما يسميه السيد ابن بلكين
    وقد أضمر في داخله بأنه من الجيد أن يكون يفهم الكثير من كلامهم ، فاجأه سؤال أحد الفتيان " هل أنت من زناتة ؟ "
    رفع فارس حاجبيه نحو الفتى وأجاب برصانة رجل متعب وقد عاد لذهنه تعقيب نضار مجددا
    " لا ، إنني من الأندلس "
    صوت طائش من الفتيان نطق بفضول " من أي الأندلس ؟ هل أنت بلنسي ؟ عمتي تسكن في بلنسية ..."
    أكمل كلامه وهو يلتفت لرفيقه الآخر " تزوجها حفص بن رفيع ذاك التاجر البلنسي "
    صاح رفيقه " لا شك أنك تمزح " أجاب الأول ضاحكا
    " بل أقول الحقيقة ، يقول أنه قد أغرم بها و ليس من الخير تأجيل الخير إلى حين عودته في تجارته التالية "
    ولكنه غير من نبرة صوته وأخفض من صوته قليلا وأكمل كلامه
    " لكنني واثق أن عمتي قد تمكنت منه ، أربعة أيام متتابعة و عمتي لا تفارقه بادعاء اختيار الحشائش النافعة الخالية من المرارة لأجل بضاعته "
    انفجر الفتيان من الضحك الذين كانوا يرون الحديث مشوقا ليقول أحدهم
    " إذا فقد سحبها البلنسي إليه سريعا ، آه لو سقط بين براثن نساء تارودنت "
    يصدر الآخر صفيرا متحمسا " أواه السمراوات الحسان من يملكن السياط بدلا عن اللسان "
    انتهز فارس فرصة انغماس الجميع بالتحدث عن النساء لينطق أخيرا
    " وماذا عن خاننا يا إخوتي ! أم إنني قد نزلت بمكان قاحل وأجدب ! "
    نظر إليه جميعهم ، وتنفجر ضحكة أحدهم
    " نزلت بعين الجدب يا عزيزي إلا من سراب على شكل فتاتين هزيلتين "
    وخزه أحد رفاقه " أوه لا ! تلك التي تدعى مهجة جميلة ! "
    " آه ، نعم كنت قد أبصرتهما تنزلان من السلالم ، لا تقولان أنه لا توجد غيرهما هنا ! "

    فهم الجميع ملامح فارس المحبطة بطريقة مختلفة فانفجروا من الضحك وهو يصفقون بأيديهم وكأنهم يقولون لا يوجد شيء آخر
    استطرد فارس حديثه سريعا خوفا أن يتغير مجرى الحديث " سمعتكم تقولون مهجة ! والأخرى ؟ ألم تتعرفوا على اسمها "
    " أنت حقا ملتاع من السفر والغربة ولكن لا تسعى لإطفاء شوقك خان على الطريق يا صديقي "

    كان فارس قد أدار عينيه حول المكان مجددا في الوقت الذي كان يتذمر في داخله بحنق
    " اللعنة ، أين أنا وأين هم ، أي شوق أو عن أي جحيم يتحدث
    للأسف لا يبدو أنني قد خمنت جيدا ، قد لا يكونون قد نزلوا بهذا الخان ، ولكن قبل ذلك على هذه الورقة أن تصل للفتاتين حتى أقطع شكي باليقين وأنصرف للخان المترف ذاك الذي على طرف المدينة
    ربما خمنوا أنه لن يشك أحد بقطاع طرق داخل خان مترف كذاك ! "



    .
    .
    .


    السحب الثقيلة متدحرجة على الأفق ، ملطخة بحمرة ملتهبة ، والشمس مستديرة للمغادرة
    كبيرة ومنطفئة ، وشعاعها بات ناعما وحنونا
    ابتسمت نور وقد انعكست حمرة الأفق على عينيها اللامعتين ووجهها " أنظري إليها .."
    ضحكت بخفة وأكملت " حتى الشمس تكون حنونة ووديعة عندما تحين ساعة الوداع "
    كانت مهجة تنصت إلى نور وتنظر إليها وحينما أكملت نور كلامها أجابت ضاحكة
    " إذا لا شك أنها تعتقد أنها لن تعود مجددا في كل مرة تغادر فيها "
    التفتت لها نور ونظرت إلى عينيها لتوان ثم ضحكت " يا لك من فتاة ، ولكن هناك احتمال آخر "
    أشارت مهجة بوجهها تقول وما هو ، تجيب نور مثبتة عينيها بالأفق بعد أن لعقت شفتيها وعدلت جلستها وهي تزيد من احتضان ركبتيها
    " قد يكون زمن الشمس مختلف ، قد تكون تفارقنا لفترة من الزمن طويلة بالنسبة لزمنها لذلك تعاملنا بلطف ووداعة عند رحيلها ، ربما لأنها ستشاق وتحن لنا وأيضا ربما لأنها لا تدرك أن مغيبها عنا لا يكون طويلا بالنسبة لإحساسنا بزمننا " قالت ذلك بنبرة دافئة وعينين غارقتين معلقتين بالسماء ، ثم التفتت صوب مهجة تستطلع رأيها فإذا بها تجد مهجة تكتم ضحكتها ، ملامح المفاجأة في وجه نور تجاه ما رأته من مهجة دفع ضحكة مهجة المكتومة نحو الانفجار ، انطلقت تلك الضحكة الرنانة وقد انقلب وجه مهجة أحمر كلون السماء حينها ، الأمر الذي دفع بنور إلى الضحك أيضا
    بنبرة صوت لم تتخلص من حالة الضحك تقول مهجة " هيا انهضي لقد انكمشت أطرافي من البرد وحتما إن الجو عند الشمس أكثر دفئا مما هو عندنا وأنا أقول أنها تخلد للنوم سريعا لهذا السبب "

    أجابت نور ضاحكة وهي تنهض و تفرك زنديها بيديها المتقاطعتين حولها " نعم ، لا يمكن ألا يكون ما تقولينه صحيحا "
    " أتعلمين " قالت ذلك مهجة وهما تسيران في الفناة متجهتان لمبنى الخان الذي ينبعث منه الدفء وأضواء الشموع وتضفي البسط المفروشة إحساس الدفء والاطمئنان للناظر من بعيد

    " لم يسبق وأن تحدث معي أحد غيره هكذا " ثم صححت سريعا وبنبرة أخفض " أو غيرهما " كان الفضول قد عبث بعقل نور من تقصد بغيره وغيرهما ولكنها كانت تدرك أيضا أن الأهمية في حديث الفتاة وما كانت ترغب في الإفصاح عنه هو بخصوص الحديث نفسه ، فنطقت نور متسائلة " ما تقصدين بهذا ؟ أي حديث ؟ "

    أطبقت مهجة عن شفتيها قبل أن تجيب ثم قالت " أعني أن يحادثني أحدهم بجدية ولطف في الوقت ذاته "
    قالت ذلك ثم ابتسمت
    " لذلك أعتقد أنني أشكرك يا نور "
    احمرت وجنتي نور بسعادة وابتسمت " أنا سعيدة لسماع ذلك "
    كانت تفكر في ذهنها بأنه لا ضير لو سألت الآن من هم الذين قصدتهم بغيره و غيرهما !
    ولكن أزاح اهتمامها بذلك جانيا رؤيتها لشاب مظهره كالفرسان يرتدي سلهاما وحذاء طويل العنق يتجه نحوهم في الوقت الذي ارتفع فيه آذان صلاة المغرب عاليا ومدويا في المكان

    " المعذرة يا أختي "
    نطق بصوته الأجش الرصين وعينيه الخضراوين تخترقان وجه نور
    فعندما كان يرهف بسمعه نحوهما عن غفلة منهما كان قد سمع مهجة وهي تنطق باسم ' نور ' عندما كانت تخاطبها

    كانت مهجة من أجاب " تفضل يا أخي ، ألك حاجة ؟ "
    تحول بنظره تلقاء مهجة وهو يجيب بعد أن أخرج ورقة من جيب قميصه أسفل السلهام " لي حاجة لا يمكن أن تعينني في أمرها سوى النساء " قال ذلك بنبرة صوت جعلها تبدو وديعة ومهمومة
    مالت شفتي مهجة نحو ابتسام ماكر و التي كانت قد أمسكت بيد نور بقوة فور أن استوقفهم الشاب وكانت نور قد أدركت حينها أن مهجة رغم كل شيء لن تسمح بإفلاتها من أبين أيديهم
    " إذا فصديقنا عاشق ! " كبت فارس قرفه من كلامها وأظهر نقيض ذلك عندما نطق " إنني في غربة ولم أجد غيركما هنا هلا قرأتما هذه وأعلمتماني بمنطق النساء مالذي تقصده معذبتي بكلامها ! " يقول ذلك وهو يشتعل حنقا في سره على نضار التي لقنته هذا الكلام المبتذل والتصرف المثير للشفقة
    مدت مهجة يدها بعد أن لعقت شفتيها كأنها تستعد لما ستفعله بإتقان " نعم ، نفعل ما بوسعنا "
    حملقت في الورقة وقطبت من حاجبيها ثم نطقت ضاحكة " لم أفهم ، ربما تخجل من رفضك علنا ، قد تكون ذا منصب ! وتخشى البلاء على والدها بسبب ذلك " استمع لها فارس وهو يتحرق شوقا لانتظار ما ستقوله الفتاة الأخرى لدرجة أشغلته على التعقيب في نفسه ساخرا من كلامها

    وعندما اتجهت يد نور وملامحها المبتسمة بتيه وأرق تستسلم الورقة من مهجة ، انتبهت كل حواسه معها وثبت بصره عليها وقلبه يخفق قائلا " أيمكن أن تكون هي ! إنها تحمل ذات الاسم ، و وجهها مجهد وملامحها تائهة ! قد يكون ما رأيته من لطافة بها بسبب الإرهاق والتعب لا غير ، قد تكون هي أخت تلك المغرورة "

    يقطب حاجبيه وهو يثبت عينيه على نور ، في الوقت الذي هوى قلب نور عندما رأت خط أختها نضار المميز والجميل ، فور أن وقع بصرها على الورقة ، رفعت وجهها صوب الفارس دون أن تظهر أي تعبير ، نظرت نحو الإنسان الذي أرسلته لها أختها بأمر الله لينقذها من مصيبتها والذي كان واقفا أمامها وأمام الشمس الغاربة وقد أبصرت ضوء الغروب منعكسا على وجهه وبرنسه ، رمشت عينيها وقد أخذت وقتا في تمكنها من قراءة بيت الشعر المكتوب ، فقد أفقدتها المفاجأة وصعوبة الموقف تركيزها ، كانت ترى خط أختها نضار و يسترجع ذهنها فضوله حول هوية الشاب المرسل ، ونداء الآذان يتردد صداه بين كل تلك اللحظات بين التفكير والمخاوف ورعشة القلب المتهلل بالفرج

    قالت مهجة باستنكار " أتتهجئين يا هذه ! هيا قولي ما ترين أنها تقصد ؟! "
    فكت نور تقطيبة حاجبيها وهي تمد الورقة للفارس وتنطق بابتسامتها المعهودة ونبرة دافئة عميقة
    " إنها تقول انتظرني ... وهي إن لم تكن كالشمس كثيرة الظهور أو كالقمر تنتظر في مواقيت عهودها ، فهي تكون كزحل ، وحتى وإن كانوا يقولون أنه نحسا ، ألا يركب المرء الأهوال من أجل ما يحتاج إليه بشدة ! "

    صمتت لثانية كما لو كانت الدهر بالنسبة لفارس الذي لفه الذهول من أسلوب حديثها المهذب والناعم وقلبه قد ازدادت ضرباته متمنيا ألا ينقص من إجابتها شيء من الذي أخبرته عنه نضار ، واستطردت نور كلامها سريعا
    " لذلك اعلم أنها تنتظرك وإن كان قلبك يقول أحتاج لظهورها بشدة فستظهر حينها وينقلب النحس سعدا بما أودعه الله في الحب من قوة "

    " لا إله إلا الله "
    حينها كان المؤذن قد نطق مترنما بآخر عبارة من الآذان بذلك الصوت القوي الجميل الذي كان يخترق جدران آسفى وأسواقها ، مترددا صداه بين أمواجها وأفئدة الناس وقلب السماء الغائر الذي كما لو كان غارقا في بقعة مفروشة بالأرجوان

    بدون إرادة منه ، ابتسم الفارس وقلبه سعيدا إلى حد الشك في حقيقة ما حصل معه ، لقد عثر عليها سريعا ، كان قلبه ينبض بكلماته المتتالية فيه على إيقاع كل نبضة من نبضاته " نعم وأنا أحتاجه بالشدة ، أحتاج بشدة أن أعود إلى وطني " كان قد أومأ شاكرا للفتاتين وانصرف ، في الوقت الذي التفتت فيه مهجة تجاه نور مذهولة " يا فتاة ! ما كان ذلك ! "
    " أتظنينني كنت مخطئة في فهمي ؟! "

    نفت مهجة وهي لا تزال في حالة ذهول " أبدا ! لقد كان ذلك واضحا وجليا ولكنه لم يبد لي إلا بعد أن قلته أنت ! " هتفت مجددا بدهشة وإعجاب " يا إلهي ..." ثم التفتت تستطرد كلامها لنور وهو تشير بإصبعها وتتحدث بجدية كبيرة " ولكن أتعلمين ! ما كان عليك إخباره ، امرأة بهذا الذكاء والكبرياء تستحق رجلا بذكائها ، ما رأيك أنت "
    حركت نور كتفيها كأنها تقول لا أعلم ولم تكن في استقرار أو مزاج للحديث مع مهجة ، فقد كان بالها مشغول بكيف سيتم الأمر ! "
    ولكن إصرار مهجة التي أصابها الذهول إلى حد كبير وإلحاحها ألمح لنور بفكرة حكيمة ، كانت مهجة تقول بشغف " حقا هل تحفظين الكثير منه ؟ وهل يمكنك نظم الشعر الآن ! "
    قالت نور وقلبها ينبض بقوة " ما رأيك بعد صلاة المغرب أن نخرج لشراء الورق وسأكتب لك بضعة أشعار تشبه هذا " تستطرد بكلامها موضحة " لم أنظمه أنا ، لكنني أحفظه ، من النوع الذي يترنم به في القصور "



  18. #37
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    رباه ، إنني أريد أن أصيح بأعلى صوت منحته لي بكرمك ولطفك وأقول بأنني كنت أعلم كنت أعلم أنك ستنقذني وتنتشل روحي برحمتك التي وسعت سبعة أراض وسبعة سماوات ولكنني خجلت يا سيدي وخشيت من عظمتك التي تسمع دبيب النملة في الوديان الساحقة لأنك يا الله رحمتني يا إلهي ظللتني بظل رأفتك ولطفك رغم جزعي وسوء ظني
    اللهم اغفر لي كل نفس آثم يائس انبعث مني
    آمين

    مسحت وجهها بيديها التي كانتا مبسوطتين للدعاء ثم انشغلت في تثبيت نطاق قفطانها حولها وأناملها ترتعش من رهبة ما ستقدم عليه ، التفتت حولها كانت لا تزال الغرفة خالية ولكنها ما إن تدفع الباب حتى تجد أمامها إحداهما ، إما مهجة أو تاتلي ، أطبقت جفنيها وهي تتنهد بعمق وتحدث نفسها " حتى بعد أن رقت لها لا تزال تحرسني بسبعة أعين ، لكم هي وفية له ! " وخزها شعور غريب حينها وراودها حزن مفاجىء ومختلف فقد حدثت نفسها أن " نعم ، ستخذل مهجة من تحب بسببي " تنهدت مجددا وهي تجلس وتضع يدها على جبينها وقلبها يضخ بمشاعر متضاربة وثقيلة
    " ما هذا السخف الذي تنشغلين به يا نور ، ليتني أفتح باب هذه الغرفة ومنها أنطلق كالسهم في طريقي " دار بصرها مجددا بين الجدران " حتى إنه لا توجد نافذة هنا ! " حركت رأسها على شكل أفقي بتحسر ، وقدمها لا تكف عن الاهتزاز باضطراب " هيا بربك يا مهجة لما تأخرتِ ! ...ولكن لا بأس كلما تمكن الظلام من الأفق كلما كان ذلك أفضل ! " رفعت يدها عن جبينها وأخذت تشبك يديها هذه المرة وتضغط على أناملها

    وفور أن فتح الباب هبط قلبها وشخصت عينيها وهي تحاول إخفاء توترها ، أطلت مهجة من على الباب " أعذريني أخذني الحديث مع ذلك التاتلي " ثم ضحكت بغنج ، نطقت نور مجارية لها وهي تكبت مشاعرها ورغبتها الملحة في الإسراع " أعتقد انك تروقين له " أجابت مهجة بمرح وقد ساءت فهم ما تعنيه نور " أنا أروق لكل رجال العقاب ولكن أي منهم لا يجرؤ على النظر إلي كما يتمنون " كان من السهل على نور ملاحظة فخر مهجة بما تقوله ولكن مهجة نطقت سريعا " ولكن من الغريب أنك لم تسألينني عما كنت أقصدهم عند حديثنا وقت الغروب في الفناء " قطبت نور حاجبيها ونطقت بلهجة متسائلة " أي حديث ؟ أقصد .." شهقت مهجة " هل نسيتِ ! " قالت نور بما كان يمتلئ به رأسها في ذلك الوقت ولم تكن تلق بالا أو تركيزا بما كانت تتحدث مهجة بشأنه" هيا يا مهجة ألم نتفق على الذهاب لشراء الورق ، ألا تريدين أن أكتب لك ما أحفظه من الشعر الجميل " قالت مهجة وهي تتناول برنسها ، تضعه على أكتافها ثم تسحب البرنس على راسها " حسنا على رسلك بالتأكيد اتفقنا و لكن لا تنسي ستكتبين لي من شعر الغزل ! وليس شيء آخر " حتى إن نور لم تبتسم كمجاملة أو تعقيب كعادتها ، بل نطقت بعجلة " هيا إذا لنغادر "

    " ألن تضعي برنسك ! " التفتت نور نحو البرنس الذي منحه لها رجال العقاب والذي لم ترغب بأخذه معها ، لقد استبدلوا ثيابها المترفة بثياب أخرى عادية ، قفطان وغطاء رأس ولا تريد أن تأخذ معها شيء منهم يمكنها الاستغناء عنه ، نفت برأسها " أشعر بالحرارة تشتعل في نفسي لا أحتاجه " ولكن مهجة اندفعت تسحبه وهي تنطق بحماسة وتذمر مفتعل " حمقاء سآخذه معنا ، أريد أن نكتب الشعر في الفناء وقد تبردين " حدثت نور نفسها أن مهجة تتحدث بثقة الغافل عن الحقيقة وخطر ببالها أيمكن أن يكون حال الكافر شبيه بهذا ، وعندما تحين الحقيقة يصدم كثيرا ويندم على غفلته ، لا شك أنها نهاية مريرة ، ولكن في حالة مهجة هي لم تدرك ولم تقصر في ما سيحصل إن شاء الله ، وفي حكم الله وعدالته لا عقاب عليك إن كنت لا تعلم ولم تنو التقصير

    اندفعتا الفتاتين هابطتين من السلالم الخشبية وقد ازدادت الإنارة في الطابق السفلي من الخان ، وكثر عدد النزلاء وكثر الضجيج الذي يطغى عليه الحديث باللسان البربري
    سألت مهجة نور وهما تغادران الخان " أتفهمين البربرية؟ " أجابت نور " بالتأكيد أفهم اللسان الغربي .." ثم أردفت " ليس جميعها بالطبع ، وأنت ؟ " تجيب مهجة وقد انقلب أمر التلهف والعجلة إليها " قليلا ، ليس بالشيء الكثير لكن تاتلي يعلمني ..."

    التفتت مهجة وقد تقدمت على نور ببضعة خطوات " ما بك توقفتِ ؟! وأنت التي كنت "

    كانت نور تنظر للمسافة بينهما وبين مبنى الخان ، بضعة خطوات تفصلهم عن الفناء ، لا تريد تجاوزه قبل أن ترى ذلك الشاب ، لا شك أنه ينتظر ولكن أين ! ، وفي تلك الأثناء حيث كان التفكير يثقل رأسها وأطرافها إذ بيد أحدهم تستقر على كتفها ، التفتت نور مذعورة وجهها مرتفعا نحو الإنسان الذي يتجاوزها طوله

    في ذلك الليل الذي كان منيرا بالقمر والنجوم و قناديل الخانات بين الطرقات أبصرت ملامحه الجادة ، كأنه غضب ذلك المتسلل بين ثناياه ، تلك الملامح أشعلت رعشة لامست قلبها من أعماقه ، بدون أن تقرر ذلكو، تراجعت خطوة إلى الوراء وبصرها لا يزال شاخصا نحوه وفي تلك اللحظة وصلها صوت مهجة ، حائرا ، مرتابا
    " نور !!ماذا تفعلين عندك ! "
    التفتت نور لتواجه بصر مهجة وتقف على يمين الفارس
    بينما أخذ الفارس بمعصم نور ونطق بصوته الأجش مخاطبا مهجة " أعتقد أن على صديقتك أن ترحل " وبقوة سحب نور مسرعا نحو فرسه القريب
    ولكن عيني مهجة الغامقتين تشتعلان ببريق حارق وبسرعة كبيرة تتجه يدها نحو حزامها أسفل البرنس وتنتزع خنجرا من هناك ، كانت قد صاحت
    " مستحيل "
    وانطلقت كما لو كانت من السباع ، التفت الفارس متفاجئا من هجوما و بسرعة وبهلع انطلق تجاهها ، مدققا بصره على يدها التي تحمل الخنجر ليمسكها من معصمها ويعقفها ، الجميع سمع صوت اصطكاك عظام يدها ، وتنطلق صرخة مهجة المدوية من الألم ، والدموع ملتصقة بين رموشها تأبى الانحدار ، تتحرك ساقها التي من جهة يدها الحرة وتركله بقوة تحمل كل ما تشعر به من ألم ، صاح الفارس وكان جليا أنه سيسحب سيفه من غمده

    وتصرخ نور التي ترجف يديها المتمسكتين بالفرس " أرجوك لا تقتلها "
    تصيح أكثر وقد بح صوتها في واو الكلمة " أرجوووووك "
    كان جل ما يفكر فيه الفارس ألا يطيل أمد المعركة فرفع سيفه دون أن يخرجه من غمده ليهوى به على كتف الفتاة لإسقاطها أرضا انتهى من ذلك و انطلق راكضا نحو الفرس ، ولكن مهجة التي كان تصطك أسنانها من الآلام المدوية التي ألحقها بها ذلك الفارس المجهول كانت قد سقطت حتى جلست القرفصاء ، وبقوة في قلبها تمكنت من الصمود و رأسها يتأرجح إلى الأمام والخلف ، انتصبت على إحدى ساقيها ونزعت خنجرا آخرا من نطاقها
    كانت الريح تسحب برنسها نحو السماء ، صاحت وهي ترمي بذلك الخنجر نحو الفارس بكل قوتها وحنقها
    " تااااااااتليييي"
    والدموع تنهمر هذه المرة من مقلتيها
    " تااااااااااااتلييييي"
    ويسقط رأسها المتأرجح أخيرا على الأرض التي بللتها أمطار الربيع الذي بالكاد قد وصل

    لم تره مهجة ، أو لربما رأته ولذلك تمكن جسدها من السقوط متهاويا على الأرض ، ذلك الخنجر الذي أرسلته بيدها الحرة السليمة ، ينغرس في ظهر الفارس الغريب المراوغ ، كان قد صاح ولكنه انطلق قافزا على الفرس بقدمين تتجاوبان مع آلام جسدهما بقوة يحث فرسه على الانطلاق كسهم يحمل آمال صاحبه ويديها تشدان اللجام وتسحبانه بسرعة وإلحاح

    لتصهل تلك الفرس وتتمايل رقبتها متهيئة للفرار ، تستقر حوافرها أرضا وتنطلق أربعتهم تحفران الأرض وتردمانها إلى خارج فناء الخان ، تعبر الأزقة سريعا كما ذاك السهم الذي علقت حوله الآمال ، البحر أسود في الليل لا ينبئ عنه سوى هديره وغضبه الذي كان يعصف بالأمواج سريعا كما كانت تلك الفرس تركض بهيجان ، حتى تغادرها ، تغادر آسفى ، هل خرج الناس ، هل تعالت أصواتهم في الفناء والطرقات ، هل تبعهم أحد ؟! أم لم يكن الوقت كافيا لأن يخرج الناس ويبصرونهم ولربما لم يبصر أصحابنا كل أولئك الذين تجمعوا خلفهم محتارين ، ولكن من أهل الخان ، باستثناء مهجة ، ما كانوا ليروا سوى ذيل تلك الفرس الأسود البهي يتمايل مع تيار الهواء وساقي الفرس التي ترتفع عن الأرض راكضة بهمة وبهاء



    .
    .
    .


    كنت تسعلين ووجهك يقطر من مياه الأمطار التي انسابت على رأسك ، ببطء هويتي تجلسين القرفصاء في الفصح المخضر الذي يهب مع الريح نباته البري ، تنكمشين محتضنة لجسدك ، فلتلتصق ثيابك بك وتسمعين صوت المياه المتشعبة بين نسجيها ، فتزداد رعدة جسدك ، بأنفك المحمر ترشحين ، تشعرين بثقل برنس ثقيل يرمي على كتفيك ، تلتفين نحو الأعلى تحدقين بمنجدك يخاطبك فور التفاتك نحوه ، والملامح القاسية كما هي و غرة شعره الملتصقة على جبينه من المطر و حاجبيه المقطبين توغل من وحشتك ورهبتك
    يشير إلى الأمام بجبينه " هناك بلدة ما خلف الوادي "

    تنهض نور وهي تضع برنسه على رأسها لتنطق بهلع
    " خلف الوادي ! أنت لا تقصد أننا سنعبره أليس كذلك ! "

    تأفف الفارس في داخله وهو يطبق أجفانه قائلا " إذا ! ها هي تنطق أخيرا " و لكنه قال ذلك في سره فقد خاطبها بلهجة المتظاهر بالصبر " بالتأكيد أقصد أننا سنعبره ! وإلا لم أُنبئك عنه برأيك "
    " و و لكن الفرس ! لن تعبر عبر الجنادل والصخور ! إن مياه الوادي تندفع بقوة "
    لم يجبها الفارس بل ظل يحدق ناحية الوادي وفي خاطره يقول " لا تشبه أختها صحيح ولكنني أخشى أنها أسوأ بهذا الغباء المفرط " ثم التفت وكأن حديثه الداخلي عنها قد أخرجه عن صبره

    " نحتاج إلى إطلاق الفرس في اتجاه آخر أليس كذلك ! أم أنك تتوقعين أننا سنركض وخلفنا مطارد حتى نصل إلى فاس ! " قطبت نور حاجبيها لتنطق بغضب هذه المرة " حتى لو أطلقنا الفرس في اتجاه الآخر لن يلبثوا إلا ويكتشفوا ذلك ويعودون إلى ..."

    " أولا سيتبعون آثارا خاطئة ، ثانيا سينتبهون ويعودون ، ثالثا سيبحثون بين جهات الدنيا الأربع عن أي طريق سلكنا ! ذاك يمنحنا وقتا ألا ترين أيتها الغبية ! "

    نطق بذلك ساخطا في وجه نور ، ارتفعت حواف حاجبي نور قائلة بصوت أقرب ما يكون للهمس
    " مالذي قلته أنا غبية ! "
    رفع حاجبيه بدوره وأومأ موافقا " أجل ! في غاية الغباء ألم يخبرك أحد بذلك ! "
    وقفت نور تحدق نحوه بغضب ثم ضغطت على شفتيها ونزعت عنها برنسه ورمته على الفرس
    " لا أحتاج شيئا من شخص لا يحترمني "
    ضحكة هازئة صغيرة انطلقت منه وهو يراقب ما تفعل بعينيه الخضراوين " مؤسف ، كنت قد أشفقت عليك "
    واتجه صوب الفرس يأخذ برنسه ويضعه على أكتافه

    وعندما استدار لذلك ملتفتا تجاه الفرس أبصرت نور بقعة متجددة من الدم في ظهره ، قاومت رغبتها قليلا فيما ستفعله ثم عجزت عن ذلك " يبدو أنه ليس كما قلت ! يبدو الجرح غائرا " نطقت ذلك بنبرة إلحاح ولكن الفارس قد تجاهلها وهو ينتهي من ارتداءه ، حدقت به نور باستنكار لتقترب أكثر وتصيح " أنا أكلمك ألا ترى ! إنه جرح غائر سيتعفن إن لم نفعل له شيئا ! " صاح الفارس هذه المرة بإصرار
    " قلت أنه ليس غائرا ! أنا الذي زدت حاله سوءا عندما نزعت الخنجر بينما كنت على الفرس " تنهدت نور بصوت مسموع وهي تدير برأسها يمينا وشمالا " لا أرى فرقا في الحالتين ! لو تركناه على حاله سيتعفن ولا تدري ماذا قد يحل بجسدك ! " كان يشعر بصوتها كالطنين المزعج وهو لا يرغب في سماع أي كلمة أخرى وهي تسترسل في نصائحها وتحذيراتها ، صاح بجفاء وقساوة " فلتخرسي يا هذه ! " جفلت نور وهي تنظر نحوه وعينيها تنضحان قائلة ياله من عنيد غريب ، أشاحت بوجهها مقطبة الحاجبين والتفكير لا يفارق ذهنها ، ما بال هذا الشاب ! حتى إن لسانها قد ابتلعته من فرط مخاوفها والرهبة التي يبثها فيها من ملامحه ، لمَ يبدو لها كأنه إنس قد انبعث من الشقاء وشقاء لا يزال ملتفا به لا يفارقه ، تنهدت مجددا وهي تمشي صوب الوادي ، سنعبره إذا ! تحدث نفسها بذلك

    جلست القرفصاء قرب طرف الوادي وانحنت تجمع المياه في كفيها للوضوء ، تحدث نفسها كم انقضت أوقات من الصلوات وأين ستقضيها جميعا ! أيمكن أن نرتاح يوما في البلدة خلف هذا الوادي ! نقضي صلواتنا ونشتري دواءا للضماد ، تمتلئ كفيها بالمياه مرتعشة بينهما وتقربهما من وجهها وتنثر المياه عليه ،ثم تتسع عينيها محملة رموشها بمياه الوادي الباردة ، سرت قشعريرة في كل جسدها وهي ترفع أكمام ثوبها المبلل حتى مرافقها تمرر الماء البارد عليهما ، طيلة ذلك الوقت كانت تفكر بالذي تركته خلفها في آسفي وأي طريق أمامها سيوصلها إلى فاس ! وحينما ستصل هناك ..قصة أخرى ، وما ستقوله جدتها وكيف سيكون والدها إزاء ما حصل ! ، انتهت من وضوئها وانتعلت نعلها ثم مسحت راحتي يديها في جانبي ثوبها ورفعت غطاء الرأس الذي وضعته على كتفيها و الذي كان لا يزال مبللا ووضعته على رأسها ، سحبت طرف منه نحو رقبتها إلى الوراء ونهضت تلتفت حولها ، لم تجده في أي طرف قريب نحو الوادي !

    ما به هذا ؟ ألا ينوي القيام بالصلاة أبدا حتى ...صمت حديثها مع نفسها ، أخرسته جوارحها المنفعلة فضولا وريبة مما تراه ، تحركت ببطء تلامس جذع الشجرة القريب لتميل برأسها بجوار ذلك الجذع ومن هناك تبصره بشكل أفضل
    تقطب حاجبيها ناطقة بعجب " لما يجثو هكذا كما تجثو النصارى ! "
    ولكن ضربات قلبها ازدادت اضطرابا حتى تحركت مسرعة من مكانها متجهة نحوه دون أن تحاول إخفاء قدومها !

    وهناك رأته ...يدعو بأيادي منقبضة متلاصقة ، و يرسم صليبا مفترضا حوله ، بين رأسه وكتفيه ، ثم ينطق " آمين "
    هوى قلب نور وقد تسمرت واقفة في مكانها ، كان هناك الكثير من الكلام في عقلها وكلها تبدأ بماذا وكيف ولماذا ، ولكنها لم تجد القوة لنطق أي شيء أو لربما لم تجد جملة خطرت على بالها يكون قولها منطقيا في هذا الموقف ، نطق فمها المفغور الذي يعجز عن إخفاء ارتعاشه

    " من أنت "

    بذهول وشتات ، رمشت بعينيها وهي تبلع من ريقها وتراه أمامها ساكنا ، عينيه مثبتتين عليها تتأملان جزعها وخوفها بوضوح ، استقام الفارس واقفا قبل أن يجيبها وعندما نهض كان قد بدا على ملامحه أن جرحه يؤذيه في ظهره

    " أنا أسير والدك ، المستعين بن بلكين "

    خفق قلبها وهي تسمع ذلك منه ، كم مر عليها وهي تنكر أنه والدها كم مر عليها و ارتباط اسم والدها بها لا يكون سوى نذير بالعذاب والهلاك ، وبعد كل ذلك تسمع هذه الكلمات وبكل وضوح من رجل نصراني !
    بدون أن تدرك احمرت عينيها الشاخصتين نحوه وهي ترجع بخطوة نحو الوراء مرة أخرى ، كان الخوف قد ابتلع لسانها ولم تجد سوى نفيها برأسها يسلي عنها صمتها الخانق لروحها

    أسير !! نصراني ! إنه من الأعداء أليس كذلك ! لا شك في ذلك ، لا شك أنه من أسارى حرب للأندلس ، هل أفر من بين يدي قطاع الطرق لأقع في يدي عدو لأمتنا ! أيعقل أن تكون مصيبة جديدة ، مالذي فعله والدي هذه المرة ليقتص النصراني بي من أفعاله ، غرقت عينيها بالدموع وهي تشك في جدوى استعطاف العدو الأول " أ أنا أنا ..." قاطعها الفارس سريعا " أنا سأعود إلى وطني مقابل إرجاعك إلى والدك " انتهى من جملته تلك وظل مثبتا بنظره نحوها ، كانت نظرة مطمئنة لها ولم يكتف بذلك حيث نطق مجددا بنبرة جادة و هادئة " يمكنك أن تدركي أننا لسنا بالأعداء هذه الأيام " كان سيكتفي بهذا القدر ولكن الفتاة التي يراها ذات غباء فائق قد أثارت شفقته ليردف قائلا " فلا حاجة للخوف "

    أومأت نور وكأنها تقول لقد فهمت ولكنها أشاحت بنظرها تفكر مجددا ، هل من الصواب البقاء معه حتى أصل لفاس حقا !!ولربما لو أفر بعيدا عنه الآن وأسلك طريقا ما ، وكيف بعد ذلك ! وليس بحوزتي خريطة ! لا لن أتيه قد يساعدني أحدهم ، وماذا لو كان أحدهم هذا قاطع طريق ! أو ماذا لو ذهبت حيث الموحدين ، كيف سأقوم بتأويل وجودي ، لو أقول بنت المستعين بن بلكين أرتكب ذنبا بحق أبي ، نفضت رأسها ببطء وهي تعود للنقطة الأولى هل أظل مع هذا النصراني ! هل سيوفي حقا بعهده لأبي !

    مشت نور نحو الوادي وساقيها ترتعشان ، تحدث نفسها بأن شعرها سيبيض من همها مجددا ، اقتربت صوب الوادي ونظرت نحوه من بعيد ، كان يخرج أغراضا من جيب سرج الفرس
    هل أفر الآن ! هل أتجاوز هذا الماء المتهاوي والغاضب هنا ، وأدوس على كل جندلة وصخرة أمامي أعبر وأعبر و أركض وأركض حتى يتيه عني بين أهالي البلدة !

    تقدمت نور أكثر وشمرت ثوبها ثم رفعت ساقها لتطأ أقرب صخرة على طرف الوادي سريع الجريان ، كان صوت الماء المتدفق مدويا ورهيبا ، ارتعشت ساق قدمها التي استقرت على تلك الصخرة ولم تجرؤ على رفع ساقها الأخرى ، كان قلبها يهتف غاضبا ومتذمرا

    " لماذا ! لماذا أنت بهذا الجبن وبهذه الهشاشة ، لماذا يكسرك كل شيء حتى المياه الجارية ، صخور صامدة أمام تيار المياه لا توحي إليك بالثبات واليقين ، لماذا " كانت الدموع تنهمر من مقلتيها و أصوات قلبها يتردد صداها في روحها وذاكرتها تستحضر تلك الفتاة المتعلق قلبها بقاطع طريق لا يعرف الرحمة لأحد سواها ، لم تصيح و تترقرق الدموع على خديها الجميلتين حينما حصل ما حصل ولكنها قاومت منعه حتى كلفها ذلك يدها !

    تزداد الدموع انهمارا من مقلتي نور والخوف المزروع في أحشائها من قوة مياه الوادي المنجرفة لا يتزعزع عن قلبها ولا يفارق جوارحها ، وكان عليها وقد فعلت أن تتذكر روحا أخرى ، وفي الوقت الذي خطرت فانو على قلب نور الخائف والمحطم كانت قد وصلت لمسامعها صوت غاضبا يخاطبها
    وعندما التفتت صوبه خجلت كثيرا من إحساسها بالراحة أخيرا لأنها لن تضطر لاختبار شجاعتها أكثر ، فلم تقاوم عندما سحبها من ذراعها بغلظة يعيدها حيث كانت ويصرخ بوجهها في غضب " مالذي تحاولين فعله ! كان علي أن أخبرك منذ البداية ! لو أنك أفشلت عملي في إعادتك سأفشي سركم الثمين هذا في أرجاء وطنكم " بقوة آلمتها نفض يده عنها وهو يتمتم بصوت مسموع " فتاة لا تستحق الشفقة "
    نعم ، كانت تفكر في فانو حينها ، وهي تحدق بصورتها قوية منعكسة في بريق سيفها ، وهي ترمي سهما تلو آخر وهي تزمجر ويعلو صوتها بين المحاربين
    انهمرت نور باكية ، خجلة ، وقلبها لا يكف ناطقا " لماذا ، لماذا أنت بهذا الضعف ! "

  19. #38
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية


    "هيا سنعبر الآن هات يدك "
    " آه " تجعدت ملامحه وهو يتراجع للوراء ، تراجع خطوات حتى أقرب شجرة وهوى جالسا أسفلها وهو يركل بغضب " تبا ، سحقا " كانت نور قد تبعته وهي تراقب ما يحل به ثم حينما اكتفت من مجرد المراقبة نطقت " لقد قلت أن .." قاطعها بضيق " فلتخرسي أنت ! حاولي فقط أن تفري ..تعلمين كم سيحب الناس السماع لحكاية ابنة المستعين بن بلكين بين يدي قطاع الطرق "
    ابتلعت نور من ريقها بمرارة " لن أحاول الفرار ، فقط سأبحث عن شيء يضمد جرحك ويبطئ التهاب الجرح " ضغط الفارس على شفتيه متألما وهو يجيب غير مبال بما كانت تتفوه به " ستخسرين كثيرا لو ، لو فرر ، لو فررتِ ...تباااااا " وضرب بقبضة يده الأرض ، كان الجرح سخيفا ، ما باله كما لو كان ينهش كتفه ، كما لو كانت النار تلسعه
    كان الفارس يتأفف تارة من الألم وتارة أخرى يراقب حركة نور الغريبة وهي تبتعد عنه وفي كل خطواتها تنحني للأرض كما لو كانت تبحث عن شيء أضاعته
    تنفخ أوداجها تذمرا وهي تنحني تلمس أوراق النباتات البرية ، لو كنا في موسمها يكفي أن نقتلع جوافة من شجرتها لحاجة الضرورة ولربما ورقها أيضا يفيد أمرا كهذا
    ترفع جيدها وتلتفت حولها باسطة ذراعيها " حتى إنني لا أرى شجرة جوافة واحدة هنا ! ، أحتاج العثور على نبات مجفف ، أحتاج نباتا بريا ، نباتا بريا " ومجددا هبت الريح وإذا بالشمس ينسحب نورها خلف غيمة ضخمة تحجب شعاعها ثم يعود شعاعها رويدا رويدا إثر تزحزح الغيمة سريعا عن مكانها

    " ولكن الريح لا تزول بزوال الظل أليس كذلك "

    قالت نور ذلك وهي تلف ذراعيها حولها كأنها تتقي الرياح التي تهب مسرعة عبر الفصح الأخضر التي كانت كأنها تكنس نباته بالهواء الثقيل ، وبينما كانت نور تتأمل منظر النبات المتمايل بانسجام وانتظام مع سريان الريح إذ بها تبصر نباتات طويلة الساق ترهقها الريح أكثر من غيرها من النباتات وعندما تأملت ورقه المستدير همست وملامحها مجعدة من فرط الرياح " قلومس ! " وعندما اقتربت أكثر من ذاك النبات أحست بأنه قد لا يكون القلومس ، فلا تكون أوراقه كبيرة حتى هذا القدر ! انحنت نحوه وأخذت تلمس ورقه المستدير الكبير وهتفت بجذل " زغبه كثير جدا ! لا شك أنه الأفطون ! " وعندما أبصرت ثمرته الصغيرة التي تشبه الصنف صغير الحب من الكمون ، ابتهجت وانطلقت ضحكتها ، كما لو أن قلبها لم يكن منقبضا ملتاعا قبل أقل من ساعة من الزمان ، كما لو أن انتفاخ البكاء قد زال من عينيها المحمرتين ، كما لو أن خجلها وإحساسها المخزي الذي أثار احتقارها لنفسها ما كان ينقض عليها حازما في إبعاد ورفض كل ما يسليها عن ألمها ، كانت نور قد انطلقت راكضة تاركة كل ذلك خلفها ، محتارا مرتابا عاجزا عن تفسير روحها ، انطلقت تركض عكس اندفاع الرياح ، و غطاء رأسها ينحسر عن رأسها بين الحين والآخر لتعدله بيدها الخالية من أوراق النبات وتستمر في ركضها نحو الشجرة ، نحو الشجرة التي يجلس أسفلها الفارس متأوها ومتذمرا

    كان يبصرها قادمة تركض نحوه ، وقد سمح لنفسه بإظهار ما يشعر به لأنها لن تتمكن من رؤيته ، ولذلك سمح لضحكته بالعبور ، وإثر تلك الضحكة ، انطلقت ضحكة أخرى وأخرى
    يا للهول كم هي مضحكة ، أعتقد أن كونها تنتمي لعائلة السيد بن بلكين فضيحة تستحق الكتم في حد ذاتها

    كان يجاهد لكتم ضحكته وهي تقترب ، وأخيرا وصلت على مقربة منه وهي تلهث مستندة براحتي كفيها على ركبتيها ، استجمعت أنفاسها ثم نطقت ببهجة كبيرة وهي تحرك النباتات التي بيدها يمينا وشمالا

    " لقد عثرت على شيء للضماد ! عثرت عليه "

    تجاهل الفارس حماستها المثيرة للاستغراب والتعجب ونطق بلهجة مستنكرة وعينيه مثبتتين بالأوراق التي في يدها
    " ما هذا الشيء الذي تسميه ضمادا ! أنت لا تحاولين إساءة حالتي أكثر أليس كذلك ..لا يدفعنك غباءك لذلك ! " نطق كلامه الأخير بلهجة تهديد ولكن نور نفت بسرعة وهي تهوي نحو الأسفل تتناول السكين الذي كان فارس قد أخرجه من جيب السرج ، أسرع الفارس بالقبض على يدها لينطق بحنق ونفاد صبر " لا تفقديني صبري ! " ولكن نور أجابته وهي تحاول تخليص يدها من قبضته " ما بالك أريد اقتطاع جزء من برنسك حتى نربطه حول جسدك جيدا ويثبت الضماد ! "
    من بين أسنانه تخرج أحرفه " عن أي ضماد تتحدثين ! "

    تجيب نور والفارس يتعجب من حماستها المفرطة المفاجئة وعينيها اللتان تبرقان تبعا لذلك " افطون ، افطووون ! قال الفاضل جالينوس أن هذا النبات .." وتشير بإصبعها بمعنى أولا وثانيا وثالثا .." مجفف ، و محلل ، وفيه شيء من القبض " تكمل كلامها بلهجة مقنعة " ولذلك يقول أنه يفيد من القروح العتيقة ، تصور !! يقول العتيقة ! " استطردت نور في حديثها عن الافطون مما رأته من نظرات الشك في عينيه والارتياب

    " يخلط بأصله مع حب الصنوبر ليشفي القيح الذي في الصدر ! وفي المارستان يدقونه حتى يصير ناعما ويسكن من آلام المفاصل العارضة من الحكة المقلقة ! أؤكد لك ذلك رأيت الطبيب بعيني يقوم بتحضيره ! هذا النبات يستعمل في العلاجات أقسم بذلك "
    ظل الفارس صامتا ونظراته تخترق نور وقد عجز عن اختيار موقفه من كلامها إلا أن إحساسا قويا يدفعه لتصديقها ، إن كانت ماكرة إلى هذا الحد أما كان عليها أن تسيطر على انفعالاتها ولا تظهر بمظهر مضحك كالذي كانت عليه !
    إن جواري قصر والدها ليبدون في تصرفاتهن سيدات أكثر منها ، ثم لقد سمعها تقول جالينوس !

    " ومن أين لك بكل هذه المعرفة بشأنه ؟ "
    " هذا لأنني طبيبة " قالت ذلك بابتسامة هادئة ثم أردفت " في الحقيقة أنا أتعلم الطب ولكن أستاذتي في البلاط قالت إنه يمكن الاعتماد علي كطبيبة "
    قطب حاجبيه مسترسلا في الحديث " إذا ، فقد كنت في بلاط مراكش ! "
    أومأت نور تقول نعم و أطرقت بطرف عينيها ، والندم والحسرة ينبعث جليا من بريقها
    " و ليتني ما فارقت منزل جدتي ..." قالت ذلك بهمس مسموع وانقطع حديثها بتنهيدة عميقة

    رفعت بصرها نحوه وأومأت له بعينيها بأنها جاهزة لوضع الأعشاب على جرحه ، وحينها فقط أبعد نظره عنها وشرع في نزع قميصه وتتحرك نور ببطء خلفه ، تجلس على ركبتيها وتتسع عينيها ، كان ظهره مليئا بندوب قديمة قد تعالجت منذ فترة لا بأس بها ولكن بعضها كان حديث الشفاء وقد التهبت بسبب جرحه من خنجر مهجة ليلة فرارها من الخان ، ضغطت نور على شفتيها وقد أدركت سبب تهاون الفارس مع جرحه الذي ما كان يتصور أنه سيؤذيه إلى هذا الحد ، من الواضح أنه نسي جراحه القديمة ، بيديها النحيلتين عدلت الأوراق وضغطتهم جيدا ثم وبقوة ألصقتهم على الجرح بعد أن استعملت ورقة واحدة تمتص الدم المنبعث من القرح ، وفور أن ثبتت أوراق الأفطون أخذت شريط القماش الذي مزقته من برنسه وثبتته به ، بإحدى يديها ناولت الفارس طرف القماش الآخر بينما كان الطرف الأول ممسكا في يده ، حتى يربطه حوله بقوة شديدة ونور تشد على الأوراق أسفل القماش و تتأكد أنها ثابتة لن تتزحزح من مكانها أو تتدلى بعيدا عن الجرح
    كان ملتفتا قليلا ، نصف التفاته وراحة يده مستندة على الأرض وهو يشعر ببرودة تسري وتلسع جرحه السخيف الذي ألهب كتفه ، ابتسم بشرود وتعجب من الأقدار البليغة ، ها هي ذا الفتاة تعالج جرحه كما فعل والدها قبلها ، أية حكمة يقوده القدر نحوها عبر هذه العائلة !

    " هذا سيفيد كثيرا والحمد لله ، ولكن أرجو أن نحصل على دواء للضماد من البلدة "
    " تبا ... لقد تأخرنا بسبب هذا الهراء "
    " ليس هراء " قالت ذلك بجدية واستنكار
    " أتعلم أن هناك جروح في ظهرك بالكاد قد تماثلت للشتاء وكانت جروح خطرة ! كيف سيكون الحال لو لم نجد شيء يجفف القرح "

    جديتها في الحديث و ملامحها الجزعة على حالته دفعته للضحك وهو ينظر نحوها
    " اهتمامك كبير جدا.. ويثيرني أن يهتم بك شخص ما لأجل مصلحته هو "
    تصلبت ملامحها نور وقالت " مالذي تقصده يا هذا ! "

    بعدم اكتراث يجيب " يمكنك مناداتي باسمي العربي ! وهو فارس " رفعت نور حاجبيها لتكرر الاسم تتظاهر بالإعجاب به
    " فارس ! ومن أين لك بالاسم العربي ؟ "
    " طبيبة وغبية هذا الأمر يخيفني بصورة أشد ! "
    ثم يردف قائلا وهو يتحرك بخطى سريعة باتجاه الوادي " والدك أحب تسميتي بهذا الاسم أيتها الغبية "
    " و أنت كذلك ،،،" قالت ذلك وهي تتبعه عند الوادي " يمكنك أن تناديني بالاسم الذي أحمله وهو نور " كان فارس قد تجاوز إحدى الصخور وهو يمد يده تجاه نور لتتمسك بها للعبور

    " حسنا ، رغم أنه يبدو لي اسما ذكوريا "


    .

    e032

    و مددت يدي الباردة الوحيدة والضعيفة ...و في وجه الرفيق البغيض عينين خضراوين لا تنظران لي برحمة ، ولكنني أقاوم ساقي المرتعشتين و هدير المياه الغاضبة لا تختلف في شيء عن ملامحه القاسية التي تبصرها عيناي ، قالها لي بوضوح ...
    مددت يدي بوجل و انعدام حيلة ، أتمسك بعدو المستقبل



    .
    .
    .


    تين في عناقيد ، صناديق مليئة بالبقول ، البسلة ، الحمص ، الفول ، أكياس الحنطة مصطفة أمام الحوانيت وفي السماء تربعت الشمس وكأنها قد امتصت مياه الأمطار من السحب ، وسط ضجيج ذلك السوق الصغير ، وفي ذات الزقاق يمر رجل مسن يجر عربة وأخرى تحمل جرة على رأسها بإحدى يديها تتمسك بمقبض الجرة وبالأخرى تحتضن وليدها في صدرها ، صغار يركضون بمشاكسة يخرجون من إحدى الأزقة وينحدرون خارج السوق نحو مزارع القطن والبقول

    "أقول لنشتري بعض الفول " قال ذلك بصوت مرتفع كما يجب أن يكون في الأسواق ، ولكن نور تجيب في اتجاه آخر وبصوت مرتفع للسبب ذاته " أقول لنمر على العشاب الذي أخبرنا عنه الرجل إنه في .." قاطعها وهو يقترب ويشدها من كفها بنفاد صبر " لا تفهمين أنت ! نعم ماذا أظن غير ذلك " وسحبها بقوة يكملان طريقهما خارج ذلك الزقاق ، قالت وهي تحاول تخليص يدها من قبضته الثقيلة " ما بك أنت ! مجنون .. أرسلت أختي لي أسيرا مجنونا "

    وما أكملت تلك الكلمات حتى صاحت بسبب التواء يدها بفعل فارس والذي دفعها للوراء بقوة ثانيا يدها حتى تركها تصطدم بجدار في ركن زقاق خال من المارة ، تتأوه نور وهي تنطق ضاغطة على أسنانها بألم وعينيها تبرقان من الخوف " آه ما بالك ، اتركني ، اتركني ، يدي " ولكن فارس التي كانت عيناه تنضحان غضبا كمياه نهر مخضرة لا يخفف من وطأة ثنيه ليدها وإلصاقها بالجدار أمامه ثم يتحدث بصوت غاضب حانق رصين وهو يميل برأسه عليها " أختك ترسلني إليك رغم أنها تراني كالشيطان ! أتعلمين لماذا ؟ لأنها مجبرة ومضطرة وبلا حيلة وسيدة مسكينة تخشى على السمعة .." يبالغ من ضغطه على يدها كرد على محاولاتها للإفلات وعينيها السوداين معلقتين به بوجل وريبة وكره "..أنت لست في المكان الذي يهيء لك وصفي بالأسير هنا ، أنت وأختك الأسيرتين الوحيدتين في هذه الحكاية ! " انتهى من جملته تلك ونفض يدها عنه بقوة وهو يرمقها بشزر قاس ويردف " تفهمين جيدا الآن "

    أخذت نور تلتمس يدها التي كانت في قبضته بيدها الأخرى بأنفاس متعالية وكان قلبها كما لو كان يهبط ويعلو ، تتمتم بصوت حانق مسموع وهي ترمقه بشزر متبادل
    " عليك اللعنة كافر وغد "
    رمقها بعينيه دونما إجابة وتحرك يغادر المكان إثر مرور أحدهم
    أغمضت نور عينيها وهي تتكئ على الجدار ترفع يدها لتضعها على قلبها واليد الأخرى على جبينها ، جملة واحدة ، جملة واحدة تود سماعها ، كم سيستغرق ذلك من الأيام وصولها إلى فاس !

    زفرت زفرتة طويلة وهي تحرك يديها وتغرسهما في منتصفها على جوانب خصرها ، تنظر إلى قفاه من أمامها ، تتمتم بتذمر وحنق " هه مشى لوحده يتظاهر بالكبرياء "
    قالت ذلك وتحركت بحركة سريعة تتبعه ، كان قد توقف عند أحد الباعة وقد سأله بحكمه " أي طعام تنصح به لمسافر لا يطيل البقاء ؟ "
    تبسم البائع ابتسامة واسعة أظهرت خلو فمه من بعض الأسنان على نحو ظريف " تين مجفف وحفنة لوز يا فتى " وحينها تدخل رجل آخر كان قد ولج الحانوت لتوه وقد سمع حوارهما " وحساء عدس من خان البلدة " يقول ذلك ضاحكا بظرافة ، يجيب البائع وهو يوزع نظره بين فارس والرجل ونور " تقول ذلك لأنه الحساء الذي تعده زوجتك " قال ذلك وانطلقت الضحكات من أفواه الرجلين بينما ظلت عينا نور وفارس تراقبانهما وكأنهما تنطقان " لا ندري مالمضحك إلى هذا الحد ! "

    ولكنهما لم ينطقا بل التفتا سويا إلى خارج الحانوت الخشبي ، حيث الزقاق ، حيث الجلبة الرهيبة وكأنها جلبة مائة فرس هائجة ، حيث الغبار الذي طفق يقترب ويقترب ويتصاعد مع الهواء ولم تمر سوى ثوان حتى انطلق عويل الناس وصراخهم وذلك الزقاق الذي أمامهم اكتظ بالبشر الراكضين بهلع وصياح

    قطب فارس حاجبيه وتحركت يده سريعا تمسك بمعصم نور بقوة وهمس لها بصوت مسموع وعينيه مثبتتين بالزقاق الذي يعج بالفوضى
    " سنركض ، لا تفلتي يدي "

    من زقاق إلى زقاق ، يركض الناس مجزوعين خائفين ، وهي تجاهد في الركض وعدم إفلات يدها من يد ذاك المنقذ الذي يسبقها وتكاد ذراعها تقتلع عنها وقد كان يلتفت لها بين الفينة والأخرى ويصيح " أسرعي " ورغم فظاعة تلك اللحظات على قلب نور التي كانت تركض مجحوظة العينين مرتجفة الشفتين ، تمكنت من تبين بعض الكلمات التي يصيح بها الناس الفارين من حولها " إنها الحرب "، " دخل الموحدون" ، " زالت لمتونة "

    كانت رقيقة ، وخشنة ، وحادة ، ومحشرجة ، تلك الصرخات ودويها وصداها التي عجت بها البلدة ، كانت مرتجفة وجزعة تلك الأقدام التي تركض هلعا تدوس على الحنطة التي انسكبت على الزقاق وعناقيد التين اللذيذة التي تهاوت على التراب والتصقت بالطين و نعال جموع الهاربين




    .
    .
    .
    .



    d9dd9db329f0551

    نــــهــــاية الفـــصــــل

    e032





    الهوامش
    _________________________________________
    * أرقونة : مملكة أراقون إحدى ممالك إسبانيا قبل اتحادها
    *الأبيات ( يا عالم السر مني ) من ديوان ابن الزقاق البلنسي

  20. #39
    أرجوان ♥ P2Q2CH
    الصورة الرمزية الخاصة بـ ×hirOki×









    مقالات المدونة
    17

    Snowy Diamond Snowy Diamond
    مسابقة يوم صحي في رمضان مسابقة يوم صحي في رمضان
    نجمة القصص والروايات لعام 2019 نجمة القصص والروايات لعام 2019
    مشاهدة البقية
    .
    .
    .
    .


    طويل طويل طويل لدرجة أنه لم يعد في حوزتي فصلا مكتملا >< فأنا لم أنته من كتابة الرابع بعد -_-
    حسنا أشعر أنه قد تم امتصاصي em_1f606
    ولكنني سوف أحاول وأحاول أن أنتهي منه لأضع فصلا بطول شبيه في هذا نهاية الأسبوع القادم ، ولا علم لي كيف سيكون النظام في الشهر المبارك رمضان
    أوااااه أناملي تؤلمني حقا فقد استغرق وضعه هنا ساعتين ولا أعلم لماذا وضع البارت في المنتدى يستهلك الكثير من الوقت e411
    حسنا والمهم الأكثر أهمية من هذه الفقرة التي أكتبها هنا ، هي ...
    كيف كان الفصل ؟ ( تشبك أيديها بتوتر كبير )
    في انتظاركم يا أصدقاء


    والآن تصبحون على خير جميعكم وإلى اللقاء ،،،<وأشعر أن العد التنازلي للبارتات الطويلة قد بدأ e411


    .
    .
    .

  21. #40
    اهلا وسهلا ومرحبا ï؟½ï؟½
    لقد عدت مجددا... بالفعل طويل جدا -اتساءل ان كانت اناملك بخير ï؟½ï؟½- يمكنني القول انك توقفت في نقطه قاتله جدا الحرب؟هذا ما انتظره انا ..
    اولا:هناك معلومات جديده حصلت عليها نبات الافطون هذا لاول مره اسمع به -تلك الفقره اضحكتني بالفعل ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½- لكن مابال ذلك الشاب مغرور ومتكبر وجاحد كذلك اتساءل عند الحرب نور ستقود هي الجيش الي النصر اليس كذلك اهي ستقاتل ايضا مثل فانو...
    ذلك المدعو فارس هل سيقاتل في صفها ام العكس... وايضا تري مالذي حدث لمهجه بعدها وماذا ستكون رده فعل العقاب اذا علم انها هربت -سيقتل الجميع ï؟½ï؟½- لو تعلمين الي اي حد اريد معرفه هدفه ..هو ثري لذا هدفه ليس جمع الاموال .. ربما العرش؟؟
    اه.... صحيح اتحرق شوقا لمعرفه سبب كره العقاب آل بلكين ماالذي سيفعله اذا وقعت نور في قبضته مجددا لااظنه سيقتلها ربما يجبرها علي قول بعض الاشياء ..او سيعاملها بلطف نظرا لانها صديقه مهجه كما انها تولت علاجها..
    صحيح ...لدي سؤال ماهو النخاس؟؟؟لقد ذكرته عده مرات لكني لم ادري ماهو..
    مجملا كان الفصل ممتعا جدا والوصف اصبح افضل بكثير..
    في انتظارك بإذن الله
    دمت بخير ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
    صحيح ماذا تقصدين...الاقتباس باللون الاحمر... هل يعني ان عباراتك التي اقتبستها في قصتك باللون الاحمر ام ماذǿ؟؟؟
    اخر تعديل كان بواسطة » شارون فينارد في يوم » 12-05-2018 عند الساعة » 13:18

الصفحة رقم 2 من 12 البدايةالبداية 1234 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter