الصفحة رقم 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 129
  1. #1

    كعِمق عيونٍ ذهبيّة لذِئبٍ رَمادِيّ (والِديّ)


    ~{ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته }~




    سقوط مع القرميد و ظهور الذئب /

    غارقاً بالوسادة الريشية التي استعرتها دون علم أحد من الخزائن الصيفية لنا , حسنا اعترف لقد سرقتها , فلا يمكنك قول انك تستعير شيئا دون علم المالك و بخفية هكذا , لكن هذا ليس ذنبي , أنني أشعر بالصداع منذ الأمس .
    _ " ألم يستيقظ بعد ! "
    فتحت عيني برعب , أنه الصوت الحاد المعروف .. خطواته قادمة ... قفزت من السرير كما يقفز الحصان البري عند رؤيته لوحش مهدد لحياته , لكن اصطدم رأسي بالخزانة الحديدية القديمة أكبر من عمر جدتي وبابها لا يقفل حتى دائما مفتوح فتساقطت الكتب و الاشياء عديمة المنفعة علي و أنا أترنح باتجاه الباب ..
    وبالطبع كان جاك سريعاً , فها هو أمام وجهي يضع قبضتيه على وسطه و وجهه مشدود
    _ " أتعلم كم الوقت الآن ! و هل تعلم ما هذا الموسم !!"
    كان صوته منزعجاً جداً و غير راضٍ أبدا , تجاوزته و أنا اتمتم بصوت متألم : الصداع ..لم يجعلني أنم جيداً , حقاً . صوت الرعد بالأمس كان...
    قاطعني بحده وهو يتبعني إلى باب الحمام : لقد أصيبت يد لوكاس ! , يجب أن تكون بالقرب , كنت بخير بالأمس , لا أريدك أن تصاب أيضاً .. "
    تنهدتُ قائلا : لن يحدث لي شيء !"
    حرك يديه بالهواء نافذ الصبر : يجب أن أذهب للصيد الآن.. "
    التفتُ و أنا أحدق بعينيه الزرقاوين الغائمتين : أجل .. سأستعد حالاً و سأخرج معك... "
    _ لا أظن , ستبقى مع أخيك الآن هنا .. "
    نظرت إليه بنظرة " أريد أن أخرج " فبادلني بنظرة مرعبة تعني "لا "شديدة الوقع", و أنا أغسل وجهي أسمعه يتحدث لـ لوكاس كان صوته حاد و يبدو بمزاج سيء ! .. خشيت أن تكون اصابة يده خطيرة , بسرعة اغتسلت و نزلت إليهم إلى المطبخ غالباً تكون اجتماعاتنا ..و مشاجراتنا به..
    منزلنا الريفي قوي صامد , وليس بصغير , بالقرب منه أسفل التل مزرعتنا الصغيرة و ورشة النجارة التي يعمل بها أخي ونساعده جميعا في بيع الأغراض بمحل نحن شركاء به في البلدة , كذلك والدي يبيع اللحم الفائض لمحل صديق له , نحن متعددو الحرف , لكن لم أجد الحرفة التي تناسبني تماماً و أحبها الآن .
    حسنا بالنسبة لمزرعتنا مهجورة ولم تعد عامرة بالحيوانات ليس بها سوى حصان واحد يمتطيه أبي عند الصيد و آخذه أنا و لوك للنزهة احياناً , وكنا نملك لآس كلبي الالماني المفضل , لكنه مات قبل عام و حزنت كثيراً لوفاته , كان كبيراً في السن لكنه قوياً وقد حمانا كثيراً في أوقات عصاب..

    _ " هاي , أأنت بخير ؟! "
    حمدا لله خرج لقد والدي , رد علي أخي بعبوس وهو جالس على الكرسي يحدق بأبريق الشاي أمامه :
    _" لستُ كذلك بالرغم من أنه حرق صغير ! "
    حدقت به بصدمة و أنا أجلس أمامه : حرق !! , ظننته جرح , كيف هذا ؟! "
    تنهد لوكاس وهو يبعد شعره البني بعيداً عن جبيه وهو يرفع يده الملفوفة بضماد أمام عيني :
    _ " لقد كنت أصلح حدوة جينجر , طرقتها بالنار .. لا أدري كيف لكنها طارت لتسقط بيدي ! هذا كل شيء "
    نظرت من النافذة خلفي و أنا أقول : حسنا ! أهو جرح كبير ..؟ "
    _ " لا , تعرف الحرق يؤلم مهما كان صغيراً .. لكنه سيشفى سريعاً , لقد أكمل العمل بسرعة يريد أن يذهب فوراً للصيد قبل أن تنتصف الشمس .. "
    نهضت لأصنع بعض الطعام لي و لوكاس , لكنه رفض الأكل و غادر إلى غرفته بالأعلى , لوكاس يكبرني بأقل من سنتين , لكنه يحمل عبأ كبيراً و لا يريد أن يكمل دراسته .. يريد أن يحترف النجارة و الزراعة ..

    حسنا مزرعتنا في حالة بائسة و والدي يفكر ببيعها .. تلك الأرض , لكن لن تلفت أي أحد كونها بعيدة عن البلدة و صغيرة و قريبة من الغابة , لكننا كنا نعشقها بشدة و نزرع بها كل شيء تقريباً عندما كانت أمي على قيد الحياة قبل خمس سنوات ...
    آختى كيت أصيبت بالحزن الشديد ولا يستطيع أحد تهدئتها سوى خالتي , لذا تركها والدي بعهدة خالتي أليسا .. نراها دوماً في العطلات .. بينما أدرس أنا في مدرسة البلدة , وكم أكره الدراسة ! لكن والدي لن يدعني أتركها مثل لوك .. يريدني أن أنهي كل المراحل .. كان الله بعوني..
    قمت بهدوء بترتيب بعض الأمور التي يتركها جاك "والدي" في غير مكانها , نحن في الغالب لسنا فوضويين , لكن عندما يغضب جاك كما اليوم , فهو يسبب الفوضى !.
    خرجت أمشي حول المنزل و أحدق بأشجار الصنوبر و الأرز الكبيرة , ثم بالغيوم البيضاء في الأعلى , يبدو الجو هادئا قليلا .. لكن جاك يحذرنا دوما من الأجواء الهادئة على نحو مريب .. لما خرج الآن للصيد , أنه يخرج كل أسبوع مرة , لكن هذه المرة الثالثة لهذا الأسبوع
    !
    مشيت قرب الأشجار قليلا , لأنصت لأصوات الحيوانات , لكن كان هناك ذلك الصوت المخيف المختلف يأتي من بطن الغابة , زمجرة ذئب !. لم يعوي , بل كان يزمجر .. الذئاب أنها في الجزء الآخر البعيد من الجبال .. لا يمكنها أن تكون قريبة هكذا من المناطق المألوفة .. هذا غريب .. ربما ذئب وحيد عجوز ظل الطريق , وهو غاضب الآن يتساءل ما هذا المكان...
    ابتسمت لنفسي و أنا أتخيل الصورة ..
    _ كــــــــول ! .. هيه كـول !
    التفت نحو صوت آخي لأراه يرتدي الجاكت والبندقية خلف ظهره , هتف : لنذهب إلى كوخ جدي ..
    هرعت نحوه راكضا : لما البندقية ؟!
    _ " لا تدري ربما يظهر الصيد أمامك فجأة .. "
    و سألته بينما نحن نسير الى طرف نعرفه من الغابة : ولماذا ذلك الكوخ , أنا أكرهه .."
    بسبب ذلك الموقف المحرج الذي حصل لي لأجل فأس عديمة النفع !
    رد لوك بعبوس : لقد عرفت بأن المشكلة بالمطرقة , و أعرف بأن هناك الأدوات التي أريدها , قديمة لكن قوية , دعنا نذهب لنرى ..
    ثم نظر في عيني وهو يكمل : و أنت ألم تقل بأنك تريد بعض القرميد لترميم المدفئة , ربما تجد هناك شيئا لا بأس به !
    رفعت أحد حاجبي و قلت ببرود له : أعترف بأنك تحتاج لمساعدتي , لم تنادني إلا لهذا .. يفترض بك أن ترتاح قليلا اليوم فيدك بحال سيئة و جاك سيغضب ! "
    _" لا أعرف منذ متى و أنت مهتم بما يغضب أبانا .. لكن الكوخ غير بعيد .. "
    _ " أتمزح معي ! , أنه يبعد ميلين إلا أن اردت أن تتخطي الجسر ..! "
    حدق بي بعيونه الزرقاء المخضرة التي اكتسبها من أمنا و قال بتكشير :" والدنا لا يأخذ ذلك الطريق كول ! , الجسر قديم و قد يتحطم أنه لا يتحمل حتى مرور شاحنتنا الصغيرة , لذا لا تفكر بذلك .. و لنمشي من هنا عندما نتخطى التل و ننزل للغابة مجدداً ثم عند البحيرة نجد كوخنا الجميل ! "
    تمتمت ببرود و أنا أضع يدي في جيب بنطالي الجينز :" أنه كوخ مهترئ عفن منذ ملايين السنين ! "
    ضحك لوك فجأة وهو يضرب ظهري قائلا :" لقد عشقته , لا تدعي أنك لا تتذكر كنت بالخامسة .. ثم , لماذا لم ترتدي جاكت , لقد سمعت الراديو , هناك عاصفة قادمة من الغرب نحونا ..! "
    حدقت به قليلا , عاصفة ! , العواصف مسلية و ليست تخيف ... قلت و أنا أهز كتفي :" لن يحدث شيء سنعود قبل وصولها .. لكن .. هل يعلم جاك بهذا ؟! "
    _ " أجل , و توقف عن مناداته باسمه الأول .. لا أدري من أين اكتسبت هذه الصفة السيئة ! ,تعال لننزل من هنا ".
    نزلنا التل و مشينا بين الاشجار , شعرت بحركة غريبة بعيداً فلتفت خلفي ولم أرى شيئا .. نظر لوكاس حوله أيضا و سألني هامساً :" ماذا , أرأيت حيوانا ما ؟! "
    وهو يحرك البندقية ليتصبح بين يديه .. قلت و أنا أشعر بشيء غريب :" لا , لا أدري .. انتظر قد يكون .. ذئباً..."
    حدق بي أخي بدهشة و ردد :" أتعتقد هذا ؟! , الذئاب لا تقترب من هنا ..لم نرها منذ سنوات , أنها في الجبال ! "
    هززت رأسي غير واثق , ثم تابعنا المسير بسرعة حتى يمكننا العودة قبيل الظلام ...
    و رأيناه كوخ جدي القديم , رغم هذا هو كبير و قوي لا يزال ثابتاً و العواصف و الثلوج تمر به , دخلناه بلهفة و أضاء أخي المصباح الزيتي ثم بدأنا العبث و البحث هنا و هناك ..

    تنهد لوك رافعاً رأسه نحوي من داخل دولابٍ قديم :" الأدوات ليست هنا ! , ربما في القبو أو في العلية ..! "
    همهمت و أنا أضرب بقدمي دِرجاً آخر كي يقفل : " حسناً .. سأنظر في القبو .. "
    إن موقع الكوخ سيء جداً فيما كان يفكر جدي عندما قام ببنائه .. ضاق جبيني قليلاً .. قال جاك بأن والده يحب أن يعتزل الناس تماماً في وقت ما كل سنة .. تنهدت .. حقاً .. البشر يكونون في غاية الأزعاج أحياناً أما أن تود قتلهم جميعاً أو تختفي عن انظارهم , يعجبني الخيار الأول أحياناً..!
    قبل أن أجُر قفل باب القبو .. سمعت صوت خربشة خلفي قرب الشجيرات , فلتفتُ بسرعة و أنا أفكر بأن البندقية مع أخي و أنا اعزل لو أن... و اتسعت عيناي صدمة و أنا أتبادل التحديق مع ... عيون صفراء لامعة جداً في عتمة الشجرة الكبيرة فوقه ..
    .
    خرج زفيري بطيئا ... أهذا ذئب ...؟!
    كان يبعد عني أكثر من عشرة أمتار ... و باب الكوخ خلف الالتفافة .. باب القبو هذا ثقيل لكن يمكنني فتحة بسرعة و القفز به .. تبادلت التحديق أنا و هذا الكائن ثوان ثقيلة .. تذكرت ... والدي يقول بأن الذئاب لا تهاجم البشر غالباً .. إلا أن شعرت بالتهديد ... أو... كانت يائسة جدا من الجوع ...
    طرفت بعيني و أنا أراه يتراجع بهدوء و يختفي ... لقد أماتني فزعاً .. تباً...

    فجأة جائني أخي يهتف : كـــول ... لقد وجدت حقيبة الأدوات .. و احزر أيضا ماذا ... أنظر لهذا الشيء المرعب !"
    أخرج أمامي خنجراً يبدو أكبر من الحجم المعروف العادي و أعرض وقد زند بشكل سيء أيضاً , مقبضه من جلد أسود قديم يبدو قاسياً جداً .
    رفعت حاجبي .. أنه شيء بشع ! و تكسر تخيلي لتلك الخناجر الجميلة المرصعة الثمينة ... هذا يبدو .. كصخرة منحوتة من شخص لا يعرف شيئا عن النحت !.
    قال لوك بحماس وهو يتأمله : يبدو قديماً , وهو ثقيل , سنأخذ ليراه أبي , ربما جدي من صنعه !"
    حدق بي وصمت لثانية , ثم قال يسألني بعيون ضيقة : ما بك صامت , في العادة ستبدى ازدرائك بهذا الشيء..."
    رددت ببرود وأنا اطبطب كفي ببعضهما :" لقد فعلت بداخل نفسي , لأني لم اتمنى تحطيم حماسك لاعجابك بهذا .. لكني رأيت شيئا قبل قليل و غير واثق تماما , كان مختفيا خلف الشجيرات في الجانب المظلم هناك .. لكنه بادلني النظر بعيون صفراء و ظله يبدو كبيراً .. "
    قال بدهشة : " ماذا ؟! أأنت متأكد ؟! "
    زفرت قائلا :" لا لست متأكداً .. دعني أبحث عن القرميد الآن كي نعود للمنزل قبل عودة أبي .. "
    لا أريد أقلاق أخي الأكبر الآن , كما أن ذلك الحيوان لن يعود للظهور مجدداً سنمضي بطريقنا فقط , غريب أننا على مطلع الشتاء , و أغلب حيوانات الغابة مختبئة ولن تظهر حتى الربيع , لكن ذلك الحيوان يبدو ضائعاً بالفعل , نحن بأمان و جيد من أخي أنه جلب البندقية معه.



    ask o questions , take no side..


  2. ...

  3. #2


    تحرك لوكاس خلفي وهو يحمل حقيبة الأدوات الثقيلة بيده السليمة والاخرى الملفوفة بها ذلك الشيء , قال يردعني :" دعك من تلك الآن , الغيوم قادمة , و الظلام سيحل قريباً .. سوف نكون ثقيلين جداً وبطيئين , سنآتي بيوم آخر لأجل مدفئتك .. "
    _ " آآه لا بالطبع , لن أعود مجدداً لهذا المكان البشع , ما رأيك أن نحرقه بعدما ننتهي .. جاك لن يكون آسفاً "
    زفر لوكاس بحده وسألني :" كم تحتاج ؟! "
    _ " بضع قرميدات فقط , سأضعها بهذا الخيش .. آع ما هذا ؟! "
    _ " انتبه للدرجات .. خذها من الأعلى و اهبط ! سأنتظرك خارجاً , هذه الأشياء ثقيلة "
    صعدت بسرعة و خطواتي تطقطق على الدرجات الخشبية , خشب المنزل جيد جداً , لو أفككه مسمارا مسمار و آخذ كل شيء ثم أحرق الباقي... ورشة أخي ستكون ممتنة و ممتلئة تماماً , هل يمكن أن تكون مهنتي في المستقبل هي مفكك المنازل القديمة !.
    صعدت على السطح ثم حدقت بالسماء , آه تباً ... حقاً كيف تقلب الجو بهذه السرعة , الغيوم السوداء أصبحت فوقنا تماماً , لهذا شعرت بالظلمة فجأة تحل , الرياح بدأت تشتد , آخ سيقتلنا جاك ان علم بأننا كنا هنا بمثل هذا الوقت .. لكنه لن يعلم على لوك أن يبقى صامتاً .. لكنه سيعرف كل شيء بالنهاية كونه سيرى الأدوات و القرميد أيضاً .. هل سيغضب مني ... هيه أني أرى البحيرة هناك ..!
    _ " كـــولن ... كــول ! هيا اسرع ! العاصفة حلت فوقنا ! "
    نظرت للأسفل بحذر وأنا اقول : " حسنا .. ها أنا .. "
    أخذت القرميد المتفكك اصلاً من قرب فوهة المدخنة كانت مغطاة بالخشب جاك فعل هذا كي لا يسقط شيئا ما بداخلها أو ربما كي لا يعشش طائر أحمق هنا... حملت القرميد بالخيش و فكرت هل اختصر الطريق و أقفز إلى أسفل ؟!.
    جعلت نفسي انزلق قليلا للحافة , فصرخ بي لوكاس : " إياك... ! إياك أن تفعل هذا ..! انزل من الدرج.. كـول !! "
    طمأنته بعبوس : " لا تصرخ مثل أبي , سأكون بخير ...! "
    و قبل أن أتهيأ رأيته مجدداً ... الذئب .. كان رمادياً قريباً للأبيض, تبا أنه لا يزال هنا ؟!. مالذي يريده...!
    آخ , شيء ما طار بعيني .. رفعت يدي لأتحسس عيني متألماً لكني فقدت توازني سريعاً فانزلقت بسرعة لم أدرك ما حدث حاولت التمسك بالحافة ولكن ... سقط خيش القرميد متناثر و صوت صراخ آخي ينادي ..
    " آآآه " وقعت بقوة على باب القبو ثم تدحرجت لأقع على ظهري متألماً بكل ذرة من جسدي , هذا قاسٍ...! و ساقي أشعر بها سحقت , لقد وقعت عليها بكل ثقلي , سحقاً كل هذا بسبب ذلك الذئب الغبي ..
    _ " كووول ! , كــول يا ألهي , أيها الأحمق ! "
    لم اقدر على الحراك , صرخت بألم قائلا :" ساقي .. لوكاس , ساقي لا يمكنني تحريكها أنها تقتلني ! "
    أخذ أخي يطبطب عني الاتربة و يتفحص رأسي , وهو يشتمني و يصرخ بي .. ثم قال بقلق :" يا ألهي كول , ربما كسرت ساقك أيها المجنون المتهور... قلت لك أنزل من الدرج , هل أنت مصاب بالصمم ! "
    نظرت نحوه بألم من عيني و قلت صارخاً :" ما كان ليحدث هذا لولا ذلك الذئب الغبي الذي ظهر فجأة .."
    _ " أصمت الآن , كما أنه لا يوجد ذئاب هنا .. أعني .. اهدئ اتفقنا .. خذ انفاسك..."
    تنفست بحده و أنا أتمتم برأس منكس :" و أنت أيضاً أهدئ .. آسف .. لم انتبه .. "
    _ " لا بأس أخي ستكون بخير , سنآخذك للمشفى .. ما أن نعود .. جرب هل تقدر على تحريكها الآن ولو قليلاً "
    نظرت لساقي الممددتين أمامي , تلك الساق اليمنى اصيبت بالخدر فجأة , امسكتها بيدي فقط ولم أكد أحركها حتى تصاعد ألم رهيب بها .. عضضت على شفتي أكتم صرختي , لكن أخي صرخ بدلا عني قائلا بقلق شديد :
    _ " يا ألهي ! ربما كسرت بالفعل ! لا تتحرك .. لا تتحرك اهدأ .. "
    اخذت اتنفس بصعوبة و أنا أنظر إليه , لقد ألقى بكل الادوات و هرع للداخل , بعد غيابه قليلا شعرت بالقلق و ألتمع البرق فجأة و اشتدت الريح .. تنفست مجدداً , لن يمكننا العودة للبيت...!
    عاد أخي يركض ومعه قماش كبير , لف ساقي كلها بدأ من فخذي , ثم انحنى نحوي وهو يعطيني ظهره :" هيا سأحملك لنعود بسرعة... "
    قلت مصدوما معترضاً : " لا ... لا يمكننا .. "
    _ " بلى .. كما أن والدي لا يعلم أين نحن وقد بقي ثلاث ساعات على المغيب و ربما أكثر ..أنك تحتاج لعناية طبية سريعة... "
    شعرت بالغضب مما يحدث لي , لكني تمالكت نفسي و قلت بضيق :" لا , ربما التوت ساقي فقط ..و... "
    زجرني وهو ينظر إلي من فوق كتفه بعيونه الخضراء الغاضبة تشبه عيون أمنا الراحلة :" أتقترح مثلا أن أتركك و أعود بوالدي مع الحصان , السيارة حتى لا يمكنها الوصول إلى هنا , إلا إذا اردت المكوث بمنزل جدي بعض الوقت و اخبرك بأن النوافذ و الأبواب لا توصد جيداً و السقف ليس بحالة ممتازة بهذه الحالة لن أتركك و والدي لن يعلم أين نحن... "
    قلت بضيق وأنا أشعر بأني بدأت أتعرق و جسدي يسخن :" ربما يخمن أين نكون و... "
    _ " هيا اسرع وجهك بدأ يشحب و قبل أن تبدأ الأمطار...! "
    استسلمت و تمسكت به بقوة حركني بحذر وهو يقول :" هل تتألم هكذا ؟! "
    تنفست بصعوبة لأني شعرت بالألم الشديد , لكني قلت :" آآه لا .. ليس كثيراً "
    حملني أخي بسهولة ربما لأنني خفيف قليلا أو لأنه قوي بسبب أعماله اليدوية المتنوعة و البندقية وضعتها أنا فوق ظهري.. ثم تذكرت اصابة يديه فقلت بقلق شديد :" يدك لوك ... لكن ... "
    _ " يدي بخير جدا ... و يمكنك أن تصمت و تدعني اركز على الطريق.. "
    نزلنا من التل إلى الغابة و أنا أشعر بالألم الواخز مع كل خطوة , آه كم كنت أبلهاً , و جاك سيقتلني و سيوبخ لوك بقسوة أيضاً... آه .. بدأت تمطر .. هذا ما ينقصنا .. لوكاس سيشعر بالتعب قريباً , والمنزل ليس بقريب..
    اتذكر بأنه كان يجلب الكثير من الأخشاب بعد قطعها و أحيانا يذهب للبلدة سيراً و يعود بالأغراض سيراً أن لم يصادفه أبي بالشاحنة.
    قلت له :" لوك , أأنت بخير ! "
    رد ببرود :" انتبه لنفسك فقط , أبي سيقتلنا معاً .. "
    و قبل أن أتفوه بشيء ونحن نمشي بين الأشجار و المطر الشديد يخف قليلا هنا , ظهر أمامنا ظل ما يسير ببطء ثم توقف ينظر نحونا .. لكن أخي ظل يسير بهدوء .. شهقت بسرعة :
    _ " لوك ! , هناك شيء أمامنا ! "
    توقف لوكاس بسرعة و حدق جيداً , يبدو بأنه كان تائهاً قليلا بأفكاره , نظرنا بقلق شديد , وظهر لنا ذئب أسود يحدق بنا بعيون كالجمرات , و الشرير ينطلق من أنيابه التي أظهرها باتجاهنا , اخذ يزمجر قليلا وهو يقترب منا خطوة ..
    عادت انفاسي و انا اتحسس البندقية بسرعة من ظهري... همس لي أخي وهو يتراجع خطوة حذرة :
    _" كول .. ببطء .. اسحبها .. هل تستطيع اصابته ؟! "
    لماذا يشكك بقدرتي , جاك كان يدربنا كثيراً منذ طفولتنا و حتى كيت أيضاً .. لكن لأني أخطأت التصويب تلك المرة و اصبت حصان رجل ما و تسببت بالخسائر المالية لأبي .. فلم يعطني سلاحاً مجدداً ..
    كتمت انفاسي و سحبتها بسرعة , فزمجر الذئب وأخذ يركض باتجاهنا .. تراجع أخي بسرعة وهو يمسكني بإحكام صرخت عندما ارتطمنا بشجرة من خلفنا و أنا اطلق النار , صوت اطلاق الرصاص دوى عالياً في العتمة بقوة...

    لكن الذئب لم يصب بشيء بل خاف من الصوت و تراجع كثيراً ثم فر بسرعة...شهقت أنا الهواء بينما نتكأ أنا و أخي على الشجرة خلفنا .. امسكني جيدا و قال متنهداً
    _ " لم تصبه , لكن هذا جيد أيضاً .. تماسك جيداً , سنسرع "
    مشينا طويلا بين الاشجار , و شعرت بأنفاس أخي ثقيلة , لقد اتعبته , قلت بسرعة :" توقف. توقف لنجلس قليلا.. "
    _ " هل تمزح ...؟! "
    قاطعته بجدية وعبوس :" لقد بقي الكثير لوك .. دعني اجلس , و اذهب لجلب الشيطان.. اعني والدنا ! "
    حدق بي من طرف عينه و تمتم بتكشير :" لو كنت أمامي لضربتك بالفعل , و كيف تقول عن والدنا هذا ال... "
    سمعنا صوت صهيل , و أدركت أنا الموت , اخذت الشجيرات تتحرك و ظهر حصان بني داكن كبير و فوقه رجل يرتدي معطف مطر أسود صرخ بنا :" يا أولاد ! "
    قفز جاك من الحصان و هرع نحونا , واردت أنا الاختباء في معطف أخي , لكن لوك اخذ يتحدث بنبرة سريعة قلقة
    _" لقد وقع كول من سقف الكوخ و اعتقد بأنه كسر ساقه أنها تقتله و لا يقدر على تحريكها .. "
    لما يشرح كل هذا له !, و ثانية لن اذكر الشيطان فسيظهر لنا مباشرة !, كنت اتجهز لتقلي الضربة , لكنه حملني من ظهر أخي قائلا بقلق شديد :
    _ " كول , كول اجبني , لما هو صريع ..؟! "
    فتحت عيني مدركاً بأني جبان حقاً من مواجهة أبي , الذي قال وهو يجلسني فوق الحصان :" مالذي حدث ؟! , هل تؤلمك بشدة ؟! "
    ازدردت لعابي و أنا أجيبه :" آه , قليلا الآن .."
    امسك والدي ساقي يتفحصها فصرخت متألما و فات الاون على كتمان الصرخة , قال جاك بقلق :" لقد كسرت بالفعل , اصعد خلف اخيك لوكاس ! سآخذ كولن بسرعة الى مشفى البلدة ..."
    حسنا هو لا يذكر اسمائنا كاملة هكذا الا أن كان يخفي غضبه الرهيب , و يا ألهي أن كانت العقوبة مؤجلة سوف تكون شديدة للغاية , ليتني صريع حقاً..!

    وصلنا اخيراً و حملني والدي الى السيارة و أنا صامت شاحب الوجه , و اخذ لوك معنا أيضاً رغم أنه رفض ليبقى بالمنزل , لكن والدي قلق من أن تصيبنا الحمى أيضاً...
    بعد اجراء الفحوصات لنا و الاشعة لي , اكتشفوا الكسر الشعري الصغير في ساقي لا اصدق بأنه سبب لي كل هذا الألم الساحق, جبروها بسرعة و رفضت أن اقيم بالمشفى , أنه صغير و قد تحدث حالة طوارئ بهذه العاصفة و أنا اتملك سريراً بلا حاجة حقيقية ..

    في المنزل بدأت عاصفة أخرى !.
    عاصفة والدي جاك .. لقد صرخ بنا و صرخ و ضرب أخي على رأسه و لكنه لم يمسني لأن ذراعي أيضا مضمدة بسبب خدش ما ..
    _ " لماذا تخرجان إلى ذلك المكان البعيد ! و بهذا الجو !!.. لقد سمعت النشرة بالفعل لــوكـاس !! ثم أنني سمعت صوت أطلاق نار فطار عقلي عليكما ! لما اطلقتما النار ؟! "
    أجابته بسرعة قبل أن ينطق لوك :" لقد .. شاهدنا طريدة , ضبي ! ضبي صغير ..! "
    حدق بي أخي بفم مفتوح و صدمة , حمدا لله أن جاك لم يره لعرف بكذبتي .. قال محولاً الصراخ نحوي
    _" هل تسخر مني كولن ! كانت الطلقة في طريقكما للعودة , و بذلك الوضع ! من يفكر باصطياد طرائد !"
    شهقت رعباً , لقد كانت كذبة مكشوفة بالنسبة لـ جاك .. اعطاني نظرة غريبة مخيفة ثم حدق بأخي لثوان و قال بغضب لكن بلا صراخ عالي :" لقد هددكما شيئا ما .. لكن سنرى غداً .. "
    ألقى بنظرته القاتلة نحوي و زجرني بحده :" أنت يا مسبب المشاكل , ماذا لو سقطت و كسرت عنقك و ذهبت للسماء هاه ! متى ستبدأ بالانصات لكلامي و كلام أخيك ! سوف أريكما غداً أي عقوبة تستحقانها ..! "
    ثم عاد للنظر نحو أخي بقوة قائلا :" أجلب فراشاً لأخيك لوكاس ! "
    قفز لوكاس راكضاً للأعلى و تركني جالسا مع الرعب الحي الذي يرمقني بعيونه الزرقاء المحمرة الآن من شدة الغضب .. قلت بنفسي بعد كل هذا الصراخ يريد معاقبتنا أيضاً , يا ألهي ساعدني..
    _ " مالذي اطلقتما النار عليه ؟! "
    فاجئني صوته و سؤاله الهادئ الجاد بشدة , فظللت ثانية فاغراً فمي , ثم كححت و قلت :" آه .. طـ... "
    _ " كولن أكذب مرة أخرى و سأضربك بشدة على رأسك اليابس هذا ! "
    نظرته نحوه و همهمت بقلق و أنا أضع يدي على رأسي شاعراً بخوف :" رغم أنك تريد التحدث غداً لكن... كان ذئباً .. ذئب أسود بدا كبير في السن..! "
    لسبب ما أردت أن انبهه على اللون و الشكل , نظر نحوي بحده و قال :" جميل ! لا يمكن أن يكون الوضع أجمل من هذا... "
    ثم صرخ بي :" ماذا لو لم يجلب لوكاس بندقيته ! أيها الأحمقان الـ...."
    قاطعته بصوت عالٍ -لا يصدق بأنه عاد للصراخ- :" لكن لم يحدث شيء أبي ! ها نحن بخير ! ".
    زفر بحده بوجهي و هم بقول شيء , لكن لوكاس عاد يحدق بنا بقلق وبين يديه اغطيه كثيرة , هدأ الجو أخيراً عندما صعد والدنا للأعلى , و رتب لي أخي الفراش قرب المدفئة و ابعد الأريكة الكبيرة جانباً , هز رأسه قائلا لي بصوت هادئ
    _ " سيهدأ , لقد تسببنا حقاً بقلقه الشديد .. أتريد أن أنام هنا معك ؟! ".
    قلت بعبوس و رأسي مخدر :" لا .. "
    _ " ماذا لو أردت شيئا ما... "
    _ " أنا سآنام هنا...! "
    شهقت عندما رأيت جاك يأتي و معه غطاء سريره , قال محدثا لوكاس :" اذهب للنوم الآن ! "
    نظر نحوي لوك قليلا ثم فر هارباً للأعلى , بينما حدقت أنا بـ جاك وقلت مكشرا بحدة :" لا يمكنك أن تنام هنا .. "
    القى بالغطاء على الأريكة وهو يقف عند مدخل المنزل و يحمل بندقيته بين يديه , صدمت , أنه يحشوها ! لماذا لا يزال يشعر بالقلق ؟!

    رد علي أخيراً ببرود ينافي مشاعره الداخلية التي اعرفها :" استرح فقط , ماذا لو أردت شيئا لاحقاً .. سأكون بقربك على الأريكة .. هيا كولن ضع هذا العكاز جانباً ".
    قبيل الفجر فتحت عيناي فجأة على خرير المطر , لا تزال تمطر , و نظرت لأرى ظل والدي نائماً بهدوء فوق الأريكة وقد وضع بندقيته اسفل الاريكة إذا مددت ذراعي سأمسك بها , صارت نيران المدفئة جمرات حمراء في العتمة .. هدوء .. شديد .. ولم استطيع العودة للنوم , تحركت ثم جلست مفكراً بالذئب الابيض الرمادي الذي رأيته , هذا غريب جداً , فذئاب الغابة أو الجبال هناك بنية إلى حمراء و سوداء , مالذي جلب هذا الرمادي اليافع هنا ..
    تحركت قليلا كي احرك الجمرات فقد بدأت اشعر بالبرودة .
    _ " هيه هل أفقت ؟! "
    نظر نحو جاك , لقد استيقظ .. تحرك وهو يرفع غطائه ليرميه من فوقي و يقول :" اشرقت الشمس لكن خلف الغيوم .. سأصعد لرؤية لوك واوقظه لنبدأ العمل ..! "
    زممت شفتي بعصبية , هذا الرجل ... أنه .. مزعج !




  4. #3


    عمتم مساءاً جميعاً , رواد القصص الأدباء ^^

    كل عام و أنتم بخير , و آيام سعيدة دائماً بأذن الله

    /

    لا أدري ما أعادني لكنه أمر ما ظللت مترددة بسببة عاما كامل ~.~ و أكثر ربما ..

    تلك التي فوق أرقت نومي و جملة أحدهم كذلك , هي .. تابعة لطرح سابق بعيد .. بعيد >.>
    < ربما مرت سنتين او ثلاث !

    ولا ادري ما اقول الآن , لكن .. أنه كولن ! أنه مزعج , و لكني أحببته و أريد له السعادة
    و كذلك أباه ... كان الله بعوني بشأنهما .. =_="



    لا أصدق أني عدت , و لكني أتمنى رؤية اصدقائي أيضا <محرجة>!


    هذه الرواية القصيرة لـ "ست فصول" , آتمنى آن تحوز اعجابكم smile


    دمتم بود *



  5. #4

    حجز الأولى embarrassed
    عيدك مبارك


  6. #5
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
    كيف حالك، كل عام و أنت بخير.
    ماشاالله البداية حلوة.
    استنا فلا تتاخري

  7. #6
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فارسة ضوء القمر مشاهدة المشاركة

    حجز الأولى embarrassed
    عيدك مبارك

    عيد مبارك لنا جميعاً ^^

    بانتظارك عزيزتي~


    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Maria Rose مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
    كيف حالك، كل عام و أنت بخير.
    ماشاالله البداية حلوة.
    استنا فلا تتاخري
    وعليك السلام و رحمة الله و بركاته

    حمد لله بخير و أنتِ عزيزتي ,
    كل عام و أنت بخير ^^

    حسنٌ سآحاول ^^

  8. #7
    |مقدمة|
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته embarrassed ~
    كيف حالك كلاستشي embarrassed ~
    قبل أن أبدأ أعتذر إذا ما كان الرد قصيرًا >< ، ففي هذه الأيام رغبتي في الرد مسدودة dead وإني حقًا أحاول أن أجعله جيدًا ^^ ..
    +
    ملاحظة مهمة ninja : قد أصبح "محششة" فجأة ولكن لا تقلقي هذه الحالة تواتيني كثيرًا biggrin
    |تعليقات|
    العنوان يا عنوان laugh فجأة واتتني رغبة ملحة في الضحك biggrin <~ هذه هي الحالة المجنونة ninja
    حسنًا قبل القراءة تساءلت عن "ماهية الترابط بين سقوط القرميد وذئب paranoid ؟" وبما أن الذئاب تجذبني embarrassed ، بدأت بقراءة قصتكِ منغمسة في وصفكِ الرقيق الذي يركل الملل إلى خارج الساحة embarrassed ~
    |فيس تتلألأ عيونه الذهبية <~ فاصل ونواصل biggrin|
    كولن : laugh هذا الفتى خنفشاري حقًا laugh أحببت تواجده وطريقة حديثه وكل تفاصيله biggrin ، إنه روح القصة باعتقادي tongue ، شجاره مع والده أضاف لمسة جميلة واقعية للقصة gooood .
    لوكاس : همممـ أخ أكبر يمكن الإعتماد عليه ، موقفه قميل اتجاه شقيقه لم يبالي بيده المصابة وراح يحمله في تفانٍ مذهل embarrassed ~
    الأب : "يا عيني على الأب مسوي رعب laugh" أحببت أثره من رعب وقلق على كليهما tongue <~ راعية مشاكل laugh
    واضح أنه أب عصبي وصبره كفتيل ديناميت laugh ولكن يتملكه القلق ما أن يصبح الأمر متعلقًا بأبنائه embarrassed .
    كيت : تجذبني لأسباب مجهولة ولكن من يعلم biggrin & cheeky .
    |فيس تتلألأ عيونه الذهبية|
    في البداية تهت نوعًا ما بسبب كولن ينادي والده بجاك فظننته شقيقًا أكبر أو أي شيء آخر عدا والده biggrin ، كول وصلت "بلاويه" إلينا laugh ، ومن الأسطر الأولى شعرت بأنه مغناطيس مشاكل وهذا ما دعم كونه الشخصية المحببة إليّ biggrin <~ أقولك راعية مشاكل laugh
    |فيس تتلألأ عيونه الذهبية|
    بالمناسبة أهنئك على اختيار اسم جينجر للحصان أظنه الأكثر ملائمة لأي حصان على وجه المعمورة بالإضافة إلى إليكساندرا laugh
    |فيس تتلألأ عيونه الذهبية|
    همممـ عن ماذا أثرثر أيضًا paranoid ؟
    الذئب cheeky ، حمستيني اتجاهه أريد أن أعرف مصيره أو تطور علاقته بالقصة devious ، هل سيقلته جاك biggrin أم سيهجم على المنزل e107 ؟ وهذا هو الخيار الأسوء dead .. أم ربما سيظهر لهذا الفصل ويرحل ؟ ، ولكن إذا ما نظرت لعنوان الفصل فإن هذا ينفى مباشرة rambo
    |فيس تتلألأ عيونه الذهبية|
    حسنًا حسب نهاية الفصل قد تصبح علاقة كول بجاك سيئة ثم تعود لتصبح جيدة وربما هما هكذا دائمًا وأبدًا biggrin
    |خاتمة|
    لم أجد ما أثرثر عنه لذلك في المرة القادمة ضعي أسئلة خصيصًا لأجلي وذكرني بحلها فقد أنسى laugh + لماذا ست فصول cry ، إذا كان الأمر كذلك tired فضربيته نهاية متفجرة biggrin متفجرة بمعنى الكلمة embarrassed ~

    إلى لقاء قريب embarrassed مع البارت طبعًا cheeky ~ <~ رفسة للمريخ tired
    اخر تعديل كان بواسطة » فسيفساء~ في يوم » 14-08-2013 عند الساعة » 08:52
    f9b18bcb2fc07967b72f103d6777dc9e
    والناس المساكين اللي كانوا نايمين ما ينعذرون :ضحـكة: + توقيعي الجميل :بـكاء:

  9. #8

  10. #9
    السلام عليكم و رحمة الله وبركاااااااااااته : -
    كيف الحال ؟ اتمنى ان تكون ِ بخير .
    ما خطته أناملك فريدا ً من نوعه و قد جاء بالوقت الملائم
    في الوقت التي احسست ان جميع القصص التي بت أقراءها اصبحت معروفة المحتوى و معروفة الفكرة و الشخصيات
    قرأت قصتك التي كانت فريدة من نوعها بصراحة من الصعوبة ان تجعل القصة مليئة بمشاعر تصل منذ البداية للقارىء
    لكن قصتك اشبعتني شعورا لدرجة اني وددت ام اكون احد افراد العائلة ماذا اقول بارت جميل يتخلله مفرادات صحيحة و مناسبة الموضع و وصف يسيراً محبكا ً مبدعا ً مفعم بالمشاعر و الدقة بل و الحيوية و شخصيات مقنعة بالقسوة يختفي ورائها قلوب طيبة و مسكن جميل ريفي بسيط و حصان ريفي بإختصار قصة من جميع النواحي ممتازة لم تهملي اي شيء بل كان كل شيء جيد ان لم يقارب الامتياز حتى طول البارت ناسبني و وددت بالمزيد << سيد ابو طمع اهلا وسهلا فيك .

    المهم مهما وصفت لما خلفته هذه القصة من مشاعر لما استطعت تلبية حقك ...
    عزيزتي ادامك الله ذخراً لقلعة القصص و فارسة نبيلة متخرجة من مدرسة الحروف و الابجدية بشهادة امتياز و سلاح اناملك اهتمي به كثيرا ً فلك مستقبل بإذن الله من هذا المجال .
    تم تقييم الموضوع و ادراجه ضمن المواضيع المشتركة بنجاح
    متابعة لك بإذن الله و بصراحة انزعجت عندما علمت انه فقد 6 فصول لكن ارجوك اشبعيها ابداع
    شخصيات القصة اعجبتني جميعها .
    تقبلي مروري و اسفة للإطالة
    ♥♥♥♥

  11. #10
    ذهب الفصل الثاني وذهب ردي عليه ايضا paranoid
    ضعي الفصل الثاني مرة اخرى عزيزتي كي اعيد وضع ردي embarrassed
    بِآلإستغفآرِ .. ♥
    ستسعدُون ، ستنَعمون , ستُرزقون من حيثَ لآ تعلمون
    [ أستغفرُ الله آلعظيمَ وأتوب إليه ]

    ♥ رابط روايتي على الواتباد ♥

  12. #11

  13. #12

    لا بأس أبداً , نبدأ من جديد و الله المعين ^^

    << و هذه فرصة جيدة أيضاً لتصحيح بعض الاخطاء smile
    واجراء بعض التعديلات أيضا biggrin


    سأضع الجزء الثاني الآن و لاحقا الجزء الثالث بأذن الله




  14. #13


    attachment
    الجزء الثاني
    /
    معركة مميتة في وضح النهار ! /

    كنت أحدق طويلاً بساقي , كيف حدث هذا ! , تبا سأبقى أسبوعاً على الأقل بالجبيرة أنا لا أتحمل التقييد قط ! , تنهدت .. لست أدري أين غادر جاك ؟! , لكن لوكاس في الأعلى لا أعرف ماذا يفعل , أسمع صوت طرقات !, أمضيت الساعة الخامسة كاملة في صمت بينما الغضب متكوم تحت رماد هدوئي , أريد أن أفجره لكن لا أعرف كيف..! آه تبا كيف كسرت ساقي ! أنا أحمق حقاً .., هل سأبقى طويلا أندب حظي ال....
    دخل لوكاس المطبخ فجأة , وهو يقول بخمول : " أتريد شطيرة مربى ؟ , أم.... "
    آه أخيراً بشري !! ... قلت بهدوء راداً عليه :" كلا , لقد صنعت لنفسي شيئا آكله ! , ما بك هكذا ؟! مالذي كنت تفعله بالأعلى ؟!.
    أخرج وعاء المربى والزبدة وهو يجلس مقابلاً لي ومعه قطع من التوست :
    _ لم أفعل شيئا رتبت بعض الأمور .. لكني سأذهب للورشة بعد قليل و..
    دخل جاك يحمل خيش من الفحم ألقى به قرب المدفئة , ثم دخل إلينا وهو ينظر لوجهينا بدقة :
    _ هل كلاكما بخير ؟! , لوكاس لن تذهب اليوم لأي مكان ستبقى مع أخيك , أنا أتممت عملك بالورشة و سآخذ المنضدة وبقية الأدوات بالسيارة لكلايفون ".
    كلايفون بلدتنا القريبة لنا متجر أثاث مشترك مع صديق قديم يدعى "ستيفن" عجوز وحيد بارع العمل ,... لكن ..هل حقا أنهى جاك المنضدة بهذه السرعة أخبرني لوك بأنه تبقى صقلها جيدا و صبغها و الساعة الآن لا تتجاوز السادسة صباحاً ..!
    جلس بجانبي وهو يأخذ فنجان الشاي خاصتي و يشرب ما تبقى بجرعة واحدة , قلت بهدوء له : أتريد أن أسكب لك آخر ؟!.
    رد علي و عينيه على لوكاس الذي يبدو شبة نائم : كلا يا عزيزي , أنت يجب أن تتناول الحليب فلا زلت تنمو...
    فتحت فمي وهو ينهض مجددا و أخذ يعبث بأدراج المطبخ : لكني في السادسة عشر !.
    التفت نحوي مندهشا بعيون زرقاء فاتحة وهو يردد : أنت في السادسة عشر ؟!.
    كشرت بوجهه , والدي و لا يعرف كم أبلغ من العمر !! , هل يظنني في الخامسة مثلاً..!
    _ متى حدث هذا ؟! , مهما يكن تظل تنمو حتى تبلغ العشرون أو أكثر قليلا.. أنظر لـ لوكاس مثلا ..
    ما نوع سؤاله بالضبط ؟! آخٍ من هذا الرجل , كما أن لوك لم يبلغ العشرين لما يضرب به مثالاً !. أني لست فخوراً بهذا الجانب من شخصيته أنه يبدو كرجل حالم يسير بين الناس , ينسى الواقعية قليلاً !
    قلت ببرود :" ..لوك في الثامنة عشر, أما يوم ميلادي فقد كان قبل شهرين و لم تدري حتى ! , أين نوع من الآباء أنت!.
    أريده أن يشعر بالذنب لكنه ظل يرمقني ببرود وكأنه يراني لأول مرة , أنه لن ينفجر بي غاضباً لكنني أظنه سيدعها في الحساب لوقت آخر..
    _ لكنك لا تحب الحفلات , إن كان ذلك ما تلمح إليه !.
    فتحت فمي و كدت أنطق لكنه أكمل بلا مبالاة وهو يميل برأسه :...تكفينا الحفلات التي تحدث فجأة ! , و إن أردت شيئا ما جديداً فآخذك للتبضع يوم ميلادك القادم...
    _ " يآه أنت ! جاك ! سآشكيك لحقوق الأبناء , أتريد أن تصرف علي مرة كل سنة ! .. لا أعرف كيف نحن باقيان في العيش معك هكذا.. أي نوع من الحياة تريدها لنا ؟!.
    _ أولاً توقف عن مناداتي باسمي الأول يا ولد! , ثانياً لو لم تكن مصاباً لضربتك بهذا الكأس .. ثالثاُ ها نحن نعيش بانسجام تامٍ , ألسنا عائلة سعيدة !.
    أنه يغضبني ببرودته هذه ! , كما أنه يحب أن يضربني بأي وقت يشاء اصابتي ليست عذراً له , و هذا الذي بيده علبة حليب كرتونية و ليست كأساً ! , بالنسبة للسعادة فأنا أضيعها أحياناً , و ايجادها يصبح كإيجاد ماء في صحراء فلاة !
    _ آووه ها قد احمرت أذنيك ..حسنا لا تغضب سأزيد حصتك من الطعام وستعيش طويلاً !.
    كم أكره سخريته : هذا ليس مضحكاً , أني لا أعرف ما أريده في المستقبل ,.. يجب أن يكون هنالك شيء ما .. وانسجامك الذي تتحدث عنه نوع غريب !. مهما يكن.. ملاحظة فقط ؛ طعامك يثير الغثيان ولا أريد أي حصةٍ منه في الواقع !.
    لكن تغيرت نظرته , أهو اهتمام أم أنه غاضب على جملتي الأخيرة , سألني بجدية هادئة وهو يستقيم أكثر بوقوفه : أهذا ما يقلقك ؟!. أتريد أن... تذهب خارجاً , أعني تدرس بالمدينة , أخبرني منذ الآن حتى أجمع لأجلك الأموال..
    ماذا ؟! , حدقت به , هل قفز بسرعة إلى هذا المستقبل ؟!. ولكن أهو يمزح أني أكره الدراسة , ولا أريد الذهاب للمدينة , أيمكن أنه... يأمل بهذا... لأن لوكاس ...!, أشعر بأفكار كثيرة بدأت تتكون ...المستقبل عنوانها !!.
    هدأت انفاسي و أنا أرد ببطء : لكني لا أريد أن أغادر .. الدراسة هنا تكفيني و..."
    قاطعني فجأة بعيون زرقاء جدية :" لا تستعجل.. أنتظر قليلاً وفكر بتركيز , درجاتك ليست سيئة بالمدرسة بالرغم من أنك تخلق الشجارات هناك !.
    آآخ ذكرني بـ "جون" أكره ذلك الولد المتعجرف المدلل , لكني ضربته ضرباً سيتأدب طوال حياته بسببه , والشكر لي بالطبع.. و صديقي الذي ساعدني بالجريمة "ماكس" ابن جورج , أنه صبي رائع !
    فجأة انتبه لوكاس من غفوته , فقال مندهشا قليلا : آوه صحيح , هل أذهب للورشة الآن ؟!.
    وهو يلتفت الى خلفه حيث يقف والدي ممسكا بعلبة الحليب , رد عليه ببرود : قلت بأنه لا ورشة اليوم و لا الغد .. يجب أن تبقى هنا مع كولن , أنا سأهتم ببقية الأمور , كما أنني يجب أن أرى جورج في طريقي..
    مشى ثم ضرب بعلبة الحليب أمامي على الطاولة قائلا بنبرة آمرة : اشرب هذا كله , بدل شرب الشاي كالعجائز !.
    للأهانات حدود! , حدقت به بحده و هممت بالكلام لكنه قاطعني وهو يغادر المطبخ : جينجر مربوطة عند السور لوك اسقها الماء سآخذ الشاحنة للذهاب و سأعود بعد ساعة ربما ,أتحتاجان لشيء من هناك ؟! ,أيوجد خبز هنا ؟!.
    أجابه لوك بعبوس على الارجح بسبب عدم ذهابه لورشة مهووس العمل هذا :يوجد خبز أبي ! , لا احتاج لشيء..!
    يحتاج لفأسه ! هه , بالتأكيد وإلا سوف يتحول لسفاح علي هنا و أنا لن استطيع الهرب !! هل خيالي يجمح أحياناً ؟!
    _ كولن !! ... أترغب بشيء ما ؟!.
    ضاقت عيني عليه ؟! , لما يسألني أن كنت أرغب بشيء وليس احتياجاً , أنه يدللني !! , هذه فرصتي ..
    قلت بلهفة :أريد بعض الكعك من جورج , أعني الكثير وفاكهة أيضاً بعضا من البرتقال ليصنع لي لوك العصير .."
    ضاقت عيني والدي , هل هو يتأسف لسؤاله لكنه أومأ مهمهماً , ثم غادر , حدق بي لوكاس بتكشيرة شديدة .
    _هل أنت متضايق لأنك ستصنع لي العصير ؟! " سألته مستغرباً بعيون بريئة !. لوك لن يقاوم أبداً عيوني البريئة سيفعل لي أي شيء.. لكني لا أحاول استغلال أخي العطوف الأكبر..
    _ لا بالطبع أيها المدلل , تعلم بأننا لا نملك الكثير ووالدي يفكر بتوسعة المزرعة.. "
    حدقت به : حقاً..؟! , لم ينطق بشيء بالفعل...! "
    _ لم يقل , لكني سمعته بالصدفة في بداية الاسبوع , لا يهم ينقصنا بعض الخشب للمدفئة.. "
    ها هو يتحجج للخروج , لكني أشفق عليه , ليس عليه أن يعلق هنا معي .. مهووس العمل المسكين الغالي.. الذي حملني ما يقارب ميل و نصف تحت أمطار العاصفة بيد جريحة , أني أحب لوكاس كثيراً و أتمنى لو يتخلص قليلاً من براءته اللطيفة هذه !, وبالنسبة للمزرعة على جاك أن يناقشنا جميعاً , أهو يوسعها حقاً..؟! , كان يريد بيعها !!
    قلت ببرود : حسنا , لنخرج , أريد الجلوس قليلا على العشب بينما تعتني بـ جينجر .. "
    وافقني بسرعة وهو ينهض : أجل , هيا .. آ.. هل أحملك..؟! "
    مالذي..!!, قلت بسرعة :" لا بالطبع !, ما وظيفة هذا الشيء اذن !! " كنت أشير للعكاز الكرية , هل ألقيه بالمدفئة دون علم أحد ؟!

    ثم أصبحنا في الخارج, ها هي جينجر الجميلة بندقية اللون واقفة هناك بهدوء , تألمت قليلا لتحركي لكني جلست على صخرة كبيرة أمام المنزل استنشق الهواء بعمق , و خلفي تجانب مدخل المنزل منصة صغيرة جدي ربما من قام بصنعها لسبب ما , لكن جاك وضع فوقها صندوق لأجل اخشاب المدفئة .. وهي نصف ممتلئة , اعتقد بأننا نحتاج للحطب قريباً , الليل بارد جداً , والشتاء لا يرحم..
    هناك غيوم بيضاء كثيرة بالجو والهواء منعش رغم برودته الطفيفة .. الغابة أمامنا وليست ببعيدة , كم من مرة رأيت ضبي أو اثنين يتسللان ليحدقا بمنزلنا , لكني لن أرغب برؤية ذو العيون الصفراء يتسلل إلينا..

    لقد حدث ذات مرة قبل عشر سنوات كما يذكرون , هجم ذئب يائس المزرعة وكان متوحش جداً قتل حصان قوي لم نتوقعه و بالكاد لحق به جاك و اجهز عليه , حمدا لله لم يكن قطيعاً , هذا نادر جداً لا يكاد يحدث هنا خاصة لأن هذه المنطقة ليست بعامرة بالحيوانات , سوى مواسم قليلة للطيور والدي يقنصها وبعض الضباء الصغيرة , لكن أبي لا يفعل هذا كثيراً أبداً لأجل قوانين الصيد و حماية الحيوان من القتل الكثير الذي بلا فائدة ..
    مزرعتنا للخضار , أنواع قليلة من البطاطا و الطماطم واليقطين وبعض الخضار الورقية وحتى الأزهار , أمي كانت تعتني بها وحدها تقريباً , جاك فاشل بالزراعة لا يعرفها جيداً , لكنه يعتني بالخيول والحيوانات بشكل ممتاز...

    نظرت نحو أخي لوكاس وهو يطبطب على الفرس و يضع لها دلو الماء , هيه مهلاً أنه يرتدي قبعة والدي , أعني جاك يحب قبعته جداً لقد نسيها هنا..! , لا شك بأنه مشغول الذهن.
    حدثني من بعيد : أجلس على الدرجات هنا , أنك قريب من الحشائش ماذا لو خرجت إليك أفعى !.
    تنهدت قائلا ببرود : أننا في الشتاء ! , ركز قليلا لوك .."
    لقد بدأ دماغه يتشوش المسكين , يجب أن يرى ورشته ويبدأ بعمله التالي..
    _ " لوك.. مالذي تخطط له تالياً.. "
    رد علي وهو يمشط جينجر : كنت قد بدأت بالفعل في عمل مقاعد, أنها ثلاثة. صنعت القاعدة فقط أحتاج لمزيد من الأخشاب و ... آخ الأدوات ... "
    همس بكلمته الأخيرة آسفاً بالفعل , و تباً .. لقد أسقط الأدوات عند كوخ جدي , نظرت نحوه شاعراً بالذنب , ذلك كان بسببي .. حسنا .. لما لا يذهب بـ جينجر سريعا و يأتي بها , أنه لن يستغرق سوى دقائق قصيرة أن اسرع بالفرس..
    قلت له : اذهب بـ جينجر سريعا و أجلبها , أركض حول السهل .. "
    التفت نحوي مصدوما وقال رافضا بحده : لا بالطبع , لا يمكنني تركك جالسا هنا , نعلم بأن هنا ذئب تائه في الغابة , إياك أن تمازحني .."
    _ بربك , لن يخرج لنا شيء في وضح النهار .. "
    _ الذئاب تخرج بالنهار أن كانت يائسة كذلك الذي اعترضنا , كان يريد التهامنا نحن الاثنين بقضمه واحدة , أرأيت حجمه أنه ليس بصغير.. ويبدو جائعا جداً .. "
    كلام منطقي لكني قلت بهدوء : أنا سأعود للداخل قريباً , أجلب أدواتك فقط , بسببي تركتها.. "
    _ الآن تريد أن تشعر بالذنب !!, أنسى الأمر , أن يدي لا تزال تؤلمني.. "
    رد علي بحده آلمتني أنه حزين .. وآه لدينا الكثير من الاعمال التي يجب انهائها لكن اصاباتنا معيقه حقاً و لا يمكننا جعل جاك يقوم بكل شيء , يجب أن أرمم المدخنة بالفعل وأن أقطع الاخشاب ونتهم بأمر المزرعة وأعد الطعام بما أنني الجيد الوحيد بهذا , لوكاس يستطيع عمل الارز فقط , والدي لا يجيد سوى البيض النيء!!!
    أنهم على قيد الحياة بسببي , أشعر بالسخرية كنت لا أعمل الكثير بسبب المدرسة الغبية لكننا الان بعطلة في نهاية العام ..!
    لا أريد التحرك كي لا أتألم كثيراً و لوك أخذ يعبث بحطب المدفئة ويدور حول المنزل .. هيه ! لقد ترك رباط جينجر معلقاً... لكنها مطيعة أنها لن تتحرك .. قلت بنفسي لأسترخي قليلا و أغمض عيني والشمس تختفي خلف سحابة كبيرة..

    مرت ثوان ثقيلة طويلة لا أسمع فيها صوتاً سوى طنين النحل البعيد و صوت طائر ما بعيد .. كان الهدوء يعجبني و لا أعرف أين ذهب أخي ربما خلف المنزل .. لكني .. احسست شيئا بحركة جينجر , الفرس بدأت تصدر صوتا متوتراً و تحرك حوافرها بقلق..!

    فتحت عيني واعتدلت بسرعة أنظر نحوها , مالذي ... هيه إلى أين تتحرك..؟!
    تحركت جينجر بشكل غريب حول السور , هتفت بها : هآي جينجر ... هآآآي عودي... إلى أين بحق ال... "
    أطلقت صفيراً عالياً لكنها تجاهلتني ... تضايقت مالذي يجري ! , ناديت أخي :" لـــووك !... لــــوكــاس !! "
    أين ذهب هو أيضاً , أدخل المنزل ؟! , مالذي جرى لـ.... آآه زاغت عيناي بصدمة و خوف ... أنه هناك !! تبا !.. الذئب يقف هناك على طرف الغابة يراني و أراه , على بعد عشرون ياردة تقريباً , أنه ليس ببعيد , أنه نفسه من هاجمنا , الذئب الأسود الكبير...
    لم أتنفس كنت متجمداً لا أدري ما لعمل ؟!, لن أكون سريعا قط للدخول بالمنزل آخ لو سمعت كلآم لوك و جلست قريباً , لم لا أسمع كلام الناس الأكبر مني ؟!! .. اعتقد بأنه سيقتحم المنزل لو أصر...!
    مالذي علي فعله ..؟! أخذ يحوم يقترب و يبتعد , و ضربات قلبي ترتفع بقوة بينما لا أقدر على التنفس جيداً , جينجر تركتني ربما حاولت تنبهي لكنها فرت لا أدري أعادت للمزرعة , و أين لووووك بحق الرب...
    إن صرخت أسيهاجمني...؟! لا أعرف... الذئاب شريرة ... ربآه أنه يحدق بي مقترباً ببطء .. ربما يتأكد من عدم وجود البندقية.. تأوهت اللعنة ! قلت لذلك الرجل أن يجلب كلباً آخر لحراستنا !!..
    ناديت بقلق وصوت عالي قليلا : لــــوك... لوك سحقاً... احذرك من الاقتراب مني... آه .. "
    شاهدت فأس جدي الذي اكرهه , قريباً مغروزاً على جذع شجرة خلفي , سأسحبه بسرعة , انحنيت و اقترب هو يهرول , شهقت الهواء و أنيابه أصبحت واضحة لامعة من فمه الكبير ... حاولت سحب الفأس بيدين مخدرتين لا أدري ما بي ...لكنه عالق سحقا...! سحقا..!
    صرخت عالياً جزعاً :" النجدآآآآآآآآآآآآآآه "

    انحنيت احمي رأسي بقوة و أتكور رغم ألم ساقي الشديد , لكن أنجدني شيء لم أتوقعه قط !!... شيئا ما أبيض قفز عليه في الثانية التي قفز هو علي ..!!
    فغرت فاهي مصعوقاً وأنا أنظر من بين ذراعي التي أرفعهما أمام وجهي ..., الذئب الرمادي الذي لمحته سابقاً و كأنني بحلم... هب لنجدتي ! أهذا حقيقي ؟!... شهقت وفمي مفتوح لأخره و أنا أرى الذئبين يتصارعان بحده أمام عيني و أصوات زمجرتهما ملئت الجو مع غبار حركاتهما الخاطفة المخيفة...
    وأنا أتراجع زاحفا عن المعركة الدائرة هتفت بقوة :" لــــــــــوك !! أبـــــــــي ...!! "



  15. #14


    أخذ الذئب الأسود ينزف من رأسه وهو يدور بحقد شديد لا يصدق , بينما الذئب الرمادي أصغر حجما قليلا لكنه لم يجرح حتى , بدا شاباً قويا وهو يقف بيني و بين ذلك الشر الأسود..!!
    زمجر به بقوة , لكن الأسود هجم عليه غير عابئ , و بدا القتال مجدداً والذئب الرمادي يحول بيني و بينه ولا يجعله أبداً يواجهني .. هذا لا يصدق آ... صوت ركض و صراخ خلفي , يدين قويتين أمسكتا بي من الخلف و سحبني أخي بقوة عالياً ليحملني و يبتعد بي بسرعة لم أفهم بما يصرخ هو ...!!
    سيارة والدي هنا !! لمحتها تتوقف قريباً..

    خرج أبي قافزاً بسرعة و معه بندقيته .. و رجل آخر يخرج هاتفا بصدمة " ذئاب !! "
    _ " تراجعا للمنزل فوراً .. " صرخ والدي وهو يصوب البندقية...
    _ " لا تضرب الرمـــــادي أبــــــــي !! " صرخت بقوة .. ذلك الكائن انقذ حياتي بلحظات خاطفة مرعبة..!
    قفز الذئب الأسود عالياً فجأة و رأيت دماء على عنق الرمادي لكن , طوخ تعالى ضجيج البندقية في السماء , لم أدرك بأني أغمضت عيني خوفا أن يقتل الرمادي , لكني رأيت الأسود صريعاً .. و الرمادي واقف يحدق بأبي...
    وجه أبي البندقية نحوه ... هتفت بعنف و أنا بين ذراعي أخي :" لا ... أبي !! .. لا تطلق عليه .. لقد كان ينقذني !! لا تطلق النار عليه .."
    لا اصدق الموقف , الذئب الرمادي الغريب هذا لما لا يهرب , بل ظل واقفا متحدياً أمام فوهة البندقية , ظل والدي متسمرا عليه و هتف جورج بقلق من الخلف :" دعه جاك .. تراجع ! "
    لكن الذئب هو من تراجع بسرعة ثم انطلق يركض الى داخل الغاب .


    _" بحق الأله !! أنت قطعة واحدة !!! "
    زمجر بي أبي بقوة أشد من زمجرة الذئاب قبل قليل !!, ثم ضربني بحده على رأسي !, آآه يا رأسي سيصيبني الصداع الليلة !
    _" جاك , أهدأ !! " قال جورج بتوتر و نحن في الردهة !! لكن لوكاس كان مصدوماً يحدق بعيون قلقة واسعة , و أنا جالس على الكرسي شاعراً بالألم الحارق كالنار في ساقي المجبرة !!
    _ " لا أصدق بأن هذا يحدث مرة ثانية في اليوم التالي , جورج , أخبرتك بأن هنالك ذئب أسود كاد يقتلهما !! "
    ثم التفت بحده نحو لوكاس , صرخ بي قليلا , لكن لا .. ليس لوكاس أنه...
    _ " أين أنت من أخيـــــــــك لوكـــــــاس !!! أين أنت بحق ال... تبا ! أخبرني مالذي كنت لاهٍ به و أخيك يتصارع مع الذئب لينقذ حياتي...!! "
    لا مجال أبداً لأنطق أي شيء لأصحح ما يقوله أبي..!! لا مجال أنه ثائر كالجحيم و سيقتلني .. لكني سأصبر لدوري القادم !!
    رد لوكاس باقتضاب شديد و أسف :" لقد .. دخلت في المنزل قليلا لأبدل ثيابي.. أعني أخذت حماماً سريعاً كنت متعرقاً و أشعر بالحرارة .."
    لا شك بأنه لم يسمع صراخي بسبب صوت المياه من الدوش , لكن هذا ليس خطأ لوك لقد...
    _ " ...و تترك ذلك المعتوه خارجاً وحده !! أنا لن اغفر لك هذا... لا يمكنك أن تكون أحمقاً وأنت تعلم بوجود ذلك الذئب اللعيـ... سحقاً "
    _" جاك اهدأ... " قال جورج بتوتر. كانت ضربات قلبي مجنونة و وجهي محمراً وكأنني مختنق , أني مختنق بالفعل من هذا الجو المشحون !.
    توسعت عيناي قلقاً رهيبا على لوك و جاك يقترب ليقف أمام وجهه صارخاً :" ماذا لو خرجت من حمامك لتجدك ذلك المعتوه ممزقاً لأشلاء و دماءه متناثرة .. "
    همس لوكاس بضعف :" أنا... آسـف ! "
    شهقت و دوي الصفعة يملئ المكان , لا .. لقد صفع لوكاس على وجهه !!, ليس هو! أنه ليس معتاداً على الضرب مثلي..!! أنه لا يخطئ إلا قليل..!
    _" جاك ! جاك توقف لم يحدث شيء سيء... توقف يا رجل !!"
    و جورج يمسك به من ذراعه بقوة , بانفعال شديد و غضب هتفت لأجل رأس أخي المنكس! :" كيف أمكنك ضربه !! لقد طلب مني الدخول لكني رفضت !! أن كنت سأموت فهذا خطأي وحدي ! إياك أن تصرخ بوجه لوكاس هكذا !! "
    التفت نحوي بعيون محمرة لامعة , و صر بأسنانه غيضاً وهو يحاول الاقتراب مني لكن ذراعي جورج تمنعانه
    _ " أيها الأحمق الصغير التافه ... انتظر حتى أضع يداي عليك .. سوف تتمنى لو... "
    _ " جــاك يا رجل أهدأ هؤلاء فتية كبار أنهم يفهمون ما يحدث ! , استرخي هيا .. أو أذهب خارجاً لتتنفس.. هيا .. هيا لنخرج قليلا..."
    _ " دعني قليلاً جورج ! أنهم ابنائي ! دعني ! "
    _ " لا تدعه !! " هتفت بجزع وأنا أراه يقترب مني ولكن ذراعي جورج تمنعانه من المضي إلي !!
    _ " لنخرج قليلا فقط .. هيا يا صديقي!! "
    ثم جر جاك معه الى الباب بصعوبة , زفرت أنا بحده انفاسي المتقطعة , و صورة وجهوالدي الغاضب و عيناه اللامعتين مطبوعة بعقلي ..! , نظرت خلسة نحو لوكاس , كان صامتا متجمداً بمكانه خده محمر جداً و شعره متناثر وبشرته شاحبة , لم ينظر نحوي بل سار قليلا ثم جلس القرفصاء على الأرض قرب المدفئة...
    سمعت صراخ جاك في الخارج يرد على شيء يقوله جورج :" هذه ثاني مرة !! خلال يومين !!! يا ألهي لو فقدتهما , لو أفقد أي أحد منهما سأموت !! , أنت لا تعرف كيف يحدث هذا !! لكن قد يحدث بلمح البصر وتفقد أبنك !! "
    قال جورج شيئا ما لكن بصوت منخفض لا اسمعه , لكن جاك يرد بحده واضحة :" أنه ذلك المعتوه !! كولن !! ليته مثل ابنك ماكس .. لكن لا .. هو سيقتل نفسه أقسم بهذا !! كاد أن يسقط في النهر الفائض قبل عدة أشهر !! و بالأمس فقط وقع و حطم ساقه من فوق سقف الكوخ ! , ثم الآن تقفز عليه الذئاب لتلتهمه !! فيما يفكر أن يموت مأكولاً !!! "
    شعرت بقلبي يقفز عندما ذكر اسمي ! آه ماذا أفعل أن المشاكل و الحوادث تحدث , لكن بشكل أسوأ بالنسبة لي..!
    _ " حسنا لقد صرخت بهما ! هل كان عليك ضرب لوك المسكين ! لكن عناية الاله انقذت كول , اهدأ لن يموت أحد..."
    صرخ به جورج أيضاً , ثم فجأة صمتا و أخذا يتكلمان بهمس بطيء , نظرت نحو لوك فإذا به ملتفت نحوي وعيناه الخضراوان تلمعان , سألني بصوت هامس متردد :" هل .. أصابك شيء؟! "
    وجدت صوتي ثم رددت عليه بخفوت :" لم أخدش حتى.. "
    لكن قلبي لا يزال يفور ... هل حدث حقاً ما رأته عيناي .. لقد هجم ذئب آخر , ذلك الرمادي و أنقذني... لقد...رأيته بـ عيناي وكان واضح جدا ما يحدث !.
    قاطع فكري صوت أخي الهامس بعيون ضيقة :" ما الذي حدث بالضبط .. كان.. أعني كان هناك ذئب آخر ! لقد ظننت بأنه واحد .."
    نظرت حولي ألا يوجد كأس ماء قريب , تنفست ولاحظت أن يديّ ترتجفان من صدمتي , قلت وأنا أضمهما معاً :
    _" أجل , كان هناك واحد آخر .. لكنه .. على العكس لم يحاول مهاجمتي.. "
    فصمت أخي يحدق بي , قلت بضيق شديد :" أنت رأيته !! , كان يقاتل الذئب الآخر .. لقد رأيته.. "
    نهض لوك بهدوء قائلا :" سأجلب لك شيئا لتشربه.. "
    صمتُ بعصبية أضمُ شفتيّ و حاولتُ النظر من النوافذ لأرى جاك قد عاد ليمسك ببندقيته و جورج واقف معه يواجهان الغابة لا أدري بما يتكلمان , لكني كرهت ذلك الرجل .. لقد ضرب لوكاس تلك الصفعة شعرت بأنني أنا المتلقي.. أنه لا يحب أن يهون أي شيء.. فقط يحب الصراخ والضرب !!

    مر المساء بصمت غريب بيننا , جلب جورج لأجلي الكثير من الكعك والخبز من اللطيف أنه بقي حتى العشاء لدينا لا شك بأنه قلق بشأننا لماذا هذا الرجل ليس والدي !!, وأيضا جلب جاك بعض الفاكهة و البرتقال التي طلبتها لكني أود فقط لو أضربه بها !!
    لوكاس صامت أيضاً وتقريبا كلهم عابسون , لماذا؟؟ أنا من واجه معركة الذئاب و رأيت انيابه عن قرب ولا أرغب بالعبوس مثلهم ..!!
    لكن بالفعل , لولا أن أرسل لي الآله ذلك الذئب لأنقاذي , لما كنت حيا أرى وجوههم الآن ..
    وأنا أتناول بعض الكعك , سمعت جاك يهمس لـ جورج :" سنلتقي غداً هاه , في الغابة لنبحث عن ذلك الآخر , يبدو بأنه لا يخاف البشر.. "
    رد جورج برصانة :" بالطبع , سوف نرى... "
    ماذا !, صرخت بهما غير قادر على التصديق :" لا !! دعوه و شأنه !! "
    رمقني جاك بنظرة باردة للغاية وهو يعود ليهمس لـ جورج متجاهلاً إياي:" هل نستعير كلاب فليكس ؟! "
    صرخت مجدداً لأفزع لوك الذي بجاني ليحدق بي بصدمة :" قلت دعه و شأنه جاك !! أنه لن يؤذينا !! أنا... "
    قاطعني جاك بحده وهو يضرب بقبضته الطاولة بشدة وعيناه تلمعان بغضب :" أخرس !! أخرس ولا كلمة ! , لا أريد أن أسمع صوتك , كل شيء يظنه لهواً , هذا أمر لا لعب فيه ! أنت لم تعد صغيراً يجب أن تفهم ! أنت و أخيك هذا أيضاً... و الويل لكما إن برحتما المنزل هذا الأسبوع بأكمله ! سأخذ سوط الحصان و سأضربك ضربا مبرحاً !"
    _ " جاك ليس مجدداً , أجلس أرجوك.. "
    حدقت به بغضب شديد و أنا بالكاد اتنفس اضربني , سأعض يدك حتى يسيل دمك !! صراخه هكذا يؤلمني , أنه رجل لا يحتمل ! وهو يريد قتل الحيوان الذي أنقذ حياتي..!
    _" سأحشو البنادق و سأجلب بعض الأمور من القبو .." قال جاك بحده وهو يغادر المطبخ.
    همس لي جورج بتعاطف :" أنت تعرفه والدك أنه ..يحبكما جداً و قد افزعتماه .. سيهدأ مع حلول الصباح.. "
    كشرت فقط غير قادر على متابعه الأكل , بينما ساقي تؤلمني بشدة لا اقدر على استخدام العكاز فبقيت جالساً أتمالك أعصابي , كان لوك ينظف الأطباق و خرج جاك الأحمق ليوصل جورج للبلدة..

    كنت أتصارع مع الألم و يديّ قابضتين على الجبيرة بقوة , تبا ... تبا كان يجب أن اتناول الدواء المسكن , لكني لن أفعل , لأن ذلك الرجل الكريه هو من ذكرني به و وضع العلبة على الطاولة أمامي قبل دقيقة..
    التفت لوك نحوي و صوته الفزع هو ما جعلني أحدق به :" يا ألهي وجهك شاحب جداً و أنت تتعرق ! "
    صررت على أسناني رداً :" حسنا و ؟! "
    اقترب من يدور حول الطاولة و قال جزعاً :" أنك تتألم بشدة, تناول الدواء هيا.. "
    قلت من بين أسناني وأنا بالكاد اتنفس جيداً :" انسى هذا لن آكله .. "
    غضب و قال بضيق شديد وهو يمسك بالعلبة :" كول أنا أرجوك ! , أرجوك ألا تبدأ الآن بعنادك.. "
    زفرت و رددت عليه وأنا أخطف العلبة منه :" اسمعني جيداً لوك... اسمع هذا جيداً .. ذلك الذئب الآخر , الرمادي أنه ليس من هنا مؤكد , لا أدري من أين أتى... "
    قاطعني متأوهاً :" لا , لماذا تتحدث بهذه السيرة ! , أنسى أمره... "
    قاطعته هو بحده -لا أفهم لما لا يفهمون !! - :" لا بالطبع و والدي سيقتله ! , كيف يقتل شيئا أنقذ حياة ابنه ! كما يدعي ابنائي و ابنائي كم هو يغيظني !! , لا يجب أن يقتل الذئب .. مهووس الصيد ذاك ! , لقد رأيته أنت بعينيك لقد أنقذ حياتي ..! لقد كان يناور و يقف حائلا بيني و بين ذلك الوحش !!"
    هز لوكاس شعره الفاتح وهو يرفض :" لقد كانا يتشاجران عليك , تعرف الذئاب كم تحب أن تتملك , وهو يريد القضاء عليه كي يتعشى عليك أنت !!"
    آآآآآآآه من هذا الآخر الذي يرفض الفهم !!
    زمجرت به بحده :" أأنت أحمق ؟! "
    رأيت آثار الصفعة لا تزال محمرة أعلى خده الايسر , فقلت بصوت أكثر هدوء استطيعه وأنا بحالتي اليائسة ..
    _" اسمعني , لوكاس يا عزيزي , لقد رأيت الذئب قبلاً عند كوخ جدي , كان يتسكع و ينظر نحوي ولم يهاجمني قط . حدق بي قليلا فقط .. لا اعتقد بأنه يهوى مهاجمة البشر .. لقد سمعت هذا من جاك بنفسه أيضاً , الذئاب لا تحب أن تكون بالقرب منا .. مؤكد بأنه ابتعد كثيراً "
    همهم أخي وهو يضم شفتيه , ثم رد بعبوس :" حسنا , مهما يكن .. لكن.. هو لن يغير رأيه.. "
    _ " أنا لا استطيع الحديث مع ذلك المعتوه !! <اقصد جاك> أنت أ.. أيمكنك أقناعه.. "
    عبس محدقا بي ثم التفت بعيداً وهو يهمس :" لن يتحدث معي قريباً .. تناول دواء الآن فقط أرجوك.. "

    فتحت فمي لأرد .. لكن سمعنا صوت شاحنة جاك تتوقف .. انهمك لوكاس بسرعة في متابعة التنظيف , و أنا أضع يدي على خدي متكأ على الطاولة مشيحاً بوجهي بعيدا عن الباب .. الذي فتح... و خطوات ذلك الرجل يدخل ..
    ضاق جبيني و أنا اسمعه يدخل الردهة ثم يصعد الدرج لأعلى..
    همس لي لوكاس بتوتر :" تناول الدواء بسرعة , سيأتي و سيراه كما هو.. عندها سـ... "
    قاطعته ببرود :" لا تقلق... "
    فتحت الدواء ثم ألقيت بحبه واحدة في سلة القمامة , ثم عدت و وضعت العلبة بعيداً .. التفت نحوي أخي متشككاً لم يرى ما فعلته !.
    _" اسمع سوف آ... "
    دخل جاك المطبخ فجأة , حدق بنا ببرود لثانية مميتة , قال آمراً :" إلى النوم هيا...! "
    مر من جانبه لوكاس بسرعة و صمت , بينما أنا أتألم بشدة أسحب عكازي ,ذلك الرجل التفت إلى أبريق المياه ثم خذ يصنع شيئا ما.. ربما شاياً...
    بالكاد جررت قدمي حتى وصلت لفراشي , لوك رتبهُ لي قبل أن يصعد , سقطتُ منهكاً عليه أتألم , لكني لن اتناول الدواء و ليحدث ما يحدث... شعرتُ بأني غفوت قليلا.. لدقائق ثقيلة طويلة ...ربما حتى ..داهمتني البرودة و شيء ما أخافني شعرت به قريب , فانتفضت قافزاً شاهقاً برعب ..
    _" كول ؟! "
    أخذت اشهق مصدوماً , أين أنا...؟! المكان مظلم ..!! آوه المنزل.. المنزل..! ظننت بأني مستلقٍ في الخارج في الظلام..!!
    _ " كول ؟! "
    شعرت بيد والدي على ظهري وهو يسألني بقلق :" اهدئ ما بك..؟! اهدئ .. عد للنوم.. لا بأس بني.. "
    أومأت بشكل مهتز و أنا أقبض على ساقي , لقد عاد الألم , ربما هو ما أيقضني أو ربما الصدمة ...! آآآه ..تأوهت رغما عني...
    _ " أنت متعرق جداً.. و يداك مثلجتان , هل تناولت الدواء ؟!. هل فعلت !"
    رغم أن صوته خفيض , لكنه يخفي غضبه , يجب أن أعود للنوم
    _ " أجل... أجل تناولته.. "
    _ " كاذب ! , ابقى مستيقظا سأجلب لك قميصاً آخر و دوائك.. لا تنم كول !! "
    طبطب على وجهي يفيقني , ثم أكلت حبة الدواء و شربت الماء ثم ساعدني على تبديل قميصي , و خلدت للنوم وهو يضع فوقي غطاءً آخر...! , نمت بعمق و هدوء.. وقبل أن تطبق جفناي بقليل , رأيته يعود للجلوس على الأريكة القديمة و يمسك بيد فنجان من القهوة و كتاب رث قديم بيده الأخرى, بندقيته في الأسفل عند قدميه..

    ألن ينام قليلاً ؟!.




  16. #15

    تم الجزء بحمد الله *)
    انتظرو الجزء الثالث بعنوان "مزرعة للخيول و عودة كيـت"


    تحياتي لكم يا اعزاء *)

  17. #16
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    أهلاً ومرحباً بالكاتبة التي أبدعت هنا , أعتقد بأنني كتبتُ رداً لكنه حُذف بسبب مشكلة مكسات , لكن لا مشكلة لأنني أود كتابة رد أطول الأن ^^
    حسناً يبدو أنكِ غيّرتي عنوان القصة , في الحقيقة عندما رأيتُ البوستر في الفصل الثاني قلتُ بأن يتناسب على أن يكون عنوان للرواية > استمعت الكاتبة لقولي هه
    في الحقيقة , كلا العنوانين جذابين , لكنني أميل للثانية أكثر ,حتى البوستر أعجبني كثيراً , سأبد بالتعليق على الرواية الأن , بما أنني انتهيتُ من العنوان..
    الأســـلوب :
    أكثر شيء أعجبني هنا, جميل وسلس , وبه طابع من الكوميديا التي تعطي للرواية طعماً آخر , وفي الحقيقة من النادر أن أجد هذا الطابع بالروايات ,ففي العادة أجد
    الرواية غامضة , أو جادة , لكن هذه مختلفة تماماً , لقد أعجبني أسلوبكِ بمعنى الكلمة , أهنئكِ على هذا غاليتي..^^
    القصـــة والأحداث :
    مع أنكِ وضعتِ فصلين فقط , إلا أنني أخذتُ طابع القصة , وقد بدت لي مختلفة عن جمـــيع الروايات التي قرأتها حتى الأن , ولذلك إعجابي يزداد كل يوم لهذه الرواية.
    من النادر أن أجد الجو الريفي في الرواية , وهذا شيء نادر كما قلت , وأيضاً هنالك شيء آخر جذبني أيضاً..
    وهو أن تكون هنالك علاقة بين البطل والذئب , عادتاً ما أرى روايات رومانسية , أي الرابط بين البطل والبطلة , وبشكل غير كثيف أجد أيضاً روايات تتكمل عن
    الصداقة , ورايتكِ هذه تتكلم عن الإخلاص _ إن صح التعبير _ أو الصداقة أيضاً , شيء غريـــب بالفعل...
    سأكون على انتظار مالذي سيحدث بين الذئب وكولن..^^
    الشخصيات :
    كولــــن : لنبدأ بالطبل طبعاً , ذات شخصية جميلة , عنيد وذا رأس كـ الحجر , ويكره الدراسة , ويحب أن يحمل بعض المسؤليات > ياجماعة يشبهني كثيراً..><
    كما أن اسمه جميـــل جداً , وكم أعشق تهوره > إنه لي لقد اخترته > بدأنا !!

    لوكـــاس : ذاك الأخ الطيب والحنون الذي يخاف على أخيه الصغير , والنبيل في اخلاقه أيضاً , ويطيعه والده السخيف ذاك , شخصيته جيدة بالنسبة لي..

    جــاك : أعتقد بأنني أكره , فهو يعنّف والديه أكثر من اللازم , وإن لزم أمره سوف يضربهما بالسياط !! , هذه تربيةٌ خاطئة تماماً , لكن خوفه يجعله هكذا..
    كم يعجبني تلقيب كولن له باسمه الأول , والشجارات التي تحدث بينهما , مضحكة جداً ^^ , يتصرف وكأنه مراهق عندما يتكلم مع كولن...

    سأكون متابعة لكِ بكل تأكيد , وسأقرأ الفصول واحدة واحدة , وإن لم تجدي ردودي فاعلمي بأنني مشغولة فقط , لكن تأكدي بأنني قرأتُ البارت..^^
    وسأنتظر الفصــل القادم كـ الجمر الموقد...فلا تتأخري علينا..

    في حفــــــــظ الله

  18. #17
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~

    كيف الحال غاليتي ، يا رب بخير ان شاء الله ؟!! embarrassed
    يااااااااااااااااااااااااااااااه جميل جدا جدا جدا ما قرأت هنا embarrassed ، رائعة انت بالفعل يا فتاة استرني روايتك هذه حقا embarrassed
    مبهرة حقا ما شاء الله عليك ، الوصف فيها مميز لديك اسلوب جميل لنقل الاحداث خاصة وانت تنقلينها على لسان كول الذي رأيته شخصية ساخرة نوعا ما embarrassed
    وهذا ما زاد من جمال الوصف

    انتهيت منها للتو وشرعت بكتابة الرد ، لقد قرأت بكل حماس وانا اطالب بالجزء الجديد باسرع وقت طيييرااااان اريده انا asian
    القصة بشكل عام رائعة والفكرة غريبة ولم ارى الكثير من هذا النوع هنا ابدا وهذا ما يزيد من جمالها فهي بشكل ما فريدة من نوعها embarrassed
    لنرى اول شئ افكر ان اسألك اياه هل القصة فنتازية !!؟
    الذئب الرمادي الجميل الوسيم جعلني افكر بهذا embarrassed ، ... كان شجاع جدا وهو ينقذ كول ، ياااااي جدا محمس ومخيف كان المشهد ~
    اظن انه بشكل ما مرتبط بكولن وقد يتوضح هذا الامر لاحقا !! ، لا اعلم لكني اشعر بهذا فقط paranoid


    كولن _ في البداية يجب ان اقول اني احببت اسمه حقا embarrassed _
    شخصية ساخرة كما قلت ، مشاكس ربما لديه طاقه كبيرة كي يصرفها ، يعجبني حماسه وعناده ولامبالاته للخطر ، واحب انه يحب شقيقه embarrassed
    شجاراته مع والده اضفت روح عجيبة على الاحداث laugh ، احب هذه الشجارات حقا مع انها تنتهي عادة بشكل مخيف paranoid
    هناك ايضا امر دراسته تلك وماذا يريد ان يكون في المستقبل ان شاء الله !! همممم اظن انه سيجد وظيفة عجيبة هي الاخرى تتناسب مع شخصيته لكني لم اصل اليها بعد hurt
    استغربت فقط التركيز على هذا في بعض المواضع ، ربما سيكون للامر علاقة باحداث اخرى !! paranoid

    احمم اشعر ان كول سيعيش هذا الصيف مغامرة رهيبة جديدة لم يسبق لها مثيل مع الذئاب ، سيكون صديق ذلك الذئب الرمادي الوسيم بالتأكيد لكن السؤال ضد من paranoid ؟!!
    الاحداث محمسة حقا لدي بعض التوقعات لكن علي ان انتظر لأعرف ماذا سيحدث ان شاء الله embarrassed


    لوكاس لا اعلم لما شعرت في مرحلة ما انه هو الاصغر knockedout ،.. ربما لانه هادئ ووديع ولطيف ويحترم والده بعكس ذلك المشاكس biggrin
    لكن شخصية لوك جميلة هي الاخرى ، احببتها حقا خاصة عندما حمل كول على ظهره cry ، كان مشهد جميل ومؤثر جدا احببته حقا embarrassed
    وعندما صفعه والده تكسر قلبي عليه cry ، لا بأس اتمنى ان يتصالح مع والده في اسرع فترة
    وان يحقق حلمه في احتراف الزراعة والنجارة ~ احببت كثيرا تصرفاته عندما يبتعد عن عمله laugh ، انه مهووس تماما كما وصفه كول laugh!!

    جاك beard ، يعجببببني كثيرا انا cryembarrassed
    هههههههههههههه شخصيته رائعة بالفعل مع انه دائما غاضب ويضرب ابناءه ايضا hurt
    لكن ماذا يفعل انه يخاف عليهما كثيرا ، لمست منه خوف وقلق ورعب ان يفقد احدهما خاصة في حواره مع جورج
    ربما بسبب وفاة زوجته وابتعاد كيت عنه فهو لا يريد ان يفقد فردا اخر من اسرته ايا كان dead ، هممم اظن ان كولن اخذ معظم صفاته من والده !! paranoid
    انه يبدو نسخة عن والده اكثر من لوكا الذي شبهتي عينيه بعيني والدته مع اني اظن انه نسخة عنها حتى بدون ان اعرفها embarrassed
    فليترك جاك ذئبي الرمادي الوسيم فقط انا لا اريد منه اي شئ اخر cry ، وليتصالح مع لوكا ايضا يجب ان يعوضه بدل تلك الصفعة biggrin

    حقا لقد احببت الرواية وتحمست لها جدا ، لها طعم خاص وفيها كمية كبيرة من الاكشن والحماسة embarrassed
    احزنني انها ستة اجزاء فقط ها قليل جدا hurt ، الا يمكن ان تطول بعض الشئ biggrin ~
    المعذرة اذا اكثرت الكلام ، انتظر الفصل القادم بشوق ان شاء الله فلا تتأخري embarrassed

    كوني بخير غاليتي وفي امان الله ~

  19. #18
    ^
    هذا الرد كتبته من زمان لكنه ذف فاعدت تنزيله فقط knockedout
    اعتذر لو احتوى على بعض الاخطاء paranoid
    انتظر الفصل الجديد بفارغ الصبر ان شاء الله embarrassed
    في امان الله ~

  20. #19
    احزنني انها ستة اجزاء فقط ها قليل جدا ، الا يمكن ان تطول بعض الشئ ~

    أتعلمون ؟ , لتوىّ فقط انتبهتُ لهذا ! , ويالـ الصدمة !! > لماذا الروايات الجميلة تنتهي بسرعة هاا ؟
    أنا أيضاً أتسأل إن كان بامكانكِ إطالتها..؟
    لأنني بالفعل أحببتها كثيـــراً > وتدمع عيناي > قلبتها لدراما الأخت ><

  21. #20
    سؤال ؟
    لقد قرأت البارت 2 قبل ان يحدث ما حدث في مكسات
    هل البارت 2 الي اعيد تنزيلة يحتوي على تعديلات في مجريات الحكاية ؟

الصفحة رقم 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter