بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنام ونبي السلام وبدر التمام
مات الكثير من البشر ، مات الكثير ممن حاربوا لأجل الإسلام ، ممن ذادوا عنه ، وكانت أرواحهم رخيصة الثمن لأجله ، بأرواحهم وأنفسهم وأموالهم ، بذلوا كل شيءٍ لأجل هذا الدين الحنيف ، وكانوا يرجون رحمةً ومغفرةً من رب العرش الكريم ، خير أصحابٍ لخير نبي ، واحدٌ منهم فقط من اهتز عرش الرحمن لموته ، واحد فقط كان له الشرف لذلك و ما أعظمه من حدث ، أن يهتز عرش الرحمن ، عرش خالق الأكوان بموتك !!
• هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، الأشهلي الأوسي.
• أمه: كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
• أما زوجته فهي هند بنت سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصارية
صفته وحالته في الجاهلية
كان سعد رجلاً أبيض ، حسن اللحية ، وكان طويلاً جميلاً
كان سيداً في قومه ، فقد كان كان رئيس الأوس و زعيم قبيلته بني عبد الأشهل .
كانت قبيلة بني قريظة اليهودية من حلفائه
نفرٌ من الأنصار كانوا قد حضروا موسم الحج ، وقد دعاهم رسول الله إلى الإسلام ، وإلى توحيد الله عز وجل ، وأخبرهم بأمر نبوته وقرأ عليهم القرآن ، فأنصتوا له وآمنوا به ، وكانوا إذا عادوا إلى يثرب ( المدينة المنورة ) دعوا أهلهم سراً ، فبعثوا لرسول الله أن يبعث لهم برجلٍ من عنده ليعلمهم الدين ويدعو الناس للإسلام ، فبعث رسول الله بمصعب بن عمير وكان أول سفيرٍ في الإسلام ، وكان سعد بن معاذ ممن أسلموا على يد مصعب بن عمير ، ولما أسلم قال لأهله وقومه من بني عبد الأشهل "كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا"
فأسلموا فكان من اعظم الناس بركةً في الإسلام
• موقفه من سب اليهود للرسول
كان المسلمون يقولون للنبي : راعنا على جهة الطلب والرغبة من المراعاة
وكانت عند لسان اليهود تعتبر سباً ، فكانوا قد خاطبوا بها النبي ، ويضحكون فيما بينهم عليه
فلما سمعها سعد قال : عليكم لعنة الله، ،عليكم لعنة الله، لئن سمعتها من رجل منكم يقولها للنبي لأضربَنَّ عنقه ، فقد كان يعرف بلغتهم
فردوا عليه اليهود بأنهم يقولونها ، يقصدون المسلمين الذين يقولونها لرسول الله
فنزلت الآية الكريمة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
• في غزة بدر
عندما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم يستشير الناس فى الخروج لغزوه بدر ، تكلم المهاجرون فأحسنوا ، فاستشارهم ثانيةً ، فتلكم المهاجرون وأحسنوا ، فاستشارهم ثالثةً ، وكان يريد بذلك رأي الأنصار ، فقام سعد وقال كأنك تُعَرِّضُ بنا؟
لأنهم كانوا قد بايعوه على أن يحموه في ديارهم ، والآن هم يريدون الخروج من دياهم والقتال خارجه ، فأراد الرسول أن يعرف موقفهم
فأكمل سعد :
آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ماجئت به هو الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله .
وفي رواية أخرى
يا رسول الله، إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرَنَّ معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى من بني إسرائيل: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمرٍ وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامضِ له، فصِلْ حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وسالم من شئت، وعادِ من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت.
فسر رسول الله وقال : سيروا وأبشروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، وإني قد رأيت مصارع القوم
• خوفه على رسول الله
لما التقى الناس يوم بدر- قال سعد لرسول الله: يا رسول الله، ألا نبني لك عريشًا فتكون فيه، وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك فتلحق بمن وراءنا. فأثنى عليه رسول الله خيرًا، ودعا له.
• في غزوة أحد
شهد أحد مع النبي ، وثبت معه حين ولى الناس وأبدى شجاعة فائقة.
• موقفه في غزة الخندق
أصيب سعد في غزة الخندق ، وكانت إصابته في ذراعه ، وقد قال وهو مصاب : اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة
فقد كان بنو قريطة ينوون الهجوم على المسلمين من خلف المدينة وهو محاصرون من كل الجهات
وبعد إصابته حمل للمسجد ، وقد اقام له النبي خيمةً هناك كي يزوره فيها ن ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف دمه ، فقال للهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة"
فما قطر عرقه قطرة بعدها».
وحينما حاصر المسلمون بني قريظة ، طلبوا سعد بن معاذ كي يحكم فيهم ، وقد كانوا حلفائه في الجاهلية ، وحين أتى أمره الرسول بن يحكم فيهم ، ف قال: «فإني أحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري». فقال : «لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله فلما قتل آخر رجل منهم انفجر الدم من عرقه» واحتضنه النبي : «فجعلت الدماء تسيل على رسول الله وجعل أبو بكر وعمر يبكيان ويسترجعان» ، فقال له رسول الله : لقد حكمت بحكم الله عزل وجل
توفي سعد بعدها من أثر الإصابه ، وشيع جنازته سبعون ألف ملكاً لم يطأووا الرض قبلاً ، وفتحت أبواب السماء واهتز عرش الرحمن لموته ، ولما وضع في قبره وكبر المسلمون قال رسول الله : تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد
وقد ذرف رسول الله دموعه حتى ابتلت لحيته
وحينما توفي بكت أمه وقالت : ويل سعد سعدا صرامه وحدا
وسؤددا ومجدا وفارسا معدا
سد به مسدا يقد هاما قدا
فقال رسول الله : كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد
وقيل أنه حينا حمل الناس جنازته فوجدوا له خفه مع أنه كان رجلا جسيما فقالوا ذلك للرسول فقال عليه الصلاه والسلام أن له حمله غيركم ، يقصد بذلك الملائكة ، فقد شيعوا جنازته
وقد أهدي الرسول مرة ثوب حرير فقال : «مناديل سعد في الجنة أحسن من هذا
وكان عمره آنذاك 36 عاماً
رحم الله سعداً ، آمن بالله وصدق برسول الله ، حكم في بني قريظة بحكم الله ، واتبع رسول الله ، حتى لو خاض البحر لخاضه معه
هم بالفعل كانوا خير أصحاب لخير نبي
عاش بضعاً وثلاثين عاماً ، واهتز عرش الرحمن لموته
وقيل انه عندما أسلم كان عمره واحداً وثلاثين عاماً
لم يعش وهو مسلم 10 سنوات !!
نعيش لأكثر من 50 عاماً ، لكن .. هل حققنا شيئاً ؟!!
في الختام ، لا تنسوا للإخواننا المستضعفين في كل مكان
سوريا .. فلسطين – أفغانسان – الشيشان – أركان – العراق
وكل بلاد المسلمين في أرجاء المعمورة
والصلاة والسلام على من بكى شوقاً لرؤيتنا
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
المفضلات