~~~
تشبثت كسارا بأكمام قميصه الواسعة و أظهرت عينيها نظرة رجاء صادق :
- لاتذهب أرجوك ، سأحرص على تعليمها كل شي بنفسي أعدك بذلك
جايمون متجنباً النظر الى عينيها فهو يعلم مقدار وقوة تأثيرهما عليه، ولربما تستطيع ثني إقدامه هذا:
- كفى كسارا تعلمين أن ذلك لن يكون كافيآ لليديا، لقد قام سومار بترتيب المستندات مسبقآ لداعي للقلق
كسارا بإعتراض منفعل وهي تفرض نفسها أمام ناظريه :
- وهذا ما سيزيد الأمر سوءاً، مواطن غير شرعي و مستندات مزوره، أرجوك جايمون لا تمتنِ قلقاً
جايمون وهو يضع يديه على كتفي كسارا المتقوسين :
- لن أدع أخطائي تؤثر على حياة طفلتي، لا أنتِ ولا العالم بوسعه منعي عندما يكون الأمر متعلقآ بمصلحة ليديا، أرجوك كسارا لا تزيدي الأمر تعقيداً حبي
تراجعت الزوجة القلقة الى الوراء بإستسلام وأخذت الدموع مسارها على وجهها البيضاوي النقي بينما حمل الوالد المصمم طفلته النائمة وأنطلق قُبيل بزوغ الفجر ليتمكن من الوصول في الموعد المناسب
~..~..~..~..~..~..~..~
كاميليا بإهتمام:
- سيد جايمون لم تجب على سؤالي بعد
جايمون بتلعثم :
فالحقيقة .. زوجتي تملكها .. وأناا ..
كاميليا :
- وماذا عنك سيد جايمون؟
أخذت نبرة كاميليا الجادة وقعها على قلب جايمون وقبل أن يجد نفسه مُكرهاً على الإجابة ، تقدم اللورد دايفييل يصحبه مُتحكم النار نوثانيل لينضموا الى المتواجدين بالمكتب
انحنى المسؤولون بعد الوقوف تحيةً للشابين
دايفييل بإبتسامته المميزة:
- جيد أرى أن الأمور تحت السيطرة، هنالك الكثير من الأطفال الأعزاء بالخارج، لم أدرك أن عنابر القرى احتوت هذا الكم الكبير إنها أخبار مفرحة بحق
نوثانيل:
- هل صادفتكم أية مشاكل حتى الأن؟
إبتلع جايمون ريقه بصعوبة و تنهد برتياح حين أردف فابيان:
-ليس حتى الأن
وقبل أن يعود جايمون لموقفه تحت المجهر، تنحى قائماً وحمل الطفلة بعد أن انحنى سريعاً، وقبل أن يهم بالخروج
كاميليا بحدة:
- سيد جايمون لم ننتهى بعد، هل لا أجبت على سؤالي؟
بتلك اللحظات هم اللورد دايفييل واللورد نوثانيل بالرحيل قبل أن تستوقفهم تلك الإجابة الشاذة الخفيضة ..
- أنا مهاجر سيدتي
ظل الرجل المُستسلم مغمضاً عينيه في محاولة بائسة للهرب، فالصمت الذي أعقب حديثه زاد تأجح الخوف بقلبه، والأعين التي أحس بها تخترق ظهره أنذرته بعواقب وخيمة لما أدلى به توآ ..
أحد أعضاء المجلس بغلظة:
- وماهو موطنك الأصلي ؟
استدار جايمون ليواجه كل تلك الأعين ولكن لسانه لم ينطق بحرف واحد
فابيان بعد نظرة فاحصة أطلقها نحو جايمون :
- أنت من مملكة الشياطين أليس كذلك؟؟
جايمون بخضوع :
- نعم سيدي
ضرب أحد أعضاء المجلس الطاولة بغضب:
- أنت تعرف مالذي يعنيه ذلك؟
بحركة مفاجأة جثى جايمون على ركبتيه وأردف:
- سادتي أرجوكم، أنا أقر بخطئي ومستعد لتحمل العواقب ولكن لا ذنب للصغيرة بالأمر، أرجوكم ، هي لاتزال من أبناء مملكة الملائكة
اللورد دايفييل ببرود جاد:
- تقصد مزيج شيطاٍن ملائكي
إرتعد جايمون للرد الجاف وأحكم قبضته حول جسد الطفلة الغير مدركه للأمر وقد تغرغرت عينيه بالدمع
فابيان:
- تعلم جيداً أنه لا أحد بوسعه خرق القانون العالمي، وضعك هذا يعد جريمة وإيواءنا لك يجعلنا شركاء بذلك، وأراهن أنك تعلم أن مملكة الشياطين ليست من أفضل أصدقاء مملكتنا في الوقت الراهن
أخذ جايمون الرجل بالبكاء كالطفل الصغير وهو يتوسل إليهم لمنح ليديا الأمان، بتلك اللحظات كان اللورد دايفييل قد درس مختلف الأبعاد برأسه ومن ثم تقدم صوب الرجل البائس وقام بمساعدته على الوقوف لتنعقد حاجبيه عند رؤية وجه الطفلة ويكمل وهو يتابع تفحصها بعينيه
- لا يجثو الشياطين على ركبهم مهما أشتدت الظروف، بوسعي تمييز إختلافك، ولكن هذا لا يبرر الموقف
أكمل بصوت أقل حدة:
-أيتها الشابة كاميليا أطلبي إنعقاد مجلس مغلق في الحال.
استدار بعد ذلك الى بقية أعضاء المجلس وطلب منهم متابعة التقديم ومن ثم وجه حديثه الى جايمون مجددآ :
- ألحق بي رجاءاً
إمتثل جايمون للأوامر بصمت مرتعد، قطع دايفييل شوط لا بائس به مروراً بحدائق وممرات القلعة ليصل أخيراً الى بوابة ضخمة ذات طابع مميز ونقوش تضمنت سبعة أحجار بارزة ..
أشار دايفييل الى مقعد بالقرب من المكان وطلب منه الإنتظار ومن ثم أقترب من البوابة وضعاً راحة يده على لوح معدني صغير، ليُفتح ذلك الباب الضخم محيياً اللورد دايفييل ويُطبق مرة أخرى فور دخوله ..
~..~..~..~..~..~..~..~
المفضلات