بسم الله الرحمن الرّحيم
الحمدلله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أمّا بعد..
من عظيم امتنان الله ، وكثير كرمه وجوده ، وسعة رحمته وغفرانه، سبحانه الذي يعلمُ من خلق
وهو اللطيف الخبير أن امتنَّ علينا بمواسم الطّاعات، لمّا علِمَ أنَّ كلّ ابن آدَمَ خطّاء ،
غفرَ لنا وعفى عنّا وتابَ علينا و شرّعَ لنا مواسمَ وأوقاتٍ نجبرُ فيها كسورنا وتقصيرنا وقصورنا في عباداتنا خلال العام..
وها قد آنَ لشعبان أن يمضي، ولـرمضان أن يُطلَّ علينا، تفصلنا عنه أيّامٌ معدودات ،
فهالله الله بشغلِ أنفسكم بتحصيلِ زادٍ يقوّيكم على المسير ويقوّي عزمكم ويشحذُ همّتكم
على الشهر الفضيل القريب أوانه، و كما قال الله-تعالى-: "وتزوَّدُوا فَإنَّ خيرَ الزّادِ التقوى " ..
فإنَّ ممّا يزيدُ هذه التقوى في القلوب تحصيلُ العلم الصحيح النّافع الذي يدفعنا إلى العملِ المقبول الصالح ،
فإيمانٌ يزيدٌ وعملٌ إلى الله-تعالى-يُرفَع.
وعلى هذا الهدي ، فإنَّ أشهر عبادة في رمضان هي قراءة القرآن الكريم،
فشهرُ رمضانَ هو الشهرُ الذي أنزلَ فيهِ القرآن خيرُ الكُتُبِ،
الذي فيه نبأ من قبلنا وخبرُ ما بعدنا وحكمُ ما بيننا ،
والذي أنزلَهُ اللهُ لنتدبّرَ آياتِه فقال: "أفلا يَتَدَبَّرونَ القرآنَ أمْ عَلَى قُلُوبٍ أقْفَالُها " .
فإنّ ممّا يُعينُ على تدبُّرِ كتابِ الله-تعالى- كُتُبُ التفسير ممّا أُثِرَ عن النبيّ-صلى اللهُ عليه وسلّم-،
ولستُ هنا بصددِ ذكرها كلّها اليومَ ولكن من بابِ الفائدة
أنصحُ بكتاب تفسير السعدي-رحمه الله- لما فيه من سهولة عبارة وإجمالِ لفظٍ
وخلاصةِ قول ليكونَ رفيقًا لدربكَ خلال شهرِ رمضان، فتقرأ وردَكَ وختمتكَ والتفسير ، فتتدبّرَ وتتنوّروتزداد.
فالعبرة في التدبُّر ،
فما بالُ آكلِ الربا يقرأ آيات النهي عن الربا ويختم القرآن مرّاتٍ عديدةٍ دون أن يستشعرَمعنى الآية
أو يلتزمَ بأوامرها ونواهيهــا ؟
الانتفاعُ بالاستعانةِ بالله والدعاء ثمّ التدبّر..
ولذلك اليومُ جئتُ بكتابينِ لا غنى لأحدٍ عنهما قبلَ وأثناء شهر رمضان المبارك، ألا وهما:
1- لطائفُ المعارف - لابن رجب الحنبلي.
أمّا الكتاب الأوّل فمصنّف في مجلد واحد في 600 صفحة،
وإليك أيّها القارىء نصيحة: على الأقل انظر للفهرس واقرأ بضعَ فصول تتخيّرها،
أو ربّما مواضيع أعجبتكَ عناوينها، أو لو كنتَ مجتهدًا فتضع لكَ وردًا لمدّة شهر أو أكثرَ تحدّده بينكَ ونفسك.
وهنا أنصحُ بقراءةِ - فصول رمضان- للتزوّد.
اضغط على الرابط
--------------------
2- التبيان في آداب حملة القرآن- للنووي.
وأمّا الآخر فكتابٌ لطيف خفيف وتحتاجه في رمضان وغير رمضان،
وفحواهُ واضحٌ من اسمه وجليٌّ غيرَ أنَّ فيهِ أشياء عظيمة ولفتات كثيرة،
وتنبيهات لطيفة وفوائدَ جمّة لحامل كتاب الله-تعالى- وقارىء القرآن، فالزم قراءته، فإنّهُ بعدَ اللهِ مُعينُكَ.
اضغط على الرابط
فهذان كتابان يفتحانِ عليكَ بابَ التدبّر والتأمّلِ والتفكّر والخشوع، فما يضرُّكَ لو قرأتَ منهما قليلاً ؟
هما هنا على سبيل المثال لا الحصر..
في أمان الله
المفضلات