الصفحة رقم 1 من 11 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 206
  1. #1

    المتحكمين السبع ~ النسخة الكاملة


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    كما وعدت الكثير فقد تم تعديل مسمى القصة وجميع أجزائها منذ البداية وهاهي في حلتها الأخيرة لهذا المنتدى

    كانت رحلة ممتعة تلك التي قضيتها معكم أعزتي .. من يصدق أنها أستمرت الى ما يقارب الثلاث سنوات ونحن في غمارها ..

    وبحمد الله أنتهيت من هذا العمل الذي كتبت أجزاءه المتفرقة في قارتين و أربعة دول (أستراليا، نيوزيلندا، السعودية، الإمارات العربية المتحدة)

    أتمنى أن تستمتعوا في قراءته كما أستمتعت في كتابة معظم أجزاءه

    ...

    محجوز لرابط تحميل المستند حين يتم الإنتهاء منه nevreness

    ...


    * الجزء الأول ~ المتحكمين السبع

    * الجزء الثاني ~ شيطان ملائكي

    * الجزء الثالث ~ عيني شيطان

    * الجزء الرابع ~ لمح البصر

    * الجزء الخامس ~ لا أزال أذكره

    * الجزء السادس ~ سجن الماضي

    * الجزء السابع ~ وأقترب اللقاء

    * الجزء الثامن ~ هانحن نبدأ

    * الجزء التاسع ~ الكاذب

    * الجزء العاشر ~ في قبضة التنين

    * الجزء الحادي عشر ~ الإنكسار

    * الجزء الثاني عشر ~ الهجوم 1

    * الجزء الثالث عشر ~ الهجوم 2

    * الجزء الرابع عشر ~ جــــنون

    * الجزء الخامس عشر ~ مضى وقت طويل

    * الجزء السادس عشر ~ حقاً.. أنا بخير

    * الجزء السابع عشر ~ إفطار الوداع

    * الجزء الثامن عشر ~ و أكثر من ذلك بكثير

    * الجزء التاسع عشر ~ أنتِ ما أريد

    * الجزء العشرون ~ ليلة الإحتفال

    * الجزء الواحد والعشرون ~ مجاهل القلب

    * الجزء الثاني والعشرون ~ الخلاص القاسي

    * الجزء الثالث والعشرون ~ باردة كالجليد

    * الجزء الرابع والعشرون ~ معزوفة النار والثليج

    * الجزء الخامس والعشرون ~ ترى من تكون !


    ~~~~~~~~~~~~~~
    قراءة ممتعة للجميع

    طفلة القمر
    اخر تعديل كان بواسطة » moon child في يوم » 24-04-2013 عند الساعة » 13:54
    " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "


  2. ...

  3. #2

    الجزء الأول

    Screen+shot+2013-04-24+at+7.56.54+PM


    ~ المُتحكمين السبع ~
    الجزء الأول





    كان من النادر حدوث أمطار غزيرة كتلك التي أقلقت النوم من أعين سكان المدينة الضخمة المسالمة، والسكون الذي عم الأرجاء زادها بهاتاً وشحوباً..



    في القلعة الحجرية ومركز الحكم الرئيسي لمملكة الملائكة ~



    استلقى بوهن على قطعة سحاب ضخمة، هذبت أطرافها لتشكل هيكل سرير من الطراز الأول وكسيت بالفاخر من الأقمشة لتعكس مخملية الطبقة التى ينتمى إليها مالكُها, جنبآ الى تلك الأحجار الكريمة الوفيرة في ذلك المكان من االكون الفسيح ..

    شكل المُتحكمون السبع جدراً منيعاً بلتفافتهم حول السحابة ونظرة الوقار وبعض من الحزن والإنسكار لم تفارق مقلهم، فهوية المستلقى لم تكن سوى شاب في ريعان العشرينيات من عمره الملائكي، وهو على وشك مغادرتهم دون مقدرتهم على منع ذلك من االحدوث ..


    إلتفت بعينيه الذهبيتين الى حيث الشرفة الضخمة بالقرب من سقف الغرفة المبهر.

    -إنها تمطر إذاً، يبدو أن طلابي الصغار في حالة روع من الأمر .. إذهبوا إليهم رجاءاً


    إقترب أحدهم منه وطبع قبلة على ظهر يده ثم أجابه مبتسماً:
    -لا تقلق فالأعوان برفقتهم حالياً

    -وماذا عن العنبر ؟ اليوم هو يوم تفتح حاملات الأطفال
    -الأمور تحت السيطرة .. الممرضات يقمن بالإعتناء بحديثي الولادة الأن والجميع بصحة جيدة كما تقول الأخبار


    إرتسمت إبتسامة حزينة على مقلته وهو يجيبه بذات الصوت الواهن :

    -جيد.. وماذا عن زهرتي ؟ ألم تتفتح بعد؟

    تداول المتحكمون السبع نظرات قلق ومن ثم أجابته زرقاء العينين أنجلا الجميلة برقة:

    - في الحقيقة ليس بعد عزيزي إليون


    أشاح بعينيه بعيداً بعد أن غادرت الإبتسامة شفتاه وعم المكان صمتٌ كئيب عدا عن صوت صدى قطرات المطر الكثيفة وهي تصتدم بالأرض وتحدث جلبة كتحطم الزجاج من شدتها :

    -أحضروها لي

    أرادت المُتحكمة الشابة حمراء الشعر كاميليا الإعتراض خوفاً على صحته المتداعية، ولكنها أذعنت فور أن أشار لها اللورد دايفييل المتحكم الأول بالصمت وتلبية الطلب، تراجعت الى الخلف مع إنحناءة إحترام وأطلقت أجنحتها الثلجية لتحملها بعيداً الى الخارج ..


    بالوقت ذاته دنت أنجلا لتجلس على طرف السحابة وبصوت موسيقى حنون :

    - ألم يحن الوقت لتخبرنا عن سبب اهتمامك بتلك الطفلة ؟ أنت لم ترها بعد وبجانب

    سكتت وأخفت عينيها بعد أن تلقت النظرات بالتوقف


    قام إليون برفع جسده النحيل في محاولة لكي يعتدل جالساً فأسرع الجميع بمد يد العون له حتى أستقر في جلوسه ..


    -أعلم أن ما يدور بخلدك أيتها العزيزة أنجلا يدور بمكنون جميع من بهذه الغرفة أيضاً .. تغيُر لون حاملة الطفلة وبجانب أمطار الليلة، جميعها أمور لم يكن لها مثيل سابق بالمملكة لكن ثقوا بي، ليس للطفلة علاقة بالأمر بتاتاً..


    صمت لوهلة بحزن وألم ومن ثم ..


    -إنها فقط ضحية خطيئة أثمه


    إتسعت مقل من بالغرفة وأخذت الكثير من التساؤلات مكاناً بأذهانهم في حين زادت تلك التساؤلات حين قدمت كاميليا وبين يديها زهرة كبيرة مغلقة الأوراق ذات لون أرجواني مميز يميل الى الإسوداد عند نهاياتها ..


    هبطت أرجولها على الأرض وأنطوت اجنحتها لتختفي داخلها خلال لحظات، تقدمت بخطوات ثابتة حتى لامست ساقيها أطراف السحابة لتضع تلك الزهرة الكبيرة أمام إليون الذي قربها منه وضمها بحنانِ أدهش المتواجدون من حوله، أخذ يهمس لها مبتسماً..


    -لا داعي للخوف .. أنتِ في أمان


    خلال تلك اللحظات وفي دهشة مستمرة من قِبل المراقبين بدأت أوراق الزهرة في التفتح لتكشف بين طياتها عن طفلٍ صغير في ربيعه الثاني وهو يغط في نوم عميق ..


    إليون بذهولٍ عابس:

    - طفل؟!


    أسرعت أنجلا بحمل الطفل بعيداً عندما بدأ يسعل دماً و هب البقية نحوه في محاولات يائسة لمساعدته حتى ابتعد اللورد دايفييل بهدوء ..
    -لا فائدة من ذلك، لقد فارقنا منذ لحظات



    طأطأ الجميع رأسه بحزن شديد وتفاجأت أنجلا المجفلة في صدمتها بيدين صغيرتين توضعان على خدها وعينين بلون الذهب تُناظرها بسعادة ..


    إبتسمت رغم دموعها وهي تضمه إليها وتهمس بصوت عذب:

    - مرحبآ بك صغيري، آسفة لم تلاقى الترحيب اللائق بك



    إقتربت بعد ذلك من البقية وأكملت موجهة حديثها المرتعش لهم:
    - مالعمل الأن؟


    اللورد دايفييل بوجه شاحب، ساعد على إخفاء معظمه شعره الفضي الطويل:

    - لا شيء، فلتضمي الصغير مع باقي أقرانه في الوقت الحالي ومن ثم سنقرر مالأتي بعد دراسة الأمر، أما الأن


    وأستدار الى حيث يرقد إليون:

    - فلنمنحه الجنازة اللائقة به ..



    ~~~


  4. #3

    الجزء الأول



    إنقضى أسبوع منذ ذلك اليوم، كل شيء كان يسير في إيقاع منسجم رغم سكون الحزن ببعض القلوب ..


    أرجعت جديلتها الذهبية الى الخلف لتحظى بمقدرة أفضل على التدوين وأكملت طريقها نحو العنبر لتفقد الأطفال وتحديداً ذلك الطفل المتفرد بسواد الشعر عن بقية أقرانه


    فتحت البوابة الضخمة لتلج الى ما يحاكي حجم مدينة مصغرة بسقف زجاجي شامخ الإرتفاع أضفى لأشعة الشمس النافذة ألواناً قزحية مبهرة، نمت بداخله الكثير من الأزهار الضخمة وحلق بفضائه أسرابٌ من جيل جديد يتشارك الضحكات ويضخ الحياة في المكان.


    أبتسمت بسعادة وهي تناظر الأطفال المحلقين بأجنحتهم الصغيرة وأسر عينيها جناح ذهبي شارك التحليق العديد من الأجنحة البيضاء..


    إنحنت المربية المسؤولة كثيرة التجاعيد بإحترام وأردفت بوقار:
    - دام أنجلا


    أجابت بصوتها اللطيف وهي تشير إليها بالوقوف:
    - كيف أصبحتِ سيدة تينا؟ أتمنى أن العمل لم يتسبب بإرهاقك بعد التفتح؟


    أكملت السيدة تينا بذات الوقار:
    - على العكس سيدتي، كنت أنتظر هذه الأيام بفارغ الصبر منذ سنتين مضت ببطء شديد


    أشاحت بعينيها الزرقاويتين حيث يحلق الأطفال مجددآ:
    - ترى كيف يبلى صغيرنا؟
    - أوه سيدتي، كنت قلقة من عوائد سلبية نظراً الى مظهره الفريد ولكن الحقيقة تقول العكس، فهو كالنجم الساطع يجذب الجميع إليه و يسيرهم طوعاً لأوامره بتمكنٍ يثير الدهشة!



    أجابت مبتسمة وعينيها تُتابع تفقد الذهب المحلق:
    - شعرت بذلك منذ لحظاته الأولى، لقد خُلق ليسود.. سعيدة من أجله، تابعي تزويدي بالمستجدات بين الحينه والأخرى رجاءاً



    تابعت بعد ذلك طريقها لتفقد باقي المهام ..


    في تلك الأثناء وعلى بعد سور فاصل، تقدم رجلٌ ثلاثيني وعلامات تعرضه المستمر لأشعة الشمس بادية على بشرته القمحية المشدودة، مما ساعد على بروز اللون العشبي لعينيه اللوزيتين، إلتقط ما سقط من حاوية القمامة الضخمة وباشر عمله في إعادته إليها حتى تكتمل عملية إعادة التدوير، خلال عمله.. توقف برهة أمام كنزٍ ثمين لم يكن سوى قمامة بنظر غيره، حمله بحرص شديد وهو لا يكاد يصدق سعادة حظه ليسرع عائداً به حيث ملاذه مع أول فرصه سانحه ..



    ~..~..~..~..~..~..~..~






    ~ مرتفعات نهر الطهر .. بضعة أميال فاصلة عن عاصمة مملكة الملائكة


    قام العامل بركن عربته المتواضعة قُرب أحد جوانب بيته الريفي الجميل ثم حمل الكنز المغلف بقطعة قماش قطني أبيض وتوقف لحظة ليأخذ نفساً عميقاً وهو منفرج الإبتسامة فلا يزال يشعر بتسارع نبضات قلبه المبتهج، أخذت عيناه نظرة سريعة حول المكان، لكم يعشق رائحة الأرض الخضراء هنا والأعشاب الفواحه، تناثر المنازل الريفية بعشوائية وملائمتها لجغرافية الأرض العذراء السعيدة، أحب الحياة وأحب صوتها أكثر من الحياة وهي تهتف بإسمه بدلال


    -جايمون عزيزي أهذا أنت ؟..


    أشاحت برأسها من نافذة الطابق العلوي لينسدل شعرها الذهبي عن الجنبين وعينيها تبحثان عن ضالتهما، استدار الى مصدر الصوت لتتصل أعينهما و بإبتسامة عكست الراحة التي يتمتع بها قلبه:
    - أجل عزيزتي لقد عدت توآ من العمل


    بادلته التبسم:
    - كنت متأكدة أنه أنت مذ سمعت صوت مكنة عربتك المزعجة، حبيبي أقترح أن تعجل بإستبدالها قبل أن تغرم على إفساد البيئة ..
    -لربما لاحقاً لكن الأن لدي مفاجأه سارة لكِ عزيزتي



    أخرجت جسدها بفضول حتى تتمكن من الإنحناء أكثر وعينيها ترسمان إستطلاعاً عن المجهول لتظهر بطنها المنتفخة وتذكر جايمون بالسعادة المنتظرة
    لوت شفاهها وهي تنظر لإبتسامته وأكملت بإستنكار:
    -الى متى تخطط جعلي أنتظر ؟؟ هيا أسرع الى الداخل




  5. #4

    الجزء الأول

    وهناك ~



    تفاجأت حين أخذ بيديها فور ما حطت أقدامها الصغيرة على أرض الطابق السفلي، أعترى عينيها الخضراوين القلق فقالت:
    -ماذا هنالك جامِ هل حصل خطب ما بالقصر؟
    - طفلنا ..


    إبتسمت وهي تجيب بإستخفاف مصحوب بدهشة:
    - ماذا به؟ لا يزال يرقد بداخلي و لوقت طويل أيضاً ..جايمون أنت تتصرف بغرابة!؟
    أكمل بإببتهاج شديد:
    - لقد جلبت له زهرة حاضنة


    استدارت و شقت طريقها نحو المطبخ وهي تجيب بشيء من الامبالاة:
    -حقاً!، رجاءاً عزيزي إن لم يكن لديك شيءٌ أخر قم بقلع الأعشاب الضارة فهي تملأ الحديقة الخلفية وتؤذي شجرة البرتقال خاصتي
    -أنظري ..


    حركة عينيها بإستخفاف ونظرة إليه لتتفاجئ بتلك الزهرة الحاضنة ذات اللون الأرجواني المميز وهو يحملها بين يديه بحرص شديد بعد أن أزاح الغطاء عنها، صرخت وأخذت تركض نحوه ليستوقفها عن معانقته حتى لا تضر الزهرة ..




    أكمل بنظرة قلق :
    -ولكن يبدو وأنها فقدت قدرتها على الإنغلاق


    وضعت كسارا يديها على قلب الزهرة لتشعر بنبضها و من ثم أكلمت ..
    -لكنها لا تزال على قيد الحياة، تحتاج الى القليل من العناية والسماد الطبيعي وستعود كما كانت بل وأفضل أنا واثقة من ذلك
    –وماذا عن الأوراق؟ كيف ستغلق وتعتني بالصغير؟


    -لا تقلق نستطيع ربطها إذا تطلب الأمر، مايهم هو القلب وهو صالح لحمل الطفل، لدينا 6 أشهر حتى أضع، ستستعيد النبتة الكثير مع قوتها بعد كل ذلك الوقت ..
    -سأحضر السماد حالا من مرسيليس فهو يدين لي بالكثير



    أبعدت عينيها عن الزهرة وذلك التوهج لم يفارق وجنتها المحمرة ..
    -لا تنسى، احضر أفضل نوع،أووه إنتظر عندك



    استدار جايمون بتلقائية ليجد زوجته تقف مجفلة في بقعة واحدة :
    - لم تخبرني كيف وجدتها؟ أرجوك لا تخبرني بأنك سرقتها من العنبر؟


    إبتسم مهدءً من روعها:
    - كلا لم أفعل، في الحقيقة لقد كانت ملقية في أحد قمائم القصر، أعتقد أن العنبر قد تخلص منها



    عادت التساؤلات لتقطب حاجبها من جديد وقد تلاشت مخاوفها الكبيرة:
    -غريب!، تبدو مميزة ومع ذلك؟



    أجاب وهو يكمل طريقه نحو الخارج:
    - لا أحد يفهم طريقة تفكير من بالقلعة مطلقاً، اعتقد أنه لا بأس من الإحتفاظ بها..
    - أرجو ذلك.



    أجابته وعادت أدراجها داخل المنزل لتسرع بالنبتة الى بيت زجاجي بالخلفية حوي بعض من الشتلات البسيطة هنا وهناك ..



    ~..~..~..~..~..~..~..~





    - فاريوس إنتهى وقت الجولة الحرة منذ وقت طويل مالذي تفعله عنك؟ إهبط فوراً



    أخذ ذلك الطفل في التحليق عالياً متجاهلاً حديث الأنسة الشابة سوارا و لاهياً في ولعه بالسماء ..
    -اه ذلك الطفل حتماً سيصيبني بالجنون



    قالتها وهي تعيد شعرها القصير الى الخلف بعد أن داعب شفتيها الملتويتان عبوساً



    إقترب شاب ذو شعر فضى طويل وعينين نعستين بلون المحيط ووضع يده على كتفي تلك الأنسة التى أجفلت وسرعان ما انحنت إحتراماً :
    - لورد دايفييل


    لمعت عينيه وأرتسمت إبتسامة دافئة هو يجيب :
    -إذآ فهو يتغيب عن الصفوف مجدداً، ذلك الطفل المشاكس


    -اوه سيدي لا أدري مالذي يبقيه في الأعلى، بقية الأطفال يخافون من مجرد إستعمال أجنحتهم في الهواء الطلق وفاريوس، حتى أنا لا أستطيع اللاحاق به في السماء



    إبتسم بلطف مما جعلها تحمر خجلاً وتفاجأت عندما فتح ذراعيه الرشيقة ليسرع فاريوس الملاك الصغير ساقطاً بين يديه
    -أجنحة غبية لا تعرف متى تتوقف


    ضحك دايفييل لمشهر ذلك الصغير وهو متكور بين أجنحته الذهبية الكثيفة وملامح الغضب تزيده ظرفاً وجمالاً، تعلق الصبي الجامح بعنق دايفييل وأختفت كل ملامح الغضب تلك لتتحول الى سعادة غامرة:
    -أعتقدت أنك لن تاتي اليوم أيضاً ..!


    - و كيف أستطيع وقد أعطيتك وعداً بذلك صغيري ؟


    إقترب صوت أنثوي مؤنب من الخلف:
    - كالعادة دايفييل ، تحب الإستفراد به لنفسك



  6. #5

    الجزء الأول




    صرخ الطفل بعد أن إتسعت عيناه بسعادة :
    - أنجلا


    القى بنفسه بين أحضانها و دفن رأسه في شعرها الأشقر الحريري لتعانقه هي في المقابل..
    -كيف هو يومك عزيزي ؟


    عبس بدلال :
    - ممل أريد العودة للعيش معكم أرجوكِ أنجلا دعيني أعود


    تبادلت عينيهما نظرات حنونه:
    - صغيري ليس الأمر بيدي وبجانب، يجب عليك ان تدرس بجد لتحقق حلمك و تصبح أحد المُتحكمين السبع مستقبلاً.


    تقدمت سوارا على خجل لتلتقط فاريوس من يدي أنجلا وهي تقول بتهذيب:
    - آسفة سيدتي، لقد أخبرته بذلك مراراً و لكنه يصر على الهرب من الصفوف ..



    إقترب اللورد دايفييل وانحنى ليصبح في مستوى نظر فاريوس و أخذ يربت على رأسه ويشعث شعره ذو السواد الفاحم :
    - فاريوس سوف لن يتغيب عن أي صف بعد الأن، اليس كذلك ؟؟



    إبتسم الغلام وهو يهز رأسه مؤكداً كلامه ومن ثم أنحنت سوارا بإحترام وعادت بالطفل الى الأكاديمية من جديد ..
    أنجلا بحنان:
    -لا أدري لماذا اتعلق به يوماً بعد يوم .

    اللورد دايفييل:

    - معك حق .


    لم يكمل حديثه حتى تلقى ضربة مباغته على رأسه:
    - ومع ذلك لم يكن من اللائق أن تتملص من الإجتماع لرؤيته، كم مرة يجب علي تحذيرك لورد دايفييل .


    ترنح وأردف:
    - المعذرة، لم أكون في عقلي الصحيح آنها .



    ~~~



    بالعودة الى قاعة الإجتماعات ..


    هبطت أنجلا ومن خلفها دايفييل في صالة رخامية شاهقة بلون الرماد تخللتها تصدعات بيضاء وصقلت بإتقان لتعكس الأجسام الدابة فوقها، تميزت بسبعة أعمدة عظيمة أمتدت لأربعة أمتار نحو السماء و اتصلت بينها ستائر خمرية مجردة كان الهواء خليلها دون سقف يذكر


    نوثانيل مُتحكم النار المُتجهم بعينين غاضبتين، فقد طال انتظارهم لعودة كبير المجلس بينما كان يمرح بالجوار:
    - أهلا بعودتك لورد دايفييل ، أعتقد أن حمامك أخذ أطول من المعقول، هل من الممكن أنك تعاني من الإمساك صديقي؟



    اللورد دايفييل بسذاجة متقنة :
    - اوه عزيزي نوث شكراً لإهتمامك الدائم، بالتفكير في الأمر أعتقد أني تناولت الكثير بالأمــ ...



    لم ينهى عبارته حتى عبرت من أمامه شعلة لهب دافئة، تحرك من بعدها في خط مستقيم وأحتل الكرسي الرئيسي بالمكان ومن ثم
    -حسناً وماذا بشأن المحصول الزراعي لورد ستاداريوس ؟



    أجاب ذو الطبيعة الهادئة والمبتسمة :
    - الأراضي بخير والمحصول وافر، معالجوا الطبيعة يقومون بعمل جيد مع الأشجار القديمة و لربما نتمكن من العصر قبل الموعد المعتاد سنوياً
    -جيد ماذا بشأن أكاديمية الحكمة



    كاميليا :
    - لدينا نقص في معلمي الطاقة الحرارية ، فأحدهم لا يقوم بعمله كما يجب له ان يكون في تدريب الكادر التعليمي
    وأطلقت نظرة حادة بإتجاه نوثانيل الذي أخذ في السعال بدوره



    دايفييل مقوساً حاجبيه وهو يردف بمكر بارد:
    - أحقآ !، لربما كان يعالج إمساك أحدهم عن طريق تدفئته بالنار عوضاً عن تعليم المسؤولين كيفية إستخدامها بحكمة


    أنجلا متجاهلة شحونة الجو بالقاعة:
    - وماذا بشأن الأرواح السوداء يوريال؟ لجميع لا يكفون عن سؤالي بشأنهم مؤخراً، يبدو وأن الكثير من الإشاعات برزت في الأونة الأخيرة


    اللورد يوريال:
    - حتى الأن فريق المكافحة صامد في تصديه لأي ظاهرة مشابهة ولكن العدد لا يزال ينقصنا، تلقينا بلاغات من الكثير من المماليك عن رؤيتهم لضلال سوداء ولكن لم تسجل أية حوادث منها بعد.


    أنجلا بإهتمام:
    - لا ينبغى أن ننتظر حتى يقوموا بذلك، كيف هي تدريبات طاردي الأرواح إذاً؟


    - الطلاب تنقصهم الخبرة والقوة في المواجهة حتماً ولكن التدريبات تقام في أوقاتها المسجلة، في الحقيقة.. لا أعلم لماذا ولكن لدي حدس بأن مملكة الشياطين تدبر أمراً ما في الخفاء


    اللورد دايفييل :
    - نحن في الخدمة إذا ما تطلب الأمر كما تعلم، وأطلب من هيئة رصد الحدود التشديد في الحماية ، أخر ما أود سماعه هو أن تصاب القرى البعيدة بأذى ونحن مشغولون عن حمايتهم


    فابيان مُتحكم الماء وأصغر المتحكمين السبع :
    - وماذا عن فاريوس هل من جديد؟
    -لاشيء، إنه طفلٌ طبيعي كباقي الأطفال، لربما من أكثرهم قوة و شجاعة


    أردف بحيرة:
    - أتمنى لو نعلم ما كان يكمن وراء كلمات إليون تلك وماهو قصده بالضحية


    اللورد دايفييل:
    - مع الوقت سيكشف الستار دون شك


    إنتقل بعينيه الزرقاويتين نحو السماء وعُقدت حاجبيه بإنزعاج لذكرى إليون، في حين أكمل فابيان:
    - بالتفكير في الأمر ، مالذي حدث لزهرته الحاضنة؟ لم أرها عند تفقدي للعنبر قبل أسابيع مضت


    كاميليا:
    - لن تكون صالحة لحضن طفل أخر فطلبت التخلص منها، اعتقد أنها أنتهت في أحد مكب النفايات


    اللورد ستادريوس مُتحكم الطبيعة :
    - هذا مؤسف، كنت أود معرفة سبب تغيرها الى ذلك اللون الأرجواني الفريد ،فلا بد وأن ورائه سر ما





    ~..~..~..~..~..~..~..~




  7. #6

    الجزء الأول



    قبل سنة من الأن ..

    أرجعت رأسها الى الخلف في محاولة يائسة لإستنشاق الهواء وأردفت بصراخ

    - جايمون أنا أمووت

    عادت كسارا الزوجة الى نوبات الصراخ على وتيرة واحدة مجدداً وهي تضع طفلتها بالمنزل وبمساعدة جارتها العجوز الحكيمة، لم يكن من المُفترض لهذه المشهد بالحدوث إذا لم يكن جايمون مهاجراً غير شرعي من مملكة الشياطين، و زوجاً غير قانوني بالمملكة.
    لم يسعف جايمون الوضع سوى بالبكاء وهو مُتمسك بيدها وجسده يتنافض خوفً ورهبة من الحدث، مرة ساعتين وهي في مرحلة مخاض عسير سرعان ما أصبح ذكرى لدى سماع أولى صرخات تلك الطفلة الصغيرة، أقترب منها وحملها برفق بعد أن مسح الدموع المختلطة بعرق وجهه ومن ثم قربها من كسارا المجهدة الى حداً بعيد، طبعت قبلة عميقة على جبينها ومن ثم و دعتها من جديد لتدخل مرحلة إحتضان أخرى بين أحضان تلك الزهرة الأرجوانية والتى نمت وأصبحت بصحة ممتازة بعد كل تلك العناية التى أولها لها السيد والسيدة جايمون ..


    ~..~..~..~..~..~..~..~


    بالعودة الى الوقت الحاضر ~


    -جايمون، أين أنت ؟؟
    عبرت ممراً صغيراً للوصول الى مصدر صوته الخفيض ..

    -كان الأرنب الصغير يستمتع كل يوم في التنزه بالحديقة وقطف الثمار الطازجة ليعود بها الى والديه مساءاً

    رفع رأسه بعد أن أحس بنظراتها تراقبه
    -أوه !! آسف عزيزتي لم ألاحظ وجودك.. منذ متى وأنتِ هنا ؟؟

    إبتسمت واقتربت منه معانقةً إياه من الخلف ...
    - ألا تمل الصغيرة من ذلك الأب الذي يقلق نومها بكل هذه القصص يومياً

    -هيا كسارا لاتكوني غيورة، طفلتي تتوق شوقاً لسماع صوت والدها، أليس كذلك؟؟
    تحركت الزهرة بصورة أجفلت السيد والسيدة جايمون اللذين هبا واقفين وتراجعا الى الخلف ..
    جايمون بدهشة:
    - هذا يعني ..

    صرخت كسارا بسعادة:
    -لقد حان الوقت عزيزي،” ليديا” ستنضم إلينا عما قريب .



    ~..~..~..~..~..~..~..~

    نهاية الجزء الأول

  8. #7

    الجزء الثاني

    Screen+shot+2013-04-24+at+8.33.17+PM

    الجزء الثاني
    ~ شيطان ملائكي ~





    فُتح الباب على مصرعيه وأسرعوا الى الداخل نحو سحابة طبية صغيرة، سرعان ما إنحنت الممرضات إحتراماً للسادة السبع الذين حلقوا الى المشفى فور سماعهم ما ألم بفاريوس ..

    انحنى اللورد دايفييل ليقترب من الصغير الشاحب وهو ينام بهدوء، وأخذ بالمسح على رأسه برفق

    أنجلا بجدية تحمل الكثير من القلق :
    - مالذي حدث له ؟

    سوارا مسؤولة الصف وهي لا تزال تبكي بأحد أركان الحجرة :
    - منذ أن تحدث معه اللورد دايفييل لم يغادر فاريوس الصف أبداً ولم يتغيب عن أحدهم حتى صباح اليوم، أخذ بالصراخ فجأة وبدون سابق إنذار مما أرعب بقية الطلاب من حوله

    كاميليا بدهشة :
    - انظروا .. عنقه !..

    تفاجئ الجميع من بروز وشم أسود دقيق بالقرب من مؤخرة رأسه لم يكن له وجود من قبل وبمجرد أن وضع اللورد دايفييل يده عليه، جحظت عينا الطفل وأخذ بالصراخ من جديد والإرتجاف بصورة مضطربة .

    أخذ دايفييل يتأمل الطفل بإندهاش ومن ثم طلب من الممرضات والأنسة سوارا مغادرة الغرفة فوراً..

    نوثانيل بعينين بنيتين تميلان الى الإحمرار، وقد كان يراقب انفعالات الصبي بإهتمام بالغ :
    - إذآ فهو..، أليس كذلك؟
    -هذا صحيح، ولكنه شق منه فقط


    فابيان بإنزعاج لخطورة ما يشيرون إليه :
    - وماذا عن الشق الأخر؟
    - أخشى أن هذا مايجب أن عليا القلق بشأنه

    أقتربت أنجلا من الطفل المتأوه وأخذت تراقبه بحزن :
    - صغيري المسكين

    إبتعد دايفييل عن السحابة قائلآ :
    - يوريال أخفي الوشم، والجميع رجاءآ أبقوا الأمر حصراً بيننا

    أنجلا سريعاً :
    - إستخدام تقنية الكف المعالجة قوية على جسده الصغير!!

    دايفييل :
    - لا تقلقي، صمد الجسد أمام قوة الوشم سيكون هذا كالمسكن لألمه، على الأقل لبعض الوقت

    ومن ثم أشار ليوريال الذي قام بالمسح بيده المجردة على عنقه ليعود العنق كما كان ويتوقف فاريوس عن الحراك

    كاميليا بتردد وقلق:
    - مابه؟

    يوريال:
    - سيظل نائماً لثلاث أيام ومن ثم ستعود الأمور كما كانت، ربما بالنسبة إليه



    ~..~..~..~..~..~..~..~



  9. #8

    الجزء الثاني


    في مكان أخر يبعد عن المدينة مسيرة 3 ساعات بوسائل أرضية ومايقارب الساعة والنصف تحليقاً..

    أقلق بكاء الطفلة ذات العامين النوم من مقلتي والديها حتى كاد أن يغشى على الأم الرؤوم من شدة الهواجس التي راودتها، بينما ظل جايمون المرتعب حاملاً لها على كتفيه ويدور بها هنا وهناك .. غفت الصغيرة من شدة البكاء وقام والدها بوضعها على السحابة الذي أعدها خصيصآ لها ..
    إقتربت كسارا حاملة إبريقاً من الماء المورد وأخذت تبلل قطعة قماش ناعمة به ومن ثم تمسح على جسد الصغيرة الضئيل برقة، شهقت لحظة بروز وشم أسود مُرعب بالقرب من قلبها

    -جايمون ..
    نادت بصوت أقرب الى الهمس وهي تشعر بالإعياء من أحداث يومها الثقيلة

    أسرع جايمون إليها فأشارت الى حيث ظهر ذلك الوشم، نظر إليه مرتعباً بتمعن ..

    كسارا بصوت يائس:
    - حتى وإن كانت إبنتي ملعونة فلن أتخلى عنها أبدآ ..

    جايمون معانقاً إياها:
    - لاتقولي هذا، إنها طفلة مباركة والأيام ستشبت لكي ذلك .

    جرى ذلك بأول يوم تغادر فيه الصغيرة ليديا حاضنتها الخاصة ..


    ~~~


    إنقضت أسبوعين ظلت الطفلة بها هادئة نسبياً، وبتلك الليلة إستيقظ الوالدين على دخول قدم الى الغرفة، إقتربت ليديا منهما فقام جايمون بحملها وإراحتها على حجره ..
    -ماذا هنالك صغيرتي !؟

    أبعدت الفراش وأستلقت متوسطة والديها الذين تبادلوا نظرة تعجب قبل أن ترتسم إبتسامة صادقة على شفاههما، رفعت الصغيرة رأسها وتفقدتهما بعينيها فستلقى الأثنين وأبتسمت الطفلة بعد أن شعرت بحرارة العناق الجماعي




    ~..~..~..~..~..~..~..~


  10. #9

    الجزء الثاني


    أخذ ذلك الصف البشري يمتد بإزدياد متعدٍ أسوار أكاديمية الحكمة الصخرية الشاهقة في صباحِ مشمس جميل، اليوم هو يوم إنتساب أطفال القرى المجاورة لأكاديمية الحكمة العريقة حيث الجميع يطمح لمقعدٍ يأمن مستقبلاً كريماً لطفله ويصقل مهاراته في الحياة على أكمل الأوجه و أحسنها، جعلت أصوات الأطفال والضحكات هنا وهناك الإنتظار الممل أقل حدة من ماهو عليه في الواقع.

    في مكان ليس بالقرب من مقدمة ذلك الصف ..

    -بابا أيجب علي ترك المنزل والذهاب الى المدرسة .. ؟


    حمل جايمون طفلته المفعمة بالحيوية الى صدره:
    - مالذي تريده ليديا الجميلة عندما تكبر؟

    سكتت قليلاً وأخذت تفكر بعمق ومن ثم :
    - عندما أكبر، سأصبح أول موسوعة بشرية

    جايمون ضاحكاً :
    - اوووه صغيرتي حلماً كبير كهذا يحتاج الى الدراسة بجهد ومثابرة ..

    أجابت بإمتعاض:
    - أحقآ؟!
    جايمون بثقة:
    - بالطبع، طالما إمتلكتي سلاح المعرفة لا شيء في هذا الكون يستطيع أن يقف في طريقك

    في تلك اللحظات حلق سرب من الأطفال على مرأى من ليديا التى ذُهلت بتلك الأجنحة الخلابة وعلى وجه الخصوص ذلك الجناح ذو اللون الذهبي الأسر، وسرعان ما أخذوا بالإرتفاع أكثر فأكثر حتى صعُبة الرؤية ، اعدلت الطفلة رقبتها بعد ذلك المشهد وبحماسة :
    - بابا لماذا ليس لدي أجنحة كباقي الأطفال؟

    علم جايمون أنه سيواجه ذلك السؤال عاجلاً أم أجلاً ولذلك فقد حضر للإجابة مسبقآ :
    - هذا لأن لكِ أكثر الأجنحة تميزاً على الأطلاق ، إنها فقط تنتظر الفرصة المناسبة لبروزها

    -ومتى ستأتي الفرصة المناسبة؟


    -قريباً، كل ماعليكِ هو الإنتظار ..



    انقضت بضع ساعات أخرى قبل أن يصلا أخيراً أمام مكتب بيضاوي ضخم، ضم خلفه مُتحكم الماء ومُتحكم الهواء وعدداً من المسؤولين الرئيسين بالأكاديمية العريقة


    كاميليا بعد الإطلاع على المستندات التى سلمها جايمون منذ أسبوع مضى :
    - إذاً ليديا، مالذي تطمحين إليه بالإنتساب الى هذه الأكاديمية؟

    ليديا ذات العينين العسليتين والشعر البندقي الملاصق لكتفيها :
    - أن أتعلم كل شيء

    فابيان بإبتسامة دافئة بعد أن أراح جسده الى الوراء على ظهر المقعد :
    - جميل، وكيف ستتعلمين كل شي؟؟

    ليديا بإبتسامة مشرقة وهي تتبادل النظرات مع والدها:
    - بجهد ومثابرة ..

    أحد أعضاء المجلس بعد أن عقد حاجبيه وهو يقلب صفحات المجلد :
    - ذكر هنا أنها لم تتدرب على التحليق من قبل .. لماذ ياترى، ألم يتكفل العنبر الذي أحتضنها بتوفير تلك الخدمة؟

    رفع رأسه ووجه نظره نحو جايمون الذي بدأ بالتعرق :
    - لم أسمع بهذا من قبل !! .. أيعود ذلك لحالة مرضية ممكنة ؟ هل من الممكن أنها تخشى المرتفعات؟

    جاميون سريعاً:
    - لا ليس كذلك، ليديا بصحة ممتازة إنها فقط ... لم تظهر بعد

    فابيان متعجباً:

    -
    أتقصد أن أجنحتها لم تظهر بعد؟!


    أومأ جايمون برأسه إيجاباً وهو يلعن حظه ألف مرة بداخله.

    كاميليا بنظرة إستفسار حاذقة:
    - سيد جايمون .. هل أنت والسيدة جايمون تمتلكونها؟

    صمت جايمون بقلق في حين ازدادت كمية العرق المتبلورة على جبينه القمحي، وعادت به ذاكرته الى صباح اليوم
    اخر تعديل كان بواسطة » moon child في يوم » 24-04-2013 عند الساعة » 10:43

  11. #10

    الجزء الثاني


    ~~~


    تشبثت كسارا بأكمام قميصه الواسعة و أظهرت عينيها نظرة رجاء صادق :
    - لاتذهب أرجوك ، سأحرص على تعليمها كل شي بنفسي أعدك بذلك
    جايمون متجنباً النظر الى عينيها فهو يعلم مقدار وقوة تأثيرهما عليه، ولربما تستطيع ثني إقدامه هذا:
    - كفى كسارا تعلمين أن ذلك لن يكون كافيآ لليديا، لقد قام سومار بترتيب المستندات مسبقآ لداعي للقلق

    كسارا بإعتراض منفعل وهي تفرض نفسها أمام ناظريه :
    - وهذا ما سيزيد الأمر سوءاً، مواطن غير شرعي و مستندات مزوره، أرجوك جايمون لا تمتنِ قلقاً

    جايمون وهو يضع يديه على كتفي كسارا المتقوسين :
    - لن أدع أخطائي تؤثر على حياة طفلتي، لا أنتِ ولا العالم بوسعه منعي عندما يكون الأمر متعلقآ بمصلحة ليديا، أرجوك كسارا لا تزيدي الأمر تعقيداً حبي

    تراجعت الزوجة القلقة الى الوراء بإستسلام وأخذت الدموع مسارها على وجهها البيضاوي النقي بينما حمل الوالد المصمم طفلته النائمة وأنطلق قُبيل بزوغ الفجر ليتمكن من الوصول في الموعد المناسب



    ~..~..~..~..~..~..~..~

    كاميليا بإهتمام:
    - سيد جايمون لم تجب على سؤالي بعد

    جايمون بتلعثم :
    فالحقيقة .. زوجتي تملكها .. وأناا ..

    كاميليا :
    - وماذا عنك سيد جايمون؟

    أخذت نبرة كاميليا الجادة وقعها على قلب جايمون وقبل أن يجد نفسه مُكرهاً على الإجابة ، تقدم اللورد دايفييل يصحبه مُتحكم النار نوثانيل لينضموا الى المتواجدين بالمكتب

    انحنى المسؤولون بعد الوقوف تحيةً للشابين

    دايفييل بإبتسامته المميزة:
    - جيد أرى أن الأمور تحت السيطرة، هنالك الكثير من الأطفال الأعزاء بالخارج، لم أدرك أن عنابر القرى احتوت هذا الكم الكبير إنها أخبار مفرحة بحق

    نوثانيل:
    - هل صادفتكم أية مشاكل حتى الأن؟
    إبتلع جايمون ريقه بصعوبة و تنهد برتياح حين أردف فابيان:
    -ليس حتى الأن

    وقبل أن يعود جايمون لموقفه تحت المجهر، تنحى قائماً وحمل الطفلة بعد أن انحنى سريعاً، وقبل أن يهم بالخروج

    كاميليا بحدة:
    - سيد جايمون لم ننتهى بعد، هل لا أجبت على سؤالي؟

    بتلك اللحظات هم اللورد دايفييل واللورد نوثانيل بالرحيل قبل أن تستوقفهم تلك الإجابة الشاذة الخفيضة ..
    - أنا مهاجر سيدتي

    ظل الرجل المُستسلم مغمضاً عينيه في محاولة بائسة للهرب، فالصمت الذي أعقب حديثه زاد تأجح الخوف بقلبه، والأعين التي أحس بها تخترق ظهره أنذرته بعواقب وخيمة لما أدلى به توآ ..

    أحد أعضاء المجلس بغلظة:
    - وماهو موطنك الأصلي ؟
    استدار جايمون ليواجه كل تلك الأعين ولكن لسانه لم ينطق بحرف واحد

    فابيان بعد نظرة فاحصة أطلقها نحو جايمون :
    - أنت من مملكة الشياطين أليس كذلك؟؟

    جايمون بخضوع :
    - نعم سيدي

    ضرب أحد أعضاء المجلس الطاولة بغضب:
    - أنت تعرف مالذي يعنيه ذلك؟

    بحركة مفاجأة جثى جايمون على ركبتيه وأردف:
    - سادتي أرجوكم، أنا أقر بخطئي ومستعد لتحمل العواقب ولكن لا ذنب للصغيرة بالأمر، أرجوكم ، هي لاتزال من أبناء مملكة الملائكة

    اللورد دايفييل ببرود جاد:
    - تقصد مزيج شيطاٍن ملائكي

    إرتعد جايمون للرد الجاف وأحكم قبضته حول جسد الطفلة الغير مدركه للأمر وقد تغرغرت عينيه بالدمع

    فابيان:
    - تعلم جيداً أنه لا أحد بوسعه خرق القانون العالمي، وضعك هذا يعد جريمة وإيواءنا لك يجعلنا شركاء بذلك، وأراهن أنك تعلم أن مملكة الشياطين ليست من أفضل أصدقاء مملكتنا في الوقت الراهن

    أخذ جايمون الرجل بالبكاء كالطفل الصغير وهو يتوسل إليهم لمنح ليديا الأمان، بتلك اللحظات كان اللورد دايفييل قد درس مختلف الأبعاد برأسه ومن ثم تقدم صوب الرجل البائس وقام بمساعدته على الوقوف لتنعقد حاجبيه عند رؤية وجه الطفلة ويكمل وهو يتابع تفحصها بعينيه
    - لا يجثو الشياطين على ركبهم مهما أشتدت الظروف، بوسعي تمييز إختلافك، ولكن هذا لا يبرر الموقف

    أكمل بصوت أقل حدة:
    -أيتها الشابة كاميليا أطلبي إنعقاد مجلس مغلق في الحال.

    استدار بعد ذلك الى بقية أعضاء المجلس وطلب منهم متابعة التقديم ومن ثم وجه حديثه الى جايمون مجددآ :
    - ألحق بي رجاءاً

    إمتثل جايمون للأوامر بصمت مرتعد، قطع دايفييل شوط لا بائس به مروراً بحدائق وممرات القلعة ليصل أخيراً الى بوابة ضخمة ذات طابع مميز ونقوش تضمنت سبعة أحجار بارزة ..


    أشار دايفييل الى مقعد بالقرب من المكان وطلب منه الإنتظار ومن ثم أقترب من البوابة وضعاً راحة يده على لوح معدني صغير، ليُفتح ذلك الباب الضخم محيياً اللورد دايفييل ويُطبق مرة أخرى فور دخوله ..


    ~..~..~..~..~..~..~..~


  12. #11

    الجزء الثاني



    إنقضت ساعتين ولا يزال جايمون ينتظر بخليط متضارب من المشاعر بين قلبه وعقله، في حين غفت الطفلة على يدي والدها بعد أن كررت رغبتها بتناول الطعام

    فُتح الباب بعد ذلك ليكشف عن المُتحكمين السبع الذين أخذوا طريقهم نحو جايمون فهب واقفاً برهبة، أقترب اللورد دايفييل منه وأجلسه من جديد ..

    دايفييل:
    - لتعلم أيها الرجل العزيز أننا بذلنا ما بوسعنا من أجلك ومن أجل الطفلة

    جايمون بقليل من الإطمئنان :
    - سأقوم بأي شيء، أي شي فقط لتعيش ليديا حياة طبيعية ..

    اللورد دايفييل بإبتسامة :
    - لك ذلك أيها الأب الرحيم ولكن هنالك عواقب ستتحملها أنت وزوجتك

    جايمون بشحوب:
    - أعلم ذلك
    - عواقب وخيمة يا فتى ..

    جايمون ونبضات قلبه فزدياد :
    - وماهي سيدي ..؟
    - لا أريد أية سجلات تربطك بالطفلة لذا ستغادر عائداً الى مملكتك فوراً، دون أن يتطلب الأمر محاكمة قضائية وتحقيق مكثف ..

    جايمون ببصيص سعادة، فقد سبق وأن وضع ذلك الأمر بالحسبان خلال ساعتي الإنتظار :
    - لا مانع لدي على الإطلاق

    دايفييل بجدية بعد أن إختفت تلك الإبتسامة المطمئنة من على شفتيه:
    - ولكن هذا ليس كل شئ .. طفلتك ستصبح من الماضي بالنسبة إليك

    جايمون وقد جحضت عينيه بذعر:
    - مالذي ترمى إليه سيدي؟
    - لن يتم ذكر الطفلة في تقرير إعادتك الى الوطن وستعود فرداً كما أتيت هنا، مجرداً من أي ذكرى تربطك بمملكة الملائكة هل تفهمني؟ ..

    جايمون برعشة :
    - لماذا ومالذي سيحدث لأبنتي؟

    أنجلا بعينين تعكسان شفقة رحيمة:
    - وإن قمنا بالتغاضي عن أسباب وطريقة دخولك وتواجدك هنا، فلن تكون الأوضاع مماثلة بالنسبة الى موطنك ، ونحن لسنا بصدد إفتعال حرب بين المملكتين لذلك أرجوا أن تتناسى أمر الطفلة تماماً

    اللورد دايفييل:
    - ولا داعي للقلق، ستعيش الطفلة حياة طبيعية مع باقي الأطفاله هنا.

    إحتضن جايمون الطفلة وأجهش بالبكاء بينما ظل السبعة يناظرونه بأعين صامتة فالحادثة غير مألوفة الأبعاد بالنسبة اليهم .. وقف جايمون وأقترب من أنجلا الحزينة ومن ثم طبع قبلة على جبين طفلته وسلمها لها دلالة على تقبله للقرار

    اللورد دايفييل:
    - خذيها الى البيت الخاص ريثما نقوم بإكمال أوراقها الرسمية ..

    أنجلآ:
    - لك ذلك

    ثم فردت أجنحتها البيضاء الضخمة وأنطلقت نحو السماء مع شهقت جايمون للفراق.
    أشار دايفييل لنوثانيل بعينيه فأخذ طريقه نحو الرجل المتنافض من شدة البكاء وطلب منه اللاحاق به ..



    ~..~..~..~..~..~..~..~




  13. #12

    الجزء الثاني



    قلعة الحماية العسكرية ~


    إنتشر عدد لا حصر له من المعدات الألية المتطورة حول وبداخل ذلك الحصن الرمادي الشاخص، كان مجرد النظر إليه يعكس في القلب رهبة القوة والحداثة .. فُتح الباب بعد أن أظهر الماسح الضوئي بيانات اللورد نوثانيل وانحنى له جميع من في الصالة بإحترام، بينما كان جايمون يلحق به بصورة يرثى لها ..

    نوثانيل محادثاً أحد المتواجدين:
    - قم بتجهيز إجرائات إعادة مهاجر غير شرعي بأسرع وقت ممكن

    إنحنى ذلك الشاب وتابع طريقه بعد أن طلب من جايمون اللاحاق به، وقبل أن يتابع طريقه استدار جايمون حيث يقبع نوثانيل ذو الوجه العابس والعينين الساخطتين من أحداث اليوم وأردف:
    - أرجوك سيدي إعتني بليديا

    نوثانيل بسخط ممزوج مع إشمئزاز باد :
    - كان عليك أن تفكر بذلك قبل أن تحظى بالطفلة

    جايمون باكياً:
    - أعلم ذلك ولكن أرجوك، إعتني بها إنها طفلة مميزة بحق

    استدار نوثانيل وغادر الصالة دون إراحة قلبه المتعب ..


    ~..~..~..~..~..~..~..~


    خلف تلك الأبواب ~

    دايفييل :
    - لم يكن عليك أن تكون بتلك القساواة, تعلم جيداً أنه لن يكون موضع ترحيبٍ في موطنه

    نوثانيل بضربة مباغته سددها نحو الجدار بغضب:
    - لم يكن ليذوق ذلك لو لم يخرق القانون منذ البداية، تباً لهؤلاء الأوغاد، يحدثون الفوضى و يتوسلون الرحمة بعدها

    وضع الصديق المخلص يديه على كتفي نوثانيل الثائر :
    - كفاك غضباً صديقي، الحب أعمى طريقه وهو الأن يدفع الثمن غالياً

    نوثانيل مبعداً يدي دايفييل بقسوة :
    - أليس لديك شيء أخر تقوم به عوضاً عن إزعاجي؟!

    دايفييل بإبتسامة هادئة :
    - بلى سأذهب الى الزوجة المسكينة الأن، أردت أن أعلمك أن الطفلة وحيدة بالمنزل لربما يمكنك الإهتمام بها ريثما يعود أحدنا؟

    شق نوثانيل طريقه دون الرد على دايفييل الذي حلق عالياً لقضاء مهمته الحزينة.



  14. #13

    الجزء الثاني





    بقصر المُتحكمين السبع ~



    إستيقظت الصغيرة من نداء معدتها الفارغة وسرعان ما أدركت غرابة المكان عليها فأنكمشت على ذاتها خوفاً، لاحظ نوثانيل المستقر بأحد المقاعد المجاورة للسحابة السريرة الصغيرة تصرفها فأقترب منها وقام بحملها بدون سابق إنذار، لم يعلم لماذا ولكن يبدو وأنها ردة فعل تلقائية بعد أن إعتاد رؤية دايفييل يقوم بها مع ذلك الطفل الجامح


    نوثانيل بجديته المعتادة :
    - لا تقلقي يا صغيرة، لن أقوم بإيذائك


    أخذت عينيها العشبيتين تحدقان بعينيه الداكنة حتى إضطرب نوثانيل من قوة تلك النظرات وقال متلعثماً:
    - ماذا هنالك؟


    ليديا ممسِكةً بقميصه حتى لا تقع:
    - كرة لهب
    نوثانيل:
    - ؟!
    - عينيك..
    - هل تخيفك؟


    نفت ذلك سريعاً وأردفت :
    - أنها مميزة، تماماً كأجنحتي
    نوثانيل بتعجب:
    - وما بها أجنحتك؟


    أجابت بطفولة بريئة :
    - بابا يقول أنها مخفية لأنها مميزة وعينيك تخفى لهباً لأنها مميزة أيضاً
    عُقدت حاجبيه بغباوة:
    - أحقآ!


    قطع حديثهم صوت معدة الطفلة
    - أوه، أنتِ جائعة؟
    أومآت برأسها إيجاباً والخجل يلون خديها المتوردين


    نوثانيل ونظرة الغضب تعاود مكانها على وجهه:
    - ذلك الرجل
    ليديا:
    - من تقصد ؟
    نوثانيل متيقظاً لألفاظه :
    - لا أحد


    ضحكت الطفلة فأخذ نوثانيل يتأملها بتعجب وعاد بذاكرته حيث يخبره ذلك الرجل:
    -”إنها طفلة مميزة”


    تابع بعد ذلك طريقه الى المطبخ الرمادي ذو الطابع الحديث والمساحة الوافرة، قام بوضعها على أحد المقاعد الحمراء المستديرة ذات السيقان الطويلة، ومن ثم أخذ يبحث عن طعام هنا وهناك ليجد أن المطبخ شبه فارغ ..بدا الإستياء جلياً على وجهه بينما تحدث بغضب داخلياً:
    - ذلك الفابيان ،ألا يعرف أن يترك قليلاً من طعام الإفطار للحالات الطارئة


    أخرجه من ذلك المزاج صوت ضحك الطفلة من جديد:
    - حقآ لديها ضحكة مميزة ولطيفة، لحظة واحدة ؟ على ماذا تضحك!


    تفاجئ أكثر عندما تحدثت الطفلة مجيبةً على تساؤله الخفي :
    - لأنك تتحدث مع نفسك كثيراً، هذا غريب!
    وعاودت الضحك من جديد


    عكست نظراته مشاعر الإستنكار والصدمه:
    - بوسعها قرأت أفكاري!


    أخذت ليديا تحدق فيه بتعجب !
    أكمل.:
    - أيمكن أنها لا تدرك ما أعنيه؟


    زادت علامات الإستفهام بوجه الطفلة ؟
    نوثانيل وهو يبعد عينيه عن مسارها ويديه تضغط على رأسه لتخلصه من الصداع:
    - سحقاً مالذي أفعله كالمجانين


    غرقت الطفلة في الضحك من جديد.
    أردف سريعاً و بدهشة:
    - هل سمعتي ما قلته توآ!
    ليديا بطفولية :
    - من هو فابيان ؟


    صمت نوثانيل للحظات في محاولة لإستعاب ما يحدث وأخرجه من ذلك الصمت صوت معدة الصغيرة مجدداً ووجنتيها تحمر خجلآ


    لم يريد تصديق ما حدث تواً فأكمل مغيراً مسار الحديث :
    - ما رأيك بوجبة غذاء خارج المنزل؟
    ليديا بحماسة:
    - أهذا مسموح؟
    نوثانيل:
    - مسموح!


    ليديا:
    - ماما أخبرتني انه يجب علي عدم الخروج من المدرسة لأنه غير مسموح مطلقاً وسأعاقب إن فعلت
    -” سحقآ، إذآ فهي لا تعلم”
    ليديا:
    - ومالذي لا أعلمه ؟
    نوثانيل بغضب:
    - فقط، كفى عن ذلك


    أجفلت الطفلة بخوف من غضبه وأسرعت تختبأ تحت طاولة الطعام

    نوثانيل بإنزعاج من تصرفه :

    - هذا ما كان ينقصني.
    إقترب من الطاولة ومن ثم انحنى ليرى تلك الطفلة بالقرب من قاعدتها وهي توشك على البكاء


    تملكه الشعور بالذنب فأكمل بهدوء:
    - آسف يا صغيرة أنا فقط فقدت السيطرة


    راحت الطفلة تحدق به وتفاجئ من نفسه فعينيه تتجنبان النظر إليها وكأنما تخشيان التعرض لقوة ما، وسرعان ما شعر بيديها تلتف حول عنقه وتتشبث به
    ليديا بإبتسامة:
    - لاتقسو على نفسك كثيراً
    أخذ نوثانيل يتأملها فارغ الفاه.
    -.” من أين لها هذا اللسان !!”
    ليديا بمرح:
    - بابا يقول أنه هدية من الرب وماما تقول أنه ينبغى علينا قصه


    صمت نوثانيل لوهلة ومن ثم غرق في نوبة من الضحك وشاركته ليديا ذلك دون ان تفهم السبب.. قام بالطفلة بعدها وسار بالتجاه الشرفة الواسعة:
    - هل بإستطاعتك سماع ما يجول بخاطر الأخرين؟


    ليديا مجيبةً إياه بالنفي ونظرة غباوة أحتلت مكاناً بارزآ بعينيها
    نوثانيل:
    - لا تقلقي سننظر بشأن هذا الصدد لاحقاً، لنذهب الى الطعام الأن مالذي تريد أكله اممم...
    ليديا سريعاً:
    - إنه ليديا


    نوثانيل بإبتسامة فقد أجابت تساؤله :
    - إسم لطيف، مالذي تريد ليديا أكله؟
    ليديا:
    - طبق أرز ضخم


    نوثانيل مبتسماً:
    - لكِ ذلك، تشبثي جيدآ


    تقدم بعدها خارج الشرفة المجاورة للمطبخ ومن ثم قام بفرد جناحيه العريضين وسط ذهول ليديا الذي إزداد مع أرتفاعه بها محلقاً في السماء الزرقاء الصافية





    اخر تعديل كان بواسطة » moon child في يوم » 24-04-2013 عند الساعة » 10:59

  15. #14

    الجزء الثاني




    ~..~..~..~..~..~..~..~






    بدأت الأوضاع تسكن في مُختلف مُدن مملكة الملائكة وعاصمتها والجميع يعود الى منزله بعد يومٍ طويل بمن فيهم أنجلا التى حطت أجنحتها على أرضية قصر المُتحكمين السبع


    وبداخل القصر~


    شقت طريقها مباشرة نحو الغرفة الرئيسية مروراً بالعددٍ من الممرات الواسعة والتي حملت إطارات ضخمة إحتلتها صور مختلفة لأشخاص عانقوا الحياة بها، أدارت مقبض الباب وولجت لتجد الأعضاء مجتمعين هنالك بإستثناء اللورد نوثانيل إضافة الى دايفييل


    أنجلا بتعجب من سكون الجميع:
    - هل فاتني شيء ما؟


    لم تتلق أية إجابة فالجميع يعوم في عالمه الخاص


    أنجلا بإغتياظ :
    - كاميليا ماذا هنالك؟
    أجابت ببرود سريع لتنهي الحديث :
    - لاشيء يستحق الذكر
    يوريال:
    - إنه دايفييل
    -مابه؟!


    أبعد نظره عن الكتاب لتبرز عينيه ذات اللونين المتضادين وهو يتصل بهما مع عيني أنجلا الزرقاء الجميلة :
    - يبدو أن قضية اليوم عكرت صفوة مزاجه فقد أغلق على نفسه في مكتبه مذ عاد من الخارج


    عقدت حاجبيها وهي تستفسر:
    - أحدث خطب ما مع والدة الطفلة؟


    دايفييل مجيبً على سؤالها شخصياً وهو ينضم إليهم :
    - لاشي يبعث بالسرور ليذكر

    أنجلا وهي تبتسم بطمأنينة وعينيها تتابع حركته حتى أستقر أمام الشرفة المفتوحة :

    - لا تفعل ذلك دايف ، لقد كان قراراً صائباً وهو الأفضل كما أرى ..

    دايفييل بتنهد:

    - أحقاً ؟؟ أتمنى ذلك
    - وماذا عن الطفلة أين هي الأن؟

    فابيان:

    - هذا ما يثير الدهشة فعلاً إنها برفقة نوثانيل


    أنجلا بتعجب بالغ:
    - أحقآ؟!
    ستاداريوس :
    - بعض الفراشات أخبرنني بأنه كان يقهقه معها طيلة الوقت اليوم .


    نوثانيل من خلفه وهو يحمل نظرة التجهم ذاتها كما هي العادة، فمن السهل جداً التلاعب في مزاجه :
    - أخبر فراشاتك أن إذا ما تابعوا التجسس علي فلربما يفقدن قدرتهن على الطيران لاحقآ

    استدارت أنجلا الى حيث مصدر الصوت :

    - أين الطفلة عزيزي ؟


    نوثانيل:
    - لقد نمت قبل قليل في غرفتي


    سكت الجميع وأخذوا يحدقون به في تعجب وذهول


    نوثانيل بتلعثم :
    - ماذا؟؟!

    فابيان بإندهاش:

    - غرفتك؟؟ هل تعلم متى كانت أخر مره سمحت لأحد بدخولها؟

    نوثانيل بإحراج:

    - وماذا في ذلك، قمت ببعض الإستثنائات


    كاميليا وهي تداعب شعرها الأحمر الكثيف بإصبعها :
    - هنالك مشكلة أخرى ..


    فابيان مطلقاً تنهيدة إجهاد :
    - ماذا الأن
    -لم يتبقى سرير شاغر بالأكاديمية

    دايفييل ونظره يعانق الأفاق :

    - لا ضير في ذلك, ستظل هنا حتى يتوفر المكان


    يوريال بتثاؤب :
    - ومن سيهتم بها، الجميع غارق في مهامه حتى النخاع، بعد كُلٍ، ليس من السهل جداً الإعتناء بطفل؟


    نوثانيل بثقة:
    - سأقوم بذلك


    ناظره الجميع بتعجب مجدداً، فتصرفات ذلك الشخص الجاد دائم العصبية شديدة الغرابة


    دايفييل بعد برهة:
    - جيد, هو كذلك
    ما إن أنهى حديثه حتى فتح الباب و ولجت تلك الصغيرة تفرك عينيها بيديها الصغيرتين، تجاهلت الجميع وذهبت رأساً الى حيث يقبع نوثانيل ثم توقفت أمامه


    نوثانيل بتعجب:
    - ؟؟!!
    أنجلا بإبتسامة رقيقة وهي تراقب الطفلة الجميلة:
    - أعتقد أنها تطلب منك حملها


    قطب حاجبيه بإستنكار وأخذ يناظر الطفلة التى ظلت واقفة أمامه دون حراك، وأخيراً قام بحملها وبمجرد ما أن شعرت بحرارة صدره حتى راحت في النوم مجدداً


    أنجلا برقة:
    - المسكينة .. لربما أعتادت النوم في أحضان والدها

    دايفييل بنظرة عميقه :

    - مراقبتها تشعرني بالحنين لفاريوس



    ~..~..~..~..~..~..~..~





  16. #15

    الجزء الثاني






    في الجانب الأخر، تجمع الفتية أمام مدخل كهف ضخم مُظلم تنبعث منه نسمات الدفء.


    تقدم طفل الأعين الذهبية والشعر الأسود الكثيف بجرأة غير مبالآ بتلك الإشعارات التي توحى بمدى خطورة المكان ..
    خاطبه أرماند ذلك الهزيل الأشقر من خلفه :

    - كفى فاريوس، أرجوك لنعد أدراجنا الأن سنقع في مشكلة إذا ما تم إكتشاف الأمر



    فاريوس بإصرار :
    -ليس قبل أن أعبر كهف النار هذا..



    ~..~..~..~..~..~..~..~


    نهاية الجزء الثاني



  17. #16

    الجزء الثالث

    Screen+shot+2013-04-24+at+9.10.09+PM



    الجزء الثالث
    ~ عيني شيطان ~







    وقف الطفلان أمام صخرة عملاقة كثرة التصدعات على سطحها الخشن، كانت الحرارة تنبعث منها بصورة حارقة مما جعل من عملية التنفس ثقيلة وبطيئة انعكست في شهيقهما بوضوح


    تراجع الطفل الهزيل بعد أن إبتل شعره الملامس لكتفيه بفعل العرق وتحدث بصعوبة وجمل متقاطعة :
    - هذه هي، لا أستطيع الإكمال أكثر من ذلك آسف فاريوس


    استدار بعدها وشق طريقه عائداً أدراجه بما تبقى له من قوة، بينما ظل فاريوس واقفاً أمام الصخرة ومحاولاً إيجاد طريقة لتخطيها


    ~..~..~..~..~..~..~..~



    أستيقظ فزعاً من نومه بعد أن رن منبه الساعة التاسعة صباحاً، أخذ يتفقد الغرفة الواسعة بعينيه بحثاً عنها ولكن لم تكن هنالك، أسرع بمنامته الرمادية الى الخارج ليجد يوريال يعبر ذات الممر وهو يتصفح شيئاً ما بين يديه بإهتمام

    نوثانيل بشعره البني المشعث :
    - أين ليديا؟

    يوريال بعينينه الغائرتين :
    -من ؟!

    نوثانيل بإنفعال:
    - الطــــفلة

    أطبق الكتاب ببرود وأكمل بعد أن رفعت سبابته اليمنى إطار النظارات التي يرتديها :
    - إذآ فهي تدعى ليديا، اسم لطيف لا أعتقد أن أحداً بمملكتنا يشاركها إياه ياللتميز

    تخطاه بسخط دون الإكتراث لحديثه :
    - تبآ لك

    يوريال بعد أن إختفى من أمام ناظريه :
    - أعتقد أن إستخدام هذه الالفاظ منافٍ لقوانين المتحكمين السبع، حقآ كيف تم قبوله !!..
    هز رأسه بتعجب ومن ثم تابع طريقه بسكينة واستمتاع

    بمكان أخر فرد دايفييل يديه على طرفي مغطسه الكبير ذو النحوت الدقيقة، البخار الذي أنبعث من دلو تمثال المرأة عكس دفء حمامه وجعله يغمض عينيه بإستسلام تام بينما وجد شعره الطويل حريته بالحوم حول سيده دون أية قيود، كل ذلك كان مثالياً حتي لحظة إقتحام نوثانيل الباب بعنف ليتوسط غرفة الحمام خلال ثوان

    -أين هي دايفييل لا أجدها؟
    لم يستطع إقتحام نوث التأثير على إستجمام دايفييل الداخلي الذي أكتفى بإبتسامة جميلة :
    - أوه صباح جميل أليس كذلك، ما رأيك بمشاركتي؟

    نوثانيل بعد أن أطلق شعلة لهب نحو الماء لتطفو فقاعات الغليان :
    - منحرف ..

    أخذ يركض بعدها في أرجاء القصر وصراخ اللورد دايفييل يتردد صداه بأذنيه حتى استوقفته كاميليا بإشمئزاز :
    - توقف، أنت تزعج عيناي بصدرك العاري هذا، و على ما كل هذه الفوضى، ألم تستطع حتى القيام بإغلاق أزارير قميصك؟!

    أكتسحه خجل شديد وأسرع بإخفاء صدره خلف ذراعيه التى عانقت جسده

    أكملت ساخرة :
    - إنها بالمدرسة ..
    استدارت لتكمل طريقها وهي تردف :
    - فقد توقعت أنجلا أن تستغرق بالنوم لذلك قامت بأخذها إليها مبكراً هذا الصباح

    أطلق تنهيدة إرتياح صادقة بعد أن ثنى ركبتيه الى الأسفل لينظم أنفاسه من جديد:
    - لما لم يخبرني أحد بذلك إذاً ؟
    - بإستطاعتك القول أن الجميع أرادوا تلقينك درسآ لتتعلم منه

    أكملت طريقها ليبتعد مدى صوتها الحاد :
    - فلا أحد أرغمك على حمل المسؤولية سوى لسانك

    عاد أدراجه الى غرفته وهو يحدث نفسه بملامة:
    - سحقآ، لربما تسرعت بقراري ذاك ..



    ~..~..~..~..~..~..~..~


  18. #17

    الجزء الثالث





    أكاديمية الحكمة ~

    ظل أرماند يراقب السماء من خلال الشرفات الضخمة ذات الإطارات البيضاء للقاعة الدراسية التى يدرس بها، لقد أحتل أخر مقعدآ بالمدرج المتمثل في سبع صفوف عمدآ حتى لا يلاحظ أحد الأساتذة الحروق التي غطت بقعاً مختلفة من جسده الصغير، تأخر الوقت ولا يزال فاريوس مفقوداً حتى أيقن أرماند أنه لابد من الإعتراف

    ~~~

    حيث المكتبة العتيقة ~

    تمركزت الطالبات الصغيرات أمام ركن القصص المصورة وقصص الأطفال وعلت همساتهن من هناك، بينما أقتنت ليديا كتاباً قديماً وأخذت ركناً هادئاً لتدخل عالماً أخر برفقته، لمحتها الآنسة البيضاء فاتحة الشعر المسؤولة عن صف البراعم فأبتسمت، لقد راودها حدس منذ دخولها الأول للصف برفقة المُتحكمة أنجلا بأنها ليست كباقي الأطفال


    ~..~..~..~..~..~..~..~


    تقدم الطفل بخطوات مترددة حيث هو مكتب اللورد دايفييل الخاص بعد أن تسلل هارباً من الأكاديمية خلال وقت الراحة، كان خائفاً مما سيدلى به ولكن خوفه الأكبر إنصب حول صديقه المقرب فاريوس، وضع يده بعد لحظات من التفكير المضطرب على مقبض الباب المليئ بالزخارف الهندسية الدقيقة وأجفل حين تحدث لوح بالقرب منه ذاكراً اسمه ورقمه الأكاديمي تراجع الى الخلف وهم بالهرب ولكنه أصتدم بجسد ضخم منعه من السقوط أرضاً بقبضته التى ألتفت حوله

    دايفييل بإبتسامة ممزوجة بالقليل من التعجب :
    - أرماند صغيري ألا يجب أن تكون في الأكاديمية الأن ؟.

    زادت نبضات قلبه في وقت قياسي فاللورد دايفييل لا يبعد عنه سوى إنشات معدودة بل وهو مثبت بين يده، أحس دايفييل بقلق الطفل فاخذ يهدأ من روعه

    حمله المُتحكم المحبوب وأخذه الى الداخل، بينما ظل الصغير يراود نفسه بالحديث أم لا ولكنه أستقر الى الحديث أخيراً وحكى له القصة مع الكثير من التلعثم والقلق

    تحدث بصرامة أعادت الرعب الى قلب أرماند بعد أن أنهى حديثه :
    - وأين هو الأن؟
    أرماند برعشة:
    - أنا حقاً لا أعلم لقد أفترقنا بداخل كهف النار ولم أره منذ تلك الساعة ..

    رفع اللورد دايفييل سماعة الهاتف بالقرب منه وطلب من أحد المسؤولين القدوم وأخذ أرماند الى المشفى ومن ثم أطلق أجنحته وحلق فور أنتهاء الصغير من الإعتراف ..



    ~..~..~..~..~..~..~..~



    مع نهاية ذلك اليوم الدراسي .. هبط نوثانيل على تمام الوقت فالقضية لم تفارق رأسه طوال اليوم، توجه حيث تقف الأنسة ذات اللباس الرسمي وتشرف على دخول الأطفال الى الناقلة المدرسية

    نوثانيل:
    - عذراً أين أجد المسؤولة عن صف البراعم؟

    استدارت الآنسة وانحنت سريعاً بدهشة:
    - لورد نوثانيل

    نوثانيل بحرج من نظرات الصغار التي تسمرت عليه :
    - صف البراعم؟

    أردفت بتهذيب :
    - أتبحث عن الآنسة ليديا؟
    عقد حاجبيه بتعجب وأكمل :
    - أجل، أين أجدها ؟

    الآنسه بإبتسامة جميلة:
    - توقعت ذلك فهي الوحيدة التي لا أجد اسمها في قائمة طلاب السكن، هي لم تغادر المكتبة منذ أن أعلن عن بداية الوقت الحر

    شكرها نوثانيل وأنطلق حرجاً بعد أن قام جميع الأطفال بتوديعه عقب أمر الآنسة لهم بذلك، لطالما وجد صعوبة في إظهار مشاعره للجميع مقارنة بصديقه دايفييل ولربما كان هذا السبب الرئيسي في خشية الناس له أكثر من أي عضو تضمنته قائمة المتحكمين السبع

    لم يكن إيجاد المكتبة العتيقة ليأخذ وقتاً من مُتحكم النار الذي يحفظ المملكة عن ظهر قلب، توقف أمامها بنظرات مبهمة ولكن المشاعر الحقيقة إحتلت قلبه بوضوح تام فقد قضى عدداً لا حصر له من الساعات وهو يتجول بين صفحات مخزونها الثمين، تذكر إنطباعه حين دخلها للمرة الأولى وكيف أشرقت عيناه بشعاع الذهول من تلك الأعمدة الضخمة التي وقفت كحارسين شامخين لبوابتها الكبيرة
    تقدم منها وكل خطوة تيقظ ذكرى غنية بداخله، كانت ذاكرته القوية محط إعجاب دايفييل والكثيرين ممن أتحيت لهم الفرصة لمعرفة ذلك ولكن لم تكن كذلك بالنسبة إليه مطلقاً.. فهو ومع عمر السنوات التى إنقضت لم يستطع منعها من معاودة تذكيره بتلك الليلة المشئومة!

    أخرجه من عالمه الداخلي إحساس غريب قاده حيث تقبع تلك الطفلة وهي مسندةٌ ظهرها على دعامة أحد الرفوف بينما فُتح أمامها كتاب ضخم لم يكن من الصعب تقدير أنه لا يستهدف فئتها العمرية من نظرة واحدة، كانت حدقت عينيها العشبيتين تتحركان مع السطور بإنغماس تام، تفاجئ من نفسه التي رفضت تدمير ذلك التناغم بل أكتفت بالمشاهدة وبإستمتاع أيضاً، أحست الصغيرة بوجوده وبصورة هزته حتى النخاع، تركت الكتاب من فورها وأسرعت نحوه ليعانقها هو بالمقابل

    ليديا بسعادة غامرة:
    - لقد أتيت

    نوثانيل بإبتسامة دافئة لم يستطع منعها من الظهور :
    - أجل، هل إنتظرتِ طويلآ؟

    حركت رأسها سريعآ بالنفي وأردفت:
    - أنت بالوقت المناسب



    ~..~..~..~..~..~..~..~


  19. #18

    الجزء الثالث




    بإجتماع متأخر للمُتحكمين السبع ..

    أنجلا القلقة :
    - كيف هو؟؟

    دايفييل عاقداً حاجبيه :
    - لم يصب بأذي مُجرد حروق طفيفة

    فابيان بدهشة:
    - إذآ فقد عبره ذلك الصغير، مالذي ستفعله الأن ؟؟ عبور الكهف هو أخر أمتحان لطلاب المدرسة العليا وهذا يكون مع الكثير من الإرشادات وتأمين سبل السلامة

    دايفييل بجدية وهو يتذكر حروق طفله الحبيب وخموده بين يديه :
    - لم يترك لي خياراً أخر ، سأرسله الى الأكاديمية الكونية مع بقية الوفد الذهاب إليها من مملكتنا

    كاميليا بإستنكار :
    - ألا تعقتد أنه يافعٌ جداً على ذلك؟

    أجابت أنجلا سريعاً بصوت تناقض مع نظرة عينيها الرؤوم :
    -كلا، بل على العكس هو مرشح ممتاز للذهاب

    فابيان:
    - وماذا لو أستهدفه الأعداء من جديد؟ ... أنت تعلم أنه

    أجاب بحزم وثقة:
    - سيكون ذلك أبعد من الحلم بالنسبة إليهم كما أنه بأمان طالما أنه يجهل حقيقة نفسه

    نوثانيل:
    - هنالك أمر أخر

    اللورد دايفييل بتلقائية :
    - هل أحضرت الطفلة؟

    زمجر بغضب :
    - متى سيكف الجميع سؤالي عن ذات الأمر!! أحضرتها وهي تغط بنوم عميق منذ مدة

    أردف :
    - وهل تناولت العشاء؟

    أسكتت أنجلا اللورد دايفييل قبل أن يشتعل نوثانيل غضباً، فلا شيء يثيره قدر معاملته كطفل مهمل.
    دايفييل :
    - كلا حقاً مالذي أردت قوله؟

    أرجع الكرسي المستدير الى الخلف بهدوء نسبي :
    - لاشيء يستحق الذكر أنا ذاهب الى النوم.

    يوريال في محاولة لإغاظته :
    - تأكد من تدفئة الطفلة جيداً.

    رمقه بنظرة محملة بشرر وأكمل طريقه بعد أن فُض الإجتماع ..



    ~..~..~..~..~..~..~..~


  20. #19

    الجزء الثالث




    في اليوم الذي يليه ~ وبغرفة كان البياض سمتها الرئيسية


    جلس على طرف السرير السحابي الناعم وساقيه ترتفعان وتهبطان بتوتر, كانت عيناه الذهبيتان تجوبان بحركة سريعة وقلقة صوب الباب والشرفة كما لو كان يتوقع قدوم أحدٍ ما، بعد برهة أنضم إليه اللورد دايفييل عبر الباب لتستقر عينيه بالجهة المعاكسة فقد كان الشخص الذي توقع حضوره وظل قلقاً لهذا السبب .

    فاريوس بقلق بعد أن طال الصمت :
    - لاتزال غاضباً مني أليس كذلك؟

    دايفييل وهو يضع يده فوق رأس فاريوس بعطف:
    - لم أكن غاضباً منك بيوم من الأيام، إنه خوف لا أكثر ولا أقل

    أبعد رأسه بإنفعال بعد أن وجه نظرة قوية لعيني محدثه :
    - أنا لستُ طفلآ لتخاف على.

    دايفييل بإبتسامة :
    - ارأيت،أنا أخاف من طيشك على نفسك، أنت مميز على أرض الواقع وبقلبي أيضاً لذلك أريد لك الأفضل دائماً و إن كنت تراه عكس ذلك

    فاريوس بإستسلام جزئي :
    - إذآ.. مالذي ستفعله بي الأن ؟

    رفع رأسه نحو السقف الأبيض ليمنع عينيه من رؤية اللاحق :
    - سأرسلك الى مكان أمل أن تستطيع به إيجاد السلام الداخلي لذاتك

    سرعان ما أمسك بقميصه هو يردف راجياً و عينيه فاغرتان بذعر:
    - كلاااا .. لا تبعدني عنك وعن الجميع أرجوك، أعدك من أني لن اقوم بأي عمل متهور بعد الأن.
    - أتمنى لو أستطيع، ولكن يجب أن تعلم أن ما يتحكم بقراراتنا هي العقول وليست القلوب .. لكن في حالتك أنت، كان القرار مشتركاً بين العقل والقلب لذلك أنا واثق منه

    أخذت نظرات الصغير تزداد عُمقاً وصوته تبنى نبرة هادئة فريدة:
    - لا تبعدني عن الجميع، سوف لن أسامحك إذا قمت بذلك

    دايفييل بنظرة عميقة :
    - الخيار بين يديك في مسامحتي ام لا فأنا أثق بك، ستغادر بعد غد بوسعك قضاء الليلة بالقصر إذا أردت ذلك

    استدار قبل أن يحلق :
    - بل ستكون موضع ترحيب كما كنت دائماً عزيزي

    تساقط ريش ذو بياض ناصع من أجنحته الضخمة مع أول رفرفة لها بينما ظل فاريوس مجفلآ بمكانه وكل تفكيره يصب حول .. لماذا يفعل هذا بي ؟! ..


    ~..~..~..~..~..~..~..~


    اليوم هو أول يوم بالعطلة الأسبوعية لمملكة الملائكة والذي يسبق سفر فاريوس مع بقية الطلاب المرشحين حيث الأكاديمية الكونية، بتلك اللحظات كان غالبية الطلاب في الأكاديمية يقضون أوقات ممتعة بساحاتها ومرافقها العديدة، وبمكان يعد مركز السلام في المملكة حملة الأجواء ضروباً من المشاعر المتناقضة



    قصر المُتحكمين الخاص ~

    أحتل مقعده المخصص بحديقة القصر متمتعاً بصفاء السماء وأشعة الشمس الدافئة، لا شيء أفضل لديه من أيام العطل المليئة بساعات الفراغ حيث يستثمرها كما يحلو له بعيداً عن جدول المهام المقيِد، كل شيء حوله يبعث بالسعادة و خاصة تلك الطفلة الساحرة وهي تعد أطواق الورد بإنسجام جميل، لم يعلم لماذا يراوده ذلك الشعور الغريب نحوها فمنذ أن أقتحمت حياته وهي تتربع
    عرش تفكيره بلا منازع، لربما كانت مشاعره المتضاربة نتيجة تعلقها هي به بتلك الصورة الكبيرة حيث لم يفعل أحدآ من قبل، إشعارها له بحاجتها إليه يجعله يهرع إليها حيثما كان وبدون تفكير

    أسرعت راكضة نحوه فأعاد كوب القهوة سريعاً الى الطاولة والتقطها لتستقر في حجره
    ليديا بسعادة وهي تضع الطوق الجميل فوق رأسه:
    - لقد صنعته من أجلك

    إكتساه شيء من الإحراج، وهو يثبته على رأسه :
    - انه جميل شكراً يا صغيرة

    ليديا مقطبة حاجبيها:
    - إنه ليديا ليـــــــــديا وليس صغيرة

    إقترب اللورد دايفييل مبتسماً وحمل الطفلة لتحلق بصورة مستديرة في السماء وتعود بين ذراعيه وهي تصرخ بسعادة :
    - وماذا عني؟ ألم تصنعي لي طوقاً كهذا العجوز؟

    ليديا:
    - بلى ...
    وأشارت الى مجموعة من الأطواق بمكان قريب منهم
    -صنعت لك ولأنجلا وكاميليا وفابيان ويوريال وستاداريوس أيضآ

    نوثانيل متمتاً بإحباط :
    - وأنا الذي اعتقدت بأني مميز!

    ضحك دايفييل على تعليقه وناول الطفلة الطوق لتضعه فوق رأسه بسعادة، بذلك الوقت أنضم إليهم بقية المُتحكمين بإستثناء يوريال الذي كان في مهمة خارجية، وعلى مقربة من ذلك المكان تحديداً خلف نافورة الطيور المحلقة، ظل الطفل الجريء فاريوس يحدق بالجميع وهم يتناوبون على حمل الطفلة وهي لا تكف عن الإبتسام بينهم بسعادة

    أعترته مشاعر متخبطه بينما أشتعلت عينيه حقداً وغضباً :
    - هكذا إذاً!

    تراجع بعدها وركض مبتعداً عن القصر


    ~..~..~..~..~..~..~..~


  21. #20

    الجزء الثالث




    بتلك الليلة أوي الجميع الى فراشه دون نوثانيل الذي تأكد من إستقرار الصغيرة على سحابتها المجاورة لسحابته الضخمة، ومن ثم شق طريقه نحو المكتبة العتيقة بحثاً عن مرجع يغذيه عن القدرة الفريدة للطفلة، وبالوقت ذاته


    تسلل بخفة مستعيناً بتلك الأشجار المتسلقة جدار القصر وحركته الرشيقة، في حين لم يتكبد عناء إختراق الشرفة فقد كانت مفتوحة سلفآ .. تصرفه نم عن ذكائه الملفت بعمره اليافع ذاك فلو أستخدم أجنحته عوضاً عن ذلك للتقطته حسسات الهواء بسهولة وأحدثت رد الفعل المناسب، خط بأطراف قدمه الصغيرة على أرضية الغرفة وأقترب حيث كانت ترقد بسلام، إعتلى السحابة المهذبة ليستقر فوق الطفلة مباشرة، كان شعوراً جديداً يتملكه ويسيطر على قلبه وعقله بإحكام بالغ .. شعور حقد لم يسبق أن تذوقه من قبل في حياته

    جل ما أبصرته عيناه الذهبيتين تمثل في صورة لذئب بشع يرقد في لباس طفلة تهدد مستقبل أكثر من يحب ومستقبله بالتأكيد .. لم يكن يعي ما يفعل عندما أمتدت يده صوب رقبتها لتطوقها بإحكام وحتى عندما أستيقظت وأخترقت نظراتها المرتعبة عينيه، بل أكملت يديه اعتصار رقبتها وأخذت تمنع الأنفاس عن ذلك الجسد الصغير بكل قسوة، حاولت الطفلة المقاومة بضربات عشوائية نحو وجهه ويديه مراراً ولكن سرعان ما بدأت تضعف أكثر فأكثر حتى أستقرت لحظة دخول نوثانيل للمخدع


    خلال لحظات كانت معظم أنوار القصر مضاءة والجميع متواجد في غرفة المتحكم الذي أصاب فاريوس بجروح خطيرة بعد شعلة النار التي أطلقها فور رؤيته للمشهد، سقط الطفل إثرها قطعة واحدة وأنقسم الستة في محاولات لإنقاذ الصغيرين

    خلال الأربعة والعشرين ساعة اللاحقة، كان وضع فاريوس مستقر نسبياً مما سمح له السفر مع باقي الطلاب المبتعثين محملاً على السحابة الطبية و لم يتعجب أحد من الأمر فقدرات وقوة فاريوس الدفينه زرعت الشك بقلوب الكثيرين من حوله لوقت طويل عن مدى إستفحالها، بينما ظلت ليديا تعوم داخل بلورة الإنعاش وهي مُعلقة في مكانٍ ما بين الحياة والموت


    ~~~


    في مكان ما يبعد عن الطفلة بباب محمي عازل ..


    دايفييل محدثاً صديقه العائم في سوداوية فكره :
    - أذهب الأن سأظل معها

    أجابه ببرود وهو يحتل المقعد الوحيد بذلك الممر الساكن في المشفى الرئيسي بالعاصمة :
    - لا أستطيع
    -ماذا؟

    أردف بقنوط جاف وعينيه لم تبرحان الأرض :
    - لا أستطيع الإعتناء بها، حاولت ولكن يبدو بأنني فشلت فشلاً ذريعآ

    دايفييل بجدية وإنزعاج:
    - توقف نوث ، تعلم أني لا أطيقك عندما تتصرف بإنهزامية هكذا

    نوثانيل بلا إكتراث وهو يقوم من على مقعده:
    - ضمها الى الأكاديمية بطريقة أو بأخرى، لا مكان لها عندي بعد الأن، هذا إذا تمكنت من النجاة !

    دايفييل بصوت مسموع حيث شق نوثانيل طريقه نحو الخارج :
    - تعلم أن ذلك غير ممكن حالياً، ولم تبالغ في ردة فعلك نحو فاريوس توقف عن الشعور بالذنب المزيف



    ~..~..~..~..~..~..~..~



الصفحة رقم 1 من 11 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter