:
:
من مصعب إلى أحدِ رجال يثرب
[أنتم على موعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند العقبة في آخر الثلث الأول من الليل]
:
وما إن وصلت الجملة هذه فؤاد الرّجّلِ قبل أُذُنه حتى شاع الخبر
بين مسلمي يثّرب وهم جماعة مسلمين من يثرب آمنت بالرّسول قبل لُقياه
وأحبّوه وتعلّقوا به وتمنّوا رؤيته , ولهذا انّدسوا بين الجموع الغفيرة
من المشركين عُبّاد الأوثان وتسللوا من بينهم ليصلوا إلى مكّة
:
من المعلوم أنه كان قديماً وقبل انتشار الاسلام ,
مشركي الجزيرة العربية يحجون إلى مكّة
ويطوفون حول الأوثان الموجودة حول الكعبة المشرفة
فكانت فرصة مسلمي يثرب للدخول إلى مكة دون أن يعترضهم أحد !
:
ومضت أيام حج المشركين حتى أتت أولى أيام التشريق ,
وعلى غفلة من مشركي قريش
تقدّم مصعب بن عمير ومن معه من مسلمي يثرب
إلى حبيبهم نبي الله صلوات الله عليه وسلّم
وما إن لقوه حتى بدأوا بمصافحته واحداً واحدا ,
وعاهدوه على أن يحموه كما يحمون أولادهم ونساءهم .
:
وهذه هي "بيعة العقبة الأولى" حيث تمّت في منى وعند العقبة .
وحين انتهى الرّجال
تقدّمت امرأتان لمبايعة الرسول
–و تمت المبايعة قولاً بدونِ مصافحة وذلك
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء-
كانت احدى المرأتين تُدعى " أم منيع" أم الصحابي الجليل معاذ ابن جبل
وأما الأخرى فهي من قال فيها رسولنا الكريم "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟"
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول
بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجّار -أنصارية من بني مازن- ,
ووالدتها رباب بنت عبدالله بن حبيب ,
هي أخت الصحابيان عبدالله بن كعب وعبدالرحمن
بن كعب رضي الله عنّهم وأرضاهم
زوجها الأول كان زيد بن عاصم النّجاري وأنجبت منه حبيب
بن زيد وعبدالله بن زيد رضي الله عنّهما ثم تزوجت من بعده
غزيه بن عمرو وأنجبت منه حبيب بن غزيه و خولة رضي الله عنّهم
:
كانت قمة في السعادة حينما بايعت نبي الله
وقد عادت إلى يثرب وهي تعلم يقيناً أنها دخلت في دين
لا يستنكر وجود امرأة مثل الجاهليلة !
فصممت أن تكون على قدر ما بايعت به نبي الله وعقدت العزّم على أن تكون
تلك المرأة المجاهدة في سبيلِ الله والمتعلّمة الحافظة لدينه ,
فكانت رضي الله عنها لا تفوّت مجالس المسلمين
ولم تقصر في حفظ لأحاديث والآيات القرانية ,
المفضلات