بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له.و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنّ إلا و أنتم مسلمون )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحامَ إن الله كان عليكم رقيباً )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )-
أما بعد:فيسرني أن أقدّم لكم من باب نشر الخير :-
فوائد من محاضرة " فقه سير العلماء لماذا و كيف ؟ "
ضمن السلسلة العلمية " لماذا و كيف ؟ "
للشيخ صالح بن محمد الأسمري الأسمري حفظه الله
ألقاها أوئلَ سنة 1420 من هجرة النبي صلى الله عليه و سلم
-[ الفوائد ملخَّصة من المحاضرة ]-
-- العلماءُ هم الذين قرنوا العلم النافع و العمل الصالح الأتقياءُ الأنقياءُ العارفون بكتاب الله و سُنَّةِ رسوله صلى الله عليه و سلم ، أهلُ الأثر و الفقه .
-- أهلُ البدعة و الهوى ليسو من العلماء .
-- لدراسة سير العلماء أهميّة بالغة ، و يدل على ذلك دلائلُ و براهينُ أهمّها :
1)- أن هؤلاء العلماء قدوةٌ لمن حولهم و رايةٌ يُتَحَلَّق عليها ؛ لأنهم خيارُ الناس و أفضلُ الأجناسِ في هذه الأمّة ، و هم ورثة الأنبياء في العلم ، فيؤخذ عنهم العلم و الهدي و السَّمْتُ و الأخلاق .
2)- أن سيرهم من التاريخ الذي تنطق فيه سُنَنُ اللهِ الكونية و الشرعية :فعندما ننظر لمثل سيرة الإمام أحمدِ ابن حَنْبَل - رحمه الله - مثلاً : نجد أن السُّنَّة الشرعية تنطق هناك ، فنجد تطبيقاً واقعياً للسُّنّة .و السُّنّة الكونية تنطق هناك أن الباطلَ و إن أُديلَ على الحق أياماً و أزمنة فإنَّ الثباتَ ليس إلاّ للحق ، و النُّصرةَ ليست إلاّ للحق الذي جاء في كتاب الله و سُنَّةِ رسوله صلى الله عليه و سلّم ، و التاريخ مليء بالعبر و الفوائد .
-- قواعدُ مهمّة قبل و عند النظر في سير العلماء و أخذِ العبر و الفوائد منها :
القاعدة الأولى : التثبّت قبل إستنباط معنى أو مَبْنى أو عِبرة أو سيرة أحد من العلماء أو نِسبةِ حكاية أو قولٍ عن أحدهم ، و للتثبّتِ طريقان :
الطريق الأول : أن تقف على الرواية المنسوبة لعَلَم مِنَ الأعلام ، فتقف على تلك الرِّواية بأسانيدها و سلسلة رواتها و تتحقّقُ صحّتها من عدم ذلك بناءً على قواعد عِلْم الجرح و التعديل .
الطريق الثاني : أن تعتمدَ في ثبوت تلك الرِّواية أو الحكاية : على العلماء المُثْبِتينَ المحقِّقينَ كالإمام الذَّهَبِيِّ رحمه الله ، و الذين يذكرون صِحَّتها من عدم صحّتها .
القاعدة الثانية : معرفةُ لغةِ الخِطابِ التي تقرأ فيها كتاباً يتكلّم عن سيرة عالِمٍ أو إمامٍ ، و لُغَةُ الخِطابِ المعرفةُ هي اللغةُ العربيّة فلابدَّ من معرفة مدلولات الألفاظ ؛ لئلاّ يُفْهَمَ عن عالِم مِنْ لَفْظٍ أطلَقه ما لم يقصِدْهُ كقولِ ابن حِبَّان رحمه الله " النبوّة عِلْمٌ و عَمَلٌ " .
القاعدة الثالثة : العَدْلُ و الإنصافُ عند النظر في سير العلماء .
القاعدة الرابعة : أن الجِبِلاّتِ و الطَّبائِعَ التي طَبَعَ اللهُ عليها بعضَ العلماءِ و الناسَ مما لا يخرمُ المروءات ينبغي أن تُستَثنى عند التقويم و النظر في سِيَرِهِم .
القاعدة الخامسة : أن العِبْرَةَ بشرع اللهِ و ما جاءَ في كتاب الله و سُنَّةِ رسولِهِ صلى الله عليه و سلم من النصوص و القواعد و الفوائد و المقاصد :
فإذا وجدنا في سيرة عالِمٍ أشياءَ تُخالف ما جاءَ في كتاب الله و سُنَّةِ رسوله صلى الله عليه و سلم : فنَدَعُها إتّباعاً للكتاب و السُّنّة .
و المؤمنُ يقفُ مع ما يُنقل عن العلماء من أخطاء موقفين :
الأوّلُ : ألاّ يُوافقَهُم في خطئهم .
الثاني : ألاّيُنزِلَهُم عن مرتبتهم العلمية التي كانوا عليها .
-- تنبيهاتٌ لابدّ من التنبيه عليها عند إعمالِ الفقه في سير العلماء :
التنبيهُ الأوّل : أن توقِنَ تمامَ الإيقان أنه لم يَسْلَم عالِمٌ مِنَ العلماءِ من نَقْدِ الناس .
التنبيهُ الثاني :أن تُوقِنَ تمامَ الإيقان أنَّ كلَّ عالِمٍ فيه عَيْبٌ و خطأ ، و الميزانُ الذي كشفَ عنه علماءُ الإسلام في هذا : الغلبة و الكثرة : فإذا غَلَبَ على الإنسان النُّقصانُ و الخطأ : لم يكن عالِماً .و إذا غلبَ عليه الصِّحّةُ و الصّوابُ : كان ذلك العالِم .
التنبيهُ الثالث : أنَّ الصحابةَ - رضوان الله عليهم - هم أفضلُ الناس ، و هم خيرُ قَرْنٍ ؛ كما قال صلى الله عليه و سلم " خيرُ القرون قرني " ؛ ففي الحديث دَلاَلَة على خَيْرِيَّةِ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه و سلّم خَيْرِيَّةً مُطْلَقَةً عامَّةً مُجْمَلَةً ، و هذا مُعْتَقَدُ أهلِ السُّنَّةِ و الجماعة .
فإذا أتيتَ على ترجمة واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فينبغي أن تُوقِنَ تَمامَ الإيقان أن عدالَتَه مشهورة و أنَّ اللهَ عزَّ و جلَّ قد عَدَّلَهُم تعديلاً لا يَشوبُهُ فِسْقٌ و لا خارِمٌ مِنْ خوارِمِ المروءة فكلُّهُم عُدول ، فلا يجوز تَعْدادُ معايبهم و مثالِبهِم فإنَّ ذلكَ مِنْ صنيعِ الروافض ، ليسَ من صنيع أهل السُّنَّةِ .
-- الحثُّ على العكوف على سِيَرِ العلماء و الإقتداء بهم و الإهتداء بهم ، و التحذيرُ من الإنكفافِ عن ذلك .-- الحثّث على تشهير سير العلماء ؛ ففي سيرهم تطبيق عملي لواقع السُّنَّةِ ، و في ذلك برهان على المبتدعة و المؤوِّلة في وجود تطبيق صائب صحيح لسُنَّةِ النبي صلى الله عليه و سلم .
----------------------------
نسأل الله تعالى أن ينفع بالتلخيص أكثر عدد من الناس .و سأحاول وضع المحاضرة الصوتية قريباً إن شاء الله ، حيث إن أصلها في شريط [ من تسجيلات البخاري الاسلامية بمكة ] و عليَّ أن أنقلها منه عبر المسجّل إلى الكمبيوتر ثم تحويلها لصيغة mp3 ، و الله المعين .
-- جزى الله خيراً مصمِّمَ الصورة .
وفقكم الله لما يحب و يرضى
المفضلات