إنّ الحمدُ لله حمداً طيباً مباركاً فيه،
وبه نستعين ونسأله الهدايـة، ونعوذ بالله من شرور الأنفس وسيئات الأعمال
قال تعالــى
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
هل نحن منهم ياترى ؟!
وماذا يعني أن تتوكل على الله حق التوكّل...
~استشعِر مَعي من فضلك عزيزي القارئ~المواقف التالي ذكرهـــــ ـ ـ ـا:
/
/
أنت جالس في غرفتك...تنتابكَ أحاسيس الخوف والارتباك وتخنقك العبرة
فغداً امتحان القبول الجامعي الذي سيحدد العديد من ملامح مستقبلك الواعد..
الكثير من الكتب أمامك ولاتدري من أينَ تبدأ !...
قد تكون أضعتَ وقتك,,
أو أن الظروف التي تحيط بك خرجت عن السيطرة
المهمّ أن هذا هو حالك ...فكيف تبدأ استذكارك؟..
هل بيأس (مذاكرة أي كلام يعني)بحجة ضيق الوَقت
أم هل ستوفر على نفسك عناء الاستذكار وتكتب البراشيم !
فسر العلماء التوكل بكلمات:
...ليكن عملك هنا ونظرك في السماء}
فحتى مع ضيق الوَقت وحتى إن كان من قصور سابق..لايفوت الأوان على أن نبدأ بالتوكّل
خطأ قد وقعنا فيه جميعُنايوماً..فكَم ننسى وتجرّنا الأسباب فتشغلنا عن التوكل على مسببها جلّ علاه
فخالق الأسباب قادر على أن ييسرها بلمح البصر كماهو قادر على أن يبطلها ويعطّلها
...كما يجب أن نأخذ بالأسباب المشروعة لاستجلاب الرزق والمصلحة
فالله عزّ وجَل لا يجعل المحرّم على العباد سبباً لأن يرزقهم به ..
تخيّل معي مرّة أخــرى:
....
أمامك الكُتب نفسها..لكن تخيل هذه المرة بأنك قد أكلت هذه الكتب قراءة وحفظاً وتمحيصاً
فأنت تذاكرها منذ زمن وتشعر بالثقة التاااامّة أن مذاكرتك ستجعلك الأكثر تفوقاً،
أيضاً خطأ
إذ لا يجب الركون والاتكال على هذه الأسباب وإن كانت مشروعـة
التوكل على الله يكون بأن تستذكِروأنت تعلم أنك لن تنجح إلا بفضل من الله
فأنت تتوكل على الله..تعمل بالسبب..تدعو الله التوفيق
يوصلك ذلك لقدر من الأقدار..فترضى بهذا القدر مهما كان
وهكذا تعيش وأنت موكّل أمرك لمسبب الأسباب العَدل..الحيّ الذي لا يموت
فيحقق لكَ هذا راحة البال
..{فالمضيّ والتفوّق لايكون ببذل الأسباب وحدها والاتكال عليها
ولن يكونَ كذا دونَ بذل هذه الأسباب}..
كيفَ أكونُ شخصاً متوكَلاً غيرَ متواكِل؟
كلّنا نحبّ أن نكون ممن قال عنهم المولى جلّ علاه
{وعلى ربهم يتوكلون}
فلنتوصل بالخطوات المدروسة كيفية الوصول للتوكّل ...
أولاً بمعرفــة الله بأسمائه وصفاته الجليلة ،نتيجة لتلكَ المعـرفة القوية تتولّد المحبّة
والثقة ويتولّد التعظيم لله والإتكال الحق
فمن عرفه فما ملكَ إلا أن أحبّه وتوكّل عليه
ثانياً يأخذ بالأسباب المشروعة ويبذلها
ثمّ يدعو الله أن ييسرَ له غايته ويوفقه ،وللدعاء شروط نذكر أهمّها:
1.لايستعجل الإجابـة لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم :
(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي)
2.يدعو موقناً وبحضورقَلب لقوله صلى الله عليه وسلّم:
(ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)
3.إظهار لحاجـة والتضرّع لله في الدعاء،
وأنت تدعو الله استشعر مدى فقرك إليه وحاجتك وتخيل حالك إن لم يستجب لك!
4.أن يبين صيغة الجَزم في دعائه لقول الرسول عليه أزكى الصلاة والتسليم
(لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له)
5.لا يدعو بإثم أو قطيعة رَحم
(لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم)
6.أكل الحلال
أقوال في التوكّل :
قال المقدسي: " فالتوكل عبارة عن اعتماد القلب على الموكل،
ولا يتوكل الإنسان على غيره إلا إذا اعتقد فيه أشياء :
الشفقة، والقوة، والهداية فإذا عرفت هذا، فقس عليه التوكل على الله سبحانه ولم يلتفت إلى غيره بوجه ،
فإن كنت لا تجد هذه الحالة من نفسك فسببه أحد أمرين:
.إما ضعف اليقين بأحد هذه الخصال :
وانزعاجه بسبب الأوهام الغالبة عليه"
كما يقول في وصف المتوكلين:
ويظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه إلى مقاصده وسعيه
إما أن يكون لجلب نفع مفقود كالكسب أو حفظ موجود كالادخار
وإما لدفع ضرر لم ينزل كدفع الصائل أو لإزالة ضرر نزل كالتداوي
المفضلات