السَلامُ عَليِكمُ ورّحمة الله وبَركاته !!
لآ أُجيدُ المُقدِمات صَراحةً ، لَكِنْ أحببتُ أنْ اُضيفَ أنْ روآيتي هَذِه مُلقـاةٌ فيْ أكثر مِن مٌنتدى بإهمـآل
ولم تَحُز على إعجآبِ كبير ، أحضرتهـآ هُنـا آمِلةً أنْ تُعجِبكم أو تُثيركم لتنتقدوهَآ ^^
^
^
سَجينّة ، تسعّة ثمانّية واحِد
ضَجيج المّدن ، أبخِرةً السيارات ، جَرس سَاعةِ بيج بين المَهول ، بعيداً عن كُل تلك المظاهر ، على بُعد ستة كيلو مترات ، تقبع تـلك البناية ، التي حُجزت
وسـط الأسوار المكهرّبة ، و أضواء الإنـارة التـي تترصد لحركـات نسمـات الهـواءِ ! كـان الهدوء مُغدق بشكلٍ مُريب ، الأضواء مغلقة من الداخـٍـل والشوارعُ
مظلِمةٌ من الخارجِ ، كُتبت عـلى لوحة البناية بخطِ صغير ، ظهر عـلى استحياء ، ( سِجنُ السيدات ) ، مؤلمةٌ تلكً الذكريات التي تُشكـل خلف قضبان السجون ،
كثيرات هن السجينات هنـا ، قصصهن مثيرةً و تختلف مـن واحدة لأُخرى ، ولكنني سأتطرق لواحدة فقط كـانت قصتهـا مميزة ، مثيرة و تتخذ الغموض غطاءً
لها ، تحمِلُ رقم تِسعة ثمانية واحد – 981 - ، فـي الغرفة التاسعة ، بجانب مديرةِ المبنى ، خطيرٌ بأن تكون سجينة بجانب شرطيةُ ، ولكنه طلب صـاحبة المبنى
، لتراقِبها عن كثّب ، جميع النسـاء ، يَغطن فيْ نومٍ عميق ، عداهـا ، كـانت تجلس القرفصاء مُمُسِكةً بقطعةِ فحمٍ سوداء ، ترسم عـلى أرضية السجن ، رسومَات
لطيفة ، حلوى ، أطفـال ، وغيمة ، تُرَنِّم بصوتها الناعم ، تاركةً شعرها المُجّعد منسدلٍ على ظهرهـا ، الظلام يُخّيم حولهـا ، ابتسمت بجنون ،ونهضت بحّركة
سريعَة لترتمي عـلى أحضانِ السرير ، ليصدم رأسه بالقضبان ، محدثاً صريراً مُزعجاً كالجرس ، لا زالت الابتسامة على وجهها ، و أغلقت عينيها ، لتترك
العنان لروحها بالطيرانِ أسفل سماء لندن ،سمـاءِ مًدينةَ الضبـابِ السَاحِرة !
07:30 صباحاً
نهضت النسـاء على أصوات الشجار الصباحي ، الذي أصبح عادةً يوميةً ، أبدين انزعاجهن ، و بدا ذلك جليّلاً على ملامحهن الغاضبة ، كنّ كبيراتٍ بالسن ،
وأصغرهن تبلغ الخامسةَ والعشرين من العُمـر ، - السجينة 981 - ، ثلاث من سنين شبابها قضتها في السجن ، و الأخرى بزواجها المبكر من أجـل المّادة ،
حياتها تعيسة ، و ، قِصتهُا مُثيرة ، نهضت بّطلتنـا ، بدت متفائلةً للغايةِ ، نقِيضةّ الاخرياتِ ، أدخلت نصف رأسها ، بين قّضبان الحديدِ ، وقّالت بصوتِ عالٍ
مُزعج كّالأطفـال : أُوي ، جِينِي ، ماّريا ، أّخرجونيِ ..
مّرت من أمّامِها ، اِمرأةٍ تبدو بالعّقدِ الرابع مـن عمرها ، ترتدي بنطـال برتقاليَ اللّون ، و قميص يحّمل نفس الخامّة واللون ، توقفت وهـيَ تفركً شعرها الغزير بانزعاج : اٍخرسي أيتها المُزعجة !.
ردّت السّجينةً الصهباءَ : سأدّعي عدمَ سماعِكِ يا أميلي كارولينا !!
تجاهلتها المدعوة أميلي ، واستمرت بمشيها ، وهي تحمل منشفة متوسطةِ الحجم ، لحظات ٌ والممر امتُلئَ بالسجينات ، ، بقيت الصهباء تصرخ بـكل أوتيت من
قوة ، وهي تقفزُ كالأطفال ، كـان زيهـاً مختلف عن الأُخريات ، صبغت نصفه باللون الأصفر . اقتربت امرأة ترتدي ملابس الشرطيات التقليدي ، في العقد الثالث
من عُمرهـا ، دميمة الخلقة ، شقراء الشعر ، تمتلك عينين جاحظتين لونت حدقتهمـا بالأزرق الغامق ، اختفتا أسفل النظارة الطبية ذات الإطار البني العريض ،
اخرجت سلسلة مفاتيح عُلقت بها تِسعةٌ و سَبعونَ مفتاحـاً ، كـانت قد وضعت أحد المفاتيح في خانة لوحدهـا ، أمسكت المفتاح ، وأدخلته بفتحة القضبان ،
أمسكت بكتف الصهباء بقسوة ، وكبلت يديها ، تأففت الفتاة وقـالت بصوتٍ جهور : سحقاً ، أُخرج من قضبان حديدية لأُلبس أخرى في يدي .
لم تعلق الشرطية ، واستمرت بالمشي ملازمة عينيها للصهباء التي تقف بجانبها ، توقفتا أمـام ، باب ، دفعتها المرأة بحركة سريعة إلى داخل الغرفة
...
^
^
المفضلات