بسم الله الرحمن الرحيم
" الايمَانْ والعَصْر " عنْوانٌ اسْتَوقَفَنِي، فَغَالباً مَا تُخفِي تِلكَ العَناوينْ أفكَار مُشبَعة بفلسفة الدين برُؤية جدَيدة، لَم يكُنْ
هذا السبب الوحيد لجَذْبي لمُشَاهَدةِ البرنامج، حينما بدأت بمشاهدة الحلقة الأولى وَجدت رقي واهتمام باخراج البرنامج قلّما ظهر بغيره، وحينما
تابعت الحَلَقة وجدت بأن لب الموضوع والدقائق الخمس عشر التي يقدمها الاستاذ عمرو خالد لا تقل رقيا عن الشكليات.
بالبداية، الفكرة التي يقدمها البرنامج، هي فكرة مهمة لا تتعلق فقط بالدين، بل تتعلق بفلسفة الدين القائمة علي الاخلاق، والتي تعالج
الكثير من الأمور المشتبهة التي يتم الصاقها اليوم بالدين، ويُحاول الوصول لتربية فكرية وترسيخ فلسفة جديدة قائمة علي الاخلاق،
وهُنا قسّم الاخلاق الى فئتين " اخلاق وقاية " و " اخلاق انطلاق " ، وهذا ما تناوله كتابه الجديد بعنوان " الايمان والعصر " .
ليثبت بالنهاية، بانك ان كنت تسير علي الاسلام فعلا، لن يكون حالك كما هو الآن، ولتطرح سؤال علي نفسك: ماذا قدم لي
تديني بهذا الدين وهل انا فعلا امثل ما يدعو اليه الدين ام ان جملة " ان اخطأت فهذا خطئ وليس خطأ الدين " تخلي مسؤوليتنا تجاه
انفسنا وتجاه الدين واصبحنا نُحاول ان ندافع عن الدين مع العلم بأن الدين هو من نزل ليقيم حياتنا فأصبحنا نعبد مظهر الدين دون معرفة
ما يدعو اليه وما يهدف اليه .
ما اهدف اليه، ليس تَرويجاً لبرنَامج معين، ولا اعجابي بطرح مميز، لكني أرى رسالة تستحق منّا التوقف والتمعن بها، فما يحدث اليوم هو سيل
يجرف كل قيمة وكل مظهر متعلق بالدين، وان كان الأمر يحدث بالتدريج . لذا يجب علينا ان نغرس قناعات جديدة ونعزز قيمنا بتغيير نظرتنا
للدين، والاعتماد علي انفسنا بفهم رسالة الخالق لنا، فنحن من نمتلك العقل، ومن لدينا مصادر التشريع، فالدين قد نزل لنا كأشخاص ولم
ينزل لشخوص معينة، ولا لاسماء محددة، لذا فان نترك مسؤولية امر الدين للعالم او القاضي، تلك محاولة اخلاء مسؤولية سنحاسب عليها
يوم القيامة.
المفضلات