بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسَـــاء / صبَاح الخير لكل الضيوف الفضوليين، من يريدون معرفة حادثة سقوطي
بكتب مقدمة صغيرة عبارة عن طلاسم وَ اللي يحلها رآح يعرف مغزى هذا الموضوع بالكامل
صحيح أن القصص بالنسبة لي شيء مقدس وَ يمنع المساس به
لكن ... أكثر قصة أحبها ولا أتعب ولا أمل من حكايتها للآخرين هي
قصة لقائي لأول مرة بالقصص الآخرى
( انتهت الطلاسم )
كنت صغيرة جدًا لذا لا أذكر كيف اكتشفت عالم الكتب ، كل ما أعرفه أنها كانت مثيرة جدًا للإهتمام
تلك الطلاسم الغريبة المرصوصة على الورق كانت تجذبني وإن كنت لا اعرف ماهيتها ولا أعرف قراءة
حرف واحد منها
لكني كنت استمتع بحملها وتقليب الصفحات محاولة فهم هذا اللغز العجيب
حيّل ماما
بالرغم من أن أمي - حفظها الله - كانت ترى اهتمامي الكبير بعالم الكتب كثيرًا ، وبالرغم من
استجابتي الكبيرة لتعلم الكتابة والقراءة قبل دخول المدرسة ، إلا أنها لم توجه لي أي طلب
مباشر أو تشجيع لقراءة أي كتاب ... بالعكس، كنت أنا من يجلب لها الكتب لتقرأها لي لكن
كانت ترفض وتقول : إذا تبغين تقرأينها ، تعلمي كيف
ثم بعد ذلك ، أجدها تجلس في مكان قريب مني وتقرأ كتابًا ، وتحاول اظهار استمتاعها
بالكتاب لأقصى درجة ممكنة ... إما أنها تشهق مندهشة مما تقرأ ! أو تضحك على شيء ما
وَ الأسوأ حين تنظر إلي وتقول : واو سوآن ! ليتك تعرفين القراءة لكنت أخبرتك بالشيء الرائع الذي قرأته الآن !!
طفلة غاضبة جدًا ... احذروا !
بسبب رغبتي بقراءة القصص ، كنت مجتهدة في تعلم الحروف ... كنت متلهفة لتعلمها كلها
حتى استطيع ان افهم ماذا تعني السطور التي احلم بها طول الوقت
وَ جاء اليوم الذي اتمناه
اليوم الذي استطيع القول بكل ثقة أنني أستطيع قراءة الحروف وكتابتها
وجري نحو أقرب قصة عندي ... أفتحها بلهفة ، وانظر لأول سطر .. لأول كلمة
مازلت أذكر خفقات قلبي وأنا اقرأ حرفًا حرفًا ولسعادتي أستطعت قراءتها بشكل
صحيح !!
أيها العالم قرات كلمة كاملة !!!
ولكن
ما الأمر ؟
قراءتها ... اعرف اجزاء الكلمة حرفًا حرفًا ولكن ... لمَ مازلت لغزًا
نعم يا اصدقاء
لذكائي الخارق ، كنت أعتقد أن تعلم تعلم الحروف وقدرتي على القراءة ستجعلني
تلقائيًا وبشكل خارق قادرة على فهم الكلمات
للآسف ، بعد رحلتي الشاقة ... وجدت أني لم أفهم كلمة واحدة مما قرأت
واكتشفت ايضًا أن القراءة وحدها لا تكفي لكي أفهم الكلمات !
وَ أن هذا يتطلب مني رحلة أخرى ... أطول وأصعب وربما تستمر مدى الحياة
كان هذا الإكتشاف لطفلة عجولة ومتحمسة .. محبطًا جدًا ومدمرًا لكل أمالها
حاولت مرات عدة أن اقرأ اشياء مختلفة ، منكرة النتيجة المؤسفة التي وصلت إليها
لكن كل مرة كنت أجد نفسي أمام نفس المشكلة .... لا أفهم شيئًا
شيئًا فشيئًا بدأت ثورة الغضب تستعر في نفسي
وبدأت ألوم تلك السطور البشعة الشريرة التي أسرتني بشباكها بينما لا تريد مني أن أفهمها أبدًا
اصبحت طفلة مزعجة ، وكنت اذهب لأمب للبكاء بين الحين والآخر ...
( علميني كيف افهمها يا ماما )
لكن أمي استمرت بتجاهلي فقط واخباري بـ :
( هذا ليس السؤال صحيح )
وعندما وجدت أن طلب المساعدة لن ينفع ، وَ أنني لن أنتظر سنوات طويلة لكي أدرك ماتحويه الكلمات من معنى
قررت أن أخذ الأمر على عاتقي ، وأفعل أفضل حل موجود لدي ..
أمسكت قلم الرصاص واخذت أحد القصص بنظرة شيطانية وَ لسان حالي يقول :
من يريد أن يفهم ماهو مكتوب هنا >> مو أنتِ
ثم خربشت على الكلمات ( مازلت اتألم لهذا ) وَ كتبت فوقها بعض الطلاسم التي تشبه الحروف
وَ هكذا قررت اختراع حروفي الخاصة ولغني الخاصة وَ فصتي الخاصة أيضًا
بذلك هدأت ثورة الغضب والإحباط عندي ، وشعرت أنني تفوقت على هذه الخطوط الشريرة
الأمر سهل جدًا ، أن تخترع شيئًا يناسبك ويريحك من عناء التفكير والفضول
:
بالطبع ، هذا الحل لم يجدي لوقت طويل لأن لغتي العظيمة لم تكن تكفي لكل صفحات القصة
و وجدت نفسي أواجه نفس المشكلة مجددًا
الشيء الجميل أنني استطعت أن اقرأ القصص بعد هذا بفترة قصيرة جدًا ، عندما تخليت عن الاحباط
وبدأت بالسؤال عن معاني الكلمات كلمة كلمة ... كنت اسأل عن كل كلمة اسمها ولا اعرف معناها
أو اقرأها على الجرائد والمجلات أو في التلفاز ... حتى لوحات المحلات في الشارع ، ساعدني هذا
كثيرًا على اكتساب المفردات . بالإضافة إلى المدرسة بالطبع التي التحقت بها بعد وقت قصير
:
الصوّر
مجموعة صوّر لأطفال يقرأون ، بـ ستايل الفينتج ، عددها 10 صور
أرجو أن تعجبكم
للتحميل من [ هنـا ]
هذه حكاية لقائي بالقصص ، إنها من أثمن ذكريات الطفولة بالنسبة لي 3>
أردت مشاركتها لكم ... لأني أردت مشاركة حب حياتي الأول وَ الذي له الفضل
بعد الله لكل شيء يمثلني الآن
أرجو أن تكون قصة ممتعة وَ ظريفة
في آمان الله ()*
المفضلات