إن في الحياة خفايا كثيـــرة لم يعلمها الخلق
وإن لفي النفس لماهو أعظم وأخفى
وإن في كون خلقه قادر مقتدر لخفايا أعظم وأعظم
نأتي الآن لمسألة قد شاعت ولايعلم بني آدم قدر ذنبها وماتخلفه من أخطار تهدد صحة الدين والعقيدة.
نأتي آخر الزمن قد تزايدت الذنوب والمعاصي تزايداً معلوما وظاهراً .. وتزايداً مجهولاً متخفياً
قد نستغني عن ايضاح الذنوب الظاهرة المعلومة تلك كـ [ القتل والكبائر من عقوق وفواحش .. إلخ ] تعلمها النفس
وتوقن بفعلها واقترافها لها
فماذا عن الذنوب الخفية التي تصادفها في صفحات كتاب اعمالك
ء تأتي يوم الحساب لتسأل ماهذه الاعمال ؟ متى فعلتها ؟ أو منذ متى وانا غافل عنها ?
تعال لأخبرك , لأنبهك عن دينك , لأوقظ عينك الغافلة وقلبك عما يحصل
لتخطو خطوة تقربنا وتقربك للخالق وجنته .. و تبعدنا عن غضب الإله و سعير النار .
من حولــي
صغير في الـ 12 من عمره يشدو بكلمــات الحب ّ وأعذب الألحان (أين العشيقة؟)
ينشدان كلمات العتــاب والفراق , (هل حدث فراق حقـاً )
هذا لا يهمنا , فلتغنــي أيها القلب المغرم بما يحلو لك
لكـــن لماذا أسمع تلك الكلمات دون عقل يفكر
وحيــاتك , وحياة عنيكي , وغلاتك ,و و و و ...... ماذا بعد ؟
حين نطقت (( وحياتك )) \ (( وحياة عينك )) ..لأمك او لأختك أو لعشيقتك.. قد عبرت عن حبك وتقديرك لها
لكنك نسيت حبك لله وتقديرك لخالقك .. غفلت عن دينك وسلامة عقيدتك
نعم يا صاح ..فإنك لو قلت (( وحياة ربك )) لما كنت ستوصل حبك وتقديرك لهذه الأم او تلك العشيقة !!!
و حين قلت (( والنبي ))
أنسيت ان نبيك ونبي الله الذي تحبه اكثر من ذاتك لدرجة أنك تقسم به قد نهاك عن قول ذلك
فإن كانت الكلمة محببة لك .. فماذا عن اسم الله ؟؟.. أو لست تحب الله !
أوليس جميل لو قلت (( والله )) .. أو ليس أقوى واصدق لو قلت (( والله )) ؟
وحين تلفظت بلفظـ (( والكعبة )) \ (( والنعمة )) \ (( والسيد )) \ (( والشعب )) .. وغيرها من الأقوال اللي نعلمها واللتي لانعلمها ..
الم تفكر بأن هذه المخلوقات أكيد أنها ليست أعظم من خالقها ومنزلها ..
أوليس سهلا لو قلت (( ورب الكعبة )) \ (( ورب النعمة )) ؟
هل زيادة حرفين ثقيلة على لسانك ولو كانت سليمة على عقيدتك !
فألم تعلم أن النعمة وكل ماعلى الأرض ومافي السماء هو من صنع الله وابداعه .. فلماذا تقدمه عليه ?
أولم تسمع ياابن آدم.. أن الخلق لايجوز لهم ويحرم عليهم القسم بغير الله ..
وهل تعلمون من هو الوحيد الذي يجوز له الحلف بالنعم وكل ما على الكون ؟
إنه هو الله جل جلاله .. فكيف تسمح لنفسك ان تحلف أنت بنعمه او مخلوقاته !
أخي وأختي فلتعلما أن الحالف بغير الله العالم بالتحريم والقاصد تعظيم المحلوف به وتسوية عظمته بعظمة الخالق ..
وجب عليه الاغتسال والوضوء والنطق بالشهادتين من جديد
لأنه بذلك قد خرج من دائرة الإسلام !
فكل هذا الحلفان محرم بل هو من الشرك
لأن هذا النوع من التعظيم لا يصح الا لله عز وجل ومن عظم غير الله بما لا يكون الا لله فهو شرك
لكن
لما كان هذا الحالف لا يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله لم يكن الشرك شركا أكبر .
بل كان شركا أصغر , فمن حلف بغير الله فقد أشرك شركا أصغر
وان كنت تستهين بالشرك الأصغر فهو طريق يوصلك للشرك الأكبر
وهذا حديث الرسول ( صلى الله عليه و سلّم ) :" إياكم و محقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على العبد حتى يهلكنه" .. يهلكنه !
وقال أيضاً : "لا تحلفوا بآبائكم , من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"
وقال صلى الله عليه وسلم :"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"
قال عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر : (لأن أحلفَ بالله كاذباً أحبّ إليَّ من أن أحلف بغير الله صادقاً)
وذلك لأن الحلف بغير الله شرك، والشرك أعظم من الكذب.
وفي الآخر لا تقول رح أحاول بل قل سأفعل وأقلع عن ذلك
لأن مافي عذر شرعي اسمه عادات وتقاليد .. ولافي عذر شرعي اسمه تعودنا..
تخيلو ألسنتكم تشهد عليكم يوم الحساب.. كيف رح تردووو ؟ ايش عذركم لله
عادات وتقاليد .. ولا ّ.. ياربنا احنا ماقصدنا .. ولا ّ تعودنا
وان كان الله تعالى غفور رحيم .. لا تنسو انه أيضاً شديد العقاب .!!
فانتبهوا .. والله يوفقكم لرضاه
المفضلات