الصفحة رقم 3 من 5 البدايةالبداية 12345 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 41 الى 60 من 100

المواضيع: دوّامة!!

  1. #41
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سِرداب مشاهدة المشاركة


    السلام عليكم*

    قصة عجيبة جداً، كم إستشعرت ضيق وليد حين عاد إلى المدينة frown أمر مؤسف
    المنعطف الذي اتخذته القصة بجريمة وليد كانت صادمة حقاً. لم أتوقع أن قصة لطيفة مثل هذه قد تتحول إلى ساحة جريمة!
    بالطبع هذا ليس أمراً سيئاً. أحببت تقلب الأحداث،

    حاولت شبك الخيوط ببعضها البعض، أيادٍ و "التخلص منهم". هل كانت أيادي الناس هي السبب في محق قريته البسيطة؟
    بالطبع لن تكون الفكرة بهذه العبارة السطحية، لكنها مجرد محاولة tongue

    أتشوق لقراءة التكملة. أتمنى أن تكون قريبة smile
    و عليكم السلام .. عذرا على الرد المتأخر ..

    هههههه توقعي معي أي شيء أنا و عقليتي الإجرامية المجنونة >_<
    لا بأس بمحاولتك .. و ما يدريك لعلها تصيب كبد الحقيقة


    في حفظ المولى و رعايته
    أَسْتَغْفِرُ اللَّه العَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيهِ ..

    " ما أجمل عيش الغرباء "


  2. ...

  3. #42
    آمل أن يكون الفصل التالي قريبا

    ما زال الكسل و الملل يمنعاني من الكتابة cross-eyed

    متشوقة لإكمالها لكن متى ؟؟ الله أعلم rolleyes

  4. #43

    .. بسم الله الرحمن الرحيم ..

    هتَّان يتساقط رذاذه الخفيف على أسقف البيوت الطينية و الطُرقات الرملية

    مرج أخضر انتشرت على أرجائه زهور يانعة رافعة رأسها بشموخ إلى الأعلى

    وغروب باسم الثغر يهدي الدنيا لوحة إبداعية حين يصبغ وجه السماء بألوانه الفاتنة البديعة


    منزل صغير ينبعث من إحدى غرفه صوت المذيع على التلفاز بادئا النشرة الاخبارية

    شخص يهتف بانزعاج من مكان ما : أهالي القرية عازفين عن العمل

    و تقلب ذاك الجسد النائم بضيق على السرير
    كانت تراقب انكماش ملامحه بعينين ذابلتين ، خمنت بينها وبين نفسها ربما يرى كابوسا مريعا ، أو لعله لا يزال متألما من الضرب المبرح الذي تلقاه ليلة البارحة و أوهن جسمه كثيرا

    و استمرت الصور بالتدفق - بعشوائية - في ذهن الشاب المستلقي على الفراش


    أزقة ضيقة متعرجة ، صرير مزعج لعجلات إحدى السيارات ، ملامح ضبابية لعدة وجوه ، وأخيرا عشبٌ رطب متشرب بحمرة قانية ، يحتضن جسد شخص ما !

    عند هذا الحد خرج الأمر عن السيطرة ، فارتعدت فرائص النائم ، و صدرت منه أنّات مرتجفة متوجعة ، و بدون شعور أطلق سراح دموعه الحبيسة من سجن عينيه
    لم تكن المسافة التي تفصلها عن ابنها ببعيدة ، تحركت بسرعة حتى أصبحت بقربه ، و انحنت على جسده تهزه بقوة و هي تهتف بجزع :
    -وليد ، وليد استيقظ ، إنه كابوس
    استجاب بعد ثوان معدودات و فتح عينيه على اتساعهما محدقا في السقف ، تنفسه ما زال مضطربا ، الرؤية غائمة داخل عقله و الأمور مختلطة عليه ، لا يزال مأخوذا بالمناظر التي شاهدها في منامه ، و لم يعلم بالتحديد أين هو الآن ، وقع بصره على والدته المرتعشة بوقفتها ، كانت بالكاد تحاول أن تتماسك و لا تبدو هشة أمامه حتى لا ينهار أكثر من ذلك ، إنه بحاجة لشخص يسانده و يمسح عنه أحزانه و يعينه على النهوض مجددا حتى يتجاوز هذه المحنة ، لتوفر دموعها الآن فبإمكانها البكاء فيما بعد كما تشاء لكن ليس أمامه ، تنحنحت لتطرد غصتها قبل أن تقول بصوت متقطع :
    -إنه .. كابوس .. استعذ بالله من .. من الشيطان الرجيم
    لم يستوعب ما نطقت به أمه ، وبحركة سريعة استوى جالسا ، و هو يرمي كلمات مبعثرة كطفل تعلم النطق لتوه :
    -أنا .. سمير ؟ القرية .. رأيته .. الجبل الـ
    قاطعته عندما أسندت رأسه برفق على صدرها ، و بيدها الأخرى أخذت تربت على ظهره بلين :
    -وليد ، أنت في المنزل ، أَخْرِج القرية وسمير من رأسك ، إنك مرهق و تحتاج للراحة فقط ولا شيء آخر سواها
    ارتخت عضلاته كلها وفي نفس الوقت أحس بإحباط شديد ، فقد أدرك من كلام والدته أن هناك مسافات طويلة تبعده عن القرية التي لطالما أحبها و أحبته .. إنه لا يتوهم ، متأكد من وجودها و لو أنكر جميع البشر ذلك

    طرق الباب ثلاث طرقات متأنيات قبل أن يُفتح و يدخل الأب إلى غرفة وليد ، ابتعدت الأم عن هذا الأخير ثم استدارت إلى الخلف و لمحت زوجها ، و بقلق شرعت تنقل نظراتها بينه و بين ابنها .. شعر وليد أن آلامه النفسية و البدنية ثارت عليه لمَّا رأى وجه أبيه ، خيّم صمت رهيب على المكان لعدة دقائق كان الابن و والده يتواصلون فيها من خلال أعينهم ، و جالت بعقل الاثنين آخر حادثة حصلت بالأمس عندما حاول وليد الفرار من البيت ، و في ذات اللحظة فاجأته عودة والده و قبل أن تصدر أي ردة فعل من أحدهما ، سقط وليد مغشيا عليه من شدة تعبه و لم يستيقظ إلا للتو
    لم ترتح الأم للوضع و حاولت كسر السكون و التفوه بأي شيء ، لكن سبقها زوجها بقول :
    - لا تحاول الهروب مرة أخرى
    بصوت باردٍ متحدٍ أجاب :
    -أعدك أني لن أكتفي بمحاولة واحدة !
    تجاهل أسلوبه الوقح ، ووضع ساعديه على صدره قائلا :
    -وفّر على نفسك .. سأسمح لك بالخروج معي ومع والدتك بالطبع
    احتدت نبرته و هو يرد :
    -لن أذهب لأي مكان سوى قريتي
    وقفت الأم بين الاثنين و هي تلوح بيديها في الهواء علها تفلح في تهدئة الموقف قبل أن يتفاقم أكثر :
    -استعيذا بالله من الشيطان الرجيم .. لا بأس سنخرج جميعنا ( التفت إلى وليد ) و لكن أولا انهض و اغتسل و توضأ لتؤدي صلاة الفجر التي فاتتك مع صلاة الظهر قبل أن يخرج وقتها هي أيضا

    ×××

    -لكن وليد لا يزال متعبا ، ما رأيك لو نؤجل النزهة إلى وقت آخر ، و عوضا عن ذلك نأخذ وليد لأحد المستشفيات ليتلقى العلاج هناك
    كانت تقف بجوار الباب ، و كان زوجها يجمع بعض الحاجيات من درج مكتبه في حقيبة سوداء متوسطة الحجم ، و حين فرغت من حديثها ، لم يرفع رأسه و ينظر إليها أو على الأقل يتجاوب معها و لو بإيماءة من رأسه ، بل اتجه إلى الخزانة و فتحها ومن أحد الأدراج أخرج مجموعة من الأوراق وعلب الأدوية ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يدسها هي الأخرى داخل الحقيبة ، لم تعلم ما غرضه من فعل كل ذلك ولم تفكر بسؤاله ، تقدمت منه و هي تقول بضيق :
    -أبو وليد هل سمعتني ؟
    استدار إليها نصف استدارة و هو يقول بعجلة :
    -اهتمي أنتِ بعلاجه هنا ، تعلمين أننا سنخضع لمُسائلة و تحقيقات لو أخذناه للمستشفى ، و النزهة أمر مفروغ منه لابد أن نساعده في تغيير الجو و نرفه عنه بأي طريقة كانت
    لم يرقها تبريره إطلاقا " أي نزهة هذه و وليد عظامه مفككة وبالكاد يستطيع الوقوف ، لا أصدق أنه نفس الشخص الذي كان ينوي التخلص منه البارحة "
    أولاها ظهره و اتجه إلى الباب و هو يحمل الحقيبة على كتفه ، منهيا بذلك النقاش ، و قاطعا على زوجته أي سبل للمعارضة ، تنهدت الأخيرة بقلة حيلة ثم سألته قبل أن ينصرف :
    -وهل قابلت الطبيب النفسي ؟
    لم يتوقع سؤالها فتسمر في مكانه لبرهة ، و لا إراديا قبضت أنامله على حزام الحقيبة بقوة ، ابتلع رمقه بصعوبة قبل أن يكمل سيره و يقول متظاهرا بالتماسك :
    -لا .. لم يكن متواجدا في مكتبه بالأمس


  5. #44
    احم امور مختلطة

    كتابة ثم حذف ثم إعادة ×_×


    و مرة أخرى

    أتمنى أن تعذروني على جميع الأخطاء النحوية و الإملائية
    و على الوصف الممل أو المختصر و على كل خطأ في القصة

    بإذن الله أُكمل الباقي قريبا ..

    دمتم في حفظ الله

  6. #45

  7. #46
    طرق الباب ثلاث طرقات متأنيات قبل أن يُفتح و يدخل الأب إلى غرفة وليد
    لعل البعض التبس عليه الفهم و اعتقد أن وليد كان في غرفته

    غلطة em_1f605 المفروض أكتب " إلى الغرفة التي يرقد فيها وليد "


    تحركت بسرعة حتى أصبحت بقربه ، و انحنت على جسده تهزه بقوة و هي تهتف بجزع :
    -وليد ، وليد استيقظ ، إنه كابوس
    سمعت معلومة سابقا أنه لا يصح إيقاظ النائم بطريقة عنيفة قد تفزعه .. لإن روحه ... e108 ( لقد نسيت باقي المعلومة
    و كنت أود الاستفسار عن أمر بشأن هذا الصدد .. لكن سأستعيدها أولا ثم أكتب سؤالي ) em_1f605

  8. #47
    احم يبدو أني كنت مندفعة بعض الشيء

    أتوقع أني سأتأخر أكثر

  9. #48
    Bella T6rS7E
    الصورة الرمزية الخاصة بـ آلاء









    مقالات المدونة
    36

    مصمم مميز 2016 مصمم مميز 2016
    شكر وتقدير شكر وتقدير
    الإخباري المميز النسخة 5 الإخباري المميز النسخة 5
    مشاهدة البقية


    عدتِ مجدداً هذا رائع ^^

    إذن أقرأ وأعود للتعقيب بحول الله ^^


    attachment

    بلبلة الله يسعدك يا أحلى أخت و أجمل صديقة <3
    أراكم على خير إخوتي redface

    شكراً جبولة
    e106

    --------------------------
    My Little Bro ~ ɜвdaιяa7мaи






    للأخوة معنى آخر
    أَسـْــــر Li Hao RITA
    036


  10. #49

  11. #50
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    كان يسير بخطوات متقاربة داخل الحي الذي يقع فيه منزل صديقه ، يضع كفيه داخل جيبي بنطاله الجينز ، و ينظر بشرود للبيوت المتراصة على جانبي الطريق ثم يرسل نظراته للأسفل و يتنهد بعمق ، كل الاحتمالات السيئة خطرت على باله ، كان يجزم بوقوع بعضها ثم لا يلبث أن يعترض عليها سريعا بركله أي شيء يقف في دربه ، و كأنه بهذه الطريقة سيرفس هذه التخيلات البغيضة خارج حدود عقله ، رفع رأسه و سحابة من الوجوم تغطي عينيه البنيتين ، و حتى الآن لم ترسو أفكاره على بر ، لا بأس لم هو متعجل هكذا ؟ حالما يصل ستتضح له الأمور أكثر بإذن الله
    وصل للبيت المنشود أخيرا ، تعجب حين رأى الباب الخارجي و الداخلي كذلك مفتوحان على مصراعيهما ، هل يعقل أنهم نسوا إغلاق الأبواب ؟ لم يهتم أكثر وقرع الجرس للتنبيه على قدومه ، ثوانٍ فقط و أطل وجه صديقه ، لحظة أ هذا وليد فعلا ؟! خدوش دامية ارتكزت على أنفه ، و أسفل شفتيه و ذقنه ، و العديد من الكدمات الزرقاء التي أخفت معالم وجهه ، و غير هذا وذاك وقفته مائلة بشكل غريب و كأنه غير قادر على تثبيت نفسه ، ما أكد له أنه لم يخطئ المنزل هو ظهور الأب من خلف ابنه ، أحاط كتفي ولده بيده اليسرى مساعدا له على المشي ، لكن وليد لم يتقبل معاونته وحاول جاهدا التملص من يد والده إلا أن محاولته باءت بالفشل ، لو كان بكامل قواه الجسدية لاستطاع إبعاد والده عنه ، هذا الأخير لم يبالي بانفعالات ابنه بل أحكم إمساكه و أجبره على السير عنوة ، بعد قليل خرجت الأم و تكفلت بإكمال المهمة نيابة عن زوجها الذي اتجه رأسا إلى السيارة ليقوم بتشغيلها ، متجاوزا صديق ابنه و متحاشيا النظر في عينيه ، هز سمير رأسه بعدم تصديق من تجاهل الأب و تقدم من وليد و أمه اللذان تجاوزا العتبات الثلاثة التي تفصل بين باب المنزل و الفناء الخارجي ، توقف على مسافة كافية منهما وسأل الأم باندهاش و نظراته مركزة على رفيقه :
    -عذرا ما الذي حدث يا خالة ؟
    تنحنحت قليلا علَّ عقلها يسعفها بقول أي تبرير يمكن تصديقه :
    -خيرا ، لا تقلق بني لقد .. لقد تشاجر وليد مع أحدهم
    كور قبضتيه و قال بغضب لم يستطع إخفائه :
    -من هذا الوغد ؟ و الله لو أراه لأجعلنه يفقد الذاكرة
    ازدردت الأم لعابها بصعوبة و لم تقل شيئا ، بينما لم يتمالك وليد نفسه وارتسمت على شفتيه ابتسامة تهكمية لم تكن في محلها بالنسبة لسمير الذي لا يعلم حقيقة الأمر ، تنهدت والدة وليد قبل أن تقول بضيق :
    -لكن وليد هداه الله هو من بدأ أولا ، و ثانيا تفكيرك خاطئ يا بني ، العنف سيضخم المشكلة و إن كانت تافهة و لن يحل أي شيء أبدا
    مع أنه يدرك في قرارة نفسه أن كلامها عين الصواب لكنه لم يكن قادرا على تجاوز حنقه للآن ، سمع الثلاثة صوت بوق السيارة التي تستعجل وليدًا و أمه بالخروج ، فاعتذرت الأخيرة بلطف ، ليفهم سمير المقصود و يغادر المنزل سامحا لها بذلك من إغلاق الباب الخارجي ، ابتعدت و ابنها حتى وصلا للسيارة ، ساعدت وليد ليركب في الخلف قبل أن تجلس بجواره و تغلق الباب لتنطلق السيارة أخيرا قاصدة التوجه إلى المستشفى كما في اعتقاد سمير !
    ×××
    -مرحبا عزيزتي ، ما أخبار التوائم الثلاثة ؟؟ اممم أرجوكِ اعتني بهم لهذه الفترة فقط حتى تهدأ الأوضاع .. أعتذر حقا عن المتاعب التي سببتها لكِ ، شكرا .. إلى اللقاء
    أغلقت الهاتف و هي تسحب نفسا ثم تزفره بضيق ، التفت إليها زوجها متسائلا فقالت موضحة :
    -أكاد أموت قلقا على الصغار ، لم تنجح خالتهم في إعادتهم لطبيعتهم ، ما زالوا متأثرين بشدة مما شاهدوه
    وزع نظراته بشرود على ما حوله ، ثم قال و كأنه يحاول إقناع نفسه لا زوجته :
    -من الأفضل أن يبتعدوا عن المنزل هذه الفترة ، لا تخافي أسبوعان فقط أو ثلاثة أسابيع كحد أقصى و سيرجعون كما كانوا عليه قبلا
    -أتمنى ذلك

    كان وليد يجلس في أقصى زاوية - فوق البساط الأخضر - متعمدا الابتعاد عن والديه ، و موليهما ظهره ، يضم قدميه لصدره و يحطيهما بذراعيه ، يسمع صوت والديه مختلطا مع العديد من الأصوات الأخرى الصادرة عن مجموعة من الأطفال يلعبون و يركضون بمرح في أرجاء الحديقة العائلية ، خبئ وجهه في حجره و عقله لم يرحمه من التفكير في قريته و كيفية العودة إليها ، ألم يفعل ما طلبه منه سمير ؟ لما لم يرجع حتى الآن ، أيعقل أن سمير كان يخدعه ؟ لا لا يظن ذلك
    حدقت والدته النظر إليه ثم قالت باهتمام :
    -وليد بإمكانك الاسترخاء في السيارة ، هذه الجلسة ستؤذي ظهرك
    لم يسمع ما قالته أو بالأصح لم يستوعبه و بالحقيقة لا يريد ذلك ، هذه اللحظة أحس بشيء يرتطم بقدمه ، رفع رأسه سريعا ليكتشف ماهية هذا الشيء و وجد أمامه جسم مستدير مصنوع من الجلد الأبيض و الأسود ، التقطت أذناه صياح بعض الصِبيَة الذين ينظرون ناحيته و يلوحون له بأيديهم مطالبين منه أن يرمي الكرة صوبهم ، لم يبالي وليد لأمرهم وعاد لوضعيته السابقة مما دفع أحد الأطفال للاقتراب منه ، التقط الكرة هو يبتسم بخجل :
    -عذرا سأستعيد الكرة فقط
    رفع رأسه و نظر بتجهم للصغير ، ولكم أن تتخيلوا ردة فعل هذا الأخير !

    ×××
    اخر تعديل كان بواسطة » جثمان ابتسامة في يوم » 22-01-2014 عند الساعة » 11:53

  12. #51
    يلصق جبينه بزجاج النافذة ويراقب الواجهات المحلية و الأنوار المتلألئة المنبعثة من أعمدة الإنارة على جانبي الرصيف ، كان يتململ بجلسته عندما تقف السيارة لفترة طويلة - أمام الإشارة - بانتظار ظهور الضوء الأخضر الذي يأذن بالعبور ، نظر والده إليه من المرآة الأمامية المستطيلة ثم عاود النظر للطريق و إحساسٌ بالذنب يتعاظم داخل نفسه يقيد عنقه و يمنعه من التنفس بحرية ، هل سيسامحه ابنه يا ترى أم .. ؟ حاول نفض هذه الأفكار من رأسه و التركيز على مسار الطريق حتى لا يرتكب أي حادث هو في غنى عنه ، لم تكف الأم عن متابعة الاثنين بنظراتها ، أحست أن بعلها نادم لما فعله بولده و ربما خروجهم لهذه النزهة محاولة منه للتكفير عن إثمه ، مع أن نظراته كانت جامدة طوال الوقت و لم يتحدث مع ابنه بأي شيء إلى الآن ، ابصرت زوجها يفتح أزرار ثوبه العلوية ، حاجباه ينعقدان بضيق ، و الاكفهرار التام يسود ملامحه ، كانت ستنطق بأي عبارات من شأنها أن تخفف عنه إلا أنها انتبهت لمسار الطريق الذي تغير فجأة ، فبدلا من أن يتجه الأب إلى المنزل سلك طريقا مغايرا ليجدوا أنفسهم في مكان واسع أشبه بصحراء ، كان خاليا من كل شيء ، لا سيارات ، لا أضواء ، لا منازل ، و لا أي مخلوق حي يمكن رؤيته هنا ، هتفت باستنكار :
    -أبو وليد ما الذي نفعله في هذا المكان المهجور ؟
    ولم يمهلها لتتنفس إذ قبضت يده على عجلة القيادة بقسوة لا مبرر لها ، و أخذت قدمه اليسرى تضغط على دواسة البنزين بأقصى سرعة ، ارتجت بهم السيارة مرارا نظرا لوعورة الطريق و النتوءات البارزة على سطحه ، مال وليد على جانبه الأيمن و كان سيقع و من حسن حظه أن والدته كانت تجلس معه على نفس المقعد أمسكته بشدة و هي تصيح مطالبة هذا السائق المجنون أن يُهدئ السرعة و لكن لا حياة لمن تنادي ! ضغط على المكابح بقوة لتصدر السيارة صوتا رهيبا و تخلف ورائها خيطا رفيعا من الدخان ، ثم تتوقف في مكانها أخيرا ، اندفع وليد ووالدته للأمام إثر التوقف المباغت ثم ارتدا للخلف بعنف عندما أحجم الزوج عن مواصلة القيادة
    هدأ كل شيء ، و هم صمتوا و كأن على رؤوسهم الطير ، كان الزوج أول من قطع السكون حين استدار للوراء و أشعل الضوء الجانبي في السيارة ليتبين له الوجهين الغارقين في الدهشة :
    -هل أنتما بخير؟
    توسعت عينا الزوجة بذهول ثم صرخت بغير استيعاب :
    -كدت تقتلنا بتهورك ، ثم تسألنا بعدها بكل برود هل نحن بخير ؟!
    وضع كفه على رأسه و هو يتنهد بقلة حيلة قبل أن يقول :
    -كان لا بد لي من فعل ذلك ، لم يكن هناك خيار آخر .. لقد كانوا يطاردوننا و يحاولون الإيقاع بنا
    بانفعال شديد و قلبها ما زال ينبض برعب :
    -من هم ؟ من هم ؟! لم أرى أحدا خلفنا
    عبس وجهه وهو يقول بحدة :
    -أنتِ لم تشاهديهم أنا رأيتهم و كان علي أن أضللهم قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه
    بحدة مماثلة :
    -هل نمثل في أحد الأفلام الأجنبية ؟ من هذا الذي سيسعى ورائنا مثلا ؟
    نظر للأمام وهو يقول بحنق :
    -أووه وما أدراني ( ثم وجه كلامه لابنه و هو يفتح الأضواء الأمامية للسيارة ) وليد انزل و تفقد العجلات ، لا أعلم ما الذي أصاب السيارة
    ردت بالنيابة عن ابنها و غيظها لم يهدأ حتى الآن :
    -انزل أنت وليد متعب بما فيه الكفاية
    صر على أسنانه بغضب و تجاهل زوجته :
    -وليد اذهب و تفحص العجلات ، انزل بمفردك
    ترجل الابن من السيارة وصفق الباب خلفه بعنف ، لم يكن ذلك تلبية لأمر والده ، إنما كما يقولون " لحاجة في نفس يعقوب "
    سار بتمهل و عرج واضح ، تفقد " الكفرات " الخلفية ثم الأمامية ، لم يكن هناك أي عطل ، دار ببطء حول السيارة دورة كاملة حتى يتأكد أكثر ثم توقف أمامها و هو يقول بجمود :
    -لا يوجد أي خلل
    خفتت الإضاءة فجأة و عادت المركبة إلى الخلف ببطء حتى ابتعدت عن وليد بمسافة كافية ، لم يستوعب هذا الأخير الأمر وهو يجد نفسه في مواجهة السيارة المندفعة باتجاهه بسرعة هائلة ، تخشب جسده في مكانه وهو يبصر شريط حياته يمر أمام ناظريه بسرعة ثم أغمض عينيه " وداعا سمير .. الوداع يا قريتي الحبيبة "
    تلك المفجوعة التي تجلس في الخلف تناهى لسمعها صوت زوجها و هو يقول بنبرة أقرب إلى النحيب منها للكلام :
    -أنا آسف
    كان هذا آخر شيء تتذكر حدوثه في تلك الليلة السوداء التي مرت عليها في حياتها كلها !
    اخر تعديل كان بواسطة » جثمان ابتسامة في يوم » 22-01-2014 عند الساعة » 12:19

  13. #52

    على عكس المتوقع
    عندما تكون نفسيتي متأزمة من أمر ما ، اممم أو لنقل عندما أريد الهروب من الواقع أجد قابلية كبيرة بداخلي للكتابة و التأليف
    هذا الفصل اتعبني مع اني لم أراجعه و لا أفكر بذلك بصراحة >_<

    كنت أريد التفريغ فقط و هذا ما خرج معي

    أتمنى أن تستمعوا بالأحداث .. إذا كان هناك ثمة متابعين أصلا em_1f615

    في حفظ الله جميعا ^^
    اخر تعديل كان بواسطة » جثمان ابتسامة في يوم » 22-01-2014 عند الساعة » 12:16

  14. #53
    مرحبًا ..
    قصة جميلة جدًا .. رائعة وقد أحببتها ..
    يستحق وليد ذلك .. لأنه قتل أشخاصًا لا ذنب لهم .. !
    هذا جيد جدًا بالنسبة لفتاة تشعر بالضيق ..
    الكاتب الممتاز هو من لا تتأثر القصة بمشاعره الخاصة ،

    ويبدو أنكِ حاولتِ ذلك واقتربت من النجاح .. ممتاز !
    بانتظار التكملة ، استمري ..
    ودي

  15. #54
    أهلا بكِ عزيزتي
    شاكرة لمرورك و إطرائك

    اااخ المصيبة اني بطيييئة جدا لكن أحاول انزل التكملة قريب

  16. #55
    حَمداً لله أنَّني عثَرت على هذِه القصَّة,
    ممـ اعتِقد بأنّني قد قرأتِ لكِ قبلاً ؟ asian فحيَن
    رأيت اسْمكِ وثقِت من جمال الأسلُوب لسببٍ مَّا لذلِك أضَفت
    الرَّواية لقائَمة ما أودَّ أن أتابعه حاليَّاً.



    ولـ الحَّق, أسلُوبكِ جداً جميل , أعنِي لديكِ
    القُدرة على خلق جوَّكِ الخاص وترَك بصَمة خاصَّة بكِ تميَّز
    أسلوبكِ عن غيركِ, أعجبِتني التَّشبيهات كثيراً رآقت لِي
    حرُوفكِ, الشَّخصيات, قالب الغمُوض الّذي يجتاح الحكايَة,
    القصَّة جداً ممتعَة ولو كانت في كتابَ [
    كُنت لأقتِنيه حتماً ]
    وأقرأهـ مرةً بعد أخرى لأتعلم من جمال الأسلُوب صدقاً ^^




    كان جلَّ ما فكرَّت فيهِ هُو
    أنَّني سأخجل من أسلُوبي المُتواضَع أمام
    شخصْ بمثل رُوعة أسلوبكِ
    embarrassed -ما شَاء الله-




    الحكايَة بدأت حالِمة رآئعة أكاد أكُون
    في ذلكِ المكان الرَّائع أكاد أستنِشق رائحة العُشب
    الممُزوج بالماءِ والطّين , رائحة تشبه المطَر تجلِب
    السَّكينَة والجمال, كنُت أظَّن أنَّ ذلِك سيكُون هُو الطبَّع الغالِب
    على الحكايَة, لكنَّني فاجأتِني بمآ آلت إلِيه الأجواءَ فيِمَ بعد



    أيضاً, أريَد أن ألفِت لنقَطة قُلت بأنَّها
    تثير غيْضكِ وانزعاجكِ : وهيَ أنَّكِ تشعرِين أنَّ أسلُوبكِ مُختصَر
    وأنَّه مليءِ الأخطاء.




    بالنَّسبة لِي أجدُه بليغ دُون مُبالغة أو إسهاب مملَّ
    في الوصَف, وبالنَّسبة للأجزاء فهي مُعتدلة في طُولها صحيح
    أنَّ بعضَها قصير نسبيَّاً, لكنَّه محملَّ بأحداث قد تغِني عنَها
    الأجزاءَ الطَّويلة, فالعُنصر المُميَّزِ للحكايَة هُو أنَّها غيَر مملَّة
    مشوَّقة, لها نكَهتها الخاصَّة تصفِين الجمادات والمشاعر والأحداث
    فِي آنٍ معاً بتسلسل بليِغ رآئع مميَّز ينَّم عن كاتبِة مُحترفة
    عاصَرت الكتابة واهتمّت بها وطوَّرت أسلُوبها بما يليْق
    باللَّون الّذي تريَد انتهاجَه والكِتابة عَنه





    بالفعل , هذِه الحكايَة جميَلة وما أحزِنني
    هُو غياب المُتابعِين عن ساحاتها مع ثقتِي بأنَّ هُناك
    فِي الخفاءَ مُتابعِين صامِتين يتأملَّون بانبِهار هذا الجمآل
    السَّاحر لكنّني أرَغب لُو يفصحِ لكِ الجميع ويخرجُون من دائرة الصَّمت
    عن مدى رُوعـة وبلاغَـة وجمال أسلُوبكِ.





    وحتَّى لا تظَّني أنّني سأكتفي بالثَّناء والمدِيح,
    سأعرَّج على الحكايَة جُزءاً جزءاً بإذن الله, وأتيكِ بردِّ ثانٍ بعد
    [
    سويعات قليلة ] نظراً لجُوعي الشَّديد فأنا لم أتناول أبعد
    من وجبَة فطُور والصَّداع يعصف بِي بحدَّة الآن dead





    لذلِك [ لـِي عُـودة قريبَـة جداً ] بإذن الله



    attachment

    Not Fading is living passiontately


  17. #56

    عُدَّت كما وعدَّتكِ و سأرِّقم الأجزاءَ الِّتي
    عقَّبت علِيها ليُكون ردِّي أوضَح :



    -1-


    العشب البارد الذي يلمع تحت ضوء القمر ، و يعكس قطرات الندى العالقة فوقه .. توقف في منتصف تلك الجنة الصغيرة

    و ترك لشعره - الذي يحاكي الليل في ظلمته - الحرية حتى يختلط مع حبات التراب تحته .. رغم الصعوبة و البساطة التي يعيش فيهما إلا أن كل شيء فيه كان ينضح بالرضا

    فتجده يناجي القمر سرا ، و يسهر مع نجوم السماء ، يصافح أشجار الصنوبر ، ويبتسم لشذى أزهار الزنبق البيضاء ، و يداعب الفراشات الصغيرة التي ترفرف حولها بسرور .

    هذِه الصَّور التعبيريّة البليغَة, للحَّق من يرَى إحكام الوصَف وانسَجام الصَّورة
    سيغُوص في بسَاطة وجمال هذا العلَم سيأنَس بهذَه الجنَّة, هذا النسَّيم هذا القَمر وهذِه الرَّائحَة
    المحملَّة بعبَق المَكان , أكاد انتشِي رائَحة الطبّيعة الخلابَّة, أتخيَّلها صُورة بداخلِي تبعثَ
    على الرَّاحـة.


    بالفعل كانت بدايَة مُوفقَّة, رآقَت لِي كثيْراً, وكيَف أنّكِ فجأةً اقتِطعتِ
    هذا الحلُم الجميْل وسحِبتنا من جمال عُوالِم الجنَّة بطبِيعتها الخلابَّة إلى صَخب
    المدُن الِّتي سأمِنا شوارِعها وملأ ضجيُجها قُلوبنا ضجراً حتَّى كسانِي الألَم والدَّهشَة المُمزُوجَة
    بخيَبة تماماً كحآل بطَل الحِكايَة الغامِض [ ولـيـد ]


    وبيَن عُمق ذلِك المشَهد, المُخيَّب للآمال, جائَتنا أولَّ بوادِر الصَّدَمـة
    والمصَيبة الِّتي اعترَت الحكايَة فـ [ القرَية ] وَهم والـ[بساطَة] ضربٌ من الجُنون
    فلا حديَقة, ولا وريْقات شجَر, لا ريَاح ربيعيَّة ولا نسمَةً ملاطَفة لسكُون اللَّيل, ولا بدراً ينيَر
    سماءَ اللَّيل المُعتمة, كلَّ ذلِك كان مَحض وهَم .
    bored


    للحَّق كُنت قد توقَّعت أمراً مغايراً تماماً,
    كنت أظنَّ بأنَّ ولِيد كان في الماضِي فتى قرَية بسيطَ
    وأنّه حيَن وجد ذاته وسَط شوارِع المديَنة كان يسترِجع ماضِيه فقط,
    لم أكُن أعلَم بأنَّه غاِرق في الوَهم وعَتمة الأحلام الجميلة وحيداً


    بهذا ومع الكلِمات الِّتي هَمسَ بِها [ سميْر ] لوالِد وليَد
    بدأت بوادِر الوَجه الآخر لهذِه الشّخصية بالظَّهُور بدأنا ننتقل من
    [ وليـد ] في حالته الحالِمة المُسالِمة الجميَلة إلى :

    وصلهم هذه اللحظة صوتُ ضوضاء يصدر من الأعلى ، زجاج يتحطم ، و أشياء تتدحرج على الأرض .. توقف الصغار عن اللعب و هم ينظرون حولهم بخوف ، بنما أسرع الوالدان إلى حيث الصوت .. هذه الجلبة لن تصدر إلا من غرفة شخص واحد .. وليد و فقط ! فتح الأب الباب بسرعة و هاله ما رأى .. كان وليد يمسك بيده مطرقة كبيرة يرفعها ثم يهوي بها على التلفاز

    شخصْ عنيْف, غارِق في عوالِم بعيَدة كلَّ البعُد
    عن العقلانيَّة والمنِطق ينتشِي جُنوناً بتصرَّفاته وانفعالاته
    الِّتي أثارت غَضب والدِه وأسَفه وقهَره على ما آل إلِيه حال بكرِه وفلذَة كبدِه
    وَ هُوت بوالدِته إلى عميْق حُزنٍ وهمٍّ سكَب دُموعها الحارَّة تباعاً


    وُهنا أصَّفق لكِ بحرارَة شديَدة,
    فَكم كنُت بارعَة بوصَف مشاعر الأمّ لابِنها, طرَيقة تعبيركِ عن
    مشاعر الأسَرة بمُختلفَ أفرادِهم فعلاً أمرَ مُلفِت ينمَّ عن ذَكاءَ في
    صيَاغَة النَّفوس البشريَّة وسبر أغوارِ مشاعرِها وهذا أمرَ أثنِي علِيه
    ثناءً صادقِاً خالِياً من المجاملَة كسائِر كلِمات مديحيَ السَّابقة والتالِية -إن شاء الله-




    لنُعد الآن للرَّواية ولنتُرك أمر المشاعر في وقِتها المحدَّد :



    حسناً ختمِت الجُزء الأوَّل بعد أن تركِتنا على أعتاب الدَّهشَة
    الِّتي دفَعتنا بحرارَة نحُو الجُزء التالِّي وهكذا وضِعت في أولَّ الرَّواية ومنذُ
    البدايَة الخيَط الّذِي يجعلَنا -كقرَّاءَ وَ مُتابِعيَن- نتمسَّك بالحِكايَة ونطُلب المكوثُ بيَن
    جنباِتها




    -2-




    مُستلقٍ على سريره الخشبي ، و ذراعاه جنبًا إلى جنب بدون أية حركة ، عيناه تحدقان في السقف بجمود ، من يراه يحسبه ميت ، لولا حركة أنفاسه و هي ترتد إلى صدره بروية ، أدار رأسه إلى الجهة اليسرى حيث النافذة المفتوحة على مصراعيها ، وراقب حركة الستائر ، الهواء يداعبها و يجعلها ترتفع للأعلى ثم ترتد إلى الخلف مرة أخرى ، نهض و اقترب من النافذة و عيناه تراقبان السماء المظلمة بش

    وهكذا أخذِتنا من رُوعة للثَّانيَة, حيَن ألقِيت بهذِه القطعَة الفنيَّة
    الجديَدة في الجزءِ الثَّانِي, حيثُ تبيَّنت لِي معالِم المكان بوضوُح لم أرى مثَله قَط وانسَجام
    فِي الكلِمات ودقَّة في الوصَف تنسابَ بسلاسَة تنمَّ عن تحكَّمكِ الكبيَر بما تكتِبينه دُون أن تغفلِي عن
    سير الأحداث وماهيَّة المُوقِف والكيفيَّة الِّتي ينبِغي أن تكُون الأمُور علِيها ^^



    ولكِن لديَّ سؤَال صغيَر :


    بعد أن سكَن حال ولِيد في حجرِته, بعَد أن أسبغِت علِينا حاله الّذِي اهتَدى لقليلٍ من النَّور والطمأنينَة
    بصُوت الأذان الجميَل الّذِي عمَّ فؤادَهـ وانتشَله من حلَكة رُوحَه وسواد ذَكرياته الباهته دار بيَنه وبيَن والدِته
    حُوار عابر لطِيف لكِن تخلَّلته نقَطة لم أفهمها جيدَّاً :

    -ما بك ؟ لم تعد كسابق عهدك .. ( ترددت قليلا قبل أن تكمل ) أكل هذا من أجل سمير ؟
    قبل أن يجيبها ، إن كان يفكر بذلك أصلا ، وصلهما صوت الأب الذي دخل لتوه ، بعد أن ألقى التحية عليهما ، وجّه حديثه لوليد :
    -هل تريد الذهاب اليوم إلى المدرسة ؟


    ماذا عَنته أمَّ ولِيد حيَن قالَت [ أكلُّ هذا من أجل سميْر ] ؟!
    هل تقصِد أنَّه تأثَّر بالكلام الّذِي قالهُ صديَقه لُه حُول أن يكَّف عن أوهام القرَية ؟ وأنَّه
    لا يريَد بذلِك مُقابَلته في المدرسَة, أليَس كذلِك ؟!
    nervous



    والآن لنأتِي للغمُوض الجديَد في الحكايَة :


    دخل ابنه بمفرده إلى غرفة الطبيب ، بينما بقي هو خارجا ينتظره .. لم يأخذ الأمر أكثر من نصف ساعة - باستثناء الجلسة السابقة - حتى ظهر وليد ، و البِشْرُ يطفح على محياه !
    مالّذِي حصَل مع وليد خلال هذِه النّصف ساعَـة؟
    حسَبما أرى يبدُو بأنَّ هُناك غمُوضاً قد تبِع هذِه الزيَّارة للطَّبيب النفَّسانِي
    الغامض الذي لم يشَّرف الحكايَة حتَّى الآن



    فما تبعِ ذلِك :

    و بداخله صيحة انتصار ود لو يطلقها ، لكنه خشي أن يظن الناس من حوله أنه مجنون ! حسنا هو غير ملام ، فكيف لا يشعر بكل هذه المشاعر و مهمته باتت الآن أسهل ؟

    باتَت مُهمَّته أسَهل ؟ ترَى مالمقُصود بذلِك؟
    paranoid
    حقَّاً كلِّي شُوق لمعرَفة ما جرَى ؟ كيَف تبدَّل حال ولِيد ؟ وانتقَل
    بكلِّ سُرور لتنفِيذ جريَمته النَّكراءَ ؟


    الِّتي فجرَّتها في وجوهِنا بكلِّ قوَّة مع نهايَة هذا الجُزء , الّذِي
    أتى بقطَعة فنيَّة من الوصِف الغنّي المحبَّب لقلِبي :


    ضوح ، رغم الشعاع البسيط الذي كان مصدره ضوء القمر الذي ظهر أخيرا ، و أثبت أنه صديق مخلص لوليد ، فقد كان يمده بالنور و كأنه يساعده على فعل جريمته النكراء ! تسمّر الطفل في مكانه و لم يستطع عقله الصغير استيعاب الأمر !


    -3-



    . لم يتسنى له أن يغمض جفنيه حتى اكتسحت صرخة مدوية طبلتي أذنه .. جعلته يبعد الغطاء عنه بحركة سريعة و يقفز من فراشه فورا ، وقلبه يدق بعنف شديد حتى خيل له أنه سيخرج من بين ضلوعه و يتدحرج أرضا في أي لحظة .. استيقظت تلك التي كانت ترقد بجواره ، و أخذت تتلفت حولها بذعر



    صدقاً يآ فتاةً, كَم أنتِ مذُهلَة وجبَّارَة -ما شاء الله-
    embarrassed
    لوُ وصَفت مقطَع مثيْر للرَّعب بتبعاته وبدايَته ونهايَته فلن أستطِيع أن
    آتِي بالبرُود الّذِي تأتِين بِه وأنتِ تصفِينه وتغرِقيَنه بالتَّشبِيهات والتفَّصيات البطيْئَة
    إنَّما المُحكَمة الِّتي تزيَد من وضوح الصَّورةَ وتتدفَّق كنهَر بطيءْ لا يأبه بتوتَّر الأشجار من حُولهِ
    >>> ملحوظَة : أنتِ النَّهر ونحن الأشجَار المتوترَّة
    biggrin


    لمعت الدموع في البؤبؤين الرماديين ، و انفلتت شهقة عالية من الصغير و هو يدفن رأسه في صدر والده ، و يتشبث بقميصه بشدة ، قبل أن يطلق العنان لعبراته

    كدَّت أبكِي مع الطَّفل, والأمَّ حقاً,
    ممـ أظنَّ بأنَّ الطفل هُو بدَر ! كُونه كرِه ولِيد لاحقاً
    ولا ألُومه فِي ذلِك فالمشَهد مقزَّز داِمي لا أقوى على تخيَّله
    لكنَّني فعلت في النهايَة والشَّكر يعُود للوصِف المحِكم لكاتبِتنا المُبدَعة المُحترفَة


    وصلت الأم هذه اللحظة و قسماتها تنطق بالذعر ، و حين سمعت بكاء ابنها ، توجست شرا ، وانفطر قلبها بشدة ، و هي تسمح لدموعها بالنزول في مشاركة وجدانية مع طفلها ، قبل أن تعرف حتى ما

    كذّب عيناه في بادئ الأمر ، إنه يتخيل ، هذا من تأثير النعاس فقط ، و حتى يقطع الشك باليقين و يُثبت لنفسه أنها محضُ تخيُلات ، كبس زر الإنارة لينتشر الضوء سريعا في الحجرة

    كان فقط يحني جسده إلى الأسفل و يلتقط من الأرض شيئا ما ، ثم يضعه بشكل طولي على الجدار ، و يسحب واحدا من المسامير المدببة

    رمش الوالد بعينيه أكثر من مرة و هو يرى على الحائط - الذي عن يسار الباب - الكثير من الأذرع البشرية ، مفصولة عن أجسادها ومتراصة بجوار بعضها البعض ، وأيضا على البلاط الملطخ ببقع الدماء يوجد كمية منها

    لا أستطِيع اقتباسَ المشَهد كاملاً, لذلِك
    اقتبَست جزيئَّات منَّه اعتبرَتها النقلَّة النوعيَة من شخصيَّة لأخرى
    ومن مشَهد لآخر بسلاسَة فائقة وتعبيَرات مذُهلَة بيَن صدَمة الأبَ, الُخوف الّذي عايَشه
    الطفَّل الصَّغير والألَم الّذِي استبدَّ بالأم وختاماً :


    و قميصه الأبيض ترقع بالدم ، والمطرقة التي يرفعها بيمينه تنزلق منها تلك القطرات اللزجة ملطخة الأرض بلون أحمر داكن ، المكان تفوح منه رائحة الموت ! " تذكر عليك أن تجعلها مهجورة .. تخلص ممن يحمل هذه الأشياء ! "

    بتلك الابتسامة الخبيثة الشيطانية ، اتسعت ابتسامته وهو يبرر بكل بساطة :
    -هذا من أجل عودتي !

    الكلِمات الغامَضَة, الابِتسامَة الخبيَثَة, البرُود, النبَّرة الغيَر عابئَة بأيَّ
    وكلِّ ما يحدثُ من حُولِها, أهذا هُو ؟ الفتَى البِسيط الحالِم الّذِي أمِل بـ [ قريَةٍ ] وحياةٍ
    بسيَطة ؟ وكأنَّني أرى وجهِيَن لعملةٍ واحدةً شخصينٍ بقلبٍ واحد وأمنيةٍ واحدَة, بدأت بشكلٍ
    وانتهت بآخر


    [ تذَّكر عليك أن تجعلها مهجُورَة ]

    ماهِيَ ؟ , من قالِها ؟ ما علاقَة العُنوان بالكلِمة ؟
    وكَيف أغوِيَ ولِيد لفعلِ ذلِك ومن أعطاهـُ تلك الأيادِي ؟ وكيَف تمَّ
    التخلَّص مِنها فِيم بعد ؟



    ما تلا ذلِك من انفعالات, ما تلاهـُ من مشاعر والديَّ ولِيَد كان أمراً
    رائعاً ومُذهلاً وحزيَناً بنفِس الوقِت , أحسنِت الوصِف حقَّاً أحسِنت, وقد رآقِني الأمرَ
    كثيراً, الوقِع كان قاسياً وواقعياً رُغم خياليّة المشَهد واقعياً للحدِّ الذّي يأتي
    بالصَّورة والأمِكنة والأشخاص للذِّهن بشكل سريع وصافِي تماماً


    ثمَّ ما تلا ذلِك, أمَّ ولِيد في حالَة يُرثَى لها
    وهُو بخبِثه ووجِهه الشَّيطانيَّ الجديَد استَّغل ذلِك :

    لا إجابة .. نهضت وقلبها يقرع بقوة كطبل إفريقي مجنون ، و بطريقة ما أسعفها ذهنها المشوش أن تحضر قارورة عطر ، وحين استدارت لتخرج ، فوجئت بجسدها يندفع للأمام ثم يسقط أرضا بقوة ، رفعت رأسها و لم يتسنى لها أن تتأوه


    وهكذا تركِتنا معلقَّين مرَّةً أخرى
    بخيطٍ أقوَى وأمتَن من سآبقَة يجرَّنا من تشويقٍ لآخر يكُشف غمُوضاً
    ليأتِي باثِنين.





    يتبع

  18. #57


    -4-



    المشَهد في الفصِل الرَّابَع, حيَن قُلت بنهايَته:

    خرج بغير الوجه الذي دخل به و خلف ورائه قلبا محطما تهتف شظاياه بانفعال " لا الأمر لم ينته بعد ! "
    و عادت الأم بذاكرتها لذلك اليوم ، و تحديدا اللحظة التي هرب فيها وليد
    مالّذِي عناهـ بدَر بذلِك ؟ أشعُر وكأنَّ الجملَة شتَّتني
    قليلاً مع ما جاءَ في الجُزءِ التَّالِي حيَن تُرك ولِيد في الصَّحراء,
    وهمَّ والدُه بالاصطِدام بِه ؟ هل عَنت والدَته ذاك الهرُوب الفاِشل في الجُزءِ
    الماضِي والّذِي انكشَف فِي الجُزءِ التَّالِي ؟ أم هرُوباً آخر ؟


    أتُوق حقاً للتَّممَّة, أمَّا بعودِتي
    لهذا الجُزءِ البدِيع :


    كان وصفكِ جميلاً للغايَة, فوالدَته لازالت تلتِمس العُذر وراءَ الآخر
    تُوقد شمَعة أملٍ تلُو الأخرَى وإن أطفأت قسوَة الحياةِ ومرارَة اليأس وشيطانيَّة جنُون ابنِها
    سائَر شمُوعها وإن أحرقَتها إلَّا أنَّها ما فتِئَت تعُود إلى غرِفته تسترِجع جميل ذكرَياته تحاولُ أن تبَحث
    عن خلَلٍ مَّا, وهذا ما فطر قَلب أبناءِها علِيها كما فطَر قُلُوبنا, فكانت ثمرَة هذا
    المشَهد الحزِين حواراً مليْئاً بانفعالات لازَمت هذَا الألَم الفظيَع الّذِي اجتاح الأسَرة بإكملَها :


    تعلو نبرة صوته بالسؤال الذيل يضج داخله بغضب :
    - هل تبكين هذا الفاشل المجنون ؟!
    لم ترقها طريقة كلامه الهادئة المبطنة بسخرية لاذعة ، فردت باندفاع و حاجبيها ينعقدان بضيق :
    - لا تقل عنه مجنون
    رد ببرود خالف الحرائق المشتعلة في صدره :
    - و الشخص الذي يبتر أذرع بشرية و يثبتها على الجدار بمسامير ، ماذا يمكن أن نطلق عليه ؟
    - إنه أخاك الكبير يا بدر لم تتكلم عنه بهذه الطريقة ؟ ثم ألم تنسى تلك الحادثة لقد مضى عليها زمن طويل

    [ مضَى علِيها وقتٌ طويل ]
    هذا ما جعلِني أتوَّقع ما كُتبته أعلاه حُول أنَّ هذا الجزء بالذَّاتُ يحِكي
    فترَة زميَنة جعَلت تلك الحادثَة بعيَدة كلَّ البعُد عن الأمِس الدَّامِي الّذِي وُجد فِيه ولِيد
    بصَحبة تلك الأيادِي البشريَّة بجرِيمته النكَّراءَ وفعلِته الشَّنيَعة, وكَم أحيَّي ذلِك
    القَفز الانسيابيَّ الرائع من ماضٍ لحاضِرٍ دُون أن نفقَد نكَهة التَّشويْق دُون أن ينجلِي
    الغمُوض المحبَّب للحكايَة. فقد طرَحنا بذلِك سؤالاً جديَد :



    كيَف نجى ولِيد من محاوَلة اصطَدام والدِه لهُ ؟ ما جعل والدَته
    تقُول تتذَّكر هرُوبه ذاك ؟



    هذا إذا كان فهِمي صحيحاً للأحداثِ حتَّى الآن
    ogre



    سؤال آخير بدافِع التَّشوق ^^ :


    - لم يكن مجنونا .. لم يجد من يفهمه فقط ، و .. و أيضا نحن السبب ، فوالدك قد تسرع ، و أنا .. أنا أخفيت الأمر
    هل كانت والدَة ولِيد تشَهد بوادِر جنُونه ؟ وتخفِي
    ذلِك عن والدِه والآن يجتاحُها تأنيْب الضَّمير القاِسي ؟
    ممـ اعتقِد بأنَّ ذلِك سينكِشف مُستقبلاً مع تتابِع الأحداثَ =)




    -5-



    أزقة ضيقة متعرجة ، صرير مزعج لعجلات إحدى السيارات ، ملامح ضبابية لعدة وجوه ، وأخيرا عشبٌ رطب متشرب بحمرة قانية ، يحتضن جسد شخص ما !

    عند هذا الحد خرج الأمر عن السيطرة ، فارتعدت فرائص النائم ، و صدرت منه أنّات مرتجفة متوجعة ، و بدون شعور أطلق سراح دموعه الحبيسة من سجن عينيه
    لم تكن المسافة التي تفصلها عن ابنها ببعيدة ، تحركت بسرعة حتى أصبحت بقربه ، و انحنت على جسده تهزه بقوة و هي تهتف بجزع :
    -وليد ، وليد استيقظ ، إنه كابوس

    عُدنا لتبعَات ليلة ولِيد الشَّاقة وصَدمة عائَلته الحادَّة
    بما فعلَه, عُدنا إلى كوابِيس غاصَت بنا في عوالِم أشدَّ سواداً وأكثر ظلمةً
    ممَّ ما مضَى وخلَّفت تساؤُلاً ما زال يُلازِمنا : متى سيخرُج ولِيد من عتِمة كلِّ هذِه الأحداث الفوضويَّة ؟



    لم يستوعب ما نطقت به أمه ، وبحركة سريعة استوى جالسا ، و هو يرمي كلمات مبعثرة كطفل تعلم النطق لتوه :
    -أنا .. سمير ؟ القرية .. رأيته .. الجبل الـ
    قاطعته عندما أسندت رأسه برفق على صدرها ، و بيدها الأخرى أخذت تربت على ظهره بلين :
    -وليد ، أنت في المنزل ، أَخْرِج القرية وسمير من رأسك ، إنك مرهق و تحتاج للراحة فقط ولا شيء آخر سواها

    غمُوضُ آخر يهِتف بِه ولِيد!,
    لقد نطَق اسَم صديْقه [ سمير ] ؟! أي غموضٍ يحتِجب خلف ذلِك الاسِم ؟
    أيضاً ماذا عن والدِته لِم قالت [ أخرِج القريَة وسمير من رأسكِ ] ؟ القريَة وهَم أفهم ذلكِ
    لكِن لِمَ يخرُج صديَقه من عقلِه ؟


    يا إلهي من هذا السَّمير الّذِي أشَعر بأنَّ هناك
    الكثير من الغمُوض حُوله ؟
    smoker



    كانت تقف بجوار الباب ، و كان زوجها يجمع بعض الحاجيات من درج مكتبه في حقيبة سوداء متوسطة الحجم ، و حين فرغت من حديثها ، لم يرفع رأسه و ينظر إليها أو على الأقل يتجاوب معها و لو بإيماءة من رأسه ، بل اتجه إلى الخزانة و فتحها ومن أحد الأدراج أخرج مجموعة من الأوراق وعلب الأدوية ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يدسها هي الأخرى داخل الحقيبة

    والآن تبُع الأمرُ بتصرَّفات أبو ولِيد الغرِيبَة!
    مالّذِي يفعلهُ ؟ نزَهة فِي مثل هذا الوقَت ؟ بالطَّبع! كان الأمرُ
    مريباً ولكِن أحقاً سيتخلَّى عنه ؟ هل استبدَّ به اليأس لهذِه الدرَّجة ؟
    كيَف أثَّرت زيارَته للطَّبيب النفَّسي فيه حتَّى هذِه الدرَّجة ؟
    استشَعر خلف الأمر غمُوضاً كبيراً ؟ سيَّما وأنَّني أشَّكك بصَّحة عبارَته حيَن قال :


    -وهل قابلت الطبيب النفسي ؟
    لم يتوقع سؤالها فتسمر في مكانه لبرهة ، و لا إراديا قبضت أنامله على حزام الحقيبة بقوة ، ابتلع رمقه بصعوبة قبل أن يكمل سيره و يقول متظاهرا بالتماسك :
    -لا .. لم يكن متواجدا في مكتبه بالأمس

    ردَّة فعله مثيرة للَّريبة!





    -6-



    كان يسير بخطوات متقاربة داخل الحي الذي يقع فيه منزل صديقه ، يضع كفيه داخل جيبي بنطاله الجينز ، و ينظر بشرود للبيوت المتراصة على جانبي الطريق ثم يرسل نظراته للأسفل و يتنهد بعمق ، كل الاحتمالات السيئة خطرت على باله


    زيارَة سميَر, صدَمته بحال صديْقه والآن
    حال [ ولِيد ] الّذِي انسَاق مُرغماً مع والدِته نحُو تلك النزَّهة المزُعوَمة



    كان وليد يجلس في أقصى زاوية - فوق البساط الأخضر - متعمدا الابتعاد عن والديه ، و موليهما ظهره ، يضم قدميه لصدره و يحطيهما بذراعيه
    و عقله لم يرحمه من التفكير في قريته و كيفية العودة إليها ، ألم يفعل ما طلبه منه سمير ؟ لما لم يرجع حتى الآن ، أيعقل أن سمير كان يخدعه ؟ لا لا يظن ذلك



    ثمَّ مشَهد ساَكن في ملامِحه العامَّة يبدُو من بعيد
    مشَهد أسَرة هادئَة, والدِين وابنُهم البِكر في مُتنزَّه يعجَّ بصَخب
    الأطفال وبهَجة وأنَس عائلاتهم وتلك الضَّحِكات المرِحة لكنَّه للنَّاظر إلِيه
    عن قَرب, يشَبه سكُوناً يسَبق عاصفةً هوجاءَ! سيَّما حيَن سمِحت لِنا
    بقرآءَة ما يجُول بخاطر ولِيد!


    فعاد شَبح سميْر للظَّهُور من جديَد ؟
    مالّذِي يعنيَه بقُوله [ فعلت ما طلَبَه! ] ؟!
    هل سميْر مُتورَّط بهذِه الجرِيمة أم أنَّها أوهام ولِيد الجديَدة ؟



    كان خاليا من كل شيء ، لا سيارات ، لا أضواء ، لا منازل ، و لا أي مخلوق حي يمكن رؤيته هنا ، هتفت باستنكار :
    -أبو وليد ما الذي نفعله في هذا المكان المهجور ؟



    ولم يمهلها لتتنفس إذ قبضت يده على عجلة القيادة بقسوة لا مبرر لها ، و أخذت قدمه اليسرى تضغط على دواسة البنزين بأقصى سرعة ، ارتجت بهم السيارة مرارا نظرا لوعورة الطريق و النتوءات البارزة على سطحه ، مال وليد على جانبه الأيمن و كان سيقع و من حسن حظه أن والدته كانت تجلس معه على نفس المقعد أمسكته بشدة

    والآن بعد أن انكشَف ما ينوي الأب فعله, غرَقت
    الأم في صدَمة الدَّهشَة فِيم لم يحرَّك ولِيد ساكناً إزاءَ الموقِف , الّذِي
    تركَه فِي نقطةٍ حاسمَة نهايَة هذا الجُزء حيَن :



    لم يستوعب هذا الأخير الأمر وهو يجد نفسه في مواجهة السيارة المندفعة باتجاهه بسرعة هائلة ، تخشب جسده في مكانه وهو يبصر شريط حياته يمر أمام ناظريه بسرعة ثم أغمض عينيه " وداعا سمير .. الوداع يا قريتي الحبيبة "
    تلك المفجوعة التي تجلس في الخلف تناهى لسمعها صوت زوجها و هو يقول بنبرة أقرب إلى النحيب منها للكلام :
    -أنا آسف
    كان هذا آخر شيء تتذكر حدوثه في تلك الليلة السوداء التي مرت عليها في حياتها كلها !

    هل صَدم الأبُ ولِيد وأنهى بذلِك كلَّ جنونٍ يجتاحُه ؟
    ولِمَ ؟ هل انتهت الحكايَة وغابَ شبُح ولِيد إلى الأبَد ؟
    أمَّ أنَّه نجَى فِي ذلِك اليُوم ؟ هل صار ذَكرى تزُورَهـا والدَته كلَّما
    اشتاقَت إلِيه ؟ أم غدا غائِباً تُنتَظر عُودَته بلهفةٍ من قبِل والدِته!؟
    وعاراً لا يودَّ أخوَته أن يسمُعوا اسَمه ؟


    الكثير من الأسئلة تطرَح ذاِتها.
    وحقيقةً ظَننت في أنَّ هذِه هيَ نهاية الحكايَة, وكانت
    لترُوق لِي حتَّى لُو لم يتمَّ كشُف النقَّاب عن الكثير من غموُض فصولِها!
    لرَّبما لُو أتبعَت بمشهدٍ مَّا كانت لتكُون نهايَة [ فيلم رُعب كلاسيكيَّة ]
    لكنَّكِ قُلتِ بأنَّ لها تتمَّة!, وهُو ما احيا أملَ التَّشويق بداخلِي فعلاً,
    أتُوق لرؤيَة المزيَد فأنا مُتابعَة نهِمة لا أمَلُّ الأسالِيب الجميَلة ولا أكتفِي
    من سبِر أغوارِ حبِر كِتابةٍ جميلةٍ بأسلُوبها الفاتِن هذا



    لذلِك أتحَّرقَ بشوقٍ للمزِيد من هذِه الحكايَة,
    الِّتي أشكركِ علِيها جزيَل الشَّكر, فقَد قدَّمت لِي من التَّشويق مقداراً
    كبيراً لم أرُهـ في كثيرٍ من الأفلام والمسلسلات الِّتي تابُعتها مُؤخَّراً, وصدِقاً
    لا تبتأسِي بقلَّة الرَّدُود فأسلُوبكِ جميل وهُو غيَر مملَّ أبداً




    أرجُوا أن تقبليني مُتابعةً هُنا, بعد
    هذا الرَّدِ الطويل, حتَّى وإن تأخرَّت عاماً كاملاً عن مواكبَة بدايَة هذِه الحكايَة


    صحيِح :

    اعذِري التّشبِيهات والأخطاءَ العديدَة في الرَّد,
    أمرٌ محرَج أن نعقَّب بهذِه الطرَّيقة على نصٍ جميل



    وُفقِّتِ يـا آنـسَة

  19. #58

    حَمداً لله أنَّني عثَرت على هذِه القصَّة,
    ممـ اعتِقد بأنّني قد قرأتِ لكِ قبلاً ؟ asian فحيَن
    رأيت اسْمكِ وثقِت من جمال الأسلُوب لسببٍ مَّا لذلِك أضَفت
    الرَّواية لقائَمة ما أودَّ أن أتابعه حاليَّاً.
    soul
    !!
    بل الحمد لله أن أرسلك إلى هنا ، لقد كسبت شخصا مميزا >> فعلا فعلا لا أصدق ما يحدث
    أسعدك الرحمن حين نتحدث عن { [جمال الأسلوب } فالأكيد أن قلمك - المميز ككتابتكِ - سيكون له النصيب الأكبر من الكلام و المديح

    ولـ الحَّق, أسلُوبكِ جداً جميل , أعنِي لديكِ
    القُدرة على خلق جوَّكِ الخاص وترَك بصَمة خاصَّة بكِ تميَّز
    أسلوبكِ عن غيركِ, أعجبِتني التَّشبيهات كثيراً رآقت لِي
    حرُوفكِ, الشَّخصيات, قالب الغمُوض الّذي يجتاح الحكايَة,
    القصَّة جداً ممتعَة ولو كانت في كتابَ [ كُنت لأقتِنيه حتماً ]
    وأقرأهـ مرةً بعد أخرى لأتعلم من جمال الأسلُوب صدقاً ^^
    فعلا هذا الإطراء بمثابة وسام شرف يعلق على الصدر
    و بمثابة تاج فخر يزين الرأس " كونه صدر من كاتبة أديبة محترفة كأنتِ "
    أما ما قلته عن قصتي المتواضعة فيما إذا كانت في كتاب لكنتِ اقتنيته لتتعلمي من اسلوبي فهو فعلا كلام كبير

    كان جلَّ ما فكرَّت فيهِ هُو
    أنَّني سأخجل من أسلُوبي المُتواضَع أمام
    شخصْ بمثل رُوعة أسلوبكِ embarrassed -ما شَاء الله-
    يا عزيزتي الأمور هنا تسير في الاتجاه المعاكس
    إن كان ثمة شخص سيخجل من تواضع أسلوبه - بالنسبة لأسلوبك - فأنا هو
    و لا تعتبريها مجاملة مني أو مجرد رصف كلمات بجانب بعضها البعض دون أن أعني منها شيئا
    و الحق يُقال فقد قرأت لك أكثر من قصة ، و لم أرد سوى على رائعة قصصية واحدة و كان ردا سريعا تتعثر فيه حروفي حياءً
    لا لشيء و لكني غالبا عندما يبلغ بي الإعجاب مبلغه من إحدى الكتابات لا يفيدني تعقيب أو غيره ، فالكلمات تتبخر من رأسي و لا أجد
    أي رد يمكن أن يصف مدى روعة و بلاغة الكلمات التي قرأتها .. لذا أكتفي بالمراقبة عن بُعد ، و إرسال نظرات الثناء الصامتة من عيني !

    بالنَّسبة لِي أجدُه بليغ دُون مُبالغة أو إسهاب مملَّ
    في الوصَف, وبالنَّسبة للأجزاء فهي مُعتدلة في طُولها صحيح
    أنَّ بعضَها قصير نسبيَّاً, لكنَّه محملَّ بأحداث قد تغِني عنَها
    الأجزاءَ الطَّويلة, فالعُنصر المُميَّزِ للحكايَة هُو أنَّها غيَر مملَّة
    مشوَّقة, لها نكَهتها الخاصَّة تصفِين الجمادات والمشاعر والأحداث
    فِي آنٍ معاً بتسلسل بليِغ رآئع مميَّز ينَّم عن كاتبِة مُحترفة
    عاصَرت الكتابة واهتمّت بها وطوَّرت أسلُوبها بما يليْق
    باللَّون الّذي تريَد انتهاجَه والكِتابة عَنه
    حمدا لله أن الوصف ليس ممل
    أما الأجزاء ربما لو كنت بحال أفضل لأطلتها أكثر
    أرجو أن تكون مناسبة للجميع فاللأسف لا أستطيع إطالتها أكثر من ذلك
    مع أني أود إنهاء الحكاية سريعا .. لكني سأتبع منهج القِصَر هذا

    بالفعل , هذِه الحكايَة جميَلة وما أحزِنني
    هُو غياب المُتابعِين عن ساحاتها مع ثقتِي بأنَّ هُناك
    فِي الخفاءَ مُتابعِين صامِتين يتأملَّون بانبِهار هذا الجمآل
    السَّاحر لكنّني أرَغب لُو يفصحِ لكِ الجميع ويخرجُون من دائرة الصَّمت
    عن مدى رُوعـة وبلاغَـة وجمال أسلُوبكِ.
    المتابعين " تنهيدة عميقة "
    حسنا لن أنكر .. لو كنت أجد المزيد من الردود الحماسية و التشجيعية و النقدية أو أيا كانت
    ربما كان هذا ليساهم بجعلي أنتظم في وضع الأجزاء و يحمسني أكثر للكتابة

    لكن غياب المتابعين أعطاني - و بشكل غير متوقع - دفعة معنوية للمواصلة !
    يعني لو كنت الفتاة السابقة كنت سأتذمر و أبتأس و أشك بقدراتي و أخيرا أقوم بإغلاق الرواية
    فعلا هذه المرة أنا مصممة على الإكمال و إن اختفى جميع المتابعين مع أن حضورهم سيسعدني بالتأكيد و يساعدني على تحسين أسلوبي
    إذا قاموا بنقده النقد البناء .. >> باقي كلام في نفسي لكن سأكتفي بهذا فقط

    لذلِك [ لـِي عُـودة قريبَـة جداً ] بإذن الله
    و آآآه من عودتك الساحرة التي سلبتني عقلي .. شكرا بحجم السماء لن تكفيك

    * لي عودة بإذن الله للتعقيب على الباقي *

  20. #59
    بالفعل كانت بدايَة مُوفقَّة, رآقَت لِي كثيْراً, وكيَف أنّكِ فجأةً اقتِطعتِ
    هذا الحلُم الجميْل وسحِبتنا من جمال عُوالِم الجنَّة بطبِيعتها الخلابَّة إلى صَخب
    المدُن الِّتي سأمِنا شوارِعها وملأ ضجيُجها قُلوبنا ضجراً حتَّى كسانِي الألَم والدَّهشَة المُمزُوجَة
    بخيَبة تماماً كحآل بطَل الحِكايَة الغامِض [ ولـيـد ]

    للحَّق كُنت قد توقَّعت أمراً مغايراً تماماً,
    كنت أظنَّ بأنَّ ولِيد كان في الماضِي فتى قرَية بسيطَ
    وأنّه حيَن وجد ذاته وسَط شوارِع المديَنة كان يسترِجع ماضِيه فقط,
    لم أكُن أعلَم بأنَّه غاِرق في الوَهم وعَتمة الأحلام الجميلة وحيداً
    نصبح أحيانا كثيرة مثله
    و نغرق في تخيلاتنا عميقا

    شخصْ عنيْف, غارِق في عوالِم بعيَدة كلَّ البعُد
    عن العقلانيَّة والمنِطق ينتشِي جُنوناً بتصرَّفاته وانفعالاته
    الِّتي أثارت غَضب والدِه وأسَفه وقهَره على ما آل إلِيه حال بكرِه وفلذَة كبدِه
    وَ هُوت بوالدِته إلى عميْق حُزنٍ وهمٍّ سكَب دُموعها الحارَّة تباعاً
    كل فعل و له ردة فعل
    لكن السؤال المهم هل وليد يتصرف هكذا عبثا
    أم هناك سر مخفي وراء كل ما يفعله

    وُهنا أصَّفق لكِ بحرارَة شديَدة,
    فَكم كنُت بارعَة بوصَف مشاعر الأمّ لابِنها, طرَيقة تعبيركِ عن
    مشاعر الأسَرة بمُختلفَ أفرادِهم فعلاً أمرَ مُلفِت ينمَّ عن ذَكاءَ في
    صيَاغَة النَّفوس البشريَّة وسبر أغوارِ مشاعرِها وهذا أمرَ أثنِي علِيه
    ثناءً صادقِاً خالِياً من المجاملَة كسائِر كلِمات مديحيَ السَّابقة والتالِية -إن شاء الله-
    حقا ؟!
    هذا جيد .. جميل أن المشهد وَصَلَكِ بهذا الشكل
    شكرا على الإطراء الذي أعتز به كثيرا .. هذا بعضٌ مما عندكم يا عزيزتي

    حسناً ختمِت الجُزء الأوَّل بعد أن تركِتنا على أعتاب الدَّهشَة
    الِّتي دفَعتنا بحرارَة نحُو الجُزء التالِّي وهكذا وضِعت في أولَّ الرَّواية ومنذُ
    البدايَة الخيَط الّذِي يجعلَنا -كقرَّاءَ وَ مُتابِعيَن- نتمسَّك بالحِكايَة ونطُلب المكوثُ بيَن
    جنباِتها
    كان لا بد أن أنهيه بهذه الصورة
    لكي تتهاوى الكثير من الأسئلة على دماغكم
    و التي لن تعرفوا إجاباتها حتى تتابعوا المتبقي - و هذا ما أشرتِ إليه بالتمسك بالحكاية -
    الحمد لله أن وفقت في طرح هذه النقطة
    أحب عنصر التشويق و كذلك عنصر المفاجأة التي تغرق القارئ في الذهول
    و تجعله يتوه في حيرته

    وهكذا أخذِتنا من رُوعة للثَّانيَة, حيَن ألقِيت بهذِه القطعَة الفنيَّة
    الجديَدة في الجزءِ الثَّانِي, حيثُ تبيَّنت لِي معالِم المكان بوضوُح لم أرى مثَله قَط وانسَجام
    فِي الكلِمات ودقَّة في الوصَف تنسابَ بسلاسَة تنمَّ عن تحكَّمكِ الكبيَر بما تكتِبينه دُون أن تغفلِي عن
    سير الأحداث وماهيَّة المُوقِف والكيفيَّة الِّتي ينبِغي أن تكُون الأمُور علِيها ^^
    يوووه حقا !!
    أتذكر جيدا كيف أتعبني هذا المقطع
    و كيف كنت حانقة على نفسي حين وضعته
    لشعوري بالتقصير في الوصف .. كلامك يثلج الصدر
    ألف ألف شكر لكِ غاليتي

    ماذا عَنته أمَّ ولِيد حيَن قالَت [ أكلُّ هذا من أجل سميْر ] ؟!
    هل تقصِد أنَّه تأثَّر بالكلام الّذِي قالهُ صديَقه لُه حُول أن يكَّف عن أوهام القرَية ؟ وأنَّه
    لا يريَد بذلِك مُقابَلته في المدرسَة, أليَس كذلِك ؟! nervous
    ممم تحليلك شبه صحيح
    لكن لن أضيف شيئا .. ستفهمين بالضبط
    إذا أكملتي قراءة الباقي بإذن الله

    مالّذِي حصَل مع وليد خلال هذِه النّصف ساعَـة؟
    حسَبما أرى يبدُو بأنَّ هُناك غمُوضاً قد تبِع هذِه الزيَّارة للطَّبيب النفَّسانِي
    الغامض الذي لم يشَّرف الحكايَة حتَّى الآن
    نعم غموض سيتضح في الفصول القادمة إن شاء الله em_1f60e

    باتَت مُهمَّته أسَهل ؟ ترَى مالمقُصود بذلِك؟ paranoid
    حقَّاً كلِّي شُوق لمعرَفة ما جرَى ؟ كيَف تبدَّل حال ولِيد ؟ وانتقَل
    بكلِّ سُرور لتنفِيذ جريَمته النَّكراءَ ؟
    أسأل الله أن تظلي على نفس الشوق بل و أكثر
    أسئلتك المنفعلة جميلة جدا ^_^

    صدقاً يآ فتاةً, كَم أنتِ مذُهلَة وجبَّارَة -ما شاء الله- embarrassed
    لوُ وصَفت مقطَع مثيْر للرَّعب بتبعاته وبدايَته ونهايَته فلن أستطِيع أن
    آتِي بالبرُود الّذِي تأتِين بِه وأنتِ تصفِينه وتغرِقيَنه بالتَّشبِيهات والتفَّصيات البطيْئَة
    إنَّما المُحكَمة الِّتي تزيَد من وضوح الصَّورةَ وتتدفَّق كنهَر بطيءْ لا يأبه بتوتَّر الأشجار من حُولهِ
    >>> ملحوظَة : أنتِ النَّهر ونحن الأشجَار المتوترَّة biggrin
    أسعدكِ الرحمن
    الأمر أسهل مما تتصورين .. فقط أغمضي عينيك لبضع دقائق
    و تخيلي المشهد بكافة حذافيره الدقيقة ، و كأن هناك شاشة تلفزيونية داخل عقلك
    تعرض الأحداث و أنتِ تتابعينها بعناية
    و أيضا أثناء كتابتك للمقطع الحالي ، ضعي نفسك مكان الشخصية ، و قومي بتمثيل الانفعالات التي تظهر عليها
    يعني غَضِبَ البطل أو أي شخصية " تقومين أنتِ بتقطيب وجهك و عقد حاجبيك " = الانفعالات التي تصاحب الغضب عادة
    و هكذا مع كل انفعال .. هذه طريقة فعالة و مضمونة بالنسبة لي .. أتمنى أن تفيدك و لو قليلا

    كدَّت أبكِي مع الطَّفل, والأمَّ حقاً,
    ممـ أظنَّ بأنَّ الطفل هُو بدَر ! كُونه كرِه ولِيد لاحقاً
    ولا ألُومه فِي ذلِك فالمشَهد مقزَّز داِمي لا أقوى على تخيَّله
    لكنَّني فعلت في النهايَة والشَّكر يعُود للوصِف المحِكم لكاتبِتنا المُبدَعة المُحترفَة
    شكرا يا فتاة و أنا سأبكي من السعادة ، لم أتوقع أن يتأثر أحدهم بهذا المقطع خصوصا
    فعلا لا يُلام .. الأمر لم يكن هينا أبدا
    شكرا عزيزتي هذه صفاتكِ أنتِ

    [ تذَّكر عليك أن تجعلها مهجُورَة ]

    ماهِيَ ؟ , من قالِها ؟ ما علاقَة العُنوان بالكلِمة ؟
    وكَيف أغوِيَ ولِيد لفعلِ ذلِك ومن أعطاهـُ تلك الأيادِي ؟ وكيَف تمَّ
    التخلَّص مِنها فِيم بعد ؟
    ستعرفين بإذن الله ^_^

    ما تلا ذلِك من انفعالات, ما تلاهـُ من مشاعر والديَّ ولِيَد كان أمراً
    رائعاً ومُذهلاً وحزيَناً بنفِس الوقِت , أحسنِت الوصِف حقَّاً أحسِنت, وقد رآقِني الأمرَ
    كثيراً, الوقِع كان قاسياً وواقعياً رُغم خياليّة المشَهد واقعياً للحدِّ الذّي يأتي
    بالصَّورة والأمِكنة والأشخاص للذِّهن بشكل سريع وصافِي تماماً
    شكرا شكرا شكرا
    لقد جعلتِ كومة من المشاعر المتضاربة تتراكم بداخلي دون قدرة مني على السيطرة على أيٍ منها
    خجل و حزن و دهشة و عدم تصديق و الكثير الكثير من السعادة لتواجدك الغالي العزيز على أرض حكايتي

    خرج بغير الوجه الذي دخل به و خلف ورائه قلبا محطما تهتف شظاياه بانفعال " لا الأمر لم ينته بعد ! "
    و عادت الأم بذاكرتها لذلك اليوم ، و تحديدا اللحظة التي هرب فيها وليد

    مالّذِي عناهـ بدَر بذلِك ؟ أشعُر وكأنَّ الجملَة شتَّتني
    قليلاً مع ما جاءَ في الجُزءِ التَّالِي حيَن تُرك ولِيد في الصَّحراء,
    وهمَّ والدُه بالاصطِدام بِه ؟ هل عَنت والدَته ذاك الهرُوب الفاِشل في الجُزءِ
    الماضِي والّذِي انكشَف فِي الجُزءِ التَّالِي ؟ أم هرُوباً آخر ؟
    احم نعم قَصَدَتَ هروب وليد من ذاك المخزن
    و بالنسبة لهذه العبارة
    و خلف ورائه قلبا محطما تهتف شظاياه بانفعال " لا الأمر لم ينته بعد ! "
    فهي مرتبطة بالأم ، فابنها حين غادرها مهيضا لمشاعرها أكثر
    أحست هي بتحطم قلبها الذي كان يصيح بـ عدم انتهاء الأمر
    >> أتمنى وضحت الفكرة

    كان وصفكِ جميلاً للغايَة, فوالدَته لازالت تلتِمس العُذر وراءَ الآخر
    تُوقد شمَعة أملٍ تلُو الأخرَى وإن أطفأت قسوَة الحياةِ ومرارَة اليأس وشيطانيَّة جنُون ابنِها
    سائَر شمُوعها وإن أحرقَتها إلَّا أنَّها ما فتِئَت تعُود إلى غرِفته تسترِجع جميل ذكرَياته تحاولُ أن تبَحث
    عن خلَلٍ مَّا, وهذا ما فطر قَلب أبناءِها علِيها كما فطَر قُلُوبنا, فكانت ثمرَة هذا
    المشَهد الحزِين حواراً مليْئاً بانفعالات لازَمت هذَا الألَم الفظيَع الّذِي اجتاح الأسَرة بإكملَها
    و كان وصفُكِ - لمَّا يختلج مشاعر الأم بدقة - مذهلا ما شاء الله تبارك الله
    فغالبا الأم مجبولة على حب ابنائها و الاهتمام بهم و محاولة تحسين و تجميل صورهم في أذهان الغير
    و غالبا ما تصفح و تعفو و تسامح و إن ارتكب ابنائها أشنع الشنائع في حقها
    قلب الأم لا مثيل له أبدا .. فعلا نعمة عظيمة >> التعبير يخونني

    هل كانت والدَة ولِيد تشَهد بوادِر جنُونه ؟ وتخفِي
    ذلِك عن والدِه والآن يجتاحُها تأنيْب الضَّمير القاِسي ؟
    ممـ اعتقِد بأنَّ ذلِك سينكِشف مُستقبلاً مع تتابِع الأحداثَ =)
    و هو كما قُلتِ في عبارتكِ الأخيرة biggrin

    غمُوضُ آخر يهِتف بِه ولِيد!,
    لقد نطَق اسَم صديْقه [ سمير ] ؟! أي غموضٍ يحتِجب خلف ذلِك الاسِم ؟
    أيضاً ماذا عن والدِته لِم قالت [ أخرِج القريَة وسمير من رأسكِ ] ؟ القريَة وهَم أفهم ذلكِ
    لكِن لِمَ يخرُج صديَقه من عقلِه ؟


    يا إلهي من هذا السَّمير الّذِي أشَعر بأنَّ هناك
    الكثير من الغمُوض حُوله ؟
    ههههههههههههه .. أكتفي بهذه الضحكة
    يا إلهي ما أروع التلاعب بالأعصاب >> لستُ شريرة biggrin

    والآن تبُع الأمرُ بتصرَّفات أبو ولِيد الغرِيبَة!
    مالّذِي يفعلهُ ؟ نزَهة فِي مثل هذا الوقَت ؟ بالطَّبع! كان الأمرُ
    مريباً ولكِن أحقاً سيتخلَّى عنه ؟ هل استبدَّ به اليأس لهذِه الدرَّجة ؟
    كيَف أثَّرت زيارَته للطَّبيب النفَّسي فيه حتَّى هذِه الدرَّجة ؟
    استشَعر خلف الأمر غمُوضاً كبيراً ؟ سيَّما وأنَّني أشَّكك بصَّحة عبارَته حيَن قال :
    اها إذن أنتِ تتوقعين أنه قابل الطبيب
    لن أقول شيئا الآن tongue

    الكثير من الأسئلة تطرَح ذاِتها.
    وحقيقةً ظَننت في أنَّ هذِه هيَ نهاية الحكايَة, وكانت
    لترُوق لِي حتَّى لُو لم يتمَّ كشُف النقَّاب عن الكثير من غموُض فصولِها!
    لرَّبما لُو أتبعَت بمشهدٍ مَّا كانت لتكُون نهايَة [ فيلم رُعب كلاسيكيَّة ]
    لكنَّكِ قُلتِ بأنَّ لها تتمَّة!, وهُو ما احيا أملَ التَّشويق بداخلِي فعلاً,
    أتُوق لرؤيَة المزيَد فأنا مُتابعَة نهِمة لا أمَلُّ الأسالِيب الجميَلة ولا أكتفِي
    من سبِر أغوارِ حبِر كِتابةٍ جميلةٍ بأسلُوبها الفاتِن هذا



    biggrin

    لا تستبعدي مني فعل ذلك
    و لا تستغربي أيضا .. تفكيري غير معقول
    يمكنك أن تتخيلي معي كل شيء و العكس صحيح أيضا

    الله يكرمك على هذا المديح فعلا أدري ماذا أقول

    لذلِك أتحَّرقَ بشوقٍ للمزِيد من هذِه الحكايَة,
    الِّتي أشكركِ علِيها جزيَل الشَّكر, فقَد قدَّمت لِي من التَّشويق مقداراً
    كبيراً لم أرُهـ في كثيرٍ من الأفلام والمسلسلات الِّتي تابُعتها مُؤخَّراً, وصدِقاً
    لا تبتأسِي بقلَّة الرَّدُود فأسلُوبكِ جميل وهُو غيَر مملَّ أبداً



    asian ما أروعك يا soul >> أنا من زمان قايلة إني صرت أحب أي عضو مختار لنفسه هذا اللقب
    لا أبدا لن ابتئس .. هل أجرؤ على فعل ذلك بعد قراءة ردك الذي ينعش الروح يا روح zlick

    أرجُوا أن تقبليني مُتابعةً هُنا, بعد
    هذا الرَّدِ الطويل, حتَّى وإن تأخرَّت عاماً كاملاً عن مواكبَة بدايَة هذِه الحكايَة


    صحيِح :

    اعذِري التّشبِيهات والأخطاءَ العديدَة في الرَّد,
    أمرٌ محرَج أن نعقَّب بهذِه الطرَّيقة على نصٍ جميل



    وُفقِّتِ يـا آنـسَة
    بالتأكيد عزيزتي أروع متابعة و لا " يهون الباقين "
    حقا كسبتُ متابعة مميــــــــــــــــــزة ^_^

    صدقت هو طويل ، و أرجو أن لا تكون كتابته قد أتعبتك
    بالفعل كنت مستمتعة جدا و أنا أرد عليكِ

    tongue أهذا ما ترينه ؟
    أبدا عزيزتي نحي هذا الحرج جانبا يُفترض أن أشعر أنا به لا أنتِ
    حضورك و تشبيهاتك و ردك و رؤيتك التحليلية الرائعة كلها فوق رأسي .. أفخر بها و بكِ كثيرا
    كسحابة محملة بالخيرات كانت ردودكِ ، حلت على أرض حكايتي فأروتَ ظمأ حروفها ، و أنعشت سطورها ، و أعادت لها بريقها
    أسعدك المولى و حرّم بدنك عن النار

    سلمتي غاليتي و في حفظ الرحمن ^^
    اخر تعديل كان بواسطة » جثمان ابتسامة في يوم » 27-01-2014 عند الساعة » 13:24

  21. #60
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
    كيف حالك أختاه ؟ .. بخير كما أتمنى ـ سأبدأ مباشره ـ .. لا أخفي صدمتي حينما قرأت البارت الأول
    بل لم أتردد للذهاب إلى الثاني و الثالث وما بعدهما !!
    و حنيما وصلت لآخر شيء .. آخر بارت .. آخر مشهد .. حسناً أعتقد أنني أصبت بإنهيار عصبي laugh !!
    يا فتاة مالذي فلته بنا ؟!!! .. الحكاية .. حسناً هس في البداية كانت غريبه .. هل ذلك الخص فعلياً مريض نفسيا ؟
    حسنا لنقل أنه مريضه .. وهذا ما بينت الحكاية لنا .. ولكن .. ماذا إن لم يكن مريضاً ؟؟
    ماذا لو كان ذلك العالم ، القريه الجميله .. القريه الحبيبة .. سمير ! .. ماذا لو كان هو فعلياً عالم حقيقي ؟
    حسناً هنا .. هناك خيار آخر ، لو كان مريضاً نفسياً .. أيهما الحلم و الوهم ؟ .. امه و أبيه ؟ .. أم عالمه ذااك ؟؟
    كانت تلك الأسأله تدور في {اسي منذ أن قرأت الحكاية
    كنت أتوه بين أحداثها أود لو أقتص القليل .. > أعتقد أن عقلي قد توقف .. لوأتينا من المنظور البسيط .. هو فعلا ! .. أمامهم مريض
    ولكن .. هناك .. بين الصفحات شيء ما ناقص !! .. شيء ما لا نعلم ما هو .. شيء ما .. خيار ما .. نقطه ما نسيناها biggrin
    > أخبرتك ! .. لقد أصبت بإنهيار عصبي laugh !

    حسناً .. تلك الذكرى توجب الكثير .. حينما رأيتها .. حينما رأيت الأم وهي تبكي على ولدها .. في البداية ظننت أنه فعلا قد هرب ! .. ذلك الوليد ! ogre
    ولكن .. في آخر جزء .. مات ؟؟! .. قتلوه ؟؟!
    تـــــــــــــــــــــباااً ogre !! ـ لقد تحطم الحاسوب المسكين laugh ـ مالذي يجري ؟؟ .. اوليس البطل وليد ؟! .. كيف يموت !!!
    > لحظه هل الرواية طويله ؟ tired
    > سؤال قطع الشحنه القويه laugh

    حسناً أرغب بفعلا لو يكون البارت القادم طويل آنستي ..
    أعلم أنني لم آتي إلا بثرثره و أسأله هنا .. ولكن لدي كلام أيضاً عن الاسلوب و الاحداث الزائده هنا و هناك التي لم أعلق عليها biggrin
    على كل حال ^^ .. أنا بغنتظار بارتك القادم .. لا تتأخري ! وزيديه طويلاً tired
    تم الإنتقال إلى عضويه : أُنسٌ زَهَر
    http://www.mexat.com/vb/member.php?u=772171

    { عُذراً سُكونُ الصّباح ، فصَمتُ الليلِ أصبَحَ أَجمَل ! }

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter