الصفحة رقم 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 153
  1. #1

    أُهـديــكَ عـُــمْــــراً



    [ مـزاج ] تـائـه هـو

    يـدور فـى فـلـك الـلـحتظـات الـغـابـرة

    ضــائـعــــــــا
    بـــاحـثــــــــا

    عـن أمـل روحـه الـمـسـافـرة

    أتـسـافـر روح دون مـالـكـهـا ؟
    أم ينـطـفـى حـلـم و أمـلـه بـاقٍ ؟
    أيـن الأمـل مـنــا ؟ أوانـحـن الـبـائـسـيـن ؟

    أيـن [ الـحـلــم ] .. و نـحــن

    نحن ..؟

    نحن الــحــالــمــيـــــــن ..


    نحن من نقتفى أثر السعادة بأيامنا ، و نتأرجح على حبالها رغماً عن كل يأس يطاردنا
    نحن من نصر على الابتسام و بأجوافنا ألف حكاية مستترة ، و ألف دمعة باكية ..

    نحن من يعود إلينا الأمل زاهياً
    و تلفنا أحلام الغد تسابقاً

    لـ تـنـل مـن روعـتـنــــا
    و مـن صــبــرنــــا
    و مـن إيـمـانـنــــا

    تُزين بنا سماء الليل ، و تراقصنا على ألحان المساء كـ نجمات هاربة من قصر موحش
    تخطفنا فوق الغمام و تـحـلـق بـنـا

    لـ نــحــلــق

    و نـــحـــلـــق

    و نـحـلــق كـ طـيـــر حــــر طـلـيـــــــق


    كـ نـجـمـــــات لامـــعــــــــة

    و كـ بــــــــدر مـنـيـــــــــــــر

    نـحـــن الـــحـــالـــمـــيــــن ~

    0bf7e853ffa93b232f1c1972bec18876
    << الـقـــدر الــحـائــــــر | Gundam Wing >> << أُهـديــكَ عـُــمْــــراً >>
    ستكون بصمتى التى أتركها ورائى و أتابع مشوارى ،،
    فربما إن تتبعتم أثرى من خلالها .. تلحقونى


  2. ...

  3. #2

    سـلام مـن الله ~ و رحـمـة و بـركـة

    سلام من المنان الحنان ، ذى الجلال و الإكرام
    سلام ممن مدنى بشئ من الصبر و الأمل
    و مدكم بحبور دفين ، و جمالاً مستتراً
    لنحيا حتى هذه اللحظة و بجوفنا إيمان بغد أفضل
    و حـلـم أجـمـل

    و أمـل
    و أمـــــل
    و أمـــــــــل


    cheeky
    لا أدرى من أين أو بماذا أبدأ !
    و كيف أسطر عودتى التى حانت بعد غياب دام لحوالى شهرين
    و لو أن الغياب لم يكن طويلاً و رغم ذلك اشتقتكم
    و رغم أن عودتى الآن ليس فى جعبتها الكثير كما حوت من قبل

    و لكن يكفينى أننا سنتشارك كلمات و لو قليلة ، و لأيام لن تكون بطول ما سبق بيننا من ذكرى
    و لكن أثق أنها بوجودكم ستغدو رائعة ، بل و أكثر smile

    لن أطيل الحديث فبطوله ملل ، و لن أبعثر أفكارى فببعثرتها اضطراب
    و لكن يكفينى أن أعترف أننى لم أستطع الاستمرار فى قرارى بأن تكون روايتى الأخيرة هى أخر عمل فان فيكشن Fanfiction لى
    و إنما جاءت هذه المشاكسة الحالمة التى بين أيديكم ، لتبعثر أوراقى جانباً ، و تحتل صدارة القرار

    oI4mI

    " أُهـديــكَ عـُــمْــــراً "

    جاءت رغماً عن قلمى و قلبى
    و آبت إلا أن يكون لها اليد العليا بعد مشيئة المولى
    جاءت و قد افترشت قلبى زمناً ، فبدايتها كانت منذ أشهر ليست بالقليلة ، و لكن خاتمتها قد تزينت منذ أيام ليست بالكثيرة

    جاءت متأنقة ، كـ مراهقة على موعد مع حبيبها
    و ما المراهقة سوى قصتى المتواضعة ، و إنما الحبيب هو أنتم
    بروحكم و روعتكم ~

    أُهـديــكَ عـُــمْــــراً
    ليست رواية ، و إنما قصة
    لذا، ستختلف فى أسلوب سردها عما قد قرأه الكثير منكم لى من قبل
    لتطل عليكم بإسلوب جديد

    قصة هى ليست قصيرة ، و إنما طويلة بعض الشئ
    تجزأت إلى ثلاثة فصول .. فقط
    لذا، فـ تواتر الأحداث فيها مختلف ، مميز

    أضع بين يديكم الآن الفصل الأول ، و بإن المولى يأتى الثانى بغضون أيام قليلة ، يليه الثالث إن شاء الله

    اليوم ؛ وقفة عرفات ، ليلة عيد الأضحى المبارك ،
    يوم الإثنين الموافق الرابع عشر من شهر أكتوبر عام ألفين و ثلاثة عشر
    قبل أن أترك بين أيديكم الفصل الأول
    أقول لكم ؛
    عسى المولى يتقبل منكم كل صالح الأعمال ، و يعينكم على البر و التقوى
    و يرفع درجاتكم درجات عنده ، و يرزقكم خير كل ما فى هذه الأيام
    و يزين أيامكم سعادة و هناء
    و يولد بقلوبكم راحة و حبور


    و قبل أن أنتحى لى جنباً ، أخيراً أقول ؛

    روحى تعود ترفرف سعادة فى حضرتكم
    فلا تحرمونى وجودكم المقتبس من النور ~ روعته

    و معكم
    نـدى عـمـران

    ^_^
    اخر تعديل كان بواسطة » *Kyuubi Mimi* في يوم » 16-10-2013 عند الساعة » 20:55 السبب: طلب من العضوَة ~

  4. #3


    أُهـديــكَ عـُــمْــــراً



    glb4Y

    الـفـصـل الأول
    (1)




    اخر تعديل كان بواسطة » *Kyuubi Mimi* في يوم » 16-10-2013 عند الساعة » 20:56

  5. #4

    الـفـصـل الأول



    oI4mI

    الـفـصـل الأول

    (1)



    لم يفارقها الأمل يوماً ..
    حتى بأحلك الليالى ، دائماً ما كان يسطع نجم من بعيد ، أو ربما عدة نجمات ، تُنير أمالها الساكنة .. ربما اكتسبت سكونها مع الوقت ، مع مر السنين ..
    دائماً ما آمنت أن بعد ظلام الليل شروق ينسل بين الأرواح ، يربط بين قلبها و روح أخرى .. حتى لو فرقت بينهما الأرض و أميالها .. فسحر الشروق أقوى من كل زمن !

    و لكن اليوم ..
    كانت ليلة مختلفة .. مُظلمة ..
    و برغم الوقت العصيب الذى يمر ببطء و ثقل مُنهك لكل الأمال ، تعلم أنها بظروف أخرى كانت لتتكور بفراشها و تُخفى أنظارها الشاردة بين صفحات كتاب لا تذكر اسمه حتى .. أو ربما تقف بشرفتها وسط سواد الليل ، تنتظر .. كما تنتظر منذ خمس سنوات كاملة ..

    طرفت بعينيها على غشاوة لامعة و هى تستند برأسها إلى زجاج نافذة المشفى التى تطل على الحديقة ، حتى خصلات شعرها العسلية تغرق بسكون يأبى أن يبتسم زهواً بنفسه ، منساباً على كتفيها و ظهرها بضعف جلىّ ، مُعانقاً بخصلات متمردة جانب وجهها بلونه الثلجى ، و افكارها تلوم نفسها على التفكير بهذه الطريقة بهذا الوقت خاصة ..
    تنهيدة خافتة فرت من بين شفتيها رغماً عنها و فكرها يسبح للبعيد من جديد ..

    خمس سنوات كاملة لم تمل فيهم من انتظاره ، و كأنها استسلمت لحقيقة أن الإنتظار قدر مكتوب عليها .. و أنه يستحق انتظارها ..
    و لكن تأتى ليالى موحشة ، كالليلة الحاضرة ، نور القمر قد غاب عنها ، و حتى النجوم المُنيرة قد استترت خلف الغباب ، تاركينها تحن بكل معانى الإشتياق لأحدهم ..

    مهما حاولت المكابرة أو إظهار قوتها و تماسكها ، و بالرغم من منصبها الحساس الذى لابد معه أن تحذر من كل شئ .. يبقى بداخلها شئ ينبض بالحنين ، كمراهقة تخشى التصريح بحب يستوطن بداخلها ..

    انتبهت على دمعة تحاول الفرار من مقلتِها .. لتنفض رأسها بسرعة و هى تمسحها ، مستديرة على صوت من خلفها قائلاً : " أنتِ هنا ! .. قلقنا عليكِ "
    ابتسمت بشحوب و هى تجيب بشئ من اليأس : " كيف هو الآن ؟! "

    قابلتها الأخرى ذى الشعر البُنى المموج الذى يصل بالكاد لكتفيها ، ببسمة هادئة مردفة : " أخرجوا هايلد من غرفة العناية المركزة ، تجاوزت مرحلة الخطر .. و ديو .. "
    صمتت لبرهة قبل أن تتابع بخفوت : " لايزال يصارع "

    تنهيدة أخرى فرت منها و هى تقترب من صديقتها بهدوء ، ترسم ابتسامة واهنة هاتفة : " سيكونا بخير .. ديو قوى و سيصمد حتى يخرج سالماً "
    أماءت كاثرين ذى الشعر البنى برأسها و هى تستدير هامسة : " هيا لنعد .. الجميع قلق "
    رمقت ظهر صديقتها بنظرة شاحبة و هى تواجه النافذة من جديد ، تقاوم دمعة تلوح فى الأفق ، و هامسة للنجمة الوحيدة التى لمعت فى سماء الليل : " عُد إلىّ "

    مسحت دمعتها بحركة عفوية و هى تتابع الطريق مع صديقتها ، تاركة قلبها ينبض بعنف ، دون أن تلمح البريق الذى شعّ من النجمة التى بدت و كأنها تتصنت لكل خفقات هذه الآملة ..

    « »


    بعثرت مخاوفها و رأسها يُلامس الزجاج الذى يطل على غرفة المشفى البيضاء ، تتبين ملامح هايلد من وراء الزجاج ، و بضعة محاليل تتعلق بذراعها ، شعرها ذو اللون الكحلى بدا شاحباً ، و بياض وجهها اصفر وهناً ، ابتسمت بشحوب مرددة : " إنها قوية .. أعلم أنها ستجتاز كل شئ "

    ربتت يد على كتفها بهدوء توافقها الرأى ، لترفع رأسها نحو الشخص الذى يقف إلى جانبها ..
    تعلقت بشئ من الأمل و هى تهتف : " كيف هو الآن ؟! "
    تنهدت الطبيبة سالى بخفوت و هى تومئ برأسها هاتفة : " أنا و باقى الفريق الطبى لن نتركه لحظة "
    ابتلعت سالى ريقها و تابعت : " ريلينا .. لا ينقصك المزيد من القلق ، عليكِ أن تنالى قسط من الراحة "
    طرفت ريلينا بعينيها مرتين قبل أن تعقب : " سالى !! أنتِ تعلمين كيف هو الوضع ، و تطلبين منى الذهاب !! "

    ابتسمت الأخرى بهدوء معقبة : " ريلينا ، أعلم أنكِ كنتِ فى الفضاء لأجل اللقاء المنعقد بمجمع البحوث الحربية و عدتِ فور سماعك بالخبر .. أخشى أن المجهود الإضافى قد يضرك أكثر من ذلك "
    أبعدت يد سالى من فوق كتفها و هى ترد بجدية : " لا أرى منطقاً لكلامك ، أنا هنا و كونى عدت من الفضاء من عدمه لن يغير شئ ! "
    تنهدت سالى مرددة : " ريلينا ، لا تنسى أننى طبيبتك أيضاً و علىّ تحمل مسئولية راحتك "
    ابتسمت الأخرى بامتنان معقبة : " أشكر لكِ ذلك سالى .. و لكن أنا بالفعل لن أغادر المشفى بدون ديو و هايلد "

    هزت سالى رأسها بقلة حيلة و هى تبتعد عدة خطوات ، قبل أن تلتفت إلى تروا المستند إلى الجدار القريب ، و كواتر الذى يسير بهدوء ذهاباً و إياباً ، مرددة : " أنا لدى جولة تفقدية لغرف المرضى ، سأوافيكم لاحقاً "
    أماء كل منهما برأسه ، تاركين وفيه يسير بزيه العسكرى بخفة و رزانة جهة ريلينا ، هامساً بهدوء : " إن أردتِ المغادرة أخبرينى ، أنا فى الخدمة العسكرية اليوم "
    تحرك من جوارها وراء سالى ، دون أن ينتظر من ريلينا إجابة ، تاركها تومئ برأسها لنفسها و هى تتحرك جهة كاثرين التى تتخذ لنفسها مجلساً بالممر ، لتجلس بهدوء إلى جانبها فى محاولة لتشتيت أفكارها المُبعثرة ..

    « »


    مرت ساعات و الوضع كما هو .. بضعة ممرضات فقط يظهرن من حين لأخر ، يتفقدن غرفة هايلد ضمن الغرف الكثيرة المنتشرة بطول الممر .. دون أن يظهر أى مؤشر يدل على صحة المريض الأخر ..
    فتحت عينيها فجأة دون أن تنتبه أنها قد غفوت لبعض الوقت ، أدارت رأسها من حولها فى الممر بشئ من الإستفاقة ، تتبين من معها و من ذهب ، ليقترب منها تروا بهدوء هاتفاً : " ريلينا ، أنا سأذهب لإيصال كاثرين إلى البيت ، تعالى أوصلك أنتِ أيضاً "
    ابتسمت هامسة : " شكراً لك تروا .. و لكن أنا سأبقى رفقة كواتر "
    اقترب كواتر هو الأخر هاتفاً : " لابد أن تعودى للبيت ريلينا .. أنتِ بالفعل مُجهدة "
    رفع تروا أنظاره نحوها متابعاً عن كواتر : " ثم ان كواتر سيذهب الآن ، لديه حالة طارئة بالشركة ، لا يمكن أن تبقى وحدك هنا "
    ظهرت علامات الإحتجاج على ملامحها قبل أن تعقب كاثرين : " تعالى ننل قسطاً من النوم و نعد باكراً .. أنتِ ناعسة ريلينا "
    هزت رأسها نفياً معقبة بشئ من الإمتعاض : " اذهبوا إن أردتم ، و لكن أنا لن أخرج بدونهما "
    تنهد تروا هاتفاً : " يكفى عناداً ريلينا ، بقائك هنا مخالف لقوانين المشفى العسكرى و أنتِ تعلمين هذا جيداً "
    عادت تقاوم عينيها و هما تدمعا انفعالاً من جديد مرددة بإصرار : " قلت لن أذهب من هنـ.. "

    لم تتابع عبارتها و أنفاسها تنحبس بصدرها ، يدها ارتفعت نحو صدرها تضمها و كأنها تكشف الستار عن سر خطير ، و عينيها تُتابعا من خلف الملتفين حولها خطوات هادئة تسير باتجاههم ..
    شهقت بصمت و أنظارها ترتفع عن الخطوات و القدمان المقتربتان نحو الأعلى ، نحو صاحبهما ..


    يـتـبـع فـى الـرد الـتـالـى



  6. #5

    تـابـع / الـفـصـل الأول


    تـابـع الـفـصل الأول



    منذ خمس سنوات ..
    لمحت خطواته و هى تبتعد عنها باتجاه المجهول .. كانت تعلم وقتها أنها قد لا ترى خطواته عائدة باتجاهها يوماً ، و رغم ذلك .. انتظرته ..
    كانت تعلم أن انتظارها سيطول .. أياماً ، شهوراً .. و سنوات .. و رغم ذلك ، آمنت أنها لا تطمع لما فيما بعد الإنتظار ..
    و لكن دائماً ما يحدث ، المرء لا يدرك ما يريد قبل لُقيا غايته .. يُدرك أنه عاش لأجل هذه اللحظة ، يدرك أن هذه اللحظة تستحق كل ما مر به من معاناة و ألم ، من صبر .. و انتظار !

    تابعت ملامحه الساكنة و هو يقترب بهدوء ، تماماً كما تركته منذ سنوات ..
    خصلات شعره المُبعثرة بلونها البُنى الداكن ، تتأرجح مع كل خُطوة ، و كأن نسائم الخريف كلها تنسل بينها بكل انسيابية ، تقسيمات وجهه و حدتها المعهودة ، نظرته الثاقبة .. و لون عينيه !
    قاومت عنف أنفاسها و هى تنهل من هذا اللون الذى اشتاقته دون أن تدرى ، تضم يدها أكثر لصدرها و كأنها ترجو خفقات قلبها أن تنبض ..

    " ريلينا ما بكِ ؟! "
    هتف بها كواتر المُنحنى نحوها ، و رافقه تروا و كاثرين الإستفسار عن حالتها ، قبل أن يتفطنا إلى الجهة التى تنصب عيونها نحوها .. ليستقيما مُلتفين .. و ابتسامة عذبة تتخلل ملامحهما ..

    " هيـ..ـرو ! "
    همست بها بالكاد لنفسها ، تحاول تأكيد الواقع لنفسها ربما .. أو ..
    هل ينظر إليها ؟!
    استعاد قلبها قدرته على النبض و لون عينيه الأزرق الداكن يتعانق مع زبرجد عينيها ، تاركها تهذى بأحلامها وحدها ..

    " لا أصدق أنى أراك أخيراً يا رجل "
    هتف بها تروا لتفيق من هذيانها و كواتر يقترب من الشخص الذى لم تمضِ ثوانِ على طلته .. المُنتظرة !
    أماء برأسه مُحيي الجميع .. الجميع ، و لكن هى لا تطمع بإيماءاته ..حتى لو اشتاقت لها ، نفس إيماءاته القديمة .. و لكن .. صوته !!
    هو ما قد يُعيد إليها روحها ، يُعيد إليها إحساسها بنفسها ، و إحساسها بكل ما يدور حولها ..

    " أنا بخير .. كيف الجميع ؟! "
    أغمضت عينيها و هى تُريح رأسها للوراء ..
    يكفيها هذا الحد .. هذه النبرة التى تبدو باردة أكثر من أى شئ أخر .. تعلم جيداً أنها تحمل كل معانى الإهتمام و القلق ، و كأن نبرة صوته كود مُبرمج لا يفهمه كائن سواها ..
    ابتلعت غصة بحلقها سببتها الدمعات المفاجئة ، لتعود تفتح عينيها مشتاقة لما قد تناله من مظهر هذا الشخص القريب البعيد ..

    بدا أنه يستمع باهتمام لحديث كواتر الهادئ ، نظرته نحو الأرض أكدت أنه يصغى .. و لكن ، لم يكد يطيل أنظاره نحو الأرض و هو يبعثرها من حوله ، و كأنه يبحث عن شئ يعانقه بعيونه ..

    نظر إليها ..
    رغم أنه لم يتوقف عن إيماءاته المتابعة حديث كواتر و مداخلات تروا الخافتة .. إلا أن عينيه بقيتا مثبتتين عليها ، دون أن تستطيع سوى التنفس بعنف ، فى محاولة فاشلة لتهدئة خفقات قلبها ..

    بظروف أخرى .. كانت لتضرب بكل الظروف المحيطة و الأشخاص الملتفين حوله عرض الحائط ، و تُسرع نحوه تضمه مشتاقة .. ضمة اشتياق ..
    و لكن دبلوماسيتها تتحكم عندما ترفض قدميها تحمل ثقلها .. كأنهما استسلما لحقيقة أن الموقف أكبر من قوتها كلها ..
    لطف من السماء أنها جالسة على المقعد ، بحالة أخرى كانت لتفقد توازنها و تقع ..!

    بدا أن جندىّ الكاندام السابقين قد انتهيا من حديثهما ، ليتحرك الشخص الثالث خطوة باتجاه المقعد الذى يحملها ، و عينيه لايزالا مثبتتين عليها .. ليعود قلبها يذكرها بقوته على النبض من جديد ..

    " هيرو !! "
    استدار على مناداة اسمه ، ليعود يغير مخطط خطواته و يستدير للجهة التى جاء منها النداء .. اقتربت منه سالى بابتسامة واسعة مردفة : " حمداً لله على عودتك .. لم أعلم بأخر الأخبار سوى منذ أيام قليلة "
    أماء برأسه تاركاً الجميع يحاول فك مدلولات الحديث ، هاتفاً بخفوت : " كنت سأرسل إليكِ خبراً منذ يومين ، و لكن رأيت أن علىّ الإنتظار ريثما يلتئم الجرح قبل أن أعود إلى الأرض .. و لكن ها أنا "

    أماءت سالى برأسها مرددة : " و كيف أنت الآن ؟! "
    عبرت ابتسامة ممتنة شفتيه بسرعة معقباً : " جيد "
    عاد يواجه الجميع هاتفاً : " أوافيكم لاحقاً "
    و دون كلمة أخرى ، سار باتجاه الطبيبة الجندية ، ليتحادثا بخفوت ، لا يُسمع منهما سوى صوت سالى الهاتف : " يجب أن تطلع على ملفاتك الأخيرة كاملة "
    بدا الإهتمام على نبرته التى أجابت : " الأهم من ذلك ، هل حالة ديو خطرة ؟! "
    رفعت سالى أنظارها نحو الجميع ، لتنتبه على قلقهم ، لتبتسم بهدوء و هى تعود بأنظارها نحو الشخص المستقر أمامها ، أماءت برأسها و هى تتحرك خطوة ، ليرافقها المسير جهة أخر الممر ، حتى يختفيا عن أنظار الجميع ..

    طرفت بعينيها مرتين تحاول استقراء ما حدث للتو .. هل .. هل ..عاد حقاً !!
    هل رآها و لم يُبدى غير اهتمامه بحالة ديو ؟!
    هل ذكر جرح ؟!

    هوى قلبها و هى تستعيد ما سمعته ، أيكون مُصاباً ؟!!
    رفعت يدها نحو وجهها تقاوم أفكارها المشتتة .. ليس وقت الأنانية .. ديو الآن أحق بكل ذرة اهتمام !!
    أرخت أعصابها المشدودة و هى تعود تغمض عينيها باستسلام ..
    ليكن ما يكن .. هى لم تكتفى من تأمل ملامحه بعد !

    ابتسمت بهدوء و شئ بداخلها يطرب ، لحظة واحدة من الراحة النفسية و هى تُغمض عينيها و تُعيد رأسها للخلف .. الآن يمكنها أن تغفو دون أى قلق .. و دون أن تحمل هم النجمات المنطفية فى الفضاء ..
    يكفيها أن قمراً مُشعا قريب .. قريباً منها !

    « »


    عندما فتحت عينيها من جديد .. أول ما خطر على بالها أنها لم تُغمض عينيها سوى لثوانِ قليلة .. و لكن دون أن تتذكر شئ أخر ..
    انتفضت من مكانها و أنظارها تقع على الجدار الأبيض أمامها ، أدارت أنظارها أمامها بشئ من القلق و الممر قد خلا من أى أحد ..
    هدأت من روعها و هى تُمسك برأسها بخفة .. أجل .. هى فى المشفى ، هايلد و ديو أُصيبا بحادث ، هايلد بخير ، و ديو سيكون بخير .. الأصدقاء هنا .. و .. و .. هـيــرو !!
    انتفضت من جديد و هى تتوسل للسماء بداخلها ألا يكون حلماً ساذجاً قد تجسد أمامها ليقنعها أنه قد عاد بالفعل ..
    و لكن ، هى رأت أزرق عينيه .. كان حقيقياً !!
    ابتسمت بخفوت و هى تُحيط نفسها بذراعيها .. ليس أجمل من أن تشعر بنسائم لطيفة تُدغدغ أطرافك ..


    " تشعرين بالبرد ؟! "
    انتفضت هذه المرة بقوة و هى تستدير للجهة الأخرى ، و كأن زلزالاً عصف بداخلها ، تحدق به بقوة قبل أن يخطو خطوة واحدة نحوها .. متمتماً : " ليس معى معطف.. و لكن يمكنـ.. "

    " أنا بخير "
    ابتسمت بهدوء إثر عبارتها و هى تستكين على المقعد من جديد ..
    حسناً .. ها هو .. ليس حلماً .. هو بالفعل هنا ، أمامها ..

    وحدهما .. دون حرب خارج أسوار المشفى ، و لا سلام ينتظر منهما التدخل !!
    لا خطة حربية تتنظر أن يحاربا لأجلها ، ولا محاولة اغتيال تتربص بهما !!
    ما الذى تريد قوله الآن ؟!
    ما الذى يجعلها تُلح على رؤيته طالما أنها ستصمت و تستكين بمكانها ؟!
    ابتسمت لنفسها بشحوب .. لن يتغير الصمت الذى يفرض نفسه بينهما مهما مر من وقت .. ربما !

    " أين ذهب الجميع ؟! "
    هتفت بها بهدوء .. على الأقل إن لم تكن لتتحدث عنه أو عنها .. أو عنهما معاً .. فلتتخذ من الأصدقاء حجة مُبررة لتتسمع لنبرته ..
    اقترب خطوة أخرى نحوها ، ثم أخرى .. حتى لامس طرف المقعد ، متخذاً مجلساً إلى جوارها بخفة .. و صمت !

    " تروا ذهب ليعيد كاثرين للبيت .. و كواتر عاد للشركة "
    صمت لبرهة قبل أن يتابع : " وفيه بمركز الأبحاث مع سالى يتفحصا بعض المستجدات "

    ابتسمت من جديد .. على الأقل أجابها على سؤالها ..

    خفقات قلبها التى نبضت بعنف منذ ساعات قد هدأت الآن .. يبدو أنها استيقظت من غفوتها و لكن قلبها لايزال نائماً .. ابتسمت على تخيلها و هى تهتف من جديد : " هل غفوت طويلاً ؟! "
    لم ترفع أنظارها عن أصابعها المتشابكة ، رأسها تميل نحو اليمين تاركة خصلات شعرها الذهبية بالإنسياب ، تُخفى جانب وجهها عن مرآه .. قبل أن يعقب بخفوت : " لا "

    لن تتغير إجاباته المقتضبة مهما مر من زمن ..
    أماءت برأسها لنفسها و أصابعها تتشابك أكثر .. ما الذى يجرى ؟!
    حسناً ، ربما كانت فكرة تروا صائبة .. لمَ لم تذهب معه ؟!

    كانت لتغوص بأفكارها المُضطربة من جديد ، لولا أن شيئاً أكثر اضطراباً قد حل ..
    ارتفعت خصلات شعرها بخفة عن جانب وجهها ، لترفع أنظارها سريعاً نحو ما يحدث ، متابعة أصابعه و هى تنسل بين الخصلات المنسابة ، يرفعهم خلف أذنها و أنظاره لا ترتفع عما تفعل يده ..

    استيقظ قلبها !
    تفحصت ملامح وجهه و هو يحاول مقاومة أصابعه ، قبل أن يستسلم و هو يعود يحدق بعينيها بهدوء ، هامساً : " كيف أنتِ ؟! "

    ابتلعت دمعة تسببت بها نبرته العميقة .. هى لم تتيقن من قبل من معانى الدفء كهذه اللحظة التى تعيشها .. لم ترفع عينيها عن عينيه ، و كأنها مُقيدة رغماً عنها ..
    حتى صوتها .. لا يخرج من حنجرتها لتجيب عن .. سؤاله ؟!
    بعثرت أنظارها أخيراً بعيداً عنه .. تتخلص من سحره الأسود .. الأبيض .. النقى البهىّ ..

    زمت شفتيها قبل أن تحاول بعثرة أحاسيسها التى أيقظتها نبضات قلبها العنيفة ..
    و رغم ذلك ، لم يخرج من حنجرتها سوى الصمت .. لتومئ برأسها بشئ من الدبلوماسية المُحنّكة .. هامسة بعد لحظة : " بخير "
    لم يُبعد أصابعه عن خصلاتها لبرهة ، ملتقياً بأنظارها التى عادت نحوه بنظرة ممتنة ..

    " أنت .. كيف حالك ؟! "
    حان دوره لبعثرة أنظاره بعيداً عنهما ، يسحب أصابعه بطريق بعثرته ، هامساً : " بخير .. "
    تابع بعد برهة : " أظن ذلك .. "

    لم تُبعد عينيها عنه لأول وهلة أدار رأسه فيها ، ثم رافقته البعثرة ، لتعود تحدق بالجدار أمامهما و النافذة الزجاجية تتوسطه ، هامسة بعد لحظات طويلة من الصمت : " سعيدة أنك عدت .. حتى لو بظروف عصيبة "
    أعادتها عبارتها نحو الواقع الذى نسيته ، لتشعر بغصة بحلقها من جديد و هى تهمس : " أنا قلقة على ديو .. حالته خطرة "
    استشعرت دمعة تغزوها و هى تحدق بتشابك قدميها هذه المرة ، ليعود الإضطراب يحل و هذا الشخص بجوارها يرفع يده نحو كتفها ..

    رفعت أنظارها نحوه دون أن تحاول إخفاء دمعتها عنه ، مرددة : " هايلد أيضاً .. خرجت من مرحلة الخطر ، و لكنها لاتزال بغيبوبة "
    عمقت عبارتها شعورها بالقلق ، لتعقب : " المسكينان .. كانا يخططا لزفافهما بعد عدة أسابيع "
    استشعرت ملامحها تنقلب لأخرى طفولية أكثر منها رزينة ، و لكن شعورها بالقلق على أصدقائها كان أكبر من أن تتحمله بصمت ..
    تحركت يده من على كتفها بهدوء ، لتستقر على ظهرها و هو يشدها بهدوء نحوه ، تاركاً رأسها تستقر على كتفه دون أن ينطق بكلمة ..

    استكانت و رأسها يستند إلى كتفه ، متشربة ما تستطيعه من رائحته المميزة ، و دفء يتولد بقربه ، تستشعر احمرار وجهها تألقاً رغم القلق ، و رغماً عن كل الهم الذى تحمله ..
    بقى ضاممها لبرهة قبل أن يهتف أخيراً : " سيكونا بخير "
    غاصت بقلقها تُحرر نفساً مُرهقاً أتعبها حبسه ، مُغمضة عينيها للحظة و أصابعه تتحرك ، مربتاً على كتفها بصمت ، هاتفاً من جديد : " سيكونا بخير "


    يـتـبـع فـى الـرد الـتـالـى



  7. #6

    تـابـع / الـفـصـل الأول


    تـابـع الـفـصل الأول



    تمالكت انفعالها اللحظى القلقّ على أصدقائها ، لتبتسم من جديد على وضعيتها ، إلى أى مدى تبدو سخيفة و هى تتصرف بشكل تلقائى ؟!
    عملها السياسى لا يسمح لها سوى بالتروى و ارتداء قناع الحكمة الذى يفوق عمرها أعواماً .. و لكن يأتى هذا الشخص ليبعثر كل حكمتها و يجردها من كل الأعوام التى تُزيدها هماً .. يأتى لتتصرف أمامه بكل تلقائية ، يأتى ليحتويها بذراعه .. تاركها تتوهج خجلاً و هى تستند على كتفه بكل عفوية ..
    يأتى لتملأ رائحته التى افتقدتها منذ أعوام أنفها ، ليحوطها بشئ من الدفء الذى تفتقده ..

    يأتى .. ليصمت الكون كله و تتسرب كل الهموم و القلق مفارقينها .. تاركينها تهمس : " صدقاً .. كيف أنت ؟! "

    استشعرت ابتسامة صغيرة ترتسم على ثغره ، تعلم أنها ستختفى كما ظهرت بسرعة ، ليستند برأسه إلى رأسها هامساً : " صدقاً .. أنا بخير "
    ابتسمت بدورها ، و هى ترفع رأٍسها قليلاً ، هامسة من كل قلبها : " أنا أيضاً "
    استند بجبهته على جبهتها ، هامساً : " أنتِ شاحبة "
    ارتفعت يده اليسرى نحو وجهها بهدوء ، يرفع خصلات شعرها عن وجنتها بخفة ، قبل أن يتابع : " و فقدتِ الكثير من الوزن "

    أغمضت عينيها مستسلمة لحرارة يده و هى تداعب بشرتها ، متى كانت أخر مرة استرخت أعصابها كالآن ؟!
    دائماً ما اعتقدت أن الشوكولاتة الساخنة و رواية مُحببة لقلبها هما الحل الأمثل للنفسية المضطربة ، أما هذا الشخص أمامها ظهر ليهدم نظرياتها و يثبت غيرها .. جاء ليثبت أنه لا معنى للراحة سوى بقربه .. لا معنى للابتسام سوى عندما تكون الابتسامة ارتسمت لأجله .. و أنه لا معنى لنبض القلب سوى عندما تكون أنفاسه هى ما تلفح وجهها ..

    كم حياة ستعيشها لتُتاح لها فرصة مماثلة كتلك ؟!
    كم مرة سيعود ؟! كم مرة ستراه أمامها .. و كم مرة سيضمها كالآن ؟!

    " كيف جرحت نفسك ؟! "
    همست بها دون أن تفتح عينيها ، ليجيب بخفوت : " ليس جرحاً يُذكر "
    فرت منها تنهيدة خافتة و هى تعقب : " لا تزال تُكابر أمام الآلام "
    استشعرت ابتسامة تطل على شفتيه ، و أصابعه ترتفع نحو خصلات شعرها المُدلاة على جانب وجهها ، مردداً بنبرة خافتة : " دائماً هناك ما هو أهم من الإستسلام لجرح صغير "
    صمتا لبرهة و كأنها تزن كلماته ، قبل أن تعقب : " على الأقل اتركنى أقلق عليك "

    " لا ينقصك المزيد من القلق ، أنتِ بالفعل تحملين هم العالم كله "
    ابتسمت من عبارته ، لتردف : " لا أحمل همه بإرادتى .. على الأقل اترك لى جانباً مُريحاً من القلق "
    عادت ابتسامته تطل و هو يجيبها : " هذه أول مرة أسمع فيها عن قلق مُريح "
    رفعت يدها نحو يده التى تستقر على خدها ، محتوياها بها ، دون كلمة .. فقط مستشعرة حرارتها و كأنها تُحاول الإكتفاء منها دون جدوى ..

    تردد سؤال صغير برأسها و هى تشعر بانقباض إثر ما قد تكون إجابته ، لتهمس به دون انتظار : " هل ستذهب من جديد ؟! "

    تصلبت يده للحظة ، لتستشعر تصلبها و تعض على شفتيها ندماً على سؤال مماثل .. ساد صمت طويل من جديد ، لا يقطعه سوى تردد أنفاسه بصدره ، و زفير ينسل من بين شفتيها رغماً عنها ، مترجماً خفقات قلبها مما قد يعنيه صمته ..
    طرفت بعينيها على بلل تستشعره بأحد أركان عينيها ، ضغطت على يده و كأنها تُعيد إليها الحياة ، أو ربما تُحاول استشعار دفئه أعمق ، فى محاولة لإنكار ما قد تفهمه من هذا الهدوء ..
    ضغطت على يده من جديد ، ليستفيق لسانه من سُباته ، و كف يده يُعيد احتوائه لخدها ، تاركاً أصابعه تنسل بين أطراف خُصلاتها المُدلاة ، هامساً : " لا أدرى "

    لم تفعل عبارته سوى أنها عمقت إحساسها بالإنقباض ، ليعود يتابع : " لطالما كانت هناك مهام تنتظرنى "
    صمت لبرهة و كأنه يتبين من إجابته ، قبل أن ينطق : " على الأقل بقيت مهمة أخيرة "
    طرفت على غشاوة عينيها اللامعة ، لتهمس : " هل هى هامة ؟! "
    ضغط برأسه على جبهتها ، هامساً بالكاد لنفسه : " أكثر مما تتخيلين "

    ابتلعت دمعتها قبل أن تنحدر ، نبضات قلبها قد ترجمت هلعاً يسكن جوفها ، رفعت رأسها قليلاً تحاول استبيان ملامحه ، لتهمس باضطراب : " هلا انتبهت على نفسك .. "
    ابتلعت ما تستطيعه من قلق مُسيطر ، و تابعت : " .. و عدت سريعاً ؟! "

    رمقها بنظرة غامضة قبل أن ترتسم ابتسامة هادئة على محياه ، تُراقص قلبها من خفتها و وسامتها ، قبل أن يغمض عينيه من جديد و هو يعود يستند إلى رأسها ، مردداً : " لنترك كل هذا للغد .. كل ما أعرفه الآن ؛ أننى هنا "

    هو هنا ..
    ابتسمت من كلماته و هى تُغمض عينيها هى الأخرى ، موافقاه الرأى ، هو هنا الآن ، لماذا تُشغل نفسها بما قد يحويه الغد من أحداث ؟!
    حررت نفساً طويلاً ليتمازج مع أنفاسه ، تاركة كل مشاعرها التى انحبست بداخلها تعود للسيطرة ، خفقات قلبها تستلم الريادة و هى تنبض بقوة .. و ترمى بكل شئ أخر عرض الحائط ..

    " اشتقت إليك "
    همست بها دون أن تتفطن أن هذا صوتها ، دون أن تتفطن أنها تُصرح بسر قد بقى مدفوناً بأعماق قلبها أعواماً عدة .. و لكن ، كم مرة ستقول هذه العبارة بتلقائية ؟!
    تعلم أنها أوقعت نفسها بورطة بكلمتين فقط .. و لكن ، هذا الشخص هو ورطة أكبر من كل الكلمات .. صحيح أنها تفاجئت من تصريحها ، و لكن هذا لا يعنى أنها ستسحب كلمتها ، هى بالفعل .. اشتاقته !!

    توقفت أصابعه لحظتين عن مداعبتها ، و لكن لم يرفع جبهته عن رأسها ، لتفر تنهيدة هادئة من بين شفتيها ، هل يجب أن تتراجع ؟!
    لم يبدو أنه عازماً على الرد ، و لكن استشعرته يحدق بها دون أن ينبس بحرف .. خفق قلبها بعنف و كأنها تنتبه أخيراً لما تفوهت به ، بل تتنبه لحوارهما من بدايته ، و كأنهما قد أُستدرِجا إلى عالم أخر بسحر لم ينتبها له .. لترفع رأسها باضطراب و هى تبعثر أنظارها إحراجاً ، ابتعدت أكثر بارتباك ، هامسة : " أقصد .. آ .. أناا .. "

    لم يرفع أنظاره عنها و هى تحاول يائسة تجميع شتات كلماتها ، لتصمت أخيراً عن محاولاتها ، تاركة الصمت يفرض نفسه بكل جبروت .. و كأنها تعترف ، بورطتها !!

    هى تعلم جيداً أنها لن تباريه بحلبته .. الصمت !
    لذا ، ابتلعت شتاتها و هى تُغمض عينيها من جديد و كأنها حسمت أمراً ما برأسها .. هاتفة بخفوت : " قد لا أكون على دراية بأحوالك .. "
    صمتت لبرهة تزن كلماتها و تابعت : " خمس سنوات لم تكن بالأمر الهين .. و رغم ذلك ، أنت لم تفارقنى لحظة "
    عضت على شفتيها قهراً و صمته البارد ينساب من حولها ، و كأنها تُغصب الكلمات على الإنسلال ، ربما تُخلص نفسها من اعترافات لن تُباح إلا أمامه .. أو أمام نفسها !

    عادت تعقب دون أن ترفع أنظارها جهته : " لم أفهم ما الذى دار بينك و بين سالى ، و لا أعرف ماهية الجرح الذى تحدثت عنه ، و لكن أستطيع الجزم أنك لاتزال تُعرض نفسك للخطر بكل مهمة توكل إليك "
    استشعرت ألماً بصدرها إثر عبارتها و هى تتابع : " بكل يوم ، أموت مائة مرة كلما فكرت أنك الآن بساحة معركة لم تصلنا أنبائها بعد ، أو متخفياً متحرياً وراء منظمة ما ، أكاد أتنصت لكل حوادث التفجيرات هلعاً أن تكون أنت وراء أى منها "

    تجاهلت بلل رموشها و هى تحتضن الأرض بنظراتها ، متمتمة : " أكاد أصرخ ألماً كلما تخيلتك مُصاباً أو ربما مجروحاً مُكابراً للآلام و متابعاً معركتك "
    عادت تعض على شفتيها هامسة : " قد ترى كلامى ساذجاً .. و لكن .. "

    رفعت أنظارها أخيراً نحوه ، دون أن تلمح منه سوى صورة مشوشة إثر دمعات تحجب عنها تقسيمات وجهه ، تقاوم ما تبقى من قوة منهارة و تماسك خادع ، هامسة : " أنا انتظرتك خمس سنوات .. و سأبقى أنتظر عودتك بكل مساء .. مهما كانت الظروف و أياً كانت حالتك .. ثق أن لك مكان ينتظرك ، أن لك شخصاً .. بانتظارك "

    لم تتمالك دمعاتها عند هذه العبارة ، لتنساب بسرعة دون قيد ، دون أن تتفطن لما يحدث أو قد يحدث ..
    و لكن دائماً ما تكون ردود أفعاله تفوق بمراحل ما تنتظره واقعاً !

    هل فلتّ كويكب من مساره ؟!
    أم انفجرت نجمة تبعد عن مجرتنا بمئات ألوف ملايين السنون الضوئية ؟!
    أو ربما فقط .. هى يده ..
    قد أحاطت رقبتها و هو يشدها نحوه ، دون أن يترك لها الفرصة لقراءة حركته .. هو أسرع من عقلها بضمه لرأسها إلى صدره بحركة تلقائية ..
    اتسعت عينيها أو انغلقتا .. لم يهمها حالتهما بقدر ما همها هذه الحرارة التى برقت بجسدها من قدمها و حتى أطراف شعرها المنساب ، مُغمضة عينيها باستسلام لدفء صدره و ضمة يده لرقبتها ..
    مخلصاً نفسه من مقاومة بدت قوية ، و شاددها نحوه بكل ما يملك من قوة حانية ، مُلقنها معانى الشوق التى تفوق شوق أحلامها ، و معنى أن يحتويها بصدره رغماً عن كل شئ !!

    هذه هى ..
    هى اللحظة التى انتظرت لأجلها ..
    هى اللحظة التى تتعالى فيها خفقات قلبيهما لتتمازج معاً ، لكأنها معزوفة واحدة تملأ الدنيا تهليلاً و تقافزاً ..

    هى كل ما تُلخص سنوات من الانتظار .. سنوات من الحيرة التائهة ، و الآمال المُعلقة .. استسلمت أكثر و قلبها يرفض المقاومة .. ليحدث ما يحدث ، و ليكن ما يكن .. لتشتعل حروب الدنيا و تخمد ، لتدور الأرض و تنفلت من مدارها .. لا شئ قد يوقف اللحظة أو يُنهيها !!

    " ظننتكما هنا لأجل الإطمئنان علىّ !! "
    سكنت نبضاتهما عند هذه اللحظة ، و كأن شئ قد أيقظهما من حلم جميل .. ابتعد عنها بسرعة و هى ترتجع للوراء ، ملتفين سوياً لمصدر الصوت و صاحبه الذى استند على الجدار أمامهما ، عاقداً ذراعيه أمام صدره بمظهر ساخر ، هاتفاً بنظرة ماكرة : " تابعا .. لن يُعوض المشهد الذى انتظرته كثيراً "

    اصطكت أسنان المعنى بالأمر بحدة ، هاتفاً من بينها بتهديد واضح : " ديو!!! "
    علت ملامح البراءة وجه الأخر مردداً : " ماذا ؟! هل هذا موكب استقبالى ؟! "
    سيطرت ريلينا على خفقات قلبها العنيفة و هى تربط الأحداث سوياً ، هاتفة بجزع : " ديو !! ألـ..ـم تـ..ـكن .. العناية المركزة !! "

    استند الأخر بإجهاد على قدمه الأخرى ، معقباً : " لم يُخلق ديو ماكسويل ليقضى حياته بفراش المشفى "
    ابتسم هيرو أخيراً و هو يتحرك من مجلسه باتجاه صديقه ،، مستنداً بيده على كتفه للحظة قبل أن يشده إليه معانقه .. على غير العادة !!
    ابتسمت ريلينا على مظهرهما و ديو يبادله العناق بقوة ، مردداً : " على مهلك يا رجل ، لا يزال لدى كسور بجسدى "
    ابتعد عنه المعنى بهدوء ، هاتفاً : " حمداً للسماء على سلامتك "

    تنبهت ريلينا للموقف أخيراً ، لترتسم ابتسامة واسعة على محياها و هى تقترب من ديو ، شدت على يده بقوة مرددة : " كم أنا سعيدة أنك سالماً "
    عانقته بخفة ليهمس بأذنها : " يمكنك الإبتعاد عنى و إلا سيقتلنى هيرو بنظرته التى يوجهها إلىّ الآن "
    توهجت وجنتيها و هو يكتم ضحكة مُجلجلة بجوفه ، مبتعداً خطوة عنهما و معقباً : " لابد أن أرى هايلد "

    اقترب من باب الغرفة القريب ، ليخطو خطوة بداخله قبل أن يعود يلتفت إليهما بنظرة ماكرة ، مردداً : " أمامى خمس دقائق لا غير .. لا تنسيا نفسيكما "
    أخرج لسانه مداعباً قبل أن يُغلق الباب من ورائه ، تاركاً الشخصين بالخارج بنظرات مُحرجة ، لتستدير ريلينا جهة زجاج النافذة الذى يطل على غرفة هايلد ، متابعة ديو و هو يقترب من فراشها ، لتبتسم بإجهاد هامسة : " ستكون بخير "

    طرفت بعينيها لترمق هيرو بنظرة مُختلسة ، مستنداً على الحائط بثقل جسده ، عقداً ذراعيه أمام صدره ، مُغمض العينين ..
    طرفت بعينيها مرة أخرى قبل أن تعود جهة المقعد القريب ، جالسة عليه بهدوء و أنظارها لا ترتفع عن الشخص القريب .. الأقرب من المعتاد ..

    ابتسمت بشرود و يدها ترتفع نحو وجنتها بتوهج جذاب ، قبل أن تعود تلف ذراعيها حول نفسها ، و أنظارها تُغادر الشخص المستند أمامها نحو الأرض ، و عقلها يعود يضطرب بشدة و أفكارها تعبث بكل شئ .. ماذا بعد ..

    ماذا بعد ؟!

    ماذا بعد ؟!

    " دييووو !! "

    انطلق الإسم من بين شفتي هيرو ، لتعود بأنظارها نحوه و هو يسرع بخطوات واسعة نحو باب الغرفة ، دافعاً الباب و مسرعاً نحو الداخل ..
    قامت من مكانها فزعاً و هى تتبعه ، لتقع أنظارها على ديو بجانب فراش هايلد على الأرض ، مغشياً عليه و بقعة حمراء تظهر على صدره من خلال ملبس المشفى الذى يرتديه ، تزداد مساحتها بشكل مُخيف ..

    اضطربت أنفاسها هلعاً و هيرو ينحنى نحوه ، حامله بين ذراعيه و مستديراً نحو الباب ، أسرع بخفة و ثبات و ريلينا تلحقه ، ليقف فجأة و يستدير نحوها هاتفاً بحزم : " لا تتحركى من هنا "
    توقفت بمكانها دهشة و هو يعود يتابع طريقه نحو أخر الممر ، تاركها تدعو من أعماق قلبها أن تلطف السماء بصديقيها ..



  8. #7

    و ليته لا يتوقف الكلم حتى لا يقف فى الوصال بيننا حاجز ~


    ~

    إلى هنا أقف nervous
    و أتسائل ؛ rambo

    ^
    حاولت ألا أضع هذه العبارة خاصة zlick
    و لكن لم أستطع laugh

    كيف حالكم؟! smile
    أسأل المولى أن يكون الجميع بأفضل صحة و سلامة ^_~
    و عسى الجميع يعاصر فرحة ليلة عيد الأضحى الآن
    و يعاصر معى انطلاقة هذه المشاكسة
    و يقف معى للحظة واحدة مفكراً


    إلى أى مدى يصمد الحب أمام الانتظار ؟!
    و إلى مدى ننتظر ؟!
    إلى أى مدى يبقى الأمل ساكناً بأحلامنا ؟!

    ما الذى يجبرنا على انتظار من لم يهدينا وعوداً بالعودة ؟!
    و كم سنة ، و بكل ذكرى لقاء يتبعها ذكرى فراق ؟!

    ما الذى ينتصر ؟!
    الحب أم الانتظار ؟!


    عدنا للفلسفة القديمة التى تُسبب إزعاج لكنّ قبلى laugh
    و لكن دعونى أتسائل بجدية

    كيف هى " أهديك عمراً " ؟
    ما الذى تتوقعونه منها ؟ و هل لبت لكم انطلاقتها و بذات الوقت - ثُلث القصة - ما تتوقعون ؟
    أعلم انه ليس هناك مجال للسؤال عن مدى تواضع القصة ؛
    لذا سأترك لكم أكبر مساحة شاغرة ، تفيضون فيها بكل ما يدور بخلدكم ؛ عن اشتياقكم لى zlick nervous و عن الفصل الأول ،،
    ما الذى راق لكم و ما الذى لم يرق ،،
    الإسلوب ،، رؤيتكم للأحداث ،،
    و توقعاتكم للقادم

    و أبطالنا ~
    تحليلهم و مواقفهم بين يديكم

    و أعلم أنكم لن تخذلونى ^_~


    أترككم فى حفظ الله
    و إلى لقاء قادم smile



  9. #8
    عيديّتــــــــــــــــــــي ..
    ابتعدووووووووووووووا

    لا أحد يقتربُ وإلا قطعتُ رأسه .. ogre

    لي عودة فور التقاط أنفاسي ..cry
    اخر تعديل كان بواسطة » جُلّسَانْ،♥ في يوم » 15-10-2013 عند الساعة » 19:06

    (..

    ثمّةَ أحزانٌ تنزِلُ بالقلبِ مَنزلةً حَيرى .. فتتساوى فيها منحنياتُ الحُزنِ و الفَرَح أمامً عُيوننا ..وَ يَحارُ القلبُ أيّ شُعورٍ يَستَدرّ في سبيلِها ..
    هِيَ _
    فقط_ أحزانٌ تَرمي بنأَماتِنـا على عَتباتِ الرّوَعْ .. وَ تَذهَبُ بِخَلَجاتِنا إلى أصقاعِ الذّهُول .!!


    جُلّسانْ_ 28/2/2014


















  10. #9
    .
    ولو أهديتُكِ بحاراً وأنهاراً لَمَا وَسِعت فيض قلمك الآخاذ
    كيف تتلاعبين بالكلمات ، بتلك النعومة والرقة والشفافية والصخب بذات الوقت ؟!
    مُفردات ، وصف ، تحكم عجيب بالشخصيات .. وتحكم بمشاعرنا نحن !
    اسمحي لي
    أنتِ مُصيبة أدبية رومانسية ، فان فاكشن أو أياً يكن !

    ستكون لي عودة بإذن الله - ندى عمران - classic
    وكل عامٍ وأنتِ بخير *

  11. #10

    ندووووووووووووووووووش
    نورتي المكان من جديد
    كل عام و انتِ بألف خير

    و للأسف
    .
    .
    .
    حجز 3 e413


    أن تركت أكثر ما تحب لفترة طويلة، ستجد صعوبة بمواجهته عند عودتك.
    ستحتاج لدفعه تسبب التصادم !

  12. #11
    حجز asian
    attachment
    سلمت يمناك أندلسية على الطقم المبهر
    40f7263aeec3406f3102b3403aa7c988

    فبئس الحكم يا هذا * على الأشلاء يأتينا !

    لنا الله ..


    رأيكم يشرفنى^^||سؤالكم^^

  13. #12

  14. #13

  15. #14
    احم احم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قبل كل شيء انا محرجة منك واكثرها متاسفة
    لاني كنت متابعة لروايتك لفترة ويمكن حتى تكوني نسيتيني بس انا ما نسيتك ولا نسيت ابداعك
    بسبب بعض الظروف اضطريت اغيب لفترة طوييييييييييييلة جدا فعلا طويلة وللاسف انا لحد هلا ما كملت ابداعك
    بس راح احاول جهدي افرغ حالي لاكملها
    انا اللي لازم اهديكي عمري يا اخي قلبي حرام عليكي
    ان قلبي الصغير لا يتحمل كل هذا الابداع شو هالتلاعب بالالفاظ
    اصلا من وين جايبتيهم كلهم رغم اني اعرفهم كلهم الا اني اواجه مشكله في استعمالهم هع طبعا مهما حاولت ماراح اوصل لمستواكي العالي
    بس مع هيك فيني اتامل اوصل على الاقل لنصف ما وصلتيلو انتي
    فعلا قصه جميلة احداث اجمل
    واااخ على قلبي من مشهد العناق المؤثر
    انتظر الجزء التاني على احر من الجمر
    للامام اختاه
    انتبهي على نفسك
    ايه وتجاهليني هع انا فيني اكون كتير مزعجة احيانا
    ايه ايه تذكرت ههههه الله يذكرك في الشهادة
    عيدك مبارك وكل سنة وانتي بالف خير ينعاد عليكي بالخير والبركة
    نروح لنسختي الشريرة المشهورة
    عيدك مكسور وكل سنة وانتي تصلحي فيه هيهيهيهيهيهي نياهااهاهاهاهاهاهاهاها
    اشوفك بخير
    في امان الله
    [/URL] [/center]

  16. #15

  17. #16
    مرحبا ندوش اخيرا نورتى المنتدى يا عزيزتى كالعادة دائما ما تكسرين كل التوقعات e418 بداية قصة رائعة جدا اتمنى لكى التوفيق فيها e106 وكل عام وانتى بالف خير يا صديقتى الغالية em_1f610 فى امان الله

  18. #17
    تبا تبا تبا تبا تبا
    .
    .
    .
    .
    إلى هنا أقف
    و أتسائل ؛
    .
    أكرههاااا
    .
    .
    .
    وحــــــــجـــــــز
    يقولون ارضاء النآس غاية لا تدرك
    وانا اقول ارضاء الناس غاية لا تلزمني ...

  19. #18
    عودة حميده باذن الله
    كل عام وانت بالف الف خير
    فرحه ما مثلها فرحه برؤية اسطرك تتوج واجهة المنتدى من جديد
    لا حرمنا الله من كلماتك الرائعه وافكارك المنيرة الساطعه

    مكاااني
    ولي عوده باذن الله
    اللّهُمََّ ارفَعْ الغُمََّه عَنْ هذِه الأمّه

  20. #19
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة جُلّسان مُزهِر~ مشاهدة المشاركة
    1111111111111
    صااااافى ارجعى ردى و إلا باكلك بدل اللحمة ogre

  21. #20
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Jυlίєt مشاهدة المشاركة
    .
    ولو أهديتُكِ بحاراً وأنهاراً لَمَا وَسِعت فيض قلمك الآخاذ
    كيف تتلاعبين بالكلمات ، بتلك النعومة والرقة والشفافية والصخب بذات الوقت ؟!
    مُفردات ، وصف ، تحكم عجيب بالشخصيات .. وتحكم بمشاعرنا نحن !
    اسمحي لي
    أنتِ مُصيبة أدبية رومانسية ، فان فاكشن أو أياً يكن !

    ستكون لي عودة بإذن الله - ندى عمران - classic
    وكل عامٍ وأنتِ بخير *
    smile
    ليست للمصيبة الأدبية من صخب ولا حِس لولا من يثنينى رقة embarrassed
    كلماتك أرق مما أخطوه ، و أروع ^_^
    و عودتك تساوى أكثر من القصة كلها smile
    فـ شكراً لكِ embarrassed

الصفحة رقم 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter