على بركة لله نبدأ بشرح هذه الغزوة وكما ذكر الاخ قاهر الجبابرة يبغاها من البداية وحتى النهاية
المواضيع حقا كثيرة لكن وبصراحة لقد كانت هناك احداث ومعجزات وخيانات وتجمع للباطل لإبطال الحق وانزال رايته لكن الله عز وجل وبعد كل ما حدث نصر عبده وهزم الاحزاب وحده
نعم اللهم انصر اخواننا في سوريا واجمع كلمة المسلمين في مصر ووحد صفهم
اللهم من اراد بالمسلمين شرا فرد كيده في نحره
اللهم انت من نصر عبدك يوم ان تجمعت الاحزاب عليه ارسل جنودك كما ارسلتها له يا عزيز يا جبّار
اللهم امين
نبدأ على بركة لله
لطالما ملأ الحقد قلوب هؤلاء، وازداد بعد طردهم من المدينة .. هل عرفتموهم ؟؟
إنهم اليهود، وتحديداً يهود بني النضير الذين ما إن استقروا بخيبر حتى بدأت خططهم للقضاء علي الإسلام تشغل قلوبهم السوداء وعقولهم الظلماء علي حدٍ سواء، وانتهوا إلي جمع قريش ومن والاها، وباقي قبائل العرب والهجوم علي المدينة المنورة للقضاء علي الإسلام في عقر داره، فانطلق وفد يهودي مكون من عشرين علي رأسهم حيي بن أخطب، وسلام بن مشكم، وسلام بن أبي الحقيق، وكنانة بن أبي الحقيق، وهوذة بن قيس الوائلي، وأبوعمار الوائلي، وغيرهم من بني وائل، حتى أتوا مكة، فدعوا قريش إلي شن الحرب فقالوا: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله.
فقالت قريش: يا معشر يهود، إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟
قال هؤلاء بخبث ليدفعوا قريشاً علي القتال: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولي بالحق منه.
فسرت الحماسة في نفوس هؤلاء المشركين ووافقوا علي هذا المكر السيء الذي لا يحيق إلا بأهله، وفي هؤلاء النفر من اليهود أنزل الله تعالي قوله:" ألم تر إلي الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا أهدى من الذين امنوا سبيلا ... اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا .... "
الجبت: هو الصنم يعبد من دون الله
الطاغوت: الساحر أو الكاهن أو الشيطان أو أي شيء يعبد من دون الله.
بعد أن نجح هؤلاء الماكرون في تحقيق ما يصبون إليه من مصلحة مع كبري قبائل العرب قريش، فإنهم قد اتجهوا إلي غطفان فعرضوا عليهم ما لاقي في أنفسهم القبول وأبرموا اتفاقاً مع زعماء الأعراب من هذه القبائل، كان من أهم بنوده:
أ) تكون قوة غطفان في هذا الجيش ستة آلاف جندي.
ب) يدفع اليهود لقبائل غطفان (مقابل هذا) كل تمور خيبر لعام واحد.
ولما كان هذا الاتفاق أصبح في يد اليهود عشرة آلاف مقاتل يجتمعون أمام أسوار المدينة لموعدهم الذي اتفقوا عليه فلقد
اصبحوا بذلك مسلحين افضل تسليح متخذين اقوى عده وفي نيتهم انهم سوف يستأصلون شأفة المسامين بين عشية وضحها
المدينه المنورة محصورة باللجبال والوديان حيث يوجد في الجنوب الغربي جبل عير وفي الشمال يوجد جبل احد وعلى بعد 5 كيلومترات تقع مدينة قباء ثما تحيط الوديان بالمدينه المنورة من جميع الجهات الاربع فكانت بيوت المدينة متلاصقة بالجبال ويصعب على من يأتي اقتحامها ومهاجمتها من اي ناحية الا من ناحية الشمال الشرقي كان يسكن بني قريضة وهي نفسها الجهة التي يسهل الدخول منها
ولكن جهاز الأمن الإسلامي بالمدينة لم يكن غافلاً عن كل هذا، إذ ما إن علم بخروج وفد اليهود، حتى أدرك أن في الأمر شيئاً ما، فسارع بالتقصي حتى وصله الخبر، فلم يلبث النبي - صلي الله عليه وسلم – طويلاً حتى استشار أصحابه، فكان نجم هذه الغزوة سلمان الفارسي الذي سارع يقول: يا رسول الله، إنا إذا كنا بفارس وتُخَوِّفُنا الخيل، خندقنا حولنا، فهل لك يا رسول الله أن تخندق؟
أعجب المسلمون برأي سلمان، وسرعان ما اعتمدته القيادة العبقرية، فخرج – صلي الله عليه وسلم – في نفر من أصحابه يختارون الموقع المناسب لحفر الخندق.
ولما كانت المدينة محاطة بالحرات ( الحجارة السود ) من كل الجهات، عدا الشمال؛ فإن هذه الجهة كانت الوحيدة الصالحة لدخول جيش الأأعداء منها، والأصلح لحفر الخندق، فاختارها – صلي الله عليه وسلم لذلك ) فحُفِرَ الخندق في أضيق مكان بين الحرة الغربية والحرة الشرقية ( ويبلغ ميلاً تقريباً ) وجعل – صلي الله عليه وسلم إلي ظهره جبل سلع، وهو أشهر جبال المدينة.
وكل النبي – صلي الله عليه وسلم – كل عشرة رجال بحفر أربعين ذراعاً من هذا الخندق، وكان يحثهم علي العمل ويسابقهم فيه وهو يردد:
اللهم إن العيش عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
فيردون عليه – رضي الله عنهم جميعاً - :
نحن الذين بايعوا محمداً * علي الجهاد ما بقينا أبداً
وعن البراء بن عازب أنه قال : رأيته – صلي الله عليه وسلم – ينقل من تراب الخندق حتى واري التراب عني جلدة بطنه، وهو يرتجز بقول عبدالله بن رواحة :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فـأنزلن سكيــنة عليــنـــا * وثبت الأقدام إن لاقينـا
إن الألي قد بغوا علينـــا * وإن أرادوا فـتـنة أبينـا
لما كان المسلمون يعملون بأقصي ما لديهم من جهد ونشاط، متحملين العطش والجوع، كان لا بد من معجزةٍ ما تظهر لهم أنهم يسيرون علي الطريق الصحيح، ومن معجزات الخندق ما يلي:
1) رأي جابر بن عبدالله الرسول وقد أخذ منه الجوع مأخذه، فذبح بهيمة وأمر زوجته، فطحنت صاعاً من شعير، ثم سال الرسول – صلي الله عليه وسلم – أن يأتيه سراً في نفر من أصحابه، ولكن المفاجأة هي أنه – صلوات الله وسلامه عليه – ذهب بأهل الخندق جميعاً، وكانوا ألفاً، فأكل الجميع وشربوا ومازال اللحم كما كان والعجين كذلك.
2) جاءت أخت النعمان بن بشير بحفنة تمر إلي الخندق لأبيه وخاله، فمرت بالنبي فطلبها إياه، فأعطته، فبدده علي ثوبه، ودعا أهل الخندق، فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتي صدر عنه أهل الخندق، وإنه ليتساقط من أطراف الثوب.
3) يقول البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعضه صخرة لا تأخذ منها المعاول، فشكونا ذلك إلي رسول الله – صلي الله عليه وسلم – فجاء، وأخذ المعول، فقال: " بسم الله " ثم ضرب ضربة وقال:" الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر قصورها الحمراء الساعة "
ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال:" الله أكبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن "
ثم ضرب الثالثة، فقال:" بسم الله " فقطع بقية الحجر، فقال:" الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني "
وواصل جنود الله أعزهم الله العمل في الحفر حتي اكتمل الخندق حاجزاً ضخماً، يحول دون عبور قريشٍ إلي المسلمين.
خرج الرسول – صلي الله عليه وسلم – علي رأس ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، فتحصن بالجبل خلفه، وجعل الخندق أمامه، وأمر بالنساء والذراري فأُخِذوا إلي آطام المدينة التي كان قد استُخْلِفَ عليها عبدالله بن أم مكتوم، وكان شعار المسلمين في هذه الغزوة:
( هـــم لا ينصرون )
خرجت الأحزاب تزحف إلي المدينة في الموعد الذي كانوا قد اتفقوا عليه مع اليهود من قبل، فخرج من الجنوب قريش وكنانة وحلفاؤهما من أهل تهامة، يقودهم أبوسفيان بن حرب، في أربعة آلاف مقاتل، وخرجت من الشرق قبائل غطفان، أولهم بنو فَزَارة يقودهم عُيَيْنَة بن حصن، ثم بنو مُرَّة تحت قيادة الحارث بن عوف، وبنو أشجع يقودهم مِسْعَر بن رُحَيْلَة، كما خرجت بنو أسد وغيرها، فبلغ عدد الجيش عشرة آلاف تقريباً وهو ما قد يزيد عن التعداد السكني للمينة بأكملها.
وصل جيش المشركين العرمرم إلي أسوار المدينة، وقد عزموا علي اقتحامها، فلم يملكوا إلا الشعور بصدمة رهيبة أمام ذلك الحاجز المهيب الذي شقه المسلمون في الأرض شقاً، وكلن هؤلاء لم يكونوا ليستسلموا بهذه السهولة وقد جمعوا أعدادهم الغفيرة هذه فنصبوا المعسكرات أمام الأسوار ووقفوا يعرضون قواتهم ..
قال تعالي: " ولما رءا المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً "
وأما ضعاف النفوس، فقد حق فيهم قول الولي سبحانه:" وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً "
وهكذا ثبت المؤمنون وفتنم هلؤلاء المنافقون الأخباث لرؤية هذا الجيش الذي لم يسبق أن واجهوا مثله قط
كان هذا رد المشركين للرسول الاطهر على ما رأوا في نظرهم احدث سلاح في معركة ضخمة مهذه ولذلك قال احدهم (( يا محمد من اعلمك بهذا ؟؟))
وقال اخر (( والله ان هذه لمكيدة ما كانت العرب تعرفها ))
نبي الامة وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كان متخوف من يهود بني قريظة وخاصه عدو الله حيي بن اخطب وهو من بني النضير وكان الرسول قد اجلاهم عن المدينة فتحايل ودخل وذهب الى بنو قريضة زاتى كعب بن أسد وهو من بني قريظة - وهو الذي كتب العهد والعقد مع رسول لله –
غضب واغلق عليه لكن يحيي بن اخطب جعل ينادي ويقول ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر هذه قريش وسادتها وغطفان وغيرهم وكلهم قادة وسادة عاهدوني على الا يرجعوا حتى يستأصلوا محمدا ومن معه ولكن كعب يقول لم ارى في محمدا الا وفاءا وصدقا ومازال يحيي بكعب حتى نقض العهد
اصبحت المعركة من امامهم قريش ومن خلفهم اليهود وايضا والطامه الكبرى ان هناك ثغرة لو عرفها المشركون لتسللوا منها وهنا الموقف الخطير الذي ينذر بالشر يصوره لنا القران بقول لله عز وجل
( اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسف منكم واذ زاعت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ... هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا )
فكر رسول الله وارسل الى يهود بني قريظة وفدا يستفسر عن سبب سقوط العهد فأرسل سعد بن عبادة سيد الخزرج وسعد بن معاذ سيد الاوس ومعهما عبدالله بن رواحة وغير ذلك من الشخصيات المتميزة في النقاش وادارة الحديث وحينما وصلوا وقالوا : لا عهد بيننا وبين محمد
لكن سعدا حاول ان يثنيهم عن موقفهم وان يعيدهم الى لصواب وخاصة انهم كانوا حلفائهم في الجاهلية وقال لهم : انكم قد علمتم الذي بيننا وبينكم يا بني قريظة وانا خائف عليكم مثل يوم النفير او امر منه )
ولكن لا مجيب ومن هنا لم يملك سعد الا ان يرفع يديه الى السماء ويقول مناشدا ربه : ( اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة )
ورجع الوفد وقد اخبروا الرسول ان اليهود قد غدروا بنا حقا
على طول الخندق وزع النبي الكريم جنده لانه كان يتوقع الهجوم في كل لحظة ليلا او نهارا من قبل المشركين
ولذلك امر الرسول بالحراسة الدائمة على طول الخندق ....
طائفة اخرى من المسلمين تحرس المدينه خوفا من ان يقوم اليهود من بني قريظة بفتح ثغرة للمشركين
فرقة اخرى تحرس النبي - ليس من عادة العرب ان تقتل غدرا وغيلة ولكن هذه من عادات اليهود يعدون الغدر شرفا لهم – خوفا عليه من الغدر
[CENTER] بعد ان اشتد الخطب واستبد الخوف وزاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر
وعظم بلاء المسلمين
بدأ بعدها المنافقون بالشائعات و تتردد على الالسنتهم حتى قال احدهم
(( كان محمدا يعدنا ان نأكل كنز كسرى وقيصر واحدنا اليوم لا يأمن على نفسه ان يذهب الى الغائط ))
وقال بعضهم
(( لابد ان ننسحب من ارض المعركة ))
فبدأوا يقولون ان بيوتهم غير محصنة فيخافون عليها من اللصوص وفي نفس الوقت هي ضعيفة البنيان غير متماسكة يسهل هدمها و الدخول الى بقية البيوت منها ولكن الله كشفهم واخبر نبيهم انهم استجابوا قلوبهم الضعيفة ويشيعون الخوف بذلك في صفوف المسلمين والضعف كذلك
وقد قالوا ما انزل الله تعالى في كتابه
(( يا اهل يثرب لا مقام لكم فاجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون ان بيوتنا عورة وماهي بعورة ان يريدون الا فرارا ))
وقد نادوا باللغة القديمة
(( يا اهل يثرب )) يريدون بها شحن المشاعر وطمس المشاعر الجديدة ولم يقولوا يا سكان المدينة لانه ولد في ظل الاسلام لذلك نجد ان المنافقين يلعبون على
الاوتار الباليه
في قوله تعالى
(( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ... ملعونين أينما ثقفوا واخذوا وقتلوا تقتيلا ))
بدايات المعركة كانت تمر بطيئة الخطى وكانت هناك مناوشات ورمى بالنبال والذي يحدث ما هو الا حصار والمشركون يمرون على حدود الخندق حتى وجدوا مكانا ضيقا فيه لذلك اقتحموه وتحرك فريق من المسلمين بقيادة
علي بن ابي طالب حتى يسدوا الثغرة في وجه هؤلاء وكان يتقدمهم
عمرو بن عبد ود وكان يختال ويجول بفرسه وينادي هل من مبارز ؟؟
فقال انا له يا رسول الله واعادها على الرسول ثلاث حتى اذن له وما ان تبارزا حتى ارتج المعسكر بالتكبير والتهليل والفرح والسرور لان عليا قتل عمرو وقد ولى اصحابه هربا من الثغرة التي رجعوا منها
وكانت هناك ايضا كتيبة يقودها
خالد بن الوليد تريد ان تنفذ الى رسول لله لكن
((أسيد بن الحضير )) تصدى لهذه الكتيبة في مئتين من اشجع المسلمين وصودها وردوهم على اعقابهم وبسبب هذا الكر والفر شغل المسلمين عن اداء الصلوات (الظهر والعصر والمغرب والعشاء ) فلما انتصف الليل وهدأ الموقف صلى هو واصحابه مافاتهم من الصلوات لان الامر بالصلاة اثناء المعركة لم يكن قد انزله الله في كتابه ....
وكان رسولنا الاعظم كان يلح في الدعاء يرجو من الله ان يعجل بالنصر ومن دعائه
(( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الاحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم )) وقد استجاب الله لنبيه وللمسلمين الذين كانوا يلحون بالدعاء بقولهم
(( اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا ))
وبذلك ارسل الله جنودا من عنده ويقول الله عز وجل في كاتبه
(( وما يعلم جنود ربك الا هو ))
الرياح التي اتت وقلعت خيامهم وأطفأت نارهم وحملت الحجارة وبدأت لها اصوات وكأنها اصوات بشر يعرفها المشركون
الملائكة التي نزلت بأمر لله فخلعت الاوتاد وأكفأت القدور وماجت الخيل على بعضها البعض وقذفت في قلوب المشركين الرعب والخوف وكبرت الملائكة في جوانب معسكرهم
قال طليحة بن خويلد: ((أما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاة النجاة ))
وصلت الاخبار الى رسول لله لكن لابد من ان يتأكد منهم فأرسل (حذيفة بن اليمان )) ليتعرف الخبر وما الم بالقوم
لكن حالة حذيفة من الجوع والبرد وكان ردائه لا يستره كثيرا وكانت شدة الظلمة والريح القويه كأنها اعاصير ولايقوى على الوقوف من الضعف دعا له رسول الله (( اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته )) يقول حذيفة عن نفسه ((فوالله ما خلق الله تعالى فزعا في جوفي بعد ذلك
خرج بعد ذلك حذيفة من عند رسول لله وتوجه في هدوء وسكينه الى معقل المشركين وهو مطمئن في حفظ لله ورعايته
يقول حذيفة (( فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل ونظرت فإذا رجل ادهم ضخم يتلمس النار بيده ويمسح خاصرته ولم اكن اعرف انه ابا سفيان قبل ذلك فقال : يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟
قال حذيفة فضربت بيدي على يد الذي عن يميني فأخذت بيده وقلت من انت ؟؟
قال : معاويه بن ابي سفيان ثم ضربت بيدي على يد الذي عن شمالي فقلت من انت ؟؟
قال: عمرو بن العاص
ثم قال ابوسفيان : يا معشر قريش .. انكم والله ما اصبحتم بدار مقام لقد هلك الخيل واخلفتنا بنو قريظه وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتح
ثم قام الى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب على ثلاث فوالله ما اطلق عقاله الا وهو قائم
ويقول عن نفسه ولولا عهد رسول لله لي ان قال ((لا تحدث شيئا حتى تأتينا )) لشئت لقتلته بسهم
فرجعت الى رسول الله بالبشرى واحدثه بما حصل وبعد ان وصلت دخلت واذا بالبرد قد رجع لي فألبسني رسول لله عباءة ونمت الى ان اتى الصبح وقال لي ((رسول الله قم يانومان ))
وما قاله الله تعالى في كتابه الكريم :
((ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ))
المفضلات