بسم الله الرّحمان الرَحيم..
ونصلي ونسلّم على خير خَلق الله وخاتمّ الأنبياء
محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم
رمَضان مبارك أيها الأحبة الكِرآم
,
بدايةً
الموضوع يتَحدّث عَن اليَقين بالله عزّ وجَل ^_^
الفَهرس
اليَقين بالله عزّ وجَل..ما هوَ..وما علاقته بالطاعات؟
اليَقين بالله عزّ وجَل في إجابة الدّعاء
اليَقين بالله عزّ وجَل في التَوبة
,
[ اليَقين بالله عزّ وجَل ..]
هوَ العَودة إليه..التضرّع إليه في كلّ حاجـة ..
واللجوء إليه في كلّ فاجِعـة ..
فهوَ جلّ جلاله وتعالـى جدّه أوّل من يجب أن تلجأ إليه.. وما خابَ أو ذل من توجّه إليه
هذا اليَقين المتجسد بصورة جميلة تأسر الجَوارح
حينَ يَقف موسى عليه السلام..والبحر من أمامه
والعدوّ من خَلفه
فوقف باليَقين وهو في عظيم العُسرِ والشدّه فقال:
"قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"
فما أجملها من ثقة..وما أقواه من قلبٍ عَمر بيقين بالله وملئ به !
عندَها وفي لَمح البَصر!..تتنزل أوامر الله عزّ وجَل:
"أنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ"
فإذا بالأمواج العاتية تتحوّل إلى يابسة لا وجود للماء فيها نهائياً !
"قالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
* فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ"
حينَما نذنب..نَعصي
حينَ نواجه المَصائب والمَصاعب الشديدة ..
فليس بغير رَحمته نوقن..ولا غَير عَطاءه نَرجو
لَن يَرحمك كَما يَرحمك من خلقك
لَن يجيبك ويَعرف حاجتك كما يَعرف من فَطرك وأوجَدك
كيفَ لا وهو أقرب إليكَ من حبلِ وريدك ويَعلم خفايا الصدور ؟
وما أجمَله من مَوقف..ومآأحسَنه ..
من سيدة كَريمَة أمرها الله عزّ وجَل أن تلقيَ بولَدها في الماء..فاستَجابَت..
إنها والدَة سيدنا موسى عليه السّلام..
لولا يَقينها برَحمة الله وحسن ظنها به لَما ألقَت رَضيعها فلذة كبدها في اليمّ
"أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ"
,
[ اليَقين بالله~حسنُ عَمل وطاعة..]
اليَقين بالله وحسن الظَن به لابدّ وأن يتبعه حسنُ عَمل ..لا بدّ وأن تتبعه طاعة
فاليقين بهِ جلّ وعلا يَتبعه رَجاء بالله تعالـى
وهذا هوَ الفَرق بينَ التمنّي والرّجـاء
فالرّاجي يسعى ويجتَهد..ويحسن ظنّه بالله..فيتطلع لعفوه وواسع رَحمته
بينَما المتمنّي يتطلّع ويتمنّى دونَ عَمل ..
فكَيفَ لامرءٍ يُسخِط ربّه ويَظلم وينشر الفَساد ..أن يَكون على يَقين برحمة الله به دونَ أن ينيب !
فهو إذاً خادعً لنَفسه
وكأنه يظنّ بأن المعاصي ستَقوده للجنّة..ولا نسمي ظنّه هذا حَسناً ولا يقيناً بالله بتاتاً
فهذا ليس براجٍ..بَل متمنّي
وهذا منطقيّ
إذ أنّ العَبد يُحسنُ العَمل لعلمِه بأن الله سيجازيه خيراً إن حسُنَت نيته
,
والرّجاء له صور محمودة..منها رجلُ يَعبد الله ويطيعه..فيَرجو ثَوابه
وآخر أذنَب وأخطأ..فتَاب وعاد..ويَرجو المَغفرة والعَفو من الله تعالـى ..
أما من يُذنب ويخطئ ثمّ يَرجو رَحمة الله تعالـى بلا عَمل فهوَ للغَرور بعَينه
قيلَ في الرّجاء: ^_^
قال شاه الكرماني : علامة صحةالرجاء حسن الطاعة .
" الرجاء " حاد يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب . وهو الله والدار الآخرة . ويطيب لها السير .
وقيل : هو الاستبشار بجود وفضل الرب تبارك وتعالى . والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه
وقيل : هو الثقة بجود الرب تعالى .
وسئل أحمد بن عاصم : ما علامةالرجاء في العبد ؟فقال : أن يكون إذا أحاط به الإحسان ألهم الشكر ،
راجيا لتمام النعمة من الله عليه في الدنيا والآخرة ، وتمام عفوه عنه في الآخرة .
ووفقاً لهذه المَقولـة :
وقال أبو علي الروذباري :الخوف والرجاء كجناحي الطائر إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه . وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص . وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت . فإننا بإذن الله سنأخذ الخَوفَ كجَناح آخر..
في موضوع قادم بإذن الله تعالــى
,
النتيجة من الكلام السابق:
أننانَعمل..وَنُحسن العَمل يقيناً برَحمة الله..بجزاءه العادل ورَحمته الوَاسعــة....
المفضلات