لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب

[Јeaη Valjean]

بسم الله الرحمن الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله

ذكر الله قصة أصحاب الجنة -في سورة القلم- فقال تعالى :

إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ , وَلَا يَسْتَثْنُونَ
فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ , فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ , فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ , أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ
فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ , أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ , وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ , فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ



كلنا نعرف قصة أصحاب الجنة وإنه كان عندهم مزرعة أو بستان وافر الثمر وكان أبوهم رجل صالح يوزع للمساكين والمحتاجين ثم إن انتهى يدخل الثمر إلى بيته
لما توفي أبوهم وصار البستان وِرث للأبناء دخل في قلبهم الجشع وحب المال فقرروا الاستفراد بنعمة الله على أنفسهم بحكم أن البستان بستانهم والثمر ملكهم
فيبيعوه ويخزنوا المال لهم
"لو تنساق هالقضية فزمننا المفتون لقال الناس هم أحرار فهذا البستان بستانهم وهذا الزرع نصيبهم"

دمر الله بستانهم ...



لذا القضية اللي واردة هي فتنة المال
ومايغيب عننا الواقع الحقيقي كيف الغني يستغني بنفسه والمسكين يكد لحاله لجني رزقنه وتسديد قرضه اللي أصبح لابد منه
أصبحت العطية لها مواسم وبكميات قليلة ولجهات مجهولة



مانستغرب أخوات رزق الله إحداهم بزوج ميسور والأخرى بزوج مترف , لكن حياة كل واحدة منهما تختلف اختلافًا واسع !
ربما الأولى لديها عاملة منزلية ولديها بيت مستقل وأبناؤها مترفين , بينما الأخرى لا شيء مما سبق
هل هذا الوضع هو الطبيعي والصحيح أم يشعر المرء في قلبه أن هناك خلل !

مثال ثاني :
فيلا كالقصر مكمَّلة ومزخرفة وسيارة فارهة أو ربما اثنتان بينما الجار منزله متهاوى ربما به عطل والسيارة -على قده- مثلما يقولون
أصبح الوضع طبيعي ...

مثال آخر:
العرس عند بعض الناس يبدأ بشوفة شرعية ثم خطبة ثم حفلة وعزومة محترمة ثم حفلة ملكة (كتب العقد)
ثم شبكة < لسة ماعرفت مناسبها > ثم حفل الزواج
طيب في ناس موظفة تماما لكن تقضي سنوات تجمع فلوس السيارة ثم فلوس المهر ثم تكاليف الحفل الأخير فقط اللي هو الزواج !
ثم -بعد الزواج- سنوات يقضوها يسددون دين كلما سبق

حتى البركة أصبحت مجرد كلمة تُدار على الألسنة بطريقة خاطئة اللي هي مبروك
فعلا المجتمع والقيم أصبحت مبروكة لا مُباركة ...

---

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب "
وهذا من ذم الحرص على الدنيا وحب المكاثرة بها والرغبة فيها

ويقول صلى الله عليه وسلم :
"ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأما المنجيات فتقوى الله في السر والعلانية والقول بالحق في الرضى والسخط، والقصد -الاعتدال- في الغنى والفقر
وأما المهلكات فهواً متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه، وهو أشدهن"


.
.
نسأل الله الفائدة والسلامة لنا ولكم ~

[تاج الزعامة]

حجز + يثبت

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الصراحة اول مرة اعرف هذه المعلومة خخخخخخخخ
وكلما قرأت هذه الآية إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
اقول في نفسي كيف الناس من اهل الجنة يعذبون*^*
و دائما اقول راح اقرا تفسير الاية عشان افهم الموضوع لكن كـ عادتي انسى الموضوع بعد قليل

و الان عرفت تفسيرها فجزاك الله خير ضوء على هذه الخدمة^.^

"لو تنساق هالقضية فزمننا المفتون لقال الناس هم أحرار فهذا البستان بستانهم وهذا الزرع نصيبهم"

صحيح فهم سيقولون لم نرتكب حراماوهذا حلالنا ونفعل به مانشاء

فاذا دمر الله بستانهم لانهم لم يتصدقو او لم يدفعو زكاة بستانهم فأين عقول من يصبحون و يمسون على معاصي الله-نسئل الله السلامة-

ربما الأولى لديها عاملة منزلية ولديها بيت مستقل وأبناؤها مترفين , بينما الأخرى لا شيء مما سبق
هل هذا الوضع هو الطبيعي والصحيح أم يشعر المرء في قلبه أن هناك خلل !

في ميزان اليوم لا خلل فهم سيقولون هذا رزق اساقه الله للاول و لم يكن لـ الثاني نصيب فما شأنك انت؟ فلا تتعجبي ان سمعتي عن رجل ينام شبعان و جارة يموت جوعاً الله لا يجعلنا من هذا الصنف يارب

مثال آخر:
العرس عند بعض الناس يبدأ بشوفة شرعية ثم خطبة ثم حفلة وعزومة محترمة ثم حفلة ملكة (كتب العقد)
ثم شبكة < لسة ماعرفت مناسبها > ثم حفل الزواج
طيب في ناس موظفة تماما لكن تقضي سنوات تجمع فلوس السيارة ثم فلوس المهر ثم تكاليف الحفل الأخير فقط اللي هو الزواج !
ثم -بعد الزواج- سنوات يقضوها يسددون دين كلما سبق

هذه مفاخرة قبيحة بين الناس و الضحية هو الزوج و الزوجة فهم يدمرون حياتهم و سعادتهم الزوجية بمقابل مدح الناس و ثنائهم على الحفل الفخم و الجميل

حتى البركة أصبحت مجرد كلمة تُدار على الألسنة بطريقة خاطئة اللي هي مبروك
فعلا المجتمع والقيم أصبحت مبروكة لا مُباركة ...

صحيح الان انتبهت ان كلمة مبروك قصدها الدعاء بالبركة
لكن الان اصبحت كلمة تهنئة تقال بدون اهتمام اكثر من كونها دعاء بالبركة*^*


الانسان بطبعة طمّاع مهما كان معه من اموال و رزق راح يظل يحلم بالكثير و الكثير



جزاك الله خير ضوء على الموضوع المتميز و الرائع
موفقة^.^

[صمت#]

و عليكم السلآم^^
اولا شكرآ على الموضوع المميز
المال فتنة كما انه زينة الحياة الدنيا
يصبح فتنة عندما يبالغ صآحبه في الحصول اليه بكل الطىق الشروعة و الغير المشروعة ،فهذا النوع لا يمكن ان يكون المال زينة لحياته لانه في هذه الحالة فتنة و هدف و ليس وسيلة عيش،
اما الانسان الذي يسعى اليه بالحلال و يحفظ حق الفقرآن و المسآكين فذلك زينة له لانه يادي ما عليه و ياخذ نصيبه،
قد يفكر البعض ان الفقراء قد لا يكونون فقرآء بالفعل فقد تفشت ظاهرة التسول كثيرا
لكن الاعمآل بالنيات فحتى لو كآن من تصدقت عليه ليس اهلا فنيتك كآنت صحيحة و هذا هو المهم
مآ نعطيه كصدقة هو وآجب علينا و حق على الفقرآء
هو بالفعل حقهم و علينا دفعه لان الله فرضه علينا
الله يهدينا و يرزقنا و يجعلنآ من المتصدقين

[زهرة الألب]

ما شاء الله
لي عودة سريعة بعون الله

[Јeaη Valjean]

مرحبا تاج ويعطيك العافية

هذه مفاخرة قبيحة بين الناس و الضحية هو الزوج و الزوجة فهم يدمرون حياتهم و سعادتهم الزوجية بمقابل مدح الناس و ثنائهم على الحفل الفخم و الجميل

الرجل القوي يبحث بدون مايمل ولا يكل عن الزوجة العاقلة فعلا ويضربان بعادات المجتمع المريضة عرض الحائط
لأنه رح ينبلش فعلا هو وزوجته بالضغط والديون والهم
أنا أقول هالكلام الآن لكن إن شاءالله أقدر أطبقها بأبنائي مستقلا ونشوف احنا والزمن الله يكفينا شره

صحيح الان انتبهت ان كلمة مبروك قصدها الدعاء بالبركة
لكن الان اصبحت كلمة تهنئة تقال بدون اهتمام اكثر من كونها دعاء بالبركة*^*

لا مَبْرُوك يعني برك فوقك بعير مثلا من الفعل الثلاثي برَكَ يبرُكُ بَركًا / بُروكًا , فـ بارِكٌ (اسم الفعال) ومبرُوكٌ عليه (اسم المفعول)
لكن مُبارَك هي الدعاء بالبركة من الفعل الرباعي بَارَكَ يُبارِكُ بَرَكةً / مباركةً , فـ مُبارِك بكسر الراء (اسم الفاعل) ومُبارَك بفتح الراء (اسم المفعول)
كان جدي الله يرحمه إذا قله الواحد مبروك قله مبروك عليك
لمزيد من التوضيح حاضرة

ونفعَك الله ونفع بك ^^

[Јeaη Valjean]

و عليكم السلآم^^
اولا شكرآ على الموضوع المميز
المال فتنة كما انه زينة الحياة الدنيا
يصبح فتنة عندما يبالغ صآحبه في الحصول اليه بكل الطىق الشروعة و الغير المشروعة ،فهذا النوع لا يمكن ان يكون المال زينة لحياته لانه في هذه الحالة فتنة و هدف و ليس وسيلة عيش،
اما الانسان الذي يسعى اليه بالحلال و يحفظ حق الفقرآن و المسآكين فذلك زينة له لانه يادي ما عليه و ياخذ نصيبه،
قد يفكر البعض ان الفقراء قد لا يكونون فقرآء بالفعل فقد تفشت ظاهرة التسول كثيرا
لكن الاعمآل بالنيات فحتى لو كآن من تصدقت عليه ليس اهلا فنيتك كآنت صحيحة و هذا هو المهم
مآ نعطيه كصدقة هو وآجب علينا و حق على الفقرآء
هو بالفعل حقهم و علينا دفعه لان الله فرضه علينا
الله يهدينا و يرزقنا و يجعلنآ من المتصدقين

الله يعطيك العافية وينفع بك
التسوّل من بلد لبلد يختلف ومن مكان لمكان يختلف ومن وضع ووضع آخر يختلف
وعموما حتى المتسوّل يقدر يعز نفسه يبيع أي حاجة أو ينتج أي شي بسيطة وأهل الخير ماراح يقصرو معاه ويزيدوه والله يزيده من الخير
أذكر زمان فزيارة لي فسوريا -الله يارب ينصرهم على من بغا عليهم- كان في رجل مبتور القدمين بكرسي يبيع علك , يعني حتى فقدانه لقدميه ماجعله يتسول ويطلب إنما كتب الله له العزة والله يتولاه برحمته وتوفيقه
برضه المسلم بنظري لابد يراعي وين يحط صدقته ويبحث مو حي لله أي واحد قدامك تعطيه وخلص
جزاك الله ووفقك لكل خير

[Јeaη Valjean]

ما شاء الله
لي عودة سريعة بعون الله

أهلا زهرة
كالعادة تبارك الرحمن رح أكون بانتظار ردك المميز
لكن في نقطاك أبغاك تتطرقي لها فضلا لا أمرًا لأني دخلت فيها بجدال واسع وكل فرد عنده حجة قوية (بالبرهان المختصر قدر المستطاع)
متى يقع المسلم في فتنة المال ؟
هل الإسراف ضرب من ضروب فتنة المال ؟ وكيف ممكن يحكم الإنسان على نفسه إنه مسرف أو لا .. وكيف التصرف الأتقى ؟
إيش الفرق بين الإنسان اللي يعطي من ماله وبين اللي يكتفي فقط بإخراج الزكاة ؟ هل أحدهما على خطأ أو على صواب دون الآخر ؟
وجزاك الله خير مقدمًا ^^

[تاج الزعامة]

مرحبا تاج ويعطيك العافية


الرجل القوي يبحث بدون مايمل ولا يكل عن الزوجة العاقلة فعلا ويضربان بعادات المجتمع المريضة عرض الحائط
لأنه رح ينبلش فعلا هو وزوجته بالضغط والديون والهم
أنا أقول هالكلام الآن لكن إن شاءالله أقدر أطبقها بأبنائي مستقلا ونشوف احنا والزمن الله يكفينا شره


لا مَبْرُوك يعني برك فوقك بعير مثلا من الفعل الثلاثي برَكَ يبرُكُ بَركًا / بُروكًا , فـ بارِكٌ (اسم الفعال) ومبرُوكٌ عليه (اسم المفعول)
لكن مُبارَك هي الدعاء بالبركة من الفعل الرباعي بَارَكَ يُبارِكُ بَرَكةً / مباركةً , فـ مُبارِك بكسر الراء (اسم الفاعل) ومُبارَك بفتح الراء (اسم المفعول)
كان جدي الله يرحمه إذا قله الواحد مبروك قله مبروك عليك
لمزيد من التوضيح حاضرة

ونفعَك الله ونفع بك ^^

اهلا فيك و ربي يعافيك^^

بالله عليك وين هذه الزوجة العاقلة؟ دليني عليها و اكون لك ممنون
احيانا افكر و اقول اذا خطبت و اقترب وقت الزواج راح اتفاهم مع الزوجة عشان نترك حركات المجتمع و حركات الحريم الي مافيها الي البلابس اقول في نفسي مين راح يطيعني خخخخخخخ حتى لو كانت الزوجة مقتنعة بكلامي راح تقول كيف تريدني اكون اقل من بنات الناس


ههههههههه الله يكثر الامهات من امثالك ضوء و الله يرزقكن الذرية الطيبة يارب
فعلا الام هي الاهم فحتى لو كانت الزوجة مقتنعة بكلام زوجها راح تكون متأثرة بكلام امها التي تقدّس العادات و التقاليد السيئةفان كانت الام همّها دينها و رضى ربها في تربية ابنائها راح يظهر ذلك في طبع و اخلاق الابناء^.^
ااااااامين و يكفينا بلاوية يارب


هههههههه انا فاهم معناها خخخخخخخخخ لكن انا قصدت ايش المغزى من قول الناس للعريس او غيرة مبروك وعرفت من موضوعك ان قصدهم يدعون لك بالبركة لكن اخطاؤ الكلاااااااااام

ههههههههه جدك الله يرحمة قصدة ان يبرك عليك شي خخخخخ لكن الناس ماراح تفهم مقصدة لانهم ضعيفين في اللغة العربية

شكرا لك ضو وكل شي واضح جزاك الله خيرلكن اذا حابة تعملين لنا حصة تقوية عربي ماراح نرفض


امين يارب و نفعنا الله بعلمك و حلمك يارب

[Memoяίes]

لقد طغت الحياة المادية على الروحية في هذا العصر ...

بالاضافة الى محاربة الناس في لقمة عيشهم اصبح المال هو شريان الحياة الأساسي ومصدر السعادة ...

الأمثلة التي ضربتها تعتبر الان هي الحالة الطبيعية التي يجب ان يكون عليها المجتمع، وما عدا ذلك هو شيء غريب ومستهجن.

المظاهر ايضا "قتلتنا" ... ولا استثني نفسي!

أظنها أسباب تجعلنا نفتتن بالمال ونحرص عليه ونسعى للحصول عليه بأية طريقة والأدهى من ذلك .. كل هذه الامور جعلتنا عديمي الاحساس ... لا نبذل المال في وجوه الخير الا ما ندر والا من رحم ربي ...


شكرا لك عزيزتي الضوء المفقود على الموضوع ...
هي مشكلة تمثل خطبا جللا في قيم المجتمع التي انقلبت رأسا على عقب

برأيي أن يبدأ كل انسان بنفسه ... اصلاح النفس اولا ... الله يقدرنا على هذا الشيء الصعب في هذا الزمن الصعب.

بالتوفيق للجميع ،،،

[الامبـراطــور/ة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ^^

- بارك الله هذه التذكرة -

هذه الحياة بأكملها إختبارات وإبتلاءات ، المال بحد ذاته يقع تحت مسمى الإبتلاء - فتنة المال -



فنرى كثير من الأمثلة لمن إبتلوا بالمال ولكن تلاحظون الفرق في الطريقة التي يسلكها الفرد ! فمن إغتر بالمال ولم يشكر ربه هنا وقع في عمق الفتنة ، ومن شكر وحمد نجى وفاز .

سأعطيكم هذين المثالين المقتبسين من أحد المواضيع :-

* إقتباسة *


*نموذج 1*

قول الله - تعالى -: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ. وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي...)(القصص:76- 77).
مشهد واقعي، ومثال حي لفتنة المال، يقصه القرآن الكريم علينا للتذكر والاعتبار، والتحذير من عبودية شهوة المال التي فتن بها قارون فطغى وبغى، وجحد آلاء الله - تعالى - ونعمه عليه، وهو يقول كفراً واغتراراً: (إنما أوتيته على علم عندي) مستكبراً على الله وعلى العباد بمال الله؛ فكان من الهالكين، وعبرة للناس أجمعين.

" نموذج 2*

وفي مقابل هذا المثال المهين تحضر قصة سليمان - عليه السلام -، الذي آتاه الله - تعالى - ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، سلطاناً من جنود الإنس والجن، والطير والريح، والثروات، ومع كل ذلك ما طغى ولا بغى، وما ينبغي له، بل كان معترفاً بفضل الله عليه، شاكراً لأنعمه، وهو يقول: (..هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)(النمل:40)، ويقول: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)(النمل:19).

أعتقد أنه يتضح لنا بشكل جلي فضل الشكر ، والشكر له مظاهر عديدة : منها الصدقة ، فما كانت الصدقة إلا تزكية للمال وتنقية له وتقربة إلى الله ، ومن كان إغتراره بماله سبب في بعده عن الله فقد ضاع وخسر (.. وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)(التوبة:34).

والمال من أعظم أنواع الفتن وأشدها ، لحب النفس البشرية لها وقد فطرت على هذا ! (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً)(الفجر:20).


المال من الأشياء التي تواجهنا في كل دقيقة في حياتنا ، ولهذا لا يسعنا سوى الدعاء بأن يقينا الله شر فتنة المال ونجاهد النفس على عدم الضياع والإغترار بالمال لرغبات ومصالح دنيوية تنتهي بالزوال .



أسأل الله أن يقينا من فتنة المال ويجعلنا من الشاكرين على الدوام ..
بارك الله فيك أختي ^^

[زهرة الألب]

سبحان الله لما أكتب عودة سريعة يعني سأعود بعد حينٍ من الدّهر

التفاتة جميلة يا ضوء، وخيراً ذكرتِ فأوجزتِ ..
قصّة أصحاب الجنّة نتعلّم منها أشياء كثيرة ، ودروس وعبر وعظات لعلّ " فتنة المال " كانت أكبرها
وقد أخذ الجشع منها نصيبَ البطولة ..
الجشع مرضُ من أمراض القلوب ، التي هي أكبرُ تأثيراً على الإنسان من مرض الجسد، وانظروا إليهِ كيفَ هداهم سبيلَ الضلال ؟
ما أذهلني في التفسير أنّهم ما إن رأوها قالوا إنّا لضالون ، ظنّوا أنّهم أضاعوا طريق بستانهم لأنّهم لم يتعرّفوا عليه، وحينَما تبيّن لهم
أنَّهُ هو قالوا " بل نحنُ محرومون " عرفوا مصيبتهم..
لذلك كانت هذه " النعمة " امتحاناً لهم وابتلاءً ، فكما بلونا أصحاب الجنة .. بلونا مشركي قريش ..
وقد قال الله سبحانه وهو أعلم بنا " وتحبّون المال حبّاً جمّاً " ..

"لو تنساق هالقضية فزمننا المفتون لقال الناس هم أحرار فهذا البستان بستانهم وهذا الزرع نصيبهم"

صدقتِ ، إلّا من رحم الله.

متى يقع المسلم في فتنة المال ؟

ما وجدتُ إلّا ما وجدّتيه ، ولكن أزيدُ بحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلّم- الذي أخرجه الترمذي:
"إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال" وقد قال في حديث غيره " تعس عبدُ الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة .... "
أي الحريص عليه الطالب على جمعه وحفظه كأنّه خادمه.

وبقوله-تعالى- :
- " إنّما أموالكم وأولادكم فتنة " .

هل الإسراف ضرب من ضروب فتنة المال ؟ وكيف ممكن يحكم الإنسان على نفسه إنه مسرف أو لا .. وكيف التصرف الأتقى ؟

إنّا لمسؤولون عن المال غداً ، من أين اكتسبناه وفيما أنفقناه؟
ولذلك وجب على كل من علم هذا أن يلتزم في هذا المال حدود الله ولا يتعدّاها.. ويطلب فيه ما أحلّه الله ..
إن كانَ المالُ نفسُه فتنةً فكيفَ بالإسرافِ فيهِ وهو مذموم ؟
أمّا ضابطُ الإسراف فهو على أنواع، لأنّ هنالك من هو غني وهنالك من هو ميسور الحال وهنالك من هو فقير،
فلكل واحدٍ منهم حدُّ معيّن يُقَدّر فيعرف منه أمسرِفٌ أم لا ؟
وقد وجدتُ سؤالاً عشوائيّاً هنا في إجابتهِ تفصيلٌ لسؤالك ( هـــــنـــــا )

والتصرّف الأتقى مع المال أن يراقبَ الإنسانُ نفسه ويراقبَ اللهَ في كلّ حركاته وسكناته، وأن يزيد من علمه الشرعي حولَ ثقافة المال،
ليعرفَ أنّه امتحانُ وفتنة وزينةٌ ونعمة،وأن يحرصَ كلّ الحرصِ على ألّا يدخلَ ضمنَ المبذّرين والمسرفين،
ولا ريبَ من كوننا بشراً ناقصين فبالتأكيد قد لا نصلُ للكمال في هذا الأمر، لكنّ الله ما يكلّف النفس إلا وسعها،
لذلك حسبَ قدرته واستطاعته أن يبذل جهده ويجاهدَ نفسه ليعبدَ الله في ماله ولا يعصيه فالمالُ مالُ الله ونحنُ مستخلفون في الأرض، والله ناظرٌ ماذا نصنع ؟
وقد كان يوجد صحابة-رضوان الله عليهم - أغنياء وأصحاب مال وفي سيرهم العطرة أمثلة بديعة في زهدهم فيه،
وتصرّفهم وجهادهم والكثير، فلنقتبس من هديهم نوراً ولننتبه ولنتّعظ.

إيش الفرق بين الإنسان اللي يعطي من ماله وبين اللي يكتفي فقط بإخراج الزكاة ؟
هل أحدهما على خطأ أو على صواب دون الآخر ؟

كلّ زكاةٍ صدقة، وليس كل صدقة زكاة..
لفظ الصدقة أعم من الزكاة، أي هنالك علاقة بينهما " عموم وخصوص"
لكن الزكاة ركن من أركان الإسلام، بينما الصدقة لا..
سؤالك ذكّرني مباشرة بحديثين وأعتذر للإطالة لا أدري كيف أربطهما باختصار:

الأوّل:
(( عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ
يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً
وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا ))

والثاني:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلّم-
فَقَالَ: أَرَأَيْت إذَا صَلَّيْت الْمَكْتُوبَاتِ، وَصُمْت رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْت الْحَلَالَ، وَحَرَّمْت الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛
أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

في هذا الحديث الثاني، سأل الصحابي عن أهم شيء يدخله الجنة وهو أداء الفرائض، والزكاة من الفرائض ولو لم تذكر في سياق الحديث،
فهي مضمنة، فــفي البخاري عن أبي أيوب أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
(أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم).

أي أنّ مؤدّي الفرائض يدخل الجنّة إن شاء الله، فماذا لو زاد على الفريضة ؟ أي جزاءٍ يعدّه الله له؟
ولذلك هنا الميدان .. حيثُ يتنافس المتنافسون، فالجنّة مراتب ودرجات ومنازل وفردوس أعلى ... وكلّ يعملُ طمعًا في نيلِها ،
عسى الله أن يجعلنا وإيّاكم من أهلها ولا يحرمنا دخولها.
ولذلك تجدين في شرح الحديث الأوّل ثمّة تنافس في الدين وتفضيل بين الناس، أي زد بطاعاتك الأخرى وأبشر ،

قال ابن رجب : فَكَان الفقراء يَحزَنُونَ على فواتِ الصَّدقة بالأموال التي يَقدِرُ عليها الأغنياء ،
ويَحْزَنُون على التخلُّف عن الخروجِ في الجهاد ؛ لِعَدَم القُدْرَة على آلَتِه . اهـ .

مُنافسة الأغنياء للفقراء ، وعدم ترك شيء مِن العمل الصَّالح اعتِمادا على ما عند الإنسان من نفقة ونفع الناس ،
بل يُنافس في جميع الخيرات ؛ لأن الراغب في الدار الآخرة لا يَتْرُك شيئا مِن الأعْمَال ؛ لأنه لا يَدري ما هو العمل الذي يُدخِله الجنة .

والله تعالى أعلم

وجزاك الله خيراً يا ضوء، استمتعت كثيراً وأنا أبحث، أشياء جديدة وأشياء ذكّرتينا فيها، باركَ الله فيكِ،
أحببت الصور وإدراجها بين السطور في الجمل وبساطته وحجم الرسالة ، جعله الله في ميزان حسناتك.

[Kukuri Yukizome]

السلام عليكم ورحمة الله

سلمت يمناك عزيزتي على هذا الموضوع الرائع ^__^

نهانا ديننا عن الإسراف وأن نحسن الإنفاق ونفكر بالمحتاج

اتذكر بأحد الأعراس كانوا يغسلون أيديهم بالمسك بدل الماء هذا عدا كميات كبيرة من الطعام فوق الحاجة تلقى في القمامة

فلنتذكر كيف كان يعيش نبينا الكريم ببساطته ورضاه بالقليل فقد كانت تمر أيام على نبينا لا يجد فيه شق تمرة

عفانا الله