مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2

المواضيع: المواطن المستقر

  1. #1

    المواطن المستقر

    Felis Catus

    يقول المفكّر الفرنسيّ اتييان دولابواسييه في كتابه (العبودية الطوعية ) عندما يتعرّض بلد ما لقمع طويل، تنشأ أجيال من النّاس لا تحتاج إلى الحرية، وتتواءم مع الإستبداد، ويظهر فيه ما يمكن أن نسميه "المواطن المستقر" (الخامل)

    في ايامنا هذه يعيش المواطن المستقّر في عالم خاصٍّ به وتنحصر اهتماماته في ثلاثة أشياء:
    1/ الدِّين أو المعتقد الفكري..
    2/ لقمة العيش والكد لجمع الأموال..
    3/ كرة القدم أو النشاط اللاهي السلبي عموما ..

    فالدِّين عند "المواطن المستقر"
    لاعلاقة له بالحقّ والعدل، وإنّما هو مجرد أداء للطّقوس واستيفاء للشّكل لا ينصرف غالباً للسّلوك .. فالّذين يمارسون الكذب والنّفاق والرّشوة بلا حرج.. يشعرون بالذنب فقط إذا فاتتهم إحدى الصّلوات !
    وهذا المواطن لا يدافع عن دينه، إلا إذا تأكّد أنّه لن يصيبه أذى من ذلك... فقد يتظاهر مثلاً .. ضدّ الدانمارك عندما تنشر رسوماً للرّسول لكنّه لا يفتح فمه بكلمة واحدة مهما بلغ عدد المعتقلين في بلاده ظلماً أوعدد الّذين ماتوا تحت التّعذيب !

    لقمة العيش هي الرّكن الثّانى لحياة "المواطن المستقر.." فهو لا يعبأ إطلاقاً بحقوقه السّياسيّة، ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتّى يكبروا ويؤمن لهم البيئة الداجنة.. فيزوج البنات ويوظّف الأبناء، ثمّ يحجّ إلى بيت الله الحرام استعداداً لحسن الختام.

    أمّا في كرة القدم، فيجد "المواطن المستقّر" تعويضاً له عن أشياء حرم منها في حياته اليوميّة
    كرة القدم تنسيه همومه وتحقّق له العدالة الّتي فقدها.. فخلال 90 دقيقة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع...

    المواطن المستقّر هو العائق الحقيقيّ أمام كلّ تقدّم ممكن... ولن يتحقق التّغيير إلا عندما يخرج هذا المواطن من عالمه الضّيق.. ويتأكّد أنّ ثمن السّكوت على الإستبداد أفدح بكثير من عواقب الثّورة ضدّه !!


  2. ...

  3. #2

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter