بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله
ذكر الله قصة أصحاب الجنة -في سورة القلم- فقال تعالى :
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ , وَلَا يَسْتَثْنُونَ
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ , فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ , فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ , أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ
فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ , أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ , وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ , فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ
كلنا نعرف قصة أصحاب الجنة وإنه كان عندهم مزرعة أو بستان وافر الثمر وكان أبوهم رجل صالح يوزع للمساكين والمحتاجين ثم إن انتهى يدخل الثمر إلى بيته
لما توفي أبوهم وصار البستان وِرث للأبناء دخل في قلبهم الجشع وحب المال فقرروا الاستفراد بنعمة الله على أنفسهم بحكم أن البستان بستانهم والثمر ملكهم
فيبيعوه ويخزنوا المال لهم
"لو تنساق هالقضية فزمننا المفتون لقال الناس هم أحرار فهذا البستان بستانهم وهذا الزرع نصيبهم"
دمر الله بستانهم ...
لذا القضية اللي واردة هي فتنة المال
ومايغيب عننا الواقع الحقيقي كيف الغني يستغني بنفسه والمسكين يكد لحاله لجني رزقنه وتسديد قرضه اللي أصبح لابد منه
أصبحت العطية لها مواسم وبكميات قليلة ولجهات مجهولة
مانستغرب أخوات رزق الله إحداهم بزوج ميسور والأخرى بزوج مترف , لكن حياة كل واحدة منهما تختلف اختلافًا واسع !
ربما الأولى لديها عاملة منزلية ولديها بيت مستقل وأبناؤها مترفين , بينما الأخرى لا شيء مما سبق
هل هذا الوضع هو الطبيعي والصحيح أم يشعر المرء في قلبه أن هناك خلل !
مثال ثاني :
فيلا كالقصر مكمَّلة ومزخرفة وسيارة فارهة أو ربما اثنتان بينما الجار منزله متهاوى ربما به عطل والسيارة -على قده- مثلما يقولون
أصبح الوضع طبيعي ...
مثال آخر:
العرس عند بعض الناس يبدأ بشوفة شرعية ثم خطبة ثم حفلة وعزومة محترمة ثم حفلة ملكة (كتب العقد)
ثم شبكة < لسة ماعرفت مناسبها > ثم حفل الزواج
طيب في ناس موظفة تماما لكن تقضي سنوات تجمع فلوس السيارة ثم فلوس المهر ثم تكاليف الحفل الأخير فقط اللي هو الزواج !
ثم -بعد الزواج- سنوات يقضوها يسددون دين كلما سبق
حتى البركة أصبحت مجرد كلمة تُدار على الألسنة بطريقة خاطئة اللي هي مبروك
فعلا المجتمع والقيم أصبحت مبروكة لا مُباركة ...
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب "
وهذا من ذم الحرص على الدنيا وحب المكاثرة بها والرغبة فيها
ويقول صلى الله عليه وسلم :
"ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأما المنجيات فتقوى الله في السر والعلانية والقول بالحق في الرضى والسخط، والقصد -الاعتدال- في الغنى والفقر
وأما المهلكات فهواً متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه، وهو أشدهن"
.
.
نسأل الله الفائدة والسلامة لنا ولكم ~
المفضلات