الصفحة رقم 6 من 7 البدايةالبداية ... 4567 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 101 الى 120 من 129
  1. #101


    لا بأس لا بأس , أتمنى أن يكون مزاجكِ قد تعدّل الأن , وكذلك الظروف..
    نتعذر على استعجالكِ بالبارت , وسنكون بانتظــاركِ طبعاً غاليتي..
    بالتوفيق لكِ..


  2. ...

  3. #102

    نقاش

    طاب يومك آنسة كلاسيك
    كيف حالك عزيزتي؟؟

    لقد كنت أتابعك منذ البدايه لكن من خلف الكواليس، ربما من خارج المنتدى أيضا لأني لم أكن عضوة هنا ههههههههههه
    لقد أعجبت بروايتك بشكل كبيير جداً!! حتى أني أتفقدها في كل مره أزور فيها المنتدى
    أعجبتني فكرة الرواية إنها غريبة بالنسة لي و طرحك الأروع و الأروع
    لقد شدني العنوان في البداية فأنا من عشاق الذئاب ذات اللون الرمادي بحق هههههههههه
    وكما أنك لم تخيبيني فحينما بدأت القراءة أندمجت بكل حواسي و أبهرت حقا بطريقتك لوصف كل شيء!!
    و أفضل ما أحببته و جعلني أستمتع بالقراءه هو الطبيعه التي نسجتِ قصتك عليها و يعيشها أبطالك، لا تستغربي فأنا من محبي الطبيعة بشكل جنوني
    و أستمتع بالمكوث في أراضٍ خضراء و أشجار كثيرة وقد لا أمل منها أبداً
    لذلك أستمتعت بالقراء هنا كثيرا و أتخيل بأي معهم في كل لحظة ^.^


    بالنسبة للبارت الأخير الذي قمت بإنزاله كان رااااااااائــــعع !!
    رائعاًُبشكل لا يصدق!!
    أحببته منذ البداية و حتى آخر حرف قمتي بكتابته

    بالنسبة لشخصيات الرواية فأنا أحببت شخصية الوالد جاك فهي تروقني حقاُ يبدو أنه متعلق بأبنائه كثيرا و خصيصاً كولن* لهذا يغضب من كل خطأ يقوم به
    أيضاً أشعر بأن له ماضٍ كئيب متعلق بالذئاب و ربما شخص عزيز أيضا.
    أما كولن فهو استثناء بالتأكيد ههههههههههههه شخصيته تعجبني كثيرا، وهو حماسي حقاً، أحب تمرده على جاك لكني أشفق عليه من صراخه الدائم وعدم إستماعه له في بعض الأوقات.
    أتمنى أن ستمر علاقته بالذئب الرمادي وأن يتفهم جاك ذلك ويستمع إليه و لو قليلا.
    لوكــاس، آه يا قلبي على لوكاس ربما تغضبني شخصيته قليلا فهو يبدو لي من الأشخاص الضعيفين و يستسلمون أمام من يفرض رأيهم عليهم بقوه كــ جاك ربما!!
    لكني أحب طيابة قلبه الأبيض الكبير و حبه الشغوف للعمل.
    أشفت عليه عندما صفعه جاك في بداية الأمر حتى أني شهقت مع كولن بصدمه!!.
    كيت، كل ما يمكنني قوله عنها أنا مرحه و محبه للمغامرة كما رأيت وهذا ما أحببته فيها
    لكنها تبدو لي شديدة العناد و ربما أشد من كولن لأنها مدللة جاك. هههههههههههههه

    أشكرك على الإبداع عزيزتي سأكون متابعة لك باستمرار إن شاء الله
    و تقبلي مروري ^.^
    دمتي بود*

  4. #103
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ♪Ċląssįc Ṩọuήd مشاهدة المشاركة

    اعتذر , بعضُ الظروف و المزاج السيء :$

    سيكون الجزء السابع قريباً هنُا..
    ربما في الغد ان استطعتْ ..

    وأشكركم حقاً لانتظاركم ومتابعتكمْ (*

    مرحبا ♪Ċląssįc Ṩọuήd انا متابعه جديده للروايه e414
    ليس لدي ما اقوله على روايتك سوى انها رائعة و رائعة و رائعة
    حقا لقد اعجبت بها من أول بارت
    الشخصيات و طريقه كتابة الرواية و كل شئ
    لقد اصبحت من معجبين هذه الروايه و خاصه كولنe405
    اتمنى لك التوفيق دائماe418
    لا تستعجلي بالبارت نحن بنتظارك

  5. #104
    مرحبباا
    كيف حالك !
    انا متابعة جديدة لروايتك ..
    واحبتت طريقة سردك لرواية و احبتت من شخصيات كولن و جاك


    بواسطة تطبيق منتديات مكسات
    ســبحـــــآن الله وبــحمد سبــحــــــآن الله العظيم ..

    لو اسجد شكرا لربي لكونه ابي لمضي عمري وانا ساججده ,,

    رححممكك الله يا أمــــي,,

  6. #105
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف حالكِ أختي ؟!!
    لقد طااال الإنتظار وانا أحترق شوقاً لمعرفة الاحداث القادمة
    أرجوكِ أنزلي البارت بسرعة ، فقد أصبحت أدخل المنتدى أربع مرات يوميا على أمل أن أجد البارت السابع
    أرجوكِ لا تتأخري علينا 😢

  7. #106

  8. #107

  9. #108
    مالذي يَجري ؟
    إنه الجزء الأخيرُ ففقط !! ><
    لقد اشتقت إلى أبطال الحكاية حقاً

  10. #109

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    كيف الحال جميعاً ,

    اولا ساعتذر عن تأخري الشديد بأنزال الجزء الأخير , والذي طال أكثر مما اعتقد..
    لقد داهمتني الاختبارات بشكل مفاجئ فلم أقدر نهائيا على الدخول حتى واخباركم
    - أني أدري بمرحلة صعبة × -

    المهم الآن بأني اكملت النهاية و لله الحمد ,, ستكون لديكم الآن smile

    أشكركم حقا لانتظاركم و متابعتكم الرائعة , ^^
    آتمنى أنها تحوز على اعجابكم حتى آخر كملة فيها ~

    × تحياتي لكم ×


  11. #110



    الجزء السابع / Golden Eyes

    ×××
    h8h0wL

    كنت أشعر وكأنني تحت كومة جليد , لا أقدر على الحراك , أطرافي متجمدة .. رأيت الظلام لوهلة لكن بدأت صوراً كثيرة تتخبط بعقلي و أصوات.. لم أفهم شيئاً.. لم أدخل بمثل هذه الدوامة من قبل , كنتْ أشعر بأني هائمٍ وسطَ فراغٍ من الظلام!
    ثم بشيءٍ غريبٌ يزفرُ بٍوجهي أنفاسهُ الحَارة .. حركتُ عيَني و أخيراً أبصرتُ بهِما و مرتْ رعشة بكامِل جسدي.. رأيته أولاً, مقابل وجهي تماماً يشمَنُي كثيراً و يَلعق بَشرتي..!
    رأيتُ كل شيءٍ آخر , الغابة معتمة و باردة جداً , ليستَ لدي أيُ فِكرة عن كَم الوقتُ الآن !, بيِنما الثِياب من فوقيّ متُجمدة , بِصعوبة حَركت نَفسي زاحِفاً قُرب جذِع شجرة ضَخمة لعليّ استَنِدُ عليها ملَتقطاً أنفاسيّ , اقتربَ هوَ مِني ببِطء يتفحَصُني بِعينَيه اللامِعتيَن فِي الظُلمة قربَ رأسهُ الكبير من رأسي يشمنّي مجدداً , ثمَ يدور من خلف ظهَري وجَسده القوي يَحتك بِي , لم يَكن خَائفاً مِني أبداً , ولمْ أكَن مُتوتراً قط , بل العَكس شعرتُ برِاحة كبَيرة رغم البرد والتعبْ لوجودِه قربيّ.

    غاَدر فجأة و تَركني مُختفياً بين الشُجيرات , سمَعت هدير النَهر من خلفي.. فحَاولت النُهوض لكني كنُت متعباً وجسديّ كأنّه بلاِ عِظام بينما سَاقيّ متجمدتان .. فزَحفت مجدداً إلى بُقعة جَافة و تمددتُ بعض الشيء أضمُ نَفسي و أُحاول أن أُظهر صَوتي..
    عاَئلتي لا شَك بأنهم بأشدِ حالات الفَزع , يَبحثون عنَي.. يَجب أن أتماسَك و انهضَ للعودة , لكَني لا أدري بأي جزء من الشَلال وَقعت.. تَنهدتُ بِتعب , مَالذي جَرى تماماً.. وَكم من الوقتِ انِقضى ؟!.
    تحركتْ الشُجيرات مِن أمَامي بيَنما كنتُ أتنَفس بتِعب من فمَي المَفتوح , تَجمدت أحدقُ بالعتمة بتَركيز , إن ظَهر لي حَيوانٌ شرَس وهذا مُستبعد.. لكن.. لن أكَون قادراً علىَ حِماية نَفسي إن حدثْ..
    لكن لم يكَن سِوى الذِئب الرمَادي الذي يَبدو لي وَاضحاً جَدا فِي الظُلمة , و هُناك شَيء مَا بِفمه.. فَغرتُ فمي مَصدوماً وهو يَأتي نحَوي و يُحاول وضَع "وشاحي" الدَاكن مِن فوقِ رأسّي !!
    لقد نسيت أمره تماماً , همست بصوت مختفي تقريباً " أنتَ ..فتـاً رَائع.."

    لم أكنْ بحِال نفسية سيئة , شَعرت بالسِرور وأنا ألَمسه و امسَح علَيه وهوَ يسَمحُ لي بهِذا بَل هو أيضاً يشتَمُني و يحَوم حَولي كثيراً , لفتتُ الوِشاح حوَل عُنقي , يَجب أن أقف على قدميّ الآن , أمسكتُ بِجذع الشجرة القريبة و كأنني احتضِنها ثمَ رفَعت نَفسي , و وقفتُ رُغم ألم غرِيب يخزني بكِاحلي.. كان الرمادَي يُحدق بي بِعمق هادِئ..
    تركتُ الشَجرة وسِرتُ خُطوة ما أن ضَغطت على قدمِي حتى آلمَتني بقِوة و أوقعَتني أرضاً..!
    تأوهتُ أُمسك بِها واقتربَ مِني الذئِب يتَفحصُني , خلعتُ الحِذاء بسرعة وألقيتهُ فظهرتْ كدَمة سيئة في كَاحِلي ودمٌ من جرحٍ صغيرٍ فوقها.. تأوهتُ بغضبٍ يائِس , أرجوُ من كل قلبي ألا يَكونَ هذا كَسراً..!
    ..سَأنتحر !!
    لم أعزّي نفَسي كثيراً , اقتربَ صَاحبي بِرأسه ينظرُ نَحو قدميّ ليرى مالخطب ؟.. تمَددتُ بتعبٍ و أخذتُ اتنفسُ بعمق.. أشعرُ بكمٍ كبير من الانهاك.. سأَمنح نفسي بضعَ دقائق قبلَ أن أنهضَ مجدداً..
    لكن انتفضتُ فجأة شاعِراً بشيءٍ ما على كاحِلي المصاب !, حدقتُ بصدمة نحوه , رفع رأسهُ الكبير و حدقَ بي بشكل غريب.. مصدراً صوتاً عميقاً خافتاً من حنجرتِه وكأنّه يطمئننّي..
    تنفستُ مجدداً وهو يعود ينحنيّ برأسِه ويلعقُ الكدمة المجروحة بلسانِه بكل رفقٍ , ظللتُ أحدقُ به لدقيقة كامِلة..

    ثم توقف وتحركَ من حوليّ , وَجوده يؤنسنِي للغَاية قد لا يُصدق هذا أيٌ أحد , أصبحَ من خلفي و شعرتُ به يَجلس و ظهرهُ يلاصقُ ظهَري.. تجمدتُ بصدِمة , مالذي يُحاول فعله لأجليّ..؟؟
    مرتْ ثوانٍ فقط قبلَ أن أشعرَ بِقوته و حَرارتِه.. تحركَ ليجلسَ بجانِبي و يُدفئني , إنِه يشعرُ بي أحتاجُ إليه.. أنه ليسَ ذئباً عاَدياً قط..! لا أحد يمكنهُ أن يصدقَ هذا مالم يره..!
    تنفستُ بِراحة , لا اعتقدُ بأنّ هذا سَيكون شُعورَ أي شخَص يتمددَ ذئِب بجِانبه..!!

    بقيتُ فترة حَتى استطعت أنّ أغلقَ فَمي و أن أتنفسَ من أنفي , لا أدريّ ما أصابَني غيرَ أنني لستُ بحِالة سيَئة جداً.. أعرفُ بأن هنُاك بضعُ كدَمات فقط بأنحَاء جسَدي.. والتي بِكاحِلي هي الأسوأ.. وأنني شربت الكثير من الماء ..!
    ...فجأة تحركَ الذئب قافزاً واقفاً , فاعتدلتُ بِسرعة جالساً , تحركَ و تَركني ليخَتفي بينَ الأشجَار مرة أخرى بخفه رهيبةٍ و صمتْ , أنصتُ السمعَ بشدة.. الغَابة في غاَية السُكون الآن.. لكنيّ أخذتُ أسمَع أصواتاً بَعيدة , أو ربما عقَلي يُخيل ليِ هَذا..!.
    بعد وقتٍ ثَقيل ربُما دقائق لكنِها طويلة , قفزَ الذئبُ مُسرعاً من الأشجاَر.. أفزعنيّ بشدة.. لكن سمعتُ نُباح كلب... شهَقت عالياً وأنا أحَاول الاتكاء على الشجرة : بلاكــي !!.
    وقفَ الذئب خلفي بخِطوات , وظهرَ الكلب ينبح بقوة ثم ظلٍ كبير من خلفه و صوتٌ يصرخ بقوة :
    _ كُولــــــن !.
    ناديتُ بصعوِبة لأن حلقي يؤلمني قليلا : هنــــا !.
    ظهرَ أبي و من خلفهِ ظلٌ آخر يهتف.. كاَنت "كيت"..!!

    رفعَ بندقيته فجأة عالياً و هتفَ وهو يحدقُ بي ثم لخَلفي : كول يا ألهي حمدا لله , لا تتحرك.. سآتي إليك..
    يا ألهي..! , هتفتُ وأنا أحدقُ بالذِئب المتراجع قرب الشجيرات : أبي اخفض البندقية.. أنا بخير..!
    _ كول !
    هتفتَ كيت بقلق , يا ألهي لمَ هيَ هُنا ؟!!.. التفتُ مجَددا نحوَ الذئب الذي كان مكشراً عن أنيابه بزمجرة متوترة , همست له :
    _ أذهب.. أرجوك..
    وكأنهُ فهِمني , تراجعَ بسِرعة و اختفَى.. هرعَ نحويّ والديّ و أخذَ يتفحَص رأسيّ قائلاً بِرعب :
    _ يا ألهي.. كول.. أأنت بخير ؟؟!
    ثم عَانقني قليلاً , همستُ بِهدوء كي يهدؤون هم أيضاً : أنا بخير أبي.. ليس بي شيء.. حقاً..!
    ثم أتتْ كيت و عانقتنّي بقوة جعلتني أتأوه بسبب الكدمة في ظهري.. حملَني أبيّ بسِرعة على ظهِره وسَار وهو يَهتف عالياً : لوكـاس.. جورج... تعالا..!
    مشى بسرعَة يكادُ يركُض ومن جانبنا كيت و بلاكي , همست وأنا أرى السماء الزرقاء الداكِنة ,لقد غربَت الشمس , لم يمضي الكثير من الوقت ربما ساعتين أو ثلاث":
    _ استطيعُ المشيّ أبي..!
    كنتُ أشك قليلاً بهذا.. , لكنيّ أردتُ أن يطمئنوا.. تجاهلَ كلامي وهو يحدّث كيت بسرعة :
    _ اسبقينيّ يا عزيزتي وشغلي السيارة.. ثم سيذهبُ لوك لجلب الطبيب..
    ركضتْ كيت بسرعتها العجيبة وهي تقول : أجـل..
    حدثَ كل شيءٍ بسرعة و أصبحتُ بالمنزل فوقَ سريري والطبيب يعاينُ كدمةَ كاحِلي.. بعدماَ تفحَص رأسيّ و صدري ورأسي مرتين ومجدداً كما طلبَ منهُ والديّ , "لوك" كان ينظر إلي بهدوءٍ أكثر من "جاك" و"كيت" التي أرى دموعها تتلألأ بعينيها رغم أني منحَتُها ابتسامَة رَقيقة..! , بينما "جورج" اطمئن علي ثم قرر أن ينتظرَ بالمطبخ..
    قال الطبيب ببسمة : لا بأس عليك , لا شيءَ مقلق..
    تمتمت بهدوء وأنا أنظر نحوهم جميعاً : بالتأكيد.. كل شيءٍ بخير.. اخبرتكم.
    لكن الطبيب تابعَ : لكن يجب أن تستخدمَ العلاج جيداً , وسأضعُ ضماداً على كاحلك لمدة لا تقل عن ثلاثةِ أيام !.
    شهقتُ بوجههِ : هل تمزحُ معي !!!
    _ كول !!
    هددنّي أبي بعبوس.. فقال الطبيب بلطف : يمكنك السير بحذر بالطبع.. الالتهاب خفّ كثيراً , تحتاج لأن ترتاح طويلاً كي تلتئم جراحَك وتُشفى الكدماتْ , أنتَ محظوظ جداً يا سيد.. فلا أحد يقعُ من شلال في وقت فيضان النهر ويخرجُ بكدمات صغيرة !.."
    كشرتُ بوجهه , وهو يثرثر مع والدي عن العلاج والمرهم الذي معه , التفتُ نحو لوكاس و ابتسمتُ بخفة , ثم ناديتُ كيت لتقتربَ منيّ وأمسك بيدها.. همستْ بدموعٌ واضِحة : كول.. أنا آسفة يا أخي..
    _ اهدئي.. أنه خطأي كان عليّ أن انتبهَ لك جيداً.. لا تخافي بهذا الشكلْ , أنا صُلب..
    كدتْ أقول "صلبٌ كالذئب" لكنيّ صمتْ, ابتسمت لي بخفوت وهي تضغط على يدي , أعرف بأن كيت رقيقة جداً وحساسة تبكي بسرعة , لكنها فتاتنا المدللة في العائلة.. وأنا كأخ أكبر منها يجب أن أحميها..
    قال الطبيب: يجب أن تنام و تدفئ نفسك جيداً , سآتي غداً لرؤيتك أيها الشاب.. اخشى أن تلتقط بعضَ البرد..
    قلتُ سريعاً بثقة : أتراهنُ أنيّ لن أصاب بشيءٍ غداً ..! كم ستدفع !!.
    ضاقت عيني الطبيب و ضحكتْ كيت ولوك , قال مبتسماً : سيكونُ علاجُك مجاناً إذن أيها القويّ..
    هتفتُ وأنا أرفعُ يديّ : أريدُ مالاً يا رجلُ..!!
    لكنه خرج ومن خلفه والدي الذي يبدو على نحوٌ مخيف هادئاً.. ثرثرتُ كثيراً مع لوك و كيت.. وكيف أننيّ سبحتُ و استفقتُ..
    ثم همستُ لهما بجدّية وعبوس : تعلمون مالذي انقذ حياتي ؟!.
    نظراَ نحويّ بعيونّ غريبة , وكأن لوكاس يفهمُ ما سأوشك على قًولِه.. وقبلَ أن أنطِق مجدداً..
    دخل أبي قائلاً بهدوء.. : " انزلا و ساعدا جورج على صُنع العشاء.."
    خرجا بصمتْ , والتفتُ إليه بكل طبيعية وهدوء.. تأملنيّ بعيون زرقاء قاتمة ويديه تعبثان بحِزامه..


  12. #111


    تمتمتْ وكأنيّ أشعرُ بأنه سنفجِرُ بي من شدة ما أصابه من قلق بتلك اللحظات:
    _ أنا...
    _ أنتَ تملكُ حظاً رهيباً..
    قاطعَني بعبوس , ثم جلسَ على طرفِ سريري و مدَ يدهُ القوية ليمسَ بها جبينيّ ويبعدَ شعري الأشعث عن عيناي وهو يتفحصني مجدداً :
    _ ربما لن أموتَ بأي سببٍ آخر... سِوى من شدةِ القلقِ.!
    قال الجملة الأخيرة بحِده وهو يبعدُ يده.. ثمَ و بشكلٍ غريب عاد لهدوئهِ ناظراً نحويّ:
    _ أريدك أن تأكل قليلاً و ترتاح الآن بنومٍ عميق , لقد كنتَ شجاعاً لمساعدتِك كيت بتلك الطريقَة , وفي النِهاية.. ظننّا بأننا قد فقِدناك.. هيَّ رفضتِ العودة للمنزل و أصرّت أن تبحثَ عنك.. خفتُ أن تنهار كثيراً وأنا أحسست بأن عقلي يطير.. لكن..
    قطعَ كلامهُ فجأة وعينيهِ تحدقان بالفراغ بلا حركة , خفق قلبي , لكن.. ظهر "الذئب الرماديّ" و دَلهّم بمكَاني ليُنقذني مُجدداً , نظَرتُ إليهِ بتحدٍ لعلَه يعتَرفُ بشيءٍ ما.. لكنه طرفَ بعينيهِ و نظرَ إلي قائلاً :
    _ سأجلبَ لك شيئاً خفيفاً لأكلهِ..
    نهضَ بهدوء و غادر.. اسقطتُ رأسيّ على الوسادة , لقد كنتُ منهكاً من كثرةِ التظاهر بأني بكلِ خير , ظهري كان يؤلمني.. لكن الدواء المسكّن بدأ مفعوله , أغمضتُ عينيّ براحة , سأنامُ طويلاً بدفء..

    فتحتُ عيناي بسرعة على صوتٍ أطلاق نار !, وكأنني رأيت الذئب قبل ثوان .. كنتُ أحلم ربما.. أو كنت أتَخيل , رفعتُ جسديّ بألم شديد من الرضوضْ , آخ سحقاً .. كل شيءٍ بدأ يؤلمنُي الآن.. سبَحتُ المنشفة على طرفِ سريري و غمرتُ وجهي بها , مجردْ دوار طفيف سيختفي قريباً.. أخذتُ أنفاسً عدة . ثم رفعتُ رأسيّ مجدداً..
    جيدٌ أن لا أحدَ حوليّ , ... وقعت عينيّ فجأة على منحوتة صغيرة.. لذئب أبيض , يشوبهُ الرماديّ..
    توسعتْ عينيّ , حقاً...!!

    نهضتُ لأمسكَ بها من فوقِ المنِضدة ..أنها هيّ , لقد قام بصبِغها لأجلي.. وضعتُها بَمكانِها و جلستُ حيثُ كنتْ قبل قليل "كايل" كان هُنا..
    نظرتُ إليها مجدداً من بعيد.. ذئب أبيض رمادي.. كرفيقي ذاك..
    ابتسمتْ بسُرور شديد.. ثم أسرعتُ لأرتدي ثيابي , أنه رجلٌ غامضُ , رغم هذا فهو يفهمنيّ بالأعماق.. يجب أن أراه قريباً.. وأُخبره بكلِ شيء.
    نزلتُ الدرجاتْ و قابلتُ كيت التي كانت تصعدْ , صرختْ بفرح بأذنيّ ثم تأبطتْ ذراعيّ و هبطتْ وهي تجُرنيّ معها :
    _ أبي , لوك , لقد أفاق كول..!!
    تمتمتُ ببروَد : ومنْ يسمعُك يظننيّ بغيبوبة..!
    كانا بالمَطبخ , جلستُ بمِقعدي مقابل "جاك" الذي رمَقني بهدوء وهوَ يتناول العُجة , بينما حيانيّ لوكاس ثم آخذ يملئ طبقاً لي من عجُة الإفطار..
    سألني "جاك" بعيونٍ دقيقة : أتشعر بأي ألم ؟!
    أخرجتُ لنفسيّ قطعةَ خُبز و قلت باسترخاء : لا شيء سوى الجوع..
    سكبتْ لي كيت الشاي و جلستْ بجانِبي مُحدقةً بي.. ثم فجأة لمستَ جانِب جبينيّ وأنا أمضغُ أول لقمة ليّ:
    _ آوه أبي.. هنا جرحٌ ما منتفخ !.
    قلتُ بُسرعة ببرودُ وأنا أُبعدُ يدها : كيت لا تُزعجينيّ وأنا آكل..!
    لا أُريدها فقط آن تُشدد الانتباه عليّ.. إنها تتصرف بغريزةِ الأمومة , وهذا يُزعجني وكأنها أكبرُ مني!.
    _إن أختك قلقة عليك فقط لا تُحدّثها هكذا..!
    زجرنيّ ببرود , تمتمتْ بهدوء كي أمنعَ أيّ حديثٍ عنيّ, ناظراً إليهما بالتتابعُ : آسـف , لكنيّ أشعر بأني كحصانٍ بريّ , بحالٍ جيدة حقاً , فقط جائع..
    همستْ كيت تعتذر وهيّ تنهض : آسفة.. سأساعدُ لوكاس..
    نظرتُ أنا نحو "جاك" الذي يشربُ الشاي بيد و الأخرى يداعِبُ بها رأس "بلاكي" الذي للتو انتبهُ لوجودِه أسفل الطاوِلة.. قلتُ :
    _ لقد أتى كايل , متى..؟!
    _ كـايل !... منْ ؟!
    هل يمازحنيّ.! , وأنا أكرهُ هذا الحسّ به.. ضيقتُ جبينيّ , قد لا يفهم هذا أي أحدَ , أنا أكره المزاح معْ هذا الرجل !, لأنكم تظنون بأنهُ يمزح ,
    لكنه ليس كذلكْ , كيت و لوك يثرثران عند المجلى مع صوتِ أزعاج الأوانِ.. كررتُ بعبوس وهذا الرجل مستمرٌ بتجاهل قولي :
    _ "كايـل سورس"..!.
    فكرتْ بيأس.. ربما لوكاس من أحضر المنحوتة الخشبية لأجلي..!!
    _ آه , صحَيح , لقد أتَى بعضَ الوقت.. ثم غَادر سَريعاً..!
    نهضتُ فجأة , الحديثُ معه وهو بهذه الحالة الغريبة من الهدوء والبرُود عقيم , هل هو غاضبٌ مني.ّ.؟! أو.. من ماذا بالضبط !.
    عندما التفتُ بطبقيّ كي أضعهُ عندَ المغسلة , جاءَني صَوتُه البارد :
    _ آتى للاطمئنان عليك , هذا كل شيء.. قال بأنه سيراك مجدداً , لم تنُهي طعامكْ !.
    قلت بلا مبالاةْ مصطَنعة : لقد اكتَفيتْ.. سأخرجُ إلى المزرعَة.
    نهضَ هو بِسرعة : لا !.
    التفتُ بتوترٍ نحوه , و أخوّي ينظران إلينا بصمتْ , تابعَ هو بجدِية : الطبيب آتٍ لرؤيتك أنسيتْ..!!
    توسعتْ عينيّ , هتفتْ : الرهـان. هذا صحيح..!
    قهقهَ لوكاس و كيت من خلفيّ , ماذا..؟! حدقتُ بِهما بِعبوس.. قال لوكاس بابتسامة : أرغبُ برؤية وجهِ الطبيب عندما يخسرُ الرهان فقط..
    انتبهتُ لـ "جــاك" وهو يَخرجُ آخذً بُندُقيته التي يركزها جانِباً و "بلاكي" يَتبعهُ بصمت..

    ××××

    بالطبع خسر الطبيب الرِهان و وفرتُ على والديّ ثمن علاجيّ , غادرتُ إلى المزرعة سيراً على الأقدام مع كيت التي جلبتْ سلة من الفطائِر والفاكِهة و لوكاس الذي يُمسكُ بحقيبَة عِدته
    و أنا أحملُ فقط عصاً بينْ يديّ ومسدسيّ بحزاميّ , تذكرتُ قُبعتي فجأة !
    لقد وقعت معيّ في النهر.. تأوهتْ بداخِلي.. لا يمكنْ أن يحدثَ هذا مجدداً.. المصائبُ تتكرر عليّ بلا ملل..! , سأبحثُ عنها بوقتٍ لاحق.
    "جاك" سبقنا إلى هناك بالسيارة , هذا الرجل يُحب تعذيب ابناءِه ويُفضل الكلب علينا !.. لن يتغيرَ أطلاقاً !, وصلنا للمَزرعة و يالا المفاجئة ..
    كانتْ هناك شاحِنة الأحصِنة نفسها في المرة السابِقة , و هتاف "ماكس" المُتحمِس يَصل لأميال ,ابتسمتُ وأنا أرى "كايل" يساعدهم..
    ركضتْ "كيت" كالرصاصة كالعادة هاتِفة أيضاً بسرور وهي ترى الأحصنة الثلاث الجديدة..
    كلها صغيرةُ السن لم تتجاوز السنة.. هناك بنية محمرة و رمادية مُشاكِسة و لوزية اللون خجولة.
    اقتربتُ منهم ببطء ,صرخَ ماكس باسمي لينتبهَ الجميعُ نحوي..
    اقتربَ جورج ليهزنّي قليلاً من كتفيّ متفحصاً إيايّ و قائلاً وهو يهزُ رأسه : الحمد لله , لم أصدق ما قالهُ جاك بأنك محظوظ.."
    وضربَني ماكس المُزعج بقوة على كتِفي ساخِراً : ما رأيكَ أن تكون أنت كجالبِ حظٍ لي.. سأعلقُك عِلى دراجتيّ.."
    ضربتَه بمَعِدتيه لأجعلهُ يلتوى و يصمتْ طويلاً , بحِده قلتْ : أحمقْ لا وُجودَ للحظ..! لقد تلقيتُ المساعدة.
    لم يُجبني لأنه بقي منحنياً يُمسكُ بمعدتِه , رأيتُ نظرة جاك الحادة من طرف السور فقط على ما فعلتْ , فقلت هازاً كتفيّ وكأنه سيسمعُني : أنه فقط مزاح بين الأصدقاء..!
    _ " كولـن.. مالذيّ تلقيتَه ؟".
    التفتُ بسرعة نحو "كايل" و سؤاله الدقيق , كان يقفُ خلفي, ابتسمتْ قائلاً : هاي..
    _ كيف حالك ؟ , تبدو لي عصيباً بعد الحادِثة..!
    حككتُ رأسيّ بخَجل.. اعتقد بَأن كايل الشخصُ الوَحيد الذي أتَصرفُ بنوعٍ من التَهذيب أو التَعقل أمَامه..
    اقتربْ مني يتَفحصُني بعينيهِ السوداوينْ الذكيّتين مثل البقية : همم , يبدو لي شيئا ما تغيّر بك لا أفهم ماهو..؟. بما تشعُر ؟".
    سألنّي سؤالاً غريباً , قلتْ : لا شيء.. انتظرُ فقط..
    _ قلتْ بأنك تلقيتَ مساعدة , من الذي ساعدك..؟ مالذي حدث حقاً ؟" سألني مجدداً بهدوء وطبيعية.
    _ ليس منْ بل ما , أنها ليستْ المرة الأولى التي يُنقذني بها.
    أجبتْ بهدوءٍ أيضاً , ثم تابعتْ وكايل منصتٌ إلي بِاهتمام : ذلك الذئب اليافِع , سحبَنيّ من النهر..!
    _ وآآو أأنتَ جــاد !!!.
    هتفَ صوت ماكس بقربيّ مفزعاً إيايّ !, يالا هذا الولـد !. صررتُ بأسنانيّ هامساً : هذا ما حدثْ , أنهُ ليس أيُ حيوانٍ عادي..!, كما أننيّ لمستهُ وهو تمدد بجانِبي وبقيّ بقربيّ حتى أتى جاك , بل أنهُ هو من جلبهُ إلي.. ذكاءُه و شجاعتُه تُدهشُني.. ولن أجعلَ أيَّ شخصٍ يؤذيه !.
    كان فمُ ماكس مفتوحاً و كايل يحدقُ بي بتركيز , سألني بعيون ضيقة : جركَ من النهر و ظل جالساً بجانِبك.. هذا مُذهل.. لونه رماديّ مُبيّض ؟!
    حدقتُ بِه : أجل !, كيفَ عرفتْ..؟!
    _ أنتْ طلبتْ منيّ صبغَ تلك المنحُوتة بهذا اللون!.
    همس لي ماكس بشكلٍ غريب , فهو بالعادة يصُرخ : أين ذلك الذئب.. لنذهبَ لرؤيتِه يا رجل..!!
    لكزتُه: وما أدرانيّ أين يكونْ..! أنهُ ليس حيواناً أليفاً كـ بلاكي..!
    _ كول..!
    قاطعنا كايل بعبوس شديد وجدية هذه المرة , نظرتُ إليه , فهمسَ لي : قد يكونُ متألفاً قليلاً معك , لكن عليك بتوخي الحذر فهو ذئب قد يستفزهُ تصرفٌ خاطئ و يحدثُ مالا تُحمد عُقباه , لا تحاول أن تقتربَ منه..!؟
    قلتُ بضيق لأني توقعتْ نوعاً من المساندة : لكنيّ لم أره سوى مصادفةً عدة مرات.. كما أنهُ حول المِنطقة و جاك يحاول قتله.
    زجرنيّ بهِدوء : لا تنطِق اسم والدِك بهذا الشكل !, احترم مشاعِره و خوفَهُ عليك و لا تحاول أن تستَهين بهمِا. ستقودهُ إلى الجنون , أرجوكَ أن تهتم بما يشعر.
    فكرت ببرود , هو لا يملك احساساً تقريباً , كما أنه يحاول أنكار قدوم كايل صباح اليوم , همستُ بهدوء :
    _ سأبذل جهدي, كما أنه يجب عليهِ أيضاً أن يحاول تفهميّ..
    _ أنهُ يفعل بالتأكيد , لكن اسلوبكَ يستفزه.. ليس لديك الآن سوى هذا الأب في هذه الحياة , لن تجدَ أي شخصٍ يهتمُ بكَ مثله. حتى أخوتِك.
    بالطبع , هو لديه أسلوبٌ غريب بالاهتمام..! وعدتُ "كايـل" قائِلاً : طيب.. لا تقلقَ بشأننِا..
    همس ماكس بابتسامة : والآن بعد هذا الكلام المفعَم , هلا ذهبنا للبحث عن الذئاب.. كول أجلب مسدسك وأنا سآخذ بُندقية والديّ..!
    حدقتُ بهذا الولد بحِده بينما يبتعدُ "كايل" عنّا إلى حيث الاسطبل , تماسكت ألا ألكمه مجدداً , وضعتُ ذراعيّ من حول كتفيه و سرنا معاً بجانبِ السور , همستُ له بهدوءِ أعصاب :
    _ ماكس يا صديقي.. اسمع , أنا لا أريد من أحدٍ أذيةَ الذئب , بل العكس , سأقتل كل من يحاول هذا.. أولاً هل صدقتنيّ عندما قلتُ بأنه أنقذ حياتي..؟!
    ظل صامت قليلاً ثم تمتم بعقلانِية تُريحُني : أعتقد بأن هذا نادُر الحدوث , لكنهُ حصلَ معك , هل يمكِنني رؤيته.. أرجوك..!
    قلت بعبوس : أولاً أشكرك , ثانياً قلتُ لك لا أدري أين ذلك الكائن أني لا احتفظُ به خلف المنزل مثلاً..!
    زم شفتيِه معاً بيأس : تمنيت لو أنكَ تفعل..!
    _ يالك من صبيّ مجنون أتعلم هذا..؟!
    _ هذا بفضلك يا فتى الذئاب..!
    _ أنتــما...!!
    صرخ بنا صوتٍ بعيد.. فلتفتنا معاً , كان "جاك" غاضباً.. فهو يظن بأننّا نتسكّع ..
    جعلنا ننظفُ الاصطبل ونمشّطُ الأحصِنة كلها , سنحت لي فرصة لأن ألهو قليلاً مع "نيوت" و أطعمه التفاح , أرانيّ ماكس مُهره الداكِن , كان أصغرُ المجموعة وهو نشيطٌ جداً , يُشبه صاحِبه.. اسماه "دراكو" لا أدري من أين جلب هذا الاسم !!

    ثم قُمنا بصبغِ المداخل بالطلاء الأبيض الذي جلبه والد ماكس "جورج" معه.. شاركتنا "كيت" لننتهي بأن تصطبغ نصفُ ثيابِنا به.. بالطبع هيّ افلتت بفعلتها و نحن تلقينا الضربات على الرؤوس..!
    قمنا بتنظيف الساحة و قطع النباتات المُزعجة و الأحجار التي قد تؤذي الخيول , ثم حملنا أكياس الأطعمة , لنسقُط منهكين بالنهاية..




  13. #112


    الجيد فقط أن كايل بقي معنا , وهو يُساعد بتجديد السور مع "جاك" و "لوك" و"جورج" , غرُبت الشمس وزادتْ برودة الجو , رأيتُ جاك يجلب الحطب المُقطع من خلف شاحِنتنا و يضعها بكومة في مكان قرب المدخل.
    ابتسمت بهدوء , سنسهرُ هنا إذن.. مع هذه الرِفقة المُبهِجة..
    جلسنا كُلنا حول النار , وأبريقُ الشاي الكبير ينفثُ بخاره الأبيض كثيفاً في الهواء البارد , جلب "جورج" قطعاً من اللحم , و بدأ هو مع لوكاس الشواء , يشاركهم ماكس فقط كي ينال حِصة أكبر كما يعتقد..!
    التصقتْ كيت بـوالدي وهو يلُفها بغطاءٍ كبير من صندوق السيارة ويحتضنها بذراعه, بينما بقيت أنا بين كايل و ماكس كثير الحركة.. أرى فقط أسنانه اللامعة من خلف ابتسامته الكبيرة على ضوء النار.. اختفتْ الغيوم مع غياب الشمس.., و ظهرت النجوم كثيرة و لامعة بسرعة من فوقِنا , لم يظهر القمرُ بعد , ربما لأننا بمنتصفِ الشهر..
    كنّا جميعاً صامتين تقريباً نحتسيّ الشاي لنبعد البرودة التي تحيط بظُهورِنا , همس "كـايل" بهدوء وهو يرفعُ رأسه عالياً : إن شتاءنا هذه السنة طويل و قاسٍ , إنه صعبُ حتى على الخيول والحيوانات..
    حولتْ بصريّ تلقائياً نحو الاسطبل , لقد اصلحنا السقفَ جيداً لن تتسربْ المياه على الأحصِنة وتُمرضها , تداخل ماكس ببلاهة قائلاً : أرى نجمُ الشمال !.
    نظرتُ نحوَ السماء : النجوم بكل اتجاه يا ذكيّ !.
    قالت كيتْ بنبرة حالمة أراها بلهاء أيضاً : ليتني أسافر إلى إحداها..!
    _ أنها شُموس يا ذكية !.
    رددتْ ببرود أيضاً , فكشرتْ بوجهي قائلة : أصمتْ فقط..!
    ألقى عليّ كايل بنظرة هادئة وهمس : استرخي قليلاً و تمددّ.. لقد عملتْ بجد..
    ابتسمتْ له , و تمددتُ كما قال خلف ظهرهِ , الغابة الباردة المظلمة من جانِب , و الرفقة الدافئِة من جانبٍ آخر.. تنفستُ بهدوء و ظللتُ أحدق بالسماء اللامتناهية فوقي واستمعُ لأحاديثهم..
    _: تذكرتُ حادثة قديمة عندما كنتْ صبياً بمثل عمر هؤلاء الشبان...
    كان جورج يتذّكر , وأخذ يسرد حدثاً مضحكاً عن رحلة تخييّم فاشلة و هجوم للدب.. الغريب أن الجميع يثرثر ويُعلق ما عدا "جاك" قال كلمة أو اثنتين و بقي صامتاً ينظر إلى الفراغ و يَمسح على كيت..
    تناولنا الطعام بشهية كبيرة ثم نهضنا لأجل العودة إلى المنزل , فأخذ كلُ منا جمعَ بعض الأشياء.. حملتُ الفراش الذي كنا نجلسُ عليه وسلة وضعنا بِها قطع لحمٍ زائدة .. ذهبت إلى شاحِنتنا قربّ بوابة السياج المضاءة بمصباح زيتيّ تدورُ حولهُ الفراشات..
    كان الجميع بعيداً عني , فتحتُ الباب الخلفي و وضعتُ الفراش , ثم اعتدلتْ لأقفلهُ , رفعت بصريّ دون شعور إلى اتجاه الغابة الغارقة بالظلام الشديد , لكن ذلك الشيء جعلني أفتح فمي.. وسط السواد كله.. ظهر هو بهدوء بلونه كلون الثلج واضحٌ جداً , وبعيدٌ بين الشجيرات , ينظر إلي بعيونه الذهبية..
    همست بسرور : آه , أنت هنا..!
    التفتُ خلفي بسُرعة لأرى أنهم لا يزالون منشغلين ولا أحد منتبهُ إلى هذا الجانِب.. عدت للنظر إليه و تمتمتْ : هل جلبتك رائحة الطعام ؟ أأنت جائع..؟!
    لا أدري لكني أشعر بالبلاهة حقاً , و الأثارة الشديدة بنفس الوقت , لا أدري ما أفعل..! خطر لي اللحم في السلة , فأخذتُ قطعة صغيرة , واقتربتُ خطوتين إليه وأنا أرفعها نحوه.. كل تحذيرات "كايل" و "جاك" ضربت بها عرض الحائِط.. الذئب لا يبدو جائعاً لأنه هادئ جداً و يحدق بي بصمتْ.. وربما فضول..
    ابتسمت وأنا أراه يتحرك خطوة صغيرة نحوي : ربما.. جئت تطمئن علي.. أنا بخير يا صاحبي.. أتود بعض اللحم ؟.
    ألقيت بالقطعة عالياً إليه.. وقعت بعيداً عنه بمتر ربما.. لم أراها جيداً.. لكنه بقي ينظر إلي دون أن يتقدم إليها.. فكرت وأنا جالسٌ على قدميّ , لديه عيونٌ ذكية..
    شعرتُ بالسعادة عندما تحرك قليلاً و انحنى برأسه الكبير يشتم قطعة اللحم بلا شك ثم قضمها بسرعة.. اقتربت منه ببطء و هدوء حتى اصبحت المسافة بيننا أقل من ثلاثة أمتار.. تبادلنا التحديق..
    همست بهدوء وأنا أنحني : هاي , لا اعتقد.. أنه بأمكانيّ لمسّك مجدداً صحيح؟.
    فجأة ارتفعتْ أذنيه وتحرك متراجعاً بسرعة وأنا أقف بتوتر سامعاً صوت نباح بلاكي.. ذلك الكلب الأحمق النذل.. نظرت خلفي إلا بـ "جاك" قرب شاحنتنا و الكلب قادماً إلي يركض و ينبح , أخذت حجر و ألقيته عليه بغضب هتفتُ : أصمت أنت.. وكأنك ستموت..!!
    جزعت عندما نبح علي مظهراً أنيابه و أخذ يطاردني.. حسناً لقد غضب بالفعل..!
    _ كــولن , توقف عن اللعب مع بلاكي و تعال إلى هنا !!
    اعتقد بأن "جاك" لم يرى ما حدث , هذا مريح..! , عدنا بسرعة إلى المنزل , "لوكاس" يقود السيارة وأنا بجانبه بينما "جاك" وكيت النعسة بالخلف..

    مر أسبوعٌ كاملْ و العَمل في المزَرعة يتَحسن , أصبحتْ نَظيفة و مَطلية , والأحصِنة نشَيطة وتشعرُ بالسّعادة لظُهور الشّمس بينما نأخذها للتمشية , كان "ماكس" و "جورج" معنا.. سُمح لنا جميعاً بركوب الأحصِنة.. وامتطيتُ "نيوت" بكلِ سُرور نسيرُ بِهدوء خَلف "جورج" و أبيّ في السَهل..
    جلب كل من الكبار سلاحه , لكن ليس أنا و ماكس , لقد ابتدئ موسم الصيد.. وبدأت طيور البط البرية بالمرور من هنا و الأرانِب وكذلك بضعُ ضباء ..

    صَبيحة اليومِ التالي , بعدَ ارتِفاع الشِمس , كنتُ بالمَزرعة جَالساً فوقَ السُور أتقاسمُ مع "نيو" –رغماً عني- تُفاحة حَمراء بينما "جاك" و "لوك" في الوَرشة و كيت بمِكان ما تُدلل فَرسها و تضعُ حولهَا القلائِد مُؤكد عنِدما رأيتُ كِيسها ذا الازِرة المُلونة , تُذكرنيّ بِالهنود الحُمر.. لمْ يَكن هنالك من أحد بقربي.. ورغمَ أننيّ كُلفت بقطع الأخشاب و اخراج القشِ إلى الشمس..
    إلا أننيّ فقط قمتْ بالمهمة الثانِية وقررتُ أن أُخرج "نيو" من الاسطبل..
    لمحتُ خَيالة قَادِمون , رُبما أربعة رجال مع كِلابِهم, اقتَربُوا من المَزرعة ومَني , قال أولهُم ببِسمة غرَيبة :
    _ هاي يا فتى , أين هو والدك ؟!
    _ ماذا تريد ؟!
    قلتُ ببرود وأنا أقضمُ التُفاحة وأُبعدُ رأس "نيو" عن وجهيّ كي لا يخطفُ كامل التُفاحة مني للمرة الثالثة !..
    تَمعنت بِالرجل , أنهمُ جمَيعا ليسوا مِن هُنا , أهل المَديِنة المُتعجرِفُون.. بشَرتهم بيضِاء غيرُ حَيوية وعُيونهم الغَائِرة توُحي بالخُبث واجسادهم المُرتخية..
    تمتم بكلمة ما لم افهمها لرفاقهِ ,ثم عاد للنظر نحوي سألنيّ : أين هو أفضل موقعٍ للصيد أيهَ الرّيفي ؟.
    قال آخر ضاحكاً : هوَ مُجرد صغَير لا يفهم شيئاً..
    كشرتُ بِوجُوههِم وخطرَ ليِ أن أوُجهِهم هؤلاء السُذّج إلى حيثُ كهُوف الدِببة و النُمور والجُروف الخَطيرة..!, لكنْ اقتربتْ خُطوات سريعةَ مِن وَرائي و صوتْ وَالدي يقول :
    _ ماذا يحدث , كول ؟!
    _ آه رُبما هو صَاحِب المزرعة..!
    فكرتْ ربما لأول مرة يخرجون للصيد.. راودتني أفكار خبيثة كثيرة.. حدقوا بـ أبي و لوكاس الذين اقتربا.. وقبل أن ينطقوا مجدداً قال جاك ببروُد :
    _ ذاهبون للصيد أهل المدينة ؟!
    قال أولهم : نريد أن نعرفَ أفضلَ مكان , حيثُ الضباء و الأرانِب..
    خشيت بشدة أن يخبرهم أبي بالمكان القريب , ربما الذئب الرمادي هناك.. قد يقتلونه هؤلاء الحمقى..!! حدقتُ به بتوتر خفي..
    أجابهم أبي وهو يصعد ليقف بجانِي على السور و يشير بذراعِه بعيداً :
    _ لقد ظهر قطيع غزلان جبلية هناك حيث الوادي..
    صمتْ افكر وأنا أنظر لحيث يشير أيضاً , حقاً..؟!.

    غادروا حتى دون أن يشكروا أبي حتى , وقحون , همس لوكاس وهم يغيبون عن أنظارنا :
    _ أبي.. هناك حيث يشك الشريف بوجود سنوريات برية فتكتْ بأغنام راعٍ مسكين..!
    حدق به "جاك" مبتسما وقائلاً ببراءة : حقاً..! , لم أكن أعلم.. آوه لقد فات الآوان على تحذيرهم..
    ضحكتُ سراً , و همس لوكاس بتوتر : ماذا لو هاجمتهم فعلاً و ...
    نزل "جاك" السور قائلاً وهو يتمطى : أنهم حتى لن يمكثوا ليلهم هناك , مجرد جبناء.. كول لنذهب برحلة , وأنت يا لوك أكمل المنضدة لم يتبقى الكثير.. وانتِبه لـ كيت.
    هز لوك رأسه.. و فجأة ظهر كيت من الاسطبل وهي ممسكه برسن "سنلايت" تقودها من خلفها قائلة بمرح :
    _ هااي انظروا لهذه المفاجئة..! أليست سَنَي هي الأروع على الأطلاق..!"
    قلت لكم بأنها تزين الفرس المسكينة , لقد وضعت حول شعر عنقها و بطنها وحتى شعر ذيلها الكثير من القلائد و الزينة والخرزات الكبيرة..! , مسكينة سنلايت لقدْ علِقت مع كيت !.
    وبينما كنتُ ابتسمُ ساخِراً , تلقيتُ لكزهٌ قوية مع جنبيّ , وصوتُ "جاك" يَهدرُ بيّ بغضب :
    _ إنكَ لم تكمل عملكَ بعد !, ألم تقطعَ الأخشاب ؟! ومنْ سمحً لك بأخذ اِستراحة !.
    خطفَ منيّ تفاحتيّ التي لم أهنأ بها ورماني بنظرات تهديدية مكملاً : إن لم تُنجزَ عملكَ سريعاً ستنامُ خارجاً لتعرفَ بأن البردَ حق..!
    قضمَ تفاحتيّ و التفتَ يسير إلى الورشة , يالا هذا الرجلِ الشرير..!, إني حتى لم أتناول إفطاريّ جيداً اليوم !!. وقد نسيَ أمر الرحلة التي ذكرها..

    في اليوم التاليّ أنا وكيت قمنا بتنظيفِ الأحصنة وتمشيطها وإطعامِها , وكذلِك تنظيف الاسطبل , لم أسلمْ من حديثها المتواصِل و اقترحتْ عليّ برعب أن تُزينَ "نيوت"
    فرفضت بسرعة واقترحتُ أن تُزيّن "رينا" سيتفاجئ "لوك" بهذا..


    neIZkv


  14. #113



    أعلمناَ "جاك" بأنهُ ذاهِب إلى "جورج" فنحن لا نراه دوماً ولا "ماكس" لأنّهم منشغِلون قليلاً بمحلِهم الخاص , استغللتُ هذهِ الفُرصة , فتسللتُ لأعلى الاسطبل ممسكاً بمنظاره لأراقبَ حركة الصيادين الذين بدأوا يتوافدون مع بدءِ الموسم.. وقلقي بدأ يزداد.. لم أرى الذئَبَ الرماديّ لفترة طويلة..
    فجأة رأيت سيارة سوداء قادِمة إلى طريق المزرعة.. في البداية قفزَ قلبي رعباً ظننتُ بأنه "جاك" قد عادَ باكِراً.. وسيرانيّ هُنا بالأعلى ليجنّ جنونُه.. ومع مِنظارِه أيضاً..!
    لكن حمداً لله تعرفتُ إلى السيارة.. أنه "كـايل سورس".. لا شكَ بأنهُ قادمٌ لمساعدِة لوك.
    نزلتُ خِلسة قبلَ أن يراني أحد.. وتوجهتُ إليهم في الورشة.. مضتْ ساعة من العمل قبل أن يعودَ "جاك" ليقوم مباشرةً بحشوِ البندقية..
    تمتم بهدوء : تعال يا كول.. لنذهب.. امتطيّ حصانك..
    قلتُ بدهشة شديدة وأنا أحدق به : نخرج ..للصيد ؟!.
    _ أجل..
    أجاب باختصار , واقتربتْ كيت قائلة بمرح : أبي أريد الخروج معكما..!
    حدّثها بلطف : المرة القادِمة لنا وحدنا.. اعتني بالمزرعة لحين قدومِنا, لن نستغرق وقتاً طويلاً..
    رضيتْ بعدما قبلها على رأسها , سألتُ بهدوء : هل سنبتعدْ..؟
    _ هز كتفهُ قائلاً بمراوغة : من يدري..!؟

    دون أن أعيّ جيداً , أخرج فجأة من خلفه قبعة جلدية و وضعها على رأسيّ !. ظلت مصدوماً ثانية , ثم أمسكتُ بها لأراها.. أنها... القبعة التي اهدانيها..!
    حدقتُ به ولم أكد أنطق , حتى قال هو بهمسّ و يديه على حِزامِه : وجدتُها فقط بالأمس و نظفتها , أعتني بها جيداً كول , أو قم بإحراقِها..!
    عينيه الزرقاوين الداكنتين حاقدتين علي رغم برودتِهما , همست : أنا آسـف..!
    هز رأسه وتمتمّ بنبرة دافئة كالتي يخصصها لـ كيت : تعلم بأنيّ لا أعترفُ بأي خيار وسط , أنت تعرف الكثير, لكن قم بمجاراتيّ إلى أن أموت , هل تريدُ أن نعيش كأعداء ؟!.
    _ مالذي تتفوهُ به أنا آ....؟. "كنت مصدوماً قليلاً مما يجري فجأة معنا..
    _ اسمعني كول , أنك تنسى بأنيّ والدُك أحياناً , ونُطقكَ لأسمي يُغيظنيّ.. أنه مشابه لنطق والديّ.. وهل كان يجب أن تتعرض للموت حتى أسمع صراخك بذلك الشكل ؟!..
    ظللتُ محدقاً بقوة بعينيه اللامعتينّ .. لقد..
    _ أنكَ لا تقُودنيّ للجنون كول - لم يأتي هذا الشخصُ بعد - بل تفطرُ قلبي فقط..!
    أننا نعلم بأن جدي "ماركوز" كان به بعض الجنون , لقد تعذّب جاك معه , لقد توفيت جدتي بوقتٍ باكرٍ أيضاً , و .. والديّ ها هو..!.. أعني .. لستُ ألوم سوى نفسيّ على هذه الأخطاء..!.
    مسح على عُنق جينجر و تمتم : امتطيّ نيوت.. لنذهب لجلب شيءٍ للعشاء.

    ظللتُ هادئاً مُطيعاً عندما طلبَ مني اللحاق بدربِه , سرنا بعض الوقت في السهل , وبقيّ هو صامتاً يتأمل أمامه.. كنتُ أود الحديث معه.. قول أي شيء.. لكني.. لم أقدر..
    لقد جرحتُه كثيراً.. و تذكرتُ كلام "كايل".. كم مرة نصحنيّ بمراعاة مشاعره..!, ربما لأن "كايل" يتيم الأب منذ خروجه للحياة , أنه يعلم ما فقدهُ هو.. و ما أملكهُ أنا الآن..
    تألمتُ بصدريّ.. من المرعبِ جداً التفكير بفقدان "جاك" أبي..!!
    لم أدرك بأني تأوهت بوصتٍ عالٍ سوى عندما التفت إلي وهو من فوق جينجر والقبعة تغطي عينيه :
    _ أأنت بخير ؟. ربما تشعرُ بالعطش.. ألم تجلبُ ماءً..؟
    قلت بحزن : لا.. لقد نسيت..!
    ليس الماء ما يُقلقني..! , مد لي بجرتِه الصغيرة وهو يُجاورُني بالفرس.. شربتُ قليلاً ثم قلتُ دون أن أشعر
    _ أبي..؟
    _ ماذا..؟
    لم أدريّ ما أقول بعد , أو بما أشعر الآن بالضبط.., لمحتُ حركةً بين الحشائش بعيداً..
    فهتفتُ دونَ أن أعيّ : ما ذاك ؟!. ربما ضبيّ..!!
    وليتني لمْ أنطقْ.. نظر والدي إلى حيثُ أشرتْ.. سقطَ فكيّ صدمةً.. ظهر الذئبُ الرماديّ مجدداً , من بعيد يتمشى ثم توقفَ ليحدقَ بنا قليلاً..
    همس جاك ببطءُ : آوه.. ما كنتْ لتُشيرَ إلى رفيقكَ وأنا ممسكٌ بالبُندقية , صحيح ؟.
    وألقى إلي بنظرة مسترخيّة جداً هادئِة من تحتْ قُبعتهِ.. ظللتُ مصعوقاً مرعوباً أيضاً , هل سيؤثرُ ظهُوره بشدة علينا..؟ مالذي سـ..
    _ ليس أن.. لقدَ...
    هزّ برأسِه قليلاً و تمتمْ وهو يقود "جينجر" التي توترت قليلاً إلى الجانب الآخر من الطريق :
    _ يبدو لي كـ جارٍ غامض. يسيرُ حيثُ يشاء. لكن إن اقترب من المزرعة..
    تمتمتْ بإرهاق وأنا أُراقب الرماديّ يمشيّ قليلاً بالاتجاه البعيد.. ثم يقفُ ليراقبنا أيضاً :
    _ أني أرى نواياهُ واضحِة جداً , لقد.. جرنّي من النهر..
    لا أدري.. كيف نطقتُ بهذه الكلمات. لكنيّ أردتُ أن تتضحَ الصورة بسرعة لـ... أبي.. وهو وصفَ الذئبُ بأنه رفيقي.. هو يُدرك هذه الأمور.. لكنه.. يحب جعليّ قلقاً متوتراً.
    أصدر همهمة غريبة من حُنجرتِه فقط.. وبقيّ صامتاً لم يجادلني بأي شيء.. سرنا طويلاً , واصطدنا خمسة طيورٍ برية..
    ثم بدأت الشمس تميل إلى الأحمِرار , ركبنا الأحصِنة عائدين بينما الجو يعتم ببطء والسهول تتحول إلى الأحمر الباهِت..

    حككتُ عينيّ قليلاً و أبعدت شعريّ عن وجهي , بدأت رياحٌ باردة تدور حولنا وتتسللُ بين ملابسيّ.. لكني لا أشعر بالبردِ الآن.
    _ أبدأ حديث العودةِ الآن.. أنا من تحدثْ حين القدوم.. أنهُ دورك, قل ما تشاء..
    نظرتُ إليه بعبوس , أنا لا أبدأُ الأحاديث أبداً.. وجدتُه قد وضعَ قبعته على رأس جينجر المسكينة.. ألقى إلي بنظرة هادئة منتظرة..
    قلتُ بلا مبالاة : أنت لم تتحدث سابقاً لقد وبختّني فقط قائلاً بأني أبدو كجديّ !.
    _ حقاً..؟! , أنك أسوأ منه بصراحة..!!
    نظرت إليه بصدمة , تابع ببساطة : هو لم يجعلني أقلق حد الموت..! لا تحدق هكذا.. , إذن قل شيئاً آخر..!
    رفعتُ أحد حاجبيّ متعجباً مستنكراً.. هذا جانبُ جديدٌ لم أره من قبل..!!
    _ " هل.. تحاول المزاح ؟!"
    سألت بترقبُ وأنا أركزّ على ملامحه الغريبة , نظر جانباً ثم عاد ليقول بجدية :
    _ " لا اعتقدُ هذا , اخبرني عن ذو العيون الذهبية ذاك..!"
    توقفتُ فجأة مع نيوت.. هل أنا نائم ؟!. و أسمعُ أًصواتً غريبة..؟! , صوتٌ يشبه صوت "جاك" يسألني عن..
    _ " اكره نظرته التي تُظهره وكأنه يتحدانيّ.. لكن لن يقدر بالتأكيد. طلقة واحدة منيّ تنهي حياتِه.. وهو يألفك كما يبدو بشكلٍ ما.."
    _ "عـ.. عماذا تتحدث ؟؟!"
    سألت بصوتٍ بعيد وعيون زائغة على وجهه بالعتمة , لم تبن ملامحه جيداً , لكن عيني والدي الزرقاوان لامعتين بوضوح إلي.. تمتم بعبوس أحسه :
    _ "حيوانُك الهجين ذاك !!. ألا تعلم لما هو أليف إليك أحياناً..؟!, رغم شراسته الشديدة.. وهو يراقبنا طوال الوقت ويتبعنا.. بعينيه الغريبتين تلك.. أتعلم إن قبضنا عليه و قمنا ببيعه كم سيجلب من الأموال.. الشيءٌ الكثير.. قد تتم دراستـك في...."
    _ أبــــــي !!!

    صرخت بصوتٍ قويّ لم أدركه تردد صداه بكل مكان في السهول..
    هززتُ رأسي قليلاً استوعبُ ما نطقَ به , ثم نظرتُ خلفي و وجدتهُ بعيداً خلف شجيرة ما جالساً بهدوء ناظراً نحونا بعيونه الذهبية.. هل أطلق عليه جاك قبل قليل بـ "ذي العيون الذهبية" و" حيوانٌ هجين"..!!
    شعرتُ بأن معدتّي تؤلمني مما جرى من مفاجئات..!! جاك تقبل وجودهُ نوعاً ما فجأة..!! و تحدث بـ..
    _ أكره طريقة حديثك.. غم أهمية ما تثرثر به أحياناً..!!
    قلت بغيض.. فقال هو باسترخاء : طيب.. ماذا أفعل بشأن هذا.. إنها مشكلتُك.., ما رأيك بما قلت..؟. أنصـيـ.."
    _ لا..!! طبعاً لا.. لكن..."
    ابتعلتُ ريقي بصعوبة و تمتمتْ بعيون شاخِصة بقوة عليه :
    _ أعد ما قلته بشأن.. الذئب الرمادي..؟!
    ظل جامداً يحدق بي.. ثم هز كتفيه ببطء عرفتُ بأني استخدمتُ نبرةٌ آمرة نوعاً ما..
    تمتمتْ : لا تراوغ...!! – ثم برجاء – أرجوك أعد ما قلته , لم أسمعك جيداً.. "
    نظر بعيداً إلى الأفق الملون قائلاً : كنا نشك بالأمر أنا.. وكايل.. لكننا رأيناه عن قرب قدّرنا عُمره بنحو ثمانِية أو تسعةَ أشهر, لم يخشى أبداً السير أمامنا على بعد بضعة أمتار , حدق بعصبية فقط بـ بنادِقنا ولكن لأننا لم نرغب برفعها في وجهه فهو يعرف هذا و مر بسلام.. يوترُنا ذكاءُه قليلاً.. لكنه يعرف البشر.. و الكلاب لا تنبح عليه دوماً.. أنه هجين هذا واضح.."
    هو و "كايل" ؟! , يبدو لي أحياناً بأنه لا يُطيق كايل .. لا أدري أن كان هذا أماميّ.. لكنهما يتسكعانِ معاً في أوقاتٍ متفاوِتة.. , لقد رأيا الرماديّ معاً..!
    سألت بصوت غريب : متى رأيتُموه ؟؟ وما معنى هذا ؟!
    _ فجر الأمس.. ومعناه لا يزال كائناً خطيراً ولو كان أحد أسلافِه كلب ما كما نعتقد !.. رغم أنه يافع لكنه اختار السير وحيداً , وهذا يجعله شرساً جداً وخطيراً.. الغريب أنه ماكثٌ هنا بهذه المنطقة وقتاً طويلاً.. لا يوجد غذاء كافٍ أيضاً.."
    كنت أتخيل ما يقول.. الذئب الرمادي غامض حقاً.., لم هو باقٍ هنا بالفعل ؟.. و هل حقاً هو هجين ؟؟ أيألف البشر حقاً..؟؟ , نظرتُ ورائي ولم أجده.. تنهدتُ ببطء.. قد.. يكون مسكيناً تائهاً.. ولم يستطع الخروج من هُنا.. قد يتعرض للأخطار والصيادين , هو لا يزال صغيراً.. وقد يحتاجُ للحماية أيضاً..!
    _ إذن ما رأيك.. ألا تريدُ أن نقوم باصطياده.. لن نقتله لـنبـ...!
    قاطعتهُ بحده..: أتمزح !!, أنا لن أجعل أي شخص يؤذيه.. مادام هو هنا على الأقل..
    ضحك بشكل فاجئني و تردد صدى الضحك في الخلاء الداكن , مثلما صرختي الغريبة..
    _ أرأيت.. إني استطيع المزاح أيضاً.. أنظر إلى وجهِك..!!
    _ هذا لم يكن مضحكاً جاك !!!
    هتفت بعصبية.. , قال ضاحكِاً : هيا.. لنسرع قبل يتعفن صيدنا ونحن وقوفٌ هنا. يا محبَ الذئاب !".
    غمغمتُ بعبوس : توقف عن ألقاء الألقاب.."
    تحركنا سريعاً , وبعد دقيقة تمتم جاك بهدوء : أأنت مندهش..؟!, أنا أيضاً لم أصدق حتى رأيته قريباً أمام عيني.. هو كائنٌ مدهش أعترف بهذا.. لكنه غريب وعيونه الذكية تلك.. لحسن حضك أنه يافع.. لم يتطبعُ تماماً على الشراسة وقسوة الحياة , رغم هذا لا تحاول مراقبتِه.. أو الاقتراب منه.. كلٌ منا لديه منطقتُه الآن.. إلى أن يغادر كلياً.. "

    أومأتُ بصمتْ.. والدي محق.., أنا معه بكل ما قاله.. لقد قام الآن بالاعتراف بأشياء كثيرة.. حسناً.. على الأقل لن يحاول قتل الذئب.. أو...
    مهلاً كما أطلق عليه "جاك"... ذو العيون الذهبية..
    لقد فعل هذا حقاً.. ربما أخذ جزءاً ليس بيسير من تفكيره..!!
    ابتسمت لنفسي.. أنه غريب و غامض أحياناً , وعيونه كما ذكرها جاك.. ألا يدرك بأنهما بشكل ما يتشابهان.. قد يبدو للعيان شرساً مقلقاً.. لكنه في الحقيقة شيءٌ آخر.. أكثر.. تعاطفاً..
    _ مالذي تبتسم له ؟!"
    نظرتُ نحوهُ مبتسماً وقائلاً : لا لشيء.. "
    تمتم ببرود : حسناً كما تشاء.. احتفظ بأفكارك لنفسك.."
    _ ألم أظهر في النهاية بأني محق.., أعني لم يكن خطراً جداً علي بل العكس..!."
    زفر ببخار أبيض كثيف أمام وجهه و تمتمَ ببرود : لكني لا أحب المجازفات.., وبك أنت..!, اعتقد بأني دللتُك كثيراً..!"
    فغرتُ فميّ , دللنيّ كثيراً..؟! متى حدثَ هذا..! أنه محبٌ للتعذيب.. أنا و لوك نعانيّ معه.. ما عدا كيت.!

    أظهرتُ صوتَ تهكمٍ من حنجرتي.. فلتفتْ نحوي قائلاً بصوتٍ هادئ وعميق:
    _" أنتم أهم ما لدي بهذه الحياة , و أنت تعلمٌ هذا.. لكنك تنساه أحياناً. وأنا أريدكَ ألا تفعل.. لا أحب أن نتشاجر كثيراً وأنت بمثل هذه السن.. أريدك أن تثق بي و تخبرني بما تشعر.. لا أن تذهب لتثرثرَ على كايل ذاك !.. قد تظنني لا أنصت لك لكني أفعل..! لم لا تغتم كتلك الفرصة لتتحدث معي.. بل أعطيتني ظهرك..!! أنا.. ألومك على هذا.."
    لم أدرِ ما أقول لثانية.. لقد راني أتحدث مع كايل بخصوص الذئب , لكنه حقاً لم يكن ينصتُ تلك المرة كان غاضباً.. حسناً وهو كما يبدو لم ينسى عندما استيقظتُ فجراً لأجده بالمطبخ يعبث بشيءٍ ما..!
    فقط. همستُ :" أنا آسـف.. "
    _ " وأنا كذلك.. إذن أتعدنُي..! "
    سألت ببطء : أعدكَ بماذا ؟! "
    _ : أن تخبرني بما تريد حقاً أخباريّ به.. "
    هززتُ رأسي مفكراً.. وسمعتُ صوتهُ مكملاً ببرود :" لا اعتقدُ بأن هنالك الكثير تودُ أخباري به على أية حال..! لا يسحقُ هذا الوعـد.."
    قلت بسرعة :" بلى.. أعدك.. وأنت عدنّي بأنك ستثقُ بي وتنصتْ.."
    نظر نحوي ثم همهم متمايلاً بجسده فوق الحصان دون أن ينطق.. قلت بعبوس :" أنك تريدني مثل الأحمق , لن أعدك بأي شيءٍ إذن..! "
    ضحك فجأة , وأنا أحدق به بعبوس لكني لم أكن غاضباً جداً.. وما باله يضحك كثيراً هذا اليوم..
    قال وهو يضرب كتفي بقبعتهِ :" أعدُك أيها المشاكس , أعدك.. أنا أثق بك حقاً.. "
    ابتسمتْ بخفه , وأنا أرى أضواء المزرعة أمامنا و صوت "بلاكي" ينبح على الغربان التي حلقت بعيداً..
    ربما هو يثق بي بطريقته الغريبة.. لكني سأحاول اغتنام الفرص معه.. لم يجدر بي أن أجرحه كتلك المرة و أسير مبتعداً.. بما أنه تقبل الأمر الصعب..
    نحن سنكون بخير معاً.. وأنا لن أذهب إلى الخارج للدراسة سأحاول مستقبلاً أن أخرج هذه الفكرة من رأس "والدي".. سأبقى هنا حيث أحب..


    GyEIhn


    × تمتْ بحمد الله ×


    اخر تعديل كان بواسطة » ♪Ċląssįc Ṩọuήd في يوم » 13-06-2014 عند الساعة » 10:55

  15. #114
    واخيراً asian
    حجز الاول smoker

    أن تركت أكثر ما تحب لفترة طويلة، ستجد صعوبة بمواجهته عند عودتك.
    ستحتاج لدفعه تسبب التصادم !

  16. #115

    وأخيييييرا

    السلام عليكم
    كيف حالك كلاسيك .....
    لا أصدق أن الرواية إكتملت أخييييرا فقد مرت خمس شهور ، لقد ظننت أنها لن تكتمل
    ولكن لله الحمد فقد إكتملت أخييييراe411
    واااااااااو ما هذا يا فتاة !!!! أهنئك على هذه النهاية السعيدة ..
    من أجمل مقاطع هذا البارت هو مقطع كول مع الذئبem_1f606 فقد أعجبني كثيرا ، وأيضا فكرة أن الذئب هجين بين كلب وذئب هذا يعطي أمل أن يكون الذئب حيوان كول الألييف ، وأعجبني مقطع الصلح بين كول ووالده أيضا ولكن أحزنني حين قالت سايرني إلى أن أموتe411 فكول حقا يحب والده ، ولا أعلم لما أحببت كايل في هذا البارت em_1f610 أحببته متأخرة
    ولكني أعجبني الرواااية كثييييرا لحد أنني طوال فترة غيابك كنت أفكر بالنهاية المناسبة لها
    ولكن الحق أنا حزينة لأني لن أقرأ عن كولن مجددا ،ولكن إن فكرتي أن تكتبي عنه ثانية فسأكون من المتابعين بإذن الله
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  17. #116

  18. #117

  19. #118


    راااائعه التكمله جميله .. اجواء القصه الريفيه ممتعه جدا
    وتاخدك لجو تاني .. شعور سعيييد وانا اقرأ دي القصه الهادئه

    اعجبني اخيرا تصالح كول و جاك فالنهايه ,, والوصول لحل وسط



  20. #119
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيفك كلاسيك؟ أرجو بخير حال embarrassed

    سعدت جداً وأنا أقرأ الفصل الأخير، كان ممتعاً جداً، أحببت بدايته كول والذئب، وأغرمت بالنهاية مع جاك وكول،
    أحزنني جاك حين سأله: (سايرني حتى مماتي) ذلك طلب لا يجدر بوالد طلبه أبداً. عرفت من البداية أن كولن يحبه، أصلاً تركيزه الشديد
    عليه وتصرفاته كان دلالة على تعلقه لا حبه فقط، أظنه كان يفتقد جاك الذي عرفه قبل وفاة أمه. > ثرثرة cheeky biggrin

    أتعلمين منذ قرأت العنوان وأول فصول الرواية تساءلت لم ألحقتِ (والدي) بالعنوان، وقد أجبت إجابة شافية في الفصل،
    فتشابههما صحيح حتى في لون العين اللافت كما تناولته في وصفك لجاك والذئب. المضحك أنني ظننت أن عقدتك
    هي الذئب وكولن، لأكتشف بأنها جاك وكولن والبطل ذئب.

    على العموم، روايتك إحدى الروايات التي أسرتني كلياً وجعلتني أعيش المواقف والأحداث المتسلسة، والمنظومة بجمال آسر،
    كما أن وصفك للبيئة الجبلية، وأعمال الريف، والمزارع أعطاها لمسة واقعية. بصدق بصدق أحببتها، وإني أأسف على لحاقي الباكر بها،
    فرواية كهذه أحب أن أقرأها بتتالي، ثم أحزن لأني أنهيتها باكراً، لكني استمتعت بها.

    أريد تنبيهك عزيزتي على الأخطاء الإملائية الكثيرة التي تخللت النص، فقد كانت مزعجة، أما طريقة التخلص منها
    فالقراءة والقراءة والقراءة، أكثري منها ونوعي عزيزتي.
    كما أني تمنيت قراءة المزيد، شعرت لو أنك أعطيت الصلح وصحوة كولن مساحة أكبر لأصبح أبهى.
    وهذه ملاحظاتي

    أختم بسؤال: هل لك روايات أخرى؟ أريد أن أعيد الكرة مع قلمك embarrassed

    أرجو لك التوفيق
    في أمان الله
    اخر تعديل كان بواسطة » ديدا. في يوم » 01-07-2014 عند الساعة » 21:11

  21. #120
    السلام عليكم ورحمه الله
    كلاسيك ماذا فعلتي بي embarrassed
    كما هو متوقع منك , كانت النهايه جميله جدا
    لم اتوقع ان يكون ذئبا هجينا ابدا embarrassed
    كما اني احببت جاك كثيرا في هذا البارت فقد اظهرتي لنا جانب لم نعرفه منه قبل ذلك embarrassed
    كم انا حزينه لنهايه روايه فريده كهذه disappointed

    انتظرك في اعمال جديده بأذن الله واملي ان لا يطول الانتظار
    بحفظ الباري
    اخر تعديل كان بواسطة » H A I R O في يوم » 07-07-2014 عند الساعة » 20:50

الصفحة رقم 6 من 7 البدايةالبداية ... 4567 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter